يَـا شَــادِيَ الــرُّوحِ // بقلم المبدع // الشاعر عارف عاصي

يَـا شَــادِيَ الــرُّوحِ
==========
فِي قَـلْبِيَ الـيَـوَْم أَلْوَانٌ مِنَ الحُـرَقِ
كُـلِّي بِكُلِّي يُـنَاجِي النُّورَ فِي الفَـلَقِ

...

وَ اللَّـيـْلُ مُطَّرِدٌ وَ الصُّـبْحُ مُخْـتَـنِـقٌ
وَ العُمْرُ وَلَّى وَ مَا قَدْ فَاتَ مِنْ رَمَـقِ

فَالـنَّفْسُ تَحـْيَا اغْتِرَاباً فِي شَوَاطِـئِهَا
وَ المَـوْجُ آَتٍ عَـلَى وَعْـدٍ مِنَ الغَـرَقِ

قَارَعْتُ عُمْراً وَ بَـاتَ القَـلْبُ مُـتَّـكـِئـاً
يُـنَـازِعُ الهَـوْلَ فِي وَادٍ مِنْ القــَلَـقِ

مَـدَدتُّ كَـفِّي فَـعَـادَ الكَفُّ مُهْـتَـرِئـاً
وَ يَشْـرَبُ الرِّيُّ فِي قَـحْـلٍ بِـلا وَدَقِ

يَا كُـلَّ ظِـلِّي وَ أَلْـوَانِي وَ مِحْـبَـرَتِي
يَـا رِفْقَـةَ الـدَّرْبِ قَدْ بِـتْـنَا لِمُفْـتـَرَقِ

تِـلْـكَ المَرَايَـا تَشَظَّتْ فِي مَخَـايِـلـِهَا
وَ أَنْـكَرَتْ وَجَـهَ طِـفْـلٍ عَـابِـثٍ نَـزِقِ

قَـدْ أَنْـكَرَتْـنِي عُـيُـونٌ فِـي تَرَقُّـبِـهَا
وَ الرَّسْـمُ شَاخَ بُـفُرْشَاةٍ مِنَ الـغَسَقِ

رَسَمْتُ حُـلْماً فَوَلَّى الحُلْمُ فِي هَـرَبٍ
وَ أَرْسَـلَ الدَّمْـعَ مِـدْرَاراً مِنَ الحَـدَقِ

رَجِعْتُ لِلطِّفْلِ فِي أَمْسِي عَلَى وَجَـلٍ
نَـاجَـيْتُ فِيهِ اِصْطِـفَـاءَ الرُّوحِ لِـﻷَلَـقِ

فَـعَاتَـبَـتْـنِي عُـيُونُ الطِّـفْلِ غَاضـِبَـةً
فَذُبْتُ فِي خُلْوَتِي إِذْ خُـنْتُ مُـتَّـسَقِي

عَاهَدتُّ ظِلا مَضَى وَ الطِّفْلُ يَرْمـُقُنِي
فَضَـاعَ عَهْدِي وَ مَا أَبْـقـَيْتُ مِنْ وَثَـقِ

يَشُوقُـنِي الأَمْسُ وَ الدُّنْـيَا تُـرَاوِدُنِي
عَنْ نَـفْسِهَا قَدْ كَفَىَ هـَيَّـا لِمُسـْتـَبِقِ

فَزِدتُّ فِي نَهـْمـَتِي أَشْرِي تَـدَلُـلَـهَـا
فَـنِـلْتُ حَظّـاً يَـزِيـدُ القَـيْـدَ بِالعُـنُـقِ

فَكِّي قُـيُودِي فَقَدْ أَدْمـَيْتِ مِعْصَمـَهَـا
وَ حَـرِّرِيـنِـي لأُفْـقٍ فِـيـهِ مُنْطَـلَـقِي

مَـلَـلْتُ عَزْفِي بِأَوْتَـارِ الأَسَى زَمَـنِي
أَتُـوقُ لِـلْفَـرْحِ لَـوْ حَرْفـاً عـَلَى وَرَقِ

لأَرْسَـمَ الـكَوْنَ مِنْ نُـورٍ وَ مِنْ زَهَـرٍ
وَ مِنْ فـَرَاشٍ أَتَى بِالْـفـَرْحِ لِلـطُّـرُقِ

يَا صَفْوَ عُمْرٍ مَضَى هَلْ فِيك مُرْتَـجَـعٌ
لِـتُـنْعِشَ الرُّوحَ أَخْرِجْنِي مِنَ الـنَّـفَقِ

نَاجَـيْتُ كَوْنِي وَ هَـذَا الأُفْـقُ مُؤْتَـلِقٌ
فِي لَـوْحَةٍ ِوَجـْهُـهَا وَلَّـى لِمُـنْعَـتِـقِ

عَزَفْتُ فِي كَرْبِهَا وَتَـرِي عـَلَى شَجَنٍ
فَـهَـلْ سَـأَعْزِفُ لِـلأَفْـرَاحِ مُعْـتَـنَقِي

فَـمَا اِشْـتِـيَـاقِي لأَحْـزَانٍ تٍُـلازِمـُنِي
وَ اللَّـيْـلُ شَجْوٌ بِصَوْتِ البَائِسِ الحَنِقِ

يَا شَادِيَ الرُّوحِ طِرْ لِـلأُفْـقِ فِي وَلَـعٍ
لِلْعِـتْقِ وَ اعْصِرْ لَـهَـا وَرْداً مَعَ الحَبَقِ

وَ عِشْ جَـدِيـداً بِـعَـوْنِ اللهِ مـُنـْتَصِراً
وَ وَزِّعِ الشَّـدْوَ سَعْـداً فَـرَّ مِنْ قَْـلَـقِ

يَا شَادِيَ الرُّوحِ يَـا هَمْساً يُـلاطِفُـنِي
قَـدْ ذُبْـتُ شَوْقاً ﻷُنْـسٍ فِيهِ مُنْعـَتَقِي

يَـا رَبِّ ذَنْـبِي يُحِيطُ الرُّوحَ يَسْجِـنُـنِي
يَـا رَبِّ عَــفْــواً لِـعَـبْـدٍ شَـارِدٍ أَبِـقِ

يَـا رَبِّ إِنِّـي رَهِـيـنٌ رَامَ مُـنْـطَـلَـقـاً
فَـكُنْ مُعـِينِيَ فِي سُـهْـدٍ وَ فِي أَرَقِ
=======
عارف عاصي