قصيدة في بحر الطويل
ـــــــــــ
أَلا ما بِها الْأَطْلالُ لِلْخَدِّ تَلْطِمُ ***** فَهَلْ حَلَّ فيها بِالْمَنِيَّةِ مَأْتَمُ
وَلَسْتُ أَرى إِلاَّ رُسوماً تَجَهَّمَتْ ***** وَفي بُقْعَةٍ مَزابِلٌ وَتَهَشُّمُ
وَمِنْ قَبْلُ كانَتْ بِالْوَضاءَةِ جَنَّةً ***** وَأَرْبابُها تُقْري الْوُفودَ وَتُكْرِمُ
وَفي ذَلِكَ الْمَساءِ لَمَّا أَتَيْتُها ***** وَبِتُّ بِها في راحَةٍ أَتَنَعَّمُ
فَأَبْصَرْتُ مِنْ وَراءِ سِتْرٍ غَزالَةً ***** تَفيضُ جَمالاً لِلْإِماءِ تُكَلِّمُ
فَفارَقَني نَوْمٌ لِفَرْطِ بَهائِها ***** وَخِلْتُ بِأَنِّي رُبَّما كُنْتُ أَحْلُمُ
وَفي لَحْظَةٍ دَنَتْ بِقُرْبي صَبِيَّةٌ ***** وَفي يَدِها ظَرْفٌ بِشَمْعٍ مُخَتَّمُ
فَقالَتْ بِأَنَّ رَبَّةَ الْبَيْتِ أَرْسَلَتْ ***** تُريدُ جَواباً عَنْهُ وَالْأَمْرُ مُبْهَمُ
فَضَضْتُ الْكِتابَ وَاخْتَلَيْتُ بِسَرْدِهِ ***** فَأَيْقَنْتُ أَنَّهُ كِتابٌ مُطَلْسَمُ
وَلَمْ يَكُ بِالْإِمْكانِ فَكُّ رُموزِهِ ***** وَما فيهِ إِلاَّ نَجْمَةٌ وَمُنَجِّمُ
وَمِنْ فَوْقِها قَلْبٌ تَسيلُ دِماؤُهُ ***** وَمِنْ تَحْتِها وَجْهٌ خَفِيٌّ مُلَثَّمُ
فَقُلْتُ لِنَفْسي كَيْفَ أَسْعى لِفَهْمِهِ ***** وَكُلُّهُ أَلْغازٌ وَحَلُّهُ يُفْحِمُ
وَلَمْ أَنْتَبِهْ حَتَّى بَدا الصُّبْحُ صادِحاً ***** وَما كادَ سِرُّ ذَلِكَ اللُّغْزِ يُفْهَمُ
وَكانَ عَلَيَّ أَنْ أُغادِرَ بُقْعَةً ***** لِأَنَّ الْحَياةَ رِحْلَةٌ وَتَعَلُّمُ
وَدارَتْ بِنا الْأَيَّامُ وَالدَّهْرُ حِكْمَةٌ ***** لِمَنْ شاءَ خِبْرَةً لِعَقْلِهِ تَرْحَمُ
وَحافَظْتُ مُخْلِصاً عَلى ظَرْفِ لُغْزِها ***** إِلى أَنْ هَداني لِلْحَقيقَةِ قَيِّمُ
فَأَثْبَتَ لي بِأَنَّها زَوْجُ مُجْرِمٍ ***** وَفي بَيْتِهِ سَجينَةٌ تَتَأَزَّمُ
وَما قَلْبُها الدَّامي سِوى حُبُّ فارِسٍ ***** قَضى نَحْبَهُ عَنْ مَوْتِهِ تَتَأَلَّمُ
فَعُدْتُ إِلى نَفْسِ الْمَكانِ وَقَدْ مَضى ***** لَيالٍ وَأَيَّامٌ وَوَقْتٌ مُقَسَّمُ
فَلَمْ أَرَ إِلاَّ بُقْعَةً قَدْ تَهالَكَتْ ***** وَرَسْماً بِهِ الْأَشْواكُ وَالْجُرْذُ يَنْعَمُ
فَغادَرْتُهُ أُرْثي لِحالِهِ مُشْفِقاً ***** وَما زِلْتُ في لِقائِها أَتَوَسَّمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب والشاعر المغربي مصطفى بلقائد.
ـــــــــــ
أَلا ما بِها الْأَطْلالُ لِلْخَدِّ تَلْطِمُ ***** فَهَلْ حَلَّ فيها بِالْمَنِيَّةِ مَأْتَمُ
وَلَسْتُ أَرى إِلاَّ رُسوماً تَجَهَّمَتْ ***** وَفي بُقْعَةٍ مَزابِلٌ وَتَهَشُّمُ
وَمِنْ قَبْلُ كانَتْ بِالْوَضاءَةِ جَنَّةً ***** وَأَرْبابُها تُقْري الْوُفودَ وَتُكْرِمُ
وَفي ذَلِكَ الْمَساءِ لَمَّا أَتَيْتُها ***** وَبِتُّ بِها في راحَةٍ أَتَنَعَّمُ
فَأَبْصَرْتُ مِنْ وَراءِ سِتْرٍ غَزالَةً ***** تَفيضُ جَمالاً لِلْإِماءِ تُكَلِّمُ
فَفارَقَني نَوْمٌ لِفَرْطِ بَهائِها ***** وَخِلْتُ بِأَنِّي رُبَّما كُنْتُ أَحْلُمُ
وَفي لَحْظَةٍ دَنَتْ بِقُرْبي صَبِيَّةٌ ***** وَفي يَدِها ظَرْفٌ بِشَمْعٍ مُخَتَّمُ
فَقالَتْ بِأَنَّ رَبَّةَ الْبَيْتِ أَرْسَلَتْ ***** تُريدُ جَواباً عَنْهُ وَالْأَمْرُ مُبْهَمُ
فَضَضْتُ الْكِتابَ وَاخْتَلَيْتُ بِسَرْدِهِ ***** فَأَيْقَنْتُ أَنَّهُ كِتابٌ مُطَلْسَمُ
وَلَمْ يَكُ بِالْإِمْكانِ فَكُّ رُموزِهِ ***** وَما فيهِ إِلاَّ نَجْمَةٌ وَمُنَجِّمُ
وَمِنْ فَوْقِها قَلْبٌ تَسيلُ دِماؤُهُ ***** وَمِنْ تَحْتِها وَجْهٌ خَفِيٌّ مُلَثَّمُ
فَقُلْتُ لِنَفْسي كَيْفَ أَسْعى لِفَهْمِهِ ***** وَكُلُّهُ أَلْغازٌ وَحَلُّهُ يُفْحِمُ
وَلَمْ أَنْتَبِهْ حَتَّى بَدا الصُّبْحُ صادِحاً ***** وَما كادَ سِرُّ ذَلِكَ اللُّغْزِ يُفْهَمُ
وَكانَ عَلَيَّ أَنْ أُغادِرَ بُقْعَةً ***** لِأَنَّ الْحَياةَ رِحْلَةٌ وَتَعَلُّمُ
وَدارَتْ بِنا الْأَيَّامُ وَالدَّهْرُ حِكْمَةٌ ***** لِمَنْ شاءَ خِبْرَةً لِعَقْلِهِ تَرْحَمُ
وَحافَظْتُ مُخْلِصاً عَلى ظَرْفِ لُغْزِها ***** إِلى أَنْ هَداني لِلْحَقيقَةِ قَيِّمُ
فَأَثْبَتَ لي بِأَنَّها زَوْجُ مُجْرِمٍ ***** وَفي بَيْتِهِ سَجينَةٌ تَتَأَزَّمُ
وَما قَلْبُها الدَّامي سِوى حُبُّ فارِسٍ ***** قَضى نَحْبَهُ عَنْ مَوْتِهِ تَتَأَلَّمُ
فَعُدْتُ إِلى نَفْسِ الْمَكانِ وَقَدْ مَضى ***** لَيالٍ وَأَيَّامٌ وَوَقْتٌ مُقَسَّمُ
فَلَمْ أَرَ إِلاَّ بُقْعَةً قَدْ تَهالَكَتْ ***** وَرَسْماً بِهِ الْأَشْواكُ وَالْجُرْذُ يَنْعَمُ
فَغادَرْتُهُ أُرْثي لِحالِهِ مُشْفِقاً ***** وَما زِلْتُ في لِقائِها أَتَوَسَّمُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكاتب والشاعر المغربي مصطفى بلقائد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق