السبت، 25 يونيو 2016

طريدةٌ...الشاعر عبد الرزاق محمد الاشقر

((…
طريدةٌ...))
تأبى عليّ عذوبةُ الكلماتِ أنْ تنقادَ للمعنى
و الفكرةُ الحسناءُ مثلُ طريدةٍ
أبداً أصوبُ نحوَها و السّهمُ يخطئُ كلّ مرّةْ
و سأنصبُ الأفخاخَ في كلّ اتّجاهْ
و طريدتي تصطادُني في كلّ حينْ .
أَوَتسألينْ؟
كلّ المعاني لا تليقُ بحضرتِكْ
و في غيابِكِ ترزحُ الأفكارُ في ظلّ التّناقضِ و المجونْ
و بحفلةٍ منْ ألفِ ليلةْ
تنثرينَ ثراءَكِ الأخّاذَ في كلّ العيونْ.
ليسَ الغبارُ عليكِ وحدَكِ بلْ عليّ
و أنا المزركشُ بالمنى
و دموعُ عينكِ عقدُ نحر ٍلؤلؤيّ
ينحازُ في ردّ السّنا
يا ليتنا كنّا
زماناً وحدَنا
لنزيلَ عنْ كلّ المعاني ما تعلّقَ منْ غبارْ
مصباحُ هذي الفكرةِ الرعناءِ في عينيهِ ثارْ
ما زالَ في المعنى بقيةُ قاتلٍ عشقَ التّتارْ
و زيّنَتْهُ حبيبتُهْ
بالجلنارْ.
ما زالَ في المعنى تشبّثُ طاغيةْ
لو أوردوهُ الماءْ
لوّثَ كلّ نبعٍ للحياةْ
و لمْ يزلْ يقتاتُ من دمِنا الرّعافْ
و يلوكُ أجسادَ البراءةِ بالزّعافْ
و يظنّنا لمْ نكتشفْ
أنّ السّياسةَ غافيةْ.
و تشدّني الأفكارُ نحوَ عباءةٍ مطويةٍ كانتْ لجدّي
حينَ أورثَني الكرامةَ وحدَها
منْ غيرِ زخرفةٍ
و بلا رتوشْ
هذي العباءةُ كمْ عروسٍ خبّأتْ بجمالِها
و تعادُ تطوى مثلَما كانتْ
و تستثني النّعوشْ.
لا فكرتي نضجتْ
ولا كلّ المعاني مشرعةْ
في حضرةِ التّدميرِ
لمّي الأمتعةْ
و ستأبقينْ
يا فكرةً
ليستْ كثيرًا ممتعةْ
و أنا المحاصرُ وسطَ هذي المعمعةْ.
لا ليستْ الكلماتُ تنقذُني
و لا سيلُ المعاني المترعةْ.
عبدالرزاق محمد الأشقر. سوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق