نافذة ..
على كتب التراث
أثر الشعر و تأثيره في حياة العرب قديما
و نصائح للشاعر و الناثر ..
قد يمتنع الشعر على قائله ، و لا يسلس حتى يبعثه خاطر يطربه ، أو صوت حمامة .
قال الفرزدق :
أنا أشعر الناس عند اليأس ، و قد يأتي علي الحين ، و قلع ضرس عندي ، أهون من قول بيت من الشعر .
و قال الراجز :
قال الفرزدق :
أنا أشعر الناس عند اليأس ، و قد يأتي علي الحين ، و قلع ضرس عندي ، أهون من قول بيت من الشعر .
و قال الراجز :
انما الشعر بناء ... يبتنيه المبتنونا
فاذا ما نسقوه ... كان غثا أو سمينا
ربما واتاك حينا ... ثم يستصعب حينا
فاذا ما نسقوه ... كان غثا أو سمينا
ربما واتاك حينا ... ثم يستصعب حينا
و أساس ما يكون الشعر في أول الليل قبل الكرى ، و أول النهار قبل الغداء ، و عند مفاجأة النفس و اجتماع الفكر . و أقوى ما يكون الشعر عندي على قدر قوة أسباب الرغبة أو الرهبة .
قيل للخريمي :
ما بال مدائحك لمحمد بن منصور بن زياد ، أحسن من مراثيك ؟ . قال :
كنا حينئذ نعمل على الرجاء ، و نحن اليوم نعمل على الوفاء ، و بينهما بون بعيد .
و الدليل على صحة هذا المعنى ، و صدق هذا القياس ، أن كثير عزة ، و الكميت بن زيد كانا شيعيين غاليين في التشيع ، و كانت مدائحهما في بني أمية أشرف و أجود منها في بني هاشم . و ما لذلك علة الا قوة أسباب الطمع .
و قيل لكثير عزة :
يا أبا صخر ! . كيف تصنع اذا عسر عليك الشعر ؟ . قال :
أطوف في الرّباع المحيلة ، و الرياض المعشبة ، فان نفرت عنك القوافي ، و أعيت عليك المعاني ، فروّح قلبك ، و أجم ذهنك ، و ارتصد لقولك فراغ بالك و سعة ذهنك . فانك تجد في تلك الساعة ما يمتنع عليك يومك الأطول ، و ليلك الأجمع .
ما بال مدائحك لمحمد بن منصور بن زياد ، أحسن من مراثيك ؟ . قال :
كنا حينئذ نعمل على الرجاء ، و نحن اليوم نعمل على الوفاء ، و بينهما بون بعيد .
و الدليل على صحة هذا المعنى ، و صدق هذا القياس ، أن كثير عزة ، و الكميت بن زيد كانا شيعيين غاليين في التشيع ، و كانت مدائحهما في بني أمية أشرف و أجود منها في بني هاشم . و ما لذلك علة الا قوة أسباب الطمع .
و قيل لكثير عزة :
يا أبا صخر ! . كيف تصنع اذا عسر عليك الشعر ؟ . قال :
أطوف في الرّباع المحيلة ، و الرياض المعشبة ، فان نفرت عنك القوافي ، و أعيت عليك المعاني ، فروّح قلبك ، و أجم ذهنك ، و ارتصد لقولك فراغ بالك و سعة ذهنك . فانك تجد في تلك الساعة ما يمتنع عليك يومك الأطول ، و ليلك الأجمع .
قال بلال بن جرير سألت أبي جريرا ، فقلت له :
انك لم تهج قوما قط ، الا وضعتهم ، غير بني لجأ ؟ . قال :
يا بني ! . اني لم أجد شرفا فأضعه ، و لا بناء فأهدمه . و قد يكون الشيء مدحا فيجعله الشعر ذما ، و يكون ذما فيجعله الشعر مدحا .
قال حبيب الطائي " أبو تمام " في هذا المعنى :
انك لم تهج قوما قط ، الا وضعتهم ، غير بني لجأ ؟ . قال :
يا بني ! . اني لم أجد شرفا فأضعه ، و لا بناء فأهدمه . و قد يكون الشيء مدحا فيجعله الشعر ذما ، و يكون ذما فيجعله الشعر مدحا .
قال حبيب الطائي " أبو تمام " في هذا المعنى :
و لولا خلال سنها الشعر ما درى ... بغاة الندى من أين تؤتى المكارم
ترى حكمة ما فيه وهو فكاهة ... و يقضى بما يقضى به ، و هو ظالم
ترى حكمة ما فيه وهو فكاهة ... و يقضى بما يقضى به ، و هو ظالم
ألا ترى الى بني عبد المدان الحارثيين ، كانوا يفخرون بطول أجسامهم ، و قديم شرفهم ، حتى قال فيهم حسان بن ثابت :
لا باس بالقوم من طول و من غلظ ... جسم البغال و أحلام العصافير
فقالوا له : و الله يا أبا الوليد ، لقد تركتنا و نحن نستحي من ذكر أجسامنا بعد أن كنا نفخر بها . فقال لهم :
سأصلح منكم ما أفسدت . فقال فيهم :
سأصلح منكم ما أفسدت . فقال فيهم :
و قد كنا نقول اذا رأينا ... لذي جسم يُعد و ذي بيان
كأنك أيها المعطى لسانا ... و جسما من بني عبدالمدان
كأنك أيها المعطى لسانا ... و جسما من بني عبدالمدان
...
بنو أنف الناقة
و كان بنو حنظلة بن قريع بن عوف بن كعب ، يقال لهم : بنو انف الناقة ، يسبّون بهذا الأسم في الجاهلية . ( و سبب ذلك أن أباهم نحر جزرورا ، و قسم اللحم ، فجاء حنظلة ، و قد فرغ اللحم ، و بقي الراس ، و كان صبيا ، فجعل يجره ، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : أنف الناقة . فلقب به ، و كانوا يغضبون منه ) حتى قال فيهم الحطيئة :
سيري أمامَ فان الأكثرين حصى ... و الأكرمين اذا ما ينسون أبا
قوم هم الأنف ، و الأذناب غيرهم ... و من يسوّي بأنف الناقة الذنبا
قوم هم الأنف ، و الأذناب غيرهم ... و من يسوّي بأنف الناقة الذنبا
فعاد هذا الاسم فخرا لهم ، و شرفا فيهم .
و كان يقال أن الواحد منهم ، كان يترك عشيرته و يتسمى باخرى ، خجلا من اسم قبيلته ، الا أنه بعد شعر الحطيئة ، أصبح الآخرون يريدون الانتساب اليهم .
و كان يقال أن الواحد منهم ، كان يترك عشيرته و يتسمى باخرى ، خجلا من اسم قبيلته ، الا أنه بعد شعر الحطيئة ، أصبح الآخرون يريدون الانتساب اليهم .
......
و كان بنو نمير أشراف قيس و ذؤابتها ، حتى قال جرير فيهم :
فغض الطرف انك من نمير ... فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فما بقي نميري الا طأطأ رأسه . حتى أن حبيب الطائي ( أبا تمام ) ضرب المثل بضعة بني نمير بعد شعر جرير . قال :
فسوف يريكم ضعة هجائي ... كما وضع الهجاء بني نمير
......
من مجموعة من كتب التراث العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق