الأحد، 13 نوفمبر 2016

حتى متى بقلم صلاح العشماوي

حـتى مـتى؟
صبت كؤوس الوجد فارتجف الهـوى
فـي أضـلُـعـي وتـبـدلـت أركـانـي
وبدا ارتعاشي يسـتفيض و خافـقي
كـالـطـيـر يشـكـو غـربة الأوطـان
فَـلكـم ثمـلت و مـانسـيـت تـذكري
لـعـهـودهـا مــع أنــه أنـْســانـي
ويـحــي فـمـا أدركـت يومـًا أنـني
أمـضـي إلـيـهـا مُـغْـمـض الأجـفانِ
مـا عُـدت أدري مـا أحـلَّ بـداخلـي
وكـأن شـيـئـًا قـد غـزا و جـدانـي
فـأنـا الـذي يـزداد ظـمـأي كـلـّمـا
وافـيـت عـذب بـحـورهـا فسقانـي
وغـدوت أسـأل حـائـرًا مـاذا جـرى
مـاذا دهـانـي؟ مـا الذي أضـنانـيْ؟
مـا أنْ تـعلـق ذا الـفـؤاد بـظـبـيَـةٍ
ألـحـاظـهـا قـد أرّقــت أجــفـانـي
فـتـحـول الـقلـب السـعـيد بحـبـها
صـبـَّاً خـــفـوقـًا شــارد الأذهــانِ
بـرزت تُـحـاكـي البدر حـين رأيـتها
وكـأنَّ عيـني قــد رأت عــنـوانـي
شـهـدت لها النجمات حـسن جمالها
ولـوصـفـهـا لا يـسـتوي الـقمرانِ
تـصـبو لـهـا الأشـعار حـين أخـطها
وبـسـحــرهـا مـنـسـابـة أوزانـي
يـا نسـمة الصـبح التي مـرّت بـنـا
فـلتـسكـني فـي صـدريَ الولـهانِ
كُـونـي رسـولًا لـلـمـحبـة بعدمـا
لامـسـت ذاك الـوجـه والـوجـدان
يامـن لـها قضَّ الغرام مضـاجـعي
صـبري على ذاك الجـوى أعـيانـي
حـتى مـتى سيـظل جفـني حـائرًا
حـتى مـتى يا مهـجتي سأعـانـي
حتى متى سيـهز أطـراف الدجـي
أصـداءُ يـأسـي دون أن تلـقـانـي
أشـكـو إليك ومـا مللت تـواجـدي
فـي ليـلـك الغـافي على أحزاني
أقـتـات من كاس المـرار تصـبُّـري
وأُمـنِّي أشـواقـي مـع الحـرمـانِ
أدنـو إلـى طـيـفٍ يـؤازر وحـدتي
ولَـكـم تحسـس لـوعـتي فـرثاني
أنـت التـي أذْكـت حروب لـواعجي
وأقـمت في سـاح الهوى عصياني
و لك امتـطيت جواد أحـلامي التى
أمسـت بـأوراقـي سطـور أمانـي
يا نبض نبضي قـد ملكت حشاشتي
ومـشـاعـري فـيـضٌ بـلا شـطـآن
صبي كؤوس الصـبر بين جـوانحي
عـلّي أُريـح الـقـلـب بـضـع ثـوانِ
أو فـاخـرجـي مـن ذكرياتي كلهـا
ودعـيـني أرجـع حيث كان مكـاني
هيا انزلي من فوق عرشك لحـظـة
ودعـي غـرورك طـالـمـا أدمانـي
كوني على عطشي كغيث سـحـابة
بـه أحـتـمي مـن لفحـة الهـجـران
هيا اعبري من فوق نبض قصـائدي
كـفراشـة تغـفو علـى أغـصـانـي
ﻻ تـتـركي هـذي الحـروف حـزينة
هي دمعتي، هي لوعتي، و حنانـي
يا أنـتِ سـري، يـا ربـيـع جـداولي
حـتى مـتى أحـيـاكِ فـي كـتـمـانِ؟
'''''...................
صلاح العشماوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق