الجمعة، 6 يناير 2017

سراب /// للمبدع /// وليد الاصفر

كف عنك التشوق حان الرحيل ...
هي شمس الشموس وصلها مستحيل ...
يا صريع الغرام ترفق بقلب ......

أرهقته السفار وعز الوصول ...
واسل عن حبها فما من سبيل ...
حبها قاتل وانت القتيل ...
إن درب الغرام التياع و حزن ...
وجنون على المدى أو ذهول ...
إنه الموج كالجبال علوا ...
هاجه النوء والضجيج عويل ...
من يروم السلامة ينأى بعيدا ...
تاركا حصنها فهواها وبيل ...
...........................
إن طبع اللجاجة نهج قبيح ...
خاطئ ولو جاء منه الجزيل ...
كنت أعمى البصيرة بل كنت شخصا ...
فاقد الرشد ضل عنه السبيل ...
تدعي العشق كل يوم جديد ...
وتديم الخضوع باكيا أو تطيل ...
راجيا عطفها مستضاما شجيا ...
تظهر الحب دائما أو تقول ...
فهل الحب صورة قد تراها ...
بهجة للعيون وطرف كحيل ...
.................................
أنت كل ما تريده الجسد الفاني ...
وحبك للروح شيء قليل ...
إنها الشهوة المريضة حقا ...
ليس فيها الغرام النقي الجميل ...
كم سفيه تغزل فيها قديما ...
يدعي الطهر والفؤاد ذليل ...
لقنته الدروس حصة بعد أخرى ...
ورمته كما تزال الوحول ...
أنت كالفأر عب شيئا كثيرا ...
من وعاء به السم والسلسبيل ...
ثم رام التراجع والبطن منه ...
واسع فاستحال منه القفول ...
إن حكم العدالة في من تعدى ...
يبرم العصر هادئا يا خليل ...
................................
خانك الدهر والفؤاد جريح ...
خائب الظن والسراب خذول ...
تلثم الباب إثر لمس يديها ...
جانبيه جوى والفراق طويل ...
مثلما تنسل الحمائم حزنا ...
ريشها إن تعذر منها الهديل ...
صرت في الناس مضغة كيف ترضى ...
أن ترى مطرقا والدموع تسيل ...
إن موت المتيم في الصمت خير ...
من حياة بها شامت أو عذول ...
كف عنك التمني فما من رجاء ...
جبل شاهق وعزم كليل ...
................................
وليد الأصفر
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق