نحن اليوم في حضرة قصيدة عشق عذرية راقية لشاعر متمكن يملك ناصية الحرف كما يملك ناصية القانون هو -كما تعودت ان اناديه- استاذ الاساتذة الشاعر المحامي خالد خبازة
فـــــــدى لعينيـــك
إلى مــتى فــي هـــواك القـــلب ينتظــر
......................... فــدىً لعينيــك ، هذا الخافــق البطـــــرُ
ردي عن الخافق المجنـــــون سَـوْرته
........................ يــكاد من ألــق الأحـــداق ، يســــتعــر
نــهر من الفتنــة النشــوى يـــدغــدغه
....................... يــكاد في ضفتيــه الشوقُ ، ينصهــــر
من مقلة ، ضجَّ فيها السحر واصطخبت
....................... فيـــها الأنوثة ، و الأحلام ، والصــور
....
ياخمرة ، في دم المشتاق ما استعرت
.................. إلا و عانـــق فيها المقــــلة ا لخطـــر
صـبي له ، من كؤوس اللحظ مترعـة
.................... ما عـاد يسكره الخمر التي اعتصروا
كل الكـؤوس ، سوى عينيـك فارغــة
................... لولا عيــونك ، لا خمـــرٌ و لا سكـــر
صــبي .. فشتــان بين ا لخمر نرشـفها
.................... وبيــن رشفـــة ثغـــرٍ ، ملؤها السكر
قنديـل عينيــك ، أطيــاف مشعشعــة
.................... أرى الإله بــها نـــــورا ، فأنبـــهر
لـكم تـصـورت نـور الله في حــــدق
.................... حـتى أرتنيــه، في أحداقها ، الصور
...
سمراء .. والمقلتان الخضر تأسـرني
.................. والســاحران : سكون الليل والسحَــر
كل البحـار ، إلى عينيـــــك تحملني
................... و دون أمواجهـــا الأنـواء والخطــر
يا وردة في عــــرى الوجدان غافيـة
.................. لولاك ، ما طلعت شمس ، ولا قمــر
في تحليل القصيدة التي ارهقتني بثرائها وبسلاسة الانتقال من موصوع لآخر والعودة الى حيث بدأ دون املال ولا تكرار لا ارى إلا عاشقا رقيقا أضناه الشوق وأزرى به الحنين يستهل قصيدته الوجدانية الرائعة- دون مقدمات- بالعتاب بعد أن ضاق ذرعا بالانتظار..ولكنه عتاب موشى بالفداء ( فدى لعينيك)... وبماذا يفديهما؟.... بقلبه البطر!.. والبطر يحتمل معنيين: شدة المرح، والتكبر... ولا احسبه عنى الثانية! ويردف عتابه بطلب -يحمل معنى الرجاء- ( ردي عن الخافق المجنون).. ماذا ترد ايها الشاعر العذب؟.. (.. سورته )! وأرى قي اختياره كلمة سورة بلاغة وإيجازا رائعين؛ فهو لم يقل ثورة، بل سورة.. والسورة حدة وشدة وهياج وقوة مندفعة تعني ماهو اكبر من الثورة واعتى!... ما هو سبب سورة قلبك ايها العاشق الرقيق؟.. إنه ( ألق الاحداق) الذي يكاد يوري النار في قلبه (كاد يستعر)!! .. ولا يتركنا الشاعر الولهان نظن ان هذا وحده هو سبب معاناته، ولا يدعنا نخمن بل يشرح بإسهاب مسوغات واسباب تبتله : فثمة ( نهر من الفتنة النشوى) تدغدغ قلبه، وصبره يكاد ينصهر كما ينصهر الفولاذ!... وفي اختياره كلمة دغدغة عذوبة وصورة بيانية رائعة فالدغدغة هي تجميش المغابن او اخمص القدم؛ وباللغة العامية ( كركرة) فهذه الفتنة العارمة لا تؤذيه بل تنشيه، وتستثير الفرح والبهجة والسرور!... وهنا يناقض قوله السابق بأن قلبه يكاد يحترق، وهذا التناقض يوضح ما فعله الحب به وحرمه حتى من انسجام كلامه في التعبير عن مشاعره!!.. و.. ويردف مفسرا حالة الوله والهيام التي يكابدها بوصف عينيها بكلمات قليلة تجمع كل معاني الحب والانبهار: فهما مزيج من السحر المصطخب والانوثة الطاغية والأماني العذبة والصور... (فيها الانونة والاحلام والصور).... فماذا يقال بعد هذا في الحبيب؟... لا شيء الا الاصغاء لندائه، فهاهو يناديها بملء فيه (ياخمرة في دم المشتاق).. فمقلتاها دنان خمر ما أسكره من خمر إلاها( ما عاد يسكره الخمر الذي اعتصروا).. فكل شيء خواء إلا عيناها فهما الخمر والثمل (لولا عيونك لا خمر ولا ثمل)!.. ويمضي شاعرنا محلقا في فضاءات الإبداع وتيه الوجد الأنيق؛... أين الثريا من الثرى واين خمور الاندرين من لثم شفاه تنضح خمرا(.. وبين رشفة ثغر).. ويعيدنا الى العينين كرة أخرى كخيل إمرىء القيس الاصيل :مكر مفر مدبر مقبل معا.. فيرى في المقلتين قناديل اسطورية تضيء ظلمات النفوس، فتريه الذات الالهية نورا (ارى الاله بها نورا) في تجليات صوفية تذكرنا برابعة العدوية... فيغطش بصره من شدة الضياء (وانبهر)!... ولا يرحمنا شاعرنا من اللهاث خلف صوره الساحرة وبيانه المذهل بل يجرنا الى اتون جمال محبوبته وسحرها... فهي سمراء سمرة عربية اصيلة وعيناها خضراء كالسندس وكلاهما يسحرانه-ويسحراننا معه- ليقدم لنا تشبيها بليغا بين المحبوبة وسحر الطبيعة :فهما كهدوء الليل يعانق لحظات السحر (والساحران سكون الليل والسحر)!.. ويح شاعرنا الذي عشق حبيبة شبهها ببحر إليه تنتهي به كل البحور، و إليها تحمله رغم ثوران الامواج وتكالب الخطر (ودون امواجها الانواء والخطر)...
ويختم قصيدته الجزلى بتشبيه الحبيبة بالورد.. وهل ثمة اجمل وارق من الورود واعذب من عطرها؟... ولكنها وردة تغفو في وجدانه ( يا وردة في عرى الوجدان غافية).. ماذا أيها السامق بعد هذا النداء؟... لا شيء إلا الإكبار والانبهار والمبالغة بأنها.. ولها.. ومن اجلها تشرق الشمس ويبزغ القمر (لولاك ما طلعت شمس ولا قمر)!!!!!<br>
لا شك ان شاعرنا الفذ قد أبدع بكل المقاييس ونقل لنا صورا غاية في الروعة وقد بحثت-صراحة- عن هنة او وهن في قريضه فما افلحت... فإن وجدتم ليتكم تشيرون وتشاركوني قلمكم الناقد
فـــــــدى لعينيـــك
إلى مــتى فــي هـــواك القـــلب ينتظــر
......................... فــدىً لعينيــك ، هذا الخافــق البطـــــرُ
ردي عن الخافق المجنـــــون سَـوْرته
........................ يــكاد من ألــق الأحـــداق ، يســــتعــر
نــهر من الفتنــة النشــوى يـــدغــدغه
....................... يــكاد في ضفتيــه الشوقُ ، ينصهــــر
من مقلة ، ضجَّ فيها السحر واصطخبت
....................... فيـــها الأنوثة ، و الأحلام ، والصــور
....
ياخمرة ، في دم المشتاق ما استعرت
.................. إلا و عانـــق فيها المقــــلة ا لخطـــر
صـبي له ، من كؤوس اللحظ مترعـة
.................... ما عـاد يسكره الخمر التي اعتصروا
كل الكـؤوس ، سوى عينيـك فارغــة
................... لولا عيــونك ، لا خمـــرٌ و لا سكـــر
صــبي .. فشتــان بين ا لخمر نرشـفها
.................... وبيــن رشفـــة ثغـــرٍ ، ملؤها السكر
قنديـل عينيــك ، أطيــاف مشعشعــة
.................... أرى الإله بــها نـــــورا ، فأنبـــهر
لـكم تـصـورت نـور الله في حــــدق
.................... حـتى أرتنيــه، في أحداقها ، الصور
...
سمراء .. والمقلتان الخضر تأسـرني
.................. والســاحران : سكون الليل والسحَــر
كل البحـار ، إلى عينيـــــك تحملني
................... و دون أمواجهـــا الأنـواء والخطــر
يا وردة في عــــرى الوجدان غافيـة
.................. لولاك ، ما طلعت شمس ، ولا قمــر
في تحليل القصيدة التي ارهقتني بثرائها وبسلاسة الانتقال من موصوع لآخر والعودة الى حيث بدأ دون املال ولا تكرار لا ارى إلا عاشقا رقيقا أضناه الشوق وأزرى به الحنين يستهل قصيدته الوجدانية الرائعة- دون مقدمات- بالعتاب بعد أن ضاق ذرعا بالانتظار..ولكنه عتاب موشى بالفداء ( فدى لعينيك)... وبماذا يفديهما؟.... بقلبه البطر!.. والبطر يحتمل معنيين: شدة المرح، والتكبر... ولا احسبه عنى الثانية! ويردف عتابه بطلب -يحمل معنى الرجاء- ( ردي عن الخافق المجنون).. ماذا ترد ايها الشاعر العذب؟.. (.. سورته )! وأرى قي اختياره كلمة سورة بلاغة وإيجازا رائعين؛ فهو لم يقل ثورة، بل سورة.. والسورة حدة وشدة وهياج وقوة مندفعة تعني ماهو اكبر من الثورة واعتى!... ما هو سبب سورة قلبك ايها العاشق الرقيق؟.. إنه ( ألق الاحداق) الذي يكاد يوري النار في قلبه (كاد يستعر)!! .. ولا يتركنا الشاعر الولهان نظن ان هذا وحده هو سبب معاناته، ولا يدعنا نخمن بل يشرح بإسهاب مسوغات واسباب تبتله : فثمة ( نهر من الفتنة النشوى) تدغدغ قلبه، وصبره يكاد ينصهر كما ينصهر الفولاذ!... وفي اختياره كلمة دغدغة عذوبة وصورة بيانية رائعة فالدغدغة هي تجميش المغابن او اخمص القدم؛ وباللغة العامية ( كركرة) فهذه الفتنة العارمة لا تؤذيه بل تنشيه، وتستثير الفرح والبهجة والسرور!... وهنا يناقض قوله السابق بأن قلبه يكاد يحترق، وهذا التناقض يوضح ما فعله الحب به وحرمه حتى من انسجام كلامه في التعبير عن مشاعره!!.. و.. ويردف مفسرا حالة الوله والهيام التي يكابدها بوصف عينيها بكلمات قليلة تجمع كل معاني الحب والانبهار: فهما مزيج من السحر المصطخب والانوثة الطاغية والأماني العذبة والصور... (فيها الانونة والاحلام والصور).... فماذا يقال بعد هذا في الحبيب؟... لا شيء الا الاصغاء لندائه، فهاهو يناديها بملء فيه (ياخمرة في دم المشتاق).. فمقلتاها دنان خمر ما أسكره من خمر إلاها( ما عاد يسكره الخمر الذي اعتصروا).. فكل شيء خواء إلا عيناها فهما الخمر والثمل (لولا عيونك لا خمر ولا ثمل)!.. ويمضي شاعرنا محلقا في فضاءات الإبداع وتيه الوجد الأنيق؛... أين الثريا من الثرى واين خمور الاندرين من لثم شفاه تنضح خمرا(.. وبين رشفة ثغر).. ويعيدنا الى العينين كرة أخرى كخيل إمرىء القيس الاصيل :مكر مفر مدبر مقبل معا.. فيرى في المقلتين قناديل اسطورية تضيء ظلمات النفوس، فتريه الذات الالهية نورا (ارى الاله بها نورا) في تجليات صوفية تذكرنا برابعة العدوية... فيغطش بصره من شدة الضياء (وانبهر)!... ولا يرحمنا شاعرنا من اللهاث خلف صوره الساحرة وبيانه المذهل بل يجرنا الى اتون جمال محبوبته وسحرها... فهي سمراء سمرة عربية اصيلة وعيناها خضراء كالسندس وكلاهما يسحرانه-ويسحراننا معه- ليقدم لنا تشبيها بليغا بين المحبوبة وسحر الطبيعة :فهما كهدوء الليل يعانق لحظات السحر (والساحران سكون الليل والسحر)!.. ويح شاعرنا الذي عشق حبيبة شبهها ببحر إليه تنتهي به كل البحور، و إليها تحمله رغم ثوران الامواج وتكالب الخطر (ودون امواجها الانواء والخطر)...
ويختم قصيدته الجزلى بتشبيه الحبيبة بالورد.. وهل ثمة اجمل وارق من الورود واعذب من عطرها؟... ولكنها وردة تغفو في وجدانه ( يا وردة في عرى الوجدان غافية).. ماذا أيها السامق بعد هذا النداء؟... لا شيء إلا الإكبار والانبهار والمبالغة بأنها.. ولها.. ومن اجلها تشرق الشمس ويبزغ القمر (لولاك ما طلعت شمس ولا قمر)!!!!!<br>
لا شك ان شاعرنا الفذ قد أبدع بكل المقاييس ونقل لنا صورا غاية في الروعة وقد بحثت-صراحة- عن هنة او وهن في قريضه فما افلحت... فإن وجدتم ليتكم تشيرون وتشاركوني قلمكم الناقد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق