السبت، 15 يوليو 2017

صراع /// للمبدعه /// شفيقة غلاونجي

قصة قصيرة
( صراع )
عجيب أمر ذلك الفتى ... تراه قوياً ، صلداً ، مثقفاً .... يجابه الصعاب فيذللها ، تعصره الآلام فيدحرها .... سنون طويلة مرت لفته برداء من الهموم والعذاب صقلت نفسه وروضتها وروتها من كأس الأحزان فتشعبت جذورها في أرض يباب مقفرة ... ظمأى ... ثبتت تلك النفس وجعلتها تقاوم عواصف الحياة ، وأمواجها العاتية ......
عجيب أمره فعلا ... كل ذلك لم يبعد عنه ذاك الصراع المؤلم ... صراع النفس مع ذاتها ..
قد يكون صراع الإنسان مع ندّه صعباً أحياناً ، ولكن هناك نهاية لهذا الصراع فإما غالب أو مغلوب ... هناك نتيجة لهذا الصراع ، مهما كانت هذه النتيجة فسوف تخلو بعدها الساحة وينجلي غبار المعركة عن منتصر ومهزوم .... فالمنتصر زاده النصر ثقة بنفسه ، والمهزوم حفزته الهزيمة على استعادة كرامته التي هدرت ، ودفعته إلى مزيد من العمل .
ولكن صراع النفس مع ذاتها ، من المنتصر ومن المهزوم ؟!!
أتنتصر النفس على النفس ؟!!! أتنهزم النفس أمام النفس ؟!!!
آه ما أصعب هذا !!! خصوصا عندما تكون نقطة الصراع بسيطة ...
كحب فتاة طائشة تعلق بها بعد أن أغرته فأصبحت نارا تلسع كيانه ... رياحاً تزعزع جذوره حتى تكاد تقتلع تلك الجذور التي ثبتت أمام رياح أشد منها ...
هو لا يريد أن يمتلك تلك الفتاة بقدر ما يريد أن يمتلك نفسه ويعيد ثقته بها .
وتجري الأيام ناسجة مع الهموم شباكاً لزجة تكبل الفتى وتغرقه في لجة عميقة تتجاوب فيها أصداء تناحر الخصمين هو ...... وهو !!!!
صور تترى ... أشباح تتراقص فوق قمة ما ... أحجار وأتربة تتدحرج ... غبار يعربد في السماء....أصوات تجلجل فوق القمة ... تظهر من بين الأحجار ذراعان ممدودتان ...فتيتان تتشبثان بالأخيلة فتفر من بين أصابعها ...
ويصرخ الفتى .... أيها الأشباح ألا يلحظ أحد منكم تلك اليدين ؟!!!! ألا تجيبون ؟!!! آه لقد نسيت أنكم أشباح !!!
ظلام كثيف يخيم ... لا ........لا .. تتعالى أصوات الفتى ـ أنا لا أحب الظلام ... لا .... لا ... بل أحبه فأنا أدفن عذابي وآلامي ...
الأشباح لا تجيب ... أين أنتم يا من لستم أشباحاً خذوا بيدي ... أما من أحد يجيب ؟!!!
شفيقة غلاونجي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق