الثلاثاء، 15 يناير 2019

ضمد جراحك // بقلم المبدع // الشاعر بشير بشير

ضَـمِّـد جِـراحَـكَ
***
قالت عَـليمَةُ أَمـري وهيَ لائِـمَةٌ
ما لـي أَراكَ حـزيناً كابِـيَ الـبَصَرِ
...
ما زلتَ تَطْمَعُ فـي لَيلَى وقد هَدَمَتْ
كلَّ الـجسورِ وما أَبقَتْ ولـم تَـذَرِ
وقَطَّعتْ من حـبالِ الـوَصْلِ أَمْتَنَها
ومـا سِـواهُ بِـلا رِفـقٍ ولا حَـذَرِ
وأَرسَلَتْ من بـعيدٍ أَنَّـها بَـرِئَتْ
من الـغَـرامِ فما بالـقلبِ من أَثَــرِ
وتَـدَّعـي أَنتَ أَنَّ الـحُبَّ مُـنتَصِرٌ
مَـهما تَـصَرَّفت الأقْـدارُ بالـبَشَـرِ
وأَنَّ تلكَ الَّتي قَـصَّتْ أَنـامِـلُها
جَـناحَ حُبِّكَ ما زالت مُـنَى الـعُـمُرِ
وأَنتَ تَـجزِمُ أَنَّ الشَّمْلَ مُـجْتَمِعٌ
بـعدَ الـشَّتاتِ ولا تَهتَـمُّ بالـنُّـذُرِ
هَيهاتَ تلكَ أَبـاطيلٌ تُـرَدِّدُهـا
ما نِلتَ منها سوى الإِمعانِ في الكَدَرِ
ضَمِّدْ جِراحَكَ واسْتسلِمْ فإِنَّ هَوَىً
ما فيهِ من أَمَـلٍ من أعـظَمِ الـخَطِرِ
فقلتَ مَـهلاً فما في اللَّومِ فائِـدَةٌ
تُـرْجَى لَـدَيَّ وما قلبي بِـمُـنْزَجـِرِ
ولستُ مُـنْصَرِفاً عن حُـبِّها أَبَداً
وما أُبـالـي بِـحِرْمانـي ولا ظَـفَري
وقد رَضِـيتُ بكُلِّ الظُّلمِ مُـقتَنِعاً
بما يُـسَطِّـرُهُ فـي صَفحَتي قَـدَري
***
بشير عبد الماجد بشير
السُّودان
من ديوان ( أميرة )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق