الأربعاء، 20 فبراير 2019

عبل // بقلم المبدع // الشاعر عارف عاصي

عَـــبْــــلٌ
======
يَـا عَـنْـــتَـرَ الأَبْـطَـالِ فِـي مُـتَـرَدَّمِ
قُـمْ لِلْـحَـبِـيـبَـةِ لا تَـكُـنْ بِـالمُـحْـجِمِ
...
بَـاتَـتْ عُـبَـيْـلٌ تَـرْتَـجِـيـكَ بِـنَـظْـرَةٍ
تَحْوِي المُـنَى . وَ الوَجْهُ لَـمْ يَـتَـلـَثَّمِ
شَـغَفُ المُحِبِّ لَدَى الحَبِـيبِ مُحَـبَّـبٌ
وَ الـقَـلْـبُ يَـهْـفُـو لِلْوِصَالِ الأنـْعَـمِ
مَـا بَالُ سَـيْـفِكَ عَـنْـتَراً فِي غـِمْـدِه
صَــدِأَتْ سُــيُــوفٌ دُونَ أَيِّ تَــقَـدُّمِ
يَـا عَـنْـتَرَ الأَحْـبَـابِ يَا وَهْـمَ الهَـوَى
هَـذَا الـجَـوَادُ أَرَاهُ بِـالْـمُـتَـحَـمْـحِـمِ
لَــبَّـىَ الـجَـوَادُ نِـدَاءَ عَــبْـلٍ نَـخْـوَةً
ثَـمِـلَـتْ كُـؤُوسَـكَ لِـلْـخَـوَا بِـتَـرَنَّـمِ
الـشِّـعْـرُ جَـفَّ بِـحَـلْـقِ كُلِّ مُـخَاتِـلٍ
لا شِعْرَ يُـرْجَىَ وَ الحَبِـيبَـةُ تَرْتـَمِـي
فِـي أَلْـفِ سِجْنٍ قَـامَ رَجْعُ نَـحِـيبِـهَا
يَـرْجُو المُحِـبَّ لِـنَـجْـدَةٍ مِـنْ مُـغْـرَمِ
وَاهـاً دَعِيَّ العِـشْـقِ يَا عـَبْدَ الهَـوَى
أُمْـكُـثْ خَـنُـوعـاً بِالـجِـواءِ اﻷَسْـحَمِ
عَـبْـلٌ تُـبَـاعُ عَـلَـى المَـدَائِـنِ كُـلِّـهَا
وَ عُـبَــيْـدُ عَـبْـلٍ فِي الأَذَلِّ الأَوْخَـمِ
لَـوْ كُـنْـتَ حُـراً فَـالسُّـيُـوفُ تَـرُدُّهَا
وَ تُـقِيمُ مُـعْـوَجّـاً فـَيُـبْصِرُ مَنْ عَمِي
عَــبْــلٌ عِــرَاقٌ أَوْ شَــآَمٌ نِــيـلُــهَـا
نَـهْـرٌ مِنَ اﻷَحْـزَانِ لَـمْ يَـرْوِ الظَّـمِي
عَـبْـلٌ عُــمَــانٌ قَــيْـرَوَانٌ مَــغْـرِبٌ
وَهْـرَانُ صَـنْـعَـا فِـي السَّوَادِ الأَظْلَمِ
عَـبْـلٌ فِـلِـسْـطِـيـنٌ وَ قُـدْسِي غَـزَّةٌ
وَ المَـسْجِدُ الأَقْـصَى سَـلِيبُ الـنُّـوَمِ
عَـبْـلٌ عَجُوزٌ مِثْـلَ شَـيْـخٍ يَـشْـتَـكِي
وَ طُـفَـيْـلَـةٌ تَـبْـكِي الـدُّمَىَ بِـتَـنَـدُّمِ
عَـبْـلٌ عَوَاصِمُ قَـدْ خـَلَتْ مِـنْ عِـزِّهَـا
وَ القَـاتِـلُ المَـأْجُـورُ يَـسْـبَـحُ بِالـدَّمِ
عَـبْـلٌ دُمُـوعٌ قَـدْ تَـسَـاكَـبَ نَـهْرُهَـا
وَ شَـقَـاؤُهَـا لَـمْ يَــلْــقَ أَيَّ تَـرَحُّـمِ
عَـبْـلٌ دِيَـارٌ قَـدْ خَـلَـتْ مِـنْ أَهْـلِـهَـا
أَطْـلالُـهَـا نَــارٌ لِـقَــلْـبِ الـمُـفْـعَـمِ
يَـا عَـنْـتَـرَ الأَبْـطَـالِ فِــيـكَ بَـقِـيَّـةٌ
قُـمْ مِنْ سُـبَـاتِكَ وَثْـبَـةً مِنْ ضَـيْـغَـمِ
رُدَّ الـحَـبِــيِـبَـةَ لِـلْـبَـهَـاءِ وَ عِـزِّهَـا
يَـكْـفِـي امْـتِـهَـانـاً بِـاﻷَذَلِّ الأَوْخَـمِ
حُمْرُ الـنِّـيَـاقِ جَـلَـبـْتَـهَا مِنْ عُـقْرِها
إِذْ كَـانَ صِـدْقُ الـحُـــبِّ لَـمْ يَـتَــأَزَّمِ
وَ الـيَــوْمَ لا خَـمْـرٌ دَهَــانَـا أَمْـرُنَـا
عَـبَـرَاتُ عَــبْـلٍ فَـوْقَ كُـلِّ تَـهَـنْـدُمِ
عَــبْــلٌ تُـرِيـدُكَ نَـجْــدَةً عَـرَبِــيَّــةً
مِـنْ دِيـنِ أَحْـمَـدَ قَـدْ أَتَـتْ بِـتَـفَـهُّـمِ
يَـا فَـارِسَ الفُرْسَـانِ يَـا أَمَـلَ الدُّنَى
أُنْـفُـضْ غُـبَـارَكَ وَ اخْـزِ كُـلَّ مُـهَـوِّمِ
بَـرِقَـتْ عُـيُـونٌ لِـلْـعُـبَـيْلِ فَكُنُ لَـهَـا
أَمَــلاً حَبِـيبـاً فِـي نَـقَـاوَةِ مُـسـْلِـمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق