السبت، 2 مارس 2019

هنا قهقهي // بقلم الشاعر // عارف عاصي

هـُنـَا قـَهْـقِـهِـي (الطويل)
===============
أُوَارِي بِلـَيْـلِي عَاصِفـاً لَـيْسَ يَـبْـرحُ
وَ أَشَـرَحُ وَجْـداً بَـاتَ لِلْـوَجْدِ يَـشْرَحُ
...
فَـكُـلُّ اللَّـيَـالِي فِي خَيَالِي تَجَمَّـعَتْ
كَطَـيْف يَـزُرُ القَـلْـبَ يَـوْماً وَ يَـبْرَحُ
أَلا هَـلْ مُـجِـيرٌ أَوْ عَـذِيـرٌ لأَدْمُـعـِي
يُـلَـمْلِـمُ دَمْعـاً كُـنْتُ أَرْنُـو فَـأَسْفَـحُ
حَـنَـانـاً أُرِيـدُ الـيَـوْمَ رِيّـاً لِـغُـلَّـتِـي
ۤسَـلاماً أُنَـادِي كُـلَّ عُمْرِي وَ أَطْـمَـحُ
أُضَـمِّدُ قَـلْباً قَـدْ تَشَظَّى مِنَ الأَسَـى
وَ أَجْمَعُ سِرَّ الـلَّـيْـلِ إِنْ كَانَ يَسـْمـَحُ
طُيُوفُ المُـنَى زَارَتْ بِلَـيْلٍ تَشـُدُّنِـي
نُـعِيدُ الَّـذِي قَدْ فَـاتَ وَ الفِكْرُ يَسْرَحُ
أَلا يَـا لَـيَـالٍ قَـدْ أَتَــيْـتُ مُــنَـاجِـيـاً
وَ جًُرْحِي طُوَالَ العُمْرِ بِالشَّوْقِ يَجـْنَحُ
فَـكُلُّ اشْتِـيَاقِي كُلُّ هَمِّي وَ لَوْعَـتِي
أُجَـمِّـعـُهُمْ فِي اللـَّيْلِ وَ الصُّبْحُ أَطْرَحُ
فَعُودِي نُجُومَ اللَّيْـلِ فِي ظِلِّ نَشّوَتِي
وَ صـُبِّي كُؤُوسَ الحُبِّ بِالوُدِّ تَـنْـضَـحُ
أَلا يَالَـيَالِي الشِّعْرِ طُوفِي بِيَ المَدَى
لَعَـلِّي بِهَـذَا الحَـرْفِ ِلِلْـكَوْنِ أَنْـصَـحُ
لأَنْـثَرَ وَرْدَ الشَّوْقِ فِي قـَلْبِ جَذْوَتِي
فَـعَلَّ طُـيُوبَ الوَصْلِ تَـأْتِي وَ تَـنْـفَحُ
أُنـَاجِي المُنَىَ سِرّاً وَ جَهْرَاً وَ غَفْـلـَةً
تَـلُـوحُ فَـتَـبْـدُو كَالسـَّرَابِ وَ تَـجْـرَحُ
فَعَادَتْ وَقَدْ كَـلَّتْ مِنَ الشَّوْقِ مُهْجَتِي
طـُيُوفاً عَلَى الآَفـَاقِ كَالْغَـيْمِ تَسْـبَـحُ
فَـأَرْنُـو لَعَـلَّ الأُفْـقَ بِـالغَـيْـمِ مَاطِـرٌ
رَجـَاءً لِـمَـحْـلِ الـقَـلْـبِ يَـوْمـاً أُرَوِّحُ
وَ أَغْمِرُ أَرْضِي مِنْ هُـطُولٍ غَـدَا بِهَـا
وَ أَغـَـبَـقُ كَـأْسـاً بِـالمُـنَـىَ يَـتَـرَنَّـحُ
وَ أَنْظُـرُ كَـفَّـاً هَلْ سَـرَابِي يَـبُـلُّـهَـا
فَـتَـخْـرُجُ بِـيِـضاً مِنْ مُنَىً تَـتَـأَرْجَـحُ
أَيَـا لَـيْـلُ يَا أُنْسَ الجَرِيـحِ تَـبَـاعَـدَتْ
أَمَـانٍ نُـرَجِّـيـهَـا وَ لِـلـْعُـمـْرِ تَـذْبَـحُ
أَيَـا لَـيْـلُ قـُلْ لِي عَنْ دَوَاءٍ لـِعـِلَّـتِي
لِـيَشْفَىَ بِـهِ الـمَـأْزُومُ يَـوْماً فَيَصْدَحُ
لَـيَالِي المُنَى إِنِّي رَهِـينٌ يَـقُـودُنِـي
طُمُوحٌ كَلِيلُ الطَّـرْفِ يُـغْرِي وَ يُفْصِحُ
هُـمُومٌ مَـعَ الأَيَّـامِ وَ العُـمْرُ ظِـلُّـهَـا
فَـكَيْفَ اِصْطِبَارِي عَنْ دُمُوعٍ سـَتَفْضَحُ
أُكَـتِّـمُ دَمْـعِي خَـلْفَ قَـلْبِي لَعَـلَّـنِي
أَرَىَ قُــوَّةً بِـالـرُّوحِ لا تَــتَــزَحْــزَحُ
يَـخُونُ اِصْطِبَـارِي بَعْدَ لأْيٍ مَـدَامِعِي
فَـتَهْمِي كَمِثْلِ المُزْنِ بِالشَّوْقِ تَـصْدَحُ
أَلا يَـا أَمَـانِي العُمْرِ بِاللَّـيـْلِ زَوْرَتِي
فَـزُورِي فَـمَا بِالشَّـوْقِ مَا بِتُّ أكْـبَـحُ
هُطُولاً كَمَا الغـَيْـمَاتِ صـُبِّي وَ رَوِّنِي
كُؤُوسِي تَـنَـادَتْ حَالَ أُمْسِي وَ أُصْبِحُ
أَمَـانِـيَّـا يَا خُـدَعَ السَّـرَابِ تَـجَـمَّـعِي
وَ عُضِّي بِنَـابِ الغـَدْرِ مَا كـُنْتُ أُجْـرَحُ
فَـإِنْ مِتُّ فَاحْكِي بَعْدَ مَوْتِي حِكَايـَتِي
فَـقَدْ يَعْلَمُ المَغْبُونُ سَـيْرِي فـَيُصْـلَحُ
هـُنـَا قَهْقِـهِي فَوْقَ الرَّمَـادِ بِنَـشْـوَةٍ
وَ قُـولِي قَـتِـيِلِي كَانَ بِالعـَزْمِ أَرْجَـحُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق