الجمعة، 1 مارس 2019

اصل الحكاية // بقلم الاديب // يحيى سمونة

أصل الحكاية
- بحثا عن الحقيقة -
كم كنت أشعر بمقت تجاه كتب الفلسفة و المنطق التي كانت مقررة علينا في المرحلة الثانوية من الدراسة....
على أنني كنت أشعر بأن مادة الفلسفة عموما تفضي إلى هلوسة و تشتيت ذهن و عقم إيمان !
و كنت أقول في نفسي: إن إنحدار أمتنا بدأ يوم دخلت عليها كتب فلاسفة الإغريق و اليونان زمن الترجمات في العصر العباسي !
و قد كانت هذه الأمة قبل دخول تلك الفلسفات عليها، كانت على المحجة البيضاء بحسب ما تركها عليه نبيها الأكرم صلوات الله عليه، لكنها و بحكم المنطق الجديد الذي حملته لها تلك الترجمات أضحت هذه الأمة كالذي يحمل فانوسا في وضح النهار يبحث به عن الحقيقة !!
قلت: في مسألة البحث عن الحقيقة [ سواء كانت بواعث البحث: 1 - حل مشكلة ما. 2 - استفسارا عن ظاهرة ما. 3 - بغية إدراك ماهية الأشياء و مكوناتها و سننها و قوانينها و آلية حركتها ] إنه باﻹيمان وحده يمكن الوصول إلى حقيقة كل مسألة بحثية تكون، و أنه ما عدا ذلك فكل قواعد المنطق و تأصيلاته التي درسناها كلها يفضي إلى كذب و خداع و تشتت و ضياع و هلوسة! و كلها يفضي إلى خروج عن النمط السليم في التفكير.
[ قلت: أقصد بكلمة الإيمان، أي الإيمان بالله تعالى ربا، الذي خلق و صور و فطر و صنع و أبدع الأشياء بما شاء و كيف شاء و أنى شاء و عن علمه و عدله و حكمته جل و علا ]
و أيما امرئ أراد أن يبحث عن الحقيقة من منطلق فلسفي أو فكري أو أكاديمي، فقد خاب و خسر !! لأن إدراك الحقيقة هو تمام العلم. و العلم منحة من الله تعالى لمن شاء من عباده، و ما كان لأحد من بشر أن يتعالم بما لم يعلم و إن الله تعالى لا يكشف عن بصيرة امرئ معاند! فكيف بمن ختم الله على سمعه وقلبه أن يعلم أو أن يصل إلى حقيقة ما، لم يشأ الله تعالى له علما ؟
ثمة فكرة كانت قد تولدت لدي، مفادها: أن المنطق الذي نتعلمه ليس بمنطق، و أنه يتوجب على من يبحث عن الحقيقة أن يحمل معه أدوات البحث، و إن الإيمان هو أهم أدوات البحث عن الحقيقة، و ما عدا ذلك فإن أقوال أرسطو و غيره و سواه لا يعول عليها في شيء البتة و نحن نبحث عن الحقيقة
لقد كانت لي رحلة بحث مضنية في كيفية النظر إلى الأمور و في كيفية إنشاء العلاقات،
و ذلك وفق المنطق السليم في البحث و في الوصول إلى الحقيقة؛ خرجت بعدها بكتاب عنونت له ب" نظرية النطق " فهذا الكتاب الذي سأحدثكم عن مضمونه بحول الله تعالى، يعد ورقة عمل في كيفية البحث عن الحقيقة إنطلاقا من ثوابتنا في النظر إلى اﻷمور و الأشياء، و إنطلاقا من ثوابتنا في إنشاء و تسطير العلاقات، و ذلك دون أن ألتفت إلى أقوال الفلاسفة في ذلك.
- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق