الجمعة، 3 مايو 2019

شاعر البيداء يرثي نفسه.. // بقلم الشاعر سعود ابو معيليش

شاعر البيداء يرثي نفسه..
١بِدارِ العُرْبِ عيشي في تبـــابِ
كأنَّ الروحَ ما تحت التُّــرابِ
٢رثيتُ النفسَ حَيَّاً في بـــلادي...
وَحَلَّ الشيبُ في عهدِ الشَّبــِاب
٣ومن قالَ الرِّثاء بـــــلا أوانٍ
فلم يعلمْ همومي في مصابــــي
٤ومن لم يبكِ حُزني في حضُوري
فبئس بكاؤهُ بعد الغيـــــــابِ
٥بُنَياتٌ سيبكينَ ابتعــــــــادي
بدمعِ الحُزنِ ما فوقَ الثِّيــــابِ
٦وأزواجٌ غزيرُ الدَّمع ِمنهـــــا
كفيضٍ بالسحابِ على الهِضـــابِ
٧وسمراءٌ بقلبٍ قد تَشــــــذّى
تنوحُ على أُخَيٍّ في التـــرابِ
٨مضى عمري بذي الُّدنيا غريباً
أرى في الموتِ إنهاء اغترابـي
٩وبعضٌ جاءَأفرَحَهُ مماتـــــي
يعزّي الأهلَ في دمعِ الكـــُذابِ
١٠ويبدي وجهَهُ حُزناً عَميــــقاً
ويضحكُ صاغِراً خلف الحجابِ
١١عجبتُ لرؤيتي دوماً حَمـــاماً
إذا ما ماتَ يُنعى بالغُـــــرابِ
١٢سأرثي النفسَ دوماً في حَياةٍ
أراها الموت ما بين الذِّئـــابِ
١٣إذا سيفي سَيورثهُ جبـــــــانٌ
فذا في القبر قد أمسى عذابـي
١٤فلا أسفٌ أراهُ على بقــــــــاءٍ
إذا ما العيشُ من عجبٍ عُجـــابِ
١٥ولا ندَمٌ لعيشٍ معْ أنــاسٍ
وفيه السُمُّ منقوع الُّلعــــابِ
١٦فكيف أُعَدُّ حَيَّاً في بــــــــلادٍ
وفيها الأُسْدُ تُنهَشُ بالــــكلابِ
١٧بدونِ كَرامةٍ فالرُّوح تُمســي
كأرضٍ في الفلاةِ
بِلا سَحـــابِ
١٨ومُهرٍ ظاميٍء في البيد يجري
يظنُّ الماء في
وهم السرابِ
١٩وذا كأسٌ يطوفُ على البرايا
لِيُذهِبَ مَن سقاهُ بلا إيابِ
سعود أبو معيلش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق