الجمعة، 2 أكتوبر 2020

رَجْـعُ الصَّدَى// بقلم الشاعر بشير عبد الماجد بشير السودان

 رَجْـعُ الصَّدَى

****

أوَّاهُ يا رَجْـعَ الصَّدَى ..

تَتَأَوَّهُ الجَمَرَاتُ في قلْبِ الرَّمادِ ..

وَ تَلْسَعُ النَّارُ الفؤادْ .


و يطولُ هذا النَّأْيُ آلافَ السِّنـينْ .

وعلى المَدَى يـتَأَوَّهُ النَّجمُ الـحزينْ

و يَكادُ يُـطْفِـئُـهُ الـحَنـين .


والشَّوقُ يَغْـزلُ من خيوط اليَأْسِ ..

أشْرِعَةً تُمَزِّقُها الرِّياحُ وفي جُـنونْ .


وهُناكَ أنتِ .. و كيفَ أنتِ .. ؟

تموتُ أسْئِلَتي و يَقْبُـرُها السُّـكونْ .


و يَطولُ هذا الَّليلُ ..

لا بَـرْقٌ يَـلوحُ ولا صَباحْ .

وأَسيرُ زادي ما تَبَقَّى من دُمـوعْ .

وغِـذاءُ رُوحي الذِّكْرياتْ .


وأَراكِ في المُدُنِ الغَـريبَةِ ..

لا أرى غيرَ الظِّلالْ ..

تَمْتَدُّ بينَ مَدَى الـعُـيونِ ..

وبينَ أوهَـام الخيالْ .


ويَرينُ صمْتٌ في المَسافَةِ ..

صَاخِبُ الإيقاعِ ..

مُسْـوَدٌّ كَـئـيـبْ ..


وِلَقدْ وَعَدْتِ .. فَأَينَ يا قَمَري الضِّياءْ ؟

يا لَيتَني أقْـوَى أطيرُ هناكَ ..

في الأُفُـقِ الـبَعـيدْ ..

وأَعودُ نَشوانَ الـجَنَاحِ ..

مُـغَـرِّداً ثَـمِلَ الـيَراعْ .


أَوَّاهُ يا رَجْـعَ الصَّدَى ..

يَـغْـتَالُني الـوَلَهُ الـرَّهيبُ ..

وفي مَقَامِ الـوَجْـدِ أُصْلَبُ كلَّ يَومْ .


ضَجَّتْ جِراحي من نـَزيفِ دِمائِها

ويُناضِلُ القلبُ الـعَـنيدْ ..

يَـفْـنَى عَـنَـاءً ثُمَّ يَنْبضُ من جِـديـد .

ويَـظَلُّ يُصغي للصَّـدَى ..

ويَظَلُّ يَـنْـتَظِـرُ الـبَـريـدْ .


***

بشير عبد الماجد بشير

السودان

من ديوان ( أغنية للمحبوب )




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق