(مشاركتي في مسابقة التحدي)
يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
(أين الملوك التي كانت مسلطنة
حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائن في الآفاق قد بنيت
أمست خرابا وأفنى الموت أهليها)
ومن هدي قوله يقول العبد الفقير لله:
أين المدائنُ؟ قد أقوتْ مبانيها
وغيّبَ الموتُ أهليها وبانيها
فانظر إليها ، على أحجارها عبرٌ
تجلو الطريقَ لذي عقلٍ معانيها
في كلّ ركنٍ من الأركانِ راويةٌ
يحدّثُ النّاسَ : واعيها وساهيها
فكم مهابٍ تخافُ الخلقُ سطوته
وتتّقيهِ على كرهٍ حواشيها
وكم عزيزٍ تخالُ العينُ عفّته
من وفرةِ المالِ لا من علةٍ فيها
إنّ المكانةَ بين النّاسِ تكسبها
بالحبّ والصّدقِ لا بالغصبِ تجنيها
فراقبِ اللهَ في سرٍ وفي علنٍ
ما فاز إلا قريرُ العينِ هانيها
ولا يضيمكَ من فاضت به نعمٌ
أتحسدُ النّاسَ في رزقٍ يوافيها؟
الله يمهلُ أقواماً فتحسبهم
من العطايا تقاةً حينَ تحصيها
(عليكَ نفسكَ إن جاروا وإن عدلوا)
فالمالُ فانٍ وفعلُ الخيرِ ينجيها
والباقياتُ من الأعمالِ أصلحها
للرّوحِ زاداً إذا عادت لباريها
فاعملْ لدينكَ ما ترجو جزايته
واعملْ لدنياكَ ما ترجو بتاليها
محمد ياسين ابراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق