المُعَّلمُ
يَبقَى المُعِّلمُ مِثْلَ الوَرْدِ فَوَّاحَا
وكَالنُّجُومِ دَليْل القومِ إنْ لاحَا
هُو الوَفيُّ الَّذِي تَعْلو رِسَالتُهُ
فكُلَّمَا قَالَ حَرفاً كَانَ نَصَّاحَا
يكْسُو العُقُولَ جَمالاً مِنْ ثَقَافتِهِ
وَيَجْعَلُ الأبْكمَ المَعْقُودَ صَدَّاحَا
تُبنَى الحَضَارَاتُ مِنْ يَنْبوعِ فكْرَتهِ
بَاتَتْ نَبَارِيسُهُ للكَوْنِ مِصْبَاحَا
مَسَارِِحُ العِلمِ تشْدُو في رَبَابَتِهِ
أَضْحَتْ أَفَانِيْنُهُ للنَّاسِ مِفْتَاحَا
كَالنَّهرِيَجْرِي ونُسْقَى مِنْ رَوافدِهِ
وكَفُّهُ صَارَ للظَّمْآنِ أقْدَاحَا
فَكُلُّ مَنْ يَرْتَوي مِنْ كَفِّهِ أدبًا
يَصِيْرُ في لُجَّةِ الأمْوَاجِ سَبَّاحَا
فَهو الدَّليْلُ وبَاني مَجْدَ أُمَّتِنَا
حَتَّى غَدَا اليَومَ للأبْدانِ جَرَّاحَا
أبو مروان السعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق