الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

حكاية الحصاة الباردة بقلم اوهام جياد

( حكاية الحصاة الباردة )
هاقد هطل الليل ، وثمة ازمة في سيارات النقل ، كانوا ابناء تلك البلدة قد هاجروا ليبحثوا عن عمل ، ولأن رمق العيش وغلاء اسعار المنتوجات الغذائية وشحة الاموال هي التي احالت علامات لوجه المدينة المنكوبة في اهلها المعذببن ، لا يلم شتاتهم سوى ايام العيد والمناسبات التي تجمعهم ليتبادلوا احاديث الغربة والاعمال وكيفية حصولهم على اجورهم ليكملوا ما تبقى من معاناتهم، وهذا هو سبب شحة سيارات النقل وازدحام الناس ووقوفهم لساعات في ساحات وكراجات السيارات .
الليل هاقد هطل ولم تومض سيارة اجرة بالمجيء،الكل متحيرّا في امره وينتظر ، اي وضع هذا وقد بدأت سحابة قادمة لتوحي لهم ببرد شديد وامطار قادمة.
اوه...هاقد جاءت سيارة نقل كبيرة ، الكل بدأ يركض اليها، الكل بدأ يتزاحم ، والسيارة لم تتوقف بعد، بل ولم يفتح لهم باب السيارة للصعود اليها، الكل يتدافع للصعود والتنافس على المقاعد،.
اوه ،هاقد فتح الباب والكل يصعد وعلى غير انتظام، صعدوا جميعا، حتى امتلأت ووقف الراكبون فيها من دون حصولهم على مقعد،.
بدأت السيارة بالتحرك ولم يبقى في الكراج الموحش احد سوى تلك الظلمة المتهالكة وانقطاع الكهرباء المستمر عند بدأ تغير الأحوال الجوية.
سارت المركبة بضعة مسافة حتى خرجت من المدينة ، هاقد بدأت زخات المطر بالهطول.
بعضهم بدأ يدخن ، والبعض الآخر بدأ بسرد قصته ومعاناة هذا اليوم، والبعض اخذ بالوجوم،.
ربما البعض ينتظر ظل يدعوا بسلامة الجميع في الوصول لبيوتهم ، لان السيارة كانت تمشي ببطء شديد، لأن مطبات الشارع اخذت بالامتلاء من مياه الامطار المتساقطة.
هاقد قطعنا شوطا من الطريق ، حتى صاح ( الجابي ) بجمع اجور النقل،.
جميعهم بدأوا بأعطاء هذا الرجل اجور النقل ، وسارت السيارة واخذت الامطار تهطل بغزارة.
هو هكذا كان الطريق متعبا،والكل كان قلقا وغير مطمئن،حتى لاحت منطقتهم تلوح امام اعينهم ،
وفجاءة انفجر اطار عجلة السيارة ، وتوقفت السيارة من دون حراك.
لقد ابلغهم السائق بأن هنالك عطلا كان قلقا منه ، وقد حصل الذي توقعه ، وانه سينتظر كثيرا لأصلاحها وربما لم تصلح.
لقد حاول مرارا وتكرارا ، ولم يحصل للسيارة اي امل يرتجى، انها البطارية والاطار في آن واحد، لقد اعتذر منهم جميعا ، واراد ارجاع ماجمع منهم من مال لكن الكل رفض اخذ المال.حتى اخذوا بالنزول من السيارة الواحد تلو الآخر تحت المطر،
كان الطريق مظلما ، ولا يرى الشارع فيه ، والمطبات الطينية والحصاة الباردة تداعب اصابع الارجل بقسوة لعجالة السير تحت المطر.
هكذا مضوا سريعا ، والكل بدأ يختفي في طرقاته المتليلة،
والكل بدأوا يلعنون حظهم ووجوهم امام سرد من المعاناة في يومهم هذا.
14/ 11/2016
اوهام جياد/ العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق