تنثالُ..، مثل يمامةٍ في قلبِ نخلةٍ.. استفاقتْ من صدى غيبوبةٍ .., تتلو مناسِكَ وجدِها...... روحي التي غنّت ... فأدمنَ في السّواقي... صوتُ موقدِها المُعتّقِ بالأديمِ .. سُباتُ صحراءٍ تغني الريحُ في أوجاعِهِ الحزنَ الموشّحَ بالصهيلِ ... طقوسُ أحداقِ القوافلِ وهيَ ترسمُ بالظما نبعاً لسلوى الراحلينَ على سرابٍ ضاقَ في دمعِ المدى ..، هي صورتي .. سقطتْ من الأمطارِ وسطَ زوابعٍ .. وتجذّرتْ فيها الشجون ... وأوغلتْ فيها أساطيرُ البكاءِ فأوقدتْ في الريحِ ذاكرةَ القناديلِ القتيلةِ في صليب...ِ الطفِّ .. , هدْهدَها على مهدي بدمعٍ رأسُ رمحٍ ... أسرجتْ ليلي تراتيلُ الندى ... تتوجّسُ الكلماتُ تذبحُ صمتيَ المخنوقَ عند قيامةِ الرأسِ القطيعِ ..., تيبَّستْ في الذكرياتِ ملامحُ اللحظاتِ .., واتَّقدتْ على لغةِ الغيابِ مرافئُ الروحِ الحبيسةِ في المنافي والحنين ..., فأسدلتْ ثوبَ السماءِ على الضحى سُوَرُ الندى .. وتساءلتْ : يا أيها النهرُ العظيم..، كم انقضى ..!! أتراكَ عُدتَ لتبعثَ الأسفارَ نحو صهيلِها.. ؟ أتراكَ تغفو الآن في عينينِ لم تعرفْ سوى أرقٍ بساقيةِ السؤالِ .. يجوبُ أطرافَ المدينةِ لهفةً ... يقتاتُ من صمتِ المسافاتِ الصّدى ... ويذوبُ روحاً عند دمعةِ كربلاء... وبالدعاءِ يصوغُ حلماً خلفَ أقدارِ السماءِ ..., يصمّ أُذناً عن نداءِ الطينِ في الصلصالِ تلفحهُ الهواجسُ..، والمنايا والمرايا والرزايا .., كيف ... ؟ واشتعلَ الغيابُ سريرةً ..! فانسلَّ منكَ هشيمُ أحلامٍ .. تعانقُ سربَ موتِ الذكرياتِ بما أتتْ ..؟ أتبثّ فيَّ سحابةَ الأشواقِ إذ نضبتْ بشمسِ الحالمين وأمحلت ؟ أمْ تشعل الذكرى بآهاتِ تطوفُ على المساءِ تضمخّتْ حنّاءَ روحٍ فوقَ أجنحةِ النخيل طيورها...؟ أأراكَ في المرآةِ إذ ذابَ الحديدُ.. وأيقظَ الماءَ العراقُ .. فأنبتتْ أضلاعَه القمرَ الموشّى بالسهامِ وبالرصاصِ وبالقذائفِ .. لفّعتْ أفياءَه سودُ التضاريسِ المحمَّلة الأسى ... لا شيء يوقدُ في دجى قيثارتي أملاً سوى...عينينِ تنتشلانِ لي روحاً لتكتملَ الجنائنُ في الصباح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق