معارضة معلقة عمرو بن كلثوم ١١٢ بيتا
إذا اﻷعداء
1إذا اﻷعداءُ تُوعِدُنا المَنونا
فَنُوعِدُها مُنازَلَةً طَحُونا
2لُيوثُ العُرْبِ لم تَرْضَخْ لِظُلمٍ
وَسَوف َتَرىَ حَديْداً لن يَلينا
3بِلا وَجَلٍ تَجَهَّمُنا اﻷعَادي
وَقدْ مُلِئتْ سَرائِرُها ضَغِينا
4تَعَضُّ على أنامِلَها بِغَيْظٍ
وَقَدْ قَضَمَتْ قَواطِعُها اليَمينا
5ألَسْنا الأُسْدُ مِن أصْلابِ أُسْدٍ
وَأسيادٌ وَدينُ اللهِ فينا
6مُهابٌ ذِكرُنا في كُلِّ صَوْبٍ
وَﻻ نَرْضىَ الْمَذَلَّةَ تَعْتَرينا
7إذا ضِاقَ الفَضَاءُ بلا مُعيْنٍ
فَغير الله لا نرضى مُعينا
8بَني قَوْمي فَإنَّ المَوتَ حَقٌّ
فَلا تُمْضوا المَعيْشَةَ خانِعينا
9بنَي قَومي سَلُوا التاريخ عنَّا
إذا ما الحربُ قَد قَطَبَت جَبينا
10وَهبَّ الشَّرُّ يَعصِفُنا بِريحٍ
لِتَقْتَلِعَ المنازِلَ والحُصُونا
11طَلعْنا كالشُّموسِ على الدَّياجي
أرَيناهُمْ بِمَعْمَعَةٍ فُنُوْنا
12تَسُوقُ الْمَوتَ في رَهَجِ المَطايا
لَها شَغَبٌ وقد أمستْ هَتُونا
13إذا دَارَ الرَّحاءُ وصَارَ يَغْلي
وَطيسُ الحَرْبِ نَطْحَنُهم طَحِينا
14لَهُم خَيْلٌ تَبختَرُ لِلتَّلاقي
بِفُرْسانِ الحُروبِ مُدرَّبينا
15عَليْها الجُند مارَتْ كالأفاعي
نَدُقُّ رؤوسها حتَّى تَلينا
16إذا نادى المُنادي أهْلَ حَرْبٍ
سَبقْنا لِلقِتال مُكبّرينا
17بِسابِحةٍ من الخَيل المَذاكي
مُحجَّلة فُتِنْتُ بها فُتُونا
18لها هَدَبٌ كأهْدابِ العَذارى
وأجْفانٌ جُنِنت بِها جُنونا
19تُثيِرُ النَّقْعَ جُرْدٌ عَابِساتٌ
وَفَوْق السَّرجِ شُعْثٌ غاضَِبونا
20وَتنْصُبُ للأوامَرِ مُصغياتٍ
لفارَِسِها مُتَرْجَمِةً رَطِينا
21يَكونُ صَهيلها الرَّعْدَ المُدَوِّي
تَشُقُّ صُدورُها صَفَّاً مَتِينا
22تُعَقْرِبُ ذَيلَها والَّلطمُ ضارٍ
وَمِنْ سُودٍ تُشَخِّصُ ناظِرِينا
23وَتنُذرِنا وَتعْرِفُ كَيدَ قومٍ
ًوَتَهْمِرُ فِي الرِّمالِ إذا أُتينا
24تَدُورُ على الحوافِرِ لَو تَراها
بِعُجبٍ فاق عُجبِ المُعْجِبينا
25كَما العِقبانِ إنْ صالتْ بِأرضٍ
تَشُقُّ بِنا الفَيافِيَ والحُزُونا
26إذا هَدأت ْترُى انحازَتْ لِكَرٍّ
لِتَحْسِم في الوَغى حَرباً شَطُونا
27تَرَى التِّيجان قدْ نُقِشَت بأرضٍ
سُهُولُ المَرْجِ منها قد كُسينا
28إذا وَطِأتْ حَوَافِرُها بِصَخْرٍ
تَفِرُّ حَصاهُ أو يُمْسي طَحيْنا
29وَتَلْمَعُ في أيادينا رِهافٌ
نُغيرُ على اﻷعاديْ مُصْبِحينا
30كأنَّ الجِنَّ يغَشاهُم بِمَسٍّ
نَراهُمْ في النَّقيعِ ولا يَرُونا
31إذا فَرِحوا وَظَنُّوا النَّصرَ سَهﻻً
ًنُقَطِّعُ مِن رقابِهُمُ الوَتينا
32وَمَذعورٌ يُساقُ بها أسيراً
وَمَكلومٌ يكونُ بها طَعينا
33تَرى عَنَمَ الرِّقاب لَها سيولاً
وقَدْ عُجنَتْ كِراعَهُمُ عَجينا
34أزاغَ قُلوبَهُم َضَربٌ وَرَوْعٌ
وأمسى الرَّوْعُ سُلطاناً مُبينا
35يَرَونَ الوهم باﻷوهام جنداً
لُيوثاً بالحَديد مُسَربَلينا
36بِمَوْقِعَةٍ كأنَّ الجند َفيها
ترى قِرَباً مُنَفَّخةً رُمِينا
37لَها لِمَمُ الرُّؤسِ مُخَضَّباتٌ
وَكانَ خِضابُها حِنَّاً وَطينا
38تَرى الوَحْشَ الجَسورَ بِها طَريحاً
شَديد البأس قَد أضحى مهينا
39ببيداءٍ يَدورُ الرَّأسَ فيها
وَتَصلي الخَدَّ فيها والجَبينا
40بِﻻ إثْلٍ وﻻ ثَمَرٍ قَليلٍ
ولا ماءٍ بها كَي يَرْتَوينا
41إذا رانَ السُّكون تَخالَ لَحناً
كَأنَّ هناكَ مِزماراً حَزينا
42تَخالَ بِها بيوتُ الجِنِّ بانت
مَدائنُهُ أَمامَكَ قدْ رُؤينا
43كَثَمﻻنٍ يَرى في القَفْر رَوضاً
يَظُنُّ غِراسَهُ عِنَباً وَتينا
بِﻹ إنسٍ وﻻ جِنٍّ تَراهُ
كَوادِ المَوْتِ أو صَحْراءِ سينا
44إذا ضَلَّتْ بنوا يَعقوبَ فيها
يَظَلُّوا الدَّهرَ مثل اﻷربَعينا
45ومَهمَهَةٌ تُريك الرَّمْلَ مَاءً
وَمُبصِرَةُ السَّرابِ تَرى مَعينا
46يَزيدُ سَرابَها في الحَرِّ وَهماً
إذا َتَدْنو يُبانُ ولا يَبينا
47وَتَرْمِلُ في الفلاةِ إلى مِياهٍ
وَما كانت هُناكَ وَلن تَكونا
48إذا ما الشَّمسُ تَرْضى بَعْدَ سُخطٍ
وصارَ أصيلُها ذَهَبَاً حَنونا
49وَمُوحِشَةٌ بها الأعداءُ ﻻذَتْ
وَزادَ الليلُ وَحشَتَها سُكونا
50تُرى وَرَدَت ذِئابُ القَفرِ جَمعاً
وَقَد صَدَرَتْ إذا مَلَئَتْ بُطونا
51وَزَمجَرَةُ الوُحوشِ لها هدير
تَظُنُّ الحَرْبَ قد عادَتْ زَبُونا
52بِمُقْمِرَةٍ كَأنَّ الرَّملَ فيها
يُرى تِبْراً يُسُرُّ النَّاظرينا
53وَقَدْ رَجَعَتْ فُلولُ الجُندِ سودٌ
لَها الرَّاياتُ ما عَلِمَتْ يَقينا
54تُسائلُِها الحﻻئِلُ خُبْرَ بَعلٍ
أٍبينَ الْجُنْد أم أمسى دَفينا
55وَعافِرَةُ التُّرابِ عَلى النَّواصي
تَسوقُ إلى لَبابَتِها جُنُونا
56وَيشمت مَنْ يكون لَه غريما
إذا في الحَرْبِ قد أمسى سَجينا
57وَشَمطاءٌ تُفَاخِرُ في بَنيها
إذا حَمَلوا السِّلاحِ مُدَجَّجينا
58لَقَدْ وُعِدَت ثَراءً بَعْدَ غَزوٍ
على اﻷبواب تَنتَظِرُ البَنينا
59فَما آبوا وﻻ خَبَرٌ أتاها
فَباتَ العهد مَنْقوضاً سِنينا
60عَلَى الصَّفواء قَدْ جُمِعَتْ أسارى
قَطيعُ الضَّأنِ مَذلول الجَبينا
61كَأنَّ القَومَ بُكْمٌ في عَــــزاءٍ
وَتَسمَعُ للخِياط بِها رَنينـــا
62عَزيزُ اﻷَمْسِ ذاقَ اليوَمَ ذُﻻًّ
وَكُلُّ جَماعَة فَقَدَتٍْ قَرِينا
63تُطَأطيءُ روسَها بالذُلِّ جَمعاً
مِنَ اﻷهوالِ نَسَلوا خائفينا
64وَدينُ الله يأمُرُنا بِلُطْفٍ
لِنَجعَلَهُمْ ضُيوفاً آمِنينا
65نُشاطِرُهُمْ طَعَاماً أوْ شَراباً
وَلسْنا مَن بِأسرى باطِشينا
66نُضمَّدُهُمْ وَنَعْفو عَن أذاهُمْ
فَيُمسٍَُوا عَن فِعالٍ نَادِمينا
67وَنَهديهُم وَلكن دونَ قَهْرٍ
ﻷنَّ القوْمَ رَبعٌ جاهِلونا
68نَرُدُّ الشَّر إن نادى بِشَرٍّ
وَلسْنا لِلضَّغائِنِ حَامِلينا
69تَرى مِناَّ النُّفُوسُ إذا أُغِيظَت
بِذِكْرِ الله دَوماً قَد صَفينـــا
70وَﻻ اﻷحْقادُ نَحمِلُها بِقَلْـــبٍ
وَﻻ نَجْفو إذا يَوْماً جُفينـــا
71إذا ما النَّاسُ أعطَتْ ثُمَّ أكْدَتْ
فنحنُ كما السَّحابةِ هاطِلونا
72وفينا الجُودُ شُبَّاناً وشيبــاً
وفينا الجُودُ عُزِنا أو غَنينــًا
73وفينا الطَِّفْلُ مَبسُوُطُ الأيادي
ببطْنِ الأُمِِّ لمْ يَفْتأْ جَنينـــا
74ونَصبِرُ في الحُروبِ إذا تَمادتْ
وفي الكَأداءِ إنْ يوماً بُلينا
75ونحنُ السَّيفُ في نَقْعِِ المَنايا
إذا ما الحَرْبُ موَقَدَةً دُعينا
76تَروحُ سُيوفُنا بِيضاً وتَغْدوْ
بِلَونِ الأُرجوانةِ قْد طُلِينا
77إذا جاسَ الدِّيارَ لنا لَدُوْدٌ
نَجِذُّ رِِقابَ قَوْمٍ مُعْتَدينا
78أرى عَجباً بِأنَّ الغَربَ جَمعاً
معاهُ الشَّرقُ دوماً يَزدَرينا
79بني قَومي فلا تَبقَوْا ضِعافاً
ولا ُتَُمْضوا الحياةَ مُفرَّقينا
80وما فيكم بِلحزٍ أو جَبانٍِ
رَسولُ الله مَنْ منَّا وَفيناﷺ
81مِن الأسْيادِ من أَعلى قُريْشٍ
وقد سادَ الخلائِقَ أَجْمَعينا
82إذا ما قال شَيئاً كانَ صِدْقاً
وقَبلَُ البَعْثِ سَمَّوْهُ الأَميناً
83إذا ما الفوز ُفي جَاه ومالٍ
فبِعْثَتُه لنا فَوزاً مُبينا
84أزالَ الغِلَّ مِنْ أكْبادِ أَوْسٍ
وهذَّبَ طَبْعَ قَوْمٍ جاهِلينا
85تَفُوقُ خِصالُهُمْ أُنُفُ المَعَالي
تَظَلُّ حَمِيدَةً دُنيــا وَدينـــا
86بِفَضلِ الله رِضوانٌ أتانــا
إلى اﻹسﻻمِ أنَّا قَدْ هُدينا
87وَزالَ الشِّرْكُ والاصنام جمعا
إذا اﻷعداء
1إذا اﻷعداءُ تُوعِدُنا المَنونا
فَنُوعِدُها مُنازَلَةً طَحُونا
2لُيوثُ العُرْبِ لم تَرْضَخْ لِظُلمٍ
وَسَوف َتَرىَ حَديْداً لن يَلينا
3بِلا وَجَلٍ تَجَهَّمُنا اﻷعَادي
وَقدْ مُلِئتْ سَرائِرُها ضَغِينا
4تَعَضُّ على أنامِلَها بِغَيْظٍ
وَقَدْ قَضَمَتْ قَواطِعُها اليَمينا
5ألَسْنا الأُسْدُ مِن أصْلابِ أُسْدٍ
وَأسيادٌ وَدينُ اللهِ فينا
6مُهابٌ ذِكرُنا في كُلِّ صَوْبٍ
وَﻻ نَرْضىَ الْمَذَلَّةَ تَعْتَرينا
7إذا ضِاقَ الفَضَاءُ بلا مُعيْنٍ
فَغير الله لا نرضى مُعينا
8بَني قَوْمي فَإنَّ المَوتَ حَقٌّ
فَلا تُمْضوا المَعيْشَةَ خانِعينا
9بنَي قَومي سَلُوا التاريخ عنَّا
إذا ما الحربُ قَد قَطَبَت جَبينا
10وَهبَّ الشَّرُّ يَعصِفُنا بِريحٍ
لِتَقْتَلِعَ المنازِلَ والحُصُونا
11طَلعْنا كالشُّموسِ على الدَّياجي
أرَيناهُمْ بِمَعْمَعَةٍ فُنُوْنا
12تَسُوقُ الْمَوتَ في رَهَجِ المَطايا
لَها شَغَبٌ وقد أمستْ هَتُونا
13إذا دَارَ الرَّحاءُ وصَارَ يَغْلي
وَطيسُ الحَرْبِ نَطْحَنُهم طَحِينا
14لَهُم خَيْلٌ تَبختَرُ لِلتَّلاقي
بِفُرْسانِ الحُروبِ مُدرَّبينا
15عَليْها الجُند مارَتْ كالأفاعي
نَدُقُّ رؤوسها حتَّى تَلينا
16إذا نادى المُنادي أهْلَ حَرْبٍ
سَبقْنا لِلقِتال مُكبّرينا
17بِسابِحةٍ من الخَيل المَذاكي
مُحجَّلة فُتِنْتُ بها فُتُونا
18لها هَدَبٌ كأهْدابِ العَذارى
وأجْفانٌ جُنِنت بِها جُنونا
19تُثيِرُ النَّقْعَ جُرْدٌ عَابِساتٌ
وَفَوْق السَّرجِ شُعْثٌ غاضَِبونا
20وَتنْصُبُ للأوامَرِ مُصغياتٍ
لفارَِسِها مُتَرْجَمِةً رَطِينا
21يَكونُ صَهيلها الرَّعْدَ المُدَوِّي
تَشُقُّ صُدورُها صَفَّاً مَتِينا
22تُعَقْرِبُ ذَيلَها والَّلطمُ ضارٍ
وَمِنْ سُودٍ تُشَخِّصُ ناظِرِينا
23وَتنُذرِنا وَتعْرِفُ كَيدَ قومٍ
ًوَتَهْمِرُ فِي الرِّمالِ إذا أُتينا
24تَدُورُ على الحوافِرِ لَو تَراها
بِعُجبٍ فاق عُجبِ المُعْجِبينا
25كَما العِقبانِ إنْ صالتْ بِأرضٍ
تَشُقُّ بِنا الفَيافِيَ والحُزُونا
26إذا هَدأت ْترُى انحازَتْ لِكَرٍّ
لِتَحْسِم في الوَغى حَرباً شَطُونا
27تَرَى التِّيجان قدْ نُقِشَت بأرضٍ
سُهُولُ المَرْجِ منها قد كُسينا
28إذا وَطِأتْ حَوَافِرُها بِصَخْرٍ
تَفِرُّ حَصاهُ أو يُمْسي طَحيْنا
29وَتَلْمَعُ في أيادينا رِهافٌ
نُغيرُ على اﻷعاديْ مُصْبِحينا
30كأنَّ الجِنَّ يغَشاهُم بِمَسٍّ
نَراهُمْ في النَّقيعِ ولا يَرُونا
31إذا فَرِحوا وَظَنُّوا النَّصرَ سَهﻻً
ًنُقَطِّعُ مِن رقابِهُمُ الوَتينا
32وَمَذعورٌ يُساقُ بها أسيراً
وَمَكلومٌ يكونُ بها طَعينا
33تَرى عَنَمَ الرِّقاب لَها سيولاً
وقَدْ عُجنَتْ كِراعَهُمُ عَجينا
34أزاغَ قُلوبَهُم َضَربٌ وَرَوْعٌ
وأمسى الرَّوْعُ سُلطاناً مُبينا
35يَرَونَ الوهم باﻷوهام جنداً
لُيوثاً بالحَديد مُسَربَلينا
36بِمَوْقِعَةٍ كأنَّ الجند َفيها
ترى قِرَباً مُنَفَّخةً رُمِينا
37لَها لِمَمُ الرُّؤسِ مُخَضَّباتٌ
وَكانَ خِضابُها حِنَّاً وَطينا
38تَرى الوَحْشَ الجَسورَ بِها طَريحاً
شَديد البأس قَد أضحى مهينا
39ببيداءٍ يَدورُ الرَّأسَ فيها
وَتَصلي الخَدَّ فيها والجَبينا
40بِﻻ إثْلٍ وﻻ ثَمَرٍ قَليلٍ
ولا ماءٍ بها كَي يَرْتَوينا
41إذا رانَ السُّكون تَخالَ لَحناً
كَأنَّ هناكَ مِزماراً حَزينا
42تَخالَ بِها بيوتُ الجِنِّ بانت
مَدائنُهُ أَمامَكَ قدْ رُؤينا
43كَثَمﻻنٍ يَرى في القَفْر رَوضاً
يَظُنُّ غِراسَهُ عِنَباً وَتينا
بِﻹ إنسٍ وﻻ جِنٍّ تَراهُ
كَوادِ المَوْتِ أو صَحْراءِ سينا
44إذا ضَلَّتْ بنوا يَعقوبَ فيها
يَظَلُّوا الدَّهرَ مثل اﻷربَعينا
45ومَهمَهَةٌ تُريك الرَّمْلَ مَاءً
وَمُبصِرَةُ السَّرابِ تَرى مَعينا
46يَزيدُ سَرابَها في الحَرِّ وَهماً
إذا َتَدْنو يُبانُ ولا يَبينا
47وَتَرْمِلُ في الفلاةِ إلى مِياهٍ
وَما كانت هُناكَ وَلن تَكونا
48إذا ما الشَّمسُ تَرْضى بَعْدَ سُخطٍ
وصارَ أصيلُها ذَهَبَاً حَنونا
49وَمُوحِشَةٌ بها الأعداءُ ﻻذَتْ
وَزادَ الليلُ وَحشَتَها سُكونا
50تُرى وَرَدَت ذِئابُ القَفرِ جَمعاً
وَقَد صَدَرَتْ إذا مَلَئَتْ بُطونا
51وَزَمجَرَةُ الوُحوشِ لها هدير
تَظُنُّ الحَرْبَ قد عادَتْ زَبُونا
52بِمُقْمِرَةٍ كَأنَّ الرَّملَ فيها
يُرى تِبْراً يُسُرُّ النَّاظرينا
53وَقَدْ رَجَعَتْ فُلولُ الجُندِ سودٌ
لَها الرَّاياتُ ما عَلِمَتْ يَقينا
54تُسائلُِها الحﻻئِلُ خُبْرَ بَعلٍ
أٍبينَ الْجُنْد أم أمسى دَفينا
55وَعافِرَةُ التُّرابِ عَلى النَّواصي
تَسوقُ إلى لَبابَتِها جُنُونا
56وَيشمت مَنْ يكون لَه غريما
إذا في الحَرْبِ قد أمسى سَجينا
57وَشَمطاءٌ تُفَاخِرُ في بَنيها
إذا حَمَلوا السِّلاحِ مُدَجَّجينا
58لَقَدْ وُعِدَت ثَراءً بَعْدَ غَزوٍ
على اﻷبواب تَنتَظِرُ البَنينا
59فَما آبوا وﻻ خَبَرٌ أتاها
فَباتَ العهد مَنْقوضاً سِنينا
60عَلَى الصَّفواء قَدْ جُمِعَتْ أسارى
قَطيعُ الضَّأنِ مَذلول الجَبينا
61كَأنَّ القَومَ بُكْمٌ في عَــــزاءٍ
وَتَسمَعُ للخِياط بِها رَنينـــا
62عَزيزُ اﻷَمْسِ ذاقَ اليوَمَ ذُﻻًّ
وَكُلُّ جَماعَة فَقَدَتٍْ قَرِينا
63تُطَأطيءُ روسَها بالذُلِّ جَمعاً
مِنَ اﻷهوالِ نَسَلوا خائفينا
64وَدينُ الله يأمُرُنا بِلُطْفٍ
لِنَجعَلَهُمْ ضُيوفاً آمِنينا
65نُشاطِرُهُمْ طَعَاماً أوْ شَراباً
وَلسْنا مَن بِأسرى باطِشينا
66نُضمَّدُهُمْ وَنَعْفو عَن أذاهُمْ
فَيُمسٍَُوا عَن فِعالٍ نَادِمينا
67وَنَهديهُم وَلكن دونَ قَهْرٍ
ﻷنَّ القوْمَ رَبعٌ جاهِلونا
68نَرُدُّ الشَّر إن نادى بِشَرٍّ
وَلسْنا لِلضَّغائِنِ حَامِلينا
69تَرى مِناَّ النُّفُوسُ إذا أُغِيظَت
بِذِكْرِ الله دَوماً قَد صَفينـــا
70وَﻻ اﻷحْقادُ نَحمِلُها بِقَلْـــبٍ
وَﻻ نَجْفو إذا يَوْماً جُفينـــا
71إذا ما النَّاسُ أعطَتْ ثُمَّ أكْدَتْ
فنحنُ كما السَّحابةِ هاطِلونا
72وفينا الجُودُ شُبَّاناً وشيبــاً
وفينا الجُودُ عُزِنا أو غَنينــًا
73وفينا الطَِّفْلُ مَبسُوُطُ الأيادي
ببطْنِ الأُمِِّ لمْ يَفْتأْ جَنينـــا
74ونَصبِرُ في الحُروبِ إذا تَمادتْ
وفي الكَأداءِ إنْ يوماً بُلينا
75ونحنُ السَّيفُ في نَقْعِِ المَنايا
إذا ما الحَرْبُ موَقَدَةً دُعينا
76تَروحُ سُيوفُنا بِيضاً وتَغْدوْ
بِلَونِ الأُرجوانةِ قْد طُلِينا
77إذا جاسَ الدِّيارَ لنا لَدُوْدٌ
نَجِذُّ رِِقابَ قَوْمٍ مُعْتَدينا
78أرى عَجباً بِأنَّ الغَربَ جَمعاً
معاهُ الشَّرقُ دوماً يَزدَرينا
79بني قَومي فلا تَبقَوْا ضِعافاً
ولا ُتَُمْضوا الحياةَ مُفرَّقينا
80وما فيكم بِلحزٍ أو جَبانٍِ
رَسولُ الله مَنْ منَّا وَفيناﷺ
81مِن الأسْيادِ من أَعلى قُريْشٍ
وقد سادَ الخلائِقَ أَجْمَعينا
82إذا ما قال شَيئاً كانَ صِدْقاً
وقَبلَُ البَعْثِ سَمَّوْهُ الأَميناً
83إذا ما الفوز ُفي جَاه ومالٍ
فبِعْثَتُه لنا فَوزاً مُبينا
84أزالَ الغِلَّ مِنْ أكْبادِ أَوْسٍ
وهذَّبَ طَبْعَ قَوْمٍ جاهِلينا
85تَفُوقُ خِصالُهُمْ أُنُفُ المَعَالي
تَظَلُّ حَمِيدَةً دُنيــا وَدينـــا
86بِفَضلِ الله رِضوانٌ أتانــا
إلى اﻹسﻻمِ أنَّا قَدْ هُدينا
87وَزالَ الشِّرْكُ والاصنام جمعا
وَبِالتَّوْحيدِ كِدنا المُْشرِكينا
88رَسُول الله يا بدراً بِبَدْرٍﷺ
وَكنتَ بها لنا نورا مبينا
89وَنارُ الفُرْسِ نَعْرفُ من طفاها
وَكانَ لِدارِها رُكناً مَكينًا
90تَرى اﻹسلامَ في شَرْقٍ وغَرْبٍ
وَقَدْ سَلَكَ الطَّريقَ إلى أَثينا
91وَما كُنَّا بِيَومٍ أهْلَ ظُلــــْمٍ
وَما كُنَّا لِمالٍ طامِعينـــا
92تَرانا اﻵخذِين لِما قَصدْنا
ونَحنُ المُنعمون إذا رَضينا
92وَنحنُ الصَّادقون إذا وَعدْنا
وَنَحنُ المُنصِفون إذا عَلينا
93وَلسْنا الجازِعينَ إذا قُهِرنا
وَنَحن ُالصَّامِدون اذا غُشِينا
94عَلمنا الرِّزقَ لا يأْتي بِحَرْبٍ
وَأن َّالله خَيرُ الرَّازِقينا
95وَما قَدْ جَاء ذو الحاجات الا
رَدَدناه بحاجات قُضينا
96وَجُبنا اﻷرضَ مِن هِندٍ لِصينٍ
وَسُدنا فِي أقاصيها قُرُونا
97عبابُ البَحْر يَعرفُنا بِحَربٍ
رَكبنا المَوج َفيهِ فاِتحينا
98عُروشُ الفُرس والرُّومانِ دُسْنا
هَدمنا فَوقهَا حِصناً حَصينا
99وأمْجاداً بَنيْناها بأمــــْسٍ
بَنَيْناها بِأيدي ماهِرِينا
100وفي آثارِ أَنْدَلُسٍ عِجَابٌ
يُسَدُّ فَمُ الزَّمانِ إذا رُؤينا
101وَدوْرٌ لِلْعُلوْمِ مُشَيَّداتٌ
عُلومُ الكَونِ مِنْها قَدْ رُوِينا
102أمَا عَلِموا بِأنَّا أْهلُ عَدْلٍ
وَما كَنَّا بِيـوْمٍ جَائِرينا
103إِذا سَأَلَتْ سُراةُ القَوْمِ عَنَّا
فَأخْبِرْهُمْ بأَنَّا مُسْلِمونا
104وَأهلُ الفَخْرِ إنْ جَائتْ لِفَخْرٍ
وَأبناءُ المُلوكُ اﻷوَّلينا
105نُحِبُّ المَوْتَ أكْثَرُ مِنْ حَياةٍ
إذا ما المَوْتُ مَوْتُ الماجِدينا
106مُنانا الحُورُ في جَنَّاتِ عَدْنٍ
بِها الغِلْمَانُ طَافَتْ تَسْتقينا
107بِها اﻷنْهارُ مِن لَبَنٍ وَخَمْرٍ
كُؤوساً في أيادي خَالِدينا
108وَلا صَدْرٌ تَراهُ يَضُمُّ غِــلاًّ
وَفِيها عاﻷرائِكِ مُتَّكِينـــا
109نَتُوقُ إلى الجِنانِ بِلا فُتُورٍ
عَسى اﻷحبابَ فيها تَلتَقينا
110عَلامَ الكَوْنُ في حِقْدٍ عَليْنا
وَزَادَ وَقاحَهُمْ أنْ يَقتُلونا
111وَتنْبَحُنا الكِلابُ بِكلِّ صَوْبٍ
ﻹنَّ الْيَوْمَ ليْسَ مُوَحَّدينا
112إذا مَكَرَ العَدوُّ بِسُوءِ مَكْرٍ
فإنَّ الله خَيْرُ الماكِرِينا
سعودأبومعيلش
شاعر البيداء
88رَسُول الله يا بدراً بِبَدْرٍﷺ
وَكنتَ بها لنا نورا مبينا
89وَنارُ الفُرْسِ نَعْرفُ من طفاها
وَكانَ لِدارِها رُكناً مَكينًا
90تَرى اﻹسلامَ في شَرْقٍ وغَرْبٍ
وَقَدْ سَلَكَ الطَّريقَ إلى أَثينا
91وَما كُنَّا بِيَومٍ أهْلَ ظُلــــْمٍ
وَما كُنَّا لِمالٍ طامِعينـــا
92تَرانا اﻵخذِين لِما قَصدْنا
ونَحنُ المُنعمون إذا رَضينا
92وَنحنُ الصَّادقون إذا وَعدْنا
وَنَحنُ المُنصِفون إذا عَلينا
93وَلسْنا الجازِعينَ إذا قُهِرنا
وَنَحن ُالصَّامِدون اذا غُشِينا
94عَلمنا الرِّزقَ لا يأْتي بِحَرْبٍ
وَأن َّالله خَيرُ الرَّازِقينا
95وَما قَدْ جَاء ذو الحاجات الا
رَدَدناه بحاجات قُضينا
96وَجُبنا اﻷرضَ مِن هِندٍ لِصينٍ
وَسُدنا فِي أقاصيها قُرُونا
97عبابُ البَحْر يَعرفُنا بِحَربٍ
رَكبنا المَوج َفيهِ فاِتحينا
98عُروشُ الفُرس والرُّومانِ دُسْنا
هَدمنا فَوقهَا حِصناً حَصينا
99وأمْجاداً بَنيْناها بأمــــْسٍ
بَنَيْناها بِأيدي ماهِرِينا
100وفي آثارِ أَنْدَلُسٍ عِجَابٌ
يُسَدُّ فَمُ الزَّمانِ إذا رُؤينا
101وَدوْرٌ لِلْعُلوْمِ مُشَيَّداتٌ
عُلومُ الكَونِ مِنْها قَدْ رُوِينا
102أمَا عَلِموا بِأنَّا أْهلُ عَدْلٍ
وَما كَنَّا بِيـوْمٍ جَائِرينا
103إِذا سَأَلَتْ سُراةُ القَوْمِ عَنَّا
فَأخْبِرْهُمْ بأَنَّا مُسْلِمونا
104وَأهلُ الفَخْرِ إنْ جَائتْ لِفَخْرٍ
وَأبناءُ المُلوكُ اﻷوَّلينا
105نُحِبُّ المَوْتَ أكْثَرُ مِنْ حَياةٍ
إذا ما المَوْتُ مَوْتُ الماجِدينا
106مُنانا الحُورُ في جَنَّاتِ عَدْنٍ
بِها الغِلْمَانُ طَافَتْ تَسْتقينا
107بِها اﻷنْهارُ مِن لَبَنٍ وَخَمْرٍ
كُؤوساً في أيادي خَالِدينا
108وَلا صَدْرٌ تَراهُ يَضُمُّ غِــلاًّ
وَفِيها عاﻷرائِكِ مُتَّكِينـــا
109نَتُوقُ إلى الجِنانِ بِلا فُتُورٍ
عَسى اﻷحبابَ فيها تَلتَقينا
110عَلامَ الكَوْنُ في حِقْدٍ عَليْنا
وَزَادَ وَقاحَهُمْ أنْ يَقتُلونا
111وَتنْبَحُنا الكِلابُ بِكلِّ صَوْبٍ
ﻹنَّ الْيَوْمَ ليْسَ مُوَحَّدينا
112إذا مَكَرَ العَدوُّ بِسُوءِ مَكْرٍ
فإنَّ الله خَيْرُ الماكِرِينا
سعودأبومعيلش
شاعر البيداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق