فلسفة التناقض ) من الرمل
كلُّ ما حَولِي ضَجيجٌ مُطبِقُ
وسُكونٌ صاخِبٌ لي يَنطقُ
...
جوهرُ الصَّمتِ لَهيبٌ يَغتَلي
ضجـَّةُ النَّاسِ هدوءٌ آبقُ
ما نراهُـ ليسَ إلَّا ضِدَّهـُ
فَرحًا يبدُو كَحُزنٍ يُغرِقُ
لمْ يَعدْ للحبِّ مَعنى في الـوَرى
لمْ يَعدْ لِلوصلِ قلبٌ يَخفقُ
ودَّعتْ تِلكَ المُنى آمالَها
وتلَا اليأسَ قُنوطٌ أحمَقُ
نَتَنُ التَّاريخِ أضحى سائِدًا
والشَّذا في مَرجِنا لا يَعبقُ
يا نوى! يا قربُ! ياحلمَ الهوى
في الأسى والحُزنِ قَلبِي يَغرقُ
ما دنَا مِنِّي بِقربٍ صاحبٌ
أو قَلانِي في النّوى مَن أعشَقُ
ما الّذي يجرِي بَعيدا أو هُنا؟
ما لَنَا في الجهلِ إلا بُندِقُ
زعَمُوها ثورةً من سـيِّدٍ
بلْ هراءً يَعتليهِ (البُردُقُ)
عَدمٌ يَرتَدُّ يَغدُو عاجِزًا
مَذهِـبُونا غرِّبُوا أو شرِّقوا
مذْ أتَى الفرسُ غَدوا أسيادَنَا
كلَّما ذيلٌ عَلانا صَفَّقُوا
عَفَنـاً صنعا بَجَنبيهَا حوتْ
ودَّعتْ كلَّ فنونٍ نَعشقُ
قد رَمتْ كلُّ الدّنا قبحًا لها
تَصْطَلِي بُؤسًا وموتٌ يُحدقُ
مِن مَآسِينا نُجومٌ قدْ هوتْ
لِلدُّجى المَقدُورِ تِيهًا تَسبقُ
يا بِلادٌ ! نَحتَسِي آلامَها
كمْ سَقتنا! بِالمآسِي تُغدِقُ
يَستَوِي فِيهـا بَقاءٌ أو فَنَا
المَنَايَا مِنْ عَنَاءٍ أشْفـَقُ
أ/خالد الشرافي - اليمن
*( البردق ) التبغ الذي يوضع في الفم كلمة عامية أصبحت رائجة في اليمن
قصيدة تحكي حال صنعاء مع اشتعال الحرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق