الجمعة، 1 مارس 2019

يا فؤادي لا تسلني // بقلم الشاعر // محمد القصاص

فؤادي لا تسلني
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الاثنين 25 فبراير 2019...
يا فؤادي لا تَسَلْنِي عن عذابـــي *** لا تسلني عن ليالينا العذابــــــــــا
لا تسل عني جروحاً نازفــــاتٍ *** بل فسلْ عني بأعماقي الصَّوابــــا
كلما عانيتُ من عيشي شَقَـــــاءً *** وعذاباً مُؤلماً جازَ السَّحابـــــــــــا
رحتُ للأطلالِ أشْكوها هُمومي *** يا تُرى يوما تواسيني خطابــــــــا
يا لعُمري نِصْفُهُ كانَ ثقيـــــــلاً *** وحياتي نِصْفُها كانَ اكتئابـــــــــــا
كمْ جحيمٍ نالني منها لأنِّــــــــي *** مخلصٌ للغدرِ لم أحْسِبْ حِسابَــــا
وجُحُودٍ نالني منها سنينـــــــــاً *** وحياةٍ عشتُها كانتْ عذابــــــــــــا
لمَ أحياها جراحاتٍ تمـــــــادتْ *** في حنايا الصَّدرِ تلقاها حِرابــــــا
أيُّ ذنبٍ يا تُرى قد صار منــي *** لمَ أعيتني عذاباتي جوابـــــــــــــا
قد مللتُ الصَّبرَ حتى عيلَ صبري *** وافتقَدْتُ اليومَ من حولي الصِّحابا
إي وحقِّ الله قد كنْتُ وفيَّـــــــــاً *** صادق العهدِ وما رمْتُ الغيابـــــا
كم تعانقنا على حبٍّ لنبقـــــــــى *** كحبيبينِ بنارِ العشقِ ذابــــــــــــــا
وتعاهدنا على الإخلاص حتـــى *** أنْ تمادينا وقدْ صِرْنا سرابـــــــــا
لم أكنْ أدري بأنَّ العُمْرَ يَمْضـي *** كيف نحياهُ إذا صارَ اغترابــــــــا
لا تذرني مع صدى الآلامِ أحيــا *** بين بؤسٍ لم يعد منهُ احتجابـــــــا
ذكرياتُ الأمسِ من ظلمٍ تنــاءتْ *** قدْ خسرناها وقد صارَتْ عِتابـــــا
كلُّ ما في الكونِ أمسى كرمَـــادٍ *** وقصورا باتَتْ اليومَ خَرَابــــــــــا
فلمَ نأسى على حبٍّ تداعـــــــى *** من حنايانا وقد صارَ سرابـــــــــا
إذ شربنا أكؤس البؤسِ مِـــراراً *** قد شربناها وقد سَاءتْ شَرَابَـــــــا
لن أبالي بعد هذا الصدِّ صـــــدَّاً *** لم يعدْ في النأي من شيءٍ يُعابــــا
الشاعر الدكتور محمد القصاص - الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق