نافذة على الشعراء العرب
ابن دريد الأزدي .. قامة لغوية من قامات العرب
محمد بن الحسن بن دريد الأزدي القحطاني ، أبو بكر ، ولد 223 هجرية الموافق 838 ميلادية . و توفي 321 للهجرة الموافق 933 ميلادية .
من أئمة الفقه و الأدب .
كانوا يقولون : ابن دريد أشعر العلماء ، و أعلم الشعراء .
وهو صاحب المقصورة الدريدية " وهي قصيدة رويها الألف المقصورة " هو لغوي أديب ، ولد بالبصرة ، و مات ببغداد ، هرب الى عمان بعد فتنة الزنج 871 م ، ثم عاد الى البصرة ، و انتقل الى جزيرة ابن عمر ، ثم الى فارس ، فقلده ابن ميكال ديوانها ، فمدحهم بقصيدته " المقصورة " ثم انتقل الى بغداد ، و اتصل بالمقتدر ، فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا ، و أصيب بالفالج في أواخر حياته ، و توفي فيها .
اشتغل بالتدريس ، و أخذ عن السجستاني ، و الرياشي ، و غيرهما ، و أخذ عنه كل من السيرافي و المرزباني و أبو علي القالي و أبو الفرج الأصفهاني ، يعتبر عالم عصره باللغة ، و أشعر العلماء ، و واضع البذرة الأولى للمقامات ، بـ " أحاديثه " و اشتهرت " مقصورته " فكثرت معارضتها وشروحها .
ألف في الرسائل اللغوية الصغيرة ، مثل " السرج واللجام " و " الخيل " و " اللغات " ، و في الأخبار الأدبية مثل " الملاحن " و " الوشاح " و اشتهر كتابه " الاشتقاق " في ابانة الأصول و معاني أسماء القبائل و الرجال ، و معجمه الكبير " الجمهرة " في اللغة ( ثلاثة مجلدات ) ، أضاف اليها المستشرق " كرنكو " مجلدا رابعا للفهارس ، رتب ابن دريد كتابه " الجمهرة " الألفاظ فيه على الآبنية ثم رتب الأبنية على الألف باء
. و الكتاب في مرحلة وسطى بين الرسائل اللغوية ، و المعاجم الحقة .
من أئمة الفقه و الأدب .
كانوا يقولون : ابن دريد أشعر العلماء ، و أعلم الشعراء .
وهو صاحب المقصورة الدريدية " وهي قصيدة رويها الألف المقصورة " هو لغوي أديب ، ولد بالبصرة ، و مات ببغداد ، هرب الى عمان بعد فتنة الزنج 871 م ، ثم عاد الى البصرة ، و انتقل الى جزيرة ابن عمر ، ثم الى فارس ، فقلده ابن ميكال ديوانها ، فمدحهم بقصيدته " المقصورة " ثم انتقل الى بغداد ، و اتصل بالمقتدر ، فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا ، و أصيب بالفالج في أواخر حياته ، و توفي فيها .
اشتغل بالتدريس ، و أخذ عن السجستاني ، و الرياشي ، و غيرهما ، و أخذ عنه كل من السيرافي و المرزباني و أبو علي القالي و أبو الفرج الأصفهاني ، يعتبر عالم عصره باللغة ، و أشعر العلماء ، و واضع البذرة الأولى للمقامات ، بـ " أحاديثه " و اشتهرت " مقصورته " فكثرت معارضتها وشروحها .
ألف في الرسائل اللغوية الصغيرة ، مثل " السرج واللجام " و " الخيل " و " اللغات " ، و في الأخبار الأدبية مثل " الملاحن " و " الوشاح " و اشتهر كتابه " الاشتقاق " في ابانة الأصول و معاني أسماء القبائل و الرجال ، و معجمه الكبير " الجمهرة " في اللغة ( ثلاثة مجلدات ) ، أضاف اليها المستشرق " كرنكو " مجلدا رابعا للفهارس ، رتب ابن دريد كتابه " الجمهرة " الألفاظ فيه على الآبنية ثم رتب الأبنية على الألف باء
. و الكتاب في مرحلة وسطى بين الرسائل اللغوية ، و المعاجم الحقة .
يعتبر كتاب " الجمهرة في مقدمة الكتب التي بنى عليها الأزهري كتابه " تهذيب اللغة " .
و قد قام العديد بشرحه و توضيح غريبه ، منهم غلام ثعلب ، و أبو العلاء المعري في كتاب سماه " نشر شواهد الجمهرة " . كما أن الصاحب بن عباد اختصره في كتابه " جوهرة الجمهرة " .
و لا بد لي من القول :
كثيرا ما تمر معنا كلمة أو لفظة في اللغة العربية ، نضطر معها للجوء الى أحد معاجم اللغة ، لنفهم معناها ، و نسترجع أصولها ، و لكننا قد لا نفكر بصاحب هذا المعجم و لا يخطر ببال أحد منا ، من هو هذا العملاق ، الذي قام بجمع كلماتها ، و تصنيفها ، و ردها الى أصولها ، و لا بالجهد و الوقت الذي بذلهما ، في سبيل الوصول ، الى اللفظة الصحيحة ، و الى معناها الحقيقي .
و لا يمكن للمرء ، و بين يديه العديد من هذه المعاجم الضخمة ، أن يتصور مدى الجهد ، الذي بذله هؤلاء العمالقة من اللغويين العرب ، حتى أخرجوا لنا هذه المعاجم الرائعة ، و ما أنفقه كل منهم من جهد و ما بذله من وقت ، حيث قضى عمره في البحث و التنقيب عن أصول اللغة ، و مفرداتها ، و قواعد نحوها ، و احضار الشواهد عليها من كتاب أو سنة ، أو من أشعار المتقدمين ، و أقوالهم .
وكان واحدهم ، يسير المسافات الطويلة ، مئات الأميال ، ممتطيا بعيره ، معتليا التلال و الكثبان ، سالكا الجبال و الوديان، متنقلا بين القبائل و العشائر ، أخذا من أهل البداوة و الحضارة ، ما هو مفيد للمادة التي يبحث عنها ، في سبيل الحصول على المعلومة المفيدة ، و الكلمة الصحيحة ، و اللفظة النيرة ، قاصدا الالتقاء بأصحاب اللغة ، و مالكي ناصيتها و المتمرسين بعلم النحو ، ليجمع منهم كل ما يتعلق بالمادة التي يبحث عنها ، ثم وبعد أن يقوم بجمع هذه المعلومات ، كان يقوم بفرزها ، وتصنيفها ـ و اعادتها الى أصولها ، و ترتيبها وفقا للأحرف الأبجدية ، ليقوم بضمها في عدد من المجلدات ، تضمها عشرات الألاف من الصفحات ، لتصلنا سهلة هينة ، تمكننا من الرجوع اليها بسلاسة و يسر ، فلا تأخذ من أوقاتنا ، سوى دقائق للوصول الى أية معلومة منها ، كل ذلك كان يقوم به بمجهود فردي ، ويخطه بخط يده . و من أعظم هؤلاء العظام كان ..
ابن دريد
و قد قام العديد بشرحه و توضيح غريبه ، منهم غلام ثعلب ، و أبو العلاء المعري في كتاب سماه " نشر شواهد الجمهرة " . كما أن الصاحب بن عباد اختصره في كتابه " جوهرة الجمهرة " .
و لا بد لي من القول :
كثيرا ما تمر معنا كلمة أو لفظة في اللغة العربية ، نضطر معها للجوء الى أحد معاجم اللغة ، لنفهم معناها ، و نسترجع أصولها ، و لكننا قد لا نفكر بصاحب هذا المعجم و لا يخطر ببال أحد منا ، من هو هذا العملاق ، الذي قام بجمع كلماتها ، و تصنيفها ، و ردها الى أصولها ، و لا بالجهد و الوقت الذي بذلهما ، في سبيل الوصول ، الى اللفظة الصحيحة ، و الى معناها الحقيقي .
و لا يمكن للمرء ، و بين يديه العديد من هذه المعاجم الضخمة ، أن يتصور مدى الجهد ، الذي بذله هؤلاء العمالقة من اللغويين العرب ، حتى أخرجوا لنا هذه المعاجم الرائعة ، و ما أنفقه كل منهم من جهد و ما بذله من وقت ، حيث قضى عمره في البحث و التنقيب عن أصول اللغة ، و مفرداتها ، و قواعد نحوها ، و احضار الشواهد عليها من كتاب أو سنة ، أو من أشعار المتقدمين ، و أقوالهم .
وكان واحدهم ، يسير المسافات الطويلة ، مئات الأميال ، ممتطيا بعيره ، معتليا التلال و الكثبان ، سالكا الجبال و الوديان، متنقلا بين القبائل و العشائر ، أخذا من أهل البداوة و الحضارة ، ما هو مفيد للمادة التي يبحث عنها ، في سبيل الحصول على المعلومة المفيدة ، و الكلمة الصحيحة ، و اللفظة النيرة ، قاصدا الالتقاء بأصحاب اللغة ، و مالكي ناصيتها و المتمرسين بعلم النحو ، ليجمع منهم كل ما يتعلق بالمادة التي يبحث عنها ، ثم وبعد أن يقوم بجمع هذه المعلومات ، كان يقوم بفرزها ، وتصنيفها ـ و اعادتها الى أصولها ، و ترتيبها وفقا للأحرف الأبجدية ، ليقوم بضمها في عدد من المجلدات ، تضمها عشرات الألاف من الصفحات ، لتصلنا سهلة هينة ، تمكننا من الرجوع اليها بسلاسة و يسر ، فلا تأخذ من أوقاتنا ، سوى دقائق للوصول الى أية معلومة منها ، كل ذلك كان يقوم به بمجهود فردي ، ويخطه بخط يده . و من أعظم هؤلاء العظام كان ..
ابن دريد
ولقد قمت بكتابة هذه المقدمة الطويلة للتعريف بهذا العملاق الجهبذ اذ من حقه علينا القاء الضوء باختصار على ما قام به من مجهود تعجز عنه مؤسسات ضخمة .
و لكي نعلم مدى مكانة ابن دريد و عظمته يكفي أن نقول أن ابن منظور ، صاحب معجم " لسان العرب " قد أودع كل ما جاء في كتاب " الجمهرة " في كتابه المشهور " لسان العرب "
طبع كتاب الجمهرة لأول مرة في مدينة حيدرأباد بالهند سنة 1344 هـ .
طبع كتاب الجمهرة لأول مرة في مدينة حيدرأباد بالهند سنة 1344 هـ .
أما قصيدة ابن دريد المشهورة " مقصورة ابن دريد " عروضها من الرجز .. تتألف من مائتين و ستين بيتا .. اخترت منها :
يا ظبية أشبه شيء بالمها ... ترعى الخزامى بين أشجار النقا
اما تَرَيْ رأسيَ حاكى لونُهُ ... طرّىَ صباح أذيال الدجى
اما تَرَيْ رأسيَ حاكى لونُهُ ... طرّىَ صباح أذيال الدجى
و اشتعل المُبْيَضُّ في مسودّة ... مثل اشتعال النار في نار الغضى
فكان كالليل البهيم حلَّ في ... أرجائه ضوء صباح فانجلى
فكان كالليل البهيم حلَّ في ... أرجائه ضوء صباح فانجلى
و غاض ماء شرّتي دهر رمى ... خواطر القلب بتبريح الجوى
و ضرّم النأيُ المشتُّ جذوة ... ما تأتلي تسفع أثناء الحشا
و ضرّم النأيُ المشتُّ جذوة ... ما تأتلي تسفع أثناء الحشا
و اتخذ التسهد عيني مألفا ... لما جفا أجفانَها طيفُ الكرى
لو لابس الصخرَ الأصمَّ بعضُ ما ... يلقاه قلبي فض أصلاد الصفا
لو لابس الصخرَ الأصمَّ بعضُ ما ... يلقاه قلبي فض أصلاد الصفا
لو كانت الأحلام ناجتني بما ... ألقاه يقظان لأصماني الردى
و القصيدة طويلة جدا كما ذكرت أكتفي منها بما أوردته
و له من قصيدة من البسيط يقول فيها :
لن تستطيع لأمر الله تعقيبا ... فاستنجد الصبر أو فاستشعر الحوبا
و افزع الى كنف التسليم و ارض بما ... قضى المهيمن مكروها و محبوبا
و افزع الى كنف التسليم و ارض بما ... قضى المهيمن مكروها و محبوبا
فارمِ الأسى بالأسى يطفي مواقعها ... خمرا خلال ضلوع الصدر مشبوبا
من صاحب الدهر لم يعدم مجلجلة ... يظل منها طوال العيش منكوبا
.....
من صاحب الدهر لم يعدم مجلجلة ... يظل منها طوال العيش منكوبا
.....
خالد ع . خبازة
اللاذقية
اللاذقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق