الأربعاء، 1 مايو 2019

صلاة في محراب الحزم // بقلم الشاعر عبدالباري خالد الشرعبي

صلاة في محراب الحزم
متبسمُ ممـــــا أنـــــــــــــا متبسمُ
ذبح الجــــــواب وما فداهُ المغرمُ
...
مــــاذا رأيت؟ رأيت ألف مدينـة
هدمت بلا سبب وأخرى تـــهدمُ
وصغيرة عبث الآسى بفؤادهــــا
وبطرفها الدامي أنــــــــاخ المأتمُ
وعفيفة بالعـــــار دنس طهرهــــا
وثياب عفتهـــــا خسيس مجــــرمُ
***
متبسم أنــــــا والحقيقــــــــة أنني
بسيوف ألآمي أمـــــــوت وأعدمُ
في كـل حينٍ للجـــراح بمهجتي
أبني قصــــورا بالأسى تتضرمُ
سل بنت سامٍ مــالِ قلب حبيبها
أضحى رهــين الصمت لا يتكلمُ
أمسى حبيسا بالجـــــــــراح مقيدا
وبساح مهجتــــــــه تغيض جهنمُ
***
متبسمُ أنـــــــا والسعادة غـــــــادة
طلقتها بثلاثهــــــا يـــــــــــا مسلمُ
طلقتهـــــــا منــــشــذ البريـــة ودعت
مقدامهــــــــــا صلوا عليـــه وسلموا
***
وجعـــــي دفين فــــــي الفؤاد أحبتي
وسعادتي ليست كمـــــــــــا تتوهموا
أنا إن ضحكت فمن فضاعة ما أرى
فجميع أحلامــــــــــــي يعانقها الدمُ
***
أقسمت بالملك الجليل مؤكــــــــــدا
أني بحبــــك يا تعْزُ مُغَرَّمُ مغـــرمُ
فتجملــــــوا بهــــــوى الحبيبة كلكم
وتطهـــــــروا بترابهــــــــا وتيمموا
صلوا ولا تخشوا صلاة مـــــــــودع
طوفوا بكعبتها العظيمة واحرمـــــوا
****
فاذا تقطرت الشفاه بشهـــــــــــــــدها
وتفجرت في قلب فيهــــــــــا زمزم
فتسابقوا زمرا لحــــــــــوض جمالها
واروا صدى الارواح منـــه لتسلموا
***
أوكلما عبث الهـــــــــــــــوى بقلوبنا
قامت له الخمس الحــــــــــواس تكلمُ
قسما بمن رفع السمـــــــــــاء وزانها
بنجومها اللاتي بهــــــــــــــــا تتبسمُ
أني بحـبـــــــــــــــك يا سعيدة مؤمن
دنف وفي مخلص لا أهـــــــــــــــزمُ
صليت في محراب حسنك ماثــــــلا
فبه ابتدأت وفيه دومــــــــــا أختـــــمُ
عبدالباري خالد الشرعبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق