السبت، 8 يونيو 2019

شَـرَائِـعُ اللهِ فِي مِحْرَابِكَ اِجْـتَـمـَعَتْ // بقلم الشاعر // عارف عاصي

شَـرَائِـعُ اللهِ فِي مِحْرَابِكَ اِجْـتَـمـَعَتْ
==================
معارضة نهج البردة
لأمير الشعراء : أحمد شوقي
===============
هَـوَاكَ عِـنْـدِيَ مَرْسُـومٌ كَمَا الوُشُـمِ
وَ القَـلْبُ يَهْوَى وَ مَنْ يَهْوَاكَ لَمْ يُضَمِ
حَـمَـلْـتُ رُوُحِي لأَطْـيَـافٍ تُـرَاوِدُنِي
كَـنَـزْفِ جـُرْحٍ جَرَىَ بِالدَّمْـعِ مُزدحِـمِ
شَـكَـوْتُ حَالِي وَ مَا بِالأُفْقِ مُسْـتَمِعٌ
لَـمَّـا رَنَـتْ أَعْـيُـنٌ تُحْـيِي مِنَ العَـدَمِ
فَالرُّوحُ فِي صَبْوَةٍ وُالجَفْنُ فِي سـَهَدٍ
وَ الفِكْرُ فِي جَنَّـةٍ وُ القُلْبُ فِي حـِمَمِ
رِيـحُ الشِّـوَاءِ بِـفِيكَ اليـَوْمَ مِنْ كَـبِـدٍ
مَنْضُوُجَةٍ بِـالأَسَى مِنْ فَـاتِكِ السُّـهُمِ
يَـا رَائِـعَ الحُسْنِ مَفْـتُونٌ بِطَـلْعَـتِـكُمْ
قَدْ غَـرَّهُ السِّحْرُ لَـمْ يُـفْطِرْ و َلَمْ يَصُمِ
أَرْسَلْتَ بِـاللَّحْظِ سَهْماً بَـاتَ فِي مُهَجٍ
فَارْفِقْ جَمِيلَ اللَّمَى لا صَيْدَ فِي الحَرَمِ
وَ الحُبُّ يَسْرِي كَـرُوحٍ أَشْعَلَتْ جَسَداً
كَالشَّمْسِ مَرَّتْ أَضَاءَتْ حُـلْـكَةَ الظُّـلَمِ
يَا قَـلْبُ أَشْجَـيْتَـنِي وَ الهَـمُّ مُعْـتَـرَكٌ
مَـنْ ذَا يُطبـِّبُنِي فِي الأَعْـصُرِ الدُّهُـمِ
كُلُّ الهَوَى مـُتْـلِفٌ وَ القَلْبُ مُـنْـخَدِعٌ
مَـاكُـنْتُ أَحْسِبُ وَزْنَ الحُبَّ مِنْ أَلَمِي
فَسَلْ قُـلُوباً لَهَا بِـالشَّـوْقِ مَـعْـرِفَـةٌ
فَالحُـبُّ سِحْـرٌ فَـحَاذِرْ سَطْـوَةَ الرِّيَـمِ
يَا رَائِعَ الصَّوْتِ إِنَّ الصَّوْتَ سَاكَـنَـنِي
فَـهَـزَّ بِـالقَـلْـبِ عَـزْفاً هَامِسَ النَّـغَمِ
فِي لَهْفَةِ الوَجْدِ وَ الأشْوَاقُ تَـأْكُـلُنِي
أَتْـعَـبْـتُ وَجْدِي عَلَى ذِكْرٍ لِمـُنْصَـرِمِ
هُـنَـاكَ رُوحٌ هَفَتْ وَ القـَلْبُ فِي أَرَقٍ
مِنْ كُـلِّ نَـاعِسَةِ الأَجْـفَانِ فِي النِّعَـمِ
الحَامِـلاتِ جَـمَالَ السِّـحْـرِ فِي فِـتَـنٍ
السَّـافِـكَاتِ بِلا سَـيْفٍ ، أُرِيـقَ دَمِـي
الـفَـاتِـرَاتِ جُـفُـونـاً مَـا بِـهَـا سَقَـمٌ
المُشْرَبَـاتِ جَمَالَ الحُسْنِ فِي الشِّـيَمِ
الطَّـائِرَاتِ كَـأَمْثَـالِ الفَـرَاشِ ضُـحَىً
الرَّاشِـفَـاتِ حَـلالَ الشَّـهْـدِ مِنْ أَمَـمِ
الـمُـتْـرَعَـاتِ جَـمَـالاً زَادَ مِـنْ خَـفَـرٍ
المُرْسِلاتِ ضِيَـاءَ الـوَجْـهِ فِي الظُّـلَمِ
المـُشْـعِـلاتِ خُـدُودَ الـوَرْدِ فِي أَلَـقٍ
الـبَـاسِـمَـاتِ ثُـغُـوراً فَـوْقَ كُـلِّ فَـمِ
المَـائـِسَـاتِ قُـدُودَ البَـانِ فِـي وَلَـعٍ
النَّـاثِـرَاتِ بَـدِيـعَ السِّـحْـرِ فِي الكَلِمِ
الـرَّامِـيَـاتِ أُسُـوُدَ الغَـابِ عَـنْ حَـوَرٍ
وَ الصَّيْدُ بِالعَيْنِ يُصْلِي القَلْبَ بِالضَّرَمِ
الـقَـاتِـلاتِ وَ لا ثَـأْرٌ لِـمَـنْ قَـتَـلُـوُا
الـمُـدْلِـعَـاتِ جُـنُونَ الوَصْلِ بِـالصَّرَمِ
يَـا لائِـمِي قَـدْ كَـفَى إِنَّـا عَـلَى قَـدَرٍ
نَـخْطُو عَـلَى حُـلُمٍ يَسْرِي إِلَى حـُلُـمِ
لا تُـكْثِرِ الْعَذْلَ لـَيْسَ العَذْلُ يـَنْفَعُنِي
فَـالعَـذْلُ يُـنْمِي غَرَامَ العَـاشِقِ النَّهِمِ
أَسْمَعْتَ أُذْنـاً وَ هَلْ بِالسَّمْعِ مـُنْـتَفَعٌ
لَلأُذْنِ سَمْعٌ وَ سَمْعُ القَـلْبِ فِي صَمَمِ
أَسْرَفْتَ فِي لَوْمِكَ الوَاهِي علَى شَغَفِي
لَوْ ذُقْتَ جُـرْحِيَ لَـمْ تَعْذِلْ وَ لَمْ تَـلُـمِ
مَـنْ لِـي بَـرَدِّ جَنَـاهَـا فِي جِنَـايَتِـهَـا
يَـاوَيْحَ قَـلْبٍ هَوَى بِـالعِشْقِ وَ الهَـيَمِ
يَـا وَيْحَ قَـلْبٍ جَرَى سَعْـياً لَمَـتْـلَـفَـةٍ
مِنْ حـَيْثُ لَمْ يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فِي الدَّسَمِ
الليل مَسْـهَـدَةٌ وَ الصـُّبْـحُ مَـشْغَـلَـةٌ
وَ العُمْرُ فِي أَمَـلٍ وَ القَـلْبُ فِي غُمَمِ
كَمْ تُقْتُ يَوْماً وَ بَعْضُ التَّوْقِ مِنْ تَرَفٍ
يَكْفِي الرِّضَـاءُ بِِـخَـطِّ اللهِ فِي القِـدَمِ
يَا نَفْسُ دُنْـيَا الوَرَى تَجْرِي عَلَى وَهَنٍ
كَـفَـاكِ سَعْياً بِقَـلْبِ الطَّـامِـعِ الوَهِـمِ
دُنْـيَـا وَ هَلْ بِالدُّنَى غُـنْـمٌ لِمُـنْـتَـفِـعٍ
فَـاحْـذَرْ مَـغَـبَّـةَ إِغرَاقٍ كـَمُـغْـتَـنِـمِ
دُنْـيَـاكِ تُـغْرِي وَ لا تُـؤْتِي عَـزَائِمَـهَا
مَا أَسْرَعَ الخُلْفِ فِي الدُّنْيَا لِذِي حُـلُمِ
فَـاحْذَرْ وَ إِنْ أَبْـرَقَـتْ يَـوْماً بِبَـارِقَـةٍ
لَنْ تُمْطِرَ الشَّـوْقَ مِنْ سَيْـلٍ بِهَا عَرِمِ
أَزْهَـارُهَا شَوْكـُهَا وَ الشَّـهْدُ عَلْـقَمُهَا
إِيَّـاكَ لا تَـنْـخَـدِعْ مِـنْـهَـا بِـمُـرْتَـسَمِ
أَزْوَاجُهَـا كَـثُرُوا وَ الكُـلَّ قَـدْ قَـتَـلَتْ
لَـمْ تُـبْقِ مِـنْ أَحَدٍ مِـنْ دُونِ مُـنْـتَـقَمِ
تَـلاعَـبَتْ فَوْقَـهُمْ ، ظَـلَّـتْ تُـوَاعِدُهُمْ
وَ الـزُّورُ دَيْـدَنُـهَـا ، إِفْـكٌ بِـلا عِـصَمِ
يَـا نَفْسُ عَوْداً مَـلَلْتُ السّعَيَ مُرْتَقِبـاً
فَـالدَّارُ بِـالوَعْد إِخْـلافٌ لَـدَى الذِّمَـمِ
كَمْ تُـقْتُ لِلدَّارِ فِي أَشْـوَاقِ مـُبْـتَـهَجِ
حَـتَّى أَفَقْتُ عَـلَى بُـؤْسٍ مِنَ الوَصَـمِ
سَفَحْتُ دَمْعاً بِلَـيْـلٍ طَـالَ فِي أَسَـفٍ
عَـلَى الذُّنُـوبِ بِقَـلْبِ الخَـائِفِ النَّـدِمِ
وَ لَيْتَ لِي رَحْمَةٌ تُـنْجِي عَـلَى أَسَفِي
فَـالـفَـوْزُ فِـيهَـا بِـجَـنَّـاتٍ مِنَ الكَرَمِ
يَـا رَبِّ إِنِّي أَبِـيتُ العُـمْـرَ مُـرْتَـهَـنـاً
وَالذَّنْبُ يُعْلِي مِنَ الأَشْجَانِ فِي الظُّلَمِ
أُشْرِبْتُ حُبَّ الدُّنَى فَـالقَلْبُ فِي وَجَلٍ
أَقْصِرْ كَـفَى فَالهَـوَى فَـخٌ لِـمُـؤْتَـذَمِ
يَـا رَبِّ تَـوْبـاً لِعَـبْـدٍ جَـاءَ مُـرْتَـجِـيـاً
عَـفْـواً كَـرِيماً لَرَبِّ الخَلْقِ عَنْ لَمـَمِي
أَسْرَفْتُ رَبِّي وَ ذَا ذَنْـبِي يُحَـاصِرُنِـي
يَا وَيْحَ قَلْبِي وَ عُمْرِي جَازَ عَنْ هِمَمِي
فِي حَمْـأَةِ الإِثْمِ قَـدْ سَارَتْ مَرَاكِبُـنَـا
وَ ضَـاعَ شَـطٌ لِـرُبَّـانِ الهَـوَى الغَـرِمِ
يَـا صَـبْوَةَ الذَّنْبِ نَـارُ الإِثْـمِ تُـلْهـِبُنِي
مـَنْ لِـي بِـمَـغْـفِـرَةٍ مَقْرُونَةِ العِصَمِ
إِنِّي ارْتَـجَـيْتُ مِنَ الرَّحْـمَنِ مَرْحَـمَـةً
لِيـُدْخِلَ الذَّنْـبَ فِي عـَفْوٍ وَ مُـرْتَـحَـمِ
قَـدِ اِسْـتَـجَرْتُ بِحِصْنِ اللهِ مُلْـتَـجَئِي
إِذِ اِتَّــبَــعْــتُ رَسُــولَ اللهِ لِـﻷُمَــمِ
مُحَمَّدٌ أَفْـضَـلُ الرُّسْـلِ الـكِـرَامِ عَـلا
إِلَـى السَّـمَـوَاتِ لِـلأنْـوَارِ لا الـظُّـلَمِ
مُحـَمَّـدٌ صَـفْــوَةُ الأَخْـلاقِ سَـيِّّــدُنَـا
عَـلا عَنِ الـرَّيْبِ وَ التَّـشْـكِيكِ وَ التُّهَمِ
مُحَـمـَّدٌ نَـفْـحَـةٌ بِـالـنُّـورِ قَـدْ مَـلأَتْ
فَـضَـاءَ مِـنْـهَـا ظِلالُ البَـانِ وَ العـَلَمِ
مـُحـَمَّـدٌ رَحْـمَـةٌ لِـﻷَرْضِ قَــاطِــبَـةً
بِالطِّفْلِ وَ الشَّـيْخِ و الأَسَادِ في الأَكَمِ
هُـوَ اليَـتِـيمُ الـذِي أَرْسَىَ دَعَـائِمَـنَـا
وَ رُبَّ فَضْلٍ لَدَى الأصْدَافِ فِي اليـُتُمِ
مُــشَــرَّفٌ دُونَ أَبَــاءٍ لِــتَــكْـرِمَــةٍ
هُـوَ الـنَّسِيبُ عَـلَى الأَقْـوَامِ وَ الأُمَمِ
سُـلالَـةُ الرُّسْلِ تَسْرِي فِي تَسَلْسُلِهَا
حَـطَّتْ رَوَاحِـلَـهـَا فِي خَـيْرِ مُخْـتَـتَمِ
فِي أَرْضِ مَـكَّـةَ وَ الحَـصْـبَـاءُ تَعْرِفُهُ
وَ الـنُّورُ يَسْرِي بِهِ فِي الحِلِّ وَ الحَرَمِ
فَـالسَّهْـلُ وَ الوَعْرُ وَ الوِدْيَـانُ تَرْقـُبُهُ
وَ البَدْرُ وَ النَّجْمُ وَ اﻷَمْطَارُ فِي الدِّيَـمِ
مَــلائِــكُ اللهِ بِـالأَنْــوَارِ شَــاهِــدَةٌ
فَـتَـغْـمِرُ الـرُّوحَ إِكْـرَامـاً لِمُـسْـتَـلِمِ
ذَاكُــمْ حِــرَاءُ لِـوَعْـدِ اللهِ مُـنْـتَـظِـرٌ
فَـالـغَـارُ فِـي شَـغَفٍ لِلْقَـادِمِ العَـلَمِ
جِبْرِيلُ نَادَى فـَأَصْغَى السَّمْعُ مُرْتَهِفاً
اِقْـرَأْ مُـحَـمَّـدُ جَـاءَ الـوَحْـيُ بِالـكَرَمِ
وَ نُودِيَ اقْـرَأْ وَ مَـا بِـالكَوْنِ مُسـْتَمِعٌ
فَـرَفْرَفَ القَـلْبُ فِي تَسْبِيحِ مـُنْسَجِمِ
إِقْـرَأْ تَـعَـالَتْ مِـنَ الرَّحـْمَنِ قَـائـِلُهـُا
لا الإِنْـسُ لا الجِـنُّ لا تَجْرِي بِذَاتِ فَمِ
إِقْـرَأْ تَعَـالَتْ فَـبَاتَ القَـلَبُ فِي قـَلَقٍ
فَـالحِـمْلُ أَكْـبَرُ عَنْ فِـكْرٍ و عَنْ حُـلُمِ
لَـوْلا إِعَـانَـةُ رَبِّ الـكَـوْنِ مَـا حُمَـلَتْ
أَمَـانَةُ الوَحْيِ فَـوْقَ الظَّـنِّ وَ الكَـلِـمِ
إِقْـرَأْ سَـرَى صَوْتُهَا فَالكَوْنُ مُحْـتَفِيٌ
وَ رَدَّدَ الكَـوْنُ مِـنْ قُـدْسِـيَّـةِ الـنَّـغَمِ
اِقْـرَأْ مُحَـمَّـدُ ذَا وَحْـيُ الإِلَـهِ سَـرَى
لِـيـَرْفَـعَ الأَرْضَ بِـالأَنْـوَارِ مِنْ سُـدُمِ
فَـبَـاتَ مِنْـهَـا رَسُولُ اللهِ فِي وَجَـلٍ
وَ الـدَّمْـعُ يَـغْمِرُ وَجْـنَـاتٍ كَمَا العـَنَمِ
فَـجَـاءَ يَـشْـكُو بِخَـوْفٍ مَا أَلَـمَّ هُـنَـا
خَـدِيـجَـةٌ رَطَّـبَـتْ قَـلْـبـاً مِـنَ الأَلَـمِ
نَـادَتْ لِوَرْقَـةَ مِـنْ خَوْفٍ وَ مِنْ قَـلَقِ
فَـأَثْـبَـتَ الحَـقَّ عِــلْمُ الوَاثِـقِ الفـَهِمِ
أُثْـبُـتْ مُـحَـمَّدُ ذَا وَحْـي الإِلَهِ جَـرَى
كَـمَـا النَّـبِـيـينَ عَهْدُ اللهِ فِي الـقِـدَمِ
يَـا لَـيْـتَـنِي جَـذَعَ إِنْ صَـالَ صَائِـلُـهُمْ
أَوْ هَـمَّ مُخْرِجُـهُمْ فِي فِعْلِ مُضطَّـرِمِ
نُـورُ الهُـدَى قَدْ أَضَاءَ الكَوْنَ أَجْمـَعَـهُ
فَـفَـرَّتِ النَّـاسُ لِـلْخَـيْرَاتِ مِنْ حِـمَمِ
هَـاجَتْ قُرَيْشٌ فَـمَا أَبْـقَـتْ مـَكَارِمَهَا
وَ اسْـتَـلَتِ السَّيْفَ مَنْزُوعاً مِنَ القِيَمِ
ذَاكُـمْ بَحِـيرَا وَ يَـدْرِي مِنْ شِمـَائِـلِـهِ
رُهْـبَـانُـهُ سـَلَّمُوا مِنْ ظُـلَّـةِ الـغِـيَـم
نَـادَاكَ رَبُـكَ لِـﻹِسْــرَاءِ فَـانَـتَـقَـلَـتْ
كُـلُّ الرِّسَـالاتِ إِذْ دَانَـتْ لِـمُـخْـتَـتِـمِ
فَـكُـنْـتَ فِيهِمْ إِمَـامَ الرُّسْـلِ قَاطـِبَـةً
يَـا قُـدْوَةَ الخَلْقِ فِي فِعْلٍ وَ فِي حِكَمِ
فَأَنْتَ مُوسَى وَ عِيسَى وَالخَلِيلُ وَمَنْ
قَدْ نَالَ وَحْياً لَدَىَ الأَزْمَانِ فِي القِدَمِ
شَـرَائِـعُ اللهِ فِي مِحْرَابِكَ اِجْـتَـمـَعَتْ
قُـرْآَنُـنَـا قَـدْ حَـوَى كُــلاً بِـلا تُـهَــمِ
وَ أَشْرَقَ النُّـورُ فِي خَيْرِالقُلُوبِ هُدىً
فَـجَـلَّـتِ الآَيُ عِـنْـدَ الحَاذِقِ الـفَـهِـمِ
وَ عَـانَدَ الحَـقَّ مَغْـبُـونٌ عَـلَى حَـسَـدٍ
فَـأَعْجَـزَالـقَـوْمَ عَـنْ مِثْـلٍ وَعَنْ حِكَمِ
كُـلٌ أَتَـىَ قَـوْمَــهُ يَـوْمـاً بِمُـعْـجِـزَةٍ
وَ أَنْـتَ أَحْـيَـيْـتَ فِيـهَـا مَـيِّتَ الرِّمَـمِ
فَـكَمْ قـُلُوُبٍ عَـلَى الأَوْثَـانِ قَدْ عَكَفَتْ
أَمْوَاتُ رُوحٍ وَ لَـوْ يَـسْـعُونَ بِالـقـَدَمِ
ثُـمَّ اِرْتَـفَعْتَ إِلَى اﻷَنْـوَارِ تَـشْـهَـدُهَا
جِـبْرِيـلُ أُوقِفَ فِي إِجْـلالِ مُحـْتَـشِمِ
قَـدِ ارْتَـقَـيْـتَ سَمَاوَاتٍ قَدِ انْـتَـظَرَتْ
زَوْراً كَـرِيـماً فَـيَـالا مِـنَّـــةَ الـكَـرَمِ
وَ نُـوُدِيَ ادْنُ أَيَـا عَبْدِي -بِـلا وَجَـلٍ-
مِـنَ الـجَـلالِ وَ لِـلأَنْـوَارِ فَـاسْـتَـلِـمِ
قَـبَسْتَ نُـوراً بِعُـمْقِ الرُّوحِ طَـهَـرَهَا
فَـكُـنْـتَ نُـوراً فَـيَـا سَـعْـداً لِمُغْـتَنِمِ
تَـهَـيَـأَ الـكَـوْنُ لاسْـتِـقْـبَـالِ بُغْـيَـتَهُ
بَعْدَ اِنْـهِـيَـارٍ لِـمَنْ بِـاﻷَرْضِ مِنْ أُمَـمِ
فَالفُرْسُ فِي حَـيْرَةٍ إِذْ تَهْوِي عِنـْدَهُمُ
نَـوَافِـذُ القَـصْرِ مِـنْ نُـورٍ لِمُـحْـتَـكِمِ
وَ قَـيْـصَرُ الـرُّومِ يَـدْرِي عَنْ حَقِيقَـتِهِ
لَـكِـنَّـهُ المُـلـْكُ فِي قَـلْبٍ كَمَا الـوَرَمِ
كِسْرَى وَ قَـيْصَرُ وَ الـكُـفَّـار خَـلْفَهُمُ
أَمْـلاكُـهُـمْ قَـدْ ذَوَتْ مِنْ هَوْلِ مُقْتَحِمِ
رَايَـاتُـنَـا قَـدْ عَـلَتْ وَ الحَـقُّ رَائِـدُهَا
وَ اللهُ نَـاصِـرُهَـا سُـحْـقـاً لِمُـنْـهِـزِمِ
بِـعْـنَـا لِـبَـارِئِنَـا الأَرْوَاحَ نُـرْخِـصُـهَا
مَـا شَـانَـنَـا خَـوَرٌ مِنْ شَـرِّ مُنْـتَـقِـمِ
وَ الحُبُّ سَاوَى عَـلَى الإِيْمَانِ وِجْهَتَـنَا
قَـدْ وَحَّـدَ الدِّيـنُ سَـادَاتٍ مَعَ الخَـدَمِ
ثُـمَّ اِنْـثَـنَـيْـنَـا بـِبغْي غَـالَ وِحْدَتَـنَـا
دِمَـاؤُنَـا أُرْخِـصَـتْ فِي فَـكِّ مُـلْـتَهِمِ
وَ الـقُـدسُ دَامِعَـة تَـرْوِي مَخَـازِيَـنَـا
إِذْ عَـيْـنُـنَا أُسْمِلَتْ وَ الكُـلُّ فِي صَمَمِ
تَـرْثِي صَلاحاً وَ كَـانَ السَّيْفُ يَحْفَظُهَا
فَـخَـلَّفَ الخَـيْـرُ أَشْرَاراً مِنَ الـنِّـقَـمِ
وَ أَصْـبَـحَ الـحَـقُّ مَـنْـبُـوذاً بِـأُمَّـتِـنَـا
وَ الظُّـلمُ مَـاضٍ بِـأَلْـوَانٍ كَمَـا الفَحَمِ
يَـارَبِّ أُمَّـتُــنَـا فِـي الـتِّـيـهِ سَـادِرَةٌ
أَمَّـا الـرُّعَـاةُ ؛ فَـرَعْـيُ الذِئبِ لِلغـَنَمِ
قَدْ اِرْتَـكَسْـنَـا بِحَمـْآتٍ بِنَـا اِسْتَـعَرَتْ
وَ لَـمْ نُـرَاعِي وِدَادَ الـدِّيـنِ وَ الرَّحِـمِ
وَ فُـرْقَـةٌ شَوَّهَتْ مِـنْـهَـاجَ رَوْعَـتِـنَـا
وَ أَرْسَـتِ الـغَـدْرَ أَصْـلاً حَـلَّ بِـاﻷَلَـمِ
شِكَـايَـتِي سَـيِّـدِي بَــثٌ لِـمُـكْـتَـرِبٍ
مِـمَّـا نُـعَـانِي مِـنَ الأَرْزَاءِ وَ الغُـمَـمِ
بَــراءَةٌ مِـنْ خِـيَـانَــاتٍ تُـغَــلِّـفُــنَـا
هِيَ الدَّنَـايَـا وَ أَدْنَى عِنْدَ ذِي الشِّـيَمِ
بَرِئْـتُ رَبِّـي فَـكُنْ بِالـرُّوحِ مُـنْقِـذَنَـا
وَ رُدَّنَـا لِـلَّـذِي قَـدْ كَــانَ مِـنْ ذِمَـمِ
وَ ارْحَـمْ إِلاهِي ضَـرَاعَـاتٍ لِمـُبْـتَـهِلٍ
مِنْ خَوْفِ رَبِّ الوَرَى يَـأْوِي لِمُـلْـتَزِمِ
تِـلْـكُمْ حُرُوفِي بِفَـخْـرِ المَـدْحِ نَاطِقَـةٌ
وَ أَيُّ قَــوْلٍ يُـدَانِــي عِـزَّةَ العِـصَـمِ
أَنَـا اِبْـنُ أَحْمَدَ لِي فَخْـرٌ بِـتَسْمِـيَـتِي
وَ مَـنْ يَـلُـذْ بِـجَـنَـابِ اللهِ يَـعْـتَـصِـمِ
يَا سَيْدَ الرُّسْلِ هَـلْ لِي مِنْ شَفَاعَتِكُمْ
هِيَ الـنَّـجَـاةُ بِـيَـوْمِ الحَادِثِ العَـمَـمِ
فَعَـارِفٌ قَدْ ذَوَى فِي طَـيِّ مَعْـصِيَـةٍ
وَ العَـبْدُ يَـنْجُو مِنَ العِصـْيَـان بِالنَّـدَمِ
فَـلا تَسَلْ عَنْ ذُنُوبٍ كَـالجِـبَالِ عَـلَـتْ
فَـكُـلْهَا عِنْـدَ ذِي الغُـفْـرَانِ كَاللَّـمَـمِ
غَـبَـطتُّ بِالمَدْحِ مَنْ بِالبَـابِ يَسْبِقـُنِي
فَـرُمْتُ لِي مَـنْزِلاً بِـاللاحِقِـينَ سَمِي
اللهُ يَـشْـهَـدُ ضَـعْفِي عَـنْ مُـلاحَـقَةٍ
لَـكِــنَّـهُ الحُـبُّ يُـعْـلِي ذَاوِيَ الهِـمَمِ
كَتَبْتُ شِعْرِي وَ مَا بِالشِّعْرِ مِنْ شَرَفٍ
سِـوَى مَدِيـحِي لِخَيْرِ النَّـاسِ كُـلِّـهِـمِ
فَـاقْـبَلْ قَـصِيدِي إِلَهَ الكَوْنِ يَا أَمَـلِي
وَ ارْحَمْ عُـبَيْداً يَـخَافُ العُمْرَ مِنْ حِمَمِ
وَ صَـلِّ رَبِّي عَـلَى المُـخْـتَـارِ سـَيِّدِنا
مَـا مَـرَّ بِالأَرْضِ مِنْ رُوحٍ وَ مِنْ نَسَـمِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق