الجمعة، 22 يوليو 2016

وطن وليل وياسمين بقلم الشاعر الكبير عبد السلام محمد علي الاشقر

.....وطنٌ وليلٌ وياسمين......
قمرٌ تدلّى فوقَ نافذتي 
رقيقُ الضوءِ
فانطفىَ الظلامْ
والّليلُ شمّرَ ثوبهُ
عن ساقهِ ْالشوهاءَ
يبحثُ عن مكانِ
كي ينامْ
وهناكَ فوق اللّيلِ
تسكنُ نجمةٌ
تروي حكايةَ ضوئها
فوقَ الانامْ
وتُخيطُ من إشعاعها
ثوباً
لتزهر قصة العشاقِ
في دنيا الغرامْ

وأنا أحاولُ
غسل أحزاني بأحزاني
أحاولُ أن أعيد تموضع الأشياﺀَ
في فكري
ورأسي
مثل أعمدةِ الرخامْ
وقفت تقصّ ُحكايةَ
الوجعِ القديمِ
حكايةَ الألمِ الذي يحيى بداخلها
ويروي قصة الأممِ التي ماتتْ
فعاشتْ في أساريرِ الكلامْ
اللّيلُ ياوطني
غطاءُ العاشقينَ
وثوبُ من أحزانهُ
ليلٌ وقهرٌ وازدحامْ
واللّيلُ ياوطني
حكاياتُ الذّي
قد أُثقلت أيامهُ
بالقهرِ والحرمانِ
ينسجُ من هدوءِ اللّيلِ
أحلاماً
وأحدثاً جسامْ
واللّيلُ ياوطني
حكاياتُ تُسلم بعضها بعضاً
مراسيم التلذّذِ
باحترامُْ
وأنا أراك حكايتي
يا أيها الواطنُ
المخبئُ في أخاديدِ الوجوهِ
وفي عيونِ الصامتينَ
وفوق أجنحةِ الحمامْ
ياأيها الوطنُ الذي
ذبحوهُ في وضحِ النهارِ
وفي هذيعِ اللّيلِ قامْ
يا أيها الوطنُ الذي 
أعطيتهمُ قمحاً وزيتاً
حينَ جاعوا
ثم أعطوكَ السخامْ
أبكي فتشربني الحكايةُ
في تفاصيلِ القضيةِ
ثم أبكي
كي أنامْ
وإذا صحوتُ
بداخلي تصحو
الشآمْ
ويطلّ ُمن أفريزِ جامعها
ومن أوجاعها
وجهُ كضوءِ الصبحِ
يحملهُ ويبعثهُ
(هشامْ)
وبقربهِ
يقفُ الفرزدقُ
حاملاً عبق الكلامْ
وجريرُ يهجو الأخطلَ
الأمويّ لكن باحترامْ
وبدفئ ضيقِ أزقّةِ 
الشامِ القديمةِ
كان زهرُ الياسمينِ
يطيلُ من سهرِ الليالي
كي يردّ على المحبّينَ السلامْ
سيظلّ زهر الياسمينِ
يطيلُ في سهرِ الليالي
كي يردّ تحيةّ العشاق
كي تحيى الشآمْ
بقلمي الشاعر عبدالسلام محمدعلي الأشقر
أبوشيماء الحمصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق