الاثنين، 4 يوليو 2016

(( بغدادُ والدُموع ))،،المبدع فراس الكعبي

(( بغدادُ والدُموع ))
********************
بَغدادُ والدُموعْ
وليلُها المُخضّبُ ..
بِالحُزنِ والدُخانِ والشُموعْ
حَطَّتْ على أعتابِها الملائِكة
توضّأت بالدمعِ عندَ بابِها
صَلّتْ على أحزانِها
صَلَّتْ وفي خُشوعْ
شَبابُها ..
الذينَ كالورودِ في شبابِهم
يمضونَ أفواجاً إلى وادي الردى
مِن دونَما رُجوعْ
كأنَّها ..
على صليبِ عِزِّها
مصلوبةٌ
كأنَّها يسوعْ
تَعرى وتبقى حُرّةً .. عَزيزةً
تعرى وإن تَجوعْ
لإنها.. لِلعزِّ كانَتْ قِبلةً
ولَم تَزَلْ
لَن تقبل الخُنوع
كنخلةٍ ..
خضراءَ تبقى رغمَ عصفِ دهرِها
كنخلةٍ مِعطاءةٍ
ثقيلةَ الأغصانِ والفُروعْ
ومِنها عِطرُ عِزِّها ..ومَجدِها
وكلما هَبَتْ رياحُ حِقدِهمْ
معَ المَدى يضوعْ
صدورُهم شَبابُها
لِحصنِها دُروعْ
يفدونها ..
بِكُلِّ ما لَديّهُمُ
يمضونَ دونَ خِدرِها
يمضونَ في جُموعْ
وكَم أرادوا ذُلَّها
لكِنها ..
بِرغمِ كُلِّ حاقدٍ
عصيّةً
تبقى على الخُضوعْ
وليلُها
وأن يطولُ عُمرهُ
فإنَّهُ سَيَنتهي
والصُبحُ في شُروعْ
فراس الكعبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق