عندما " تجري السفينة على اليبس"
ذكريات فوق البسفور..
حين تمر على جسر المدينة العتيدة الذي يشمخ فوق مياه البسفور وهو يختصر المسافة ليربط الغرب بالشرق واورپا بآسيا ، وتتأمل تلك المياه الزرقاء المتوهجة ببقايا شمس النهار الجانحة نحو الغرب ينتابك إحساس بالرهبة والجلال فثمة تاريخ يلقي بذكرياته الممجدة على جنبات المكان فتطغي عليه هالة تمتزج بعنفوان التاريخ الذي مُنح رفعته وعظمته بدماء ابطال نذروا أنفسهم للشهادة والمجد من أجل أن يكون الوطن بحجم أحلامهم عندما كانت الشجاعة شجاعة الفر...سان والفروسية شيمة والسيف معتنقا لا حياد فيه بين أن تكون او لا تكون والوطن انتماءً لمعاني القداسة والعظمة ... هناك تذكرتُ تلك الأحداث التي جرت كما دونتها الاسفار بمداد من ذهب.. القنال الذهبي والحلم الذهبي والفاتح العظيم الذي حقق نبوءة التاريخ ورِضِى الله وفخار أمة بأكملها ووسامها وزهوها.. ولأنه السلطان المؤمن القوي الذي لا يقبل سوى النصر فقد شَمَّر عن إرادته العظيمة ليواجه اقوى مدينة ولم ترهبه أسوارها الحصينة المحصنة وهي تتوكأ على جرف بحري وباسوار ترفع لأربعين قدما ..ووسائل دفاعية لا مثيل لها حيث سقطت الجحافل صريعة ممزقة تحت سطوتها ..ولأنه سلطان مختلف ومتوكل على الله وواثق من سيفه وقبل هذا وذاك من ربه العظيم فقد قام ببناء القلاع الخشبية وحفرالخنادق ليباغت أهلها من تحتهم ومن فوقهم وابتكر كل أنواع الدهاء العسكري والفطنة الخارقة التي أرعبت عدوه كما وصنع المدفع الأسطوره قياسا لذلك الزمان حيث كان عملا جبارا ووحشا نُحت من الحديد تجره عشرات الحيوانات والرجال ليلقي غضبا ثقله طنا من المقذوفات والنيران ومن سواه الذي سَيَّر السفن على اليابسة عندما عاكس الطبيعة وتحدى قانون البحر وألقى بسبعين سفينة الى البحر بطريقة ذكية أقرب إلى المعجزه ولو كان شاعرنا "أبو العتاهيه" في زمانه لما قال كما قال.. (ترجو الهداية ولم تسلك مسالكها:: إن السفينه لا تجري على اليبس).. لقد تحدى الطبيعة والمنطق وتوج القنال الذهبي بتلك السفن التي سارت على اليابسة وجثمت فوق مياهه بسواريها التى أرعبت سكان المدينة حتى أيقنوا بعقم التشبث بالدفاع وبالهلاك والهزيمة حتى سرت بهم تلك النبوءة نبؤءة هذه السفن فأدكوا بأن الهزيمة قادمة لامحال ...
هكذا تُوج النصر العظيم في يوم الثلاثاء29 أيار من عام 1453م لتنهي عداوةً استمرت لثمان قرون عجاف لتتحول القسطنطينية الى "إسلام بول" مدينة الإسلام " بين أحضان قائد عظيم هو السلطان محمد الثاني الذي حقق ما عجز عنه أسلافه ونال تلك الحظوة العظيمة والشرف الرفيع حيث قال الرسول الاعظم محمد "صلى الله عليه وسلم" (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) [الإمام أحمد في سنده]..نعمْ.. نِعْمَ الامير أنت أيها السلطان البطل المبجل ونِعْم أمة كانت اذا تسير للغزو والجهاد تحفهم عناية الله ونصره ..(وتمشي السفينة على اليبس) ..
حياكم الله وطاب صباحكم
رضوان عبدالرحيم
ذكريات فوق البسفور..
حين تمر على جسر المدينة العتيدة الذي يشمخ فوق مياه البسفور وهو يختصر المسافة ليربط الغرب بالشرق واورپا بآسيا ، وتتأمل تلك المياه الزرقاء المتوهجة ببقايا شمس النهار الجانحة نحو الغرب ينتابك إحساس بالرهبة والجلال فثمة تاريخ يلقي بذكرياته الممجدة على جنبات المكان فتطغي عليه هالة تمتزج بعنفوان التاريخ الذي مُنح رفعته وعظمته بدماء ابطال نذروا أنفسهم للشهادة والمجد من أجل أن يكون الوطن بحجم أحلامهم عندما كانت الشجاعة شجاعة الفر...سان والفروسية شيمة والسيف معتنقا لا حياد فيه بين أن تكون او لا تكون والوطن انتماءً لمعاني القداسة والعظمة ... هناك تذكرتُ تلك الأحداث التي جرت كما دونتها الاسفار بمداد من ذهب.. القنال الذهبي والحلم الذهبي والفاتح العظيم الذي حقق نبوءة التاريخ ورِضِى الله وفخار أمة بأكملها ووسامها وزهوها.. ولأنه السلطان المؤمن القوي الذي لا يقبل سوى النصر فقد شَمَّر عن إرادته العظيمة ليواجه اقوى مدينة ولم ترهبه أسوارها الحصينة المحصنة وهي تتوكأ على جرف بحري وباسوار ترفع لأربعين قدما ..ووسائل دفاعية لا مثيل لها حيث سقطت الجحافل صريعة ممزقة تحت سطوتها ..ولأنه سلطان مختلف ومتوكل على الله وواثق من سيفه وقبل هذا وذاك من ربه العظيم فقد قام ببناء القلاع الخشبية وحفرالخنادق ليباغت أهلها من تحتهم ومن فوقهم وابتكر كل أنواع الدهاء العسكري والفطنة الخارقة التي أرعبت عدوه كما وصنع المدفع الأسطوره قياسا لذلك الزمان حيث كان عملا جبارا ووحشا نُحت من الحديد تجره عشرات الحيوانات والرجال ليلقي غضبا ثقله طنا من المقذوفات والنيران ومن سواه الذي سَيَّر السفن على اليابسة عندما عاكس الطبيعة وتحدى قانون البحر وألقى بسبعين سفينة الى البحر بطريقة ذكية أقرب إلى المعجزه ولو كان شاعرنا "أبو العتاهيه" في زمانه لما قال كما قال.. (ترجو الهداية ولم تسلك مسالكها:: إن السفينه لا تجري على اليبس).. لقد تحدى الطبيعة والمنطق وتوج القنال الذهبي بتلك السفن التي سارت على اليابسة وجثمت فوق مياهه بسواريها التى أرعبت سكان المدينة حتى أيقنوا بعقم التشبث بالدفاع وبالهلاك والهزيمة حتى سرت بهم تلك النبوءة نبؤءة هذه السفن فأدكوا بأن الهزيمة قادمة لامحال ...
هكذا تُوج النصر العظيم في يوم الثلاثاء29 أيار من عام 1453م لتنهي عداوةً استمرت لثمان قرون عجاف لتتحول القسطنطينية الى "إسلام بول" مدينة الإسلام " بين أحضان قائد عظيم هو السلطان محمد الثاني الذي حقق ما عجز عنه أسلافه ونال تلك الحظوة العظيمة والشرف الرفيع حيث قال الرسول الاعظم محمد "صلى الله عليه وسلم" (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) [الإمام أحمد في سنده]..نعمْ.. نِعْمَ الامير أنت أيها السلطان البطل المبجل ونِعْم أمة كانت اذا تسير للغزو والجهاد تحفهم عناية الله ونصره ..(وتمشي السفينة على اليبس) ..
حياكم الله وطاب صباحكم
رضوان عبدالرحيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق