زليخة // بقلم المبدع // الشاعر صلاح العشماوي

زليخةُ... أنتِ دربيَ والمآلُ
إلى عينيك تأخذني الرحالُ

ولو أن الهوى يُحتازُ سهلًا...
لمَا أذكى جوانحنا اشتعالُ

وما نزفت عيون الصبِّ شعرًا
ولا ابْتُلِيَتْ بِغُرْبَتِهَا الرجالُ

لَعَمْرُكِ لا يكون البدر إلاَّ
لمن صَعدتْ بعفتهِ الخصالُ

وذا قلبي يفوق البدر طُهرًا
وفي كفيك أقرب ما يطالُ

رسمتك في مرايا الروح وجهًا
له يرنو على شفتي الوصالُ

أنا الصِّـدّيق مذ وفَّيت عهدًا
وإن ذرَّت على كبدي العضالُ

عَظُمت إذ الحسانُ أردنَ قربًا
عزيزُ القوم أنى يُستمالُ

ولو كل النساء جلَسْنَ حَدَّي
فلن يدنو إلى طرفي انشغالُ

يُقطِّعن الأيادي بيد أنِّي
تسامى في مراودتي المقالُ

أتيتُ إليك دون الناس طُرّاً
وما مالت سمائي حيث مالوا

مَليكةَ مهجتي ما العشق إلَّا
مناصفةً يُوَحِّدها اكْتِمَالُ

فإن جَفَّت ينابيع التلاقي
همَى في كل خافقةٍ زَلالُ

يصبُّ مشاعري تنسابُ زهرًا
كروضٍ راح يرويهِ الجمالُ

فلا تستعجلي في الحبِ أمرًا
فتاجُ المرء دُرَّته الحلالُ
....
صلاح العشماوي