الأربعاء، 10 أبريل 2019

ديوان // أسر الشعر // بقلم المبدع // شاعر البيداء سعود ابو معيليش

ديوان
أسر الشعر
سعود ابو معيليش
 
تُفدي القدس روحي...
إذا ما الحربُ مِن كَرٍّ وَ فَرٍّ
فإني إنْ كَرَرتُ فلا أَفِــــرُّ
فِلِسطينيُّ تُفدي القُدسَ روحي...
إذا ما العُربُ صارت تَستَعِرُّ
فلسطينيُّ إنَّ القُدسَ أرضي
عليها يا عداتي لن تَمُــــرُّوا
فلسطينُ الأبيّةُ دارُ عِـــزٍّ
جبابِرةٌ لأهليها تَخِـــــرُّ
إذا قد كانَ كأس الموت مُرّاً
فكأسي إنّ ما فيها أَمَـــرُّ
سيرحَلُ كلّ وَغدٍ عَن بلادي
وإلّا في شوارعها يُجَـــــرُّ
سعود ابو معيليش
_________________
 
أرى الأشواق
أَرى الأشواقَ قدْ أَزرتْ بِحالي
وَلولا الشوق ما سالت دُموعي
طَويلُ الجِسمِ ذو طَرفٍ كَحيلٍ...
ولونُ الطَّرفِ أَخضَرَ كَالرَّبيعِ
لهُ خَدٌّ كأنَّ الوردَ فيــــــهِ
يُضيءُ الثغرُ مَبسَمهُ ضُلوعي
فَمهلاً يا رقيقَ القد إنِّي
قَتيلُ الَّلَحظِ والحُسنِ البَديعِ
لو الأبناء تَعْلَمُ ما نُعاني
ستبكي الدَّهر ما قبل الهُُجوعِ
____________________
 
غزل عذري مع العدو.....
خَرَجَ العَدُوُّ على الجوادِ مُبــارِزاً يعدو إليَّ مُزَمجِراً كالضَّيغــــــمِ
كَبَّّرتُ باسمِ الله ثُمّ حَمَدتـــُـــهُ
فَبدا بِوجهٍ كالعَجوزِ بِمأتِـــــــمِ
...
فطعنتهُ بالرُّمحِ في لَهَواتِـــــــهِ
وَمَزَقتُهُ بالسَّيفِ تَحتَ المِحــــزَمِ
دَحرَجتُ منه الرَّأسَ عن أكتـافِــــهِ
فَتَخَضَّبَتْ منهُ الصَّحارى بالـــــدَمِ
فَمَسَحتُ سيفيَ من دَمٍ بِِثِيـــــــابِهِ
ما قد طَمِعتُ بسيفهِ للمَغْنَـــــــمِ
ما لِلغزاةِ لقد تمادَتْ أَدهُــــــراً
أَتَتِ الورى بِتَجَهُّم وَتَهجُّــــــــمِ
الوَيْلُ للأعداءِ في ساحِ الوغـــى
لا تَسخَروا يوم الوغى بالمُسلِــمِ
 
 

فلِكُلِّ بِذْرٍ في الزِّراعةِ سُنْبُلُ
ولِكُلِّ حَرْثٍ في المواسمِ مِعْوَلُ

والزَّرع في صيفٍ يحينُ حَصَادهُ
ليَقطّ في روس السَّنابلِ مِنجَلُ

...
ولِكُلِّ شَرقٍ في البَسيطَةِ مَغْرِبٌ
لِجَنوبِها في كلِّ َ صوْبٍ شَمأَلُ

كَمْ يُسألَنَّ الشَّهمُ عن أفْعالهِ
أما الخَؤُونُ المُفْتَري لا يُسْأَلُ

مِنْ عهْدِ آدَمَ قَدْ ورثْنا فُرقَةً
تَرْكُ الجِنانِ لَنا مِثالٌٌ أَمْثَلُ

إنَّا كَهابيلَ المسجَّى جِسمهُ
وأَتى الغُرابُ يَدُلّنا ما نَفْعلَ

والنَّذْلُ أَمسى في رغيدِ مَعيشةٍ
والشَّهمُ في وَسَطِ الشَّوارعِ يُسْحَلُ

والشَرُّ يُثْمِلُ في الشُّعُوبِ كَخَمْرةٍ
والخَمْرُ أَمسى شرْبُهُ لا يُثْمِلُ

وَتَسومُنا كلُّ الجواهلُ ذِلَّةً
ولإنََّنا وقت ُالفَصاحةِ نَجْهلُ

ولِوجِهِنا أَمسى الغَباءُ غَشَاوَةً
ويذلُّنا خُنٌّ عَويلٌ مُهمَلُ

كلُّ الممالك قد هوتْ بِصروحِها
لا شيءَ إلا ّأنَّها ﻻ تَعدِلُ

والقاتلُ السَّفاك ُلو طالَ المَدى
فالقاتِلُ السفَّاحُ حَتْماً يُقْتَلُ

يا أمة ذهَبَ الشِّقاق ُ بِريحِها
فعَدوُّكم زَرَع ْ الشِّقاقَ لتَفْشَلوا
 
كلُّ الورى ضَمَّهُا في ذي الدُّنى وَطَنُ
إلّاِ بلادي لقد أزرت بها المِحَنُ

لمَّا رَكَنتُ لِدار العُربِ تُسعِفني
جاءت بِضِرعٍ ولمْ يدرُرْ بِهِ الَّلبَنُ

...
مُسَلسَلِ الموتِ قد أرضى سِيادتها
عَجِبتُ مِنْ سادَةٍ أغرى بها الكَفَنُ

أَهل المقابِرِ قد هَبَّتْ لِنُصرَتِنا
وهُمْ بجَعجَعةِ الأقوالِ قَد وَهنوا

وَمُنذُ أن فُتِحتْ عيني ولي بَصَرٌ
رأَيتُ عُرْبَاً من الأَعداء قد غُبِنوا

______________________


--الشهيد عمر ابوليلى......يا سادتي إن رُمتُمُ الأمجادا
ساحُ الفداءِ يُتَوّجُ الأسيادا

أبت العيونُ منامَها بَعدَ الكرى...
والحُزْنُ ألبسَ للنهارِ سَوادا

اَوَكُلّما وَلَدَ الصباحُ غَضَنفَراً
أمسى عليهِ في المساء حِدادا

لا تَلهَثوا خَلفَ السّلام لأنّهُ
خمسونَ عاماً ما رأيتُ مفادا

وإذا الزناد توَقّفَت صَلَياتُهُ
نُمسي بعيني العداةِ جَرادا

قُلْ يا جواداً للشعوبِ بِدِرهَمٍ
خَيرُ الكِرام
مِنَ الدِّما قد جادا

هذي فلسطينُ الابِيّة أورَثَتْ
لِلعُربِ في طول المدى آسادا

صبيانُها في كلّ بيتٍ ثورةٌ
بعد الفطام تحوّلتْ أجنادا

_________________________
.....امتناني للكذوب......
إلى الكذاب أبديتُ امتناني
ولو زوراً يعادي في الكَيان

ولمْ يطلقْ على الأعدا رصاصاً...
وكلّ نضالهُ عَزْفُ الأغاني

لأفضلُ من غبيٍّ ساحَ حُبّاُ
وَنَخَّ إلى الأعادي في ثوانِ

صدوقٌ في التذلُّلِ للأعادي
وَفٍيُّ في الوقاحة والهَوانِ

يراهُنْ في أمانٍ خائباتٍ
ويخسرُ قبل بدءٍ بالرهانِ

أَتوق إلى الكذوبِ بكل حينٍ
خطاباتٌ تَعالت كالأذانِ

يُزمجرُ كالليوثِ على الأعادي
ولم أشعر بذلٍّ او أُعاني

أتيتُ إلى الكذوب بكل حُبٍّ
سئمتُ من الخسيس وما دهاني

ولو أرضى الكذوبَ بذات يومٍ
فلا يومٌ سارضى بالجبانِ
_______________________________________
....الزوجة الأولى....
خَشيتُ إذا أَبَحتُ لها هَواهــا
سَتجلِدُني بِسوطٍ كالعَبيـــدِ

تُريدُ المَهْرَ مِنْ ذَهَبٍ وَماسٍ...
تُريد العَيشَ في قصرٍ جَديدِ

وإنْ فَكَّرتُ في التَعديدِ يوماً
ستضرِبُني بِمِطرَقَةِ الحَديــدِ

ولو قَطَّعتُ نَفسيَ في رِضاهــا
فما قد كانَ بالشيءِ المُفيدِ

ولو أنفقتُ منْ قارونَ مالاً
تَقول أَعيشُ في عَيشٍ زَهيـدِ

تُريدُ الَّليثَ مِنْ قِطٍّ أليفٍ
وبِئسَ العَيشُ كالقِطِّ السَّعيد

سأحيا العمرَ منفرداً طليقاً
وأرقُبُها بَعيداً مِنْ بَعيـــدِ

إذا ما كانَ شَكٌّ في كلامي
أَزيلي الشَكَّ بالفعلِ الأكيدِ

_______________________
حنينُ الدار وهي ١٠ أبيات( الوافر)
(٩)
أنا المشتاقُ في بلدٍ بعيدِ
إلى الأيامِ في أرض الجدودِ
...
حنينُ الدار أرّقَ لي جفوني
إلى الخلانِ والعيشِ السعيدِ
بني قومي افاديكم بروحي
وأهديها لذي القلب الودودِ
يمر الدهر والذكرى شجونٌ
كما النيران في شوقٍ شديدِ
أرد العين إن تهوى غريباً
ولو يزهو بثوبٍ من ورودِ
رفيعُ القدر لا أرضى هوانا ً
وعز النفس إرث من جدودي
وصاحَ الدين يبقى في عفافٍ
وصاح َاللُّب لا يهوى اللَّدودِ
أخافُ عليكِ من ندمٍ عظيمٍ
فبعد الموت إنكِ لن تعودي
ولا تمشي ورا الأهواء تغوي
ولا تصغي لقولٍ من حسودِ
إذا الخلانِ قد تجفوكِ يوماً
دعي الشكوى لمن خلق الوجودِ
 
 
 
 
 
===========================
....العمر يجري....
يَمُرُّ العُمرُ جَرياً كالسَّحـــابِ
تُرى فيهِ الأماني كالسَّــرابِ

وَمَنْ ظنَّ الحديثَ به اعوجاجٌ...
أتاهُ الشكُّ في ثوبِ الكُـذابِ

إذا سَأَلَ الحياةَ يرى جوابـــاً
بغدرٍ بالأقارِبِ والصَّحــــابِ

وجفوٍ بالحبيب وجــــورِ أهلٍ
وكيفَ النَّاسِ صارتْ كالذِّ ئـابِ

وكيفَ النَّاس لا ترعـى وداداً
ولحمُ البعضُ يُأكَلُ في الغيـابِ

وحتَّى بالبنينِ ترى عقوقـاً
إذا جار المشيبُ على الشَّبـــابِ

 
Image may contain: one or more people, people riding on horses and horse
 
 
.....باب خيبر....
ٰيلوذُ الدمعُ مني بالفَرارِ
على طللٍ قديمٍ في الديارِ

وجسمي صار من حَرَضٍ قفاراً...
أقَفرٌ جاء يبكي في القِفارِ

بكَيتُ وليس لي ليلى بدارٍ
ولا صحبٌ لأذكرها بداري

وَجدتُ بأنني أبكي رجالاً
حماة المجد كالأُسْدِ الضّواري

هناك شِعابَ مكةَ في هجيرٍ
تفورُ رمالُها مثل الجمارِ

كأنَّ بِلالها أَحَدٌ ينـــادي
وَلَجَّ نداءُهُ بينَ الصّحاري

كأنَّ محمداً لا زالَ يدعوﷺ
وبعضُ العُربِ تعبُدُ في الحجارِ

ولي في بابِ خيبر أمنياتٌ
عليٌّ خَطَّها فوقَ الجدارِ

وفي بَدرٍ تراءى لي قتالٌ
وأنفُ الكُفرِ مُرِّغَ في الغُبارِ

كأنَّ خليفةً قد كانَ فيها
يُجَيّشُ جُندَهُ ضِدّ التّتارِ

يزورُ الليل مشتملاً وجفني
يُجافي نومهُ حتى النهارِ

أما للقدسِ مِنْ باكٍ عليها
وأينَ الجُند ترمي بالشَّرارِ

وذا عُمَرٌ أخُطُّ لهُ سؤالي
أَبُدِّلت المفاخِرُ بالشَّنارِ؟

مُسَيلمةٌ أصارَ مُسيلمات
تَرى الأزلام تُضرَبُ للخَيارِ

وأوثانٌ تعالت في فسادٍ
فقالَ اللاتُ لا تأتوا جواري

تطيرُ لبابتي ويطيرُ عقلي
أصار الذلُّ يُدعى بافتخارِ؟

سيندمُ مَنْ أتى للخصم حَبْواً
أنا والدهر وانتُمْ في انتِظارِ
_____________________________________________________
......ستفتَحُهُ المجانِق......
إذا سَدَّ الطَّريقَ عَلَيَّ بـــــــابُ
ستَفْتَحُهُ المَجانِقُ والحــــــرابُ

وعِرضي سالمٌ لا عيبَ فيــــــهِ...
ولم تجرؤْ على حَدّي الذئـابُ

ولا الخَوَّانُ أرضاهُ رَفيـقــاً
وما وَرَدَتْ على حوضي الكــلابُ

وبالإسلامِ لي نسَبٌ وديـــنٌ
وعِزٌّ لا يدانيهِ السَّحـــابُ

أنا العربيُّ ذو نَسَبٍ رفيعٍ
وذو أصلٍ شَريفٍ لا يُعــابُ

وليثٌُ في المعامعِ من قَـديمٍ
وأُقدِمُ للمنايا لا أَهــابُ

بنو صهيون لو طالت بأرضي
لها يومٌ سيؤويها التُّـــرابُ

_________________________

أمةٌ ذَمّها الشعراءُ....يا أُمةً كم ذَمّها الشُعــراءُ
ومدارُ قرنٍ أمّها الدُّخلاء

وتَوَرَّطت بالمارقين لحقبةٍ...
وتحكّمت في قوتها السّفـلاءُ

مثل العروس إذا تناثرَ عقدها
وتعلَّقَت في نَحرها الحِرباءُ

هذا مصيرُ الدار يوم تناحرت
فيها الشُّعوب وقادها البُلهَاءُ

وتبدَّلت أسيادها من غيرها
أعطى الولاءَ لغيرها الأبناءُ

أمست بإنجابِ الرّجالِ عقيمةً
عَصَفت بها طول المدى الأهواءُ

يا أُمتي مالي أراكِ حزينةً
يا أمةً أجدادها العُظماءُ

لا تيأسي فالفجرُ أضحى طالعاً
والنورُ فيكِ تُشِعُّهُ الأجواءُ
___________________________________________________
....أَسْرُ الشِّعر
في الشِّعر أسْرٌ لمفتونٍ بلا فَرَجٍ
لَمّا أَسَرتُ لقد كنتُ الذي أُسِرا

والشعر يسكنُ طول الليل في كَبِدي...
يظلّ فيه إذا ما الفجر لاحَ سَرى

يبدو وسيماً كما الفتيانِ في أَلَقٍ
إذا رأتهُ العذارى غضّت البَصَرا

لولاهُ ما استَلَّ سيفاً في الوغى بَطَلٌ
ولا بوجهٍ لأُنثى شابهَ القمَرا

وزالَ قيسُ الهوى من كُلّ ذاكرةٍ
لولا القوافي فما قد بانَ واشتَهرا

في الشعر طبُّ إذا الأرواحُ في سقَمٍ
يزيلُ منها الأسى والهمّ والكَدرا

_______________________
 
.......(رومية بانت) .......
روميَّةٌ بانتْ كشمسٍ تُشْرقُ
الوجهُ نجمٌ والقَوامُ مُنسَّقُ

جَاءَتْ إليَّ كأنَّها بدْرُ الدُّجى...
العينُ تَذرِفُ والدُّموعُ تَرَقْرَقُ

ورَقيقةُ العُسلوجِ ظبيٌ لِلفلا
كلُّ القلوبِ إلى الرَّقيقةِ تخفقُ

شمسُ الأصيلِ بِشَعرها وبِطَرفِها
أُُفُقُ السَّما صافِ الغمامةِ أزْرَقُ

هَدَبٌ كأَرياش النَّعامِ وقرطُها
ذَهَبٌ بأطرافِ الزُّّجاجِ مُعلَّقُ

ومليحةٌ كالأُقْحُوانةِ في النَّدى
وكأَنَّها زهرُ الرَّبيعِ المُورِقُ

ألحاظُ رئمٍ لو رَناكَ بطَرفهِ
تطس المَنايا والهزَابرُُ تُشفِقُ

بَسَمَت شِفاهٌ وردتانِ بثغرها
عِقْد ُ الَّلآلئ ِ بينَها يَــتألَّقُ

شَقراءُ لو مالَ الجَسورُ لصيدها
أمسى كصيدٍ بالجَناحِ يُصَفِّقُ

وأنا أسيرٌ في متاهاتِ النَّوى
بجهنَّم ٍ زقُّومُها لا يورِقُ

هَمَسَ الفؤادُ كما الرّجال زَجَرْتهُ
ومَنَعتُهُ عَزْمُ الرُّجولةِ أنْــزَقُ

فتَّانةٌٌ تُغوي الحكيمَ بِنظرةٍ
كمْ من حكيمٍٍٍ في الغِوايةِ أَحمَقُ

و شباكُها صيَّادةٌ وخيوطُها
قتَّالةٌ حاكَ الخيوطَ خَدَرْنقُ

كالطَّير أَعلو في مَخالبِ قَشْعمٍ
والموتُ دانٍ والفَناءُ مُحقَّــقُّ

لما رَفضْتُ جَمالَها فبِمالها
بَسَطَتْ يَدَيهْا و الدَّرَاهمُ تُبرِقُ

بنتٌ لِقَيْصَرَ في الفسَادِ مَرامَها
وأَرَى المَساوِئَ في الخَفاءِ تُلَفَّقُ

و أنا كَيوسُفَ في المَصاعبِ و الأسى
وَالقَلْبُ مِنْ نَيْرِ الْبَلاءِ مُدَسَّقُ

ما رِدَّني إلا المَروءَةُ و التُّقى
و الفقرُ مُزْرٍ و المواجِعُ تُطبِق

من قال أَمريكا جِناناً في الدُّنا
أعوادُها نُصِبَت لنا كيْ نُشنَق

يا صاحبيَّ الهجرِ في دارِ الخنا
سيروا بـِبيداءِ العراقِ وحَدِّقوا

فأجَبتُها و من الإلهَ مَخَافتي
صَدَقَ اللِّسانُ وَ لَلِْعقيدةُ أصْدَقُ

إني الغَريبُ و لا بديلَ لموطِني
سَلَبَ الفؤادَ و غيرهُ لا أَعشقُ

كيفَ التّّلهي و الغزاةُ بِأرضِنا
ضاعتْ بِلادي و الرُّبوعُ تُمزَّقُ

والرَّوضُ ضَجَّ من الغُزاةِ و جورِهم
و تَرى الّثِمار مع الحِجارةِ تُحرَقُ

أَلِفوا المَجَازِرَ و الدِِّماءَ و سَفكََها
غِربانُ بينٍ للخرابِ و تَنعِقُ

كم مِنْ عروسٍ رُمِِّلت في عُرسِها
أو روحَ طفلٍ في المدارسِ أزْهقوا

ألأُم تُقتَلُ و الوَليدُ بحُضنِها
و ترى الشُّعوبَ بنومِها تتأرقُ

أين العدالةَ و الدّفاعُ لأجلِها
أين الصَّداقَةُ و النّكوثُ مطبَّقُ

جاؤوا لتحريرِ الشُّعوبِ بسحقِها
للهِ دّرُك لَلبلاهةُ تنطِقُ

أخْزوا العَدالةَ بالتشدُقِ باسمِها
قَتَلَ العدالةَ مجْرمٌ يتشدَّقُ

بشمالِهِم جاؤوا بِجُزءِ كُسَيرةٍ ُ
أما اليمينُ دمُ البراءةِ تُهْرقُ

و النِّفطُ دوماً والعدالةُ تَوأمٌ
أَوَكُلُّنا في ذي المسائِلِ أخْرَقُ

جَلبوا الوبالَ ولا أمانَ بأرضِنا
شُرْب المُدامة بالجَماجِمِ أَتْــوقُ

و فُسوقُهم أصلُ المفاسِدِ والخَنا
وقبولُهم في موطِني هُوَ أفْسَقُ

أوَكيفَ نقبَلُ بالغُزاةِ بأرْضِنا
أقزامُ حرْبٍ بالسّلاح تعملقوا
 
_______________________________________________
..صحابة الرسولﷺ....(الكامل)
مرَّ الصَّحابُ مِنَ القِفارِ مُــرورا
فَتَحَوَّلتْ بِهِمُ الصُّخورُ زُهـورا

فاحَ العبيرُ على الأثيرِ نسائماً...
والطَّيرُ غنَّى في الفضاءِ حُبـورا

حتى الجذوع من النخيلِ تراقصتْ
طَرَباً وقد مُليءَ المكانُ سُـرورا

وَاخضَوضَرَتْ بِيْدُ الدِّيارِ كَحُلّةٍ
وَتَحَوَّلَتْ فيها الخيامُ قُصـورا

قُدْ حَطَّموا عُرُشاً تَطاوَلَ عهدها
لا زال كِسرى عَرشهُ مكسـورا

وجنود روما كالخراف ثُغاءهُــا
من بعدِ ما كانت تُعَدُّ نُمـُورا

يا ربُّ من يُعِدِ الزمان لِعــهدِه
قد صرتُ في هذا الزمان أسيرا

أينَ الرّجال على السُّروجِ بدارنا
زاد العَدو تعربُداً وغُرورا


____________________________________________
....لقد قرّرت.....
لَقَد قَرَّرتُ أنّي لا أُبالـــــــي
لأنّ الغَمَّ قد أزرى بحـــالي

إذا ما الموت أقسى ما ألاقي...
سأضربُ كلّ كلبٍ بالنّعالِ

بنو صهيون ضبعٌ في بلادي
وبعضُ العُرب تُركَبُ كالبِغالِ

يظنُّ البعض أنّ المجدَ مالٌ
وليس المجد في جاهٍ ومالِ

فلا مجدٌ يجيءُ إليكَ إمّــا
تَعَوّدتِ الرجالُ على الدَّلالِ

ولا عِزٌّ يجيءُ إليكَ إلّا
بضربِ الهامِ في ساحِ القِتالِ

فَهُبّوا يا شباب العُرب هُبّوا
فهذا الحَدُّ آلَ إلى الزّوالِ

وكونوا كالجزائر من قديمٍ
قَضى مليون مِن أجلِ المعالي

_________________________
.....وَنَرجِسةٌ تعذبني.........
وَنَرجِسَةٌ يُعَذِّبُني هَواها
وإني في الطُّفولةِ من رعاها

وأَحمِلُها عَلىَ كَتِفي تُغنِّي...
أُنَزِّلُها فَيُشقيني بُكاها

أراقِبُها كَمِثلِ الوَردِ تَنمو
ومثلُ الإقحوانةِ في نداها
وَدار الدهرُ والأيَّامُ تَجري
وصارت كالثريَّا في عُلاها
أيا باناً يَميسُ عَلَيَّ مهلاً
إذا تَجفو فَموتي في جَفاها
وتعجبُ إن بكيتُ وَسَحَّ دمْعي
لأن البنتَ لمْ تُدرِكْ غَلَاها
إذا غابت بِيومٍ عَن عُيوني
يصير القَلبُ مَهموماً بلاها
إذا تشكي بِشَرٍّ مِنْ عِداةٍ
فإنَّ الرُّوحَ تَرخصُ في فِداها
 _______________________________________
 

منتدى هاملت للأدب العربي المعاصر
 
_______
 

  
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق