الأحد، 21 أبريل 2019

طيورُ المحبَّة // بقلم الشاعرة //زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

قال عنترة بن شداد
أرى في كُلِّ يومٍ مع زماني ___ عتاباً في البعادِ وفي التَّداني
معارضة بعنوان :
طيورُ المحبَّة __________________البحر الوافر
إلى أطيافِ حُلمٍ في جناني___أراني سارحاً رغمَ التَّداني...

وإنِّي ماخفرتُ العهدَ يوماً___ولكن كانَ لي صبرٌ شواني
بأفكارٍ تهيمُ على خيالٍ ___ تراءى من بعيدٍ كالأماني
وحولي كانَ سِربٌ من طيورٍ___لها قُربٌ كأطرافِ البنانِ
وذا غيثٌ يسِحُّ على قناةٍ ___ تعالت عن هوانٍ كالطِّعانِ
................
فذا حُبٌّ سعى من بعدِ نأيٍ ___ لمن تَرَكَ الحياةَ لكُلِّ هانِ
وعادَ إلى القفارِ بِكُلِّ عزمٍ ___ ليحرقَ ما تبقَّى من حنانِ
فما زالت بِهِ أشواقُ عشقٍ ___ تراودُ من جنى مُرَّ الزَّمانِ
ويخطو فوقَ صخرٍ لا يبالي___فأضواءُ الحياةِ رمت بعانِ
يرى في كلِّ يومٍ من عذابٍ___ يشدُّ عنانَهُ مع كُلِّ رانِ
................
تأمَّلَ في القفارِ بلا شجونٍ ___ وقد حُجِبَ الضِّياءُ عن المكانِ
وألفى فوقَهُ سرباً جميلاً ___من الأطيار حامت في أمانِ
وكانَ جمالُها يحظى بلُبٍّ ___ وفي حُبٍّ دنا فوقَ التَّداني
تآلفَ كُلُّ إلفٍ مع مثيلٍ ___ وذا إلفٌ يحومُ بلا توانِ
وفوقَ الصَّخرأقدامٌ ستجري ___ لعلَّ نصيبَها وصلًٌ لدانِ
................
أهذا ما تريدُ النَّفسُ منِي ___ لتخلو مع طيورٍ لا تراني
أنا جبلٌ تحرَّكَ في زمانٍ___وشقَّ غديرَ ماءٍ للجنانِ
لتنمو فوقَهُ زَهراتُ عشقٍ___ بلا شوكٍ لتُقطفَ للحسانِ
وتزهو عندَ لُقياها قلوبٌ ___ بكُلِّ الحُبِّ قد تعنو لفانِ
سأقضي ما تبقَّى من حياةٍ ___ معَ الأطيارِ أبعُد عن مباني
...................
كسجنِ الرُّوحِ في جسدٍ هزيلٍ ___تعربِدُ ما لها غيرُ السِّنانِ
وذا فضلٌ من المولى عظيمٌ ___ لحُرٍّ قد قضى حقَّ اللِّسانِ
بصمتٍ كانَ يحملُ كُلَّ همٍّ ___فصاحَ وقد تردَّدَ في المكانِ
صدى حُلمٍ تهادى من بعيدٍ___ليعبُرَ في الضُّلوعِ بلا أوانِ
صلاةٌ والّسَّلامُ عليكَ يا من ___ رأيتَ الرِّفقَ زاداً للمُعاني
...............
الأحد 15 شعبان 1440 ه
21 إبريل 2019 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق