ارجعـــني إلى وطنــــي
وهي ٢٣ بيتا (الكامل)
يا ناظراً بعد النَّوى بَدَني
إني به كالخيطِ لم تَرَنِ
والقَلبُ في الهجرانِ منفَطِرٌ
والرُّوحُ قد غُصّتَّ من الحَزنِ
أُخفي الأَسى والنارُ في كَبدي
لكنَّ دمعُ العَيْنِ يفضَحُنـــــي
ولَّـــى الصِّبا من قبلِ مَوعِدِهِ
والشَّيبُ غازي الرأسَ يُنذِرَنـي
يا صــــاحِ إنَّ العُمرَ مُنصَرِمٌ
والشوق قد أزرى معَ الزَّمِنِ
والصَّدرُ فيهِ الوَجْدُ مُضطَرِمٌ
كالجمر في الأحشاء يحرقني
والهجرُ بَحرٌ لا حدودَ لـــــهُ
والبحرُ أمسى هائجَ الفِتــَنِ
والرِّيح قد هَبَّت لتَعصِفَني
هبَّاتها بالشر والمِـحَنِ
والنوم سالي الطَّرْفَ من أمَدٍ
ويموتُ عند الجفنِ بالوسَــنِ
يا عاذلي في الهجرِ معذِرَةً
يكفيكَ إنَّ العذْلَ يقتُلُنــي
إني هجرتُ الدار من كَمــَدٍ
كُنْتُ الفَتى والفَقْرُ أرهَقَني
والناسُ زادت حرقتي وَجَعاً
حتى على اﻵﻻم تَحسدُني
يا صاحبي فَتَّ النَّوى كَبِدي
والبعد للأحبــابِ أرَّقنــي
إنّ الغريبُ بعيشه تَعِسٌ
وﻹن تراهُ بِمظهَرٍ حَســـنِ
إن سُرَّ يوماً جاءَ يَغْمــُرُهُ
ثَوبٌ من اﻷتراحِ والحَـزَنِ
إن مِتُّ أرجِعني إلى وَطَني
واسأل أخي بالماءِ يَغْسِلَني
وتريَّثوا هوناً على جََدَثـي
لأُخيَّتي السَّمراء تَنْدُبَني
أوصيتُ أبياتاً لتكُتُبـــــها
في الَّلحدِ نَقْشاً أو على كَفَني
يا هاجِرَ الأوطانَ في عجلٍ
لا ترحْلْ على بَرٍّ ولا سُفُنِ
إن كُنتَ بالأسفارِ مُبتَهـجـاً
فَسَتبْكِ يوماً ما على الوَطَنِ
تعطي الشّبابَ الهجرَ يأْكُلُه
لتعيش في وَهَنٍ عَلى وَهَنِ
وتعودَ بعْدَ الشَّيبِ في نَدَمٍ
تَبكي على الأحبابِ والسُّكَنِ
يا ساكنَ اﻷوطانِ عِشْ مَرِحاً
كالطَّْيْرِ من فَنَنٍ إلى فَنَـــنِ
سعودأبومعيلش
شاعرالبيداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق