السبت، 6 أبريل 2019

سرينا بلا نور // بقلم المبدع // الشاعر فضل الفلاحي

سرينا بلا نور#فضل_الفلاحي
تذكَّرتُ أيامًا بها النُّورُ مشرِقُ
وفيها خيولُ النصرِ للكفرِ تسحَقُ
...
وفيها سيوفُ الحَقِّ في كُلِّ وقعةٍ
لكلِّ الأباطِيلِ الخبيثاتِ تُزهِقُ
تذكَّرتُ يوم الفتحِ والناسُ أقبلوا
إلى الدينِ أسرابًا كطيرٍ تحَلِّقُ
تذكَّرتُ عصرًا فيهِ كُنَّا أعِزةً
ومِن ضربِ أيدينا عِدانا تَمَزَّقُوا
تذكَّرتُ أبطالًا كسعدٍ وخالدٍ
وجيشًا لهم يهوى المنايا ويعشَقُ
تذكَّرتُ أيامًا حَكَمنا بها الدنا
ودهرًا لشرعِ اللهِ كُنَّا نطَبِّقُ
تذكَّرتُ مجدًا ضاعَ مِنَّا ولم يعُد
وهل تنفعُ الذكرى لقومٍ تفرَّقُوا
بُلِينا بحُكَّامٍ علينا تَكَبَّروا
وهذا عِقابُ اللهِ فينا مُحَقَّقُ
سَرَينا بِلا نورٍ ضَللنا دروبَنا
وكِدنا ببحرِ التيهِ نهوِي ونغرَقُ
أطَعنا هوانا وابتعدنا عن الهُدى
فولَّى علينا اللهُ للحكمِ مَن شَقُوا
ولم نتَّعِظ مِن أيِّ كَربٍ أصابنا
فحَتَّامَ يشوينا لَظانا ويُحرِقُ
وحتَّامَ نبقى في شَتاتٍ وفُرقةٍ
ونبكي ونستجدي وللمُرِّ نلعَقُ
فواللهِ لو عُدنا إلى اللهِ ربِّنا
ودُسنا على أعناقِ قومٍ تمَلَّقُوا
وقُلنا كلامَ الحقِّ في وجهِ ظَالمٍ
وحُكمًا على مَن قامَ بالجرمِ ننطِقُ
وحَدًّا أقَمنا دونَ أدنى تَجاوُزٍ
بِذي الجاهِ والمِسكينِ عدلًا نُطبِّقُ
وللبِرِّ والتقوى دعَونا بحِكمةٍ
وأمرٍ بمعروفٍ وللخيرِ نسبِقُ
لعُدنا كما كُنَّا ملوكًا وقادةً
وأصغى لنا وانصاعَ غربُ ومَشرقُ
وولَّت جيوشُ البَغيِ خوفًا ورهبةً
وأقسى طغاةِ الكونِ ذُلًّا ترقَّقُوا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق