الأربعاء، 29 يناير 2020

الديوان المشترك

الشاعر حسين جبارة
الشاعر د.عماد أسعد
الشاعر عماد الصكار
الشاعرة زينب الدليمي
الشاعرة عنان محمود الدجاني
_________________
 
 
 
 
 
_______________________________________
 
فنجانُ بُنِّ
======
قبالتها جلسْتُ وشهوتي
فنجانُ بُنِّ
نَظَرْتُ بوجهها فَبَدَتْ ملاكا ...

لواحظُ طرفِها نَصَبَتْ شراكا
ضفائرُها الحبالُ تناثرتْ
سَرَقتْ شِغافي أسكرتني دونَ ضنِّ
عنوتُ لها وهمتُ بها وما أدري
وقعْتُ بِشَعرها والبوحُ بنّيْ
ثَمِلْتُ بخمرها مِن وَهْمِ دنِّ
هو الإحساسُ يغمرني بِأشواقي ،
لأنِّيْ ،
أحلتُ البُنَّ صهباءً
رسمتُ الحبَّ لوحاتٍ
أُصَمِّمها بِإلهامٍ
فَإبداعاتِ فنِّ
هي الحسناءُ ترمُقني وأرمُقُها
وتاخُذُني وتُنسيني
بِأنّي جئتُ أرْتَشِفُ التأنّي
أنا ما جئتُ بُنِّيّاً لِفِتنتهِ
لِما يُغري وما يُرضي يُمَنّي
ولكنّيْ
وجَدْتُ القلبَ مسحوراً بفاتنةٍ
وماسوراً بِنكهتِها
مذاقاً للهوى
من سِحرِ جِنِّ
حسين جبارة آ
 
________________________
 
وَضَعْتُ بكفِّكِ كفِّي
____________
بحِسِّ وضعْتُ بكفِّكِ كفِّي
وضعْتُ بدفءٍ أَخذتِ بلُطفِ
أُحبُّ الجَمالَ يفيضُ بروحي ...

ويرمي السهامَ لرمشٍ بطرْفِ
تَطولُ الجريحَ صريعَ الغواني
تَهُزُّ العشيقَ ببارقِ سيفِ
بِحبِّ الخدودِ بلونِ الورودِ
رضختُ لِغزْوٍ بِقوَّةِ ضعفِ
ببوحِ الهيامِ وهمسِ اللسانِ
تُشيعينَ وجداً برنَّةِ حرفِ
أَهيمُ بِشَعْرِ ضفائرِ ليلٍ
أُحسُّ الجدائلَ عِلماً كطيفِ
بِقربِكِ ألقى هناءً وسَعْداً
بِبُعدكِ أرقى وفاءً لِإِلْفِ
بعصفٍ وقصفٍ برعدٍ ووعدٍ
زهورُ الربيعِ ثِمارٌ بصيفِ
بشوقٍ مزجتُ بنبضكِ نبضي
فَطِرْتُ إليكِ وطِرْتِ بلهفِ
رفيقةَ دربي بظلِّكِ أحيا
وأرفضُ قصراً وأرضى بكهفِ
على الصدرِ اسهو بِأمْنكِ أغفو
بدونِ شكوكٍ تحولُ لِخوفِ
رِضاكِ حياةٌ وبسمةُ عمرٍ
جفاؤكِ جرحٌ يسيلُ بنزفِ
عَشِقْتُكِ طَيراً بِعذبٍ يُغنِّي
وعُوداً يطيبُ بلحنٍ وعزفِ
فَفَرْعُكِ زانٌ يُقيمُ بعيني
وأجملُ ظبيٍ بكمٍّ وكيفِ
أُحبكِ صيفاً كذاكَ شتاءً
ربيعاً خريفاً بخسفٍ وكسفِ
لقاؤُكِ شهدٌ عروسَ الحواري
وكفِّي المضيفةُ كفٌّ لضيفي
حسين جبارة يناير
____________________
 
يصطادني في لمحةٍ
--------------------
دقَّ الرتاجَ بقبضةٍ حملتْ مشاعرَ طارقِ
ففتحتُ بابيَ استضيفُ توقعاً
ألفيتُهُ فيضَ الهوى يحكي بصمتٍ ناطقِ ...

مدًّ اليدينِ إلى الفؤادِ بخفّةٍ عزفتْ أناملُ سارقِ
في القلبِ حرّكَ نبضةً مكبوتةً
عانتْ أنيناً ما انتهى، ناغتْ حنيناً ما مضى
صدحتْ بشوقٍ حارقِ
ملأ الجوانحَ لهفةً، شَحَنَ الشغافَ بطاقةٍ
أذكى شهيةَ عاشقِ
أثرى الحضورَ مناجياً ومُحدّثاً أو مصغياً
كان الجليسَ مؤانساً يصطادني في لمحةٍ
بنعومةٍ أهدتْ وداعةُ باشقِ
مِن نظرةٍ أولى أغارَ أصابني
أسرَ المليحةَ داخلي
فاستسلمتْ للسهمِ رمية راشقِ
ألقى عليَّ القبضَ كبّلَ معصمي
والجيدَ طوّقَ في حياء زنابقِ
ألقى عليَّ القبضَ قبّلَ جبهتي
سكبَ الهيامَ بمسمعي سيلاً بهمسةِ صادقِ
غمرَ الأسيرةَ بالورودِ وضمّني في نشوةٍ
أحيتْ شغافي بالحنانِ العابقِ
بلحاظهِ وهدوئهِ وبسمرةٍ بجبينهِ
بطهارةٍ وبراءةٍ
دخلَ الرحابَ بلا حصانٍ أو هديرِ مجانقِ
كيفَ ارتضيتُ طوافهُ في أضلعي
اسكنتهُ في روحِ روحي فارساً
وأنا المنيعةُ بالجوى بمغاربٍ ومشارقِ
دقَّ الرتاجَ ملاطفاً متأنّياً
سبعاً تطوّفَ في سمائي طاهراً
فحضنتُهُ دفءَ الربيعِ وشمسَهٌ
وسّدتهُ بمحبّةٍ ونمارقِ
حسين جبارة نيسان
_________________
 
أشتهي صبح الفلق
-------------------
أغمضُ العينينِ يُضنيني الأرق ...

مُثقلاً بالهمِّ يكسوني العرق
ما استطعتُ النومَ ليلاَ
رحتُ أخشى نابزاَ
هزؤاً نَطَق
رحتُ أخشى الصبحَ صحواً
من قرين السوءِ للشرّ استبق
كم يُطلُّ الغولُ شيطاناً بدا
روحاً خنق
صارت الدنيا ظلاماً دامساَ
صارت ممرّاً ضيّقاً حاكى النفق
هذه أضغاثُ أحلامٍ أعاني
هذه أضغاثُ كابوس الغسق
في الزوايا "شاطر"،
لصّاً خلا
من خلفِ ظهري راحَ يُخفي ما سرق
في رحابِ الحيِّ يمشي ماكراً
يسعى حثيثاً
يقبضَ الأرواحَ في لفظِ الرمق
باتَ شرّيراً خبيثاً
يُدخلُ الكفَّ بجيبي
يسلبُ الأيكَ الحبق
جاءني قرصانَ بحرٍ
مُهلكاً حرثاً وزرعاً
ينهبُ النعماءَ مني
نازعاً خيرَ الطّبق
جاءني يصطادُ ماساً ومحاراً
جاءني يقتاتُ خبزاً من غلالي
كلَّ عُرفٍ في المعايير اخترق
غُصتُ في الوعيِ
وفي اللاوعيِ ردحاً
ذقتُ طعمَ المُرِّ خورَ الضّعفِ عانيتُ القلق
قمتُ من خوفي جريئاً
ونفضتُ العِبءَ عني
واعتليتُ الجذعَ مُخضرَّ الورق
ثُرتُ ضدَّ الوهنِ أعلو فوقَ ذاتي
أغمضُ العينينِ حُرَّاً
أشتهي صبحَ الفلق
أتغذّى الحبَّ طاقاتِ افتدائي
أركبُ الأمواجَ لا أخشى الغرق
حالتِ الدنيا ظلاماَ باسماً
حالت بزوغاً يغرسُ الأوطانَ آياتِ الألق
أغمضُ العينينِ بحثاً عن ضيائي
أرسمُ اللوحاتِ في جفنِ الشفق
أعزفُ التحريرَ لحناً
نبضَ رمشٍ في عيونٍ راصداتٍ
كنَّ عدلاً وانبثق
كنَّ لحظاً ورماحاً
ثمَّ سيفاً وانطلق
حسين جبارة
____________________________
____________________________
الشاعر د.عماد اسعد
 
شَفافِيَّةٌ.
--------
والبَسِيط
-------
إنِّي الظَّمِيُّ إلى مَن فِيهِ نَاصِيَتِي...

الحُسنَ أرقَبُ في الكَنهُورِ مَبهُورا
الرِّيحَ أسبِقُها إن دَغدَغَت قَلمِي
يالَيتَها تَحمِلُ الرَّيَّانَ مَنثُورا
كَمْ هُمتُ في بُرهَةِ الأيامِ مُبتَهِلاً
والوَجدُ أرَّقَنِي في الآينِ مَشطُورا
إنِّي عَزَبتُ عَنِ الدُّنيَا ومَا غَدَقَت
المَوجُ رحَّلَنِي فِي العِشقِ مَبرُورا
دَهراً عَشِقتُ جَلَى عَن كَاهِلِي سَقَمَاً
واخضَرَّ غُصنِي وفِي الأحقَابِ مَكرَورا
بَيضَاءَ مِن سَالفِ الآهاتِ أرقَبُها
حتّى تَمادَت على التِّرياقِ سَاهُورا
إنَّ النَّسيمَ تَعَافَى فِي مُخَيِّلَتِي
والحُسنُ يَرفِدُنِي فِي المَجْدِ مَشهُورا
لَملَمتُ طَرفِي وفِي الأحدَاقِ راسِمَةً
أشكَال عِشقِي وفِي الألحانِ مَنظُورا
أورَقتُ خَدِّي وهَذا الجَذعُ مِن قَلَمِي
الزَّهرُ لَملَمَنِي فِي الحَقلِ مَسرُورا
وازَّيَّنَت عَفرَتِي مِن قانِئٍ نَضِرٍ
اليَمُّ غَالبَها فِي الشَّطِّ مَهجُورا
الحَقُّ حَقٌّ ومِن هَلٍّ سَرَى عَبِقاً
كَم زيَّنَ الطَّرفَ بَل يَنئِيهِ مأثُورا
هَذا ضِياءٌ نَبَا فِي الوَردِ مُشتَعِلاً
كَم أوقَدَ الرَّاحَ فِي العَليَاءِ مَشكُورا
يا ذَا الشَّذا مَا لَكُم فِي الحِب ِّمِن شَغَفٍ
لَو مَالَ فِي غَربِها في الشَّرقِ مَوفُورا
لِي فِي مَقَالِي هَوَىً مِن بَعضِ غَانِيَةٍ
أن تُملِيَ النَّهرَ مَائِي فِيهِ مَسكُورا
مِن خَمرةٍ قَد تَنَدَّى الفَجرُ طَلَّتَها
واجَّاوَزَت فِي النَّهارِ المَاءَ مَغمُورا
.
يا ذا البَيَاضُ مِنَ البَيضَاءِ سَطوَتُه
فِي الخَمرِ ذَائِقَةٌ فِي الشُّهدِ مَذكوُرا
هَاتِيكَ مِن عَسَلٍ الشُّهدُ حَوذَتُهُ
أزكَى الإنَاءَ وفِي العَينَينِ مسحُورا
إن أظلَمَ العُمرُ فالأَطيَافُ تُبهِرُهُ
أو تَهتَدِي بِوِصَالٍ فِيهِ مَعبوُرا
أنَّى طَلَبتَ المُحَيَّا يَرتَدِي شَفَقاً
فِي خَدِّهِ الوَردُ فَوَّاحَاً ومَنشوُرا
لَو أسفَرَ الصُّبحُ صُبحِي فِيهِ مُنضَرِماً
فِي غُرَّةٍ مِن بَهاءِ الطُّورِ مَعمُورا
ذاكَ الوَصِيدُ وفِي بَسطِ الذِّراعِ كَما
فِي الخَافِقَينِ مَلاذٌ فِيهِ مَيسُورا
حتَّى البَداءُ تَنادَى أمْ صَبَا صَبَبَاً
فِيهِ التَّلاقِي ويَقلِي النُّورُ دَيجُورا
------
د عماد اسعد/
__________________
قَلَائِدُ الوَجد
-----------
أنَّى الدَّلاَلُ وعِشقِي فِيكَ مَبلُولُ
إِنْ غِبتَ عنِّي فَقَلبِي فِيكَ مَعلُولُ
مَهمَا شَكَتْكَ بِذِي الأيامِ نائِبَةً...

لاَ بُدَّ أَنَّكَ في العَينَينِ مَجبُولُ
هَيَّجتَ قَلبِي ومَا لِي عَنكَ مِن بَدَلٍ
إِلَّاكَ أرنُو فَلا يَنآكَ مَعقُولُ
إِنِّي جَعَلتُكَ فِي الأَهدَابِ مُتَّصِلاً
لاَ مَا قَلاَكَ عَنِ الأَهدَابِ مَشغُولُ
لمَّا تَدَانَيتَ فِي دَارِي فَلا قَلَقَاً
أَشتَاقُ تِبرَكَ فِي لُقيَاكَ مَأمُولُ
عَنِّي عَزَبتَ ومَا لِي فِي العَذَابِ هَوَىً
دَعنِي أُجارِيكَ فِي الأشجَانِ مَسؤُولُ
كَيفَ الوِصَالُ إلَيكَ اليَومَ فاخبِرَنِي
قَد ضَاقَ صَدرِي وبالأوهَامِ مَقتُولُ
هَيهَاتَ أنَّكَ تَلقَى فِي الهَوَى عَطَبَاً
كَم تَسألِ الوَجدَ في مَحيَاكَ مَعسُولُ
الحَرفُ نَضَّدَ في الأرجَاءِ مَلحَمةً
مِن لَحنِكَ القَولُ شَتَّاءٌ ومَوصُولُ
أنتَ المُعنَّى وفِي الأَحقَابِ باذِخَةً
عِندَ الظِّلالِ ذِراعُ الوَردِ مَفتُولُ
يَامَن ثَراكَ على الهَيجاءِ مُترَعَةً
فِي خَطبِكَ الرَّحلُ مِن رَيَّاكَ مَذهُولُ
دَعنِي أُحِبُّكَ إنَّ العُمرَ مَصيَدَةً
كُلُّ امرِءٍ قَد قَضَى بالعِشقِ مَخبُولُ
هَيهاتَ ألقَى مِنَ العُشَّاقِ مَأدُبَةً
الخَدُّ مَلعَبَها بالغَارِ مَجبُولُ
الخَدُّ عَفَّرَنِي بالشَّوقِ صَيَّرَنِي
أحتَارُ فِي زَمَنِي والحُبُّ مَبطُولُ
المَوجُ يَلطِمُنِي في اليَمِّ يَنكُرَنِي
العَينُ عاشِقَةٌ القلبُ مَقتُولُ
إنِّي عَنَيتُ بِقَولِي بَعضَ صَادِيةٍ
في البَوحِ أرفِلُهُم والوَجدُ مَكلُولُ
الوَقتُ أرهَنُهُ والخَلقُ تَشهَدَنِي
شَوقِي إليكَ مِنَ الآهاتِ مَتبُولُ
يَامَن هواكَ تَضَانَت فِيه ذائِقَتِي
مَرَّ السِّنِينِ ولاَ يألوُكَ مَدلُولُ
أَسكَنتَ رَحلَكَ في رَحلِي ونَائِبَتِي
ياربُّ إرحَم وكُلِّي فِيكَ مَشغًولُ
أنجَدتَ فِي مَرقَبِ الأحدَاقِ نَائِرَةً
نَاسَت كَضَوءِ به الوَسنانُ مَظلُولُ
فِيمَن يَرُومُ عَشِيقاً جِدُّ يَطلُبُهُ
تِلكَ الأنامُ هَواهَا فِيه مَجهُولُ
لمَّأ تَعامَت عَنِ الأنوارِ نَظرَتَهُم
والكُلُّ مِن مَشهَدِ الأنوار ِ مَهبُولُ
هَذا وذَاكَ علَى الأنصَابِ بائِقةً
أمَّا يَرَاكَ بهذا الحُسنِ مَجبُولُ
لِي فِي شَذَاكَ هَوَىً الدَّهرُ غُرَّتُهُ
كم ضَاءَ قَلبِي وفِي الأَحقاب ِ مَحمُولُ
يا ساقِنِي العَلَّ مِن بَيضَاءَ دَانِيةٍ
بَينَ الكُرُومِ تَسَامَى الوَجهُ مَأزُولُ
ياشاغِلَ القَلبِ فِيمَن أنتَ مَظهَرُهُ
حَقلَ الغِلالِ أتاكَ المَزنُ مَهلُوُل
مِن سَلسَبِيلٍ حَبانَا فِي الهَوى ألَقاً
أو بُلبُلٍ شادِنٍ في الغُصنِ مَثمُولُ
فِي المُقلَتَينِ تَهَانَى الصَّبُّ مُنتَشِياً
لِالنَّاظِرِينَ سَناءُ النُّورِ مَدلُولُ
فِي الغَابِرِينَ كِرام ُ الخَلقِ نَاظِرةً
فِي الحَاضِرِينَ ضَلالٌ فيه مَجهُولُ
رَاقَت شِغافِي بِهذا النَّصِّ نَاهِلةً
مِن هَلِّ مَزنِكَ في الإِبهَارِ مَنهُولُ
----
وَكَافُ الخِطاب
----
د عماد أسعد/ سوريه
_______________
شُجُون
------
يُخاصِمُني الدَّلالُ ولَستُ أدرِي
أمِن هَذا الخِصَامِ نَسِيتُ وِدِّي
...
ومِن وجَعِي الشَّريدِ عَشِقتُ هَمِّي
يُلاطِمُنِي ويَسرَحُ فِيه وَجدِي
ويَلحَفَنِي الثَّناء ُ بِلا ثَناءِ
ويَطرِدُنِي ويَغفُو فِيه ردِّي
وألحَنُ مِن خُدودِ الشِّعرِ نَصَّاً
يُساهِرُنِي الَّليالِي ضَيمُ كَدِّي
وأطرَبُ من شُجُونِي في عُرُوقِي
ويكلِمُنِي السُّهادُ وفِيه وَعدِي
ألاطِفُ ذا الحُروفَ على رَواقٍ
ويُتعِبُني الهُراءُ يُكِلُّ جُهدِي
وأنهَلُ مِن قَواريرِ القَوافَي
قلائدَ في العَراءِ تَكُلُّ عَهدِي
أرَحِّلُ في عُروقِ الشِّعرِ مَوجَاً
فَلا يَقوَى الشِّراع ُعلى التَّصَدِّي
ومُذ طَرقَ العِتابُ على ضُلوعِي
يُساكِنُنِي ويكوِي فِيَّ خَدِّي
أرومُ مِنَ الهَوى صَبَباً عَتِيقاً
يُرَحِّلُنِي إلى جَلبابِ جَدِّي
سَأهوَى مِن نَمِيرِ العِشقِ عَلاً
يُُخَالِجُنِي ويلهُو فيه وِردِي
إذا هَجَمَ الغَزالُ على تُخُومِي
فَلا أقوَى على رَدِّ التَّحَدِّي
على وَتَرِ القَوافِي رُحتُ أشدُو
وحَارَت بِي العَنَادِلُ فِي التَّعَدِّي
ومَن نَزَلَتْ به بَعضُ السَّجَايَا
يُسابِقُنِي إلى شِعرِي ويَردِي
مِنَ الأقوالِ ما شَاء َ المُفَدَّى
ويَرجُو الرَّدَّ لكِن ليسَ رَدِّي
فَياشوقِي إلى مَن كانَ خِلِّي
يُذاكِرُنِي ويَندُبُ فِيَّ زُهدِي
----
د عماد أسعد/
_________________
 
حِوَار
-----
قالَتْ: مَن أنتَ؟
وَيحَكَ فاسمَعْ!؟
ألا فَتَعَالَ ...... ...

واغرِسْ حُضُورَكَ
في الأهدَابِ .....
ينتعِشُ النَّبضُ..
يستيقظُ من ولهٍ
كان عَذابْ...
----
قُم...!.
واحتَسي هَمِّي
وذا القلبُ كمْ تَورَّقَ
فيه غصنٌ أخضرُ
وذاكَ أنتَ وهاتيكَ أنا
وهذا الياسَمينُ لي
وتغريدُ الحسُّونِ أنتَ
صَفصافَتي تُنادِي
هلُّمَّ إليَّ...
قبلَ رحيلِ ..
الضَّباب.
----
هاتِ ظِلَّك وارحَل
إلى ظِلِّي المُنحَنِي
في العِتاب
ألا يا ..تراتِيلَ البَنفسَجِ
الأبدِي ...
الغارقِ في العِشقِ القانِي
والإياب...
-----
أتذكُرَنَي....
وأنا الحبَقُ المَنسيُّ
في حُصُون ِالشَّوقِ
وزهرةُ الرُّمانِ ...
مَزارِي... ونَوارِسي تأتيكَ
من الغِياب.
---
إنِّي صَوتُ الحَجَلِ
صَنعتَ مِنِّي بَعضَ سَرابٍ
وابتسامةٍ نُسِجَت مِن لمَاكَ..
في سالفِ الأزمانِ
قبلَ أن شاخَ الوقتُ
واهتزَّ العُمرُ
وأنتَ الباقِي...
يَبَاباً ...... ويَباباً.....
بلْ.....يَباباً وسَرابْ......
------
د عماد أسعد /
________________
البحر الخفيف
والحُبُّ وهمي
-----
سَائِلِ القلبَ هل أضَاعَ الرَّفِيقَا
واسألِ الوَجدَ هل أباحَ الرَّحَيقَا
...
واسأَلِ العُمرَ أنَّنِي فِي اشتِياقَي
كَيفَ أعدُو إلى حَبِيبَي رَشِيقَا
أم تَرَى الشَّمسَ فِي النَّهارِ ظَلامَاً
عِندَما الصُّبحُ فِي فَنائَي طَلِيقَا
أم تَرَى النَّهارَ يَجلِي الغُرُوبَ
بَعدَما أينَعَ السَّناءُ البَرِيقَا
واسألِ الوَجدَ كَم سَلاهُ العَشَيقُ
عِندَما هَدَّ فِي الضُُّلُوعِِ العُرُوقَا
واستَطَالَ العَذَابُ فَي كُلِّ جِرحٍ
مِن جُروحَي وأضرَمَ الحِبُّ رِيقَا
واسألِ المَاءَ والغَمَامَ اشتِياقَاً
للرَّوابِي وقَد تَندَّت عَقِيقَا
والمَسافَاتُ ضَاعَ فَيها الشَّرِيدُ
بَعدَ خِلٍّ أضَلَّ فِينَا الطَّرَيقا
كم خَبَت فِي القُلوبِ بُعضُ السَّجايا
واكتَوَى في الجَنَانٍ شَوقِي رَقَيقا
في اللَّيالِي يَسُّحُّ حُزنَي هَلُولاَ
كم تَمَسَّاهُ بُعضُ ضِلعِي شَفِيقا
أشهَدَتنِي قلوبُ بعضِ الَّلواتَي
قَد حُرِمنَ الهَنا ضَلَلنَ الحَقِيقا
مُذ عَزَمنَ الهَوى أضَعنَ الأمانَي
أو أضَعنَ الحَبَيبَ حِبَّاً عَتَيقَا
حُبُّنا قَد مَضَى بِنَارٍ جَوَاها
في لَهَيبٍ أرَاهُ فِينا طَفُوقَا
إنَّنِي أنتَمِي إلى العَاشَقَينَ
في خِطابِي الحَبيبُ يبقَى طَلَيقا
إنّ حُبِّي سَنا وَجالَ الحَنايا
مِثلَ عِشٍّ بَناهُ طَيرِي أنِيقا
إنَّ نَفسَاً تضَرَّمَ العُشقُ فِيها
سوفَ تُكوَى بِنارِها لن تَفَيقا
----
د عماد أسعد
 
_________________
__________________
الشاعر عماد الصكار
فِتْنَةُ الْوَجْد ...
أَرَانِي قَدْ فَتَنْت ُ اَلقَلْب َ وَجْدَاً
...
وَأَحْصِي نَبْضَهٌ بِحَصَى اجْتِهَادِي
فَأُمْسِي لا أُجِيْدُ الْعَدَّ جَهْلاً
وَلا يَدْنُو لِوَسْم ِ ِ الْنَّبْض ِ هَاد ِ
رَهِيْنُ الْوَجْدِ هَذَا بَعْضُ شَأْنِي
وَ دُوْنَ الْوَجْدِ لا يَسْمُوْ جِهَادِي
يَمُوتُ الْحّبُّ إِنْ لَمْ يُسْقَ وَجْدَاً
وَ تَحْتَنِكُ الصَّبَابَةُ مَنْ يُفَادِي
أُقَارِعُ شَهْوَةً أَخَذَتْ .. بِلّبِّي
وَ أَنْدُبُ حِيْرَتِي وَهَوَى انْقِيَادِي
فَأَغْدُو مِثْلَ غُصْنٕ ضَاقَ مَيْلاٌ
إِذَا مَالَتْ عُرُوشٌ فَوْقَ شَادِ
وَ تَعْصِفُ بِي رِيَاحُ الْغَدْرِ حَتَّى
تَنَاثَرَ شَاحِبَاً خَطِلاً حَصَادِي
فَعُذْرَاً إِنْ بَدَا قَلْبِي وَجِيْعَاً
وَ عُذْرَاً إِنْ غَدَا وَجْدِي سُهَادِي
السيد عماد الصكار
 
 
___________________________
 
ذَبِيْحُ اَلْهَوَى ...
قِيْلَ عَنِّي هَلْ تَسَامَى وَادَّكَرْ
...
أَمْ يُوَارِي سَوْءَ فِعْل ٍمُسْتَتِرْ
تِلْكَ أَوْزَارٌ وَمَا تَدْرِي إِذَا
حَط َّ وِزْرٌ قَدْرَ مَسْلٌوٌب ِ اَلأَثَرْ
وَا عَزَائِي مَا تَرَانِي مٌخْبِتَاً
بَيْنَ طَيَّاتِ اَللَّيَالِي وَالصّّوَرْ
أَقْتَفِي لَيْلاً طَوِيْلاً قَدْ مَضَى
مِثْلَ أَشْلاَء ٍ تَدَاعَتْ كَالقِرَرْ
لاَ و لاَ حَتَّى سَمِيْرَاً مّؤْنِسَاً
قَدْ يّسَارِي رَقْدَةَ اللَّيْل ِ العَسِرْ
قَدْ تَمَادَى الحُبُّ وِزْرَاً قَاتِلاً
يَوْمَ يَجْتَرّّ الحَنَايَا في شَزَرٔ
يَا نَدِيْمَ الحٌزْنٍ مَنٔ ذَا يَزْدَرِي
فَيْضَ حُزْنٍْ قَدْ عَلاَ مَوْجَ البَحَرْ
لَنٔ تَرَى اليَوْمَ ذَبِيْحَاً في الوَرَا
يَحْمِلُ السَّيْفَ ضِرَارَاً إنْ نُحِرْ
السيد عماد الصكار
_________________
 
سل العيون ...
سل العيون أحزن فاض بالمقل...
أم اعتراها من قبيل الهم والوجل
هي الجهامة والإطراق ما ألفت
ونزف الشوق يدميها بلا خجل
رمتها سهام الغل تستبق المدى
الى الأوداج قد مرت على عجل
أتدري كم أغال الجرح حين ذوت
وصار الحزن ساقيها من المهل
لعمري قد تمادى الحزن في صلف
يبدد شوقا" زاخر اللون يصطلي
عيون لا عزاء شاب .. مقلتها
ولا نشيج يرتقي الأسوار كالظلل
يموت الحب في صمت ولات له
طبيب يواسي رقدة المتثاقل
نديم الوجد من يسمو برقدته
ولحظ العين لا يندى من العذل
 
________________________
بقلمي ..
عند عتبة الدار ...
عند عتبة الدار ...
وقفت ..
ورست معي .. سفينة الأقدار
وعذابات انتظار ..
وبواعث .. نكوص وانهيار
وسنين قحط غابرات ..
كاسيات .. عاريات
مدلهمات الخطوب ..
والليالي .. المعسرات
من قبيل الموت .. نزفا"
في .. سجايا المنكرات
#################
عند عتبة الدار
يطرق سمعي ..
همهمات الريح .. أنفاس احتضار
وثبة للموت .. سادت باقتدار
وانقباض الروح ..
في .. جوف المنون
كارتماء الضوء ..
في .. حضن الظلام
ليتها تدري الأنام ..
من .. قبيل اليأس
والإطراق و الأوهام ..
يحتدم .. المسار
#################
عند عتبة الدار
حلم توارى ..
عند .. أطراف المدى
قلب تداعى ..
بين .. أسواط الردى
طيف تسامى ..
مثل .. حبات الندى
حب تهاوى ..
من .. ثنيات الجوى
أمست يبابا" ..
كل .. أفنان الهوى
أبلت شبابا"
من .. بقايا المستحيل
والضياء .. المستطيل
من .. قبيل الشوق طورا"
أو جحيم الإنكسار ..
#################
عند عتبة الدار
ساورتني .. حيرتي
رغم الحنين ..
نازعتني في .. اختياري
رغم .. نوبات الأنين
أجهضت .. حتى اصطباري
بين .. أنقاض السنين
أورثتني .. الشك والإيهام
حقا" .. و يقين
هل تراني ..؟
أجهل .. الأمر
كجهل السائلين ..؟
أم تراني ..؟
أنشد .. الحب
عزاء المقرنين ..؟
ما أرى .. إلا غريبا"
من .. قبيل الجاهلين
يطلب الإحسان .. برا"
أو .. جميل الإعتذار
 
___________________
بقلمي ..
ولنا في البيض الحسان قول ...
بيض حسان كحور العين والنسب
...
من سالف العهد والأسفار والكتب
سلت لحاظا" كنصل السيف ومضتها
عن سابق القصد لا خوفا" من العتب
فاستنفرت شهوة الأوصال تقطعها
حزا" وطعنا" وما كلت من التعب
هذا جزائي فأوصالي .. مبعثرة
في كل فج عميق الطول والهضب
#######################
بيض حسان سكبن الراح في قدحي
صهباء والحسن يثري لذة المرح
دارت بفيض من الأنوار تصلية"
كالشمس أرخت سدول الضوء والقزح
ثم استدارت ودار الكون يتبعها
من وجدها ماجت الأفلاك بالفرح
تزهو الكؤوس وقد فاضت مقامعها
كأسا" فكأسا" بطيب الحسن والفرح
السيد عماد الصكار
______________________
______________________
/
الشاعرة زينب الدليمي
بغداد
الشعر يندبها يحلو بها الغزلُ
بغدادُ تفدى لهاالارواحُ والمقلُ
هي امتدادٌ الذرى روضٌ يعطرُها...
تضوعُ حبا باطيابٍ لنا سبلُ
حكايةٌ ماتزالُ الشمسُ ترسمُها
ومن سناها بكفِّ الخيرِ نكتحلُ
طلّي فداؤكِ من اجنى على شيّمٍ
كالنخلِ يشمخُ فيكِ العزُّ والجللُ
مذْ انهكتنا أيادي الغدرِ مفسدةً
وسيدتْ في مقاماتٍ لنا جهلوا
انّا انحنينا على همٍّ يؤرقُنا
فيكتوينا وتحدو حرّها العللُ
اعمارُنا انتُزِعَتْ منها صبابتُها
وعن شفاه لنا غابتْ رؤىً تجلُ
مازالَ يأسرُني في غربتي وجعي
ومايزالُ بروحي يسكنُ الاملُ
ياضحكةَ الامسِ ردّي مابقيتِ لنا
في ارضنا باتت الاحلامُ ترتحلُ
حتى ارتمينا عبابُ البحرِ يسرُقُنا
وليس تدركنا في سرِّها السُحُلُ
وحي الأماني رياحُ الشوقِ ترسلُه
صوبَ الحنينِ حيارى صابَها الشللُ
نشكو مدارا أضاعَ الرَّيعُ روضَته
فما وجدنا سوى نارٍ ...وتشتعلُ
وفيكِ بغداد فجرٌ ودّ صحوتَنا
وماأفقنا فباتَ الليلُ يحتجِلُ
___________________
 
امل يرتجى
بمَ التأمل قد عاثت بنا المحن
فينا الرجا امل ان هدَّنا الزمن
...
تغفو عيون وعين الحلم ساهرة
ماهمها وجع أو شابها وسن
الخير اوفى وابقى في حواضره
والشر مستنقعات للورى عفن
قد نرتضي حزَناً نرنو الى فرح
ونرتضي فرحا قد عمه الحزن
نسدُّ سمعا إذا الامواج صاخبة
بنا الى الحال انشاد بها شجن
لنعلم الامر والأيام شاهدة
ليس الاماني على الاقدار تكتمن
زينب جسن الدليمي
___________________
لوهلةِ ضعفٍ اخرسَ الشيبَ ذائمُهْ
واغفلَ عن داعي المهابَةِ حاكمُه
ونادى سوادُ الشعرِ قد جنّ راحلا
تجللني من كاظمِ الغيظِ قادمُه
...
أيا ساقيَ الاوهامَ اعْيَتْ صبابةٌ
وهل انت إن اسقيتُك الحقَ عالمُه؟
فعمرٌ أسيرُ الصمتِ زادَ مخافتي
تجافى جميلُ الدهرِ حتى نسائمُه
وبتّ أناجي مغربي جمَّ خرقه
بمازاد من همّي... إلى من نحاكمه ؟
_____________________
عراقيون
فينا الوفاق ..وعشْقُنا لم يثلمِ.=
نَغَمٌ فأُسمِعَ في المكان الاصممِ
فينا إبا ترك الجزاءَ على الاذى=...
كم باتَ يهدي عذرةً للمجرمِ
فكفاك من طيبِ الاصيلِ بأن ترى=
صنعا فأبدعَ في البناءِ الاعظمِ
قد قلتُ للعذالِ حينَ تهافتوا=
هذا العراقُ بعزّه لم يهزمِ
انّا لقومٌ تعتلي هاماتُنا=
لانرجعُ المحتاجَ حينَ المقدمِ
اسلافُنا غرٌ وما تأريخنا=
الا نهالٌ من جوادٍ منعمِ
فلأيّ حالٍ يستبدّ غريمُنا=
والقدرُ لم يدنُ الصّدا لم يأثم
كثرٌ من الاحداثِ تبقى عبرَة=
وأعزّ ماعزّ النفوسَ بمكرم
نحيا بدينِ اللهِ ننشدُ نصره=
ونزيدُ بالخطواتِ فوقَ الانجمِ
زينب حسن الدليمي
___________________
دجن السحاب فأوحل الدرب
ودنا المعاد فأيقظ الشعب
فإذااستغاث بصوتهم غيض الأسى
فعلى ذراهم نركب الصعب
...
كل العيون ستحتفي بعراقها
ومع الدموع ستسكب العذب
فالسالكون الدرب نحو مطالب
فيها الشموخ يعافر الصلب
نجتاز صولتنا بزهو خياضها
وعلى الجراحِ نراهنُ الركب
إنّا سنبقى والعراقُ هو المدى
نهدي الجمال ونصنع الحبّ
__________________
__________________
الشاعرة عنان الدجاني
 
داء الوجدان
يراودني هواك بكلِّ حينِ
و إن أقسمْ فلا أحنثْ يميني
...
أقوّضُ لهفة الإحساس مني
ولا أبقى بذلٍّ مستكينِ
وأقسو مثْلما الجلمود يقسو
و أدفن ربقة الماضي الحزين
وأعلو فوق أنّاتِ الحنايا
و يصبو القلب للحق اليقينِ
حفظتُ العهد والإخلاص دهرًا
وما تاقت رؤاك إلى الحنينِ
وطال الهجرُ و الأحلام تهذي
وما صُنتِ الوداد بذا الوتين
وإذ هو رهن أشواقٍ و وجدٍ
و أنتظر اللقاء فتسعفيني
ووعدا للدماء أبيع عشقي
وأحرسُها كما العقد الثمينِ
لعلي إن صحوتُ و عاد وعيي
برئتُ بلا عواصفَ من جنوني
لعمري داء وجداني مريعٰ
يُسعّرُ من عراكٍ في شجوني
ويوغلُ في عميق الروح يبلي
و يكبرُ في جذوعٍ و الغصونِ
____________________
 
يراودني هواك بكلِّ حينِ
و إن أقسمْ فلا أحنثْ يميني
أقوّضُ لهفة الإحساس مني
ولا أبقى بذلٍّ مستكينِ
وأقسو مثْلما الجلمود يقسو...

و أدفن ربقة الماضي الحزين
وأعلو فوق أنّاتِ الحنايا
و يصبو القلب للحق اليقينِ
فما زلنا نتوق لبعض وصلٍ
فما تاقت رؤاك إلى الحنينِ
وطال الهجرُ و الأحلام تهذي
وما صُنتِ الفؤاد كما الثمينِ
فَلاح بريقُ رباتٍ حسانٍ
وذات الحسن ترمقني بلينِ
__________________
 
ربوع الدمع
يُقالُ العشقُ موقدُهُ الضلوعُ...
ونارُ الوجد ما منها رجوعُ
فخفت الخوض في بحرٍ عميقٍ
لأنَّ البحر غدّارٌ خدوعُ
ربوع الليلِ نادتني بِلهْفٍ
تراها اليوم تُشعلني الربوعُ؟
ظننت السهد ودّعني وولّى
و وجه البدر وضاحٌ سَطوعُ
يحطُّ الشوكُ في صدري و يذكي
لهيبَ الشوقِ تضرمه الدموع
سلوا الأيام كم ظلمت فؤادي
غداةَ أقضّني ضَعفٌ و رَوعُ
وكم داست على قلبي و روحي
وكم جارتْ لتخذلني الدروعُُ
صفاءُ العيشِ لا يحلو بأمرٍ
فإن السعد في منحي منوعُ
مهاد السطر يرْكُلني فأكبو
مداد الحرف من رجفي جزوعُ
*************************
عنان محمود الدجاني
 
__________________
ليلة رأس السنة
هُمْ يأملونَ و يضربونَ قداحَهُمْ
ويُكرّرُ العامُ الجديدُ لياحَهم
...
إنْ حلَّ خطَّ مِنَ السوادِ قفارهم
أخدودَ وَشمِ معلنًا أعمارهم
و بغفلةٍ تخفي النواصي لونَها
فالشيبُ غازٍ لا يريدُ صونها
ما نفعُ ظنٍّ في سطورِ تفاؤلِ
فالحبرُ جفّ و ما لهم من طائلِ
لا من سيعلمُ أيَّ شؤمٍ يَدهمُ
أو أي فرح للفؤادِ سيقدُمُ
لا يُعرفُ العامُ الجديدُ و سرُّهُ
أو كيف يحنو مسعدًا أو شرُّهُ
والعمرُ يجري دون كَلٍّ ليتها
تأتي الرياح كما تمنّوا ليتها
قد مرَّ عامٌ ما هنئتُ بِطيبِهِ
إنّي فُجِعتُ بمن كُسِرتُ بِسَلبِهِ
فأخي فقدتُ و تلك فينا سُنّةُ
كلُّ الأناسِ لمثل هذا أقّتوا!
وهي السنون يُفاخرون بِطَيِّها
لا يأبهون ببغيها و بِكَيِّها
هل قدموا هل ساعدوا أو أصلحوا
وهلِ ابتغوا اللهَ العليمَ فأفلحوا
هل أخلصوا و رعوا حقوق رعيةِ
حسبوا حساب مخافةٍ و منيّةِ؟؟
عند الشتاء نهايةّ سَنَوِيّةُ
كانون ثاني للبدايةِ صفحةُ
وتراه يقسو بالصقيع برغمِ أنْ
بعضُ البريةِ يقبعون بلا مؤنْ
ناهيكَ عن قهرٍ و قلةِ حيلةِ
وحروبِ غدرٍ فُجّرتْ و بنقْمةِ
و تحكمت و توحشت و تشرذمتْ
ما راعها سفكُ الدماءِ فأكْلَمَتْ
إن كان دهري قد تململَ قاهرا
فهناك من دكَّ الطفولةَ عاقرا
عامٌ مضى عامٌ قضى بمرارهِ
ببقاءِ خيرٍ يزدهي بثمارهِ
ما طاب عيش لا يجود بفسحةِ
نأسو الأحبةَ بالعطاءِ و رحمةِ
قلبي ليرجو للجميع سرورهم
سنةً تجيءُ سعيدةً لِتُقِرَّهم
فيها دوا كلَّ الجروح بنفحةِ
وبرحبها فيءُ السلامِ و بسمةِ
_____________________
_____________________
أخال العيش طابَ بذا الأمانِ
لدى وطني و أفياء الحنانِ...
ولكن إن أنا أسرعتُ يوما
إلى المشفى لَيرجعْني زماني
كأن الرقَّ ما زالوا يُداسوا
و يرهقني التوعك في الكيان
تُراني قد خرجت أريدُ سِلْمًا
إلى دار العدو بغصن بانِ؟
فعاملني اللئيمُ بسوءِ مكرٍ
و أحمى لي مِداهُ كما السِنانِ
إذا كنّا لهذي الأرض شعبًا
و أُعطينا الحقوقَ بكلِّ آنِ
فحقُّ العطفِ مشروع لمثلي
و حسنُ طبابةٍ وبلا امتنان
فهل علَّمْتَ أهلَ الطبِّ درسا
بأشكالِ الدماثة و المعاني؟
وأنّا ما سكنّا الأرضَ ذُلَّا
و هم ذهبوا إلى أعلى الجنانِ؟
و إني إذ يناديني اغترابٌ
فهذا ما يُسمى يأسُ واني
__________________________
 
 
 
 
_________________________________________________________
الشاعر حسين جبارة
الشاعر د. عماد الاسعد
الشاعر عماد الصكار
الشاعرة زينب الدليمي
الشاعرة عنان الدجاني
منتدى هاملت الادبي

السبت، 18 يناير 2020

نسيم الشوق // بقلم / فاتنة فارس

الفاتنة
إذا نـــــاداكَ فـــــي لــيــلٍ
بــصـوتٍ هــامـسٍ وَجِـــلِ
نـسـيمُ الـشَّوقِ مـن ثـغري...
يــبــثُّ لــواعـجَ الـخـجـلِ
و يـغْـشـى طـيـفُـهُ قـلـبي
لـتـبْقى الــرُّوحُ فــي أمـلِ
إذا مـــا هـامـسُـوا قـلْـبـي
بـشـعْـرِ الــحُـبِّ و الــغـزلِ
تـجلَّى الحُسنُ في وجهي
و فـاضَ الـنُّورُ مـن مُـقلي
و فاضَتْ من حنايا الصَّدرِ
أنْـــهـــارٌ عـــلــى طــلــلـي
سـأبـحثُ فـيـه عـن ذاتـيْ
و عـنْ سَـهْلي و عنْ جبلي
حـديـث الــروح لــلأرواح
ســطَّــرَ عِـشـقِـيَ الأزلـــي
جــمـيـلٌ كــــلُّ مـــا فــيْـهِ
عــلــيـهِ أنْـــضَــرُ الْــحُـلَـلِ
بقلمي. م. فاتنة فارس