الأربعاء، 27 فبراير 2019

اللص // بقلم الشاعر // سمير عويدات

اللِصُّ
****
يُؤرّقُها وإن سفرت وِشاحُ ... ترقرقَ فاستوى منه الصباحُ
تُلاحِقُها عيونٌ لا تُماري ... وتطلبُ لو هفا منها السماحُ
ومَن يدري لِمَن تهوى وِصالاً ... فتسكنُ لا يُراوِدُها الرَّواحُ ...

عذيري لم أكن إلا كطَرْفٍ ... تلصَّصَ حين أغوَتهُ المِلاحُ
إذا ما الليلُ جَنَّ بلُطفِ سَتْرٍ ... ونامَ الخلقُ واعترَكَ النُّباحُ
تذكَّرَ حالهُ واجترَّ شوقاً ... لأُنسٍ ما خلا منه المِزاحُ
وفكَّرَ ما الذي يجني بقلبٍ ... كدِنٍّ مِلؤهُ خمرٌ قُراحُ
يصُبُّ الكأسَ من أشعارِ صَبٍّ ... ويقرَأهُ ويُنصِتُهُ البَرَاحُ !
فضاءٌ ما حوى إلا التمني ... بعيشٍ تكتوي فيهِ الجراحُ
غلاءٌ يُستباحُ بلا شُعُورٍ ... شبابٌ قد يضيعُ ولا فلاحُ
تمزَّقَ بين أهدابِ العذارى ... وهل يُرجى لهُنَّ هوًى يُباحُ ؟
إذا أزمَعتَ عُرساً أيٌّ مالٍ ... سيكفي كي يُكلِّلَهُ النجاحُ
أجورٌ حالُها من حالِ مِلحٍ ... فهل تروي متى اجتهدَ الكِفاحُ ؟
فهيَّا صوْبَ نِسْيانٍ عقيمٍ ... ستذكرُ حين يذكركَ الجماحُ
لكَ السلوى بأحلامٍ تراها ... وما من فارقٍ إلا الرَّباحُ !
***************
بقلم سمير حسن عويدات

وما رحم // بقلم الاديبة // ادال اقنيزح

وما رحم
يا حبر ناي
جرى دمعي
فاعزف لي ...

على أنغامك
تحيي نبضي
يا حبري كن غيثا"
بي من الأوجاع والألم
ما تكسر الظهر
ولم يسلم القلم
وكم من الحروف
من وجعي
أصيبت بالسقم
كيف يشفى جرحي
وبي غصة على عمري
أشقاني الدهر عمرا" وما رحم
عاث بورد الربيع
وعصف بخريفي وشتائي
فكيف يلتئم جرحي
وكيف يعود لي نبضي
بقلمي
ادال قنيزح

قطار منتصف الليل // بقلم الاديب // وليد العايش

قطارُ مُنتصف النهار _
________
الليل يطوي صفحاته ببطئ ؛ كما تفعلُ تلميذةٌ كسولة كي لا تنال عقابها ؛ تمرُّ النجوم من خلف غيمٍ أسود مُتجمد في السماء ؛ عاثرُ الحظّ يندبُ ليلته بصمتٍ ؛ أما الفجرُ فكان يدنو من ضفّةِ النهر القريبة ...
- إنها ليلة ماطرة يا أم أسعد ...
- هكذا يبدو ... ما لبثت وأن ترنّحت في جلستها المُعقّدة كضفائرِ شعرها الممتزج ببياضِ الأربعين .
- يجب أن استيقظ مع ولوج الفجر ... لديّ عمل كثير في الحقل , علي أن أنهيه قبل أن يحلّ الصقيع ...
مرّ القطارُ كالمعتاد في موعدهِ المُحدد ؛ لم يتأخر كما فعل ليلة البارحة ؛ إذنْ لقد تجاوزت الساعة منتصف الليل ؛ ففي كلّ ليلة يمرُّ من هنا تاركاً أفكارهُ تعبثُ على جنبات السكة ؛ باتَ النومُ ضرورةً لا بدَّ منها في هذا الوقت .
عندما صرخَ الديكُ الأحمر كان أبو أسعد يرتدي ثيابهُ المُلطخة ببعض الوحل , أما زوجته فكانت تُجهّزُ له زوادة الصباح ( أقراص جُبن , حباتُ زيتون , ثلاثُ بيضاتٍ , وخبز أسمر ) ... لَفتّها بقطعةِ قماشٍ ثُمَّ ربطتها جيداً .
استيقظت الدجاجاتُ مُرغمةً , الريحُ تلهو مع أغصان الشجر في حديقةٍ قريبة من البيت , قطيعُ الأغنام يعبرُ بالقربِ منهُ أيضاً , يسبقهُ الكلب المُترنح بمشيته , الحمارُ يتأخرُ أكثر مما يجب هذا اليوم , فيصرخُ الراعي غاضباً .
غادر أبو أسعد البيت حاملاً زوادته القماشية , وخرجَ تاركاً خلفهُ السرير منكوشاً .
- ألم تنسى فأسكَ يا أبا أسعد ...
- لا ... هو هناك في الحقل ... تركته يوم أمس كي لا أحمله اليوم أيضاً ...
- أحضرْ معك بعض الحشائش للغداء ...
هزّ الرجل الخمسينيُّ رأسهُ بالموافقة دونَ أن ينبسَ بكلمةٍ واحدة , صفعتْ الريحُ وجههُ الأسمر, تلاقتْ نظراته مع الرابية التي تُطِلُّ على بيته , أفكار متشعبة تداهمُ ما تحتَ بياضِ شعره ...
- إلى متى سنبقى على هذا الحال ...
- لقد أصابني التعب واليأس ... ( كان حديثه خافتاً آنذاك ) ...
تابعَ طريقهُ وهو يراقب ما حوله من مشاهد تتالى كمسلسل أُعِدّ بعنايةٍ فائقةْ , طرقَ أذنيه صوتُ ناي , وموالُ راع , استمتعَ للحظاتٍ وكأنّهُ لم يسمعهُ من زمنٍ بعيد , تذكّر بأنَّ صوتهُ جميل , فأطلقَ العِنان لموالهِ المُحبب إلى قلبهِ ( يا رايح ع الحقلة ... جبلي معكْ جرزة بقلة ) ...
- أخ ... لو رزقني الله بصبيّ , كان سيساعدني , ويحمل عني بعض أعباء الحقل ...
- سامحكِ الله يا أمّ أسعد ... لو تركتني أتزوج , ألم يكن لدينا الآن حُفنة أولادْ ...
حديثهُ مع نفسهِ لم يكنْ صامتاً , صوته كان أعلى مما يجب ؛ تناهتْ بعض كلماته إلى مسامع الراعي , سحبتها الريحُ عنوة , وساعدت ساعات الفجر على تجاوزها للزمانِ والمكان .
- هههه ... يا أبا أسعد ... أَتُحدِثُ نفسك !!! ...
- سلام يا صديقي ... أيْ واللهْ أُحدِّثُ نفسي ...
- الحقّ عليك ... قلتُ لكَ تزوجْ , لكنكَ عنيدٌ جداً يارجل , ها أنا لديّ ثلاثُ نساء ...
- إذنْ عليكَ بهنّ ودعني وشأني يا رجل ...
انتهى الحديثُ عند مفرق الدرب التُرابي , فلكلٍّ منهما وِجهتهُ الخاصة , وهدفهُ المُختلف عن الآخر .
عبرتْ ساعات الصباح الأولى بسرعة , أخذ التعبُ مأخذهُ منْ أبي أسعد , جَرّجرَ قدميه إلى فُسحةٍ صغيرة , فَرَدَ زوادته القماشية وبدأ ينشرُ ما فيها على التراب .
- آهٍ يا بلدْ ... لقدْ سئمتُ من الزيتون والبيض ... جاري أبو طارق يأكلُ العسلَ بينما أنا آكل ( ....... ) ... صمتَ مُكرهاً .
حضرَ المطرُ طعامَ الإفطار , الرياحُ أيضاً شاركتهُ وليمتهُ الصغيرة , تحسّس صدرهُ المغروس بشعرٍ غزيزٍ كما مطر ذلك الصباح , شرِبَ رشفة ماء , تنهيدةٌ طويلةٌ تتطاولُ كَعُنقِ زرافة , بكاءُ المطر الإلهي يدنو من ذاكَ المكانْ , أفعى مرقّشة ترقصُ على نغم الناي .
- أيها الراعي ... أيها الراعي ... كان النداء طويلاً جداً ...
صدى كلماته يُصافحُ الجبل الأعمى البعيد كالسماء , لم يستجبْ الراعي لاستغاثةِ أبو أسعد , ربما لم تصله إشارة القاطن تحت عنق الجبل .
اشتدَّ الصراخ أكثر وأكثر, تجمهرت بعض العصافير فجأة , العاصفةُ تأتي مُتأخرةً هذه المرّة , السكونُ يُداعِبُ أوراقَ ( السبانخ ) , منذ قليل أمست يتيمة , فألقتْ بنفسها في كيسٍ مخشوشب الحواف .
المرأةُ تنتظرُ الحشائش الطازجة , جهزّت حبات الأرز , انتهتْ للتوِّ من أعمالها اليومية , انتظرتْ طويلاً على ناصيةِ البيت , ترْقُبُ عودة أبو أسعد ...
هناكَ في الأفق الممتد إلى اللانهاية كانت تلوح صورة صبيٍّ اسمهُ ( أسعد ) ....
الراعي يهشُّ بعصاه ويغني بلحنٍ إغريقيٍّ قديم : ( أين ذهبَ أبو ... ) , العصافير تمتطي قطار منتصف النهار ...
__________
وليد.ع.العايش

بوح المرايا /م بقلم المبدعة // ناهد الغزالي

بوح المرايا
مرآتي دفاتر جاحظة العينين،
كلما جلدتها ببوح، أينعت،
...
أهرب من مسامير الوقت التي لا ترحم،
أستتر خلف نوافذ الجنون!
أعرف أنك عابر سبيل اللقاء،
حفيد الجحود!
اكتسحتُ مدارس التنجيم، احترفت عطرك المنبوذ
لدى قبيلتي!
بأنامل مبتورة أخطّ تمتمات الشوق على صفحات الجداول،
يرتشفها عصفور العشاق،
يترنم بها سرّا،
أمارس أمامك طقوس التجاهل، أرقص على خارطة البعد،
ترنّ خلاخيل صبابتي من حبر قصائدي،
من لمعة العيون الغاصة بطيفك الجحود!
أدمنت سِكك الوحدة، منتظرة قطار المصادفة، علّه بصفير
المغامرة، بجنون المراهقة يدوس أشباح الفراق الوفية!
بحبر ثملٍ بنبيذ البعد تترنح أميرات الانتظار،
تستأصلني من رحم اللحظة،
أولد على كفيك، لطيفة، أتصبب عشقا!
أتقنتَ دور الشرقي، المشنوق على منصة الغرور،
يعدم الوقت بدخان سجائره،
لا تستهويك رياح حبلى بأنغام الحب!
لكنك خلسة تطرق أبواب بطولاتك العارية،
فضحتك فوانيس وفائي التي أضاءت قلبك العاق ذات وحدة!
ناهد الغزالي

لا يهمني // بقلم الاديب محمود محمد

لا يهمني
و إنْ اجتاحَني الهزیعُ الأخیرُ منَ ليل القبائل المتناثرة ،،
وأنْ أسرقَ منْ حصَّالةِ الوقتِ
بعضَ الغیابِ المُرْ
لا يهمني...

في أنْ أبحثَ في التفاصیلِ الصغيرةِ
عنْ مَوطئِ قدَمٍ لوردةٍ
قبلَّتُها في الخَفاءْ
لا يهمني
و إنْ أحتضِرَتُ
وَأنا أسْترقُ النَّظَرَ إلى عَینیها ،،
لا يهمني كلِّ ذلكَ
فأنا أراقصُ الموتَ كلَّ یومٍ
كسوريٍ مُنكسرَ الجناح
كمفجوعٍ ، يلفظُ أنفاسهُ الأولى
على عتباتِ مجالسِ الأممِ المتحدة
أنحني فوقَ رُمحي
لأستحمَ بشلَّالِ حضُورِكَ
لا يهمني
فَفي مَوتي
انتصَارٌ للحقيقة والوجود
.............................................................................
محمود محمد

تطريز // اين الامل // بقلم الشاعر // محمود الفريحات

هذه مشاركتي بتطريز"اين الامل"
أمل يراود كل نفس اوشكت
أن تختفي من عالم الأحياء
يسري بها نور يحيل سوادها
فجرا فتعبر عاصف الانواء...

نادى انا والصبر درب موصل
لسلامة .....الآباء والأبناء
ابعد هداك الله يأسا محبطا
فالكون هذا مالك الاشياء
لو شاءت الاقدار ابدل لونها
وطلى كفوف الموت بالحناء
أمل انا لو غاب يوما بدره
بالفجر يأتي كامل الأضواء
من يبتغي تحقيق أمر جاءني
فاسير فيه الى ربى العلياء
لا تختفي من كوننا آمالنا
لكن فينا سرعة الدهماء
محمود الفريحات/ابوبدر

اسابق زمنا منكسرا // بقلم الاديبة // رند الربيعي

أسابقُ زمناً منكسراً
رند الربيعي
نعم ... أنتَ...
من صيرتني غابة لكل جمال
عناقيدَ ضوء منبعث من أقصى شفق البدايات
هكذا أنا
. براعم ماثلة تنتظر هلالك خديجا
يسابق زمنا منكسراً
نعم أنتَ ...
من صنعت مني كوثراً
لمنابع متأهبةٍ للعطاء
صيرتني امرأة
تخيط فصولا اربعة
ربيع يبتهجُ فوق أرضك..
حتى لو كنت بعزلةِ أنبياءَ
تنفرط فصولي جلناراً لكَ
تتوهجُ شمساً، قمرا ،اضواء كاشفة لعتمة تمخر ظلام غيابك..
كل هذه الينابيع
فجرتها انت ..
هو انت..
تصاحبكَ، نجومٌ، شهبٌ، نيازكُ، عواصفُ تلدُ فجرا
كاد أن ينغمرَ
في اعماقي
....

زفي السلاما // بقلم الشاعر // عادل الفحل

زفيرُ الْـآهِ يَـتْـرُكُـُني
حُـُطَـامَـا
وتَـبقى الْـرُّوحُ تَـحْـلمُ ...

بِـالخُـُزامى
فَـحُـُطِّي فَـوقَ صَـدري
ذات عِـيْـدٍ
..أيََـا حَـسُـُّونَـةٌ زُفِـّي
الْـسَــّلَــاما
تُُعَـاتِـبُـُنِـي ؟! ..
فَـيَـالَـكَ مِِـنْ خَـَلِِـيلٍ!!!
قَـلِـيْْـل ِالْـصّـّبْـرِ يَـقْـتَـرِفُ
الْـمَــلَــامَــا
وتِِـلْـكَ جَـريْـمَـةٌ بِـحُـُقُـُوقِ ودٍّ
عَـلْـامَ الْـلّـوُمُ ؟
هل تدري
الكِلاما ؟
عَـَـلى دمْـعٍ...
ويَـسْـكُـُنُ فِـيَّ كُُـُلي ؟
....عَـكُـُوفٍ قَـانِـتٍٍ لِـلّـهِ
قَـامَـا
أَتََـحْـْسََـبُ مَـَا تَـراهُ لَـهُ ضََـمَـادٌ ؟!!!
جِـراح الْـقَـلْـبِ كََــمْ أَعٓـيَـتٔ
نَـدَامََـَــى
سَــقِـيْـمٌ لا عَـلى ريْـمٍ سَـبَـتْـنِي
ولا مَـالِ عَـزيْـزٍ قَـدْ
تََــسَـامَـى
وَلَـا وَلَـدٍ ثَـكِـلْـتُ عَـلى اعْـتِـزازٍ
بَـلِ الْـأوطَـانَ أرثِـي
والْـيَـتَـامَـى
وَأزهَـاراً بِـلا ذنْـبٍ أُبِـيْـدَتْ
وَأُلْحِـدَ فِـي القُـُبورِ مَـنِ
اسْـتَـقاما
أأضْـحَـكُ مَـلْءَ أحْـداقِـي وَثَـغْـرِي؟ ؟!!!
عَـَدُوُ اللًـه في الأقْـداسِ
نَــامَــا
وتِـلْـكَ جُـُحُـُورُهمْ عَـُرِفَـتْ بِـلَـدغٍ
فَـهَـلْ كُـُنّـا صُـُقُـُورا أم
حَـمَـامَــا
وَتِـلكَ عُـُيونُ من يبقى عَـليْماً
تُـُراقِـبُ ذُلَّــنا وتَـرى
انْـْهِــزامَــا
إلٍْْـام الْـنّّـأْيُ عَـن طَـلَـبِ الْـمَـعَـالِـي ؟
وهَـلْ حَـقَّـا وُلِـدْنَـا كي
نُُـُضَــامَــا ؟
كَـفَـاكَ إذاً تُـُسَـلِّـيِـني وتَـرجُـُو
سروري...
وا عِـراقَـا
وا شَـآمَـا

موسم الامل // بقلم الشاعرة // نزهة المثلوني

موسم الأمل
ماذا أقول ونبع السلم هدده
هم القساة ونار الجور تستعر
*...

أطفالنا أمل قنديل مطلعه
رغم المواجع باق ليس يندثر
*
أيامنا دول والله داولها
واليسر بعد شديد الضيق ينهمر
*
مازال في أفق التحصيل موسمه
أحلامنا نبتت أغصانها كثر
*
لا ريح تقلع جذر العزم مرتسخا
والجهد يخصب بالإصرار ينتصر
*
كم هان أصعب ما نلقاه في زمن
يمضي وننهض أقواما ونفتخر
*
نزهة المثلوثي

شواطئ غربتي // بقلم الاديب // علي الزيادي

(( شواطئ غربتي ))
في قلبِ من يعرف هواي
تركتُ نبضي
وفي خيال الهوى
أخفيتُ قلبي ......

ورسى ...
على شواطئ غربتي
مركبُ الشوقِ المخمور
يحمل قلمي ودفتري
أكتبُ ...
أول مايُتلى في الحب
واخرُ مايُقرأ
على السطور بعدي
أكوانُ الحبِ تجمعني
مأساة الشوق تُفرقني
على ضوء الذكرى
يغفو ليلي ...
يفترشُ حرفَ الهوى ..
يلتحفُ سطرَ الآسى
يخفتُ ضوءَ عيني
تُفتح ابوابَ الفجرِ
كحلم فقير ...
خَلفها أرض عطشى
تَخلو من عزف الطير
كأني في وجدي القاتم
أحملُ آلاف الأعوام
أُنقّبُ بين الماضي
يضيعُ لونَ الأفراح
يقذفها الدهر
يتلقفها كأس الليل
أجرعُها نشوةَ ملتاع ..
مرهقٌ ..
من خرقِ الدنيا
بوعدِِ بذلتهُ وميثاق
سيجيء يوما ..
ويكون اللقاء .. ؟؟!!
علي الزيادي

كوني اخر عطر // بقلم الشاعر / سلام العبيدي

كوني آخر عطر
——————
بأتجاه المطر البعيد
تفتح ذراعيها .. قصيدتي المنفية في الركن الشمالي من النسيان ..
كل هذا القدر الضبابي ......

الراكض عكس اتجاهات القلب
وعطرها الملكي ..
لم يزل يشربني سراً ..
سحابة ليل دافئ.. ونبوءة أبعد من فوضى الياسمين
ونعناع الينابيع ..
لامساحة لكتاب الشتاء
في موسم القمح الذهبي ..
لازلت قيد الحرف والقيصر ..
وإيقاع وجهك المضيء
وكل دروب القمر الفقير
على مقاس قتلي.....
الحياة الشمعية ، تنساب في قلبي
كما الريح في غابات اللوز
أو كالماء بين أصابعي ...
أيها المنسي في عروق المرايا
أكلما تحجرت أغنية .. تكسر دعاء فجري..؟
وتشظى حلم نبيل..؟
كوني آخر عطر ..
أو آخر قبعة ربيع .. على رأسي
كما تنص قواعد العطر الجنوني
عند أول الرذاذ ..
——————-
سلام العبيدي

مآثر خالدة // بقلم الشاعر // عبده هريش

مآثر خالدة)) على بحر الطويل
أنا من بلاد العرب من أرض حميرِ
سليم النوايا والأنيق بمظهرِ
...
أرق الورى قلبا وألينهم حجا
صبورٌ بلا ذلٍ رحيمٌ بمعشَرِ
كريمٌ كريم الأصل والفصل والندى
ويؤمن عن حقٍ بكل المقدَّرِ
ولا تضمر الأضغان والحقد نفسه
ومهما عليه البعض مازال يفتري
ويأمر بالمعروف في ظل حكمةٍ
وينهى بأمر الله عن كل منكرِ
بأخلاقه يسمو ويرقى بغيره
وهل في الدنا شخص به غير مُبهَرِ
وخير منيرٍ قد أتانا محمد
فكنا ورب البيت خير مَنَوَّرِ
نصرنا رسول الله من جور قومه
فباهى بنا الدنيا سلوا أي مصدرِ
لنا في كتاب الله أسمى مكانة
وركنٌ لنا في خير بيتٍ ومشعَرِ
وفي ساحة الهيجاء خير فوارسٍ
وأعظم أقوامٍ على كل منبرِ
رجالٌ أحبوا الله أهل مبادئٍ
وما أحدٌ فيها يبيع ويشتري
على أحمد أزكى الصلاة وآله
وصحبٍ و أتباعٍ إلى يوم محشرِ
((عبده هريش 16/2/2019))

حرب الحبيب // بقلم الشاعر // زهير المشهداني

حرب الحبيب
.................. الكامل..
عجبي على خل يحب توجعي
وكأنه في الحب يهوى ادمعي
...
لا يكتفي من نار أوقدها بنا
قصف الضلوع بهجره كالمدفع
والقلب في صدري تإن جراحه
ما فاده درع يقيه وموضعي
قناص قلبي فاتك لا يرحم
قد صاب قلبي في الجبين باضلعي
وكأن صدري ساحة قد اصبحت
للحرب لا للحب فيها مصرعي
ان التكافئ في الحروب ضرورة
لكن خصمي غاشم متموضعي
حاولت دفع الحب نحو سياسة
لكنه يأبى الخضوع ولا يعي
الحب حرب عنده في فهمه
فيها مباح كل شيء مخنعي
لو كنت أعلم ما يجول بخلده
او أي شيء يبتغي فيما معي
أعطيته روحي وقلبي قانعا
ما هزه قيد لقلبي موجعي
وراية بيضاء قد لاحت له
أسلمت روحي كالاسير بلا وعي
لكنه رفع السلاح وصدني
فبأي قلبا خضت حبا مفجعي
كم خاض قلبي في الحروب ملاحما
كل الغواني ترتمي في مهجعي
واليوم نار في الضلوع تأزني
لا تسألوا ماذا جرى.. فلم أعي..
زهير ابن سكران المشهداني. العراق

يوم في العمل // بقلم الاديبة عبير الماغوط

ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ .....
................. ﻳﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ............
ﺃﺣﺒﺒﺖُ ﻋﻤﻠﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً،ﺭﺑﻄﺘﻨﻲ ﺑﻪ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﺣﺐٍّ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻴﻪ ...
ﺗﺂﻟﻔﺖ ﺭﻭﺣﻲ ﻣﻌﻬﻢ، ﻓﺒﺖُ ﺃﻧﺴﻰ ﺃﻧﻲ ﺫﺍﻫﺒﺔٌ ﻟﻌﻤﻠﻲ ... ﺑﻞ ﻟﻤﻜﺎﻥٍ ﺃﻟﺘﻘﻲ ﻓﻴﻪ ﺑﺄﺣﺒﺘﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺣﺘﻠﻮﺍ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ... ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﻮﺩﺗﻲ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺨﻴﻠﺘﻲ ﺗﻜﺮّﺭ ﻟﻲ ﺻﻮﺭﻫﻢ،ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺒّﺮﻭﻥ ﻟﻲ ﻋﻦ ﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﺑﻄﺮﻗﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ... ﺑﺎﺕ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﺳﻤﺎﺀﺃﻟﻄﻼﺏ ﻫﻨﺎﻙ .. ﻭﺻﻔﺎﺗﻬﻢ،ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻋﻨﻬﻢ .. ﻓﻴﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻴﺰﺓ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ... ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻲ ﺯﻭﺟﻲ ": ﻣﺎﺳﺮّﺗﻌﻠﻘﻚِ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺑﺎﻟﻄﻼﺏ؟؟ .. ﻫﻞ ﻛﻞّ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﺜﻠﻚ؟؟ .. ﺇﺫﺍﻛﺎﻧﻮﺍﻛﺬﻟﻚ ﺳﺘﺼﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺘﻤﻴّﺰﺓ ﻣﻌﻬﻢ "..
" ﻟﻴﺘﻪُ ﻛﺬﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻳﺎﺣﺴﻦ ... ﺑﻞ ﺇﻥّ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻃﺒﻌﺎً،ﻫﻮ ﺃﺩﺍﺓٌ ﻓﻘﻂ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﻤﺎﻝ ... ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ... ﻓﻬﻢ ﻳﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻛﺄﺷﻴﺎﺀَ ... ﻛﺪﺳﺎﺗﻴﺮ ﺃﻭﻣﻠﻔﺎﺓ ... ﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺷﺮﻳﺤﺔٍ ﻛﺒﻴﺮﺓٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻈﺮ ﻟﻠﻄﻼﺏ ﺃﺅﻟﺌﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻧﻘﺼﻬﻢ ... ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ ﻟﺪﻳﻬﻢ،ﻻﺇﻟﻰ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓً ﻓﻲ ﺃﺷﺨﺎﺹٍ ﻃﺒﻴﻌﻴﻴﻦ .... ﻭﻟﻜﻦ .... ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .... ﻫﻢ ﻗﻼﺋﻞ ...
ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤّﻦ ﻫﻢ ﺫﻭﻱ ﻗﻠﻮﺏٍ ﻋﺎﻣﺮﺓٍ ﺑﺎﻟﺤﺐّ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﻭﺍﻟﺮﺃﻓﺔ "...
" ﻻﻋﻠﻴﻜﻴﺎﻋﺒﻴﺮ ... ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻮﻋﻴﺔ،ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻔﺌﺔ ﻻﺑﺪﺃﻥ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺗﻨﺎ ﺗﺠﺎﻫﻬﻢ ... ﺃﺳﻮﺓً ﺑﺎﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭﺓ "...
ﻓﺮﺣﺖ ﻟﻘﻮﻟﻪ،ﻭﺃﺿﺎﺀ ﺍﻷﻣﻞ ﺷﻤﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ...
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ،ﺗﻬﻴّﺄﺕ ﻛﻌﺎﺩﺗﻲ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻭﻡ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، .. ﻭﻗﻔﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﺒﺘﺴﻢُ ﻟﻘﺮﺏ ﻗﺪﻭﻣﻬﻢ ... ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭٍ،ﺗﺼﻞ ﻟﻤﺴﺎﻣﻌﻲ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻷﻫﺎﺯﻳﺞ،ﻭﺍﻷﻏﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺸﺪﻫﺎ ﻛﻞّ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻩ ...
ﻭﻻﺣﺖ ﻟﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ... ﺻﻌﺪﺕُ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﻬﺎﻓﺘﺖ ﻋﻠﻲّ ﺗﺼﺒﻴﺤﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ،ﻛﻞٌّ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ، ﻭﻣﻦ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻳﺼﻨﻊ ﻟﻲ ﻗﻠﺒﺎً ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ... ﻭﻳﺤﺘﺎﺭ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻱّ ﺷﺠﺮﺓ ﻣﺤﺒّﺔٍ ﻳﻘﻒ ...!! ﻓﺄﻗﻮﻝ ﻟﻬﻢ ..". ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎﺃﻣّﻲ ".. ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻣّﻲ ... ﻫﻲ ﺍﻷﺣﺐُّ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻲ،ﻻﺃﻧﺎﺩﻱ ﺑﻬﺎ ﺇﻟّﺎ ﻣﻦ ﻫﻢ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺆﺍﺩ ... ﻭﻃﻴﺒﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﺮّﻭﺡ ... ﻭﺗﺮﻛﺾ ﻷﺣﻀﺎﻧﻲ ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ،ﺗﺤﺘﻀﻨﻲ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻬﺎ ... ﻓﺄﻟﻔّﻬﺎ، ﻭﺃﻗﺒّﻠﻬﺎ .. ﻭﺃﻟﻘﻲ ﺑﻨﻈﺮﺓٍ ﺳﺮﻳﻌﺔٍ ﻷﺗﻔﻘﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ... ﻭﻳﻄﻤﺌﻦّ ﻗﻠﺒﻲ ﻟﺆﻳﺘﻬﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ . ﻭﻳﻘﻒ ﻧﻈﺮﻱ ﻋﻨﺪ ﺣﺴﻴﻦ ... ﺃﺣﺪ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ،ﻓﺄﺭﻯ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﺗﻨﺎﺩﻳﻨﻲ ": ﺗﺄﺧﺮﺗﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲّ "...!!
ﻋﺠﺰ ﻓﻤﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻮﺡ ... ،ﻭﻋﺠﺰﺕ ﻳﺪﻳﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ .... ﻭﻋﺠﺰﺕ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺮ ... ﻟﻜﻦّ ﺑﺮﻳﻖَ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻳﺤﻜﻲ ﻟﻲ ﺣﺒّﺎً ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮﻩ
ﺃﺳﻴﺮ ﻧﺤﻮﻩ ... ﺃﺟﺜﻮ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻲ ": ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎﺣﺴﻴﻦ "...
ﺗﻠﻤﻊ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ... ﻭﻳﻨﻈﺮ ﻟﺮﻓﺎﻗﻪ،ﻭﻛﺄﻧّﻪ ﻳﻐﻴﻈﻬﻢ ﻻﻫﺘﻤﺎﻣﻲ ﺑﻪ ،ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺑﻨﻈﺮﻩ ﺇﻟﻲّ،ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﺗﺠﻴﺒﺎﻧﻨﻲ ": ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺎﺃﻣّﻲ "...
ﻛﺎﻥ ﻟﻲ ﻣﻊ ﺣﺴﻴﻦ ﻗﺼﺔ ﻗﺪﻳﻤﺔ، ... ﻓﻤﻨﺬ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﻴﻦٍ،ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺪّﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ،ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎﻃﻔﻞٌ ﻋﻤﺮﻩ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻴﻦٍ،ﺗﻌﺮّﺽ ﻟﻀﺮﺑﺔ ﺳﻴﺎﺭﺓٍ،ﺭﺳﻢ ﺳﺎﺋﻘﻬﺎ ﺑﺮﻋﻮﻧﺘﻪ ،ﻭﻃﻴﺸﻪ ﺣﻴﺎﺓً ﻣﻠﻴﺌﺔً ﺑﺎﻷﺳﻰ ﻭﺍﻷﻟﻢ،ﻭﺇﺻﺎﺑﺔً ﺑﺎﻟﺸﻠﻞ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻲ ﻟﻄﻔﻞٍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ... ، ﻟﻴﺼﺒﻎ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺑﺴﻮﺍﺩٍ ﺩﺍﻛﻦٍ،ﻣﺒﻌﺪﺍً ﻋﻨﻪ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ....
ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻮ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ...
ﺃﺣﺒﺒﺖُ ﺣﺴﻴﻨﺎًﻛﺜﻴﺮﺍً ... ﺃﺣﺒﺒﺖﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎً ... ﻟﻜﻦ ﺑﻘﻴﺖ ﻟﺤﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻟﻔﺴﺤﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ،ﺭﺑّﻤﺎ ﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ ﺗﺠﺎﻫﻪ ﺑﺬﻛﺮﻯ ﻭﺍﻟﺪﻱ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ...
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻠّﻨﺎ ﺻﻐﻴﺮﺓً ... ﻟﻜﻨّﻬﺎﺣﻤﻠﺖ ﺛﻼﺙ ﻋﺸﺮﺓ ﻗﺼﺔﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ... ﻛﻞّ ﻗﺼّﺔ ﺗﻬﺘﺰّ ﻟﻬﻮﻟﻬﺎ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ... ﻭﺗﺒﻜﻲ ﻟﺤﺰﻧﻬﺎﺍﻷﻃﻴﺎﺭ ... ﻭﺯﻳﺎﺩﺓًﻟﻜﻠّﺬﻟﻚ ... ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻓﻘﺮ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱّ، ﻓﻘﺪﺃﻧﺸﺐ ﻓﻴﻬﻢ ﺑﺮﺍﺛﻨﻪ ﺭﻏﻢ ﺣﺎﻟﺘﻬﻢ ... ﻓﻠﻢ ﻳﺸﻔﻊ ﻣﺮﺿﻬﻢ ﻟﺪﻳﻪ ...
ﻧﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ... ﻭﻧﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ، ﻭﻧﺠﻠﺴﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺨﺼّﺼﺔ،ﻭﻳﺒﺪﺃ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻣﻌﻬﻢ ...
ﺭﺳﻮﻡٌ ... ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻌﺎﻧﻖ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﻟﺮﺳﻮﻡٍ ﻫﻢ ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻓﻚ ﺷﻴﻔﺮﺗﻬﺎ ...
ﺃﻟﻌﺎﺏٌ ... ﻳﺒﺘﻜﺮﻭﻧﻪ ... ﻳﺪﺧﻠﻮﻧﻨﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺮﺳﻢ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﺒﺴﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ
ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻃﻌﺎﻡ ... ﻛﻞٌ ﺑﻤﺎ ﺃﺣﻀﺮ ... ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺒﺰ ... ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮﻓﻄﺎﺋﺮ ﺍﻟﻠﺤﻢ ...
ﻏﻨﺎﺀٌ ... ﺃﻏﺎﻥٍ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﻢ،ﻭﺃﻟﺤﺎﻧﻬﻢ،ﻳﺴﻊﺩﻭﻥ ﻷﺩﺍﺋﻬﺎ ...
ﻭﻟﻘﻠّﺔٍ ﻗﻠﻴﻠﺔٍ ﻣﻨﻬﻢ، ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ .. ﻓﻤﻌﻈﻤﻬﻢ ﺧﺎﺻﻢ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ،ﻭﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻃﻼﻕٌ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ...
ﻭﺗﻠﺘﻬﻢ ﻋﻘﺎﺭﺏ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﺒﻪ ....!! ﻭﻳﺄﺗﻲ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ...
ﺃﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﻟﻠﺴﻴﺎﺭﺓ،ﻭﺗﺘﻮﻗﻒ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺏ ﻣﻨﺰﻝ ﻛﻠّﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ... ﻓﺄﻭﺩّﻋﻬﻢ ... ﻭﺕﺻﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻨﺰﻟﻲ ... ﺃﻧﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ ... ﻭﺃﺗﻬﻴّﺄ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻟﺰﻭﺟﻲ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﻳﻮﻣﻲّ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺤﺎﻓﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
.................... ﻋﺒﻴﺮ .. ﻋﻴﺴﻰ ﺍﻟﻤﺎﻏﻮﻁ ........
ﺳﻠﻤﻴﺔ _ ﺳﻮﺭﻳﺎ

ادمن الموت زهورا // بقلم الشاعرة نسرين البرقي

أدمن الموت زهورا
أينعت ....
سل سيفا ..راح يجني
في انتشاءْ
....

واختفي في كل درب
يحتسي
من جبين الصبح ينبوع الضياء
.
من دموع الآهة الثكلى ومن
ضحكة الأطفال ..من نجم المساء
.
راح يمشي عابثا عمق المدى
في خواء الروح ..في دنيا العناء
.
في دياجير المنايا
نوّرت
لؤلؤات القلب في
جيد النساء
.
واكتوت بالنار عمق القلب
أعراس صبح
خضبتها
ذي الدماء
.
أدمن الموت بلادي ..
حسبنا الله ونعم الوكيل
😧

ذاك المتيم صادقا // بقلم الشاعر // احمد الفقهاء

لستُ الذي ذاك المتيم صادقاً
كلا ، ولسـتُ لقلبه خـوّانا
بعض الوعود تموت في أحشائها
روح الوفا من لهفـة أحيانا
...
أني عشقتُ وما ادخرتُ وسيلة
لأراك مكتنز الهوى ولهانا
ونزفتُ حبي تحت نعلك تنثني
عني فما أبقيـتَني إنسـانا
نصفي لديك ، ونصف نصفي همه
أنىٰ يـراك بمـوعد يرعـانا
وبسؤر قلب قد جنيتُ قساوة
تربو وبـؤتَ بذنبه أزمانا
فلم افتريتَ وخلتني متناقضاً
أو بعد عشق زلزل الأركانا
متعجرف بالحب تحسب خافقي
حطب المواقد لاصطلاء كانا
هذا الفتور بنبضِ قلبك مُجهِد
سوّى جبال محبتي شطآنا
ان التناقض ان اعيش وكل ما
عندي يموت اذا اقتربت الآن

لو انك قراتني /م بقلم الاديبة // سمرا عنجريني

 لو ..أنكَ قرأتني ..!! )
-----------------
لو ..كنتَ رسامَ خرائط
لرأيتَ ظلي على أول الطريق ..
هاجسه صواب ...

حزنه عتيق ..
يسابق الريح ..
لو ..كنتَ قلمَ شاعر
لعرفت أن الكتابة روح
جسدها أنثى ..
شعرها غيمة
منبتها تربة وطن أصيل
لو ..كنتَ مصدر لهب
لأدركت أن النار
قلب يحترق
دخان يتَّقد
يرتقي إلى السماء
في دعاء أم حنون ..
لو ..كنتَ عابر لهفة
لعلمتَ أن الخطى
رؤى تتلاصق
آااهات تتعانق
في حلم أثير ..
لو ..أنك قرأتني بقلبك
لفهمتَ أني واحة حب
يخرجُ الحمام من هامتي
الى جبل الثلج ..
يعود بحكاية شامية
آاااه سيدي
الحب يوجد في أي مكان ..
وأي زمان ..
لاينتظر عبور سرير
أو ذهب حقير ..
لو ..قرأتني حقاً ..
لكسرتَ كل المرايا الزائفة
أبقيت نفسك ..
و..أبقيتني ..!!!!!
-----------------------
سمرا عنجريني/ سورية

18/1/2019

ليل مضاء // بقلم الاديب // مهدي الماجد

ليـــــــلٌ مضـــــاء
مهدي الماجد
بالكادِ أعرفك ِ
في نوافير ِضوء ٍ ...

تنبعُ من أرض ٍبكر ٍ
وشلالات ٍمن نور ٍ
تنهمرُ من سماء ٍ
شفيفة ٍ كالزجاج ِ
أيُّ شيء ٍفيها يضيءُ
أشجارٌ ما إنْ مستها يدي
تتحولُ ثريات ٍجذلى
وفراشاتٌ بأجنحة ٍتنثُّ
على جسدي الذى إبتدأ رويدا ً
يطمئنُ لمواثيق ِثقتي
فراغا ً أرى للهوة ِ
مابين أمسي الدامي
بلوعته التي ترمي حجرا ً
من رخام ٍأسود ٍ
في سكون ِمياهه العطنة ِ
بخيباته المقلقة ِ
الآخذة ِإيايَ بعيدا ً
عمن سكنوا ردهات ٍفسيحة ًفي القلب ِ
يكتنفها الألمُ الأشهى
فراغا ًيأكله الظلامُ
عن ليلي المضيء ِهذا
وأكادُ يشردُ مني الحدسُ
فأسيرُ خبط َ طفل ٍموسوس ٍ
أأعيشُ وسط َ حلمي الآن . .
أم أفترضُ الذي مضى
هو الحلمُ الأتعسُ ؟
هي ذي غابة ٌترضعني
تتكشفُ كلَّ ساعة ٍعن براءتها
فأهبط ُ من حالق ٍلحضنها
تتلقفني بضوئها أذرعُ الشجر ِ
ويستقرُ الرأسُ المتفجرُ
بأحاسيسَ لا تشبهني
عندَ تراب ٍليس من نطفة ِبلدي
أولادة ٌ أخرى . .؟
بعدما قلت ِ: إن إشتقتَ اليَّ
فغالبْ سعيكَ أن تفتحَ بوابة َالجحيم ِ
كي تجدَ الراحة َخلفها
والرجلُ صعبٌ عليه الإنكفاءُ
بلا أيِّ ذنب ٍجناهُ
صعبٌ عليه أن يملأ َ كأسا ً
مملوءة ًمن قبلُ
فأتركي ليَ ضياءَ هذا الليل ِ
أرجو مسيرَ خطاهُ
في وطن ٍيكابدُ عقوقَ الأبناءْ
وليأتي الغدُ اللاحقُ
كيف يشاءْ
.

ترانيم في لحظة رحيل // بقلم الاديب حداد عبدالله زدام

ترانيم في لحظة رحيل !!!!
--------------------------
في البدء كان الصدى يعلو
يشكل فوق الغمام غلالة حزن ويسلو
تنام طيور النوارس ...

فوق جفون الظلام وتلهو
لماذا تعود البحار سريعا
الى قصة الفلك الغريق وتغلو
فتصفع وجه الشواطيء بزخات موج كيئب
وتتلو
ترانيم قوم تفتت فيهم رحيق الضياع
وآهات خوفي
وأسمال ثوبي ووحلي
من عاش منكم سويعات سحق
ضلوع المدينة
تحت لهيب الشرود
وطمس عيون الشروق
وكسر الحدود
وتقطيع خصلات وجد عنيد
يراقص موتا يجوب الوجود !!!
هل مات صاحب كسرى
أ صارت قصور له في الدروب فتاتا
تثير رمادا
هل عاد في لوحة الدهر عطر الجدود ؟؟؟
في الغاب
كانت صغار الحبارى
برغم سنابك خيل السرايا
تمزق كل القيود
وتسكب في قبة الممكن
حبرا جديد
تغني لماقد يكون
لماقد يعود !!!
( خداد عبد الله زدام : جدران الصمت الجديدة
)

أخي // بقلم الشاعر // سعود ابو معيليش

.......أخي....
أخي ولو غاب عني الروح تذكرُهُ
وحبُّهُ نبضُ قلبي دائماً بِدَمي
من ذا الذي غيرهُ في الضُرِّ ينصُرُني...
من ذا الذي غيرهُ قد يحتسي أَلَمي
هوَ الصبور على اللأواء لو عصَفَت
بنا رياحٌ منَ الأوجاعِ والسَّقَمِ
هُوَ الوَفيُّ إذا ما الصّحبُ قد صَدَروا
هُوَ الودُودُ وَودُّ الناس من عَدَمِ
أيا ابنَ أُمّ إلامَ الدهرُ يبعدنا
جَرحُ الفراق لجرحٌ غير مُلتئِمِ
جَفَّ المدادُ وليسَ الشعرُ ينصِفُنا
ولا حُروفٌ على القرطاس بالقَلمِ
يا مَنْ يعيدُ لنا الأيامَ منْ زمنٍ
فلا تعودُ لنا الأيامُ بالندمِ
هذا سلامي مع الأشعار أرسلُهُ
دُرُّ القوافي وإنَّ الدُرَّ من كلمِ
سعود أبو معيلش

كلام العيون // بقلم الشاعر // بشير بشير

كلامُ العُـيون
****
ساءَلت عـنِّي وقالت :
أَتُـرى الصامتُ هذا
يا صِحابي يتكلَّـمْ ؟
...
فأجابوها بأنِّي أكثرُ النَّاسِ أحاديثَ
فقالت : كيفَ أعلمْ ..؟
وأنا في قُـرْبِهِ من مُـدَّةٍ طالتْ
ولَم أسمعْهُ في يومٍ تكلَّـمْ
وإذا مـرَّ بِنَا صُبحاً
يحيى بعضَنا هـمساً
وحيناً يَـتبَـكَّـمْ
ما الذي في هـذهِ الـدُّنيا
يخلِّيهِ عَـبوساً يَـتجَـهَّـمْ ؟
ثمَّ جاءوني وقالوا كلَّ شيىءٍ
فرأوني في حُـبورٍ أتَـبسّـمْ
قلتُ قولوا للّتي حَـيَّرتُها
إني ظريفٌ ورقيقٌ حينَ أُفْـهَمْ
غَيْرَ أنِّي شاعرٌ استخدمُ العينينِ
إمَّـا رُمْـتُ يوماً أتكلَّـمْ
فَـتَـعَـالَـيْ وانظري عيْنَـيَّ
تُلْـفي فيهما ألفَ لسانٍ يترنَّـمْ .
***
بشير عبد الماجد بشير
السودان
من ديوان ( كتابُ الوهـم )

وسام الشعر .. انتم// بقلم الشاعر طارق العجاوي

وسام الشعر . . أنتم]الشاعر طارق فايز العجاوي
يا من وصفتم بالطلاوة هزجنا
أنتم على صدر القريض وسام
يقف القريض على شذى اشعاركم
وعلى خطاكم يرقص الإقدام...

تصغون والأعشى يثير فضولكم
وقلوبكم صوب النشيد زحام
يا أيها الداعون ذاك متوج
قد هزه الأنداد والإلهام
ويهيم في الأفق الجميل لعله
يأتي بطيفك يا خليل منام
وتضيق أسئلة السعاة بأصلها
وتفر من ساحاتها الايام
هل يقرض الاشعار الا سامق
تنهار من أشعاره الآكام
.

هؤلاء البله // بقلم الشاعر مصطفى جميلي

هَؤلاءِ الْبُلهُ افْتروْا وَأَعادُوا
قَولَ أَوهامٍ في نَبِيِّي وَقادُوا
.
.
حَربهُمْ لاغْتيالِهِ في فَلاةٍ...

وَيحهمْ خانُوا عهدهُ قد أَرادُوا
.
.
قَبر دينِ الْحقِّ الذي جاءَ يدعُو
أُمّةً عاشَتْ في جَحيمٍ وَكادُوا
.
.
يُطفئُونَ النُّور الْفتِيَّ الذي ما
زالَ يَعلو فوق النُّجومِ وَحادُوا
.
.
عنْ صراط اللّهِ الْعظيمِ وَولَّوْا
يَبتَغونَ الدُّنيَا وَلَهواً فَبادُوا
.
.
مصطفى جميلي

على رسلك // بقلم الشاعر // حسن الخطاب

على رسلِكَ
أليس الَّذي هاب المنايا يَنَلْنُهُ
ومن عاش في طعن الحراب سليم ?
...
فما كلّ من نادى السلامة نالها
ولا كلّ من قال السلام حكيمُ
وما كلّ من خاض المعارك ميّتٌ
ولا كل من ذاق المرار سقيمُ
ينالك من طول السُبات متاعبٌ
وتلقاك من هذي الحياة همومُ
تعيش ولا تدري لأيّةِ ميتةٍ
تموت وفي سرِّ الحياةِ تَعومُ
وتشرب من مرِّ المعاشِ وتدّعي
بأنَّك في سلك الكرام زعيمُ
على رِسْلِكَ الأموات إنَّا نزورهم
غداً.. بلْ بتلك الدار سوف نُقيمُ
حسن خطاب سوريه جرجناز

مشيب الأحلام // بقلم الشاعر // محمد الخالدي

مشيب الأحلام
شابت ذوائب شِعري من ضنى نغمي
وابيضَّ من صبر حرفي مفرع القلم
...
لاحت على رأس أحلامي فواجعها
وأعشت العين أرتال من الألم
أفنيت قلبي بهذا الحلم أحفظه
فأفلق الحد بين الصمت والكلم
تكلم الشمس ترحالي على جبلٍ
فهلت الدمع حتى بلّ بي قدمي
كيف المهانة قد حلت بنا ظلماً
فأعيت النجم والأقمار في القمم
النفس إن تجرح الآلام عفتها
أضحت حطاماً به البنيان لم يدم
وشاطر الهم بالعينين نظرتها
حتى تراءى لها الترياق بالسقم
ما راعني الهم لكن راعني جسد
منذ الولادة فيه الساق لم تقم
فالمرء حين يقض القهر مرقده
تغدو الطفولة في عينيه كالهرم
محمد عايد الخالدي

تحيات المساء // بقلم الشاعر // د. عماد اسعد

تحيات المساء
☆☆☆☆☆
إلى علي اسعد
-----
تكَبّر تكَبّر...

بِخَدِّك أسكَر
وثغرُكَ عَنبَر
و نَبعُكَ كوثَر
تكبّر تكبّر
جوادُك أبجَر
ومِلحُك أطهَر
وروحُك سُكّر
تكبّر تكبّرر
ربيعُك أخضَر
وخبزُك أسمَر
وجيدُك مِنبَر
تكبّر تكبّر
هواكَ المعَطَّر
وتِبرُك ميزَر
لِمَجدِك أسهَر
تكبّر تكبّر
جَنَانُك أبهَر
وعقلُك أدبَر
وبُعدُك مُنكَر
تكبّر تكبّر
ترابُك أطهَر
ومزنُك أمطَر
غمامُك منظَر
تكبّر تكبّر
حَنانَك أسكَر
وفنُّك أقمَر
وعمرُك أزهَر
تكبّر تكبّر
بهاؤك أنوَر
ومجدُك َجوهَر
وعزفُك جَمهَر
تكبّر تكبّر
فصوتُكَ أجهَر
ولحنُكَ مِئزَر
حضورُك أطهَر
تكبّر تكبَر
أمالَكَ تنثُر
بِدُرِّكَ تأثُر
أبَاكَ تخمّر
تكبّر تكبّر
فأمُّك َتسهَر
وأنت المؤزّر
حماك المقدِر
تكبّر تكبّر
-----
تحياتي يابابا
☆☆☆☆☆
عماد أسعد

الا يا دهر // بقلم الشاعر // محمد ابراهيم

ألا يا يا دهرُ لوتدري
بما أخفيه في صدري
ألا يا دهرُ أتعبني
هوانُ الدَّينِ والعسرِ
أضاعَ الملحُ يا أسفي؟...

كإنّي لم أكن أُقري!
وصار البعضُ ينبذني
كإنّي لستُ ذي قدرِ
فيا نفسي :ألا اجتهدي
وجدّي اليوم بالسّيرِ
وشدّي العزمَ في ثقةٍ
بحكمِ الله في الأمرِ
ألا يا دهرُ : حمالاً ؟
تكون نهاية الحرِّ !
***
أجرُّ العمرَ في ليلٍ
وأرقبُ في غدٍ فجري
من الإصباحِ في كدٍ
إلى أن ينحني ظهري
يكادُ النّبض تكتمهُ
بناتُ الدّهر من قهرِ
و عيني ترقب الآتي
من الأثقال في صبرِ
فلا خلٌّ يناصرني
أشدُّ بزندهِ أزري
ولا شيءٌ يقويني
سوى إبنٍ به سرّي
فأسعى في مناكبها
وربّي صاحب الأجرِ
ألا يا دهر :حمالاً ؟
تكون نهاية الحرِّ !
***
رماني الدّهر في محنٍ
بلا عدٍّ ولا حصرِ
وصارَ الدُّونُ في زمني
له رأيٌ بما يجري
ويعطي الخلقَ موعظةً
عن الأخلاق والطّهرِ !
سئمتُ العيش في قومٍ
يرون الشّوكَ كالزّهرِ
كإن النّاس أسكرها
بريق المالِ ،لا الخمرِ
أينسى المرء أخوته؟
وينسى الحشرَ في القبرِ؟
وينسى بأنّه طين.ٌ
ولو غطّاه بالتّبرِ ؟
سيأتي اللهُ يسألهُ
بيوم الحقِّ والنّشرِ
فيا جسمي تحملني
سيبقى قائماً ذكري
ويدري القوم كم كانوا
قساة القلب كالصّخرِ
ألا يا دهر : حمالاً ؟
تكون نهاية الحرِّ !
***
إليك الله مظلمتي
فبدّل بالهنا عسري
وما أشكو لمخلوقٍ
ضعيف العزمِ والقدرِ
فحسبي أنّك القاضي
وضعفي منتهى عذري
فما كانت تغرّيني
شياطينٌ بما تغري
ولستُ المال أعبده
فكلّا لم يكن أمري
فرزق الله يكفيني
ويربو الرّزق بالشّكرِ
فيا ربّاه في بسطٍ
ويا ربّاه في قدرِ
فإن النّفس يحغظها
دعاء السّرِّ والجهرِ
وإني لستُ ذي حرف
أضاهي معشر الشّعرِ
فيا ربّاه سامحني
وضع عن كاهلي وزري
محمد ابراهيم

الملم الجرح عمري // بقلم الشاعر // عارف عاصي

أُلَـمْلِمُ الجُـرْحَ عُمْرِي
===========
للهِ دَرُّكَ مِــنْ حَـــرْفٍ وَ أَشْـــعَــارِ
قَدْ اِكْـتَـوَيْتُ وَ مَا أَشْـعَرْتُ سُمَّـارِي
...
فَـكَمْ تَعَـالَى حـَنِينٌ يَـحْـتَوِي مـُهَجِي
وَ كَـمْ تَغَـنَّـتْ بِلَحْنِ الحُـبِّ أَطْـيَـارِي
وَ كَمْ بِلـَيْلِ الفَـتَىَ يَأْوِي عَـلَىَ كُرَبٍ
وَ يَـنْشُرُ النَّـجْمُ مَا أَخْـفَـيْتُ أَسْرَارِي
وَ كَـمْ تُـزَلْزِلُنِي فِي اللَّـيْلِ نَشْـوَتُـهَا
فَـأَغْـبْقُ الكَـأْسَ عُسْراً بَـعـْدَ إِيسَـارِ
فَمَنْ عَذِيرِي عَـلَى نَجْـوَى تُـلاحِقُنِي
وَ مَنْ مُجِـيرِي عَـلَى عَزْفٍ لأَوْتَـارِي
يُـرِدِّدُ اللَّـحْـنُ شَـيْـئـاً فِي مَحـَبَّـتِهَـا
وَيَرْسُمُ النَّجْمُ طَيْفاً فِي دُجَى السَّارِي
وَأَعْزِفُ اللَّحْنَ عَنْ بَـيْنِي. فَوَاشَجَنِي!
وَ أُرْسِـلُ الوَجْدَ مَـا مَـرَّتْ بِأَنْـهـَارِي
للهِ دَرِّي وَ حُـبِّـي قَـدْ كَـوَى كَـبِـدِي
أَنَـا المُـعَـنَّى وَ غَـيْـرِي طَيَّ أَغْـيَـارِ
أُلَـمْلِمُ الجُـرْحَ عـُمْرِاً عَنْ مُخـَيِّـلَـتِـي
وَ أَلْـثُـمُ الجُـرْحَ لَـيْـلِـي دَوُنَ أَقْـمَـارِ
وَ كَمْ أَطُوفُ الفَـيَافِي أَقْـتَفِي أَثـَرِي
لأُطْـفِئَ الوَجَـعَ الغَـافِي بـَأَسْـرَارِي
وَ قَدْ مَخَرْتُ عُـبَـابَ البَـحْرِ فِي سَفَرٍ
وَ عُدتُّ خُـلْواً جَدِيـبـاً بَـعْدَ أَسْـفَارِي
يَـامَنْ يَـلُوكُ لُحُومَ النَّـاسِ فِي سَفَـهٍ
أَقْـصِرْ فَخَـلْـفَ الدُّنَى رُعْبٌ لأَوْزَارِي
أَنَّى اِتَّـجـَهْتُ فَمَـا كَـْلَّتْ مَخَـالِـبُـهُـمْ
بِـالقَـتْـلِ عَبْرَ الدُّجَى أَوْ فَـوْقَ أَنْـوَارِ
وَ مَا تَـحـَرَّكَ شـَيـْئٌ مِنَ ضـَمـَائِرِنَـا
مـَاتَـتْ فَـمَا بـَعْـدَها حِـسٌ لإِشْـعَـارِ
فَـمَا اِعْـتَـذَرْنَـا عَنِ التَّـرْوِيعِ يَصْحَبُـنَا
بَـلْ كَانَ ذَا فَخْرُنَـا بِـالمَلْبَسِ العَـارِي
قَـتْـلٌ وَ سَجْنٌ وَ تَـشْرِيدٌ وَ مَـهـْذَلـَةٌ
شِـيـبـاً شَـبَـابًا نِـسـَاءً تـََحْـْتَ جَـزَّارِ
لا رُوُحَ لا عَـقْــلَ لا إِلْــفٌ نُــحَـاوِرُهُ
تَـفَـتَّـتَ الـشَّـمْـلَ فِـي كَـرِّ وِ إِدْبَـارِ
كَـرٌّ عَـلَى أَهْلِـنـَا نَجْـتَـاح بَـيْضـَتَـهُمْ
فَــرٌٌ لأَّعْـدَائِــنَـا خِـزْيٌ مَــعَ الـعَـارِ
و الصَّـوْتُ جُرْمٌ فَلا نَـبْسٌ بِـبـِنْتِ فَـمِ
مَـنْ قَـال كَـانَ أَسِـيـراً عِـنْـدْ جَـبَّـارِ
فَالـنُّـطْقُ يَقْـتِلُـنَـا،يَـهْـوِي بِصَوْلَـتِنَـا
فَـفِي الحُـرُوفِ دِماً تَـجْرِي كَـأَنـْهَـارِ
يَحْـيَا تَـشَرْذُمُـنَـا فِي فُرْقَـةٍ حَـدَثَـتْ
مِنْ أَجْـلِ قَـاتِـلِـنَـا بِالمَسْرَحِ النَّـارِي
لَـكِـنَّـهَا غَـفْـلَـةٌ طَـالَـتْ مَـرَابِـعِـنَـا
وَ كُـلُّــنَـا يَـحْــتَـسِــي ذُلاً بِـإكْـثَـارِ
يَـاقَـوْمَـنَـا مَـابـِكُم ثُـوُرُوا لِمَـجْـدِكِمُ
رُدُّوا كَـرَامَـتَـكَـمْ فِـي ثَــوْبِ أَحْـرَارِ
أَوْطَـانُـنَـا نُـهِـبَتْ أَمْـجَـادُنَـا سُرِقَـتْ
رَايَـاتُـنَـا نُـكَِـسِـتْ عَـنْ أَمْـرِ غَـدَّارِ
أَوْطَـانُـنَـا غُـرْبَـةٌ نَـحْـيَـا بِـدَاخِـلِـهَـا
فَـقَـدْ غَـدَتْ لِـلْعِدَا عَـنْ يَـدِّ سِمْسَارِ
بَـاعُوا كَـرَامَـتَـنَـا أَنْـهُـوُا أُخُـوَّتُـتَـنَـا
ضَاعَـتْ مَـآَثِــرِنَـا بِــيـعَـتْ لِـخَـمَّـارِ
صَـبْراً ،؛صَـبَـرْنَـا لِغُلٍّ بَـاتَ يَخْنِقُـنَـا
لَـعَـلـَّـنَــا نَـبْــتَــنِـي دَاراً إلَـى دَارِ
نَـفْدِي الـبِـلادَ بِحُـبٍّ قَدْ شَوَى كَـبِـدٍ
فَـتَـلْـكَ أَوْطَـانُـنَـا عَـزْمـاً بِـإِصْرَارِي
=======
عارف عاصي

الثلاثاء، 26 فبراير 2019

جوالي و أنا // بقلم الشاعر // د. محمد جاموز

جوالي... وأنا !
-؛؛؛ -------
قالت ْ-وقد ْفغرَت ْفاها- أ يا عجبي!
هل تقتني هاتفا ً منْ جيل ِ جَد ِّ أبي؟ ...

هذا طراز ٌ قديمٌ لا يليق ُ بمنْ
يبدو بعين ِ الورى كالموج ِ في اللُّجب ِ!
سحقا ً! طبيبٌ بلا ند ٍّ بمهنته ِ ..
في اللاذقية ِ موثوقٌٌ ٌ ..... من َالنُُّخَب ِ
سمعتُهنَّ -ورب ِّالبيت ِفي جدَل ٍ
جفَّتْ عروقي بل ِ اصطّكتْ كلا رُكَبي!
قد ْلامكَ الناس ُفي جمْع ٍ وفي علَن ٍ
قد ْحاز َ مالا ً ! شحيحٌ ...... وذو لَقَب ِ؟
كيف َارتضى خُردة ً أزرتْ بحامِلها؟
تبا ً تخلَّف َمشهور ٌ...... بلا سبب ِ !!
؛
؛
نصيحتي -يا طبيبي - أنْ تواكبهمْ
إنّ المظاهرَ ميزان ٌ منَ الذّهب ِ
يعلو الفتى في عيونِ الخلق ِ منزلة ً
إنْ واكبَ القوم َ ، جارى العُرْفَ في أدَب ِ !
جوّالُنا صورة ٌ عنّا وقد ْ عكسَتْ
شخصية َ المرء ِ في الأحداق ِ والهُدُب ِ !
فابتع ْجهازا ً حديثًا أنتَ مُقتدر ٌ
واقطعْ لسانا ً غدا يهجوكَ في عتَب ِ
تدري يقينا ً مدى حرصي عليكَ أنا
نجما ً أراك َ وكُرمى ليْ، ألا استجِب ِ!
قصدي بقولي علوَّ الشأن ِ معذرةً
أرجوك َ لبِّ ، ففي قلبي لظى اللهب ِ!!
؛
؛
قهقهتُ حتى علا صوتي بجلجلةٍ
تبا ً لشعب ٍ لغا، بل ْ غاصَ في اللزب ِ
يرى جوّالي بعين ِالسخط ِ مثلبةًً
عافاهمُ الله ُمن ْ لغوٍ ومنْ صخَب ِ !!!
؛
؛
يا لائمي هاتفي قدْ مات َمنتحراً
منْ هول ِ فاجعةٍ حلّتْ بمنتحِب ِ
أرقى التعازي اذا كانتْ بلا ورد ٍ
يكفي العزاءُ بجوال منَ الذهب ِ !!!
د. محمد....

الى الأقصى لقد يممت وجهي // بقلم الشاعر// حسن الكوفحي

إلى الأقصى لقد يمَّمْتُ وجهي *** الوافر ***
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأحْلامٍ لَنَا لا تُسْتَباحُ
لَنَا رُوحٌ بِهَا سَكَنَ الصَّباحُ...

عَلَى سُرُرِ الْعُلا قَدْ كانَ عَرْشِي
وَعَرْشِي في حِرَاسَتِهِ الرِّياحُ
مُعَلِّلَتِي عُيُونُ الشَّمْسِ فَخْرًا
إذا صَهَلَتْ يُثَوِّرُنِي ضُبَاحُ
تُثِيرُ الرُّعْبَ والْآهاتُ شُلْوٌ
فَطُوُرُ الْبِيضِ مِنْ مُهَجٍ مُبَاحُ
زَمانٌ قَدْ تَوَلَّى مِثْلُ حُلْمٍ
فَهَلْ لِلْحُلْمِ .. يُرْجِعُهُ صَلاحُ
إلى الْأقْصَى لَقَدْ يَمَّمْتُ وَجْهِي
بِلا أقْصَى فَمَحْيَانَا سِفَاحُ
كَفَى لَطْمًا كَفَى خَوَرًا وَدَمْعًا
فَإنَّ الْكِذْبَ أكْذَبُهُ النُّواحُ
وَلَوْ صَدَقَتْ نَوايا الْعُرْبِ كانُوا
رِجالاً لَيْسَ تُرْهِبُهُمْ جِرَاحُ
وَلِلْأعْرابِ في الْمُحْتَلِّ رَأْيٌ
بَنُو صُهْيُونَ أُخْوَتُهُمْ مِلاحُ
وَإخْوَتُنَا بِدِينِ اللهِ صارُوا
شَيَاطِينًا وَذَبْحُهُمُ فَلاحُ
بِمِصْرَ يَذوبُ قَلْبُ الْحُرِّ حُزْنًا
فَأرْواحُ الشَّبَابِ بِهَا تُبَاحُ
فَلَسْطِينٌ فَلا تَبْكِي زَمانًا
ضَمِيرُ الْعُرْبِ صَهْيَنَهُ نِكَاحُ
تَغَيَّرَ حالُ أُمَّتِنَا كَثِيرًا
وَأقْطارٍ تُخَنِّثُهَا سَجَاحُ
وَقَانُونُ الثَّعَالِبِ صَارَ سَيْفًا
وَرَأْسُ الشَّعْبِ تَطْلُبُهُ الرِّماحُ
عَلَى حَبْلٍ لَقَدْ شُنِقَتْ نُفُوسٌ
وَآلامٍ تَنَاهَشَهَا نُبَاحُ
وَمَنْ ظَنَّ الْحَيَاةَ بِلا كِفَاحٍ
كَمَشْلُولٍ يُسَيِّرُهُ كُسَاحُ
يَظَلُّ الدِّينُ والْأقْصَى دَلِيلاً
لِأحْرَارٍ حَيَاتُهُمُ كِفَاحُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي / حسن علي محمود الكوفحي .. الأردن / إربد
*** الأحد *** 24 / 2 /
2019

مرفأي // بقلم الشاعر // د. حسن الشامي

 مرفأي غفت الخطوب
في دفتري
في خاطري
في ذكرياتي
كل ألامي تقلبها محطات الهروب...

وتشيخ كل الامنيات
تقول أعطبها الذهول
سوط وجلاد وسجان
واحزان تطول
ومخاض في كل الفيافي والصحاري
والحقول
عشتار نامت تشتكي ذل الغروب
ويتيمها اكلت محاسنه الأزقة والدروب
وعفافها بين الخديعة والماذن باكيا قسرا يجوب
وتلثمت كل الجراح
قهر تطل على البطاح
ومنازل الربان يحثوها البغاء
ويصير مرقدها ومؤاها الذنوب
في مرفأي غفت الخطوب
 
 

الجواب العسير // بقلم المبدع // الاديب// د. المفرجي الحسيني

الجــــواب العــــسير
----------------------------
أصحاب على ظهر الارض بالأمس كنا
اليوم بجوف القبر صرنا أغراب
ألحياه أسئلة ودموع...

والجواب عسير
وتقلب صفحاتها لأسباب
ربما قصة غابت نهايتها
ثقلت على الخدود مزاريب الدموع
ظلمة القبر لغز عرفناه
لا يفسره الاّ الذي في عتمته قد غاب
وثبا ننقل خطواتنا، ننسى لأي غاية
وفي دجى الليل نلتقي
الموت سرداب
ما سكبنا لغة بيننا
شلالها في القلب يظل عجابا
نجوم الليل انتثرت بدربنا
ما التقطناها
ترافقنا سيرا وايابا
أنهار لحظة مشوار سفرنا
كأنه قدّ من ثلج قد ذابا
لكن في جوارحنا باقية
وغاصت الآمال وثبا
تساؤل يراد له جواب
والعين حامية الدمع
والقلب يرتجف في الاضلاع
**********
د.المفرجي الحسيني
الجواب العسير
العراق/بغداد

سما حنايا الشمس // بقلم الشاعر // مصطفى مزريب

سما حنايا الشمس *
قصيدتي هذه هدية للقس العربي الفلسطيني صاحب كلمته التي هزت جذور الشمس ..والكون..(وطني فلسطين )..
* سما حنايا الشمس *
مخنوقة...
سما حنايا الشمس ......

وإننا أبناؤها
مجروحة..
قوى دروب القدس ...
وإننا دماؤها. ..
مزروعة ...
.في الروح في ...
..سنا حنايا النفس
مسكونة. ..
بالأمنيات والحيا. .
قدوسة ..
.... قداسها في الرأس
هلا هلا ياقدس ...
هلا مرايا العرس
***
لها الحيا ..
بالذعر إني قادح. . .
لليل إني فاضح. ..
لأجلها. ..حياتنا في طقس..
وحلمنا في طقس..
إني لشرقي ناصح. ...
فالغرب سهم جارح. ..
فالسام فيه للردى ..
لايبتغي غير المدى. ..
وفي المدى مصالح. ..
يريدنا .. يريدنا في رمس
***
مجبولة ...
حياتنا بالقهر ذا. ..والتعس
والشرق في ريح الأذى
والقدس في مد الأسى
والموت ذا..
مرفرف.... على حنايا النفس ..
أجل له ...من غربنا مدائح ..
***
وكلنا. ..في ذروة الأذى الأذى..
في قلة الغياب و الأسى ..
فإننا يافجرنا في بأس
ياشرقنا المجروح لا لاتبتئس
نجومنا. .قد غادرت ..ذا الرمس
لأنها ياحلمنا...في عرس
فلتنتصر في أمتي القرائح
فلتنتصر في أمتي القرائح
صراحةً. ..
حزينة سما حنايا الشمس.. .
حزينة ..محابري. .قصائدي المطامح..
حزينة ... سما مرايا القدس
فلتنتصر دماؤنا ...
فلينتصر مدادنا
ولترتفع في قدسنا المدائح.
مصطفى مزريب.أبوبسام
جبلة.سورية مباشر الآن

بطاله // بقلم الشاعر // سمير عويدات

بطالة
****
تساءلتُ حتى مَللتُ السؤالا ... بأين وكيف بهَمْزٍ توالى
عَنِ العيشِ لمَّا يحارُ التمني ... ويدركُ وَهْماً وإفكاً زُلالا
صغيرٌ على الغُصنِ بين الزهورِ ... وحولي العطورُ تبُثُّ الدَّلالا ...

أُذاكرُ دَرْسي وأُبْدِي نجاحي ... وما مَرَّ عامٌ يكفُّ النوالا
وها قد كبرتُ وقد شبَّ عزمي ... وجَرْسُ الحياةِ بقلبي تعالى
وجدتُ كمثلي شباباً كثيراً ... بعَدٍّ يُجلجلُ فاقَ الخيالا
وقد لاحَ شيئٌ مَهيبٌ لعَمْري ... سيدفِنُ رأساً تحُثُّ الرِّمالا
بطالةُ كَسْبٍ تعُمُّ الشبابَ ... وما مِن بديلٍ فشدُّوا الرِّحالا
إلى دارِ عُجْمٍ بَعيداً بَعيداً ... عَنِ الأهلِ تجمعُ ذُلَّاً ومالا
شهادةُ درسي كإكليلِ عارٍ ... بمِسمارِ حُزنٍ مِنَ الظُّلمِ مالا
على حائطٍ في مزارِ الضيوفِ ... لتُخبرَ عني ضلالاً ضلالا
لِمَ الأمسُ لا يستبيحُ الرُّجوعَ ؟ ... لِمَ الحُلْمُ ظلَّ مُحالاً مُحالا ؟
وسافرتُ حتى سئِمتُ السنينَ ... مِنَ العدِّ صِرْنَ وبالاً وبالا
فما عدتُ أهفو إلى غُرْبةٍ ... ولا أهلِ بيتٍ يَمُدُّ الظِّلالا
وحيدٌ كئيبٌ بلا عالمٍ ... كأني خُلِقتُ وذا الكوْنُ زالا !!
********************
بقلم سمير حسن عويدات

عالم عجيب // بقلم الشاعر // عبده هريش

(( عالم عجيب)) على البسيط
فاحت بعصر الخنا والذل أشعاري
عزماً وأنوارها من خير أنوارِ
...
مهما بدا الحزن مقرونا بقافيةِ
فلن يُركَّع عصر الظلم أفكاري
عصرٌ عجيبٌ غريبٌ لا خلاق له
يهوى الطغاة ويهوى كل سِمسَارِ
وليس ينصر مظلوما به أحدٌ
أو يَسلم الجار فيه من أذى الجارِ
عرى الأخوة قد صارت مُفككة
فلا وفاء بها أو روح إيثارِ
عصرٌ غدا كل يومٍ فيه يفزعنا
من هول ما فيه من ضيمٍ وأخبارِ
لا يطلع الفجر فيه دون أتربة
وليله صار يأتي دون أقمارِ
في كل قطرٍ غدا حكام أمتنا
في حالةٍ صار منها دمعنا جاري
يامن تغر له الدنيا بزخرفها
والموت في كل يومٍ نحوه ساري
هلّا تذكَّرت أو ساءلت عن أممٍ
وعن نهاية فُجَّارٍ وأخيارِ
من ذا الذي قد مضى منهم برغبته
فساعة الموت تأتي دون إشعارِ
من ذا الذي قد مضى منهم بحوزته
عند المنية حتى ربع دينارِ
آجال كل الورى في اللوح قد كُتبت
وكل رزقٍ وأعمارٍ وأقدارٍ
ما أعجز المال والسلطان قوته
والطب أمهره في كل أمصارِ
مشيئة الله رغم الكل نافذة
ولم تزل تلك فينا سنة الباري
حذارِ يا غافلا من نار خالقنا
فإن جسمك لا يقوى على النارِ
بأي ثوبٍ ستأتي كي تقابله
في ثوب طهرٍ تُرى أم ثوب أوزارِ
للنفس حاسب تفز دنيا وآخرة
وراقب الله في حِلٍ وأسفارِ
رضيت بالله رباً لا شريك له
ما أعظم الذكر للمولى بأسحارِ
نور الإله بقلبي زادني ألقا
ولم يزل نحو ما يرضيه إصراري
ربٌ عليمٌ عظيمٌ لا مثيل له
وخير منتقمٍ بل خير غفارِ
إليه يرجع أمر الخلق كلهم
وكل شيءٍ لدى المولى بمقدارِ
((عبده هريش 21/2/2019))

موقف سخيف // بقلم الشاعر // د . ممدوح نظيم

موقفٌ سخيفٌ
وسخيفٌ جدا سيدتي
أن أدنوَ منكِ ولا تبدِي
...
إحساسا في ودٍّ يبدو
أشواقا يحضِنُها ردِّي
والأسخفُ أني منتظرٌ
وأعيشُ خيالا في سهدي
يا امرأةً تأبَى أقربها
كم كنتُ أنادِي أنْ ردِّي
وكأنِّي أطلبُ إحسانا
إنْ قلتُ أحبكِ تحتَدِّي
أنسيتِ الأمسَ وذكرانا؟
وخيالا باللونِ الوردِي
أتَقَرَّبُ مِنْكِ لتهتَمِّي
لا ألْقَى منكِ سوى الصدِّ
كم كنتُ أحبكِ في صمتٍ
ودموعي تعلنُ عن وَجْدِي
قد كنتُ أعيشُ على أملٍ
أنْ تبقيْ أنتِ على العهدِ
أخلفتِ وعودكِ ياامرأةً
نكثتْ بالعهدِ وعن عمدِ
مجنونٌ من يهوَي أنثَى
تتمايلُ كِبْرا بالقَدِّ
وتظنُّ الناسَ تغازلُها
تتظاهرُ دوْما بالعندِ
وكأنَّ الكلَّ يداعبها
تترنحُ سَكْرَى بالوردِ
شربتْ أوهاما من كأسٍ
تتخيلُ أنه من شهدِ
صبغتْ بالوهمِ مشاعرها
كاللونِ الأحمرِ بالخدِ
عفوا يا وهما من أمسي
لن أدنوَ منهُ بلا ودِّ
طَلَّقتُ غرامَكِ من زمنٍ
ما عدتُ أريدكِ فاعتَدِّي
وجحدتِ الحبَّ كَمُنْكِرةٍ
أسلمتِ لغدركِ فارتَدِّي
عن حبٍّ كانَ لنا نسكا
وقتلتِ الحبَّ لتحتدِّي
وقبلتِ عزاءً في حُبٍ
يا مَنْ دبرتِ وعَنْ عمدِ
وقتلتِ الودَّ بلا وجلٌ
من يَقْتُلْ يُقتَلْ بالحدِّ
وقصاصي منكِ مغادرتي
مِحرابَ عِتابٍ لا يُجدي
والأمسُ توارَى في يومِي
وجعلتُكِ صفرا في عَدِّي
الطائر المهاجر
د. ممدوح نظيم . طملاي

الام المفاصل // بقلم المبدعة // الشاعرة زكية ابو شاويش

آلام المفاصل _____________________البحر الوافر
إلهي أنت لي سنَدٌ وعونُ ___ فضعفٌ رابني مُذ كانَ هونُ
من الأمراضِ ما قد كانَ يلهو___ بمن ذاقَ الكثيرَ ورانَ صونُ
دعاءُ الحائرينَ بًكُلِّ دربٍ ___ يُسابِقُ ما يُكَدَّرُ مِنهُ ... لونُ
فلا سفرٌ سيُشْفى منهُ داءٌ___ ولا ثقةُ لها وصلٌ وبونُ...

...............
تحدَّدَ ما يُصيبُ المرءَ وعداً___ من المولى وذا خَلْقٌ وكونُ
تجافى فيهِ إخوانٌ بجِهلٍ ___ ومن يدري فللأعوانِ ضَنُّ
بِكُلِّ كريمةٍ تندى حياءً ___ ومن قوسِ الرِماءِ لها مِجَنُّ
وقد كانت هزيمتُها بداءٍ ___ يُكبِلُ كُلَّ أطرافٍ ... فتعنو
................
لتدليكٍ يشدُّ لها عروقاً ___ ومن عقَلَ الهوى يوماً يُجَنُّ
أراني قد شرِقتُ بِكُلِّ حلوٍ ___ تراءى في حياتي مَن يَحِنُّ
ويعلقُ في القلوبِ ذكاءُ بنتٍ ___ يُخفِّفُ كُلَّ آلامٍ ... تَرنُّ
كأجراسِ الكنائسِ في عروقٍ ___ ويهمي الدَمعُ مِن مُقَلٍ تَئِنُّ
...............
ولا شكوى لغيرِ اللّهِ منِّي ___ وذا أملٌ بلا يأسٍ ... أكِنُّ
سأحيا رغمَ وهنٍ في ضلوعي___فذا هرمٌ ينوءُ بِهِ مُسِنُّ
صلاةٌ والسَّلامُ على نبيٍّ ___ يُصاحبُها مِنَ الحنَّانِ مَنُّ
فصلُّوا يا عبادَ اللهِ وارقوا ___ بفاتحةِ الكتابِ هُدىً يُسَنُّ
...............
الثُّلاثاء 21 جمادى الآخرة 1440 ه
26 فبراير 2019 م
زكيَّة أبو شاويش_ أُم إسلام

لا تسل يا صاحبي // بقلم المبدع // الشاعر حسن كنعان

أعزائي القراء والشعراء: لن أتخلَى عن عروبتي مهما كان واقعها وأنا الذي زرت معظم الأقطار العربية وشاركت في أمسيات وندوات شعرية فيها:
وهذه قصيدة قلتها في مدينة ( الشحر) على الساحل جنوب اليمن عام ١٩٨١ م وكانت تسمى قديما ( سعاد) نسبة الى سيدة حكمتهاجعلتها جنة فأحبها الناس :
لا ، لا تسل يا صاح ما الأمرُ...
الشحرُ والأنواءُ والبحرُ
هذي ( سعاد) يعيش فرحتها
فتيان أحلامِ العلا السَمرُ
حطَت على الشَاطي بموكبها
فبدا على أمواجهِ البِشْرُ
خلّت فُوَيقَ الرّمل هودجها
وحدت بها آمالها الكُثرُ
وترفّقت فخطتْ مُدلّهةً
ليفوح من أردانها العطرُ
عربيةٌ سمراءُ يافعةٌ
بادٍ عليها الحُسنُ والطّهرُ
في ليلةٍ عذراءَ مُقمرةٍ
لذّ الهوى وتضوّع النّشْرُ
لمَا بدت في الماء صورتُها
حِرنا فأيٌَ منهما البدرُ
لكأنّ يافا فيكِ ماثلةٌ
ورأيت حيفا فيكِ يا شحرُ
فإذا ذكرتكِ فاض دمعهما
من مقلتيَ وهاجني الشعرُ
أختان رغم القهر إنَهما
في الحالتين الخوْدُ والبِكْرُ
إنّي أراكِ ( سعاد) ساهمةً
والسحرُ في عينيكِ ما السحرُ؟
غيَبتِ لون البحر في حَدَقٍ
ورسا على أهدابهِ الفجرُ
من ثغركِ الفتّان نشربها
تلكَ الكؤوس فكلَنا سُكرُ
ما الدَفءُ الا بين أذرعها
والعشقُ والأحلامُ والخمرُ
أ سعادُ إني هائمٌ رَغِبٌ
عودي إليَّ فعمريَ المَهرُ
هاتي يديكِ فلحظةّ شهدت
منَا العناقَ كأنَها العُمرُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان