ديوان
أيا شِعْري
للشاعر عارف عاصي
◇◇◇◇◇◇◇◇
------------------
أيا شِعْري
======
أيا شِعْري
ألملمُ في ربوعِكَ بَعْضَ أشْجاني
وخيلي فِيكَ ضَابِحَةٌ
وليسَ يحدُّها حَدُّ
وقفتُ ببابِكَ الباكي
لأُسْرِجَ ضَوْءَ مِشْكاتي
أُرَدِّدُ فِيكَ ضِحْكاتي
أُسطرها على الآفاقِ أُغْنِيَةً
أُجَمِّلُها أُزَيِّنُها
فتذهبُ خِلْسة ًعنِّي
وترجِعُ لي بِدَمْعَاتي
وقلبي الصبُّ كَمْ حَنَّتْ
بهِ الآهاتُ والشكوى
وكم يرجو صفاء الكونِ كي يحيا
وكم هامت به الذكرى
لأطياف الأُلَى كانوا
وكان لفِعْلِهِمْ قَوْلٌ
فَتَنْهَرُني حََكَاياهُمْ
زمانُك ذلِكَ المَشْنُوقُ
في أيدي الأُلى اتَّجَرُوا
وماصَدَقُوا بما زَعَمُوا
جِيَادُكَ أدْمَنَتْ فَرَّا
وما عادت تثيرُ النقعَ أو تُبْدِي لنا كَـرَّا
وأنت الفارسُ المزعومُ
هل تدري؟
بأنكَ بعضُ مُشْكِلتي
فقولك ليس ذي جدوى
وقَدْ ماتَ الألى ابتلعوا
زفيرَ الهمِّ في كَمَدٍ
وقد عاشَ الألى رسموا
شَهَاداتٍ على الآفاقِ سَطَّرَها
دَمُ الأحرارِ والأبرارِ في رَشَدِ
*****
أياشِعْري
نِداءُ النَّفْسِ فَلْتَصْمُتْ
فَلَحْنُكَ لَمْ يَعُدْ يُرْجَى
وقد هجرت عصافير الجمال العشَّ نَحْوَ الواحةِ الأرْحَبْ
جمالَ الكونِ فلْتَكْتُبْ
فراشاتِ الأزاهيرِ؛ خَرِيرَ الماءِ ؛
لونَ الصُّبْحِ
شِمْس غُرُوبِنا تَهْوِي بماءِ البَحْرِ يَحْضِنُها
ألا فاكْتُبْ
لِمَيْساء الجمالِ البِكْرِ حَالَ تَهَادِي نضْرَتِها
وحالَ الشَعْرِ مُنْسَدِلٌ ؛ وكَمْ سَهْمٌ بِنَظْرَتِها
ألا فاكْتُبْ . ألا فاكْتُبْ
وكُنْ حَيْثُ الْتَقَى في الظِلِّ أَضْدادُ
وحيثُ تعيشُ أشْباحٌ ؛
تردد رَجْفَةَ الشَّهَواتِ في أرجَاء أكوانِ
أيا مَنْ هَمُّهُ وهْمٌ
إليكَ خلاصةُ الأجْيالِ يا صاحي:
نعيمُ النفسِ حيث النفسُ في ألَقٍ
وحيثُ الهمَّ مُنْطرِحٌ
ألا فانظرْ
سِنِيُّ العُمْرِ في هَرَبٍ
وأنتَ سَجِينُها الأكدى
*****
أيا شِعْري
أنا المَأسُورُ في حَرفي
سجينُ الحرفِ لا أَرْضَى مُهَادَنَةً
تُهَدِّدُني صُنوف الكيدِ في زمني
وأمضي عَكْسَ تَيَّارِ الهوى وحدي
أنا المسجون في حَرْفٍ يُعَذِّبُني
يَحَرِّقُني ويَنْهَرُني
ويَخْلَعُ نَوْمِيَ الحاني يؤرِّقني
أهيمُ على ضِفافِ الجرْحِ مُلْتاعا
وأصرخ والفَضَاءُ الرَّحْبُ رَجْعُ صَدى
فيصْنعُني بظل العمر أَوجاعا
*****
أياشِعْرِي
أنينُ النَّزْفِ في قومي
وخَيلُ الغَدْرِ راكِضَةٌ
ونورُ الحرفِ مِصْفودٌ
وقولُ الحقِّ جُرْمٌ في دُنى الجُرْمِ
يعاديني أخي جَهْرا
وكلُّ الحبِّ للأعداء ياويحي
يُقَتِّلُني
دمائي مَنْ يُحلِّلُها
ورغمَ الغَدرِ أسمعُهَا تنادي فِيَّ إخواني
*****
أيا شِعْري
سأكْتُبُ ما أرى في الروح بعضَ النبضْ
سأكْتُبُ كي ينيرَ الحرفُ داجي الأرْضْ
سأكتُبُ كي يعودَ الطفلِ للبسمة
سأكتُبُ كي يَزُولَ الحقْدُ بالرحمة
سأكتبُ ما أرى قلمي
سأكتبُ يا غدي حُلُمي
سأكتبُ يا غدي حُلُمي
========
عارف عاصي
13/06/2007
______________
يَـا سَـلْــمُ يَـا حُـلْـمـاً
============
يَـا سَـلْـمُ دَرْبِـي صَارَ مُـرْتَـبِكَـا
وَالوَصْلُ خَطَّ البَـيْنِ قَدْ سَلَـكَا
وَ شَـرِبْـتُ كَـأْساً رَيِّـقـاً عَـطِـراً
وَ نَـزَفْتُ أُخْـرَى أَتْـبَـعَتْ شَرَكَا
فِـي كُـلِّ وَعْــدٍ لِـلـضِّـيَـا أَمَـل
يُبْـقِي رَبِـيعَ الوَرْدِ لا الحَـسَكَا
نَـادَمْـتُ شِـعْـراً رَاقَ أُمْـنِـيَـتِي
فَسَمِعْتُ صَوْتَ الشِّعْرِ مُنْتَهَكَا
وَ غَـدَتْ دُرُوبُ الـعُـمْرِ غَائِـمَـةٌ
نَصَبَتَ عَلَى كُـلِّ المُنَى الشَّبَكَا
كَانَ الشَبَابُ كَـمَا البُدُورِ ضِـيَـا
فَـأَتَى بَيَاضُ الشَّيْبِِ فَاحْـتَلَـكَا
يَـا أُمَّــةً شَـابَــتْ عَــزَائِــمُـهَــا
وَ العَزْمُ فِـينَـا يَشْتَكِي وَعَـكَـا
يَـا أُمَّـةً ضَـمُـرَتْ مَـحَـامِدُهَـا
قَـدْ أَنَّ مِنْـهَـا قَـلْـبُـنَـا فَـبَـكى
وَ غَـدَتْ عَـلَى الأَهْـوَاءِ عَاكِـفَةً
لَمْ تَـبْـنِ مُـلْـكاً أَوْ تَـعِي الشَّرَكَا
يَا سَلْـمُ قَدْ بِـيعَـتْ مَـنَـاقِـبُـنَـا
وَالكُلُّ فِي رِقِّ الهَوَى اِشْتَبَـكَا
هَلَّا رَأيْتِ الضِّحْكَ مُـنْـتَشِياً
عَزَّ الهَنَـاءُ فَـقَلَّ مَنْ ضَحِكَـا
يَـا سَلْـمُ يَـا حُـلْمـاً أُرَاقِـبُـهُ
لَـمَّـا أَتَى قَـلْبُ المُحِبِّ بَـكَى
عَجَـباً رَأَيْتُ وَفِي الحَيَاةِ مُنَىً
مِنْ نَأْيِهَا عَقْلُ الحَصِيفِ شَكَـا
يَا سَلْـمُ رُزْئِي فَتّ لِي عَضُدِي
لَـمْ نَحْمِ حَـقاً عَاشَ مُنْـتَـهَـكَا
مَنْ لِـي بِـرَدِّ الـمَجْـدَ يَـغْـمِـرُنَـا
يَـرْوِي فُـؤَاداً مِنْ جَـوَاهُ حَكَى
مَـالِي وَ وَجْـدِي قَدْ غَدَا حُرَقاً
قَدْ خُضْتُ فِـيهِ العُمْرَ مُشْتَبِكَا
لَـمْ يَـنْـبُ سَـيْفِي فِي مُبَـارَزَةٍ
عِـنْـدَ اللِّـقَـاءِ وَ بِالـعِـدَا فَـتَـكَا
لَــكِــنْ خِــيَــانَـاتٌ تُـمَـزِّقُــنَــا
فِـي جُـبِّــهَـا حَـقٌّ لَـنَـا هَـلَـكَـا
يَـا مَجْدُ كَـمْ نَـاجَـتْـكَ أَفْـئِـدَةٌ
بّـثَّتْ شَكَـاوَى تَـعْـتَلِي الفَلَـكا
فَـلْـتَصْبِـرِي يَا عَـيْنُ لِي أَمَلٌ
عَـلِّي أَرَى الإِحْقَاقَ قَدْ سُبِكَا
وَ الـكَوْنُ فِي أَفْيَـائِـهِ طَرَبٌ
نُـورٌ يَـشِعُّ لِـقَـلْـبِنَـا امْـتَلَـكَـا
وَ البَـسْمَةُ الغَـرَّاءُ تَـأْسِـرُنَـا
وَ لَـهَا سُرُورٌ بِـالوِدَادِ حَـكَى
يَـا سَـلْمُ يَـا سِلْـماً نُـرَاوِدُهُ
مَلَّتْ بِلادِي الحَرْبَ مُعْتَرَكَـا
عُودِي بِـأَمْــنٍ زَانَـــهُ أَلَــــقٌ
لِلْـكُلِّ يَبْنِي المَجْدَ مُشْتَرَكَـا
=========
يَـا حَـادِيَ الـرُّوح
==========
سَرَت بِخُطْوِي الرُّؤَى مِنْ وَحْيِ أَمْجَادِ
فَاقْصُصْ حَكَايَا الصَفَا عَنْ عِزِّ أَجْدَادِي
وَ رَقِّـقِ القَـلْبَ إِنَّ الحَالَ تَصْدِمُهُ
وَ خُـذْ بِـهِ بُـرْهَـةً فِي ذِكْـرِ أَعْـيَادِ
وَ ارْسُمْ لَهُ وَاحَةً وَالرَّوْضُ مُزْدَهِرٌ
وَ الطَّيْرُ شَدْوٌ بِمَا قَدْ قَالَهُ الحَادِي
يَاحَادِيَ الرُّوحِ هَلْ بِالرُّوحِ مُتَـكَـأٌ
لِمَنْ تَـآَكَـلَ فِي خَـافٍ وَ فِي بَادِي
رِفْقاً بِنَا فَالهَوَى يَجْـتَاحُ أَوْرِدَتِي
وَيَنْزِفُ الجُرْحُ سِرّاً فَاضَ بِالوَادِي
أَشْتَاقُ نُوراً فَهَلْ بَدْرِي سَيُسْعِفُنِي
وَ يُرْسِلُ الضَّوْءَ فِي لِيْلٍ لَنَا هَادِي
فَيُنْعِشُ الرُّوْحَ مِنْ هَمٍّ يُحَاوِطُهَا
وَ يَهْدَأُ القَلْبُ مِنْ أَوْجَاعِ أََحْـقَادِ
يَا حَادِيَ الرُّوحِ عَنِّي بِتَّ مُنْشَغِلاً
مَنْ يُنْقِذُ الرُّوحَ مِنْ غُلٍّ وَ أَصْفَادِ
يُهَدْهِدُ الجُرْحَ فِي أَوْجَاعِ سَامِرِنَا
يُعِيدُ ذِكْرَ المُنَى يَسْتَـأْنِسُ النَّـادِي
تَمُرُّ ذِكْرَى عَلَى الأَطْيَافِ مُسْرِعَـةً
فَـتَجْـرَحُ الشَّوْقَ إِذْ يَرْنُو لإِسْـعَـادِ
فَاطْرُقْ بِبَابِ المُنَى أَشْعِلْ حَلاوَتَهَا
فَـكَمْ لَهَا وَمْضَةٌ لِلْمُدْنَفِ الصَّادِي
أَفْرِغْ كُؤُوساً بِهَا نَشْوَى تُـهَدْهِدُنَا
فَــرُبَّ نَــشْــوَتَــهَــا بِــدْءٌ لِـمِـيـلادِ
يُزْكِي لَـنَا بِالمُـنَى أَطْيَافَ عِزَّتِـنَا
و الـنَّصْرُ فِي قَـلْبِنَا يَبْقَى بِأَمْجَادِ
يَاحَادِيَ الـعِزِّ قُدْنِي فَالدُّنَى أَمَلٌ
بَشِّرْ فُؤَادِي بِهِ مِنْ قَـبْلِ مِيعَادِي
إِنِّي لأَرَنُـو لَـهُ وَالـنَّجْـمُ يَرْمُـقُـنَـا
وَالكَوْنُ يَسْرِي بِهِ تَـلْطِيفُ تِسْهَادِ
وَ أَسْمَعُ اللَّحْنَ شَدْواً عَزَّ مَطْـلَـبُهُ
أَشْدُو بِتِلْكَ الرُّؤَى أَفْدِي هَوَىَ الشَّادِي
آَهٍ وَتِـلْـكُمْ خُيُولُ الأَمْسِ تَطْلُـبُـنَا
لِصَهْوَةِ العِـزِّ نَمْحُو وَحْـلَ أَوْغَـادِ
وَالسَّيْفُ يَهْوِي عَلَى مَنْ جَاءَ يَنْحَرُنَا
فَـيَنْـمَحِي الذُّلَّ عَنْ أَبْعَادِ أَبْعَادِي
وَ يَرَجِعُ المَجْدُ مِلْءَ الأُفْقِ نَنْظُرُهُ
وَ يَسْمَـعُ الكَـوْنُ فِي حُبٍّ لإِرْشَادِ
وَ يَزَدَهِي الأَمْنُ فِي أَرْجَاءِ أُمَّـتِنَـا
فَالشَّيْخُ وَالطِّفْلُ بِشْرٌ بَـيْنَ أَعْـيَادِ
يَا ثَوْرَةَ العِزِّ قُودِي العُمْرَ مَوْكِبَـنَا
يَشْتَـاقُـنَا الكِوْنُ حُبّـاً مِلْءَ إِنْشَادِ
----------------'-------
أَغِـثْـنِـي إِلَـهِـي
=========
أََهِيمُ وَ شَوْقِي فِي الدُّرُوبِ يَذُوبُ
وَ أَتْـبَـعُ ذِكْـرَى وَ الـوَفَـاءُ جَـدِيـبُ
وَ أُرْسِـلُ طَـيْـرِي لِـلـرُّبَى مُـتَـأمِّـلاً
يَـعُودُ ودَمْعي فِي الخُدُودِ صَبِـيبُ
وَ أَقْـرَأُ فِي سِفْـرِ الغَـرَامِ مَـلاحِـماً
فَــأَزْعُــمُ أَنِّــي لِـلْــغَــرَامِ طَـبِـيـبُ
أُقَلِّبُ أَوْرَاقَ الحَـيَـاةِ عَلَى الـمَدَى
وَ لَـحْنُ الـلَّـيَـالِـي بِالبِـعَـادِ كَـئِـيبُ
أُنَادِي وَ صَوْتِي لا يُغَادِرُ مَوْضِعِي
كَـأَنِّي بِأَرْضِي وَ الشُّجُونَ غَـرِيبُ
وَ تَـأْسِرُ خُـطْوِي هُـوَّةٌ بَـعْدَ هُـوَّةٍ
فَأَنَّى وُصُولِي وَ الطَّرِيقُ صَعِيبُ
أُكَـابِـدُ يَـوْمِي بِالأَسَى مُـتَـأَبِّـطاً
وَ أَمْسِي تَوَلَّى قَدْ طَوَاهُ مَغِيبُ
وَ أَنْـظُرُ لِـلآَتِـي بِعَـيْـنَيْ مُـؤَمِّـلٍ
وَلا عِلْمَ لِي ؛ إِذْ قَدْ حَوَتْهُ غُيُوبُ
تَوَلَّى شَبَابٌ كَانَ كَالرَّوْضِ مُزْهِراً
وَ غَطَّى وُرُودِي بِالرِّيَاضِ مَشَيبُ
مَتَى يَارِيَاحَ الصَّفْوِ تَرْتَاحُ صَبْوَتِي
وَ يَـهْـدَأُ قَـلْـبٌ قَـدْ عَـلاهُ نَـحِـيـبُ
وَ أَرْفَـعُ كَـفِّي بِالضَّرَاعِـةِ رَاغِـبـاً
وَخَلْفِي جِرَاحٌ بِالـذُّنُوبِ تَـؤُوبُ
أَعِيشّ وَ قَدْ فَتَّ الأَسَى بِمَعَاوِلِي
مَـتَى يَا نِـدَاءَ الآَهِ خَـفَّ وَجِـيبُ
فَذَاكَ فُـؤَادِي قَدْ تَـبَاعَدَ شَطْـرُهُ
وَشَطْرٌ تَلاشَى قَدْ حَوَاهُ شُحُوبُ
فَيَارَبِّ عَفْواً إِنْ كَبَوْتُ بِخُطْوَتِي
وَ ضَلَّتْ بِرِجْلِي بِالدُّرُوبِ دُرُوبُ
سَكِرْتُ بِكَأْسٍ قَدْ عَبَبْتُ بِسِحْرِهَا
فَحَطَّمْتُ كَـأساً؛ أَرْهَـقَـتْهَا نُدُوبُ
لَهَا فِي الحَنَايَا أَلْفُ سَهْمٍ مُزَلْزِلٍ
جِرَاحٌ عَلَى الأَوْجَاعِ ثَـمَّ لَـهِـيبُ
تَـعِـبْتُ فَيَارَبَّـاهَ هَبْ لِي بَـشَاشَـةً
فَقَدْ ضِعْتُ مِنِّي أَذَهَلَـتْـنِي حُرُوبُ
فَأَيْنَ؟ وَ أَيْنِي قَدْ تَـنَاءَتْ ظِلالُـهَا
أُفَـتِّـشُ عَـنِّي وَ الـسَّـرَابُ دَؤُوبُ
وَاَبْحَثُ عَنْ وَجْهِي وَقَدْ ضَلَّ وِجْهَتِي
فَهَلْ بَـاتَ نَـفْـعٌ أَوْ يُـفِــيـدُ هُـرُوبُ
أَغِـثْـنِي إِلَهِي بِعْتُ لِلْـعَفْوِ دُنْـيَـتِي
وَدَمْعِي هَـتُونٌ ؛وَالمَـتَابُ يَطِيبُ
إِلَهِي اَجِـرْنِي كُـنْ مَلاذِي بِكُـرْبَـتِي
وَ رُدِّ اغْـتِرَابِي قَدْ عَلَـتْـنِي كُرُوبُ
أَرَى العَيْشَ فِي قُرْبْ الإِلَهِ مَجَنَّةً
بِـهَـا كُـلُّ ظِـلٍّ لِـلْـقُـلُـوبِ حَـبِـيبُ
وَ فِيهَا ارْتِيَاحٌ بَعْدَ لأْيٍ وَ شِقْوَةٍ
وَ بُعْدٍ مَعَ الأَوْجَاعِ فِـيهِ أَجُـوبُ
أَمُدُّ الـيَدَيْنِ وَ لَسْتُ أَوْلُ رَاجِعٍ
فَـيَارَبِّ إِنَّـكَ لِـلـرَّجَـاءِ مُجِـيـبُ
وَقَفْتُ عَلَى الأَعْتَابِ أَمْحُو خَطِيئَتِي
أَفِــرُّ بِــذَنْــبِـي لِــلــرَّحِــيـمِ أَتُــوبُ
========
يَـا أَيُّـهَـا الـعَـرَّافُ
===========
يَـا أَيُّـهَـا العَـرَّافُ قُـلْ لِي مَـا تَـرَى
وَ الكَوْنُ سِفْرٌ و الظّـلامُ بِهِ انْـبَـرَى
هَـيْهَـاتَ يُدْرِكُـنَـا الصَّبَـاح بِخَـيْـلـِهِ
فَالخُطْوُ يَجْرِي مُسْـرِعاً لِلْـقَـهْقَـرَى
نَـبْـنِي قِلاعَ الـوَهْـمِ فِي أَجْـفَـانِـنَـا
سُـمِـلَـتْ عُـيُـونٌ نُـورُهَا لَنْ يُـبْصِرَا
إِنِّي رَأَيْتُ الـلَّـيْـلَ يَحْـشِـدُ جُـنْـدَهُ
وَ يُحِيلُ مِسْبَحَـةَ النَّـهَـارِ تَـبَـعـْثُـرَا
فِي جَوْفِ لَيْلِي كَمْ تَسَاقَطَتِ الرُّؤَى
وَ انْسَابَ نَـهْرُ الرَّاوِيَاتِ مِنَ الذُّرَى
حَمَـلَتْ صَدَى الكَـلِمَاتِ تُـنْذِرُ أَهْلَهَا
فَـلَعَلَّ غَافٍ يَسْـتَفِـيقُ عَلى السُّرَى
وَ رَأَيْـتُ يَاعَـرَّافُ نَـهْـرِي مُـجْـدِباً
وَ فُـتَـاتَ أَشْلاءِ الشَّـبَـابِ تَخَـثُّـرَا
وَ عَلى الجَبِـينِ عَصَائِباً مَشْؤُومَةً
وَ الكُـلَّ فِي رَهَجِ الخَـنَـا قَدْ شَمَّـرَا
وَ رَأَيْـتُ عَـبْساً كَـسَّـرَتْ أَسْيَـافَـهَـا
وَ بِخِـنْـجَرٍ قَـتَـلَتْ هُـنَـالِـكَ عَنْـتَـرَا
وَ مُـهَـلْـهِـلاً قَـدْ بَـاعَ ثَـأْرَ قَـبِـيـلَـةٍ
وَالكَـأْسُ فِي كِلْـتَا اليَدَيْنِ تَخَمُّـرَا
وَ رَأَيْـتُ مَاءَ الـرَّافِدَيْـنِ مُـؤَجَّجـاً
وَ الـنِّـيلَ غَاضَ وَ بِالبِـلادِ تَحَسُّرَا
وَ رَأَيْتُ كِسْرَى عَـالِـقـاً فِي بُـرْجِـهِ
مَدَّ الـيَـدَيْـنِ لِـكَي يُـبَـايِـعَ قَـيْصَرَا
وَ العَـلْـقَـمِيَّ مُـتَـوَّجـاً فِي قَـوْمِنَـا
قَدْ بَـايَـعُوهُ عَلى الدِّمَاءِ لِـيُـنْصَرَا
وَ رَأَيْتُ أَعْـرَابـاً هُـنَـاكَ تَـجَـمَّـعُوا
لَـعَـقُوا حِذَاءَ الغَـاصِبِـينَ تَصَغُّـرَا
وَ مَــآذِناً قَـدْ نُـكِّـسَـتْ بِــنِـدَائِــهَـا
وَ شُيُوخُهَـا خَـانُوا هُـنَـاكَ المِنْـبَرَا
جَـزُّوا رِقَـابَ الأَبْـرِيَــاءِ بِـفَــتْـوَةٍ
لَمْ يُبْصِرُوا الرَّحَمَنَ مِنْ فَوْقِ الوَرَى
وَ قَمِـيصَ يُـوسُفَ مُزِّقَتْ أَوْصَالُـهُ
إِخْوَانُـهُ جَـمَـعُـوا الـغُـثَـاء الأَكْـبَـرَا
سَبْـعٌ عِـجَـافٌ وَ الـعُـقُـودُ بِطَـيِّـهَـا
حَصَدَتْ جَفَافَ حُقُولِِنَا وَالأَخْضَرَا
وَ رَأَيْـتُ جُرْحاً فِي جَـبِـينِ مَآَثِـرِي
وَ الكَـوْنُ يَعْـلُو وَ العُـرُوبَـةُ لِـلْـوَرَا
أَشْـجَـارَ أُمَّـتِـنَـا تَسَـاقَـطَ زَهْـرُهَـا
وَ الوَرْدَ مِثْـلَ الشَّوْكِ وَخْزاً أَثْـمَرَا
وَ نُجُومَنَـا بَعْدَ الضِّيَـاءِ اِسَّاقَطَتْ
وَ شَرِيفَنَـا بِالسِّجْنِ مَاتَ وَ أُقْـبِـرَا
خَـوَّانَ أُمَّــتِـنَـا تَــبَـخْـتَـرَ مُـنْـتَـشٍ
والكُـلّ مِنْ خَوْفِ الجُنَـاةِ تَـدَهْوَرَا
يَـا أَيُّـهَـا العَـرَّافُ تِـلْـكِـمْ رُؤْيَـتِـي
فَسِّـرْ ؛ فَخَـيْرُ القَوْلِ مَا قَدْ فُسـِّرَا
أَبْـصَرْتـهَـا كِضِيَـاءِ صُبْحٍ لـَمْ تَـزَلْ
تَـدْوِي بِقَـلْـبِي تَـسْـتَحِـثُّ تَـفَـجُّرَا
فَـرَأَيْـتُ عَـرَافِـي يُـطَـأْطِئُ رَأْسَـهُ
كَـفَّــاً بِـكَـفٍّ يَــضْــرِبَـنَّ تَـحَــيُّــرَا
لَمْ يـَنْـطِـقَنْ فِي رُؤْيَـتِـي بِكُـلَـيْمَةٍ
وَ الوَجْهُ مِنْ شُحِّ الدِّمَاءِ تَـصَفَّـرَا
أَسْرَجْتُ خَيْلِي وَانْطَلَقْتُ مَجَاهِراً
"عِنْدَ الصَّبَاحِ سَيَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى"
=======
أَتَـحْـيَـا الـزُّهُـورْ ؟؟!!!
=============
وَقَـفْـتُ
لَـدَى الـقَـلْبِ عُـمْـراً طَـويـلاً
تَـلَـوْتُ عَـلَـيْهِ اِشْـتِعَـالَ الفُصُولْ
بِـكُـلِّ الأَحَاجِي
وَ كُـلُّ الجِهَاتْ
وَ خَلْفَ الضَّبَابِ الذِي قَدْ رَمَانِـي
وَحِـيداً بَـعِـيـدَا
تَـلَـوْتُ الـتَـرَانِـيمَ
لِحْـنـاً جَرِيـحاً
كَـكُـلِّ الطُّـيُورْ .
رَجَوْتُ الـرَّبِيعْ !!!!
سَـمِـعْـتُ تَـهَاوِيمَ رِيـحٍ تَـعَـاوَتْ
بِـصَـوْتِ الجُـنُـونْ
فَـتَـنْـفُـثَ سِـحْـراً
يُـزيلُ الجِـبَـالْ
تَـبِـعْـتُ الطُّـيـُورَ
إِلَـى حَـيْثُ طَارَتْ
لأَعـْلَىَ الـمَـنَـالِ
وَ خَـلْفَ الـتِّـلالِ
اِمْـتَشَقْتُ الضِّيَاءَ سُيُـوُفـاً
وَ حَارَبْتُ كُلَّ الرِّيَـاحِ
الـلَّوَاتِي كَـظِـلِّ السَّوَادْ
وَ عِـنْـدَ الـبُّـكُورْ
أَعَدتُّ اِجْـتِرَارَ الأَمَانِي الْجِرَاحْ
***
وَقَـفْـتُ أُفَـتِّشُ خَلْـفَ السِّـنِـينْ
هُـنَـالِـكَ طِـفْـلٌ تَـنَـاجَىَ
بِـهَـمْـسِ الـبَـرَاءَةِ فِي اللازَمَانْ !!
يـُلاحِقُ كُلَّ الفرَاشِ وَ يَرْمِي
حِجَىَ الأُحْجِـيَاتْ
فَـلَمْ يَنْشَغِلْ فِي تَوَالِي الفُصُولْ
يَـهُـزُّ الجُـذُوعَ
بِـصَـبْر جَـمِيلْ
وَ يَمْتَشِقُ الحُبَّ سَيْفَ الوُصُولْ
يُـعِـيدُ الرَّبِـيـعَ
وَ زَهْـرَ الحُـقُولْ
وَ حَـيْثُ الْـبَـرَاءَةُ
مِثْلَ الفَرَاشَاتِ تَـلْهُو
بِذَاكَ الجَمِيلِ البَسِيطْ
وَ حـَيْثُ السَّـنَابِلُ وَ الأُعْطِياتْ
وَ نَـهْـرٍ تَـأَنَّـى
يُرِتِّـلُ فَـيْضَ اِنْهِمَارِ السُّـطُوعْ
يُسَـبِّحُ للهِ فِي كُـلِّ حِـينْ
***
وَقَـفْـتُ
عَـلَى جُـنْـحِ ظِـلٍّ يَحُـولْ
وَ أَسْرَجْتُ خَـيْلَ الشُّمُوس الطُّـلُولْ...
وَ أَسْرَعْتُ أَرْكَبُ عُـنْفَ الأَمَـانِي
عَـلَى ظَـهْـرِ كُـلِّ مُحَـالٍ تَـرَائَـى
بِـصَـهْـوِ الـنَّـخِْيلِ
اِمْـتَـيْطتُ الأَسَىَ
لِـدَارِ الـخَـيَالْ
بَـلَغْتُ المُـنَى
وَ ابْـتَـلَـعْـتُ الـجِـرَاحْ
شَـمَـخْتُ بَـهِـيَّـا بِوَجْهِ الرِّيَاحْ
فَخَرّْتْ سُجُوداً
فَـعُـدتُّ لِـطِفْـلٍ
ذَوَى فِي زَمَانِي
أُدَاعِـبُ ذَاتِـي
وَ أُخْـرِجُ مِنْـهَا بُـذُورَ الـرَّبِـيـعْ
***
وَقَفْتُ
الأَعَـاصِيرُ تَـلْـوِي الـجَـنَـاحْ
وَ تَحْوِي الهُمُومَ مِنَ المُسْـتَحِـيلْ
وَ تُرْسلُ سَهْمَ المَنَايَا
تُـنَادِي الرَّحِيلَ الرَّحِيلْ
تُـعَـكِّـرُ صَفْوَ اللَّـيَـالِي
بِـنَشْرِ الخَـرَابِ
وَ تَرْقُصُ سَكْرَى
كَـأَفْعَى تَـلَـوَّتْ
تُـجَمِّعُ مـَكْرَ الحَنَايَا العَنِيدْ
وَ تُرْسِلُ سُودَ الطُيُورِ جـُيُوشاً
تَـدُكُّ حُصُونَ الجَمَالِ الأصِيلْ
قَرَأْتُ عَـلَيْهَا تَرَاتِيلَ نُـورٍ
بِـعُـمْـقِ الجَـرَاحْ
فَـزَادَ الفـَحِـيـحْ
وَ أَزَّتْ فُؤَادِي بِقَـتْـلِ الزُّهُـورْ
أَلا يَـا رِيَـاحَ الأَنِـينِ المُسَجَّىَ
بـِكُـلِّ الـجِـهَـاتْ
سَـآَتِـيـكِ حَـتْـماً
رَمَيْتُ العَصَا
فَابْـتَـلَـعْـتُ الأَفَاعِي
وَ عَـادَ الْخُـضُوعُ
بِـجَـمْـعُ الحُـوَاةْ
***
وَقَـفْـتُ
كَـشَمْـسٍ تُـنِـيـرُ الـدَّيَـاجِـي
وَ تَـمْحُـو البَـلايَا
تُـزِيـلُ الـسِّـتَـارْ
هُـنَا حَارَبَـتْـنِي
نُـسُـورُ الـبُـغَـاةِ
بِـبُـومٍ كَـئِـيـبْ
فَـزَادَتْ جِـرَاحٌ
وَ عَـمَّ الـنَّـزِيـفُ وَجُـوهَ الحَـيَـاةْ
رَأَيْتُ الـمِـيَاهَ بِأَنْـهَارِهَا
بِـعُـيْـنِـي اِسْـتَـحَـالَـتْ
دِمَـاءً دِمَـاءْ
وَطَـعْـمُ الـمَـيَـاةِ
أُجَـاجـاً أُجَـاجْ
وَ كُـلَّ الـدُّروُبِ بِرَهْـنِ اِعْوِجَاجْ
فَلَـمْ أُلْقِ بَـالاً لِـكُلِّ الـعُـتَـاةْ
رَمَـيْـتُ بِـقَـوْسِـي
نُجُـومَ الشَمَالْ
فَـهَـمَّتْ تُـنَـادي
اِرْتِـقَـابَ الـمُحَـالْ
رَسَـمْـتُ الـطَّـرِيـقَ
بِـعَـهْـدٍ وَثِــيـقْ
أَنَـا وَ الـلَّـيَـالِـي
وَ عِـشْقُ المُحَـالْ
مُحَـالٌ تَـقَـرُّ بِنَـا الأُحْـجِـيَـاتْ
مُـحَـالٌ تَـمُـوُتُ بِـنَـا الأُمْـنِـيَـاتْ
لِــيَـبْـقَى الـسُّـؤَالْ
يُـنَادِي مَـلِـيَّـا بِـعُـمْـقِ الـظِّـلالْ
هُـنَـا الأُحْـجِـيَـاتُ
هُـنَـا الأُمْـنِـيَـاتُ
هُـنَـا اللا تَـنَـاهِي مِنَ المُغْرِيَـاتْ
هُـنَـا اللا ...
تَـلاشَتْ صُـنُـوفُ الـجِـيَـادْ
وَ عُـدْتُّ بِـخَـيْـلٍ
كَـسِـيـرٍ كَـلِــيـلٍ
يَـطُـوفُ عَـلَى الـرَّوْضِ
يَـخْـشَـى الـزَّوَالْ
يَـؤُزُّ بَـقَـايَا الـرَّبِـيـعِ الـمُـسَـجَّىَ
بِـهَـالاتِ شَـوْقٍ
تُـنَـاجِي الـكَـمَـالْ
تُـرَى يَـا بَـقَـايَـا الـرَّبِـيعِ الجَـمِـيلْ
أَتَـحْـيَـا الزُّهُـورْ ؟؟!!!
=========
وَ يَـبْسُمُ طِفْـلُـنَا
==========
إِلامَ الـلَّـيْـلُ يَـحْـويـهِ الــسُّــهَـادُ
وَ قَـلْبُ الصَّبِّ يَـكْـوِيـهِ الـبِـعَـادُ
وَنَجْمِي صَارَ يَـرْقُبُ لِي مَسَارِي
وَ يَعْرِفُ حَيْرَتِي ؛ وَالبُـؤْسُ زَادُ
وَ أُرْسِلُ لِلطُّـيُوفِ نَدَاءَ شَوْقٍ
فَيَصْرُخُ بِي عَلَى البَـيْنِ اتِّـقَادُ
وَ لِي بَـيْنَ الحَنَايَا هَمْسُ ذِكْرَى
يُـعِيدُ الـلَّحْنَ وَ الأُنْسُ اِزْدِيَادُ
طُيُوفٌ جُمِّعَتْ فِي شَجْوِ نَفْسٍ
يَـعُـودُ بِـذِكْـرِهَـا وَجَــعٌ مُـعَــادُ
فَـدَعْ عِشْقاً لِـهِـنْـدٍ أَوْ سُلَـيْـمَى
أَتَـفْــدِيـهِـنَّ إِنْ قُـدِحَ الــزِّنَــادُ
وَهَلْ تُجْدِي المَحَبَّةُ مَنْ أُبِيحُوا
مَـحَـارِمُـنَـا يُـعَـزِّزُهَــا الـجِـهَــادُ
أُنَـادِي عَـلَّ سَـمْـعـاً فِـي فَــلاةٍ
يُجِيبُ الصَّوْتَ يَـنْسَاهُ الـرُّقَادُ
فَـيَذْكُـرُ مَجْدَنا وَ الفَـخْرُ يَسْرِي
بِـذِكْـرِ الـعِــزِّ يَـحْـدُونَـا اتِّـحَـادُ
جِرَاحُ العُمْرِ تَـغْـفُو تَحْـتَ نَـارٍ
يَـثُـورُ الـرِّيحُ يَشْـتَـعِلُ الـرَّمَادُ
شَـرَارُ الحَـقِّ يَـطْـوِي كُـلَّ زُورٍ
وَ يُـشْعِـلُ نَارَهَا. يَهْوِي الفَسَادُ
شُمُـوخُ الـرُّوحِ بِالرَّحْمَنِ يَعْـلُو
بِدُونِ الـرُّوحِ فَـالجَـنْـيُ القَـتَادُ
نَـزَفْـنَـا مِـنْ تَــفَــرُّقِــنَـا دِمَـانَـا
وَ هَــانَ عَـزِيـزُنَــا خَـرَّ الـعِـمَـادُ
وَ عَشْعَشَ بُومُهَا طَـيَّ الحَـنَايَا
بِصَوْتِ رَخِيصِهَا هَاجُوا وَشَادُوا
بِـقَـلْـبِ الـحُـرِّ نِـيـرَانٌ تَـلَـظَّـى
أَمَا لِـلْـقَـلْبِ فِي العُمْرِ اِبْـتِـرَادُ
فَـيَهْـنَـأُ خَافِقٌ يَـنْسَي الـرَّزَايَـا
يُـرَفْـرِفُ مَجْدُنَا يَحْـيَا الجَـمَادُ
أَمَـا نَـدْرِي بـتَـارِيـخِ الـبَـرَايَــا
وَمَنْ سَادُوا وَمَنْ بِالظُّلْمِ بَادُوا
أَلا يَـــا أُمَّــةً حَــلَّــتْ عُــرَاهَـــا
لَـنَـا وَعْـدٌ تُــوَارِيــهِ الـــشِّــدَادُ
لَـنَـا وَعْـدٌ بِـعَــوْدٍ وَ اجْـتِـمَـاعٍ
عَـلَى نَـهْجِ الـنِّـبُـوَةِ ذَا الرَّشَادُ
فَـهَـلْ عُدْنَـا نُـلَـمْـلِـمُ مَا تَـبَـقَّى
لَـنَـا فِي القُدْسِ حَقٌّ مُسْـتَعَادُ
نُـوَحِّـدُ أَرْضَنَـا نَـنْـفِي حُـدُوداً
تُـمَـزِّقُـنَـا وَ يَـرْسُـمُـهَا الـسَّوَادُ
أَزِيلُوهَا حَدُودَ الـهُوُنِ يَـكْـفِي
جَرَعْنَا السُّمَّ وَ الشَّهْدُ ابْـتِـعَادُ
نُـعِيدُ خِـلافَـةً يَـعْـلُـو صَـدَاهَـا
لَـــهَــا بِـالـنُّــورِ أَفْــيَــاءٌ تُــرَادُ
نَصُونُ حِـيَاضَنَـا مِنْ أََيِّ شَرٍّ
وَ يَـرْعَى حَـقَّـنَـا وَ لَـنَـا يُقَـادُ
فَيُزْهِرُ رَوْضَنَـا مِنْ بَعْدْ قَحْطٍ
وَ يَـبْسُمُ طِفْـلُـنَا يَحْـلُو الوِدَادُ
=========
فَـاجـْمـَعْ هُـمُـومَـك
===========
فِـي كُـلِّ قَـلْـبٍ لِـلْـمُـنَى تَـرْنِـيـمُ
وَ مُـنَـايَ فِي أَعْلَى الـنُّجُومِ تـُقِـيمُ
دَعْ عَـنْـكَ قِشْراً قَـدْ تَـلَوَّنَ خَـادِعـاً
وَ الْـزَمْ صَـدُوقـاً بِـالـعَـلاءِ يَـهِـيـمُ
الـدَّارُ خَـادِعَــةٌ تَـبُـثُّ حَــبَــائِــلاً
وَ الغِـرُّ صَـيْـدٌ وَ الشِّـبَـاكُ تَـحُـومُ
كَمْ مِنْ سَرَابٍ بِتُّ أَسْـعَى خَـلْـفـَهُ
فَـإِذَاهُ مِنْ خَـلْـفِ الـبَـرِيقِ وُهُـومُ
لَـكِنْ جَـمَال الـكَـوْنِ يـُبْـهِرُ أَعْـيُـناً
فِـي رُوحِـهَـا سِرُّ الجَـمَـالِ يَـدُومُ
وَ الصُّـبْحُ أَسْفَرَ لَـيْسَ يُنْـكِرُ ضَوْءَهُ
إِلا كَـفِـيـفٌ بِـالـظَّـلامِ مُــقِــيــمُ
وَ الزَّهْرُ يَنْشُرُ لِلْقُـلُوبِ مِنَ الشَّذَى
يُـحْيِي الأُنُـوفَ ؛ يَشُمُّهَا المَزْكُـومُ
وَ الـطَّـيْـرُ تَـرْنِـيـمٌ يَـرِقُّ غِـنَــاؤُهُ
نَـفْـحاً لِـهَـاتِـيـكَ الـتِّــلالِ يَــرُومُ
تَعِبَ الجَمَـالُ إِذِ الـبَصَـائِرُ أَظْـلَمَتْ
فَـتَـضُـمُّـهَـا رَغْمَ الضِّـيَـاءِ سُـدُومُ
اللهُ قَـدْ خَـلَـقَ الـجَـمَـالَ لِـعِـبْـرَةٍ
وَ تَـفَـكُّـرٍ فِـيـهِ الـقُـلُـوبُ تَـعُـومُ
يَـا عَاشِقَ الحَسْـنَـاءِ أَتْمِمْ مَهْـرَهَـا
لِـلْـحُـسْنِ حَـقٌّ قَـالَـهُ الـتَّـقْـيِـيـمُ
أَوَ تَطْـلُبُ الحَسْـنـَاءَ دُونَ بِـِضَـاعَـةٍ
وَهْمُ الـنَّـؤُومِ عَـنِ الـعَـلاءِ قَـدِيـمُ
تَمْضِي الحـَيَـاةُ بِحُـلْوِهَـا وَ بِمُـرِّهَا
فَـا غـْنَمْ حَـيَاتَـكَ فَـالزَّمَـانُ غَـرِيـمُ
فِي سَاعَةٍ دَقَّـتْ نَـوَاقِـيسُ الـرَّدَى
لا يَـنْـفَـعُ الـتَّـأخِـيرُ وَ الـتَّـقْـدِيـمُ
فَـاجْمَعْ هُـمُومَكَ لِلْجِـنَـانِ وَ ظـِلِّهَا
فَـلَهَا الهُـمُومُ عَـلَى المَـرَارِ نَعِـيمُ
حُـورٌ هُـنَـالِـكَ أَيْـنَ أَيْـنَ حَـبِـيبُـهَا
فِي نِـعـْمَـةٍ لا تَـنْـقَـضِي وَ تَـدُومُ
وَ الـخَـمْرُ فِـيهَـا لَـذَّةٌ مَـمْـنُوحَـةٌ
لِـلـشَّـارِبِـينَ وَ نِـعْـمَ نِـعْـمَ نَـدِيمُ
فَـاسْـأَلْ إِلَـهَ الَـكَوْنِ خَـلاقَ الوَرَى
وَ الْـزَمْ بِـقَــلْــبِــكَ إِنَّـهُ لَـكَـرِيـمُ
يَمْحُو المَسَـاوِئَ يُـبْـدِلَـنَّ ظَـلامَهَـا
فِـإِذَا الـمَـعَـائِـبُ كُـلُّـهَـا تَـكْـرِيـمُ
لَمْ أَجْنِ فِي سَـفَرِي حَصَاداً نَـافـِعاً
وَ الـكَـفُّ خُـلْـوٌ يَـحْـتَـوِيـهِ وُجُـومُ
إِنِّي أَتَـيْـتُـكَ طَـامِـعـاً فِي رَحْـمَـةٍ
وَ أَنَــا فَـقِـيـرٌ تَـكْـتَـوِيـهِ هُـمُـومُ
كَـثُرَتْ عَلى طُولِ الطَّرِيقِ مَسَالِبِي
وَ خِـتَـامُ عَـبْْـدِكَ بِـالـرَّجَـا مَخْـتُومُ
فَارْفَعْ إِلَـهِي عَنْ عُـبَـيدِكَ شِـقْـوَةً
إِنِّي بِخـَوْفِي فِي الـدُّنَى مـَكْـلُـومُ
إِنْ لَـمْ يَـكُنْ غََضـَبٌ عَـلَيَّ فَـإِنَّـنِـي
فِـي الأَرْضِ ظِـلٌّ بِالجِـنَـانِ يُـقِـيـمُ
=========
معارضة للامية العرب
==============
وَ كُـونُـوا جُـنُـودَ الـحَـقِّ
==============
عَـلَـيْـكَ اِعْـتِـمَـادِي فَـوْقَ كُـلِّ مُـلِـمَّةٍ
وَ قَـلَبِي لَدَى الأَحْدَاثِ بِالـهَمِّ مُثْـقَلُ
فَبِـاللهِ مَـنْـجَـاةٌ إِذَا مَسَّـنَـا الضَّـنَـى
و لُـطْفٌ مِنَ الـرَّحْمَنِ لِلـرُّوحِ يَغْسِلُ
تَـمُرُّ اللَّـيَـالِي فِي عُـرُوقِي بَطِـيئَـةً
وَ يَحْمِلُ جُـرْحَ الـرُّوحِ هَمٌ مَـزَلْـزِلُ
وَ أَنْـظُـرُ لِـلأَيَـام تَـقْـتَاتُ عَـبْـرَتِي
وَ تُـلْـهِـبُـنِي الأَنْـوَارُ فَالـلَّيْل أَلْـيَلُ
وَأَزَرَعُ حُلْمِي فِي رِيَاضٍ مِنَ النَّدَى
فَتَغْدُو بَنَاتُ الشَّرِّ فَالرَّوْضُ مُمْحِلُ
أَمُـدُّ عَـلَى الآَفَـاقِ جُـنْحِي مُـؤَمِّـلاً
كَطَيْرٍ رَقِـيقِ الشَّدْوِ يَغْدُو وَ يُقْـبِلُ
أُزَخْرِفُ أَقْوَالاً وَفِي القَلْبِ ضِعْفُهَا
لَـعَـلِّي أَرَى الأَنْـوَارَ لِـلْـعُرْبِ تُـقْـبِلُ
أَلا يَـا دِيَـارَ الـعُـرْبِ يَا نَـبْـعَ عِـزَّةٍ
أُقَـبِّـلُ أَطْـلالاً بِـهَـا الـعِـزُّ يُشْعَـلُ
لِمَاذَا انْـتَأَيْنَـا وَالحَيَاةُ عَلَى الهُدَى
بِـهَا تُـؤْخَذُ الأَبْـعَـادُ لِـلْحُـبِّ تَـنْـهَـلُ
مَنَعْـنَا اِزْدِهَارَ البَدْرِ فِي كُلِّ بُـقْـعَةٍ
وَ مُـزِّقَ فِـيـنَـا كُــلُّ ظِـلٍّ يَـؤَصَّــلُ
أُنَادِي وَكُـلِّي فِي اِشْتِـيَاقٍ لِوِحْدَةٍ
تَـلُـمُّ شَـتَـاتَ الأَمْـرِ لِـلْجُـرْحِ تُدْمِلُ
وَ نَـبْـنِي قِلاعَ الحُبِّ طُهْراً نَـقِـيَّـةً
فَيَهْدِمُ رُكْنَ الخَيْرِ بِالرُّخْصِ مِعْوَلُ
مَعَاوِلَ هَدْمٍ قَدْ تَـنَـادَتْ وَحَلَّـقَتْ
لَـهَا بِاجْـتِمَاعِ الصَّفِّ نَخْرٌ مُضَلِّلُ
مَتَى يَعْتَلِي البُـنْيَانَ وَالهَدْمُ خَلْفَهُ
وَمَازَالَ لِلإِرْجَافِ فِي القَوْمِ مَحْمَلُ
أَرَى الأَمْسَ يَدْعُونَا بِأَلْـفَيْ إِشَارَةٍ
وَفِي الغَدِ مَأْمُولٌ وَيَوْمِي مُهَلْـهَلُ
وَأَصْرُخُ مِلْءَ الصَّدْرِ أَلْتَاكُ لَوْعَتِي
وَ أَرْفَـعُ لِـلأَحْـرَارِ مَـجْـداً يُـجَـلّـلُ
فَمَا بِرَخِيصِ النَّـفْس إِنْ نَالَ يَوْمَهُ
سِوَى الخِزْيُ مَجَمُوعٌ مِنَ العَارِ يُنْسَلُ
أَعِيدُوا بَني قَوْمِي إِلَى الدِّينِ صَفْوَهُ
فَفِـيهِ اِرْتِـقَاءُ الرُّوحِ يَعْـلُو وَيَـكْمُلُ
وَ خَلُّو دَنَايَا الـنَّفْسِ فَالعُمْرُ مُسْرِعٌ
بِنَا نَحْوَ ضِيقِ اللَّحْدِ وَ الكُلُّ يُسْأَلُ
فَكَيْفَ نُجِيبُ السُّؤْلَ إِنْ جَاءَ مُنْكَرٌ
أَعِدُّوا جَوَابَ الحَقِّ بِالفِعْلِ يَعْـمَلُ
أُنَادِي وَخَوْفِي مِلْءَ قَلْبِي عَلَى المَدَى
فَنَقْصي اِطِّرَادُ القَوْلِ وَالفِعْلُ أَحْوَلُ
وَهَلْ تَكْتَفِي الأَحْوَالُ بِالقَوْلِ مُنْقِذاً
فَمَا العُذْرُ يَا قَوْمِي ؛ إِذِ الحَلُّ أَكْسَلُ
وَ لِـي أَمَـلٌ يَحْـلُو يُـلَـمْـلِمُ هِمَّـتِي
فَـفِينَـا مِنَ الخَيْرَاتِ ذِكْرٌ مُؤَصَّلُ
وَ إِنِّي لأَرْجُو العَفْوَ إِذْ بِتُّ مُذْنِـباً
أَنُوءُ بِعِبْءِ الذَّنْبِ إِنْ جِئْتُ أَحْمِلُ
لَعَلِّي أَنَالُ الصَّفْحَ إِذْ كُـنْتُ دَائِماً
عَنِ الحَيْفِ وَ التَّزْوِيرِ لِلْحَقِّ أَمْيَلُ
لَـدَيْـنَـا كِـتَابُ اللهِ يُحْيِي مَوَاتَـنَا
وَ بِـالسُّـنَّـةِ الغَـرَاءِ وَحْـيٌ مُـنَـزَّلُ
فَمَنْ مِثْـلَـنَا يَهْدِي الـقُـلُوبَ مَحَبَّةً
وَمَنْ غَيْرُنَا أَوْعَى إِذَا حَارَ أَخْطَلُ
أَيُعْلِي بَنُو صُهْيُونَ فِي القُدْسِ رِجْسَهُمْ
وَ نمْـنَحُهُمْ سِلْماً وَ لِلأَهْلِ نَـقْـتِلُ
نَـبِـيعُ عَلَى الدِّينَـارِ أَرْحَامَ وَصْلِـنَا
وَ يَعْلُو اِفْتِخَارُ الزُّورِ بِالشَّرِّ يَهْطِلُ
سَيَصْفَعُنَا التَّارِيخُ وَ الكُلُّ شَاهِدٌ
وَيَفْضَحُ كُلَّ الزُّورِ وَالـبُهْتَ يُمْحِلُ
وَ لا نَـدَّعِـي أَنَّـا نَصُوُنُ حِـيَاضَنَـا
هَـرِمْـنَـا بِـأَشْـوَاقٍ وَ لا تَــتَـفَـعَّـلُ
أَرَى الطِّفْلَ يَرْنُو وَالعُيُونُ جَرِيحَةٌ
تَـلُومُ اِنْبِطَاحاً صَارَ وَسْماً يُخَجِّـلُ
فَعُودُوا إِلَى الدَّيَّانِ عَوْدَةَ صَادِقٍ
وَكُونُوا جُنُودَ الحَقِّ؛ فَالنَّصْرُ يَنْزِلُ
فَمَا النَّصْرُ إِلا الوَعْدُ لِله قَدْ أَتَى
لِمَنْ كَانَ جُنْدَ اللهِ فَالمَنُّ أَجْزَلُ
===========
بَـانَــتْ لُـبَــيْــنُ
=========
بَـانَـتْ لُـبَـيْنُ فَـكُـلِّي بَـعْـدُ مَـقْـتُـولُ
وَ كَـيْفَ أَحْـيَا وَ كُـلُّ الكون تَـهْوِيلُ
بَـانَتْ وَ مَا خَلَّـفَتْ لِلْـقَلْبِ غَيْرُ أَسَى
وَالقَوْلُ فِي خَاطِرِي المَجْرُوحِ مَعْسُولُ
فَـكَمْ أُذَاكِرُ أَطْيَافَـاً قَدِ اِرْتَـسَـمَتْ
وَ هزّ وَجْدِي ؛ عَلَى الأَوْجَاعِ تَـرْحِيلُ
يُـثارُ حَرْفِي وَ حَرْفِي اليَوْمَ مهترئ
بَـانَتْ لُـبَـيْنٌ وَمَا بِالْقَـلْبِ تَحْوِيلُ
وَ كَـيْفَ خَلَّتْ بِقَـلْبِي الجُرْحَ مُنْـفَجِراً
وَ جَمَّعَ المِلْح فَوْقَ الجُرْحِ تَـبْدِيلُ
يَـالَـيْتَ شِعْـرِي وَهَلْ طَلَّتْ بِوَجْنَتِهَا
لِتُخْجِلَ البَدْرَ هَلْ لِلْـبَدْرِ تَـنْوِيِلُ
هِيَ الضِّيَاءُ إِذَا اِبْـتَسَمَتْ فَـبَسْمَتُـهَا
كُـلُّ البُدُورِ يُضِيءُ بِثَـغْرِهَا اللِّـيِلُ
هَيْفَاءُ إِنْ أَقْـبَلَتْ فَالْكَونُ مُنْشَرِحٌ
غَيْدَاءُ إِنْ أَدْبَرَتْ وَ الجِسْمُ عُطْبُولُ
سَبَتْ فَؤَادِي بِحُسْنٍ فَاقَ عَنْ خَلَدِي
مَنْ لِي بِرَدِّ الـهَوَى وَ الشَّوْقُ مَذْهُولُ
لَمّا رَنَتْ أَوْدَعَتْ بِالـقَلْبِ جَذْوَتَـهَا
و الْقَلْبُ مِنِّي عَلَى الإِِحْسَاسِ مَجْبُولُ
نَـادَيْتُ طَيْفاً غَدَا سِراً يُـلازِمُـنِـي
وَ نَـادَمَ الـرُّوحَ فِي الأَوْجَاعِ تَـأْوِيِلُ
فَـأَتْـبَعُ العُذْرَ أَنَّىَ كَـانَ مُجْتَهِداً
لِـيَبْقَى عِنْدِي برَغْمِ البَـيْنِ تَعْلِيلُ
وَ الـنَّفْسُ مِنِّي تَرَدُّ العَقْلَ إِنْ هَطَلَتْ
غَوَادِيَ الفِكْرِ لِلأَفْعَالِ تَـعْـقِـيلُ
فَـكَمْ بِقَلْبِي نِدَاءَاتٌ تُسَائِلُنِي
فِيهَا العَنَاءُ وَ صَوْتُ الحُبِّ مَعْلُولُ
تَرَكْتُ دُنْيَا الهَوَىَ مِنْ غَيْرِمَا أَسَفٍ
مَلأْتُ قَلْبِي بِحُبٍّ فِيهِ تَـعْوِيلُ
فِي حُبِّ أَحْمَدَ بَـاتَ القَلْبُ مُنْشَغِلاً
وَ يُرْسِلُ الدَّمْعَ إِكْبَـارٌ وَ تَجْلِيـلُ
فَمَـا لِحُبِّ الوَرَى مِنْ بَعْدِهِ أَثَرٌ
هُوَ الحَبِيبُ الذِي لِلْحُبِّ إِكْـلِيلُ
هُوَ المَنَارَةُ إِنْ ضَلَّتْ طَرَائِـقُـنَا
فَفِيهِ هَدْيٌ عَلَى الأَعْنَاقِ مَحْمُولُ
وَ رَدَّ أهوَاءَنَا تِلْكَ التِي اِشْتَعَلَتْ
وَ فَرَّقَتْنَـا ؛ فَـلَمَّ الجَـمْعَ تَذْلِيلُ
وَ كَـانَ أَرْحَمَ بِالإِنْسَانِ يَشْمَلُـهُ
بِكُلِّ عَطْفٍ لَهُ فِي الصَّعْبِ تَسْهِيلُ
وَحْيُ السَّمَاءِ عَلَى كَـفَّيْهِ مُنْـبَسِطٌ
فَالـنُّورُ مِنْ رَبِّنَا لِلنَّاسِ مَرْسُوُلُ
هُوَ الأَمِينُ وَ قَدْ ثَـقُلَتْ أَمَانَـتُهُ
فَالوَحْيُ حِمْلٌ هَوَتْ مِنْهُ الـتَّحَامِيلُ
فَنَفَّـذَ الأَمْـرَ لا يَـأْلُوُهُ مُجْتَـهَداً
كَـمَا أَتَى مِنْ عَلٍ بِالْوَحِيِ جِبْرِيلُ
أَوْثَـانُـهم قَدْ هَوَتْ مِنْ بَعْدِ بِعْثَتِهِ
وَ النَّـفْسُ مَلْأَىَ وَ لِلأَصْنَامِ تَفْعِيلُ
فَـكَمْ لَدَيْنَـا مِنْ الأَصْنَامِ تَـغْلِـبنَا
فَالْـكِبْرُ وَ الحِقْدُ وَ الأَضْغَانِ تَمْثِيلُ
مَحَا عَنِ القَلْبِ مَا قَدْ كَانَ مِنْ شُبَهٍ
مِنْ بَعْدِ غَيٍّ دَجَى والجَهْل مَفْعُولُ
لِـيَـرْسُمَ الـكَوْنَ مُزْدَاناً بِطَـلْـعَـتِـهِ
حَـتَّى عَلا الكُـلَّ إِشْرَاقٌ وَ تَجْمِـيلُ
ثُمَّ ارْتَـكَسْنَـا وَصَارَ الكُـلُّ مُرْتَـهَـناً
بِـرَسْمِ خَطٍ ؛ أَمَـا لِلـرَّسْـمِ تَـعْدِيلُ
فَيَنْـهَضُ الحُرُّ يُحْيِي الحَقَّ مُنْشَرِحاً
وَ لِـلْـجِـهَـادِ بِـقَـلْـبِ الكّـلِّ تَـهْـلِـيلُ
و العِزُّ يَعْلُو عَلَى الهَامَاتِ مُؤْتَـلِـقاً
وَ مِشْيَةُ الحُرِّ فَوْقَ الأرْضِ تَرْفِيلُ
لا خَوْفَ يَجْـتَثُّـنا إِنْ مَالَ ذَو صَلَفٍ
لِكُلِّ فُرْعَوْنَ مُوسَى يُسْـمَـعُ القِـيلُ
يَا أَحْمَدَ الخَيْرِ وَ الآَيَاتُ تُخْجِلُنِي
مِنْكَ البَشَائِرُ وَ الأَكْوَانُ تَـغْـوِيِلُ
أَتَـيْتَ دُنْـيَا عَلَى التَّسْفِـيهِ جُمْلَـتُهَـا
وَ يَحْتَوِي الكُلَّ فَوْقَ العَقْلِ تَضْلِيلُ
فَكُـنْتَ هَدْياً لِمَنْ تَحْيَا فَضِيلَـتُـهُ
وَ صَارَ بِالسَّعْدِ يَهْدِي الرُّوحَ قِنْدِيلُ
أَنَرْتَ لِلـنَّـاسِ دَرْباً بَـعْدَ ظُـلْـمَـتِـهِ
فَالـنُّـورُ شَـعَّ وَ لِلأَنْـوَارِ تَـأصِـيـلُ
عَلَّـمْتَ كُـلَّ جَهُولِ القَلْبِ وِجْهَـتهُ
فَـبَـدَّلَ الحَـالَ لِـلأَفْـهَامِ تَـحْـوِيـلُ
وَ أَصْبَـحَ العَـبْدُ بِالـرَّحْمَنِ مُـتَّـصِلاً
وَ كُـلُّ خُطْوٍ بِحَـبْلِ اللهِ مَـوْصُـوُلُ
وُهِـبْتَ كُـلَّ جِبَالِ الأَرْضِ مِنْ ذَهَبٍ
فَلَمْ تُرِدْهَـا وَ مَسَّ العَرْضَ تَـعْطِيلُ
فَـكُــنْـتَ أَزْهَـدَ خَـلْـقِ اللهِ كُـلِّـهِـمُ
وَ بَعْدَكَ الصَّحْبُ بِِالـتَّزْهِيدِ مَشْمُولُ
نَـقَـلْـتَـنَـا مِـنْ عَـدَاوَاتٍ تُـقَـتِّـلُـنَـا
لِـسَادَةٍ فَـوْقَ هَامِ الكُـلِّ تَـظْـلِيلُ
وَ أَصْـبَحَ الكَوْن بِالإِسْلامِ مُحْـتَـفِياً
رَأَىَ بِهِ الحَقَّ فَالإِعْجَـازُ تَـخْـوِيـلُ
يَا سَيِّدَ الخَلْقِ يَا نُوراً يُهَدْهِدُنَـا
إِنِ اِبْـتَعَدْنَا فَكُـلُّ السَّعْيِ مَشْلُولُ
عَلَى الشّفَاعَةِ بَعْـدَ اللهِ مُتَّـكَـلِي
فِيهَا النَّجَاةُ إِذَا مَا بَارَ مَحْصُولُ
عَـلَيْكَ أَلْـفُ صَـلاةٍ عَلَّ يَـرْحَـمَـنَـا
رَبُّ البَـرَايَا إِذَا اِجْتَـمَعَتْ مَـثَاقِيلُ
========
بَـانَــتْ لُـبَــيْــنُ
=========
بَـانَـتْ لُـبَـيْنُ فَـكُـلِّي بَـعْـدُ مَـقْـتُـولُ
وَ كَـيْفَ أَحْـيَا وَ كُـلُّ الكون تَـهْوِيلُ
بَـانَتْ وَ مَا خَلَّـفَتْ لِلْـقَلْبِ غَيْرُ أَسَى
وَالقَوْلُ فِي خَاطِرِي المَجْرُوحِ مَعْسُولُ
فَـكَمْ أُذَاكِرُ أَطْيَافَـاً قَدِ اِرْتَـسَـمَتْ
وَ هزّ وَجْدِي ؛ عَلَى الأَوْجَاعِ تَـرْحِيلُ
يُـثارُ حَرْفِي وَ حَرْفِي اليَوْمَ مهترئ
بَـانَتْ لُـبَـيْنٌ وَمَا بِالْقَـلْبِ تَحْوِيلُ
وَ كَـيْفَ خَلَّتْ بِقَـلْبِي الجُرْحَ مُنْـفَجِراً
وَ جَمَّعَ المِلْح فَوْقَ الجُرْحِ تَـبْدِيلُ
يَـالَـيْتَ شِعْـرِي وَهَلْ طَلَّتْ بِوَجْنَتِهَا
لِتُخْجِلَ البَدْرَ هَلْ لِلْـبَدْرِ تَـنْوِيِلُ
هِيَ الضِّيَاءُ إِذَا اِبْـتَسَمَتْ فَـبَسْمَتُـهَا
كُـلُّ البُدُورِ يُضِيءُ بِثَـغْرِهَا اللِّـيِلُ
هَيْفَاءُ إِنْ أَقْـبَلَتْ فَالْكَونُ مُنْشَرِحٌ
غَيْدَاءُ إِنْ أَدْبَرَتْ وَ الجِسْمُ عُطْبُولُ
سَبَتْ فَؤَادِي بِحُسْنٍ فَاقَ عَنْ خَلَدِي
مَنْ لِي بِرَدِّ الـهَوَى وَ الشَّوْقُ مَذْهُولُ
لَمّا رَنَتْ أَوْدَعَتْ بِالـقَلْبِ جَذْوَتَـهَا
و الْقَلْبُ مِنِّي عَلَى الإِِحْسَاسِ مَجْبُولُ
نَـادَيْتُ طَيْفاً غَدَا سِراً يُـلازِمُـنِـي
وَ نَـادَمَ الـرُّوحَ فِي الأَوْجَاعِ تَـأْوِيِلُ
فَـأَتْـبَعُ العُذْرَ أَنَّىَ كَـانَ مُجْتَهِداً
لِـيَبْقَى عِنْدِي برَغْمِ البَـيْنِ تَعْلِيلُ
وَ الـنَّفْسُ مِنِّي تَرَدُّ العَقْلَ إِنْ هَطَلَتْ
غَوَادِيَ الفِكْرِ لِلأَفْعَالِ تَـعْـقِـيلُ
فَـكَمْ بِقَلْبِي نِدَاءَاتٌ تُسَائِلُنِي
فِيهَا العَنَاءُ وَ صَوْتُ الحُبِّ مَعْلُولُ
تَرَكْتُ دُنْيَا الهَوَىَ مِنْ غَيْرِمَا أَسَفٍ
مَلأْتُ قَلْبِي بِحُبٍّ فِيهِ تَـعْوِيلُ
فِي حُبِّ أَحْمَدَ بَـاتَ القَلْبُ مُنْشَغِلاً
وَ يُرْسِلُ الدَّمْعَ إِكْبَـارٌ وَ تَجْلِيـلُ
فَمَـا لِحُبِّ الوَرَى مِنْ بَعْدِهِ أَثَرٌ
هُوَ الحَبِيبُ الذِي لِلْحُبِّ إِكْـلِيلُ
هُوَ المَنَارَةُ إِنْ ضَلَّتْ طَرَائِـقُـنَا
فَفِيهِ هَدْيٌ عَلَى الأَعْنَاقِ مَحْمُولُ
وَ رَدَّ أهوَاءَنَا تِلْكَ التِي اِشْتَعَلَتْ
وَ فَرَّقَتْنَـا ؛ فَـلَمَّ الجَـمْعَ تَذْلِيلُ
وَ كَـانَ أَرْحَمَ بِالإِنْسَانِ يَشْمَلُـهُ
بِكُلِّ عَطْفٍ لَهُ فِي الصَّعْبِ تَسْهِيلُ
وَحْيُ السَّمَاءِ عَلَى كَـفَّيْهِ مُنْـبَسِطٌ
فَالـنُّورُ مِنْ رَبِّنَا لِلنَّاسِ مَرْسُوُلُ
هُوَ الأَمِينُ وَ قَدْ ثَـقُلَتْ أَمَانَـتُهُ
فَالوَحْيُ حِمْلٌ هَوَتْ مِنْهُ الـتَّحَامِيلُ
فَنَفَّـذَ الأَمْـرَ لا يَـأْلُوُهُ مُجْتَـهَداً
كَـمَا أَتَى مِنْ عَلٍ بِالْوَحِيِ جِبْرِيلُ
أَوْثَـانُـهم قَدْ هَوَتْ مِنْ بَعْدِ بِعْثَتِهِ
وَ النَّـفْسُ مَلْأَىَ وَ لِلأَصْنَامِ تَفْعِيلُ
فَـكَمْ لَدَيْنَـا مِنْ الأَصْنَامِ تَـغْلِـبنَا
فَالْـكِبْرُ وَ الحِقْدُ وَ الأَضْغَانِ تَمْثِيلُ
مَحَا عَنِ القَلْبِ مَا قَدْ كَانَ مِنْ شُبَهٍ
مِنْ بَعْدِ غَيٍّ دَجَى والجَهْل مَفْعُولُ
لِـيَـرْسُمَ الـكَوْنَ مُزْدَاناً بِطَـلْـعَـتِـهِ
حَـتَّى عَلا الكُـلَّ إِشْرَاقٌ وَ تَجْمِـيلُ
ثُمَّ ارْتَـكَسْنَـا وَصَارَ الكُـلُّ مُرْتَـهَـناً
بِـرَسْمِ خَطٍ ؛ أَمَـا لِلـرَّسْـمِ تَـعْدِيلُ
فَيَنْـهَضُ الحُرُّ يُحْيِي الحَقَّ مُنْشَرِحاً
وَ لِـلْـجِـهَـادِ بِـقَـلْـبِ الكّـلِّ تَـهْـلِـيلُ
و العِزُّ يَعْلُو عَلَى الهَامَاتِ مُؤْتَـلِـقاً
وَ مِشْيَةُ الحُرِّ فَوْقَ الأرْضِ تَرْفِيلُ
لا خَوْفَ يَجْـتَثُّـنا إِنْ مَالَ ذَو صَلَفٍ
لِكُلِّ فُرْعَوْنَ مُوسَى يُسْـمَـعُ القِـيلُ
يَا أَحْمَدَ الخَيْرِ وَ الآَيَاتُ تُخْجِلُنِي
مِنْكَ البَشَائِرُ وَ الأَكْوَانُ تَـغْـوِيِلُ
أَتَـيْتَ دُنْـيَا عَلَى التَّسْفِـيهِ جُمْلَـتُهَـا
وَ يَحْتَوِي الكُلَّ فَوْقَ العَقْلِ تَضْلِيلُ
فَكُـنْتَ هَدْياً لِمَنْ تَحْيَا فَضِيلَـتُـهُ
وَ صَارَ بِالسَّعْدِ يَهْدِي الرُّوحَ قِنْدِيلُ
أَنَرْتَ لِلـنَّـاسِ دَرْباً بَـعْدَ ظُـلْـمَـتِـهِ
فَالـنُّـورُ شَـعَّ وَ لِلأَنْـوَارِ تَـأصِـيـلُ
عَلَّـمْتَ كُـلَّ جَهُولِ القَلْبِ وِجْهَـتهُ
فَـبَـدَّلَ الحَـالَ لِـلأَفْـهَامِ تَـحْـوِيـلُ
وَ أَصْبَـحَ العَـبْدُ بِالـرَّحْمَنِ مُـتَّـصِلاً
وَ كُـلُّ خُطْوٍ بِحَـبْلِ اللهِ مَـوْصُـوُلُ
وُهِـبْتَ كُـلَّ جِبَالِ الأَرْضِ مِنْ ذَهَبٍ
فَلَمْ تُرِدْهَـا وَ مَسَّ العَرْضَ تَـعْطِيلُ
فَـكُــنْـتَ أَزْهَـدَ خَـلْـقِ اللهِ كُـلِّـهِـمُ
وَ بَعْدَكَ الصَّحْبُ بِِالـتَّزْهِيدِ مَشْمُولُ
نَـقَـلْـتَـنَـا مِـنْ عَـدَاوَاتٍ تُـقَـتِّـلُـنَـا
لِـسَادَةٍ فَـوْقَ هَامِ الكُـلِّ تَـظْـلِيلُ
وَ أَصْـبَحَ الكَوْن بِالإِسْلامِ مُحْـتَـفِياً
رَأَىَ بِهِ الحَقَّ فَالإِعْجَـازُ تَـخْـوِيـلُ
يَا سَيِّدَ الخَلْقِ يَا نُوراً يُهَدْهِدُنَـا
إِنِ اِبْـتَعَدْنَا فَكُـلُّ السَّعْيِ مَشْلُولُ
عَلَى الشّفَاعَةِ بَعْـدَ اللهِ مُتَّـكَـلِي
فِيهَا النَّجَاةُ إِذَا مَا بَارَ مَحْصُولُ
عَـلَيْكَ أَلْـفُ صَـلاةٍ عَلَّ يَـرْحَـمَـنَـا
رَبُّ البَـرَايَا إِذَا اِجْتَـمَعَتْ مَـثَاقِيلُ
========
أَيَــا أَنْـــتَ
======
أَيَا أَنْتَ يَا ابْنَ الضُّحَى وَ الضِّيَاءِ
وَ يَا مَنْ رَسَمْتَ الـدُّرُوبِ زُهُورَا
وَ يَا مَنْ تَـغَنَّـيْتَ كَالطَّـيْرِ صُبْحاً
وَ كَـالنَّاي تُزْجِي إِلَـيْنَا الحُبُورَا
وَ كُنْتَ الفَرَاشَ عَلَى الوَرْدِ يَجْرِي
فَيَلْـثُمُ طَيَّ الـزُّهُورِ الـعُـطُـوُرَا
وَ كُـنْتَ الضِّيَاءَ بِلَيْلِ الدَّيَاجِي
وَ كُنْتَ الـنُّجُومَ وَ كُنْتَ البُدُورَا
وَلَـمَ تَقْفُ يَـوْماً مَعِـيبَ الخُطَى
وَ لَمْ تَشْكُ كَرْباً يَـهُـزُّ الـدُّهُورَا
وَ فَوْقَ الـرَّوَابي تَعَـالَيْتَ عُمْراً
رَأَيْتَ العَدَالَةَ فِي الأَرْضِ بُـوُرَا
رَأَيْتَ الأَرَاجِيفَ سِحْـراً مَقِـيتاً
تَـمُدُّ عَلَى الكَـوْنِ ظِـلاً كَـفُـورَا
رَأَيْـتَ اِنْـتِـشَاءَ الـدَّنَـايَا بِعُـهْـرٍ
سِـفَــاحـاً أَتَـاهَـا يُــهَـدِّم دُوُرَا
فَيَعْلُو عَلَى الحِقِّ صَوْتٌ رَخِيصٌ
يُدِيِرُ الأَحَاجِي عَلَى الكُلِّ زُورَا
فَـتَغْدُو الطَّـهَارَةُ حُلْماً مُخِـيفاً
وَ تَعْلُو الحَقَارة تَـبْنِي القُصُورَا
وَ يَمْـتَدُّ ظِلٌّ مِنَ الـكَـيْدِ جَـهْراً
لِـيَهْدِمَ أَصْلاً فَـيُغْـرِي القُشُورَا
يُـكَـبَّـلُ حَقٌ بِـكَيْدِ الأَفَـاعِـي
فَـيَغْدُو بِجُـحْرٍ حَسِيراً كَسِيرَا
وَ يَشْدُو الفَحِـيحُ بِلَحْنِ المَنَايَا
يَقِـيئُ السُّمُومَ وَ يَبْـنِي القُبُورَا
تُـقَـهْـقِـهُ بِـالـغَـدْر ِكُـلُّ الـرَّزَايَـا
كَمَا الرِّيحُ تَـهْذِي تُـثِيرُ النُّـفُورَا
أُنَــادِي وَ كُـلِّـي حَـنِــيـنٌ لِـعِـزٍّ
لَـعَـلَّ الـتَّـنَـادِي يُعِـيدُ الضَّمِيرَا
يُـزَلْـزِلُ فِــيـنَـا بِـنَــاءً لِـخَـوْفٍ
وَ يُـرْجِعُ سَيْـفاً صَقِيلاً وَ نُورَا
أُنَادِي عَلَى الحُبِّ مَنْ قَدْ تَنَاءَوْا
هَـلُـمَّ نُـحَـطِّـمُ لِـلْـهُـوُنِ سُـوُرَاً
وَ نَـكْسِرُ غُـلاً كَـوَىَ مِعْصَمَيْـنَـا
وَ نُعْلِي مِنَ الحَقً صَرْحاً طَـهُوراً
نُحَـرِّرُ قَـبْلَ الأَرَاضِي نُـفُـوساً
فَـنُخْـرِجُ بِالرُّوحِ مَجْداً فَخُورَا
أََيَـا أَنْتَ هَـلْ تَـرْتَـضي بِالخَـنَـا
وَ كَيْفَ الـتَّرَدِّي يَزِيدُ القُصُورَا
وَ كَيْفَ التَّلَعْـثُمُ عَنْ قَوْلِ حَقٍّ
بِلَـهْوٍ وَ زَيْـفٍ يُـعِـيقُ الـمُـرُورَا
أَيَـا أَنْـتَ عُدْ فَالمَعَـالِي تُـنَـادِي
وَ كُنْ لِـلْحَـقِيقَةِ لَـيْـثاً هَصُوُرَا
=========
الـرَقْـصَـةُ الأَخِـيـرَة
============
بِـرَوْضِي زُهُـورٌ وَ قَدْ أَيْـنَـعَـتْ
وَ غَـيْـمٌ يَـلُـوُحُ وَ لَـمْ يُـمْـطِــرِ
عَشِـقْتُ بِعُمْرِي جَمَالَ الـرّبِـيعِ
وَ غُصْـنـاً تَـمَـايَـسَ بِــالأَزْهُــرِ
شِرِبْـتُ عَبَـبْتُ كُـؤُوسَ الهَوَى
فَذَابَـتْ كُـؤُوسِي وَ لَمْ أَسْـكَـرِ
وَ كَـالَتْ لِدَرْبِـي جَمِـيعَ المُـنَى
تَــلالَـتْ بِـلَـيْـلِـي فَـلَــمْ أَحْـذَرِ
وَ غَـنَّتْ لُحُونِي بِـنَـايٍ طَرُوُبٍ
وَ لَحْـنٍ بَـدِيـعِ الـصَّدَى أَطْـهَـرِ
فَـكُـنْتُ الضَّحُوكَ بِلَـيْلِ الأَسَى
اُزِيـحُ الــهُـمُـومَ عَـنِ الـمَـعْـبَـرِ
وَ لَـمْ أُلْـفَ يَـوْماً بِـهَـا عَـابِـسـاً
بِـسَمْـتٍ كَــئِـيـبٍ ؛ وَ لَـمْ أُنْـفـرِ
وَ هَفْـهَفَ غُصْنٌ رَطِيبُ الهَوَى
وَ فَـاحَ الشَذَى بِالـنَـدَا الأَعْطَرِ
دَقَـقْـتُ بِــبَـابِ الــهَــوَى آَمِـلاً
فَـلَــبَّـى الـنِّــدَاءَ بِـقَـلْـبٍ ثَــرِي
وَ عِشْنَـا مَعَ الحُبِّ ظِـلَّ الهَـنَـا
نَذُوبُ بِـغَـيْمِ الـهَوَى المُـمْطِـرِ
رَشَفْنَـا كُـؤُوساً وَ طَابَ المَدَى
وَ هِمْنَـا اِنْشِرَاحاً عَلَى المَـنْظَرِ
عَبَـبْـنَـا مِنَ الحُبِّ كَيْ نَـرْتَـوِي
نَـهَـلْـنَـا بِـكَـأْسٍ مِـنَ الـكَـوْثَـرِ
وَ مَادَتْ بِقَلْبِي نَجَاوَى الجَوَى
رَسَـمْـنَـا الــغَـرَامَ بِـلا دَفْــتَــرِ
لِـنَـقْــرَأَ بِـالأُفْــقِ إِيــنَــاسَـنَــا
بِـرِقَّـةِ عَـطْـفٍ عَـلَى الأَسْطُـرِ
وَ مَـرَّتْ لَـيَـالٍ بُـعُـمْـقِ الأَسَى
وَ جَرَّتْ رِيَـاحاً عَلَى الـبَـيْـدَرِ
فَـلَمْ تُـبْـقِ مِـنْ بِعْدِهَـا رَوْعَـة
تَـمُدُّ الـنُّـهَى بِـالـرِّضَا الأَظْـفَرِ
تَحَـوْلَـكَ لَـيْلٌ بِطَعْـمِ الضَّـنَى
وَ أَغْـلَـقَ سِـتْراً عَلَى المَخْـبَـرِ
وَطَافَتْ وُشُومٌ بِلَـفْحِ الأَسَى
لِـتَـغْرِسَ بِالـقَلْبِ مِنْ خِنَجَرَي
لِـيَـنْـزِفَ جُـرْحٌ ثَـوى مُـهْـرَقـاً
وَ يَــيْــبَــسَ رَوْضٌ بِـلا أَنْـهُـرِ
وَ يُظْـلِـمَ نَجْـمٌ بَـدِيـعُ السَّـنَـا
وَ لَمْ يَـدْرِ عَنْ طَـلْعَةِ الأَقْـمُـرِ
دُنَىً لَمْ يَدُمْ بِالـوَفَـا عَـهْدُهَـا
لِـتَذْبَحَ بِـالـنَّصْلِ فِي المَـنْحَرِ
فَـيَـرْقُـصُ مِنَّـا فُـؤَادٌ ذَبِـيحٌ
كآَخِـرِ رَقْــصٍ ؛ وَ لَـمْ يَـفْـتُـرِ
وَفَيٌّ لِـمَـنْ بِـالـهَوَى لا يَـفِي
صَفُـوحٌ وَ إِنْ ثَـارَ لَـمْ يَغْـدِرِ
تُرى يَا لَيَالِي الصِّبَا وَالفُتُونِ
تَـعُـودِينَ بِـالـرُّوحِ لِـلأَنْضَرِ؟!
========
قَـدِ اشْـتَـكَـى حَـالُـنَـا
============
وَاهــاً لِــلَــيْــلٍ بِــلا وَعْــدٍ لإِشْــرَاقِ
وَالصُّبْحُ بَعْدَ الدُّجَىَ رُوحٌ بَـأَشْوَاقِي
نَـثَرْتُ لِـلْحُبِّ وَرْدِي وَالطَّرِيقُ أَسَىً
وَ عُدتُّ بَـعْدَ المُـنَى فِي كَـفِّ إِمْلاقِ
لَـيْـلَى وَ لُـبْـنَى وَ هِنْدٌ فِي تَـوَدُّدِهَـا
هُـمُ الـوُرُودُ الــتِي رَقَّـتْ بِــإِبْــرَاقِ
لا الحُبُّ لاالشَّوْقُ لاالتِّهْيَامُ يُنْجِدُنِي
وَ يُـبْـرِئُ الجُرْحَ فِي أَعْمَاقِ أَعْمَاقِي
فَكَمْ جَـرَعْتُ كُـؤُوساً تَسْتَبِي مُهَجاً
وَ كُـنْتُ فِيهَا نَدِيمَ الحُبِّ وَ السَّاقِي
أَتْـرَعْتُ كَـأْسِي وَ قَدْ أَعْطُيتُهَا زَمَناً
فَـكَـانَ مِـنْـهَـا خِدَاعٌ شّـدَّ إِيـثَـاقِـي
لَمْ تَشْفِـنِي كُـلُّهَا وَ الجُرْحُ حَاصَرَنِي
و الـسَّهْمُ مِنْ أُمَّـةٍ سَارَتْ بِـإِخْـفَاقِ
حَتَّى اعْـتَـلَى عَرْشَهَا زَيْـفٌ يُغَـلِّـفُهَا
فَـتُـكْـرمُ الـغَيُّ عَـنْ حَقٍّ وَ إِحْـقَاقِ
فِي الشَّرْقِ وَالغَرْبِ فِي الأَنْحَاءِ أَجْمَعِهَا
يَـهْـمِي الأَذَى حَوْلَـنَـا سُمٌّ بِـتِـرْيَـاقِ
وَاهَـاً عُـرُوبَـتَـنَـا وَ الـكُـلُّ يَـرْمُـقُـنَـا
نُطَأْطِئُ الـرَّأْسَ فِي الجُلَّى بِإِطْرَاقِ
القُدْسُ يَسْلُـبُهَا الأَنْجَاسُ فِي صَلَفٍ
وَالصَّفُّ مِنْ بَعْدِهَا فِي وَعْدِ إِحْرَاقِ
حَلَبٌ وَ بَـغْـدَادُ أَوْ صَنْـعَا كَـذَا عَدَنٌ
يَـقْـتَـاتُ كَــثْـرَتَــنَـا خَوْفٌ بِـإِرْهَـاقِ
وَالدِّجْلَـتَانِ مَعَ الـنِّـيلَيْنِ قَدْ نَضُبَتْ
مِـنْـهُـمْ حَـيَـاةٌ بِـلا سَـعْـيٍ لإِعْـتَـاقِ
قَدِ اشْتَـكَى حَالُـنَا مِنْ حَالِـنَـا أَسَفاً
وَ مَرَّ فِي حَـلْـقِـنَـا شَهْدِي وَ دُرَّاقِي
وَ قَدْ نَسِـينَـا سُـيُوفَ العِـزِّ تُـبْـهِـرُنَـا
وَ تَصْبَـغُ الكَوْنَ مِنْ إِسْلامِنَـا الرَّاقِي
يَـا كُـلَّ حُـرٍّ بِـهِ لِــلْــمَـجْـدِ مَـكْــرُمَـة
هَلْ تَـرْتَـضِي وَهْـنَـنَـا يَسْرِي بِـآفَاقِي
كُـنَّـا صُقُورَ العُـلا نَـمْضِي عَلَى ثِـقَـةٍ
مَا بَـالُـنَـا نَـرْتَـمِـي فِـي كَـيْـدِ إِغْـرَاقِ
وَ يَـأْكُـلُ الأَخُّ لَـحْـمَ الأَخِّ فِـي نَـزَقٍ
وَ يَـشْـتَرِي لِـلْـعِـدَا وَصْـلاً بِـأَحْـدَاقِ
فَـهَـلْ لَـنَـا عَوْدَةٌ تَـسْرِي بِخُطْـوَتِـنَـا
فَـتَـحْـتَـفِي قِـمَـمٌ تَـهْـفُـو لِـمِـصْدَاقِ
وَ تَـزْدَهِي رَوْضَـةٌ وَالطَّيْرُ يَعْـمُـرُهَا
فِي كُـلِّ جَـنْـبٍ بِـهَـا لَـحْنٌ بِـإذْوَاقِ
مِـنْ كُـلِّ لَحْـنٍ جَرَى يُحْـيِي تَـآَلُـفَـنَا
فَـيَحْـضِنُ الكُـلَّ حُـبٌّ بِالوَفَـا بَـاقِي
وَ يَـرْجِعُ الصُّبْحُ بِـالإِشْرَاقِ مُـؤْتَـلِـقاً
وَ الكُـلُّ فِي بَـهْـجَـةٍ يَحْيَـا بِـإِغْدَاقِ
وَالشَّيْخُ وَ الطِّفْلُ فِي أَمْنٍ يُلَمْلِمُهُمْ
وَ الأُمُّ فِي بَـيْتِـهَا المَعْمُورِ كَالرَّاقِي
تُـطَـبِّـبُ الـكُـلَّ فِـي رِفْـقٍ بِـلا مَـلَـلٍ
وَ تَـرْسُمُ البَـيْتَ نَـهْراً لِـلرِّضَا سَاقِي
يَـا أُمَّـتِي كَـمْ بِـنَـا لِـلْـعِـزِّ مِـنْ أَمَـل
فَـهَـلْ لَـنَـا عَـوْدَةٌ تَـحْـيَا بِـمِـيـثَـاقِ
=============
وَ كُـوُنِي نَـسِيماً طَـاب
=============
أَبِـيتُ وَكُـلِّي بِـالرَّجَـاءِ المُحْـتَمَلْ
نُنَاجِي اللَّيَالِي بَيْنَ حِلٍ وَمُرْتَحَلْ
وَصَوْت يُنَادِي الأَمْسِ يَرْجُو اِرْتِجَاعَهُ
وَ يُصْغِي لعَصْفِ الرِّيحِ يَرْتَدُّ بِالجَبَلْ
وَنَايٌ يُعِيدُ العَزْفَ شَجْواً عَلَى الأَسَى
وَيُغْرِي هَوَى الأَحْلامِ يَسْرِي لِيَكْـتَمِلْ
تَرَاءَتْ عَلَى الأَوْجَاعِ أَشْوَاقَ صَبْوَتِي
فَمَنْ لاحْتَمَاءِ الجُرُحِ يَذْوِي وَيَنْدَمِلْ
وَ أَنْظُـرُ لِلأَيَّامِ مِـنِّي وَقَدْ خَـلَـتْ
فَأَرْجِعُ لِلآَمَالِ خَجْلَى عَلَى وَجَلْ
مَتَى نَشْرَبُ الكّاسَاتِ صَفْواً مِنَ القَذَا
فَيَرْتَاحُ قَلْبٌ كَادَ بِالخَفْقِ يَشْتَعِلْ
أَمُـرُّ بِـعُـمْـرٍ بَـاتَ رَهْـنــاً لِـغُــرْبَـةٍ
تَشَظَّىَ عَلَى الأَنْحَاءِ نَجْماً وَقَدْ أَفَلْ
وَحَـلَّتْ رُبُوعِي ذِكْـرَيَاتٌٌ مَهِيضَةٌ
وَ عَادَتْ بَسَاتِينِي كَرَوْضٍ وَ قَدْ قَحَلْ
فَأَنَأَىَ مَعَ البَيْدَاءِ أَشْدُو مَوَاجِعِي
وَحِيداً يَجُوبُ الدَّرْبَ وَ العُمْرُ يَرْتَحِلْ
وَحِيداً عَلَى الدُّنْيَا تُعَادِي مَشَاعِرِي
وَ أُبْصِرُ أَحْلاماً عَلَى الـيُبْسِ تَشْتَمِلْ
هُـنَـالِكَ قَدْ تَـذْوِي بَـقَـايَا حِكَـايَةٍ
بِهَا الحُبُّ قَدْ يَخْبُو وَقَدْ تَـنْتَشِي العِلَلْ
أَمَاناً رَجَوْتُ البَوْحَ نَهْراً مُرَقْـرَقـاً
فَيَرْوِي شَرَايِينَي رَبِيعٌ فَـتَخْتَضِلْ
وَ أَخْشَى اِنْبِلاجَ الصُّبْحِ يُغْرِي تَصَحُّراً
فَيَمْـنَعُ غَيْمَاتِي عَلَى الزَّهْرِ تَنْهَمِلْ
أَعِـيدِي أُغَيْصَانِي وُرُوداً تَرَعَرَعَتْ
فَنَشْدُو كَمَا الأَطْيَارِ بِالرَّوْضِ نَحْتَفِلْ
أَلا يَابَقَايَا الرُّوحِ ذَوُبِي وَ ذَوِّبِـي
وَكُـوُنِي نَسِيماً طَـاب إِنِّي لأَبْتَهِلْ
========
آَهِ مِــنْ قَــلْــبٍ
=========
َآهِ مِـنْ قَـلْبٍ يُـوَارِي مَـا يُـوَارِي
عَنْ بَهَاءِ الأَمْسِ يَحْكِي بِاعْتِذَارِ
يَا جُمُوحَ الشَّوْقِ هَلْ لِي مِنْ سَبِيلٍ
لِـلْـعُـلا تَـسْـمُـو بَـأَنْـوَارِ اِفْـتِـخَارِ
وَ المُـنَى تَعْـلُو عَلَى صَهْوٍ عَـزِيزٍ
تَـسْبِقُ الأَرْيَـاحَ تَـهْفُو لانْـتِصَـارِ
يَـا لَـيَـالِي الـعِـزّ مُـرِّي أَطْـرِبِـينَـا
وَ ارْفَعِي الرَّايَاتِ تَعْـلُو بِاقْـتِدَارِ
جَـمِّـلِي الأَحْوَالَ رُدِّي لِي مُـنَـايَا
فَـالأَنِـينُ الـعُـمْرَ لَـفْحٌ بِـادِّكَـارِي
كُــلَّـمَـا مَـرَّتْ لَـيَـالٍ فِـي خَـوَاءٍ
بِانْشِطَارِ الـرُّوحِ نَذْوِي بِانْـدِثَـارِ
وَ المَرَايَا قَدْ تَشَظَّتْ عَنْ وُجُـوُهٍ
جَـانَـبْـتْ فِيهَا تَـبَـارِيحَ اِنْـشِطَارِ
وَ الجُنُونُ الـيَّوْمَ وَجْدٌ قَدْ تَـلَظَّى
إِذْ رَأَيْـنَا المَجْـدَ يَسْعَى لانْـتِحَارِ
إِنَّ بِــالأَرْوَاحِ سِــرٌ مِـنْ ضِـيَـاءٍ
يَحْـمِـلُ الـسَّـعْـيَ بِـآَمَالِ الكِـبَـارِ
قَـدْ مَلَــلْـنَـا مِنْ خَـوَاءٍ يَـزْدَرِيـنَـا
يَـنْـتَـهِـي فِـينَـا لأَحْـلامِ الصِّغَـارِ
عَلَّـنَـا بِالجِـدِّ نَـسْمُو فِي اِرْتِـقَـاءٍ
وَ المُـنَى زَهْوٌ بِـتَحْـقِيقِ اِنْـتِصَارِ
نَقْطِفُ الأَمْجَـادَ مِـنْ نَجْـمٍ تَـلالا
نَــرْسُــمُ الأَيَّــامَ نُـوراً بِـازْدِهَــارِ
يَـفْـخَرُ الأَحْـفَادُ إِنْ مَـرُّوا بِـذِكْـرٍ
عَـنْ أَبَـاءٍ كَـسَّرُوا سُـورَ الحِصَارِ
اَيُّ حَـالٍ تَحْـتَـويِـنَـا فِي خُـنُـوعٍ
بَـعْـدَمَا صِـرْنَـا قِـفَـاراً فِي قِـفَـارِ
قَـالَـةُ الحَـقِّ بِـحَـلْـقٍ قَـدْ تَـرَدَّتْ
قَـدْ أُضِـيعَتْ بَـيْنَ ذَرَّاتِ الغُـبَـارِ
وَ اعْتَلانَا الزُّورُ فِي قَوْلٍ رَخِيصٍ
كُـلُّ قِـزْمٍ يَـدَّعْـي مُـلْـكَ اِقْـتِـدَارِ
يَا نَجَـاوَى الـرُّوحِ رُدِّينَـا كِـرَامـاً
عُـمْـرُنَـا وَلَّى عَـلَى سَفْحِ اِنْـهِـيَارِ
آَهِ وَ الآَهَاتُ تَجْرِي فِـي وَرِيـدِي
أَيْـنَ مِـنِّـي الـيَّـوْمَ نُـورٌ بِـازْدِهَارِ
قَـدْ أَلِـفْـنَـا ظُـلْـمَـةً لِـلَّـيْـلِ حَـتَّى
أَنَّـنَـا نَخْـشَـى اِنْـبِـلاجـاً لِـلـنَّـهَـارِ
كَيْفَ نَمْضِي مِنْ سُقُوطٍ لِسُقُوطٍ
كَيْفَ نَرْضَى العَيْشَ ذُلاً بِانْـكِسَارِ
يَـا مَـرَايَـا الـرُّوحِ رُدِّيــنَــا بَـهَـاءً
كَـانَ صَـفْواً دُونَـهُ كُـلُّ اِعْـتِكَـارِ
هَلْ نَـرَى فِي قَابِلِ الأَيَّامِ بُشْرَى
يَا إِلَـهَ الـكَـوْنِ عُـمْـرٌ بِـانْـتِـظَـارِ
رُدَّنَــا لِـلْـحَــقِّ نَحْــيَـا بِــإْتِــلافٍ
أِخْـوَةً بِالـدِّينِ مِنْ فَوْقِ الشِّـعَارِ
========
أُسَـائِـلُ نَـجْـمَـهَـا
==========
أُسَائِـلُ نَجْـمَـهَا ؛ وَ الضَّوْءُ ضَاعَا
لَـعَلَّ لَـدَيْـهِ عَنْ أَمَـلِـي اِسْـتِمَـاعَا
فَـيُخْـبِـرُ عَـنْ صِـرَاعَـاتٍ حَـيَارَى
وَ عَنْ مَنَ يَشْـتَرِي فِـيهَـا وَ بَـاعَـا
وَ عَـنْ حُــرٍّ أَسِــيـرٍ طَـيَّ حَـبْـسٍ
وَ عَـنْ خُـدَعٍ تَـشِـعُّ بِـهَـا الـتِمَاعَا
وَ عَـنْ وَلَــدٍ وَ أُمٍّ عَــنْ شُــيُــوخٍ
وَ عَنْ مَنْ يَغْـتَـنِي عَنْ مَنْ أَجَاعَا
وَ عَنْ مَاضٍ أُضِـيعَ بِضَعْفِ عَزْمٍ
وَ حَـاضِـرِ أُمَّـةٍ أَضْحَى مَـشَـاعَـا
وَ عَنْ سَـيْفٍ كَسِـيرٍ فِي الـزَّوَايَـا
إِذَا مَــا الــغِــرُّ لامَــسَــهُ أَطَـاعَـا
وَ عَـنْ قِـطَـطٍ بِـهَـا أَكَـلَتْ بَـنِـيهَا
وَ بَـابِ الـدَّارِ يَـنْـخَـلِـعُ اِنْـخِـلاعَا
أُسَائِـلُ وَ الـنُّـجُـومُ عَـلَى وَجُـومٍ
وَ صَوْتُ الحَـقِّ مَخْـنُـوقٌ تَـدَاعَى
فَـتَضْرِبُ حَـيْرَتِي عَـقْـلاً وَ قَـلْـباً
وَ تَـهْـتَـزُّ الـرُّؤَىَ تَـرْجُو اِقْـتِـنَـاعَا
فَـشَرْقُ الـعُـرْبِ مَـأْسُـورٌ جَـرِيـحٌ
وَ غَرْبُـهُمُ"و" لِغَـرْبِـهِمُ "و" أَطَاعَا
مَضَتْ سَـبْعُـونَ فِي لَـهْوٍ وَ سَهْوٍ
وَ صَوْتٍ عَـنْـتَـرِيِّ الـرُّوحِ شَـاعَـا
وَ أََلْـقَـيْـنَـا الـعَـدُوَّ بِـقَـاعِ بَـحْــرٍ
وَ أشْـعَـلَـنَـا الحَمِـيمَ بِـهِمْ تِـبَـاعَا
وَ إِذْ بِـالـكُـلِّ فِـي خِــزْيٍ مَـهِـيـنٍ
وَ مَا مَلَـكَ الـزِّمَـامَ وَ قَـدْ أَضَاعَا
أُسَائِـلُ وَ الـدُّمُوعُ تَـفِيضُ نَـهْـراً
وَ كَـيْـفَ تَـفَـرُّقٌ أَكَـلَ اِجْـتِـمَـاعَـا
تَـشَتَّـتَ جَمْـعُـنَـا ضَعْـفاً بِضَعْـفٍ
هَـوَانٌ يَـعْـتَـلِـي فِـينَـا الـصِّـرَاعَا
أَرَى غَـايَـاتِــنَـا دَمُـرَتْ جَـمِــيـعَـا
وَ نَـلْـهَثُ لِـلْـهَـوَى نَـحْـيا اِطِّـمَاعَا
أَمَــا كُــنَّــا مُـلُـوكَ الـكَـوْنِ دَهْـراً
وَ كَـانَ الـغَـيْمُ يَـتْـبَـعُـنَـا اِتِّـبَـاعَا
وَ كَـانَ السَّـيْفُ فِي يَدِنَا اِعْـتِزَازاً
جِـهَـاداً لَـمْ يَـكُـنْ بَـغْـيـاً مُطَـاعَـا
فَـلَمْ نَظْـلِمْ وَ لَمْ نَـغْصِبْ حُقُوقـاً
وَ لَـمْ نَـغْـدِرْ إِذَا مَا الـغَـدْرُ شَـاعَا
فَـرَبُّ الـكَـوْنِ يَسْـأَلُـنَـا جَـمِـيـعـاً
وَ كَـانَ الشَّرْعُ يَرْفَعُـنَـا اِرْتِـفَـاعَا
نَسِينَـا الـنَّـفْسَ ؛ لِلـدَّيَـانِ بِعْـنَـا
وَ كُـنَّـا لِـلْـهُـدَى نَـعْـنُـو اِنْـصِياعَـا
فَـدَانَتْ أَنْـفُسٌ تُـحْـيِـي الـبَـرَايَـا
وَ كَـانَ الـبَـغْيُ يَخْشَانَـا اِرْتِـدَاعَا
وَ إِنْ خِـلْـنَـا بِـبَـيْـعِ الحَـقِّ نَـعْـلُـو
فَـذَاكَ سَــرَابُــنَــا زَادَ اِلْـتِـمَــاعَـا
فَـهَـلْ عُــدْنَـا بِـدِيـنِ اللهِ نَـحْــيَـا
بِـدُونِ الـدِّينِ نَـجْـنِـيهَـا ضَـيَاعَـا
========
الــعَــدْلُ
=====
العَـدْلُ مِـيزَانُ الحَـيَـاةِ وَ سِـرُّهَـا
وَ الظُّـلْمُ بِـئْـرٌ بِـالـهَوَى مَـثْـقُـوبُ
وَ اللهُ عَـدْلٌ إِسْــمُــهُ وَ فِـعَــالُــهُ
طُـوبَـى لِـعَـبْـدٍ للـرَّحِـيـمِ يَـؤُوبُ
وَالعَدْلُ رَاحَاتُ النِّفُوسِ جَمِيعِهَا
يُرْضِي البَـرَايَا ؛ وَالرِّضَا مَحْبُوبُ
فَـاحْـذَرْ دُعَـاءً قَـدْ يَـهُـدُّ مَمَالِـكـاً
وَ يُـزيلُ مُلْـكاً بِـالـهَـوىَ مَقْـلُوبُ
فَاللهُ قَدْ وَعَدَ الضَّعِـيفَ بِـنُصْرَةٍ
تُـرْدِي الظَّـلُومَ وَ وَعْـدُهُ مَكْـتُوبُ
وَاللهُ يَـرْفَــعُ ذَا الدُّعَـاءَ مُـلَــبِّـياً
وَ يُـجِـيرُ مَظْـلُـوماً إِلِـيهِ يَـثُـوبُ
تَـنْـشَـقُّ آَفَـاقُ الـسَّـمَـاءِ لِـدَعْــوَةٍ
تَـعْـلُـو العَـنَـانَ لـرَبِّـهَـا وَ تَـجُـوبُ
فَـإِذا الـعَـزِيزُ بِـنَـصْرِهَا مُـتَـوَعِّـدٌ
لَـوْ بَـعْـدَ حِـينٍ نَـصْرُهَـا مَرْقُـوبُ
يَالا المِيزَانُ إِذِ المِـيزَانُ مُعَـطَّـلٌ
بِـالـكِـفَّـتَـيْـنِ وَ وِزْنُـهُ مَـعْـطُوبُ
وَ لَوِ الشُّرُورُ تَـجَـمَّعَتْ فِي كَـفَّـةٍ
تَـهْوِي بِـإِظْـلامٍ . تَـمُـوتُ قُـلُوبُ
و يداس حق و الحقيقة تختفي
يَعْلُو المَقِيتُ وَ يَرْتَـقِي المَعْيُوبُ
وَ يَسُودُ جُورٌ بِالظَّلامِ وَ يَنْـتَشِي
فَـإِذَا الضَّعِيفُ مُحَطَّمٌ مَغْصُوبُ
فَاحْذَرْ مُسَانَـدَةَ الظَّـلُومِ وَ غَـيَّهُ
فَـاللهُ غَــــلَّابٌ إِلَـــيْـــهِ نُــنِــيـبُ
وَيْحَ المِيزَانِ عَلَى الدُّنَى مُتَقَلِّبٌ
مِـيـزَانُ رَبِّــي عَــادِلٌ وَ رَحِــيبُ
جَمَعَ المَـثَاقِيلَ الَّتِي قَدْ أُنْسِيَتْ
قَـدْ لا تُـرَى و حُـوَارُهَا مَـكْـتُوبُ
لا تَـيْـأَسَنَّ وَ إِنْ تَبَـاعَدَ خُطْوُهَـا
فَـالـذَّنْـبُ يُـمْحَىَ لَـوْ إِلَيْهِ نَـتُوبُ
فَامْحُ الذُّنُوبَ بِـتَوْبَـةٍ مَحْـمُودَةٍ
إِنَّ القُـلُوبَ عَلَى الدُّعَاءِ تَـذُوبُ
=======
عِـشِ الـدُّنْـيَـا بِـوَعْـيٍ
============
إِلَـيْكَ الـقَوْلُ عَـلَّ الـقَـوْلَ يُـجْـدِي
وَ فِيـهِ مِـنَ الـنُّـصَائِحِ مَا يُصِـيبُ
عِـشِ الـدُّنْـيَا بِـوَعْيٍ فِي خُطَـاهَـا
فَـمَـا تَـبْـقَـى وَ إِنْ عَلِـقَـتْ قُـلُـوبُ
فَـذِي دَارُ الـفَـنَـاءِ وَ إِنْ أُطَـيـلَـتْ
فِـإِنُّ الـصُّـبْـحَ يَـتْـبَـعُـهُ الـغُـرُوبُ
فَـهَلْ تَحْـيَا عَلَى الأَمَـلِ الـمُـعَـنَّى
لِـيَأْكُـلُـكَ النَّحِـيبُ كَـذَا الوَجِـيبُ
وَ خُذْ فِـيهَـا مِنْ العِـلْمِ انْـتِفَـاعاً
فَخَـيْرُ الصَّحْـبِ قَـوْلٌ لا يَخِـيبُ
يَـدُومُ عَـلَى الـمَحَجَّـةِ فِي بَـقَـاءٍ
وَ يَـبْقَى الذِّكْـرُ إِنْ جَـاءَ المَغِـيبُ
فَـكَــنْــزُكَ مِـنْ عُـلُـومٍ نَـافِـعَـاتٍ
يَـفُوقُ الـدُّر فَـافْـهَـمْ يَـا لَـبِـيـبُ
وَ مَـا كَـنَـزَ الأَنَـام كَـخَـوْفِ رَبٍّ
لَـــهُ حَــقٌّ إِذَا يُـدْعَـى يُـجِــيـبُ
وَ فِـيـهِ مِنَ الـنَّجَـاةِ بِـإِذْنِ رَبِّـي
أَمَـامَ الـنَّـارَ إِنْ يَـطْـغَ الـلَّـهِـيـبُ
وَ لا تَـدَعِ الـشَّـوَائِـبَ فِـي فُـؤَادٍ
تُـعَـكِّـر صَـفْـوَهُ فِـيهَـا الـعُـيُـوبُ
وَ لا تَـكُ بِـاحْتِقَـارِ الـنَّـاسِ غِرّاً
فَخَـيْرُ الـمَـاسِ أَنْـقَـاهَـا قُـلُـوبُ
وَ لا يَدْرِي الـقُـلُوبَ كَمِـثْـلِ رَبٍّ
لَـهُ عِـلْـمٌ بِـمَا تُـخْـفِـي الـغُـيُوبُ
فَـرُبَّ مُهَـلْـهَـلٍ فِـي الـنَّـاسِ بَـرٌّ
بِــنُـــورِ اللهِ تُــؤْوِيِــهِ الــدُّرُوبُ
لَـهُ خِـبْءٌ مَـعَ الـمَـوْلَـى يُـرَاعَى
فَـيُـنْـقِذُهُ إِذَا طَغَـتِ الخُـطُـوبُ
وَ صُنْ عِـرْضاً بِمَـالٍ لا اخْـتِـيَارٌ
فَدُونَ العِرْض لا شَيْءٌ خَصِيبُ
فَكُـلُّ الـمَـالِ دَونَ الـعِـرْضِ ذَاوٍ
فَـلَنْ يَبْـقَى المُـعَـلَّى وَ القَشِيبُ
وَ عِرْضُ النَّـاسِ عِنْدَ اللهِ غَالٍ
فَـلا تَـدَعِ الـلَّـسَـانَ بِـهِ يَجُـوبُ
وَ غُضَّ الطَّرْفَ لا تَـتْبَـع هَوَاهَا
لَـك الأُولَـى لِـتَـعْـرِفَ مَا يُـرِيبُ
وَ سَـامِحْ مَـنْ أَتَـاكَ بِـأَيِّ عُـذْرٍ
فَـإِنَّ الـعَـفْـوَ تَـقْـبَـلُـهُ الـقُـلُوبُ
وَلا تَـكُ لِـلْـفَـظَـاظَةِ فِـي إِخَـاءٍ
فَـيَمْـقُـتُـكَ البَـعِيدُ كَـذَا القَرِيبُ
وَلا تَـفْـتَحْ عَـلَى الـنِّـيَـاتِ بَـابَـاً
فَـمَـا أَنْـتَ المُرَاقِبُ و الحَسِيبُ
وَ فَـتِّـشْ فِيكَ كَمْ تَلْـقَى عُيُوباً
فَـأَنْـتَ الطِّـبُّ فِـيهَا وَ الطَّـبِيبُ
وَ سَـلْ رَبَّ الـبَـرَايَا كُـلَّ سِـتْــرٍ
فَكُـلُّ الـخِزْيِ إِنْ كُـشِفَتْ عُيُوبُ
وَ أَخْـلِـصْ سِـرَّهَا حَقّـاً وَصِدْقـاً
فَـبِـالإِخْـلاصِ تَـنْـجُو أَوْ تَخِـيبُ
وَ رَأْيَـكَ فَـادَّخِــرْهُ لِـقَـوْلِ حَــقٍّ
وَإِنْ وَقَفَتْ عَلى الرَّأْسِ الكُرُوبُ
وَ نَصْـرُ الظَّـالِـمِـينَ نَـذِيرُ شُـؤْمٍ
لَـهـمْ يَـوْمٌ بِـه الـرُّعْـبُ الـرَّعِـيبُ
وَلا تُـعْطِ الـدُّنَى حَجْـمـاً كَـبِـيراً
فَـمَـا تِـزِنِ البَـعُوضَةَ بَـلْ تَـذُوبُ
فَـكُـلُّ الـعُـمْـرِ بِـالـدُّنْـيَـا قَـلِـيـلٌ
فَـيَـوْمُـكَ ذَاكَ مَـغْـبُـونٌ سَلِـيبُ
وِ إِنْ تَـمْـلِـكْ بِـهَا كُـلَّ الأَمَـانِي
فَـلا تَـغْـتَـر أَنْـتَ بِـهَـا الغَـرِيبُ
وَ إِنْ بَلَـغَتْ سِنِـيُّكَ مِثْلَ نُـوحٍ
وَ أَلْـفـاً فَـوْقَـهَـا فَـغَـداً تَـؤُوبُ
فَـلا تَــأْمَــنْ لِــدُنْــيَـانَــا بَـقَـاءً
فَـكُـلُّ وُعُـودِهَـا مَطْـلٌ كّـذُوبُ
وَ إِنْ ضَحِكَتْ فَفِيهَا أَلْـفُ شَكٍّ
وَ غَـدْرَتُـهَا تُـدَارُ بِـهَا الحُـرُوبُ
فَـلا تَـأْمَـنْ لِـهَـانِـئَـةِ الـلَّـيَـالِـي
فَـسُـمُّ سِـهَـامِـهَا سُـمٌّ عَجِـيبُ
وَ كُـلُّ صَـفَـائِـهَـا قَـلْـبٌ رَقِـيقٌ
بِحُـبِّ اللهِ وَ الأُخْـرَى يَجُـوبُ
فَلا يَشْقَى وِ إِنْ طَغَتِ الرَّزَايَا
وَ نُـورُ اللهِ كَـانَ لَـهُ الـنَّصِـيبُ
يَرَى الجَـنَّاتِ فِي عَيْشٍ بَسِيطٍ
كَـفَـى بِـاللهِ يَـا نِعْـمَ الحَـسِيبُ
فَإِنْ أَوْصَيْتُ فِي شِعْرِي وَصَايَا
فَـيَــارَبِّــي أَعِــنِّــي يَـا قَـرِيــبُ
وَلا تَجْعَلِ مَقَالِي فِي اِخْتِصَامِي
فَـيُـهْلِـكُـنِي إِذَا طَغَـتِ الـذّنُـوبُ
وَ سَـدِّدْ خُطْـوَتِي فِي كُـلِّ حَـالٍ
وَ أَخْـلِصْ سِرَّهَـا صِدْقـاً يَـثُـوُبُ
أَخَـافُ الـشِّرْكَ يَطْمِسُ كُـلَّ خَيْْرٍ
فَبِئْسَ الخِصْبُ تَخْطَفُهُ الجُدُوبُ
وَ أَخْـتِـمْ قَـوْلَـتِـي بِـصَـلاةِ رَبِّـي
عَـلَى طَـهَ الـنَّـبِـيِّ هُوَ الحَـبِـيبُ
=========
عارف عاصي
