السبت، 14 سبتمبر 2019

ديوان لغة العيون // للشاعرة زكية ابو شاويش

ديوان
لغة العيون
 
للشاعرة زكية ابو شاويش
 
قال المتنبي :
على قدرأهل العزم تأتي العزائمُ___وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ
معارضة بعنوان :
إهل التُقى ______________________البحر : الطويل
ومن كُلِّ أخطار العوالمِ سالمٌ ___ كشمسٍ لها في كُلِّ قلبٍ معالمُ
هي العزَّةُ الكبرى بمن ملكَ الدُّنى ___ بمعرفةٍ والذُّلُّ فيها يُخاصِمُ
ومن ضدِّ أطماعٍ تخضَّبَ قلبُها ___ليرسوعلى شطِّ المحبَّةِ ناعِمُ
هدوءٌ بصمتٍ والتَّفكرِ واجبٌ ___ يُلبي نداءاتٍ وللفضلِ خادمُ
أنا من عرفتُ الحقَّ في كُلِّ زمرةٍ___لها عَالَمٌ قد كانَ فيهِ الصَّوارمُ
..................
أيا جاهلاً أنَّ الحياةَ تفكُّرٌ___ أراكَ العمى أنَّ الأُمورتصادُمُ
ألا إنَّ فرضاً قد جنى مُتخشِّعاً ___ وجالت بكُلِّ الخاشعينَ مواسِمُ
فشهرٌ لهُ فضلُ انتسابٍ لربِّهِ ___ لمن صامهُ فضلٌ جناهُ المداومُ
يكفِّرُ عاشوراءُ عاماً لمن دنا ___ بصومٍ لوجهِ اللهِ راقت نسائمُ
فخيرُ صيامٍ بعدَ فرضٍ مؤكَّدٍ ___ يُقرِّبنا من جنَّةٍ فتراحموا
..................
يُنجِّي الإلهُ العاملينَ بهمَّةٍ ___ لمرضاتِهِ في كُلِّ خيرٍ يساهموا
عليهِ سلامٌ قد نجى من مُطاردٍ___نبيٌّ لهُ مع كُلِ صبرٍ عزائمُ
وما للتُّقى وصفٌ تحدِّدُهُ الدُّنى___وكُلُّ تقيٍّ كانَ باللَّهِ عالِمُ
وما صلةٌ باللَّهِ تعلوعلى التُّقى___ إذا كانَ مع علمٍ تجودُ العمائمُ
وفي سفرٍ تبدو الخصالُ كريمةً___ وفي السُّوقِ قد يعنو لها من يُساومُ
..................
لها رَحِمٌ يشدو ببعضِ جمالِها ___ إذا كانَ إطعامٌ وطابت مطاعِمُ
لقد ضاءَ نبراسٌ بكلِّ دروبنا ___وأحيا قلوباً كانَ فيها النَّوائمُ
فصلُّوا عليه كُلَّما جاءَ ذكرُهُ ___ ولا تبخلوا إنَّ الصلاةَ ولائمٌ
مكارمُ أخلاقٍ بذكرٍ تشدُّنا ___وعن كلِّ شحٍّ قالَ فيهِ البهائمُ
صلاةً وتسليماً عليكَ نبيَّنا ___ تدومُ كإشراقٍ فتحلو العوالِمُ
 
________________

قال عنترة بن شداد :
رمت الفؤادَ مليحةٌ عذراءُ ___بسهامِ لحظٍ ما لهنَّ دواءُ
معارضة بعنوان :
الصبر مفتاحُ الفرج _________البحر : الكامل المقطوع
الشِعرُ أصبحَ للفؤادِ دواءُ ___ نعمَ الدَّواءُ وبئسَ ذاكَ الدَّاءُ
نلهو بشعرٍ لا يُلبي حاجةً ___ والدَّهرُ فيهِ من الأنا أرزاءُ
لا من غنيٍ قد قضى من حاجةٍ___بالفقرُضجت للقلوبِ جراءُ
والحلوُ كالمُرِّ الَّذي لا يُشترى ___والعمرُفيهِ من المُنى أضواءُ
أملٌ بوجهِ ا للهِ يعلو هامةً ___ فتعودُ من وهمٍ جلت أنداءُ
والعزمُ لا يرضى الخضوعَ لمطلبٍ ___إن كانَ يفنى فالعفافُ جناءُ
......................
والرِّزقُ مقدورٌ وربٌّ قادرٌ ___ إنَّ العطاءَ قد امتطاهُ عناءُ
يا ربِّ وسِّع من خصالٍ ترتجي ___إرضاءَ خلاَّقٍ لهُ الإمضاءُ
يُعطي على قَدَرٍ لكُلِّ خليقةٍ ___ لم ينسَ من فضلٍ فَجَلَّ عَطَاءُ
هوِّنْ عليكَ إذا ابتُليتَ فإنَّما ___ لكَ في الحياةِ غنيمةٌ وثناءُ
فانظرلمن حبسَ المقامُ جنابَهُ ___ لا يستطيعُ حِراكَهُ فدعاءُ
قد شقَّ صدرَ الليلِ ِكُلُّ تأوُهٍ ___ ممَّن يُعاني فالغريبُ جفاءُ
..................
لا من مُجيبٍ للمُسائلِ عن ضنى ___ قد غابَ من حربٍ فكانَ شقاءُ
ولقد تعيشُ معَ الخليلِ بغربةٍ ___ أقسى وهجرٌ للقلوبِ بلاءُ
يا من شكوتَ لمن لهُ شجنٌ ولم ___ يأبه فهل عندَ الحضورِ كفاءُ ؟!
من كُلِّ ألوانِ العذابِ مرارةٌ ___ إن صحَّ جسمٌ فالأُمور هباءُ
لم تدرِ قد يروي الشِّفاءُ غليلَهُ ___ وتذوبُ آلامٌ لها أصداءُ
فاحمد إلهكَ كُلّ حينٍ إنَّما ___ طعمُ الحياةِ لشاربٍ إرواءُ
..................
واحرصْ على الطَّاعاتِ تنهلُ مِن رضا ___دَنيا وأُخرى لوعلت أنواءُ
لا لن يضيعَ تعثُّرٍ من صابرٍ ___ إنَّ احتساباً قد رجاهُ علاءُ
فالصَّبرُ والشُّكران عندَ مليكنا ___ مُتساويانِ إذا ارتقى الأُمناءُ
هلاَّ استعنتَ بمن أرادَ تَذلُّلاً ___ من عبدِهِ إن حلَّ فيهِ قضاءُ
وتركتَ من حلو الطَّعامِ لغيرنا ___ وبذلتَ في ضيقٍ فذاكَ براءُ
من كُلِّ شُحٍّ قد يُذيبُ مُجرَّداً___ والخيرُ من أفضالنا إسداءُ
..................
شابت ضلوعٌ من قدورٍ ترتجي ___من قد يجيءُ لملئها إن جاءوا
لكنَّها الحسراتُ دوماً حظُّها ___ من عاثرٍ قد هدَّهُ الإعياءُ
يا ربِّ فامسح للعيونِ دموعَها ___ منكَ العطاءُ وللقضاءِ سناءُ
صلَّى الإلهُ على الحبيبِ فإنَّهُ ___ قد صام من فقرٍ ومنهُ غَنَاءُ
يُعطي بلا ندمٍ ويُحرمُ راغباً ___ طَمَعاً بدنيا والأمانُ غِطاء
صلُّوا عليهِ وسلِّموا وتأمَّلوا ___ في كُلِّ جائحةٍ لها إقصاءُ
________________
الشاعر الهارب _______________البحر: الوافر
ألا يا حادياً شِعرَ اليقينِ ___ تمهَّل فالحروفُ كما السفين
تريدُ من البحورِ جمالَ لفظٍ ___ ومعنىً قد يدورُ معَ السِّنينِ
وما قد كانَ يحلو سوفَ يغلو ___بصدرٍ عندَ نقدٍ من سمينِ
ومن صدقِ الشُعورِجنى حبيبٌ___ وأهدى فيضَ شعرٍ للأمينِ
وذا نغمٌ على وترٍ قديمٍ ___ يهزّ نقاءَ قلبٍ بالحنينِ
أيا من كنتَ في قلبٍ حزينٍ ___وغادرتَ الجوارحَ من دفين
سأذكرُ كُلَّ آهاتٍ تعالت ___ بفقدكَ عندَ مُفترقِ الأنينِ
...............
لقد عادت لنا الأشواقُ قبراً ___يضمُّ رفاتنا مع كُلِّ طين
تساوى في الحياةِ وفي مماتٍ___ بعيدٌ عن عيونٍ لا تُريني
سوى وهمٍ وأحلامٍ تراءت ___ على بعدٍ وطيفٍ كالرَّهين
ألا إنَّ الصَّداقةَ محضَ وهمٍ___إذا كانَ الفراقُ بلا ..دعيني
وإني كنتُ أحسبُ أنَّ وصلاً ___سيُبقي ما أتانا من حصينِ
وذا مُكثٌ تبدِّدُهُ اللَّيالي ___ وذا صبرٌ تفلَّتَ من وتينِ
فهل حلَّ التنافُرُ من شتاتٍ___ وجاءَ بكُلِّ مجروحٍ كتينِ
................
ستنهشَهُ الطُّيور بكلِّ شوقٍ ___ ويدمي جُرحَهُ شَرَهُ السَّمين
وتُلقي من عظامٍ فوقَ صخرٍ ___نسورٌ لا تخافُ من الكمينِ
غريبَ الدَّارِ لا عاشت قيودٌ___ بأوطانٍ تُجَرجَرُ من سجينِ
لذا عبرَ الحدودَ إلى شتاتٍ ___ شبابٌ يصطلي مثلَ العجينِ
يفرُّ لغُربةٍ من جورِ أهلٍ ___ ويشوي أهلَهُ بُعدٌ لحينِ
أجرنا يا إلهي إنَّ قومي ___ على جُرفٍ من الشَّكِّ الدَّفينِ
فهل للصِّدقِ أبوابٌ وقفلٌ ___يُهدِّىءُ روعَ مكبوتِ اليمينِ؟!
..................
وذا قطعٌ لمفصلِ كُلِّ حُرٍّ ___ ينادي للجهادِ بغيرِ دينِ
يداهِنُ كُلَّ مسؤولٍ بصرحٍ ___عسى فرجاً يطلُّ من المُعين
جهادٌ سطَّرَ التَّاريخُ منهُ ___ بطولاتٍ لفتحٍ من مُبينِ
فيعلو صرحَ أوطانٍ بعزٍّ ___ ونصرٍ من لدن ربِّ البنينِ
فلا عجبٌ إذا ما زالَ ظُلمٌ ___ وعادت من حقوقٍ للجنينِ
صلاةٌ والسَّلامُ على رسولٍ ___ وصحبٍ كالأُسودِ بلا عرينِ
فصلُّوا كلَّما هبَّت رياحٌ ___ على خير الأنامِ مدى السِّنينِ
________________
تشطير مع الشَّاعر أبي الحسن التُّهامي بعنوان :
نظرةٌ للواقع _____________البحر : الكامل المقطوع
(ومكلِّفُ الأيَّامِ ضدَّ طباعِها)___ متحذلقٌ لا ينتهي لقرارِِ
من يرتجي نصراً بغيرِ مُجاهدٍ___(متطلِّبٌ في الماءِ جذوةَ نارِِ)
(جُبلت على كدرٍ وأنتَ تريدها)___دنيا بغيرِ عقاربٍ كَعَرارِِ
لا لن ترى فيها الحياةَ هنيئةً ___( صفواً من الأقذاءِ والأقذارِِ)
(وإذا رجوتَ المُستحيلَ فإنَّما)___ترجو كنوزاً تحتَ كُلِّ جدارِِ
ويضيعُ عُمرُكَ لاهثاً خلفَ المُنى___(تبني الرَّجاءَ على شفيرٍهارِِ)
(فالعيشُ نومٌ والمنيَّةُ يقظةٌ) ___ لا بدَّ من صحوٍ بكُلِّ نهارِِ
نومٌ وصحوٌ والحياةُ قصيرةٌ___ (والمرءُ بينهما خيالٌ ساري)
 
______________
الظالم متى يتوب؟!________________البحر: الكامل
الظلمُ ألوانٌ وأنواعٌ وما___ نرجو لظالمِ أهلِهِ أن يُرحما
قد جاءَ في أثرٍ غريبُ مظالمٍ___تحكي نهايةَ ظالمٍ لن يندما
فالظُّلمُ مقصودٌ وغيرُ مُجرَّمٍ ___إن كانَ من أهلٍ لمن قد أجرما
والظُّلمُ قد يُدني ظلوماً للهُدى___إن حاقَ أمرٌ قد يجزُّ مُنعَّما
يا ظالماً إنّ الدُّعاءَ مُقلَّعٌ ___ أوتادَ ظُلمٍ إن جرى وتقدَّما
لا تنسَ أنَّ اللَّهَ أوعدَ أهلّه___ بالنَّاقماتِ لمن أضرَّ وحطَّما
.....................
قلبُ الحبيبِ زجاجةٌ من عطرها___زَكَمَت أُنوفاً لا تُراعي المُنعِما
والكسرُ كانَ نهايةً محتومةً ___ من ظالمٍ يهدي العذابَ فأبرما
من حيلةٍ يُنهي مقاماتٍ لمن ___ يرقى لصرحٍ والجهادَ تعلما
ها نحنُ في شوقٍ لتحريرٍ وذا___ يُنهي صراعاً بالخيانةِ سلَّما
أعداؤنا من فرحةٍ زأروا وما___ كانَ العرينُ لهم يُجاورُ مُقصِما
لكنَّهُ ظُلمُ الأقاربِ قد بدا ___من حُفرةٍ تهفو لمن لن يُكرما
..................
بتجاهلٍ للحقِّ من سفَهٍ وما ___ قد كانَ مرفوضاً سيغدو مُْلهِِمَا
يا ربِّ إنّا نستجيرُ بقادرٍ ___ يقضي على ظُلمٍ يجيءُ مُعمَّما
ويتوبُ ظُلاَّمٌ ويَهدأُ ظالمٌ ___ ويعودُ حقٌّ للَّذي ملَّ العما
هلاَّ عرفتم أنَّنا في حاجةٍ ___ للوصلِ بعدَ القطعِ ممّن قلَّما
أظفارَ شعبٍ قد أدامَ تشرُّداً ___ ويعيشُ مع أملٍ يُجيرُ تألُّما
صلُّوا على مَنْ للَأنامِ كقدوةٍ___ للحقِّ في كُلِّ العصورِ ومعلما
_______________
قال الشاعر صفي الحلي
أتطلبُ من أخٍ خُلُقاً جليلاً ___وخلْقُ الناسِ من ماءٍ مهين
فسامح إن تكدَّرَ ودُّ خِلٍّ ___فإنَّ المرءَ من ماءٍ وطين
مجاراة بعنوان :
مداخل الشَّيطان ________________البحر: الوافر
لماذا الخُلفُ مع خِلِّ أمينِ___ ومن يأبى لكم حلفَ اليمين
يُصدِّقُ ما تقولُ بغيرِ حَلفٍ ___ ولم يُأكلْ حقوقاً كالضنين
ويحكمُ بينَ إخوانٍ بعدلٍ ___ يُخالطُهُ الحنانُ بِكُلِّ لينِ
إذا ما حاكَ وهمٌ في عقولٍ ___ تباعَدَ كُلُّ صدقٍ من مَهينِ
وهل يمسح جراحاتٍ كلامٌ ___ تجلَّى فيهِ شدٌّ من عرينِ
ومنْ يسلمْ إذا ما جالَ شكٌّ ___ بغيرِ قرينةٍ لم تستبينِ
...................
تجاذبَ كُلٌّ حّقٍّ واعتلاهُ ___ صراخٌ للصِّغارِ من البنينِ
سيتعبُ كُلُّ من يقضي لطفلٍ___وعتبٌ لا يروقُ بكلِّ حينِ
ألا إنَّ الخلافَ لهُ أُصولٌ ___ وإصرارٌ يُروَّعُ من طنينِ
تجنَّبْ كُلَّ مكروهٍ بقولٍ ___ إذا ما رمتَ وصلاً باليقينِ
ولا ترجو السَّماحةَ من غيورٍ ___يداري سفعةً فوقَ الجبينِ
ويحفرُ ما يشاءُ بِكُلِّ عزمٍ ___ وقد يقعُ الصَّديقُ بلا مُعينِ
...................
إذا كانَ الجدالَ بغيرِ حقٍّ ___ تنازَعَ فيهِ من يعنو كطينِ
أراحَ اللهُ قلباً من غريمٍ ___ يؤمِّنُ ما دعوتُ على القطينِ
ويُسقِطُ من حسابِ الزَّرعِ جُزءاً___ ولا للحقِّ من جنيٍ ثمينِ
ويحظى بالكثيرِ ولا يبالي ___ حراماً أو حلالاً في البطينِ
نسيتُ الخوفَ عندَ شروقِ حقٍّ ___وقد حلَّ التضاربُ باليمينِ
أُدافِعُ ما استطعتُ وقد أُجازي ___ظلوماً حازَ من خُلُقٍ مهينِ
..................
أُبادلكَ المحبَّةَ يا صديقي ___ وقد أُبقي عليكَ بلا مُشينِ
أليسَ لنا من الماضي عهودٌ ___ تنادي قلبَ مرفوعِ الجبينِ
لصفحٍ لا يُبدِّدُهُ خصامٌ ___ ولا نكرانَ للخُلُقِ المتينِ
ولم تخلُ المنازلُ من خلافٍ ___ إذا ما صادهم سهمُ اللّعينِ
فشيطانٌ لإنسٍ أو لجنٍّ ___ سيعرُكُ أُذنَ من يحيا بدينِ
فلا تحزنْ لفقدٍ أو فراقٍ ___ يعوِّضُهُ الإلهُ بكلِّ حينِ
.................
لنا في كُلِّ دربٍ أصدقاءٌ ___ يُحيِّي بعضُنا بعضاً بلينِ
ونسعدُ في اللقاءِ إذا اجتمعنا ___ فلا مُرٌّ يدومُ على السِّنينِ
سنجني ما زرعنا في حياةٍ ___ نجاحاتٍ على سطحِ الأنينِ
سنهزاُ من جراحاتٍ تمادت ___ على مرِّ الزَّمانِ كما الرَّنينِ
فلا كانت صداقاتٌ تُعادي ___ شعوراً كانَ أقوى من وتيني
صلاةٌ والسَّلامُ على نبيٍّ ___ وآلٍ والصِّحابِ من الأمين
 
_________________
هذه مشاركتي المتواضعة في التطريز:
سطَّر القلم __________________البحر : المتقارب
س_ سطورٌ بقلبي تعافُ الونى___فتُفضي بكُلِّ الَّذي قد جنى
ط_ طربتُ لِحبٍّ ومن قد دنا___ بكلِّ اشتياقٍ وقد أعلنا
ط_ طلاقةُ وجهٍ تنيرُ الفضا ___ وتهفو النُّفوسُ لمن قد بنى...

ر_ رغبتُ بِعُرسٍ قريبٍ ومن ___رأى غيرَ ذلك صدَّ المُنى
..............
ا_ إلى غُربةٍ كانَ شوقٌ وذا ___ لِعلمٍ يُجمِّلُ منه الأنا
ل_ لهُ كُلُّ فصلٍ شروقٌ سما___ على كُلِّ آفاقنا وانثنى
ق_ قريبٌ بعيدٌ كأحلامنا ___ يواسي عجززاً جنت من عنا
ل_ لتسعدَ يوماً بمن يقتفي ___ رسولاً بعلمٍ يُفيدُ الدُّنى
م_ من القلبِ كانَ دعاءٌ جرى ___ لكُلِّ حفيدٍ لمن قد بنى
.................
س_ سلوا من تغرَّبَ يوماً ولم ___ يُلاقِ الَّذي كانَ يحلو لنا
ط_ طيورُ الغريبِ لها حابسٌ ___ وقد غابَ عنها جميلُ السَّنا
ط_ طليقٌ بأرضٍ يجوبُ الفضا ___وسجنٌ يُحرِّمُ بعضَ الهنا
ر_ رجا عودةً لديارٍ كما ___تعودُ المياهُ لمجرىً دنا
.......................
أ_ أما كانَ يكفي معاشاً لمن ___ توظَّفَ في أهلِهِ واغتنى
ل_ لكم ضاعَ في غُربةٍ طامعٌ___ وكم من صديقٍ لها قد فنى
ق_ قضاءٌ لربي بِهِ أنعُمٌ ___وكم هالكٍ كانَ يُحصي المُنى
ل_ لنا في القناعةِ بعضُ الهنا ___ولكنَّ عبداً يُريدُ الضَّنى
م_ مراءٌ يشدُّ عقولاً مضت ___ لحتفٍ وما قد أبادَ الجنى
 
________________
غُربةُ الرُّوح _________________البحر : الوافر
وغربتنا تهزُّ لنا شعوراً___ على سفحٍ وقد أردتْ غرورا
أعيشُ بغربةٍ لا كانَ فيها ___عدوٌّ جارَ فاعتصرَالضَّميرا
ولا من أهلنا جازت ضياءً___ وقد سبرت شروقاً كانَ نيرا
ومن لا يجتبي وصلاً وقطعاً___ لكلِّ النَّاسِ كانَ لهم أميرا...

جمالُ الكونِ يحيي كُلَّ روحٍ ___ويدفعها لما يُرضي القديرا
وعلمٌ بالحياةِ يُزيلُ خمراً ___تشوبُ النَّفسَ إن حملت شرورا
إلهي يا مباركَ كُلِّ روحٍ ___تحنُّ لجنَّةٍ تُمضي السُّرورا
أحنُّ لتوأمٍ للرُّوحِ يسري ___ بأكوانٍ وقد يصفو دهورا
..................
وأحيا في جمالٍ من جميلٍ ___ بكلِّ الحُبِّ يسقينا النَّميرا
ولستُ بجاهلٍ غدرَ اللَّيالي ___ وروحُ المرءِ لا تهوى الضَّريرا
ولستُ مُصاحِباً من لا يُعادي ___ خصالاً قد جنت جهلاً طريرا
وفي الأحياءِ من يصبو إلينا ___ ولكن كانَ للأشقى حصيرا
ولستُ مُصاحِباً غِرَّاً جميلاً___ وذا حِبٌّ جنى وصلاً مريرا
وصدقُ القولِ قد يُفضي لشرٍّ ___إذا كانت نوايانا المُجيرا
فلفظٌ قد يجرُّ بغيرِ قصدٍ ___ عدوَّاً خافياً أضحى سميرا
فلا تأمنْ لمن يحلو بقولٍ ___ وفعلٌ قد يُميتُ لكَ البذورا
....................
ونارُالبُغضِ تحرقُ كُلَّ قلبٍ ___ دنا من نارِهِ ودحا الغديرا
فكُنْ عن كُلِّ مخلوقٍ بعيداً ___ ولا تسبُرْ لغورٍ شدَّ كيرا
إذا كنتَ المُحبَّ فلا لغيرٍ ___ يزيلُ الخيرَ إن كنتَ المطيرا
وحُبُّ النَّفْسِ ليسَ بِهِ عيوبٌ ___ إذا ما هانَ حِرصٌ شدَّ عيرا
وكُلُّ الخيرِ مبذولٌ لصحبٍ ___ بلا أملٍ إذا أحيا السُّرورا
لقد كانَ العطاءُ يدرُّ حُبَّاً ___ على روحٍ تُشيدُ لنا القريرا
فقلبٌ مطمئنٌّ لا يُداري ___ من الحُبِّ الَّذي يخشى الهديرا
يُعالِجُ كُلَّ داءٍ من خلافٍ ___يحلُّ بروحِ من أضحى السَّميرا
....................
إلهي يا مُقلِّبَ كُلِّ قلبٍ ___ وروحٍ من هوىً تجني الغُرورا
أجِرنا من عداءٍ حلَّ فينا ___ كداءٍ قد رمى جهلاً مريرا
وتأتلفُ الحياةُ بِكُلِّ حُبٍّ ___ إذا ما كانت الأحلامُ نورا
توضِّحُ كُلَّ مخبوءٍ بصدرٍ___ فلا غِلٌّ ولا حِقدٌ أُجِيرَا
أيا وطنَ العزاءِ لنا شهيدٌ ___ يُراقِبُ من أدامَ لنا نفيرا
ويوحي للشَّبابِ بِكُلِّ عزمٍ ___ يَشُدُّ الرّوحَ مِنْ أُسْدٍ هصورا
تُعانقُ روحُنا في كُلِّ يومٍ ___ شهيداً أو جريحاً أو مُغيرا
فصلِّ إلهَنا في كُلِّ حينٍ ___ على من قد جنى حُبَّاً كثيرا
 
______________
 حاجات وأُمنيات ____________________البحر الكامل
حاجاتنا عينُ المُنى لا نرتجي ___غيرَ الّذي من حاضرٍ لم يُحوِجِ
عينٌ نرى منها العوالمَ إنّنا ___قد لا نجد مع فقدِها من نرتجي
إن شُلَّت الأيدي نكونُ بحاجةٍ ___ للمارقينَ , فذاك نقصٌ يلتجي
أقدامنا في محنةٍ قالت لنا ___ لا بدَّ أن تمشي ولا تتدحرج...

ماذا نريدُ من الحياةِ سوى الَّذي___يحمي عزيزاً لا يُذَلُّ لمُنفِجِ
ماذا تريدُ من الدُّنى إن لم تجد___ من قد يُعينُ وكربةٌ لم تُفرَجِ
..................
يا ربِّ أنتَ مُعيننا وملاذُنا ___ وتشدُّ أحوالاً لمن لم يُفْلَجِ
نرضى بفقرٍ والحياةُ عزيزةٌ ___ إن كانَ فيها صِحَّةٌ لم تَعرُجِ
إن سادَ أمنٌ فالحياةُ جميلةٌ ___ عينُ القناعةِ صبرُنا للمُفرِجِ
إنّ الحياةَ بها بهاءٌ آسرٌ ___ مَنْ للتَّأمُّلِ في فضاءٍ مُبهج؟!
وسماعِ تغريدِ الطُّيورِ بفرحةٍ___ عندَ الصَّباحِ ورزقُها لم يُخرجِ
تلكَ الزُّروعُ لها جمالٌ آخِذٌ ___ لبَّ الَّذي في غفلةٍ لم يُنتِجِ
...............
حَصَرَ الشَّقيُّ أمانياً في حاجةٍ___ تُنسي جمالاً حولَهُ للمُسرِجِ
هيّا انطلق إنَّ الزَّمان مُغيِّرٌ___ حاجاتِ قومٍ لا تروقٌ لمُرهِجِ
نرجو الإلهَ وكُلُّنا في حاجةٍ ___ لا تُعلِها فتزيدُ كُلَّ ترجُرُجِ
واستغنِ عن كُلِّ الَّذي تهوى وما___من عزَّةٍ تأوي لقلبٍ مُعوِجِ
زَرَع الأمانيَ في بوارٍ عادمٍ___ للجِدِّ قد يرضى بكلِّ مُلَجلِجِ
صلَّوا على خيرِ الأنامِ وآلِهِ___والصحبِ جاءوا للحياةِ كمُخرِجِ
_______________
الوجهين ________________البحر: الوافر
سلامٌ وابتسامٌ باتساعِ ___ وعقربُ حقدِهِ تحتَ القناعِ
يداري ما يريد بكلِ مكرٍ___ويُظهرُ ضعفَهُ عندَ السِّباعِ
ويسعى للصديقِ بكُلِ ودٍّ___وذا طمعٌ يشدُّ كما الضِّباع
ولوعرفَ الصَّديقُ سمومَ قلبٍ___لفرَّمن المدينةِ للضِّياع ...

................
يلونُ كُلَّ وقتٍ في مدارٍ ___ يَهزُّ فضيلةً نحوَ الجياعِ
ويرجو كُلَّ خيرٍ عندَ قومٍ ___إذا ما الأُنسُ كانَ بغيرِ داعِ
ويصحبُ من يشاءُ بكُلِّ شوقٍ ___وقد فُطرت قلوبٌ من صراعِ
يُجيدُ تملُّقاً ويروغُ عمًّن ___ دنا من غيرِ حُبٍّ لاستماع
.................
وفي كذبٍ يُصوِّرُ كُلَّ حالٍ ___ويُدهنُ ما استطاعَ من القلاعِ
أجارَ اللهُ منهُ صحيحَ عقلٍ ___ من الصَّفحِ الجميلِ دنا كباعِ
وقد رأت القلوبُ بلا عيونٍ ___دهاليزَ البحارِ بلا شراعِ
ومن عرفَ الحقيقةَ لا يبالي ___بما قد قيلَ عن سوءِ المُباعِ
..................
فلا تحزنْ لقطعِ الودِّ منهُ ___ إذا كانَ الوصالُ بلا ارتجاعِ
وحسنُ القولِ يأتي من عزيزٍ___ يُحذِّرُ من سمومٍ للأفاعي
فلا تأمن أبا الوجهينِ مهما___ تخَّفى بالفضيلةِ من رقاع
وصلِّ على الحبيبِ وكن نصوحاً ___لمن حسِبَ اللقاءَ بلا وداعِ
 
_______________
قال الشاعر أبو تمام :
أيُّها البرق بتْ بأعلى البِراقِ___واغدُ فيها بوبلٍ غدَّاقِ
معارضة بعنوان :
الإخوانيات __________________البحر : الخفيف
لا أُطيقُ الودادَ من أيِّ ساق ___ إن تجلَّى بهمَّةٍ كالدِّهاقِ...

ما أقرَّتْ عيونُنا تَبِعاتٍ ___ لا تُزيلُ العناءَ بالإحقاقِ
يا لِخلٍّ إذا تجنّى وألقى ___ من همومٍ لديهِ قبلَ العناقِ
يجرحُ القلبَ من خطوبٍ توارت ___خلفَ نبضٍ يزيدُ بالإرهاقِ
ذاكَ بعلٌ وأهلُهُ في كروبٍ ___ ما أراحت مُسافراً من طلاقِ
.................
غابَ دهراً عن الحنانِ وأعطى___ من قداحِ الهمومِ كُلَّ نفاقِ
وانثنى بعد كُلِّ صدقٍ ليحسو ___من لئيمٍ صفاتِهِ لانطلاقِ
يا غريباً أطلتَ فينا شجوناً ___ والهوى مع مُسافرٍ في سباقِ
كدتُ أنسى تَجمُّعاً في فناءٍ ___ بينَ إخواننا وبعضِ رفاقِ
ذاكَ دهرٌ أصابَ منَّا مزاحاً ___ وضحكنا وجالَ كُلُّ ارتفاقِ
................
ما علمنا بفرقةٍ قد توارت ___في حروبٍ تجلببت باحتراقِ
كل قُطرٍ أجارَ منَّا فريقاً ___ واكتوى جُرحنا بكل أفتراقِ
في شمالٍ عدوُّنا وجنوبٍ ___ ذاكَ غربٌ مُطعَمٌ باختناقِ
جالَ شرقُ وكُلَّ خمرٍ سقانا___ هل تَرَانا نُجارُ مِنْ خلاَقِ ؟!
ما نسينا مبادىءَ العِزّ فينا ___ ذا صديقٌ يجودُ من أخلاقِ
................
لا حياةٌ لمن أدامَ عِراكاً ___ من عدوٍّ يجولُ في الأعماقِ
قد أذابت حروفُنا كُلِّ معنى___من صريحٍ فذاكَ سجنُ الرِّفاقِ
لا لوصفٍ إذا تهادى عميلٌ___ في جحورٍ يصيدُ بالأحداقِ
قد تماهى مع العدوِ صديقٌ ___ ذاكَ ظلمٌ ولستُ منهُ بباقِ
لا ليأسٍ إذا تعامت عيونٌ ___ أو تغابت لحاجة في المآقِ
.................
لا يزالُ الكريمُ يُحيي نفوساً ___ذاكَ شرعٌ مُحاربُ الإملاق
لا لجوعٍ إذا تقاطعَ دربٌ ___ مع جهادٍ وكالَ من إبراقِ
ذا انتصارٌ يصدُّ كُلَّ عدوٍّ ___ من جياعٍ يعودُ كُلُّ مُحاقِ
من صلاةٍ على النَّبيِ وآلٍ ___ وصحابٍ يجودُ بالإغداقِ
زد صلاةً فكُلُّ أمرٍ عسيرٍ___ ضقتَ منهُ يزولُ عندَ التَّلاقي
_______________
الهجرة النَّبوية الشَّريفة _________البحر : الكامل المقطوع
ا_ إنَّ الذّكاءَ معَ الجهولِ تغابى ___ والأمرهانَ ولم يجدْ أترابا
ل_ لأشدُّ مِنْ قَلْعٍ لضرسٍ ذابا ___ إذنٌ بتركٍ للدِّيارِ أهابا
ه_ هذي عصاباتٌ لشركٍ ترتجي___حُمقاً لِقتلٍ يرتقي الأبوابا
ج_ جاءوا بليلٍ والقلوبُ تحجَّرت___إذ قادهم شيطانُ قومٍ عابا...

ر_ رقدواعلى بابٍ ككلبٍ حارسٍ___والقتلُ يَفْجَأُ فاتحاً أبوابا
ه_ هي لحظةٌ تغفو العيونُ لمارقٍ___ويُجاوزُالبطلُ الهُمامُ سرابا
..............
أ_ أترى تراباً حلَ فوقَ رؤوسِهم ___والخزيُ كانَ لمن صحا وأجابا
ل_ لا تحسبوا أنَّ النَّبيَّ مُفرِّطٌ ___ في الأخذ بالأسبابِ يا أحبابا
ن_ نادى أبا بكرٍ ليأخُذَ عِدَّةً ___ فرحيلهم عن دارِ شركٍ طابا
ب_ باتَ الرَّحيلُ مؤرِّقاً شُذَّاذّهم ___ والعزمُ في رصدٍ يُزيلُ نقابا
و_ ولكلِّ أفَّاقٍ أتى بمحمَّدٍ ___ يحظى بمائةِ ناقةٍ إذ غابا
ي_ يا من تبعتَ مُحمَّداً في هجرةٍ___طمعاً بجائزةٍ وجدتَ طلابا
ة_ تلكَ الجوائزُمن خزائنِ دولةٍ ___ وسوارُ كسرى إن ثنيتَ عقابا
.....................
إ_ إنَّا على عهدٍ يوافي ما بِهِ ___ عُد يا سراقةُ والجُمِ الإرهابا
ل_ لَحِِقَ الرَّسولُ بكلِّ أحبابٍ بنوا ___ للحقِّ دولتَهُ وكانَ مُهابا
ش_ شَهِدَ الإلهُ وفاءَ عهدٍ بعدما ___ رحلَ الحبيبُ ودامَ عدلٌ صابا
ر_ راضت جيوشٌ كُلَّ فجٍّ واعتلى ___نصرٌ على كُلِّ العِدى أو قابا
ي_ يا ربِّ قد أعززتَ دينَكَ أينما ___كانَ التَّوجُّهُ خالصاً غلَّابا
ف_ في كُلِّ مصرٍ قد نشرتَ شريعةً___تعلو بكُلِّ موحِّدٍ ما رابا
ه_ هيَّا فصلِّ على الحبيبِ وآلِهِ ___ والصَّحبِ إذ أحيا بهم ألبابا
_______________
 
 ثنائية الأمل واليأس ________البحر : الكامل المقطوع
قد كانَ حُلماً أن أراك بجانبي___ لتشد أزرَ غرامِنا برباط
إنَّ الحلالَ مُكمِّلٌ حُبَّاً رسا ___ في قلبِ...
عُشَّاقٍ دنوا لنياط
وتقطَّعت أوصالُ هجرٍعندما ___ باتَ الحلالُ مُبَجَّلاً كصراطِ
زرعٌ حلالٌ والهناءُ ثمارُهُ ___ لا من عَذُولٍ جاءَ بالإحباطِ
نمشي الهوينى والأمانُ يُظِلُّنا___ عن كُلِّ خَصْمٍ حَلَّ في الفسطاطِ
................
ننسى الإشاعاتِ الَّتي أجرت لنا___ دمعاً بغيرِالحقِّ من أغلاطِ
من كُلِّ بُهتانٍ بيأسٍ نُبتلى ___ في كُلِّ عصرٍ من خسيسٍ خاطِ
ما فكَّرَ المأفونُ عمَّن يفتري ___ لا عاشَ في قومٍ كثيرُ مُخاطِ
ها قد صبرنا والهوى مُتلثِّمٌ ___ في البُعدِ كانَ كناقضٍ لبساطِ
واليأسُ دارَ بِكُلِ أركانٍ لهُ ___ فتلعثمَ المبرورُ من إسخاطِ
................
الحُبُّ غلَّفَ قلبَ أصحابٍ وذا ___جسرُالمودَّةِ في الهوى كَسِمَاطِ
من عفَّةٍ جذبت خليلاً ناصِحاً___ هيَّا لمعروفٍ بلا إفراطِ
لا يأسَ إن نقنعْ بقسمةِ خالِقٍ ___نلقَ الَّذي يقضي بلا أشراطِ
ونصونُ طَرْفَ لِسَانِنا من غِيبةٍ ___وَنَبِيتُ في حِرْصٍ معَ الأنماطِ
نستغفرُ المولى ونسألُ رحمةً ___تُنجِي المُعنَّى من هوىً خلاَّطِ
...................
أملٌ تجدَّدَ في العروقِ وربَّما ___ مرَّت بنا أَنواؤُهُ كملاطِ
نبغي الودادَ لِكلِّ من عرضوالنا ___ بدلاً عن الأحبابِ ، يا لَزُغاطِ
يُنهي بقطعٍ كُلَّ وَصلٍ حارِقٍ ___ هذا الَّذي يبدو لكُلِّ مُحاطِ
بالحُبِ لا من غيرِهِ نحيا وذا ___ كرمٌ من الرَّبِّ الجليلِ العاطِ
مِشوارُنا أملٌ وصبرٌ يحتسي ___ شَهْدَ الحلالِ كفرحةِ الأفراطِ
...................
ها نحنُ نَعبُرُ للحياةِ بنشوةٍ ___ تُنهي عناءً لاذَ بالإغباطِ
هل ينتهي ؟! إنَّ الحبيبَ مُقدِّرٌ ___ ذاكَ الوفاءَ كسابِقِ الأشواط
إنَّ الزَّواجَ مُقدَّسٌ في شرعنا___ إكمالُ دينٍ يُجْتَلى ببلاطِ
حمداًإلهي والصَّلاةُ على الَّذي ___ شرحَ الصُّدورَكذكرِمَنْ برباطِ
صلُّوا على طه الحبيبِ وآلِهِ___ والصَّحبِ والخلاَّنِ والأسباطِ
 
__________________
إنَّ البسيطَ لديهِ يُبسَطُ الأملُ___ مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
خلافات عائلية_________البحر : البسيط
طالَ انتظارٌ وليلُ الحُبِّ ما زلفا___ يا للمصيبةِ...
.. إن كانَ الحبيبُ جَفَا
قد مرَ يومان لا أدري لمن عطفا___إن كانَ هجرٌفبئسّ_اليوم_ من خطَفَا
لا لن أكونَ لوصلٍ لا حياةَ بِهِ ___ إن مالَ قلبٌ لغيري بِتُّ مُنصرِفا
أُلَقِّنُ الدَّرسَ قبل القطعِ من صلةٍ ___ إنَّ اطَّلاقَ لَتخليصٌ لمن ذرفا
لا للبكاءِ ليالي ... دونَ مسألةٍ ___ قد كانَ جَورٌ يشُقُّ الحلقَ والأُنُفَا
والهجرُ من شِيَمِ الأنذالِ نعرِفُهُ ___ إذ بالخيانةِ للأحبابِ قد عصفا
يا للجبانِ الَّذي ما عادَ يحرُسُهُ ___دينٌ ولا خُلُقٌ .. والعقلُ قد حُرِفا
هذي النَوادي الَّتي في كُلِّ ناحيةٍ ___ تُبدي خصالاً.. ومن للوهمِ قد ألِفا
إن تسكُنِ الرُّوحُ في بيتٍ لتألَفَهُ___ يقضِ الإلهُ دواماً .. باتَ مُؤتَلِفا
للبيتِ أعمدةٌ في ظِلِّها طَهُرت ___أنفاسُ ساكِنِهِ .. والعِفُّ مَنْ دلَفا
إنَّ الزَّواجَ رباطٌ لا خِناقَ بِهِ ___ والخِلُّ يدنو لمن من قلبِهِ شُغِفا
لا للطَّلاقِ إذا كانت عواصِفُهُ ___ ممَّن يكونُ بضيقِ الصَّدرِ قد هَرَفا
فالصَّبرُ مِفتاحُ خيرٍ لا يناسِبُهُ ___ قطعُ العلاقاتِ من جذرٍ لمن قطَفا
يا ربِّ جمِّل بيوتاً في الضَّنى غرِقَت___زادت مشاكِلُها إذ قد رأت شَظَفا
معادِنُ النَّاسِ أصنافاً نُعاينُها ___ والاختلافُ كأقدارٍ لمن عَرَفا
إن عادَ زوجٌ لبيتٍ حارَ في عملٍ ___إن زوجةٌ غضِبَت تبقيهِ مُرتَجِفا
ما الفقرُ عيبٌ إذا ضاقت بِهِ سُبُلٌ ___لكنَّ بخلاً بِهِ يُزري .. ولو غَرَفا
إكرامُ أهلٍ لَهُ فضلٌ وترضيةٌ ___لا من غضوبٍ دنا لو كانَ مُنجَرِفا
هذي القطاطُ لبيتٍ للكرامِ دنت___ بِهِ الحنانُ ومن أعطى فقد ألِفا
تُعطي مودَّتَها بالحُبِّ إن مُسِحَت ___ ملهاةُ أبنائهم ..لا عاشَ من صرَفا
تموءُ إن وَجِلت أوحاجةٌ عَرَضت___ إنَّ النَّظافةَ عنوانٌ لها شَرُفا
من رحمةٍ لجميعِ الخلقِ يرحَمُنا ___ ربٌّ رحيمٌ..وأرواحٌ قضت صَلَفا
يا ربِّ صلِّ على من كانَ يرحمُنا___إن في الحياةِ وأُخرى إن دنا لَطَفا
صلُّوا عليهِ فقد أهدى لنا سُنَناً___ بالقولِ والفعل كانت للعُلا سُقُفا
 
_________________
قال الشَّاعر : محمَّد جاموز
تعاني الدَّارُمن موتٍ بطيءٍ___بهجرأزهقَ الأوداجَ نزفا
معارضة بعنوان :
الفراق _______________________البحر الوافر
أرى في القل...
بِ للأحزانِ عزفا___ ألِفْنَاهُ وكانَ الوصلُ ندفا
نُعَلِّلُ ما نرى صدًّاً وههجراً___ وللإخوانِ شوقٌ باتَ عصفا
عَرَجْتُُ على الدِّيارِ بعيدَ نأيٍ ___ فغارَالدَّمعُ من عيني وجفَّا
ومن قلبِ الحنينِ سرى شعاعٌ ___من الأشجانِ لفَّ الصَّبرَلفّا
وعادت ذكرياتٌ لا تبالي ___ بمن قطعَ الرَّحيلُ لهُ أكُفَّا
...............
وصمتٌ للجدارِ بدا كئيباً ___ كقبرٍ للأولى أنضى وشفَّا
جراحاتُ السِّنينِ على سقوفٍ ___صداها كانَ همَّاً عادَ لهفا
على دَرَجِِ المحبَّةِ رانَ خنقٌ ___ وللأوصالِ باتَ السَّيرُقصفا
أراني في اكتئآبٍ لا يُداري___ شؤوناً علَّها تُنهي الملفَّا
ومن عِبَرٍ يعيشُ المرءُ حتَّى ___ يُفارِقَ روحَهُ والموتُ رفَّا
.................
أُقلِّبُ ناظري في كُلِّ رُكنٍ ___ فأسمعُ في الحشى شوكاً وحشفا
وبردُ الموتِ يسري في عروقي ___وقد فارقتُ أحبابا وإلفا
سنمضي بعدهم حيثُ انتظارٍ ___على أيِّ الجهاتِ يكونُ وقفا؟!
إلهي أنتَ ارحمُ من أُنادي ___ بكُلِّ تذلُّلٍ أرجوكَ قطفا
بأفضَّلِ ما يعودُ عفيفُ قومٍ ___ من الأعمالِ ما أرضى وأوفى
.................
صلاةٌ من لدنكَ على حبيبٍ ___ تُهدِّئ ُ رَوْعََ مَظْلُومٍ فأخفى
لكُلِّ الخاطئينَ قبولُ توبٍ ___ وتعفو عن كريمٍ قد توفّى
وتلكَ صلاتُهُ حُبَّاً وحمداً ___ وللهادي وصحبٍ شدَّ عُرفا
ولا تجعلْ لشيطانٍ طريقاً ___إلى قلبِ العناءِ يرومُ عطفا
وصلِّ على الحبيبِ وآلِ بيتٍ ___وكُلِّ مُتابِعٍ يسألكَ لُطفا
_______________
طفولةُ السُّعداءِ ____________البحر : الكامل المقطوع
كُلُّ الورودِ تجمَّعت لا ما أرى ___غيرَ الَّذي في القلبِ من أفراحِ
هذي الحياةُ جميلةٌأينَ الأُولى ___
...تركوا الجمالَ وغادروا لمباحِ
أينَ الدَّلالُ وتلكَ أزهارٌ غدت ___عِقداً يُزيِّنُ ما يُرَى لملاحِ
في سلَّةِ الأحبابِ كُلُّ نفيسةٍ ___ تهفو إليها النَفسُ كالأرواحِ
هل من سعيدٍ مثلَنا بطفولةٍ ___ شغلت قلوباً بالهوى كالرَّاحِ
..............
شهدُ الحياةِ تواصلٌ بمحبَّةٍ ___ يُرضي عيوناً تنتمي لصلاحِ
والحبُّ لا يُشرى بمالٍ للَّذي ___ملك الكنوزَ ومن سقى بقراح
فلربَّما عادَ الثَّريّ بحسرةٍ ___ من فَقْدِهِ طفلاً أتى بلقاح
ولربما زادت تكاليفُ الهوى ___ عن كُلِّ وقتٍ فاكتوى بكباحِ
لا تكبري يا طفلتي فامامنا ___ فتَنٌّ تمزِّقُ ما انطوى بسماحِ
.................
تتغيرُ الأحوالُ والدُّنيا لمن ___جَهِلَ الحقيقةَ وارتوى كصباحِ
لم يحمِلِ الهمَّ الَّذي في جُعبةٍ ___للكادحينَ ومن قضى ببراحِ
قد شرَّدت حربٌ سعادَةَ طفلةٍ ___واليتمُ قد يرضى بأيِّ جناحِ
والثُّكل يحملُ للهوان بُكاءَهِ ___ يا للطفولةِ إن دنت لِنُواحِ
وسعادةُ الأطفالِ في لهوٍ إذا___ قُضِيَت حوائجُهم بلا إرجاحِ
................,,
لاهٍ عن الأُخرى بِكُلِّ حَبِيبَةٍ ___ والحلوُ لم يُعرَفْ بلا أملاحِ
دنيا سيعبرُها المشاةُ وراكبٌ___ إنْ بالقناعةِ أو مضى بصياحِ
فاملأ فؤادكَ بالقناعةِ والرِضى ___لا تستَهِن بمنيحةٍ لصراحِ
صلُّوا على الطِّفلِ اليتيمِ محمَّدٍ___قد ذاقَ من سعدٍ ومن أتراحِ
صلُّوا عليهِ نبيِّ أشرفِ أُمَّةٍ ___ ما عادَ فيها قانِعٌ بجراحِ
________________
عودة إلى الماضي_____________البحر : الكامل المقطوع
كالحلمِ مرَّ الوقتُ في أشلائي ___ها قد برِئتُ من الجوى وعناءِ
كالَ الزمانُ لنا بِكُلِ رديئةٍ ___ ذاكَ الوب...
اءُ طغى على الإرواءِ
ما عادَ طعمٌ للحياةِ بِغُربةٍ ___ من غُصَّةٍ ذاقت مرارَ بكائي
سترٌ من المولى أُفارقُ محنةً___ في وحدةٍ باتَ السَّنا كعماء
................
تلكَ المزايا قد شُغِلتُ بجمعِها___ عن كُلِ داءٍ في الكلى كجراءِ
غُسِلت مِراراً والهوانُ يلفُّها ___ تلكَ المقابرُ قد دنت لقضاءِ
لكنَّ أقداراُ أزاحت ما اهترى ___من كُلِ ما أفضى لنا كشواء
أينَ الَّذينَ تباعدوا من يأسِهِم ___في ساحةِ الأيامِ كالأنواء
..................
عُد يا بكائي إنَّني في حُرقةٍ ___ قد لا يُفرِّجُها سوى الإقصاءِ
لكنَّني أنسى العوالِمَ عندما ___تخطو على جمرٍمن الأهواءِ
والحرُّ إن عادت له سكَراتُهُ___ باتَ التَّعُّوذُ مُطفِئاً كالماءِ
غاضت عوادمُ من توارى من هوى___وتجرَّدَ السَّيفُ العتيقُ لناءِ
..................
هب أنَّني لم أرتحل أوأرتضي ___شوقاً تنازعهُ المرادُ بداءِ
لا لن يكونَ سواكَ في حُلُمٍ ولا ___في واقِعِ الأيامِ كالأنداءِ
هيَّا انصرف من بيننا قد أرَقت ___ عينَ المُحِبِّ سعادةٌ بولاء
ذاكَ النَبيُّ المرسَلُ المهديُّ إذ ___قد باتَ نوراً ضاءَ منهُ ردائي
...................
بتوكُّلٍ تبقى صلاةُ إلهنا ___ تعلو بِهِ طُهراً لنا بجلاءِ
تلكَ الصَّلاةُ على النَّبيِّ شفاؤنا ___من كُلِّ أرجاسٍ رمت ببلاء
فتكرَّرت في كُلِّ أوقاتٍ ولم ___ يبعدعن الذِّكر المبينِ دعائي
صلوا عليه وسلِّموا في غيبةٍ ___ للحقِّ يَأتِ كمُذعنٍ لنداء
________________
 هوانُ الهوى _______البحر : الكامل أخذ مُضمر
جرحُ الأحبَّةِ كُلُّهُ ألَمٌ ___يا ليتهم في هجرِهِم سَلِموا
وأنا الَّتي لا أرتضي ألَماً___في الحُبِّ أو وصلاً...
بِهِ سَأَمُ
حبِّي لهُ طعمٌ وذاكَ سنىً___لاما يُضيءُ لغيرِ مَن قَدِموا
والهجرُأحرزَ خنقَ أوردةٍ___ذاكَ الجوى ممَّن لنا رجموا
ما كنت مُبتعداً ولي أرَبٌ___ في كُلِّ من يهوي ومن ندِمُوا
.................
هل بالوشايةِ كُنتَ مُنفتلاً ___عن وصلِ من تهوى كمن شتموا
يا صاحِ إن تهجُر فذا بطَرٌ___ إذ بالتَّحرُّرِ منكَ لا أَلَمُ
كانَ القضاءُ وقد بُليتُ بِهِ ___ فالحُبُّ حُلمٌ ما لهُ حَرَمُ
ماذا جنت عيني وقد ذرفت___منها المدامِعُ وارتوى السَّقَمُ
فارحل كما شاءت لنا سُحُبٌ___في ظِلِّها تحثو لمن حُرِموا
................
أينَ الكرامةُ والهوى مرضٌ ___والعقلُ زينةُ من لهُ صرموا
ذاكَ التَّذلُّلُ لا يُناسِبُنا ___ من عِزَّةٍ للنَّفسِ قد صُدِموا
لا عاشَ مُتَّبِعاً هواهُ ولا ___ من حادَ عن دربٍ لمن رَسَموا
وعلى النَّبيِّ صلاتنا ورَدَت___تَتْرى ومن في الحجِّ قد غنموا
صلُّوا عليهِ ومن دعائِهُمُ ___ يا ربِّ سلِّم من بنا رُحِموا
_______________
الطموح ____________________البحر: الوافر
فقاقيعُ الحياةِ تطيرُ دوما___ومِنْ شَبَهٍ لَهَا قد حامَ حَومَا
بلا هدفٍ وأحياناً بقصدٍ___فهل بلغَ المرادَ ورامَ...
صوما؟!
بلا تعبٍ ينالُ الخيرَ غِرٌّ___وَمَن عَرَكَ الحياةَ أضاعَ قوما
ويأمَلُ بالنَّجاحِ رفيقُ جِدٍّ ___ولا يأسٌ لمن قد رامَ حُلْما
بُحُورُالشَّوقِ تُغرِقُ من تأبَّى___على وصلِ الأحبَّةِ إذ تَحَمَّى
لَئِن تَحْيَا وَحِيداً لا تُبَالي ___بغيرِكَ لن ترى منهُم مُسَمَّى
...................
وما ظفرتْ يدٌ من قطعِ أُخرى ___سوى الحرمانِ من عونٍ ألمَّا
وَمَنْ رَغِبَ الحياةَ بِغَيرِ خِلٍّ ___ يعيشُ مجاوراً أملاً ووهما
ويقوى الودُّ من إخوانِ وصلٍ ___ويحلو العونُ إن ضاقت فَزَمَّا
ومن عَوَزٍ يجيءُ لغيرِ شاكٍ ___ يُدَارَى من عزيزٍ رامَ كَظْما
ومن خوفٍ ألمَّ بمن تلظَّى ___ بإخوانِ الهدايةِ ردَّ سهما
خِصَالُ الخيرِ لم تعدَم كريماً ___ يواليهِ الَّذي قد كانَ خصما
................
وليسَ من المُحالِ وصالُ لؤمٍ ___ لتأمَنَهُ وَمِنْ قَدَرٍ سَتَعْمى
ولا تصفو الحياةُ بغيرِ صبرٍ ___على من رامَ تفريقاً وظُلما
وخيرُ الصَّحبِ مَنْ تأتيهِ حتَى ___ ترى من أصلِهِ خالاً وعمَّا
إذا اتسعت صدورٌ من عطاءٍ ___ تفرَّقَ كُلُّ فقرٍ كانَ جُرما
وللآمالِ أحلامٌ ... أنارت ___ دروباً ، لا أراكَ اللَّهُ غَمَّا
إذا شُحٌ يدورُ بأيِّ رُكنٍ ___ سيعدَمُ من جنى لحماً وعظما
..................
إذا قعدت بكَ الأرزاءُ يوماً ___ فلا تيأس وكُن ممَّن أجمَّا
وخذ نَفَسَاً طويلاً لا تُبالِ ___ بما قد كانَ من جُرحٍ فأدمى
وَهِمَّةُ مَن أرادَ العيشَ حُرَّاً ___ ستعلو فوقَ غيماتٍ وتهمى
لتُنبِتَ كُلَّ بقلٍ في حقولٍ ___ ويعلو شأنُ من ألقى وضمَّا
وتطمعُ كُلُّ نفسٍ في عَلااءٍ ___ وذاكَ طموحُ من دحَرَالمُلِمَّا
بِكُلِّ عزيمةٍ تَرْقَى نفوسٌ ___ ولا جُهدٌ لغافِلَةٍ ... تَسَمَّى
.................
إذا وُصِلَ الحلالُ بِكُلِ ودٍّ ___ تنامى خيرُهُ جَمْعَاً وَكَمَّا
حنانٌ فاحَ منهُ المسكُ حتَى ___تناثرَ في الفضاءِ وقد أعمَّا
وقد كانَ الحياءُ لهُ قريناً ___فأمسى فرحةً ودنا وأمَّا
بخيرٍ للبريَّةِ جادَ ربٌ ___ ومن عقَلَ الهُدى قد لان حِلْما
صلاةٌ من لدُن ربٍّ كريمٍ ___على خيرِ الأنامِ وزادَ كَمَّا
فصلِّ على النَّبيِّ وكُلِّ صحبٍ___وآلٍ ما حييتَ وحُزتَ عِلما
__________________
قال الشَّاعر :
إن زرتُ أهلكِ لايبالوا حاجتي ___وإذا هجرتك شفَّني هجراني
كمل الجمال من البحر الكامل ___متفاعلن متفاعلن متفاعلن
معارضة بعنوان :
بعدٌ وإ...
صرار ________________البحر : كامل مقطوع
هذا فؤادي قد ينوءُ بحملِهِ ___ فأزورُ من أُلقي إليهِ هواني
وأعيشُ رغم مرارةٍ تجتاحني ___حتَّى أرى مَنْ قلبُهُ أرداني
ولسوفَ أرضى بالقلبلِ مخافةً ___ من فقد ما فيهِ الهنا لجناني
من ذكرياتٍ قد تعودُ بحسرةٍ ___ أرجولها نسيانَ من ينساني
هو في طريقٍ شائكٍ مُتحاملاً ___وهوالَّذي من حُبِّهِ إحصاني
أنا لن أكونَ لغيرِهِ مهما جرى ___فالهجرأهونُ من طلاقٍ جانِ
هذا وثاقٌ من إلهيَ طاهرٌ ___ سَكَنٌ فلا عشقٌ يهزُّ كياني
تروي الحياةُ عطاشَ من لا يرتوي___من حُبِّهِ والحافلاتُ دناني
لكنَّها خُتمت بشمعٍ صارمٍ ___ في حفظِهِ للمالك الولهانِ
ذاكَ الَّذي وهبَ الحياةَ شقاءها___ وتعرَّفت ألوانُهُ ألواني
ليطيرَ في الأفياءِ عطرُ محبَةٍ ___ ويشدَّ مع زهرالودادِ بناني
وتباركُ الأنواءُ من صدَّ النَّوى ___في حضرةِ الملكوتِ إذ يلقاني
تلكَ الأماني قد تصيرُ حقيقةً ___ولهُ إذا أبدى الوفاءَ حناني
صلَّى الإلهُ على الحبيبِ محمَّدٍ ___ والآلِ والأصحابٍ والإخوانِ
صلُّوا عليهِ أحبَّتي أعدادَ من ___شرحواالصُّدورَ برحمةٍ وتداني
________________
حصار الأحرار _____ مجزوء الرمل
لا بأعداءٍ نطيرُ ___في حروبٍ لا تُجيرُ
ذاكَ عيشٌ فيهِ شرٌّ___ من جهولٍ قد يُغيرُ
في ظلامٍ كانَ ظُلمٌ ___واكتوى منهُ الكثيرُ
يا مُجيراً لا ننادي___ غيرَ ربٍّ قد يُنيرُ...

دربَ صبَّارٍ لوعدٍ ___إن صبرنا دامَ نيرُ
كم دعونا في نهارٍ___ دامَ ليلٌ والعسيرُ
ظُلمُ أعداءٍ وأهلٍ ___من جوىً ضلَّ البصيرُ
................
ذاكَ تشريدٌ لقومٍ ___ من حروبٍ قد تُديرُ
رأسَ خوَّانٍ لشعبٍ___ ليسَ ينجو لو وزيرُ
فوقَهُ حِملٌ ثقيلٌ ___ إن كبا شرٌّ يطيرُ
يصطلي مِنَّا عناءٌ ___ فيهِ يدعو المستجير
من لنا في كُلِّ حالٍ___خيرُ عونٍ يا قديرُ؟!
صلِّ يا ربِّي وسلِّم___ راقَ حِبٌّ والبشير
خيرُ مبعوثٍ لأهلٍ ___ في الدُّنى ذاكَ النَّصير
_________________
 
ديوان
لغة العيون
للشاعرة زكية ابو شاويش
ام اسلام
منتدى هاملت للادب العربي المعاصر



الجمعة، 13 سبتمبر 2019

قراءة م. فاتنة فارس // قصيدة ( صهيل الحروف ) للشاعر عيسى نافع الكراملة

السلام عليكم
نعود اليكم وبرنامج كنوز البديع حيث سيتم اختيار قصيدة لأحد أعضاء المنتدى دون أن نشير إلى اسمه ليتم ومن خلالكم تحليلها من حيث المبنى والبلاغة والمعنى والعروض ولكم الحرية بإبداء الرأي وسنواصل معكم من خلال تعليقاتكم وتحليلاتكم على أن نفسح المجال للشاعر أو الشاعرة صاحبي القصيدة بالرد على كل من شارك بإبداء الرأي فيها ولكم الحق أن تحددوا من خلال رؤيتكم مكامن القوة والضعف أن وجدت في القصيدة نشكر كل المشاركين معنا سلفا في البرنامج الذي سنخصصه لمشاركاتكم
أعداد وتقديم
م. فاتنة فارس
ملاحظة ....
سيتم اختيار أجمل رؤية نقدية أو تحليلية ليتم منحه وسام التميز
⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘
قراءة م. فاتنة فارس
قصيدة ( صهيل الحروف )
للحرف في حنايا الصدر نبض أحياناً يشتعل ويتوهج وأحياناً ينطق .
هذا حال الشاعر الذي يستمد الإلهام من حالة مباشرة وطيدة بينه وبين ذاته الإبداعية الفنية
والمادة الأولية المحيطة والعقلية والحسية والعاطفية
ثم يهيمن العنصر الأهم و هو الخيال الذي يحلق بكيان الشاعر إلى أسمى مراتب الغياب عن الوجود ليظهر للمتلقي الجوهر والعنصر الفني الذي يختلف من شاعر إلى آخر .
استهل الشاعر قصيدتة ..
على صهيل حروفي جئت من كمد
أسرجت قافيتي سعياً إلى الرشد
شاعر طوع الحرف أسرج جموحه وحلق عبر أثير الصهيل
يحمل جعبة أوجاع على ظهره مضرجاً بآلامه و أوجاعه
( جئت )... محور القصيدة هو الشاعر نفسه وحرفه في حزنه وخلجاته
من أوجع نفس الشاعر...؟
ليسرج القافية ويبحث في ثناياها عن المعرفة والحقيقة من منطلق روحي مفعم بالمرارة
ويبدأ خيال الشاعر في نقلة قوية واضحةفي البيت الثاني من القصيدة
الذي يفصح عن إكمال المعنى للبيت الأول في ترابط وتقيد حسي للواقع
من وهجها صغت عين العزم أغنيتي
لا اليأس أحمله والبشر معتقدي
من لظى نيران الألم المتقدة في كيانه المتأججة في مكنونه لم ييئس ومضى قدماً
أغنيتي ..ليست للتطريب بل هي أنغام وآهات من الوجع
و تصاوير متماسكة تثير بعضاً من العاطفة وتخدم المعنى
ليبقى الحرف هو الأنفاس التي يحيا بها الشاعر
الناي ما عاد في أناته طرب
ولو يناغي بعزف صادح غرد
الناي هذه الآلة الموسيقية الحزينة الشجية منذ آلاف السنين اقترن اسمها بالدمع والأنين والآهات المنبعثة من أعماق روح شرقية تمس شغاف القلب بكل خشوع وجمال
لم تعد أنات الناي تطرب روح واذن شاعرنا حتى لو صدحت وغردت فالحزن مكين هيمن على جميع الحواس لدى الشاعر
والوجد ما عاد في أشجانه وله
ولو تهيج دموع العين من كبد
جنح الشاعر من جو الحزن الطربي إلى أعماق الذات في مناخ من الأسى مهيمن بقوة وجدانية في أسلوب لغوي سلس وموسيقا لفظية في بعض من المجاز .
فالحب ما عاد هذه العاطفة الجياشه من شوق و وله وهيام
أصبحت زفرات ودموع نابعة من كبد الشاعر لتترجمها العين في سيول دمع ملتهب
الله معتمدي والفجر قافيتي
والصبر يغمرني في ساحة الجلد
لا زلت في أنف ما خانني يوماً
حدسي وظني بربي عنه لم أحد
الله جل جلاله خير معين وناصر عليه التوكل والاعتماد
من مطلع الفجر الى غروب الشمس وفي فترات الليل الساكن
يتألم الشاعر ويحلو له الابتهال في صلاة الفجر التي تبث الطمانينة والسلام في قلبه وهو الإنسان الصابر الجلد على ما
منيت به روحه متعلق بحبل الأمل والإيمان
المذهب الفكري ملقح بإيمان ومفاهيم فلسفية روحية فالشاعر ذو عقيدة روحانية مثالية
الفأل راحلتي في سعي قافلتي
والله يرشدني من نوره مددي
التفاؤل نعمة يتحلى صاحبها بإيمان قوي وبالفضائل لتصفو روحه
في مناجاة الخالق
فهو المسير لقافلة الروح على متن عقارب الزمن يهتدي بنور الإيمان الذي يرشده في الايام الحالكة
قصيدة تعتمد على البساطة والفخامة باختيار المعاني والمباني
غنيه بالصور لطيفة المعنى
و مما يزيد هذه القصيدة جمالاً تلك الانغام المتراقصة و الموسيقا العذبة التي أضفاها عليها البحر البسيط المعروف بعذوبته و جماله و انسياب أنغامه و الحانه .
عـلى صـهيل حـروفي جئت من كمد
أسـرجـت قـافيتي سـعياً إلـى الـرشد
من وهجها صغت عين العزم أغنيتي
لا الـيـأس أحـمـله والـبـشر مـعـتقدي
الــنـاي مـــا عـــاد فــي أنـاتـه طــرب
ولـــو يـنـاغـي بــعـزف صــادح غــرد
والـوجـد مــا عــاد فـي أشـجانه ولـه
ولــو تـهـيج دمــوع الـعـين مـن كـبد
الله مــعـتـمـدي والــفـجـر قـافـيـتـي
والـصـبر يـغمرني فـي سـاحة الـجلد
لا زلــت فــي أنــف مــا خـانني يـوما
حـدسـي وظـني بـربي عـنه لـم أحـد
ولــــو تــلـوح بــأفـق الـقـلـب نــازلـة
مـضـيت فــي أمـلـي مـسـتبشرا بـغد
الـفـأل راحـلـتي فــي سـعي قـافلتي
والله يـرشـدنـي مـــن نـــوره مــددي
 

قراءة م. فاتنة فارس // قصيدة ....فيروزُ قالت.... للشاعر طالب الفريجي

قراءة م. فاتنة فارس
قصيدة ....فيروزُ قالت.... للشاعر طالب الفريجي
بغداد عاصمة عريقة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ تغنى بها الشعراء وصدح باسمها العظماء ( أم كلثوم فيروز ) .
و بين أيدينا قصيدة وجدانية مفعمة بعبق التاريخ تلقي الضوء على حقيقة ساطعه وواقع جلي واضح الالم والمرارة .
تُعدّ هذه القصيدة مقارنة بين الماضي و ما آل إليه الحاضر بأسلوب شاعر متمكن من أدواته ، فهو كالرّبّان الذي يوجّه سفينته أنَّى شاء ، كما ويستطيع أنْ يبثَّ الملح على الجرح طوراًً يضمده طوراً .
وقد استفاد الشاعر (من الرحابنة وفيروز ) بتكرار فريد بأسلوبه
الفذ المتميز بطريقة تتماشى مع الحاضر الذي باتَتْ تعانيه هذه العاصمة العظيمة بعد عشرات السنين من التقلبات السياسية والإقليمية في لهجة تحوي بعض التهكم المعجون بالسخط والمرارة ليُعبّرَ الشاعر عن أسفه على تلك الامجاد التي اندثرت تحت جبروت الضمائر المبيعة في ثمنٍ بخس دراهم معدودة .
أمّا الشّعر فلم يبقَ له منبر سوى أطلال ماثلة في ذاكرة الشاعر
تحكي قصة هذه العاصمة المنكوبه وبعض رماد الصور التي لم تسلم من نيران المعارك في حرب غوغاء لا نهاية لها .
ألف ليلة وليلة ،
نبث شكوانا نناجي مولانا نكفكف دمعة اليتيم وتزلزلنا صرخة أم الشهيد ونطأطئُ رؤوسنا ونحمل قلوبنا على أيدينا امام وجع الشيوخ و حرقة المكلوم المفجوع .
ألف ليلة وليلة نبحث عن كرامتنا تحت جثث المظلومين .
ألف ليلة و ليلة لم تعد كما كانت هذه الخرافة التي عشناها
فقد مات شهريار وكفنته حسرته
كُبِّلت يدا شهرزاد بقيود الغدر
و الديك مات تحت أنقاض القصر
و ارتقى خيال الشاعر في تصاوير حسيه ومملكة شعرية تنم عن اكتناز لغوي عميق ليعكس صوراً دقيقة بتصوير مسهب بثَّه خفقان قلب الشاعر أنيناً بعد أنْ تحوَّل النسيمُ إلى ريح صرصرٍ عاتية
و أرخى الظلام البهيم سدوله و تلبدت هذه القمم الشامخة بغبار الردم والركام حتى الريح انقلبت ضد هذا الوطن وأخذت في طياتها الفرح
فأي حرف يجسد هول هذا المصاب بعد ان انقلب عاليها سافلها و أدار العالم ظهره لمدينة دكت معالمها وطمست حضارتها
قصيدة حافلة بصور البيان والبديع مكتظة بخلجات الشاعر الوجدانية الوطنية القريبة الى سمع و ذائقة النخبة .
و النص الذي جاء به الشاعر يتميز بموسيقاه العذبة موسيقا البحر البسيط بالإضافة إلى موسيقا داخلية تتعانق فيها المفردات و تتشابك لتشكل قطعة موسيقية شجية الألحان بديعة الأنغام زادتها بعض المحسنات جمالاً على جمال كالتصريع في البيت الأول .
كما اود أن أقف عند صورة جميلة اتى بها الشاعر في البيت الأخير ، و ذلك عندما جعل من أغنية فيروز درة تزهو بها الدرر ، و بذلك يكون قد قلّد بغداد درة من أثمن الدرر ، لمَ لا فهي تستحق أكثر من ذلك بكثير .
شكرا مخملية الحنجرة ملائيكة الصوت
لقد استحضر الشاعر ماضياً مجيداً ، قبلة على جبين العز
فلحن الخلود سرمدي لن تخنقه جنازير دبابة ولا دوي مدفع
ولن يمحوَه الزمان
فصوت الحق راية سترفع على غصن زيتونة
وحمام السلام سيطلق جناحه للريح .
..........فيروزُ قالت
************************
قولوا لفيروزَ لا شعرٌ ولا صورُ
تبْرُ الزّمانِ غدا نهباً لمنْ غدروا
*
و(ألفُ ليلةَ) ما عادت كما بدأتْ
وشهريارُ بدا ينتابهُ الضّجرُ....!
*
فاستلَّ مديتَهُ في غفلةٍ ودنا......
منْ شهرزادَ ليرديها كما أمروا
*
والدّيكُ ليسَتْ لضوءِ الفجرِ صيحتُهُ
بلْ للثّكالى ومَن في موتِهمْ عثروا
*
فالرّيحُ دارتْ على بغدادَ سيّدتي
حتّى تساوى عليها السّعدُ والكدرُ
*
شكراً لفيروزَ شكراً تلكَ أغنيةٌ.....
لو أنّها أُنشدتْ في الرّوحِ تحتضرُ
*
شكراً لمَن صاغها حرفاً وقافيةً...
فقدْ تلاها الهوا والنّجمُ والقمرُ...
*
جيلٌ يردّدها في كلِّ حنجرةٍ.....
كأنّها درّةٌ يزهو بها الدّررُ...!
*الشاعر طالب الفريجي
 
 
 
 
 
 
 
 

قراءة . م. فاتنة فارس // قصيدة (زرت المقابر ) للشاعر حسن خطاب

قراءة . م. فاتنة فارس
قصيدة (زرت المقابر ) للشاعر حسن خطاب
تلك الذكريات المترامية بين مواكب الحنين والمرارة المبكية الشاحبة ، تأخذنا لدموع المهجرين النازحين المبعدين قسراً عن جذورهم ومرابع الصبا في ديارهم .
نسمع أنين الثكلى و عويل اليتامى و نشيج الحزانى و أرواحاً مزقها الشتات .
هذا حال الشاعر الأصيل قلمه لسان حال أمته .
....زرت المقابر ....أضرم مهجتي العنوان وزلزل كياني لما يحويه من فجبعة و ألم ورهبة ودموع تغرق بهطولها عين الفقد و
الفراق و الحزن ، في أعماق شاعرنا داء عضال لن يبرأ منه ولن يبارحه
و قد سكنه روح وجسد و نزيف القلب السقيم ، و ارتعد من مرارة
فقد الأحباب والأهل والأصدقاء ،
فقلب الشاعر الرهيف لم يعد له طاقة على المصائب والأهوال ،
تعاقب الأحداث هز مشاعره وخيم الذهول على كيانه وتملكته الحيرة
وفي تصوير مسهب يتلاءم مع العنوان
زرتُ المقابر أستجدي شواهدها
فيسأل القبرُ عن أبناء من لُحِدُوا
ليكمل في بلاغة أتقن أصولها وبلغ أسمى قمم الجزالة فيها ،
دمج بشكل بديع وبراعة مطلقة بين الموت وأحابيل السياسة
المدمرة التي فرقت بين الأخ وأخيه والجار وجاره
ويكمل الشاعر على نفس وتيرة الحزن
ليغرف من معين قريحة سخية تجود بكل جميل رغم الألم
في ذمّةِ الله شعبٌ بات مكتئباً
من الكروب ومن أهوال ما يجدُ
لا شك أن القصيدة حافلة بصور البيان والبديع نابعة من وجدان الشاعر و أعماقه.
أيَّانَ قومي من اليرموك إنْ سُئِلُوا
كيف استراحوا وفي تاريخهمْ جحدوا
لقد أحكم الشاعر بناء هذا البيت ليؤكد من خلاله مأساة الأمة التي تاهت عن طريق الأجداد و لم تسر على نهجهم فحلَّ بها ما حلَّ .
و هاي القصيدة يفتتحها الشاعر بصرخة ألمٍ و فقدانٍ يتفطّر لها القلب ، و هذه الافتتاحية تحيلنا إلى افتتاحية قصيدة من روائع الشاعر محمد مهدي الجواهري ( ناجيتُ قبرك ) ، و لعل وحدة المعاناة بين الشاعرين خلقت حالة من توارد الأفكار بينهما ، فالشاعر يفتتح قصيدته بهذه الصرخة القريبة في أصدائها من صرخة الجواهري بل لعلها أشدّ ألماً من معاناة الجواهري الذي فقد شريكة عمره ، و ذلك حين عاد من لبنان إلى العراق ليجد البيت خالياً منها ، أما شاعرنا فإن حبيبته التي يعاني ألمها هي بلاده الجريحة مما يجعلني أرجح ان يكون جرحه أعمق من جرح الجواهري ، يقول الجواهري :
فـي ذمـة الله مـا ألـقى و ما أجدُ
أهــــذه صــخـرةٌ أم هـــذه كــبـدُ
قد يقتل الحزن مَن أحبابه بعدوا
عـنـه فـكيف بـمن أحـبابه فُـقدوا
. زرتُ المقابر .
الــحــزنُ داءٌ ومــنــه الـقـلـبُ يـرتـعـدُ
وأعــظـم الــحـزن إنْ أحـبـابـنا بَـعُـدُوا
ويُـصـعَقُ الـقـلب مــن هـجـرٍ ألــمَّ بــه
فـكـيـف بـالـقـلب إنْ سـكَّـانـه فُــقِـدُوا
الــمــوتُ حــــقٌ ودار الــمــرء مـيـتـته
والـخوف والخوف بعد الموت ما نَجِدُ
إنْ كـنتُ أخشى فأخشى الله عن ورعٍ
وأكـتـب الـصدق فـي شـعري وأعـتقدُ
أنَّ الــحـيـاة ومــــا يــجـري بـكـوكـبنا
مـلـكُ الـرحـيم بـمـا أعـطـى ومـا يـعدُ
زرتُ الـمـقـابـر أسـتـجـدي شـواهـدهـا
فـيـسأل الـقـبرُ عــن أبـناء مـن لُـحِدُوا
وأحـــبــس الآه فـالـدمـعـات تــذرفـهـا
يــا رحـمـةَ الله جــودي فـالـوغى نـكدُ
والـــنــاس حُــبـلَـى بــآثــامٍ تُـحـرِّقـهـا
نــارُ الـحـروب وفـيـها الـحقدُ يـحتشدُ
أيَّــانَ قـومـي مـن الـيرموك إنْ سُـئِلُوا
كيف استراحوا وفي تاريخهمْ جحدوا
قـد صـرتُ أرثـي ومـن أرثـيه يـقتلني
والـقوم أهـلي ومـعنى الأهـل يُفتقدُ ..
يــا رحـمـة الله هـذي لـوحتي رُسِـمتْ
وبــتُّ أهــذي وضــاع الـصـبر والـجلدُ
..فــي ذمّــةِ الله شـعـبٌ بــات مـكتئباً
مــن الـكـروب ومــن أهــوال مـا يـجدُ
حــسـن خــطـاب سـوريـه… جـرجـناز