السبت، 27 فبراير 2021

كــسْـرُ الـخـواطـرِ// بقلم فاتنة فارس

 


كــسْـرُ الـخـواطـرِ لـلـفـؤادِ مــروِّعُ

كـقـميصِ يـوسُـفَ حـالُـهُ لا يُـرقَعُ


و الـظَّالمونَ عـلى وسـائدِ ظُـلمِهِمْ

سـيُرى لـهمْ فـوقَ الوسائدِ مصرعُ


مـــا راعَ مــنْ أحــدٍ أذاهــم إنَّـهـم

يا ويحهم بالظلمِ جاؤوا .. شرَّعوا


كـم من قلوب تشتكي من ظلمهم

يــا ويـلـهم كــم مـن عـيونٍ تـدمعُ


جــاروا و عـاثوا يـا إلـهي كـنْ لـنا

إنِّـــي رجــوتـك يــا إلـهـي تـسـمعُ


حـلـمي عـقـيم أدمـعـي لا تـنـتهي

كــفُّ الـدواهـي و الـلَّـيالي تـصفعُ


و الـحائرون عـلى وسادة صبرهم

و عـيونُهم وسْـطَ الدُّجى لا تهجعُ


مـــولاي... يـامـلك الـمـلوك تـولـنا

أرواحــنـا تــسـري إلـيـك و تـرفـعُ


فـــأزلْ أذاهـــم عــاجـلاً يـــا ربَّـنـا

مـنْ لـي سـواك مـنَ الخلائقِ ينفعُ

.......................................

بــقـلـمـي . م . فــاتــنـة فـــــارس




سوءُ العاقبة // بقلم الشاعر د. عماد اسعد

 سوءُ العاقبة

والوافر

-----

كم مَشينا في الطريقِ الخاسرِ

وَجَنَينا من  عَسِيرِ  العاسِرِ

 فَسَكَبنا من سُلافِ الفاشرِ

ما شرِبنا غيرَ نَضحِ السّاعرِ

ذاك وغدٌ إن توافى نَبلهُ

غار في الصّدر غؤورَ الغائرِ

من نزيزِ الجرحِ تقفو فِعلَه

زادَ بالإيلام ضَيمُ الخاطِرِ

لا تُوافي من دميمٍ طبعهُ

حاسرُ الأخلاق نِدُّ الفاجرِ

إن ورَدتَ الطّعمَ مرٌّ طعمهُ

----

حنظلٌ مرٌّ خَذيُّ المَعشرِ

ثم إياك الّذي في خُلدهِ

يضرمُ النّار بإفكٍ مسفرِ

ذلك الأبترُ هذا شأنهُ

 لو سقاك الطّيبَ طيبِ الكوثرِ

وبه الشّنآنُ يعنو ظِلَّهُ

فاذكروا هذا بيومِ المَحشرِ

يوم  لا أنسابَ تأتونَ بها

بل فُرادى في لقاءِ المُنذرِ

----.

 د. عماد أسعد



لغتنا الجميلة// الترصيع للشاعر الكبير خالد خبازة

 لغتنا الجميلة


في البيان و البديع  


البحث الحادي عشر 


الترصيع


كنا تحدثنا في أبحاث سابقة عن عدد من المحسنات البديعية  منها الطباق و الجناس و التورية و المقابلة و الكناية .. و غيرها  ..  و سيكون بحثنا اليوم .. في " الترصيع  "

و الترصيع هو أن يكون البيت مسجوعا كقوله تعالى :


" و لستم بآخذيه ، الا أن تغمضوا فيه " 

و مثل قول المتنبي :


في تاجه قمرٌ ، في ثوبه بشرٌ ... في درعه أسدٌ تدمى أظافره

و مثله :


كحلاء في برجٍ ، صفراء في نعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب


و مثله :


كالبدر ان سفرت ، و الغصن ان خطرت ... و الرسم ان نظرت ، معسولة الشنب


و كقول صريع الغواني : 

 


وافٍ على مهجٍ ، في يوم ذي رهجٍ ... كأنه أجلٌ ، يسعى الى أملِ


و للبحتري  : 

ما ان ترى الا توقد كوكب ... في قونس قد غار فيه كوكب

فمجدل ، و مرمل ، و موسد ... و مضرج و مضمخ و مخضب 


و منه :


يا مستهاما بالأعنــ .....ــــة و الأسنــــــة و النحــورِ

لا بالخدود و لا القدو ... د و لا النهود و و لا الثغورِ

تلقاه يوم الروع يقــ ... ـــتـلع الأسود عـن الصخورِ


و منه أيضا قول الخنساء في رثاء أخيها صخر :


آبي الهضمية ، وثاب العزيمة متــ ... ـــلاف الكريمة ، جلد غير ثنيانِ

حمّال ألوية ، هباط أودية ... شهاد أندية ، سرحان فتيانِ

 رباء مرقبة ، مناع مثلبة ... ركاب سلهبة ، قطاع أقران 


و كقولي في قصيدة بعنوان " سيمفونية الطبيعة و الحياة " :


ليعجب روحي هديل الحمام ... على أيكة و حفيف الشجرْ 

و أطلال كوخ على تلة ... كأن به من سقوط حــذرْ 

و بسمة ثغرٍ ، و نفحة عطرٍ ... و برعم زهرٍ ، و حلمٌ نضرْ


و هكذا نكون قد أنهينا بعون الله تعالى .. كل ما هو متعلق بعلم البيان و البديع 

و سيكون لنا لقاءات أخرى في قادم من الأيام بان الله 


.....


خالد ع . خبازة 

اللاذقية



بر الوالدين // بقلم الشاعرة زكية ابو شاويش

 قال الشَّاعر / أبو العلاء  المعرِّي

العيشُ ماضٍ، فأكرِمْ والدَيكَ بهِ،___ والأُمُّ أوْلى بإكرامٍ و. إحسانِ

 معارضة بعنوان :

بر الوالدين ___________________________________البحر : البسيط

يا من تريدُ جناناً عندَ منَّانِ ___ فالبذلُ وصلٌ جرى مع كُلِّ إحسانِ

والفضلُ يعلو بأقدارٍ لمن بذلوا ___ واللهُ يجزي بأضعافٍ لإنسانِ

لينُ الكلامِ بوجهٍ كانَ مُبتسماً ___  يحيي فؤاداً بِهِ  أسرارُ  نسيانِ 

والودُّ من شيمٍ ضاءت لمنكسرٍ ___تُبقى هلالاً بليلِ العُسرِ للعانِ

مَن ذا يُكرِّمُ أصحاباً بلا عملٍ ___إذ ضاقَ عيشٌ ودامُ الوصل من هان 

.......................

إكرامُ أهلٍ توارِّي كُلَّ منقصةٍ ___ تزري بمقتربٍ من كُلِّ شنآنِ

إنا على دربِ من عاشوا بلا أملٍ___بالحبِّ نحيا فهل للحُبِّ من جانِ

ها نحنُ نمضي بعمرٍ ليسَ منقطعٍ___عن كُلِّ وصلٍ لأرحامٍ بإيمانِ

إذ كُلُّ وصلِ من الأبناءِ يُسعدنا ___ في آخرِ العمرِ لا يدنو لنا دانِ 

والضَّعفُ إنْ حلَّ في الأبدان يشعرنا ___ بقيمة الوصلٍ من حِبٍّ لحنَّانِ

......................

كم كانَ منَّا لأبناءٍ بلا غضبٍ ___ قضاءُ حاجاتهم  في كُلِّ أزمانِ

إن طالَ عمرٌ بنا نمضي بلا ندمٍ ___عمَّا بذلنا لهم صعباً بلا آنِ 

لكنَّ شُحَّاً لبعضِ الخلقِ يزعجنا ___ إن كانَ للأهلِ حاجاتٌ كأردانِ

لا تبخلوا إن دنا أهلٌ لحاجتهم ___ فالعسرُ يُقضَي بتفريجٍ  لأنَّانِ 

إذ كلُّ فعلٍ معَ الآباءِ يرقُبُهُ ___ مستقبلٌ لصغيرٍ ليسَ بالجانِ

...................

قُلْ لي بربِّكَ هل عاينتَ من شيمٍ___ تودي بأخلاقِ من يبدوكشيطانِ

إذ عاشَ في شدَّةٍ من كُلِّ مقتربٍ ___قد يحضنُ اليأسَ من فقدٍ لخلاَّنِ 

لم  تحتموا  بغريبٍ عندَ  شدَّتكم ___ فهل ببخلٍ  نُجازي كُلَّ أعوانِ 

وأفضلُ البذلِ للآباءِ إن كبروا ___ والأُم تُجزى لما ذاقت بحرمانِ 

صلَّى الإلهُ على من خصَّ مَن حملت___ بأفضلِ البرِّ إذ جادت بأجفان 

...................

السَّبت  15 رجب  1442  ه

27  فبراير 2021  م

زكيّة أبو شاويش _ أُم إسلام



يالائمي // بقلم الشاعرة نسرين بدر

 يالائمي

****** الكامل

يالائمي سـهمُ الهوى في مـدمـعي

 هــل أنتَ تصـدُقُ أمْ بذلك تدَّعـي


حتَّى جـعـلـتَ الـودَّ جـرحـاً غـائـراً

وتُـقـطِّعُ السَلوى وفـيـها مـصـرعي


ليتَ الـرؤى تَـهِـبُ العيونَ رجـاءَها

و تُرتِّـلُ الأحـداقَ نشـوةَ مَسـمـعـي


لـمَّـا رأيتُ وريــدَ قـلـبــي ظامــئــاً

فالشوكُ أدجنَ في لظاهُ وموضـعي


أدمـى لحـاظي والنـوى قد يرتجي

كلَّ السكونِ ويحتمي في مخدعي


أنـزلْ ببـابـي فـالـوقـوفُ مُـحــيِّــرٌ

أتَلـومـنـي كلَُ الرحـابِ لمَـفْــزعي؟

 

إنَّ الديارَ يفـيـضُ مَــدمـعُـها أسـىً

هُـدِمَتْ قـوائـمُـها فـعـانِـقـها مـعـي


مِـنـكَ الإيابُ فـعدْ إلى زمـنِ السـنا

دارَ الــزمـانُ بـظـهــرهِ لِـتـصَـدُّعــي


مــلَّ الـهــوى يالائـمـي وبلـحــظــةٍ

ســألَ الفــوادَ غـيـاهِـباً في مـربعي


ياعـاذلـي جُــنَّ الـنحـيـبُ بحُـرقــةٍ

هذا السـهادُ ثوى اسـتوى بالأضـلـعِ


يمحو اللهيبُ بشَاشَتي وسَـماحـتي

حـتَّى يُضَمِّدَ مِـن وئامِكَ مَـوجـعـي


الشاعرة/نسرين بدر



مَنْ أنَا؟☆● بقلم الشاعرة // سعيدة باش طبجي

 القصیدة الاولی  من الثلاثیة الشعریة  الفاٸزة بالمرکز الأول  في المسابقة الکبری  في منتدی هاملت للابداع الأدب(علی بحر الرمل)


         ●☆ مَنْ أنَا؟☆●


●لَم أعُدْ أعرِفُني ..قَدْ تُهتُ مِنِّي

فمَتَى أسْلُكُ دَرْبَ البَحثِ عَنِّي؟


و مَتَى أدْرِكُ فِي التِّيهِ سَبِيلِي؟

و يَمِيهُ النُّورُ مِنْ شَلَّالِ حُزْنِي؟☆


●أسْألُ المِرْآةَ وَجْهًا...لِأَرَانِي

فَيُشِيحُ الوَجْهُ لا يَفْقَهُ غَبْنِي


أسْألُ الأشْعَارَ: هَلْ دَوَّنْتِ كُنْهِي؟

فَيَرُوغُ الحَرفُ فِي رَوْعٍ و جُبْنِ


أسْألُ اللَّيْلَ إذَا  ذَاتَ سُهَادٍ

و اؔحتِرَاقٍ.. تُهْتُ فِي عَتْمَةِ دَجْنِ


يَلْتَقِينِي البَدرُ في صَرْحِ الدَّيَاجِي

ثُمَّ يَرْمِينِي عَلَى أعتَابِ وَهْني


أسْألُ الأوْطَانْ هلْ تَدرِي بِتِيهي

و اغْتِرَابِي في رُبُوعٍ لَمْ تَصُنِّي 


فتَصُمُّ الأذْنَ عَنْ صَوْتِ ضَيَاعِي

و عَلَى مَذْبَحِهَا  تغْتَالُ  أذْنِي  ☆


☆●☆●


●سَأرُودُ الغَيْمَ ...مَنْ يَدْرِي لَعَلِّي

ذَاتَ خِصْبٍ ذُبْتُ فِي ذَرَّاتِ مُزنِ


ثُمَّ أمْطَرتُ هُطُولًا مِنْ عَطاءٍ

و رَوَيْتُ الأَرضَ مِنْ وَدْقِي و يُمْنِي


و اسْتَحَالَتْ نَبْضَتِي فَيْضَ عَبِيرٍ

و حُبَيْبَاتِ نَدًى فِي رَوْضِ حُسْنِ☆


● رُبّما نِمْتُ و تَمُّوزَ زَمانًا

في انْتِظَارِ القُبْلةِ الوَلْهَى.. أُُمَنِّي


باؔنْبٍعَاثِ الذَّاتِ  فِي حَبّةِ قَمْحٍ

أو عَنَاقِيدٍ زَهَتْ  فِي ثَغْرِ دَنِّ


أو عَبِيرٍ في مَسَامَاتِ خَمِيلٍ

أو  سُلَافٍ مِنْ جَنَى سَلوَى و مَنِّ


●أو لَعَلِّي صِرتُ عَشْتَارًا ...سَأهْفُو

فِي رَبِيعِ البَعْثِ مِنْ ثُلمَةِ سِجْنِي


أَحمِلُ الحُبَّ سِلَالًا مِنْ نذُورٍ

و بِمِحرَابِ التّرَاتِيلِ أغَنِّي


و عَلَى زِنْدِيَ شَالٌ مِن زُهورٍ

و بأقدَامِي نِعَالٌ لمْ تَخُنِّي


أَطَأُ الجَدْبَ فَيَغدُو التُّرْبُ عُشُبًا

و يَمِيهُ الخِصْبُ مِنْ أثدَاءِ أمْنِ


● رُبَّمَا صِرتُ عُبَابًا في بِحَارٍ

راكِبًا ظَهْرَ مَدًى لنْ يخْذِلَنِّي

 

أَو مَحَارًا في شُطُوطٍ الدُّرِّ يَرْسُو

وَ يَحُوك اللّؤلُؤَ المَصْقُولَ مِنِّي☆


 ●رُبَّمَا...أو هَلْ تُرَانِي ..أو لَعَلِّيٍ..

ضَاعَ كُنهُ الرّوحِ فِي خَيْبةِ ظنِّي


مَنْ أنا؟..يَا وَيْلَ أشْوَاقِي و حُلْمِي

مِنْ ظُنُونٍ قَلبَتْ ظَهْرَ المِجَنِّ


مَنْ أنَا؟ مَن ذَا يَرَانِي فِي ضَيَاعِي  

مَنْ تُرَى يَسْقِي احتِرَاقاتِي بِمَنّ؟


 صِرْتُ أخْدُودًا  بِثَغْرٍ وَ عُيُونٍ

يَرْصُدُ الذِّكْرَى و يَحْكِي العَجْزْ عَنِّي


هَا أنَا  فَاصِلةٌ  ضَاعَ صَدَاهَا        

نُقْطَةٌ تائهةٌ فِي سَطرِ مَتْنِ


رِيشَةٌ  طَلَّقَهَا  خَفْقُ جَنَاحٍ   

و رَمَتْها الرّيحُ  فِي هُوَّةِ عِهْنِ

   

 بَعدَ أنْ رَفَّتْ وَ أسْرَابَ  الأمَانِي

أثقَلتْها صَخرَةُ  التِِّيهِ  بِوَزْنِ☆


●لَست أدْرِي ما مَصِيري في مَسِيرِي..

و احتِرَاقِي فِي اشْتِيَاقِي...غَيْرَ أنّي


 سَأظَلُّ العُمرَ فِي حَقْل کیاني

أنبُشُ الأعذَاقَ كي أمْهُرَ سِنّي 


أُغْرِقُ الجِذْرَ بِدَمْعاتِ القَوافِي

لَا أنٍي أَغْرِسُ نَخْلَاتِ التَّمَنِّي


سَيَرِفُّ الرّیشُ  فِي عَنْقَاءِ شَوْقي

یَافِعًا یَهفُو عَلَى أوْتارِ لَحنِي


فَيَكُونُ الكَوْنُ  يَوْمًا مَا أرَدْنا

يَانعًا  يَقْتَاتُ مِنْ حَبَّاتِ مُزْنِ


و يَصِيرُ الوَطَنِ المَسْلُوبُ صَرْحًا

 سَامِقًا  يَسْمُو عَلَى أجْداثِ حَيْنِ


و أرَى ذَاتِي عَلَى عَرْشِ انْتِمَائي

تَرْتَدِي الأشْعارَ تاجًا... فانْتَظِرْنِي


اِنتَظِرْنِي تُونسًا للأنْسِ ..أنثَى

تَلِد الحُبَّ لَظًی...و لْتَعْشِقَنِّي ☆☆☆


                     ☆ (سعیدة باش طبجي تونس)☆



أنارَت بالشّموع ظلامَ ليلي.// بقلم الشاعر عبد العزيز بشارات

 أنارَت بالشّموع ظلامَ ليلي.

..وأسرجتِ المحابر والبيانا.

شدَت كلماتُها أملاً مُصفّى.

ولاح الثغرُ يستبقُ الجمانا

وراحت تعزف الأوتار لحناً

لتوقِظَ مَن تغافلَ واستكانا

أزاحت ومضَةً من حاجبيها 

فزاد البدرُ إفصاحا وبانا

قد امتنعت عن العشّاق تيها .

ترى في العشق ذلاً وامتهانا

=========

أبو بكر



إنّي فديتُكِ خافقي ووتيني** بقلم الشاعر المبدع طالب الفريجي

 .إنّي فديتُكِ خافقي ووتيني********وتهوّري وضلالتي ويقيني

.شابتْ سنيني واستعدتُ لرحلتي**وحزمتُ أمتعتي بحبلِ ظنوني

.وسلكتُ في الليلِ البهيمِ مخاطراً**لأراكِ بين نواظري وجفوني

.أنا ما نسيتكِ بل نسيتُ سَكينتي***ونسيتُ كلَّ ملامحِ التكوينِ

.قولي أما صفْحٌ لدرءِ خطيئتي؟*****ولسوءِ حظّي  واحتدامِ جنوني

.يا مَن وضعتُكِ في ضلوعي حسرةً***فسلبتِ منها راحتي وسكوني

طالب الفريجي



الجمعة، 26 فبراير 2021

بهجةُ الشعر...// بقلم الشاعر سعود ابو معيليش

 ..........بهجةُ الشعر....

 الشعرُ في رهَجِ المعامعِ أصدقُ

ولهُ على سُرُجِ المطايا رونقُ


ولهُ ابتهاجٌ  يوم ساحات الوغى

ودِما العداة على السيوفِ ترقرقُ


أو وصف قام غزالةٍ وحشيةٍ

كل القلوب بحسنها تتعلقُ


أو ذكر بدرٍ طَلَّ في ليل الدجى

بين النجوم بروعةٍ يتألّقُ


أو ذكر ما فعلَ الجواد بكفّهِ

وبجودهِ صخرٌ أصمٌ يورقُ

ٌ

او سبك شعرِ فى رصانةِ عنترٍ

من سحره سمع الأصَمُّ وينطقُ


أو قولُ حقٍّ كي يغيث حريرةً

حريةٌ كالشمس طَلَّت تشرق


أو وقفة الأطلال في ذكر الصبا

والدمع يهمي من فؤادٍ يخفقُ


والشعر يحيي العاشقين بروحهِ

والشعرُ مقتولٌ بمن لا يعشقُ


يا شعر إرفق بالحزين وحاله

فسواكُمُ من ذا بحالي يرفقُ


سعود أبو معيلش



سواتر الإباء__ بقلم الشاعر // د. عمار الحميدي

 _____ سواتر الإباء_____

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

وجئتكِ  معتمراً  شاعرا..

أبوس الخنادقَ والساترا.


خضابٌ ترابُكِ روحُ شهيد..

على  كلّ  شبرٍ  بدا ظاهرا.


هنا  و هنا  و هناك  أرى ..

غدي يلبسُ الماضيَ الحاضرا.


أُناجي عِذابَ طيوفٍ أتت..

تنشَّقْتُ فيها  هوىً  حائرا.


أشقاءُ  أرضٍ  و ذابوا  بها..

دعِ السمعَ وانظرْ وصِفْ ماترى.


نيامٌ  بعين  الخلودِ  و قد..

حَييتُ بهم شاهداً شاكرا.


أنا ابنٌ لأرضٍ وَلودٍ بَنَتْ..

و ما زال  بنيانُها  عامرا.


.....د.عمار الحميدي......



ربما الآتي جميلٌ كالجنان ِ// بقلم الشاعر محمد جاموز

 قصيدتي في المسابقة الكبرى لمنتدى هاملت للابداع الادبي للشعر والقصة 

من بحر الرمل


ربما الآتي جميلٌ كالجنان ِ

               مُزهر ٌ يزهو بتحقيق ِ الأماني

 يُبدِل ُ الأتراحَ أفراحاً ويغدو

          عابقا ً بالعطر ِ في صدر ِ  المُعاني

و الصَّبا يعلو أنينا ً باتَ ذكرى

             واللمى تشدو بأحضان ِ الأمان ِ

نُترعُ الأقداحَ راحا ً مِنْ هناء ٍ

             قد ْ توارى في المآسي كلَّ آن ِ

؛

؛

قدْ تداعى كلُّ ذي ناب ٍ و ظفر ٍ

          ما ارعوى وغدٌ بإغداق ِ الهوان ِ

موطني يبكي شهيداً أو شريدا ً

            هائما ً في غربة ٍ هشَّ الكيانِ

 وديارا ً للورى كانتْ مزاراً

            قدْ غدتْ رمْسا ّ والكُلُّ جاني!

كلُّ ركن ٍ في بلادي صارَ قبرا ً

            كلُّ زهر ٍ في بلادي أُرجواني

؛

؛

قدْ روى الغبراءَ أهلي كلَّ يوم ٍ

             بدَم ٍ أبكى عيونَ الأقحوان ِ

فالثكالى في ذهول ٍ واكتئاب ٍ

         واليتامى في وحام ٍ لاحتضان ِ

عُرسُنا أمسى اجتماعا ً حولَ لحْد ٍ

           نوحُنا قدْ صار َ لحنا ً للأغاني

والتحايا : يرحمُ المولى فقيدا ً

     ما قضى نحباً شهيد ٌ في الجنان ِ!

؛

؛

لامت ِ الأشعار ُ صمتا ً يا يراعي

          زلزل ِ الدنيا ولا تَلجم ْ لساني

فالتغاضي وصمة ٌ والحُرُّ  يأبى

         مَنْ نأى بالنفس ِ زنديق ُ الزمان ِ !!!


د. محمد



شَـاطِـىءُ الـحِـرمَـانِ/ الـجـزء الـثـانـي // بقلم الشاعر خلف كلكول

 شَـاطِـىءُ الـحِـرمَـانِ/ الـجـزء الـثـانـي

            🌱🌱🌱🌱🌱🌱   

تَـغَـلـغَـلِي يَا نُـيُوبَ الـدَّهـرِ وَاقـتَطِـعِـي         شِـريَـانَ رُوحِي وَزيـدِي حَجمَ مَأْسَاتِـي


لَا تُـبـقِ مِـن حِـقـدِكِ الـمَـسمُـومِ بَـاقِـيَةً         

وَلَا تُــبَـالِـي  إذَا  اشــتَـدَّت مُــعَـانَـاتِــي


فَـالـشَّـاةُ بَـعدَ الـرَّدَى لَا طَـعـنَ يُؤلِـمُـهَـا        

وَلا   تُــحِــسُّ  إذَا  حُــزَّت    بِــمـديَـاتِ


وَلَا رَضِـيـعٌ بِــيَـومِ الــبَــعـثِ يَـشـغَـلُــهُ            

مــرُّ  الــصِّـرَاطِ وَلَا فَــضُّ الــسِّـجِــلّاتِ


فَـرُحـتُ أُحـصِـي قـصَاصَاتِـي أُقَــلِّـبُـهَـا          

لِأَكـشِـفَ الـسِّتـرَ عَـن بَـعضِ الخَسَاراتِ


كَـعَـادَةِ الــتّاجِـرِ الـمَــخـدُوعِ رَاوَدَنِـــي          

رَصـدُ الـفَـسَـادِ الـذِي أردَى تِــجَـارَاتِــي


أو أسـتَـدِلُّ عَــلَـى رَقــمٍ  يُـسَـاعِــدُنِــي           

فِـي ذاكَ مُستَخدِمًـا أقـصَى الـمَـهَـارَاتِ


فَـكَـانَـتِ اللّـعــنَـةُ الـكُـبـرَى تُـطَـارِدُنِــي     

فِـــي كُـلِّ سَــطــرٍ أرَى أشـلَاءَ أمـــوَاتِ


لَـم تَــقـبَـلِ الـصَّرفَ أفـعَـالِي بِـأكـمَـلِـهَـا    

وَلَا تَــلاقَـت  عَـلَى نَــفــعٍ  إجَـابَـااااتِـي


وَفِي الـحِـسَـابِ كَـبَـوتُ فِي مُـوَازَنَـتِي   

 فَـأصـبَـحَ الـصِّـفــرُ بَــرَّاقًـا بِــخَـانَـاتِـي


تَـرَنَّـحِي يَـا سِـنِـيـنَ الـعُـمـرِ وَانـكَسِـرِي    

مَـاذَا  تَـبَـقَّـى  وَمَـا  يَـحـلُـو لِــمَـولَاتِـي


مَــوؤُدَةٌ  كُـلُّ  أحـلَاااامِـي  وَمُــوغِــلَـةٌ         

فِـي لُـجَّـةِ الـهَـمِّ أطـويـهَـا شِـرَاعَـاااتِـي


وَالــرُّوحُ ظَـمـأى وَأغـصَانِـي مُـهَـشَّـمَـةٌ 

وَالـطَّّيرُ حَامَـت بَـعِـيدًا عَـن فَـضَاءَاتِـي


وَرُغـمَ هَـذَا الـبَـلَا مَـا زِلـتُ مُـعـتًـصِـمًـا    

بِـحَـبــلِ رَبٍّ أُنَـااااجِـيـهِ بِـسَـجـدَاااتِــي


وَأسـتَــعِــيـذُ بِــهِ مِــن كًــيـدِ مَـاااكِــرَةٍ           مِـنَ الأنَـااامِ  وَأبـكِـي فِــي عِـبَـادَاااتِـي

             *********

 🌺شـعـر : خلف كلكول - سـوريا🌺



يا عابرا // بقلم الشاعر ابراهيم فهمي ابراهيم

 ياعابرا


(ياعابرا من ترى أبقاك في كبدي)

غير الهيام الذي أسكنته جسدي

.

تركت فيه غراما يستبد به

من أول العشق حتى منتهى الأبد

.

ياواقد الشوق في نبض الهوى بدمي

أوقدت نارا أحالتني إلى قدد

.

فكيف أنساك والأشواق تأسرني

يانور قلبي المعنى في صباح غدي

.

الروح ما عشقت إلاك من أحد

وغير بحرك يامولاي لم ترد

.

غياب طيفك عن شطآن قافيتي

ألقى القصيد على شط من الزبد

.

ياقبلة الشوق في محراب غربته

يا مالك الحب بين الروح والجسد


ابراهيم فهمي ابراهيم



حبيبتي // بقلم الشاعر // حسن كنعان

 حبيبتي  :


سيّانَ بعدك عندي العيشُ والعدَمُ

يا جنّة الأرضِ  تهمي فوقها الدِّيَمُ


أرضُ الجُدودِ استباحَ الخصمُ بيضتها

أعانهمْ في زحام الغدر    حلفُهُمُ


وأيّ ظلمٍ على الأحرارِ نعرفُهُ

مثلُ الذي  حلَّ في شعبي بظلمهمُ


أرضٌ غزتها ذئابُ الغاب تنهشها

والعُربُ تنقصها في ساحها الهمَمُ


ما هبَّ عالمُنا الطاغي  لينصفنا

وعالمُ اليومِ  لا عهدٌ  ولا    ذِمَمُ


من صاحبُ الحقّ في  أرضي فيملكَها

و شاهدُ الحقّ فينا  السيفُ والقِدَمُ


لكنَ من زعموا  يوماً   رِفادتنا

في نقضِ عهدهمُ  يستحكِمُ الألَمُ


لو أنّهم شاركونا  الهمَّ واندفعوا

في كلّ  جائحةٍ  لمّتْ بنا  استهموا


ما ضاع مسجدنا منّا  وصخرتنا

وظلّ يخفقُ من   فوقيهما  العلمُ


كلٌّ  تراهُ  على ما حلّ من كُرَبٍ

يزيدُ  في همّنا  همّاً    ويَتّهِمُ


تصادرُ  الأرضُ والأهلون شتّتَهمْ

في كلّ ركنٍ تفشّى اليأسُ والنّدَمُ


لمّا  حملنا  سلاحَ الحقّ    جرّمَنا

أبناءُ  جلدتنا   واستمردَ  القزَمُ


والشّعبُ  كالطودِ جبّارون نعرفهمْ

قرنٌ  من البذلِ  ما هانوا ولا هُزِموا


نبني لها الجيلَ  مُعتَزّاً    بتالدهِ

غداً يُخلّصُها  عَمْروٌ   ومعتصمُ


تُطهّرُ  القدسُ  من ظُلّامها بدمٍ

لا  ينقذُ  القدسَ منّا الشّعرُ والكلمُ


أرضَ الجدودِ ، وشمسُ الحقّ ساطعةٌ

سينجلي الظّلْمُ عن أهليكِ والظُّلَمُ


ويعزفُ  البلبلُ  الغِرّيدُ    قافيةً

وينتشي  باسمها  القرطاسُ والقلمُ


شاعر المعلمين العرب

حسن كنعان/ أبو بلال



إكسير الحياة:// بقلم الشاعرة لمياء فرعون

 إكسير الحياة:

لـو أنَّ حـبَّـكِ يـاحـبـيـبـةُ قـاتـلي 

لـعـشـقـتُـهُ ولإن غـدوتُ قـتـيـلا 

ولمِتُّ من فرط السعادةٍ باسـمـاً

ولـكان مــوتـي شــاهـداً ودلـيـلا

فـالـحـُبُّ إكسيرُالحياة وشـهـدُها

بـوجوده نـلقـى الـوجودَ جـمـيـلا

إن كنتُ أشـكو من شـقاء ٍأو عـنـا

أو كـنـتُ أرقـد في الفراش عـلـيلا

جـلَّ الَّذي جمع الـقلوبَ ببعضها

أرسى المـحـبـةَ كي تـظلَّ طـويـلا

وسعى لرأب الصدع بعد تخاصم ٍ

جـعـل الـمـودَّةَ رحـمــةً وبــديـلا

أدعــوكَ ربـِّي أن تـلُـمَّ شـتـاتـنـا

كـيـمـا يـزولَ الـبـأسُ فيَّ قـلـيـلا

تـحـلو الـحياةُ بـظلِّ حبٍّ صادق ٍ

بـيـن الـخلائـق زوجـةً وخـلـيــلا

بقلمي لمياء فرعون

سورية-دمشق

22\2\2021



فرصتي // بقلم الشاعر فواز محمد سليمان

 فرصتي

فُرصَتي اليوم َوالحبيب ُ مُدانِي   

         أطلِقُ اللحظ َ في اللّمى الفتّان ِ

ثَمِلاً من جمال ِ ذاك المُحيّا 

          مُرخِياً  في رُبا الجَمال ِ عِناني 

يا لثَغْر ٍ كأنّه ُ مِن عَقيق ٍ  

              فَاق َ زَهوَاً شقائِق َ النُعمَان ِ

نَوّلينِي مِن الشّفاه ِ نَبيذاً   

       واكسِري العُرف َ واهزَئِي بالزّمَان ِ 

فأنَا مُذ ولِدتُ فِيه شَقِيٌّ

         ليسَ لي فيهِ ما يُقِيت ُ الأماني 

أمطِرِيني بِوَهج ِ حُسنِك ِ  فُلَّاً

       واسكُبي العِطر َ في ثَناياالمكان ِ

ثُمّ كُونِي عَلى الظُنون ِ شُعَاعاً 

       فَوقَ حَدسِي  وفَوقَ رُؤيا العَيَان ِ

سَخِرَتْ مِن صَبابَتي وجُنونِي 

              كُلُّ نَفسِي وقَهقَهتْ أَركانِي   

هَل تُرانِي أُجَنُّ حِين َ أَرَاهَا !! 

           وَيحَ نَفسِي! كأنَّما قَد عَرَانِي ! 

قَد قَرأتُ عِن الجُنون ِ قديماً  

              عِند َ قَيس ٍ ، كُثَيّر ٍ ، غَيلان ِ

هِل دَنا المَسُّ مِن فؤاديَ حَقَّاً 

              هل سَرِتْ فِيَّ حالةُ  الهذَيَان ِ

عَلِم اللهُ أنّ قَلبِيَ أضحَى 

                  بينَ هَمٍّ ونَشوَة ٍ وارتِهانِ 

وضَياع ٍ ولِذّة ٍ وهُيام ٍ 

                     واشتياق ٍ لقبلة ٍوتَدَاني 

فاِذا مَرِّ فِي الخَيال ِ خَيال ٌ

        وَجَبَ القلب ُ قَبل شَوف ِ العَيَان ِ  

وسَرَتْ فِيَّ رعشَةٌ وارتِباك ٌ

                      لَطَف َ اللهُ  أنّهَا لِثَوَانِي 

بَعثرَتنِي كَما شَظايَا المرايَا 

                ودُوار ُ المحيط ِ في أركانِي  

فَأُعانِي ولِذّتِي في عَنائِي 

                 كَمْ جَميلٌ ومُمتعٌ أنْ أعانِي        

سَطوةٌ للجَمال ِ إذ يَتجَلّى 

                  خَالِب َ اللُّبِّ سَالِباً للجَنان ِ

بحر الخفيف 

بقلمي 

فواز محمد سليمان 

اللمى : لون الشفاه الاحمر القاتم خلقة مؤنثه (لمياء ) الثمِل : شدة السُكر ، العقيق : حجركريم احمر قاتم ، زهوا : نضارة ، يقيت : يُشبِع ، الصبابة:شدة الشوق ، عراني : حلّ بي ،

غيلان :ذو الرمه شاعر اموي احب مي، المس : دبيب المرض او السحر داخل الجسد ، الهيام اصله شده العطش ، سطوة : سلطة ، اللب : العقل



تطريز أشواقي // بقلم الشاعرة أمل حديد

 تطريز أشواقي


ألوم العين إن جافت رؤاكا

وقلبي ينتفي إما سلاكا


شريك أنت في قلبي وروحي

ومافي مهجتي فرد سواكا


ويا ليت الفؤاد يطيع أمري

ويذهب لاجئآ يبغي حماكا


أياويح المعنى مات صبرا

وما ينجيه من حتف رضاكا


قريب أنت في قلبي ستبقى

وما أخشاه في يوم جفاكا


يمينآ أنت في الشريان تسري

وفي الأحداق ياعمري هناكا


أمل حديد



الخميس، 25 فبراير 2021

ديوان على درب الحياة // بقلم الشاعرة ليلى عريقات

 ديوان

على درب الحياة 

للشاعرة ليلى عريقات



------------------'

يا شام

يا شامُ يا أرضَ العروبةِ كيفَ لا

  نأسى على خطبٍ لكمْ أضْناني


ودمشقُ حاضرةُ الزّمانِ كما بَدا

 تاريخُها هيَ أوّلُ البُلْدانِ


وبنو أُميَّةَ قد بنَوْا أمجادَها

 وفُتوحُهُم تدعو إلى الإيمانِ


كانَ الوليدُ مُوَسِّعاً جَنَباتِها

 والصينُ تابِعَةٌ إلى تَطْوانِ


شادوا العمائرَ والمساجِدَ تَزْدَهي

طوبى لَكُم فُزْتُم بَني مَرْوانِ


 ومضى الزّمانُ وكنتِ أرضَ عُروبَتي

كنّا نَزورُكِ دونَ صكِّ بَيانِ


ماذا دهاكِ وأيُّ خصمٍ حاقِدٍ

طُمِسَتْ معالِمُها معَ البُنْيانِ


أينَ العمائرُ أينَ سِحْرُ بُيوتِها

بل أينَ بَحْرَتُها ورهطُ حِسانِ


نيرانُ بغْيٍ تصطلي بِسَمائها

والناسُ قَتْلى شُرِّدوا بِهَوانِ


اللهُ أكبرُ لا أُطيقُ مناظِراً

ساقٌ لِمَن هذي؟ هُناكَ يَدانِ


وتعدّدَتْ فيكِ الخصومُ وكم بَغَتْ

 وكأنَّهُم في الظُّلمِ سبقُ رِهانِ


والياسمينُ على غصونِكِ قد بكى

والوُرْقُ ناحَتْ مِن هوانِ زَماني


وإليكَ يا ربّي يروحُ دُعاؤُنا

أنْ  تَرْحَمَ الأهْلينَ مِن عُدْوانِ


وانصُرْ جُموعَ الحقِّ أيِّدْ جَيْشَهم

واهزِمْ مِنَ الباغينَ كلَّ جَبانِ


بِكَ يا إلهي نستجيرُ لِأهلِنا

فالشامُ شامي دُرَّةُ الأوْطانِ

---------------

وصايا .....لأولادي

إنْ دنَتْ رحلتي وحان فراقٌ

يا فَتاتيَّ أقبِلا ودِّعاني


واذْرِفا الدمعَ كي يُريحَ نُفوساً

جَزِعَتْ والرَّدى يفِلُّ سِناني


كيفَ أمضي ؟ وما أُحيرُ جَواباً

 أينَ عذْبُ القصيدِ أينَ بَياني؟!


ومضى العمْرُ كيف راح سَريعاً

ما حسِبْتُ السّنينَ مثلَ الثّواني


صفَحاتٌ أرنو إليها وفيها

نفَحاتُ الصِّبا وزهرُ الجِنانِ


وتلتْها  صحائفٌ بانَ مِنها

فقدُ إلْفٍ وهالني ما اعتَراني


وفِراخٌ وزُغْبُها ما تَبَدّى

نبضُ قلبي ويسگُنونَ جـَناني


ومضى العمْرُ والزّمانُ مُواتٍ

وجَنى الدّربِ حافِلٌ بالأماني


والصّبايا في الثانويّةِ حَوْلي

لم يغِبْ طيْفُهنَّ يهمي حَناني


وجعٌ يستَفيضُ وا  لهفَ نفسي

في فؤادي وفي ثنايا كِياني


خابَ ظنّي وما حصَدْتُ مُرادي

يا حبيبيَّ هلِّلا وابكياني


وارْوِيا سيرَتي لِكلِّ حَفيدٍ

فحَياتي غزيرةٌ بالمعاني


وضعوا صورتي لَعَلّي أراكم

أسْمِعوني دُعاءَكم كلَّ آنِ


ربِّ أنتَ الرّحيمُ تعلمُ حالي

فأجِرْني إذا دنا المَلَكانِ


ربِّ إنّي قضَيْتُ عمري أُعاني

فاعفُ عنّي إذا الحسابُ دَعاني


القصيدة على البحر الخفيف،

--------------

العينُ عيني وما جفّتْ مدى الزّمنِ

يا سيّدي كم رماني الدهرُ بالمحنِ


لمّا أتيتُ إلى الدنيا جَرَتْ دِيَمي

والحالُ ظلَّ مريراً يشتكي وهَني


ما اخترتُ دربي ولكنْ إنّه قدري

 مثلُ اليمامةِ ناحَت في ذرى الفنَنِ


 يا شيخُ لطفي وشكوانا مُشارَكَةٌ

ما صابَكُم وَجَعٌ إلّا غزا بَدَني


دمعي على بلدي تجتاحُهُ نُوَبٌ

فانظرْ لِحالي وقد أزرى بِنا شجَني


إنّي انتظرْتُ لعلَّ اللهَ يُفْرِجُها

خابتْ مُنايَ وقد يدنو هُنا كَفَني

-----------------

يا دارَ أهلي


يا دارَ أهلي كم أحنُّ لشُرفةٍ

منها أُراقِبُ شمسَنا إذْ تَغْرُبُ


والأرضُ شاسعةُ المدى مِن حولِها

كنّا نَلُمُّ زهورَها أو نَلْعَبُ


وعُقودُ حَنّونٍ تُطَوِّقُ جيدَنا

تاجٌ على رأسي اقحوانٌ مُذْهَبُ


أرضٌ يُقالُ لها " الحَمارَةُ" إنّها

ثَرّى ومِن كلّ الأراضي أخصبُ


كانت طفولتُنا البريئةُ  كوثَراً

والأرضُ حولي لِلْأحِبَّةِ تُنْجِبُ


يوماً وداهمَنا العدوُّ بِغَدْرِهِ

ما مِن مُقاوَمَةٍ،صُروفٌ خُلَّبُ


دبّابةٌ عبَرَتْ تُجَلْجِلُ بالرّدى

وجنودُهم مثلَ القرودِ تَوَثَّبوا


شَرَرٌ تطايَرَ مِن عيونٍ فجَّةٍ:

( أينَ السِّلاحُ وَوَيْلَكم إنْ تَكْذِبوا)


وظَنَنْتُ أنَّ العُرْبَ سوفَ تُغيثُنا

لكنَّهم ظنَّ البُنَيَّةِ خَيَّبوا


والناسُ ظنّوا الخصمَ سوفَ يَروحُ عَنْ

أرضي وأنَّ الحقَّ دوماً يَغْلِبُ


لكنْ سنينٌ قد تطاولَ مَرُّها

عاثوا فساداً في البلادِ وخَرَّبوا


حتى قضى ربّي بِعاصفةٍ لَنا

ثارتْ ،لِحقِّ بلادِنا كم تَطْلُبُ


بذَلوا الدِّماءَ رخيصةً مِن أجْلِها

مِن أجْلِها ضحّى الشَّبابُ وشُيَّبُ


ودِماكَ يا ابنَ العمِّ فاضَتْ حُرَّةً

كي ينْبُتَ الغارُ الذي نستَعْذِبُ


الله أكبرُ فلْتَجِئْ يا نَصْرَنا

وعدُ الإلهِ وما لدَيْهِمْ مَهْرَبُ


أقحوان: همزتها همزة قطع ولكني سهّلتها وجعلتها همزة وصل للضرورة الشعرية وهذا جائز في عروض الشعر

----------

يا نفسُ مهلاً قد دَنا مٍشْواري

لم يبقَ شيءٌ دُوِّنَتْ أخباري


 زَمَنَ الطّفولةِ كنتُ أسعدَ طفلةٍ

 فاحتْ زهوري وانتشَتْ أطْياري


وأبي بكلِّ مودَّةٍ قد حاطني

 والأمُّ تهمي بالهنا المِدْرارِ


كانت خُطايَ مع الرِّعايةِ لا تَني

 ومضيْتُ بالإيمانِ والإصرارِ


وبدأْتُ أُنشِدُ لِلْحياةِ قصائداً

 وأبي يُصَفِّقُ راعياً أشعاري


*   *   *

كنّا وكانوا ثمَّ أقبلَ عاصِفٌ

والرّيحُ تُعْوِلُ مثلَما الفُجّارِ


سلَبَ العِدا أرضي وعاثوا ويْلَهم

 والإنكليزُ  يُعينُ كالسِّمْسارِ


 همَتِ الدموعُ وكم بكيتُ بِحُرْقَةٍ

 قد جَرَّفوا سَرْوي مع الأسْوارِ


كم مِن شهيدٍ باتَ يَرْقى لِلسَّما

كم مِن أسيرٍ صامدٍ جبّارِ


 والأهلُ هبّوا قاوَموا ببسالةٍ

حتّى الصِّغارُ مَضَوْا مع الثُّوّارِ


مستوطنونَ عَدَوْا عليْنا أتْلَفوا

 شجَراً وهدّوا في الدُّجى دوّاري


 وعدوُّ ديني حاقدٌ مُتَنَمِّرٌ

هدَمَ المساجِدَ مثلَ وحشٍ ضارِ


في المسجدِ الأقصى تدكُّ نِعالُهم

والأهلُ صَدّوا هجمَةَ الأشرارِ


 وحجارةُ الأطفالِ تبعثُ رُعْبَهم

ما بالُكُم بالفارسِ المِغْوارِ!


 ذاكَ المُلَثَّمُ كم يقضُّ منامَهُم

ويظلُّ منتصِباً لأجلِ الثّارِ


 إنَّ العجوزَ غَدَتْ بأرضي لَبْوَةً

وحِذاؤُها ترمي على الغدّارِ


لا بُدَّ مِن يومٍ نُحَقِّقُ نَصْرَنا

 ويُكَلِّلُ الأبطالَ تاجُ الغارِ


 وأعودُ أسعَدُ إذْ أُقَبِّلُ تُرْبَها

 وأقولُ قد عبقَتْ لنا أزهاري

--------------

ما هادَنْتَني

 

وما هادَنْتَني يا دهرُ حتّى

أقولَ رَئِفْتَ بي يوْماً زمأني


وقَد هَدَلَتْ يمامةُ أرضِ كُبْسا

بِسامي نور عيني قد دَهاني


طواهُ الموتُ كانَ شقيقَ روحي

 وشهْماً تُرْتَجى فيهِ الأماني


 مضيْتُ وظلَّ يكْوي لي فؤادي

 وما يوْماً نسيتُ ولا سَلاني


 وتفجعُني بِبَيْنٍ لابنِ عمّي

أبٌ لثلاثةٍ شدّوا عِناني


 وكم ثارَتْ عواصِفُ في طريقي

صُروفُ الهمِّ يحملُها جَناني


سَلوا دمعي فما جفّتْ عيوني

 وَيُتْمُهُمُ بِيَمٍّ قد رماني


ولمّا عُدْتُ لِلميناءِ قُلْنا

لعلَّ الدّهرَ يهْمي بالحنانِ


تجهّمَ لا يُريدُ لَنا فكاكاً

ويطعنُ بالسّيوفِ وبالسِّنانِ


معاركُهُ معي...لا حَلَّ عندي

فإنّي آهِ أخْسَرُ في رِهاني


أيا أولادُ يحْميكم إلهي

ويُنْجيكم ويرحمُ كلَّ آن


------------

مرَّ الزّمان

( لكلِّ شيءٍ إذا ما تمَّ نُقْصانُ)

أينَ الزّمانُ وعنّا غابَ خِلّانُ


منهم طوَتْهُ المنايا وجهُها كَدِرٌ

منهم مضى لِأقاصي الأرضِ كم هانوا


والعيشُ كانَ بأرضي وجهُهُ ألِقٌ

يهمي العبيرُ ووجهُ الأرضِ فَتّانُ


والياسمين بِقُربِ البابِ يبسِمُ لي

بيني وبين الشذا ودٌّ وأشجانُ


كلُّ الفواكهِ تُغرينا بِموسِمِها

قد كان يخضرُّ خلفَ الدّارِ بستانُ


تلكَ الحساسينُ لا تنْفَكُّ شاديةً

قربَ الكنارِ يُغَنّي وهو نشْوانُ


والشّمسُ إن غَرُبَتْ يَزْدانُ سامِرُنا

فالأهلُ كلُّهُمُ شيبٌ وشُبّانُ


على الرّبابةِ جدّي كانَ يُنشِدُنا

شعرَ البطولةِ والأخلاقُ عنوانُ


والرّيحُ هبّـتْ بِيومٍ جوُّهُ عَكِرٌ

عاثَ اليهودُ ،على بلدانِنا رانوا


بِلا سِلاحٍ ولا تُجْدي مُقاوَمَةٌ

خَلْقٌ كثيرٌ مِنَ الأهلينَ قد بانوا


وعُدتُ أُكْمِلُ تعليمي بجامعتي

زرقاءُ داري ونبضُ القلبِ عـمّانُ


مرَّ الزّمانُ وهبّتْ ثَوْرَةٌ عَصَفَتْ

شَلَّت كيانَ العِدا والشّعْبُ طوفانُ


إنّي لَآملُ أن يشْتَدَّ ساعِدُها

وتدحرَ البغْيَ لا يبقى لهم شانُ


غداً بِإذنِ إلهي يومُ عودتِنا

واللهُ يَنْصُرُ مَن يَهْديهِ إيمانُ

ّ-------------

وفاء

وفيْتُ وسارَ الوفاءُ معي

فما خُنْتُ يوْماٌ ولا أكذِبُ


وفيتُ لأهلي وحُزْتُ الرِّضا

وأصغرَ فرْدٍ بِهِم أصْحَبُ


وفيتُ بِتعليمِ أجيالِ مَن

تودُّ التّعَلُّمَ لا تَتْعَبُ


غدَتْ طالباتي كَمِثلِ ابنتي

لها ألفُ- أهلاً- لها المَرْحَبُ


وخبّأتُ إلفِيَ  بينَ الحشا

ولكنْ يدُ الموتِ ذا أقْرَبُ


وفيتُ لِطيفٍ مضى هاجِراً

وإنَّ هوايَ لهُ الأعذَبُ


وفيتُ لأرضٍ بِها نشأتي

سباها العِدا وبِها عَجَّبوا


وشعبي يثورُ وما نجدةٌ

فأهلي مِنَ العُرْبِ قد غُرِّبوا


وفيتُ لِأُردُنّنا قد سَما

لهُ الروحَ أبذُلُ لو تُطْلَبُ


وفيتُ لأطيافِ مَن غادروا

لِأُخرى ودمعي لهم يُسْكَبُ


وفيْتُ لِدارٍ سكنتُ بِها

عُقوداً إلى أن غَدَتْ تَخْرَبُ


أمُرُّ عليها فيَهْمي النّدى

أُغالِبُ دمعي وكم يَغْلِبُ


وما رأيُكم يا بَنِيَّ ألمْ

 أَكُن أمَّكم  والشّذى طَيِّبُ


وفيْتُ لِشِعري وقد قُلْتُ صِدْقاً

مِنَ القلبِ كلَّ المَلا يُطْرِبُ

َّ


رفيقاتِ عُمري إذا راحَ عمري

أصونُ الودادَ،فَمَن يعْجَبُ!؟

---------------

المرايا


أُحبُّ الليلَ أرحلُ فيهِ وحدي

أُناجي النجمَ أحكي ما أشاءُ


أُغنّي والنّجومُ لها وَميضٌ

فتلمعُ حينَ يطربُها الغِناءُ


وأذكرُ صفحةً كانت بِعمري

فأبكي آهِ يُسْعِفُني البكاءُ


إذا هبَّ النّسيمُ ...لعلَّ فيهِ

صدىً مِن قصّتي وبهِ العزاءُ


فأينَ سنينُ عمرٍ كنتُ فيهِ

كمثلِ أميرةٍ وبِها الإباءُ


كمِثلِ فراشةٍ أعدو وأشدو

وكانَ العمرُ يَرْويهِ الصَّفاءُ


وأهلي... أينَ أهلي رحّلَتْهم

رياحُ البينِ نادتْهم فَناؤوا


وأُمّي كنتُ أقصدُها بِهَمّي

فتحْضُنُني ويَخْضَرُّ الرّجاءُ


غريمي؟ لا غريمٌ كالمرايا

تُريني أينَ أعوامي الخـواءُ


أضَرَّ بِوجْنَتَيَّ هُطولُ دَمعي

وفتّتَ رُكبتي ذاكَ الشّقاءُ


ألا يا عُمرُ وَيْحَكَ كيفَ تمضي

أَعاثَ بِعَذْبِ أحلامي الهَباءُ؟!


ليلى عريقات

--------------

..لتسقط  صفقة القرن

...


يا صفقةَ القرنِ التي كادتْ لنا

لا لن تمرّي إنّنا أحياءُ


 مهما عدا الباغونَ يفشلُ رسْمُهُم

 فالشعبُ شعبي ما بهم جُبُناءُ


هم أقسموا ألّا يمرَّ مُخَطّطٌ

 فالقدسُ باركَها لَنا الإسراءُ


يا أهلُ لن يمضي نضالُكُمُ سُدىً

أسرى وجرحى..للفدا شُهَداءُ


كم مِن مآسٍ مِن جنايةِ خصْمِنا

ضجّتْ لها الغبراءُ والجوزاءُ


كم مِن يتامى قد تكدَّرَ عيشُهُم

كم مِن ثكالى دمعُهُنَّ سَخاءُ


 وعْدُ الإلهِ لنا بِمُحْكَم آيِهِ

أنّا سَنُنْصَرُ لن يخيبَ رجاءُ


فالأرضُ مِن نهرٍ لِبحرٍ أرضُنا

وغداً على الأقصى يرفُّ لِواءُ

الشاعرة ليلى عريقات

--------------

لا حظَّ لي

لا حظَّ لي آهٍ إليكم قصّتي

ومعي الدّليلُ فليسَ تهجرُ دمعتي


سامي طبيبي كيف تمضي يا أخي

مِنْ بعدِ ما كنتم عميدَ الدُّفعةِ


إن الصّهاينةَ اللئامَ تجمّعوا

للنّيلِ منكم في بلادِ الغربةِ


دهسوكَ عمداً والمرورُ بصَفِّهم

لِيُكَفِّروا عن هتلرٍ وا خيبتي


 قد كنتَ تسعى لاتّحاد شبابنا

عندَ انطلاقِ بشائرٍ لِلثّورةِ


ورحلْتَ ما جفّتْ  دموعي بعدَكم

في( الأردنيّةِ) كنتُ أبدأُ خطوتي


والحزنُ عشّشَ كيف يهدأ خاطري

والأمُّ ثكلى كيفَ تبدو بسمتي


 ومضتْ بيَ السّنواتُ نلتُ شهادتي

" ممتازةً" لكنْ بقلبي غُصّتي


أينَ الذي خطّطْتُهُ كنّا معاً

لهفي رحلتَ وانتَ اكبرُ إخْوَتي

*   *   *   *

زمنٌ يدورُ بِنا وكنتَ تُحِبُّني

تمّ الزواجُ حسبتُ هلَّتْ فرحتي


أيلولُ أسودُ قد أتانا عابساً

أوّاهِ ما أقساهُ نغّصَ عيشتي


جاءَ الجنودُ يُسائلونَ وفتّشوا

أخذوا سِلاحَكَ ما دريتُ بعِلّتي


 وعرفتُ أنّكَ قد لحقْتَ بأهلِنا

ودمشقُ صارت بعدَ ذلكَ ديرتي


 ومضتْ بِنا السّنواتُ خمساً لا سِوى

جاؤوا بنعْيِكَ ما أشدَّ وجيعتي


طفلانِ ما زالا بليِّنِ زُغْبِهم

 والبنتُ في رَحِمي وتعصُرُ مُهْجتي


يا حسرتي راح الامانُ بفقدِكم

هذا هوَ العمرُ الذي مِن قِسْمَتي


 ورجعتُ للزرقاءِ بعد جنازةٍ

عاد الشّهيدُ معي وأجّجَ حُرْقَتي


في الشامِ في لبنانَ ساروا خلفَهُ

 والمدفعيّةُ أطلَقَتْ كم طلقةِ


 وأنا التي يُغْشى عليَّ لِما أرى

(يَمِّ الشهيدي زغردي) يا لوعتي

*   *   *   * 

وخلالَ أسبوعٍ سعيْتُ لِعودتي

لوظيفتي في الثانويّةِ بُغْيَتي


 ورعيتُ أطفالي بقلبٍ نازفٍ

 وولدتُ أروى مثلَ أجملِ زهرةِ


ربّي رعانا كانَ يعبُرُ زَورقي

يمَّ الحياةِ بعوْنِهِ وبحكمتي


 واشتدَّ عودُهُمُ وأورقَ غُصْنُنا

 وبدا الجنى عذباً بلمحِ المُقْلَةِ


 والكلُّ راحَ لشأنهِ وحياتِهِ

ورجعتُ أندبُ حظَّنا في وَحْدَتي


أمّي مضَتْ كانت لروحي بلسماً

وأبي مضى وانفضَّ جمعُ أحِبَّتي


 وإذا بدا طيفٌ لأمسحَ دَمعَتي

سرعانَ ما يمضي  وأذرفُ عَبْرَتي

--------------

يا رحلةَ العمر

يا رحلةَ العمْرِ كم طيفٍ أُلَوِّنُهُ

مَرّتْ كمثلِ مُرورِ السّهمِ لم تُدُمِ


كنّا وكانوا وتلكَ الأرْضُ مَرْتَعُنا

والقلبُ خالٍ مِنَ الأحزانِ والسَّقَمِ


بُيوتُنا كَقُصورٍ قد عَلَتْ عَمَداً

تلكَ الحدائقُ إنْ تنظرْ لها تَهِمِ


هُنا بُيوتُ جميعِ الأهلِ ماثلةٌ

عمّي وخالي وجيرانٍ لهم ذِمَمي


ويَعْبُرُ الطيْفُ مُزْداناً بِمَدْرَستي

رفاقُ درْبٍ  أثاروا الوجدَ مِلْءَ دَمي


كم كنتُ أزهو بِأنّي كنتُ أوَّلَهم

لِلّهِ يا أبَتي تعلو بِكم هِمَمي


مَرّتْ طُيوفٌ وأزهارٌ لَنا عَبَقَتْ

مِن بَوْحِ إلفٍ وعودٌ مِنهُ كالقَسَمِ


لاهِ ابنَ عمّي وما أدْري سَيَخذِلُنا

دهري،تروحُ تُخَلّيني مَعي ألَمي  


كانت دمشقُ كمِثلِ الأُم ِّتحضُنُنا

والياسمينُ سميرٌ أعذبُ النِّعَمِ


ما كنتُ أدري  بِأنَّ البينَ يصرعُنا

ناحَتْ عليكَ ذُرى قاسيونَ في القِمَمِ


وعُدْتُ أحملُ في حضني فِراخَكُمُ

كانت جَنيناً وإنَّ اليُتْمَ  كالعَدَمِ


مشيْتُ دربي وأحزاني تُلازِمُني

راحَ الرّفيقُ وتاهتْ بسمةٌ بِفَمي


وبعدَ لَأْيٍ سوادٌ غابَ عن أُفُقي

صاروا شَباباً غرَسْنا فيهِمُ قِيَمي


وعُدْتَ تَبْحَثُ يا وجدانُ عَن وَجَعٍ

أما اكتَفَيْتَ وقد كُنتُم كَما العَلَمِ


أُوّاهِ ذا قَدَري بالهمِّ حاصَرَني

غداً أروحُ،سنينُ العُمْرِ كالحُلُمِ

------------

الشاعرة ليلى عريقات 


 أُمٌّ أنا


أُمٌّ أنــــــا شـــــرَفٌ بـــــهِ أزْهـــــو إذا           عُــــدَّتْ مـفـاخـرُنـا بِـجـمـعِ الأمّــهـاتِ

قـــالــوا: مــعـلّـمـةٌ فــقـلـتُ: مــنــارةٌ          كــم أرْسـلَـتْ نــوراً لـتـهدي الـعـابراتِ

لِـــلْأرضِ عـاشـقـةٌ تـشـبّـثَ جِــذْرُهـا          فـي الـعُمقِ يـرْسخُ رغمَ كلّ الحادثاتِ

لا مــــالَ عــنــدي لا قــصــورَ بـنـيْـتُها          لـكـنْ غِـنـايَ يُـعَـدُّ مِـن أغـلى الـهِباتِ

إنّ الأمـــومــةَ نــعــمـةٌ مِـــــن ربِّــنــا          جــنّــاتُـهُ رهْـــــنٌ بِــطَــوْعِ الـحـانِـيـاتِ

أوصــــى بِــهــا ربّـــي بِـمُـحْـكمِ آيِـــهِ         حـــثَّ الــرّسـولُ بــأن يَـكُـنَّ الأولـيـاتِ

وَلَــكَـمْ تُـعـانـي الأُمُّ تـحـضُـنُ زُغْـبَـهم         حـتّـى يـشُـبّوا، حـبُّـها طــوْقُ الـنّـجاةِ

وإذا ألَــــمَّ بِــهِــمْ مُــصــابٌ تــرْتـجـي       ربَّ الــعـبـادِ لِــكــي يــكُـفَّ الـعـادِيـاتِ

لا يـنـتـهي مِـشْـوارُهـا فـــي وُدِّهـــم            حــتـى تُــوارى يــومَ مـيـعادِ الـمَـماتِ

يــــا أهـــلُ والـتـعـليمُ مــثـلُ أُمــومـةٍ            حرِصَتْ على نشْءٍ ليعلو في السِّماتِ

لا الـعـلـم وحـــدَه بـــل فـضـائلُ أُمّــةٍ              سـبقَتْ سِـواها في سِجِلِّ الماجِداتِ

وَبُــنَـيَّـةٍ تَــمْـضـي ويــبـقـى طـيْـفُـهـا              قــد نـلـتقي يـومـاً فـمـا عـقَّتْ بَـناتي

يــــا أرضُ يـوجِـعُـنـي فــراقُـكِ إنّــنـي         أهــفــو إلــيـكِ وتـعْـتَـريني ذكـريـاتـي

أقــسـى الـمـواجِعِ أنْ يَـجـولَ دُخَـيِّـلٌ            مِــــن آلِ صــهـيـونٍ أتَــــوْا بـالـنّـازِلاتِ

يـــا أهـلَـنـا ربّـــي سـيـجـبُرُ كـسـرَكم              إنّ الـجـهادَ فَـريـضةٌ فــي الـمُـحْكَماتِ

شُـــدّوا عَـلـيـهم بـالـحـجارةِ والـمُـدى             حــتـى يُــطِـلَّ الـفـجرُ يُـزْهِـرُ بـالـنَّجاةِ

ليلى عريقات

------------------

حكايتي والشعر


رواني بالقوافي مُذْ وعَيْنا

أبٌ هادٍ ويسمو لِلعَنانِ


وحبّبَ لي حكاياتِ الغواني

 أبو فرَجٍ رواها في  ..الأغاني..


وأشعارَ الحماسةِ عند عبسٍ

 وعنترةً على ظهرِ الحِصانِ


 وعمّوريّةً ما قيلَ فيها

أبو التّمّامِ سابقَ في المعاني


 وحبَّ الأهلِ هم للمرءِ درْعٌ

تقيهِ مِنْ مَغَبّاتِ الزّمانِ


 وحبَّ الله ..أوّلُ  كلِّ حبٍّ

تهيمُ الروحُ بالسّبعِ المثاني


 وعشقَ الأرضِ دَيْنٌ مُسْتَحَقٌّ

وعلّمَني قوافي العُنْفُوانِ


أنا والشِّعْرُ ما افترَقَتْ خُطانا

يُسايِرُني وإن عزّتْ أماني


بكيْتُ بكَتْ قوافي الشِّعرِ كَلْمى

رثَيْتُ وكم غدا شِعْري يُعاني 


شَبَبْتُ وشبَّ في قلبي حَنينٌ

يُلازِمُني ويُفصِحُ بالبيانِ


 وحتّى بعدما قد شابَ شَعري

قوافي الشِّعرِ تُفْصِحُ عن جَناني


وما يومٌ مضى مِن دونِ شِعْرٍ

فكيفَ أحيدُ عَنْ نبعٍ رواني


وماذا بعْدُ؟ فَلْتنْعَ القوافي

رحيلي ..واحفظوا نجوى حَناني.

--------

مجلة هاملت الالكترونية