الاثنين، 27 يوليو 2020

ماذا تريد /بقلم الشاعر طالب الفريجي

.....ماذا تُريد
*****************
قلْ لي بربّكَ ما تريدْ
يا أيّها اليفنُ العنيدْ..!
*
ما زلتَ تعلكُ حصرماً
وبقربكَ الطّلعُ الّنضيدْ
*
مَا انفكَّ حزنكَ سرمداً
لو غابَ يأتيكَ الجديدْ
*
وعليكَ جرّدَ سيفَهُ.......
دهرٌ لهُ ثأرٌ تليدْ.......!!
*
فلبستَ قلبكَ مَدرعاً...
والدّهرُ يُدرِعُ بالحديدْ
*
وبدا النّزالُ ولم يكنْ
بيديكَ تُحجمُ أو تَحيدْ..!
*
فسقطتَ أوّلَ ضربةٍ
ودماكَ تفترشُ الصّعيدْ
*
وانقضَّ دهركَ ناقماً
لو تشتكي ألماً يُزيدْ
*
وبقيتَ فوقَ ترابِها
ترنو إلى الأفقِ البعيدْ
*
ترجو نزالكَ ينقضي
لتخوضَ آخرَ مِن جديدْ
**
طالب الفريجي



الأحد، 26 يوليو 2020

خصامي مع الشعراء/بقلم الشاعر سعود أبو معيلش

....خصامي مع الشعراء....
معَ الشعراء إنَِّي في خصــامِ
أَشعرُ الحربِ أم شعرالــغرامِ

بحسناءٍٍ كغصنِ البان ماسـتْ
أضاءتْ كالثُّرَيَّا في الظَّـلامِ

كَمثلِ غُزَيِّلٍ يمشي الهُوَيـنا
لَهُ هَدبٌ كأرياشِ النَّعــامِ

بِظِلِّ خَميلةٍ قَدْ قالَ ظُهــراً
دَعوا الغُزلانَ تَغفوُ في سلامِ

فقُلتُ الشعرَ في خيلِ المذاكـي
وَحُبّ الحرب من عهدِ الفطـامِ

وَطرْقُ السيفِ في الخوذاتِ ظُهراً
ورُكبُ السَّرج من خلفِ الِّلجــامِ

وَمشقُ مَهنَدٍ صوب الأعــــــادي
لينذِرَهُم بذي مـــــــوتٍ زؤام

إذا ما الشِعرُ لا يُحمى بســــيفٍ
فلِلْغاوينَ فرطٌ من كــــــــلامِ

شاعر البيداء /سعود أبو معيلش


لغتنا الجميلة /بقلم الشاعر خالدع.خبازة

لغتنا الجميلة

البحث الثالث في الشعر و أحكامه

الشعر .. أقسامه و أنواع الشعراء

كنا تحدثنا عن الشعر و تفعيلاته و أصوله التي أتى بها الفراهيدي و أن هذه الأصول مقسمة الى أسباب و أوتاد و فاصلة تحدثنا عنها تفصيلا .. كما تحدثنا عن الشعر بشكل عام و كيف نشأ أصلا على ألسنه الفصحاء العرب و ذكرنا لماذا تم تسميته قريضا كما سميت القصيدة و كيف سميت قافية .. الخ ..

و الآن نتحدث عن :

الشعر .. أقسامه و أنواع الشعراء

سمى العرب الشاعر باسم شاعر لآنه يشعر بما لا يشعر به غيره

و كان العرب يسمون قصائدهم : الحوليات ، و المقلدات ، و المنقحات ، و المحكمات .. ليصير قائلها فحلا خنديذا ، و شاعرا مفلقا ..

و في بيوت الشعر :

الأمثال و الأوابد ، و منها الشواهد و الشوارد .

ومن الذين دعوها بالشوارد

الحصين بن الحمام .. يقول من المتقارب :

و قافيــة غير معمـــــورة ... قرضت من الشعر أمثالها

شرود تجوّل في الخافقين ... اذا أنشِدت قيـــل من قالها

و في الأوابد

قال المزرد الغطفاني وهو الأخ الأكبر للشماخ من الطويل و القافية من المتدارك :

زعيم لمن فارقتـــــه بأوابد ... يغني بها الساري و تحدى الرواحلُ

تكر فلا تزداد الا استنارة ... اذا رازت الشعر الشفاه العوامـــــلُ

ومنهم من سماها .. بالشواهد  ..  

 قال الفرزدق  :

شاهدي في بيـــان موتك بيت ... قاله شاعر من الشعراء 

ليس من مات فاستراح بميت ... انما الميت ميت الأحياء  (*)

و الشعراء عندهم أربع طبقات : 

فأولهم الفحل الخنديذ ، و الخنذيذ هو التام 

قال رؤبة بن العجاج  : 

الفحول هم الرواة  ، و دون الفحل الخنذيذ  الشاعر المفلق ، و دون ذلك الشاعر فقط ، و الرابع الشعرور . 

و لذلك قال أحدهم في هجاء أحد الشعراء :

يا رابع الشعراء كيف هجوتني ... و زعمت أني مفحم لا أنطق  

و سمع بعض العلماء يقول :  

الشعراء ثلاثة .. شاعر و شويعر و شعرور  . 

و الخنذيذ هو الذي يجمع الى جودة شعره ، رواية الشعر الجيد من شعر غيره . و الشاعر المفلق وهو الذي لا رواية له .. الا أنه مجود في شعره كالخذيذ في شعره .. و الشاعر فقط هو فوق الرديء بدرجة  .. و الشعرور  هو لا شيء   .

و قيل : بل هم شاعر مفلق و شاعر مطلق و شويعر . 

و المفلق هو الذي يأتي بشعره بالفلق و هو العجب  .

و قد أبدى كثير من الشعراء  في بعض قصائده أو في أبيات معنى الشعر الحقيقي و ميزه  عن النظم و غيره   .. 

فالحطيئة قد أبدى رأيه بالشعر معتبرا اياه أنه من الصعب الوصول اليه  خاصة بلنسبة للمرء الذي يحاوله  دون أن يكون عالما به و بأساليبه و أوزانه و قوافيه و مقوماته  .. فلا بد أن تنزلق به قدمه  .. يقول 

الشعر صعب و طويل سلمه ... اذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه

زلت به الى الحضيض قدمه ... و الشعر لا يسطيعه من يظلمه

يريد أن يعربه فيعجمه

  وقسم بعضهم  الشعراء الى أنواع  أربعة .  

يقول أحدهم  :

الشعراء فاعلمنّ أربعة ... فشاعر يجري و لا يجرى معه

و شاعر من حقه أن ترفعه ... و شاعر يحوم حول المعمعة

و شاعر لا تستحي أن تصفعه .

و الشعر بناء  يبنيه الشعراء  .. فاما أن يكون شعرا حقا .. أو يكون غثا لا روح فيه  .. و قد يمتنع على قائله حتى يأتي شيء يطربه ، أو يثير فيه شجنا  .. 

 يقول أحدهم :

انما الشعر بناء ...  يبتنيه المبتنونا

فاذا ما نسقوه ... كان غثا أو سمينا 

ربما واتاك حينا ... ثم يستصعب حينا

و أساس ما يكون الشعر ، في أول الليل قبل الكرى أو في أول النهار قبل الغداء  ، و عند مفاجأة النفس و اجتماع الفكر .

و من طرائف بشار بن برد  .. قيل ان أحد الشعراء جاءه يعرض عليه قصائده ليبدي رأيه فيها .. فقال له : يا ابن أخي  الشعراء ثلاثة .. فشاعر و شويعر و ابن زانية .. فأما أنا فشويعر .. و أما الباقي فاقتسمه بينك و بين امرئ القيس . 

قال الطرماح يوما للفرزدق : ألست القائل : 

ان الذي سمك السماء بنى لنا ... دعائمه أعز و أطول 

أعز مماذا و أطول مماذا ؟ 

و أذن المؤذن في حينه .. فقال الفرزدق : يا لكع ! ألا تسمع ما يقول المؤذن : الله أكبر مماذا .. أعظم مماذا ؟ّ

فانقطع الطرماح انقطاعا فاضحا 

و سأل رسول الله صلى عليه و سلم العلاء بن الحصين : 

هل تروي من الشعر شيئا ؟ 

فأنشد  : 

حي ذوي الأضغان تسبِ عقولهم ... تحيتك الحسنى و قد يرفع النعلْ

فان دحسوا بالكره فاعف تكرما ... و ان خنسوا عنك الحديث فلا تسلْ

فان الذي يؤذيك منه سماعه ... و ان الذي قالوا وراءك لم يقلْ

فقال  عليه الصلاة و السلام   : 

ان من الشعر لحكما .. و روي : لحكمة . 

في الشعر مقاطعه و مطالعه 

في المقاطع و المطالع  : 

كان جهابذة النقاد اذا وصفوا قصيدة قالوا : حسنة المقاطع ، جيدة المطالع . أي أن يكون مقطع البيت وهو القافية متمكنا غير قلق  و لا متعلقا بغيره . و المطلع و هو أول البيت ، جودته أن يكون دالا على ما بعده ، كالتصدير و ما شاكله .

و الشعر أوله مفتاحه .. 

و على الشاعر أن يجود ابتداء شعره  ، لأنه أول ما يقرع السمع . و منه يستدل على ما عنده من أول وهلة . 

الخروج : 

الخروج هو عند البعض شبيه بالاستطراد ، و ليس كذلك . و الخروج أن تخرج من نسيب الى مدح أو غيره ، بلطف نحيل ثم تتمادى  فيما خرجت  .. و هو ما يسمى بحسن التخلص .  

الانتهاء 

أما الانتهاء فهو قاعدة القصيدة  و آخر ما يبقى منها في الأسماع ، و سبيله أن يكون محكما ، لا تمكن الزيادة عليه  ، و لا يأتي بعده أحسن منه ، و اذا كان أول  الشعر مفتاحا له ، وجب أن يكون آخره  قفلا عليه . 

و قد أربى أبو الطيب  على كل شاعر في جودة هذه الأبواب الثلاثة  .

و من العرب من يختتم القصيدة فيقطعها و النفس  بها معلقة ، و فيها راغبة مشتهية ، و يبقى الكلام مبتورا كأنه لم يتعمد جعله خاتمة 

..............

خالد ع . خبازة

اللاذقية

شفاء جوارحي/بقلم الشاعر يحيى العلي

شفاءُ جوارحي
===============

هذي حروفي اليومَ ما عادتْ تعي
فالقلبُ مضنى من سياطِ مواجعي

مذْ فارقتْ أحضانَ عيني صورةٌ
كانتْ لروحي شعْلةً في مضجعي

لا تهْجري قلباً أحبَّكِ صادقاً
رغمَ المواجعِ مخلصاً لا يدّعي

لا تهدمي عشقاً فريداً في الهوى
بعضُ الهوى أنوارُهُ مِنْ أضلعي

كوني لقلبي بلسماً لا ينجلي
أو مزّقيه دونَ أنْ تتمنّعي

كوني شفاءً من سقامِ جوارحي
لا تمرحي بعذابِ قلبي فاسْمعي

صوتُ الفؤادِ بهِ أنينٌ قائمٌ
والشّوقُ بحرٌ موجُهُ مِنْ أدمعي

هذا الهوى يدمي قلوباً أخلصتْ
تشدو إلى أمجادِ حبٍّ جامعِ

جودي على قلبي بحبٍّ نابضٍ
أو فارحلي من عالمي ومرابعي

يحيى العلي


مناجاة/بقلم الشاعرة زكية ابو شاويش ام اسلام

مناجاة _________________________البحر : الكامل

لا للشَّكاةِ وقد جبرتَ تعثُّري ___ يا من وثقتُ بأنَّ منكَ تصبُّري

يا فالقَ الإصباحِ في غسَقِ الدُّجى ___ أنتَ المُؤمَّلُ في زوالِ تمرمري

لا لن أخوضَ غمار مُهلِكةٍ سرت___ وسلاحُ أقداري يفوقَ تصوُّري

أنت المُقدِّرُ يا  إلهي   إذ جرى ___  ضعفٌ  بكلِّ تقدُّمي  وتقهقري

فاغفر  ذنوبي  يا  إلهي   إنَّني ___ قد  تبتُ من ذنبٍ  يعودُ ويعتري

..................

الأحد  5  ذو الحجَّة 1441  ه

26  يوليو 2020 م

زكية أبو شاويش _ أُم إسلام


السبت، 25 يوليو 2020

صداقة العمر /بقلم الشاعرة زكية ابو شاويش ام اسلام

قال الشَّاعر / أبو تمَّام

إنَّ الكرامَ إذا ما أسهلوا ذكروا ___من كانَ يألفهم في المنزلِ الخشنِ

مجاراة بعنوان :

صداقة العمر _______________________البحر : البسيط

حفظُ اللِّسانِ كربط الخيلِ بالرَّسنِ ___ والحمدُ للَّهِ في صحوٍ وفي وسنِ

قد كانَ وصلٌ يواسي كلَّ منكدرٍ ___ والصِّدقُ يعلو بمن في ِذِلَّةِ المِحَنِ

قد وحَّدَ الفقرُ أقواماً لحاجتهم ___ كانَ العطاءُ بلا سؤلٍ ولا مِنَنِ

والحبُّ يسمو بأطماعٍ لها أربٌ ___ فلا يُرى غيرُ محبوبٍ على فنَنِ

بالحبِّ نحيا فلا غِلٌّ ولا حسدٌ ___والعدلُ كانَ لسانَ الودِّ في العلنِ

.................

هذي منازلنا في القربِ تُسعفنا ___من كُلِّ حادثةٍ تقضي على شنَنِ

وعينُ كُلِّ بصيرٍ  لا  تُجاوزُهُ ___ لغيرِ ما يرضى من عاشَ في شجنِ

هي البساطةُ لا تُسبى بمن شُغِلوا ___ في الجمعِ مِمَّا يحيطُ الجسمَ بالوَهَنِ

إنَّ  الحياةَ  معَ  الإقلال  تُسعدنا ___ وراحةُ  البالِ تعلو  كُلَّ  مؤتمنِ

ها  نحنُ في  قفرٍ  والودُّ يجمعنا___ ونجتبي عائلاً  كالعيسِ  في  المُدُنِ

.................

كانَ  التَّفرُّقُ حتماً إذ  قضى كَدَرٌ___من كُلِّ ضيقٍ بدا في كُلِّ مرتكنِ

واللهُ لم ينسَ أقواماً  وقد بحثوا ___عن  رزقِهِم وبلادُ القحطِ لم  تلِنِ

جادَ الزَّمانُ بكلِّ الخيرِ إذ عَسُرَت ___فينا الحياةُ وغابَ البعضُ عن سَكَنِ

حنَّت  قلوبٌ لأصحابٍ تُقاسِمُهم ___ خيراً  كما  اقتسمت فضلاً بمرتهنِ

كانَ اللِّقاءُ بكلِّ الحُبِّ إذ  فُرِجَتْ___ تلكَ الكروبُ  بيسرٍ كانَ  لم  يحِن

.................

ها قد شرفنا  بتمكينٍ  لصحبتنا ___ وازدادَ  قُربٌ  كأنَّ البُعدَ  لم يكنِ

قد ألَّفَ اليسرُ مِنَّا  كُلَّ مُنحصرٍ ___في قعرِ وادٍ وجادَ الضِّرعُ  باللَّبنِ

تلكَ الصَّداقةُ لا تبقى لمن سحقوا ___ ودَّاً  بأطماعِ من زالوا معَ الزَّمنِ

لم ننسَ ودَّاً علا في كُلِّ  مُنحدرٍ ___ خيراً لصحبٍ ولم يخضَعْ لممتهنِ

صلُّوا على خيرِ مبعوثٍ يوحِّدُنا ___ في كُلِّ دربٍ  فلا للبُعدِ عن سُنَنِ

................

السَّبت  4  ذو الحجَّة 1441 ه

25  يوليو  2020  م

زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام


اخبروا ذلك المجنون أنه حبيبي/بقلم الشاعر زياد الحمصي

(اخبروا ذلك المجنون أنه حبيبي)

أخبروا عاشقنا المجنون عني
أنني أخفي غرامي و لهيبي

جال في عيني و في أفق التمني
أسأل المولى يوافي في دروبي

يطعن القلب    بصمت    و برود
يشعل     النار  و يدري  بلهيبي

يطلب  الحب  و يرجو  نبض  قلب 
يطلب القرب و يمضي في المغيب 

نبذل   الروح   ليحيا    في سلام 
 يعلن الكون   حروبا  في   حروب 

نبذل   النفس  ليرضى   ما لدينا
من     صفاء    و نقاء    و طيوب

يترك الزهر و شوك  الغيد  يهوى
في    ابتذال  و دنو   من  لعوب

أخبروا  المجنون مهلا   يا حبيبي   
قد صفحنا   رغم  دمع   و نحيب

جئت حمقا و سكبنا القلب عشقا
نسأل    الله    لغفران   الذنوب 

زياد الحمصي


سعادة /بقلم الشاعر فواز محمد سليمان

سعادة

حق ٌ لمن ْ يهواك ِ ألا يحزنا
ويبيت مُضنى ً في مغارات ِ الضنى
حق ٌ له والورد ُ مِلئ ُ عيونه ِ
ألا يُفكر َ في رباب ٍ أو مُنى!!
حق ٌ له ُ ألا يُحِس ّ بوحد ة ٍ
في ظل ِ دوحات ِ العبير ِ وذا الهنا
عيناك ِ يسطع ُ نورها في غرفتي
والمستحيل ُ اليوم َ أصبح َ ممكنا
قلبي كأزهار ِ البنفسج ِ عطره ُ
               فاح َ الهوى من مقلتيه ِ ودندنا
وعلى شفاهي أورقت ْ شمس ُ الضحى
           وَصْلات ُ (موّال ٍ) ووصلةُ( ميجنا )
قالوا : بأني قدجُنِنت ُ بقربها
               وبأن ّ عقلي ليس َ يدري من أنا !!
صدقوا !! خسرت ُ أمامها في جولة ٍ
                ورفعت ُ رايات ِ الهزيمة ِ مُذعِنا 
أصبحت ُ طفلا ًبين َ الف ِ هديّة ٍ
                     يحتارُ يبدأ من ْهُنالِك َ أَوهُنَا !!
بقلمي 
فواز محمد سليمان


مليح القد قد جاني/بقلم الشاعر منصور الخضر

مليح القد قد جاني
فكان المدنف الجاني

فحيا حين طلته
تحيته فأحياني

بزوغ الفجر غرته
مليك بين أفناني

تثنى حين مشيته
وصافح أرض بستاني

إلى الرحمن نسبته
              تدلى ثم لاقاني

وأودعني له سرا
           متى أفشيه ألغاني

نصبت لصيده شركا
             بأهدابي وأجفاني

رماني فيه منقلبا
           على عقبي وألقاني

منصور عيسى الخضر
سوريا


أثر فقد الأم /بقلم الشاعر أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري

أثَرُ فَقْدِ الأُم :
العَيشُ مِن دُونِ أمٍّ كيفَ أطْعَمُه
وصَوتُها غابَ عنِّي كيفَ أسْمعُه

يُحَاوِلُ الشِّعر أنْ يحْويْ مآثرَها
هيْهاتَ !!َ ، فهي التي كانتْ تُصَرِّعُه

وليسَ يلْوي على شيءٍ يَفوزُ به
مِن الدُّعاءِ الذي كانتْ تُرجِّعُه

ويَشْرعُ القَلبُ في تقْبيلِ جَبْهتها
فذابَ في الفقْدِ حتّى رَقَّ مَدْمَعُه

هلْ تشْرَبُ الرُّوحُ مِنْ ينبُوعِ بَسْمَتِها
وَالآنَ - واحَرَّ قلْبيْ - جَفَّ منْبَعُهُ

وهلْ أذُوقُ حَناناً بعْدَ فُرْقَتها
وكفُّها لمْ يَعُدْ في القَلْبِ مَخْدَعُه

الله ! ما أعظمَ الفقْدَ الذي تَرَكَتْ
كأنَّه كأسُ مُرٍّ بِتُّ أجْرَعُه

قد أحْدَثتْ في حَياتي فجْوةً جَعلَتْ
مِن بابِ عُمْري يَباباً حينَ أقْرَعُه .

سَقَى الإلهُ ضَريْحاً ضَمَّ أعْظُمَها
في منزلٍ ليسَ غيرُ الله يوسِعُه

فارْحَمْ إلهيْ دَفينَ التُّرْبِ حينَ مضى
فإنَّه كان نَزْفَ الرُّوحِ مَوْقِعُه .

بقلم ولدها الشاعر المكلوم
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري

فارْحَم اللهمّ أمَّ أبي رواحة
فلا تنسوها من صالح الدعاء
الأحد 4/رمضان /1439هجرية


وعاد العيد /بقلم الشاعر عبد الباري خالد الشرعبي

وعاد العيد...

وعاد العيد يا أماه عادا
ونار الحزن تتقد اتقادا

وعاد العيد يا أماه لكن
جنان الفرح قد صارت رمادا

فؤادي للجراح غدا مقاما
وما لي غير ساحته بعادا

ملبٍ بالشجون بدون كَلٍ
ودمع الطرف من أدلى وشادا

يظن الشامتون بأن ليلي
قصير والشجون له امتدادا

ولو فقهوا الذي جهلوه دهرا
لطافوا حول كعبته جهادا

تعز لم تعد بالحب تهمي
سحائبها فقد صارت جمادا

أباحوا القتل والتعذيب فيها
وعاثوا في مرابعها فسادا

دماء الأبرياء غدت حلالا
لمن فقدوا الهداية والرشادا

فكيف تعج بالافراح روح
غدت بالحزن تلتحف السوادا

وكيف يبش بالبسمات ثغر
وقد أضحى لدمعتها جوادا

دموعك يا ابنة الامجاد حتف
لمن عشقوا سهولك والوهادا

نعم أهواك يا فرحي وحزني
فحبك أنت من ملك الفؤادا

أعاد العيد يا أماه حقا
ومازال الشجون لنا حصادا

إلى رب العباد أبث حزني
فما لي غير حضرته منادى

عبدالباري خالد الشرعبي


بوح /بقلم الشاعر سليم المغربي

.......بوح........

اذا همت الدموع فلا ألام
بغير محبة عمري ظلام

بنهدات تمر بي الليالي
اهيم وديدن العشق الهيام

وتحفر دمعتي طرقا بخدي
وفي الخفاق نيراني ضرام

اذوب محبة من نار حبي
وهجر احبتي هذا حرام

يمر خيالهم يحيي فؤادي
وصالهم مرادي والمرام

ارتق جرح خفاقي بدمعي
وكم فتكت بخفاقي السهام

اذا حدثت. عنكم كان قولي
ولولاكم سيهجرني الكلام

وتسألني نجوم الليل عنهم
اتعلم اين من تهوى اقاموا

اجيب مقامهم بشغاف قلبي
ومن ماء الفؤاد لهم مدام

لأن هجروا الفؤاد فلا حياة
وان وصلوا فقد حق الغرام

هم الأمل الذي أحيا عليه
وأني في غرامي مستهام

تنام الخلق ملء العين تغفو
وعين الصب حبا لاتنام

سليم المغربي


صورة من القدس/بقلم الشاعر سامح توكل ابوالسبح

صوره من القدس
=====
سالت دماء المسلمات فلم تجد
إلا ذيولا خانعين إلى الردى

الحرة العصماء عروها الجسد
لا لم تجد إلا لمن قد نددا

النخوة الغراء آواها الوتد
ربطت تولول حظها طول المدى

حضنت رفاة الأرض أمى والولد
نالا الشهادة والمنى والسؤددا

ياأمة الإسلام من منكم سند
أم صمت الآذان أعماها الصدى

عودوا لغز واطلبوا فيه المدد
من شاده بالعز كان محمدا
========
بقلمى سامح توكل ابوالسبح


توق الروح /بقلم الشاعر خالد الشرافي

( توق الروح )

يا حاديَ الركبِ إنّ الشوق يبكينا
لزورة البيتِ كم فاضت مآقينا

لمّا رحلتم إلى الرحمن قد ذهبت
أرواحنا معكم أبقيتمُ الطينا

تاقت لمكةَ في الأحشاء أفئدةٌ
وهل يتوق لها غيرُ المحبينا

وروضة المصطفى نشتاق رؤيتها
فالحبُّ يسكننا والبعدُ يضنينا

متى سنمضي إلى أعتاب كعبتنا
نحلّ فيها ضيوفا عند   بارينا

الروح تهفو لبيت  الله  غايتها
رضى الإله وحتى نكملَ الدينا

والله   يعلمُ  أنّ  العجز  يمنعنا 
نرجو الوصال ولكن  ما بأيدينا

إن   الذنوب   إلهي   كم   تؤرقنا
من كثرها قد غدت سودا ليالينا

أماتَ  أرواحنا  ذنبٌ   بظلمته
وغاية الحج أن التوب يحيينا

متى سنحظى بحج البيت يا أسفي
فالعمر   يمضي  بنا   للموتِ   يدنينا 

آمالنا منك يامولاي واحدةٌ
حجٌّ فحقق لنا  ربي  أمانينا

خالد الشرافي - اليمن

تعوَّدَ الليلُ مني يرقبُ الخطبا/بقلم الشاعرة زينب حسن الدليمي

تعوَّدَ الليلُ مني يرقبُ الخطبا
والصبحُ يسبق في اشراقيَ اللهبا

أساكنٌ انت في زهدِ الهوى وطنا
أنا أعيشُك نجما سابَقَ الشهبا

قد رافقتني جيوشُ الشوق ترمقني
مع العبابِ وهامتْ تسأل السببا

ادخلْ مدارَ الرؤى هادنْ لظى أرقي
لملمْ بقاياي لاتعبثْ بمن قربا

فلي من الوجدِما أخفي دعابتَه
كلّ الجوارحِ جنتْ تشتكي الندبا

تشرنقت لهفة الأشواق فاختلطت
أصوات صمتي بصمت جالس السحبا

مازلتَ بين حنايا القلبِ تؤنسُه
لن يفردَ الصدرُ عن أضلاعِه الحجبا

مخالبُ الشوقِ بالأوصالِ تخرقُها
ونسجُ سطري كنارٍ تشعلُ الكتبا


نصيحة للعزاب/بقلم الشاعر احمد مكاوي

نصيحة للعزاب

إذا فكّرت في أمرِ النكاحِ
فلا ترسلْ لئيمًا في الضواحي

فحقدُ المرءِ يلمعُ في وجوهٍ
مرصعةٍ دماها بالجراحِ

يخونُ الزادَ في التلوينِ ليلًا
ويطفئُ كلَّ نورِ في الصباحِ

ويغزلُ من لسانِ المكرِ ثوبًا
يقلِّبُهُ على كل النواحي

ضحوكًا إن رآني في طريقٍ
ويكسرُ بعدما أمضي جناحي

يبشِّرني بها ، ويقول لا لا
لها ،_ يا حسرتي _أخطأتُ راحي

نباتُ الغدرِ منشمُهُ صريحٌ
تجلى حينَ عُرّضَ للرياحِ

يقلّب لي مقالاتٍ بطرفٍ
تعتَّقَ بين ألسنةِ النطاحِ

توخّي الأرض قبل الغرس فيها
لأن الأرض دستورُ اللقاحِ

أحاديث الهوى صحّت متونًا
بإسنادٍ على نهج الصحاحِ

كرامة شاعر أسمى كثيرًا
من التهميش يا أهل الصلاحِ

أشيطانٌ يوسوس في فؤادي
ألم أُرِكَ القضيةَ في مزاحِ

لعمركَ ما أنا ذاك المُعَنَّى
فقلبي سار في طلب النجاحِ

الشاعر أحمد مكاوي


ويحي لكم عبثت بنا الأيام ../بقلم الشاعر سدرة أحمد محمد

ويحي لكم عبثت بنا الأيام ..
بُعد وهجر ..والقلوب سِقام ..

ماعدت أدرك أي ساعات مضت ؟!
وكأنها فوق الفؤاد حسام

وقصيدتي رغما تهاجر أسطري
ماعاد يجدي في الكلام   كلامُ

يا هاجري ...نبض الصبابة قدني 
             ويغيب عن قلبي الكليم وئام 

أأظل أستجدي اللقاء للحظة ؟؟!!
         وتزورني  بين  الوريد  سِهام ؟؟!!

يا طفل  قلبي يا وتين خواطري 
     قل لي  لماذا  في دمي  الإيلام ؟؟!!

قل لي لماذا لا  يغادرني  الهوى ؟؟!!
         ويظل  في  أفق الفؤاد  ظلام ؟؟!!

في  برجك العاجي كنت مسافرا 
              وانا هنا سكنت  بيَ الأوهام ...

انا شمس حب لا يغيب ضياؤها 
            مهما تسرمد بالسماء غمام ...

من بدء تكويني أعانق غربتي 
                    وبرغم  آلامي دنا الإلهام 

قالوا ...أماتتها الخواطر والرؤى 
               واستعذبت روحي بها الآلام 
 
ستظل في قلبي تعانق مهجتي 
         بك سوف تنبت في يدي الأحلام 

سلطان قلبي يا مليك مشاعري 
             لك من فؤادي يا حبيب سلام 

مهما هجرت فأنت مهد  خواطري 
            لك كل نبض  في الضلوع إمام...

 سأظل أحيا في ضلوعك نبضة 
              إن مت شوقا لن يموت غرام ...

من ذاب عشقا في عيون حبيبه ....
         بالله قولوا ؟؟!! كيف كيف يلام ؟؟!!

#سدرة


الخميس، 23 يوليو 2020

لن أهوى إلاَّ حاضنتي /بقلم الشاعر عبد الرزاق

( لن أهوى إلاَّ حاضنتي )
أسقيتُ لِزهري من شيمي
وتغنَّى الطَّيرُ لِمُبتَسمي
وكتبتُ حُروفي من أدبي
ونثرتُ ورودي بالقِممِ
فطريقُ النُّورِ أُماشيها
لن أقضي عُمري في الألمِ
فحملتُ لنفسي ساميةً
أودعتُ إليها مُرتسمي
لن تهذي يوما واهمتي
أو تعلو فوقا كالعلمِ
وحباني الله بعافيةٍ
حتى لا أبقى في سقمِ
شرَّبتُ حنيني صافيةً
فتسامى الشَّوقُ في قلمي
لن أهوى إلاَّ حاضِنتي
أخبرتُ وعنها في قسمي
الصُّبحُ سيعشقُ صادحتي
والليلُ سيروي مُعتصَمي
للوافي إنشادي غنَّى
وتخيَّرَ صرحا للهِمَمِ
نغماتُ المجدِ أُردِّدُها
ما كانت بعدا عن قيمي
الشَّمسُ ستمدحُ كاتِبُها
فاللحنُ صريحٌ لم يجِمِ
========== عبدالرزاق أبو محمد المحدث


الثلاثاء، 21 يوليو 2020

تطريزي منتدى هاملت/بقلم الشاعر د.محمد

تطريزي (منتدى هاملت)

م- مال البنفسج بالصبا طربا
والقلب يخفق بالجوى خببا
ن-نحى الذوائب لاثما بفم
فلا تعطر بالندى وربا
ت-تا الله إن الحب مكرمة
              بدر أنار القلب والهدبا !!
؛ 
؛ 
د-دارى الأحبة لهفة بدم
                عبثا أوار القلب ما احتجبا
ى-أبكى وأضحك عشقنا شفة
                  شوقا ووصلا أج والتهبا
؛ 
؛ 
ه-هام اليراع بمنتدى وغدا
               رهن القوافي مدمنا كتبا... 
ا- أصداء نبض القلب في شغف
             واستمطر الأشعار  والأدبا
م-ما أنكر الافضال فيه فتى
               يلقى الأحبة والوفا نسبا
ل-لا يحرم الحرف الجميل به
                  ودا بدا كالنبع ما نضبا
ت -تمت مآثر هملت وعلت
                 قمما تجاوز رفعة شهبا
د. محمد....


الاثنين، 20 يوليو 2020

في مُجاراة ابن زيدون الجَمَالان : /بقلم الشاعر أبي رواحة عبدالله بن عيسى المورى

في مُجاراة ابن زيدون
الجَمَالان :
"إنّي ذكرْتُكِ بالحَمْراء مُشْتاقا"
والكونُ مؤتلِقٌ يمتدُّ آفاقا

يَسْري السُّكونُ به في كل زاويةٍ
والبَدْرُ طَلْقُ المُحَيَّا باتَ برَّاقا

والوَجْه منكِ يفوقُ البدْرَ مطْلعُه
كأنّه الصُّبْحُ حين ازدادَ إشْراقا

والصَّدْرُ منك الفَضاءُ الرَّحْبُ في سَعةٍ
مثْل الكتابِ الذي يَنْداحُ أوْراقا
وهسْهساتُ نجوم الليل ظامئةٌ
لهمْس حرْفك حين ارْفَضَّ مُهْراقا

إذا منَحْتِ الهوَى فالمُزْنُ هاطِلةٌ
تجودُ بالحُبِّ ودْقاً كان دَفَّاقا
يَقْتاتُ منه فؤادي كلَّ آونةٍ
طعْمَ الجَمالِ الذي قد صار ترْياقا

به ذكرْتُ جَمالَ الأمْس يومَ علَتْ
حَضارةُ الشرْق شرْقاً كان سبَّاقا

حَضارةٌ أدْهشتْ مِن حُسْنها أُمَماً
وأخرَستْ مِن دُعاة الغرْبِ أبْواقا .

فهل تَذكّرتِ ذاك العهدَ حين غدا
مَجْداً تليداً كنبْضِ القلْبِ خفَّاقا

"يومٌ كأيّام آثارٍ لنا اندثرتْ"
ولمْ يَعُدْ في الهوَى ما كانَ رَقْراقا .

بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري


عداوة الفاشل /بقلم الشاعرة زكية ابو شاويش ام اسلام

عداوة الفاشل _______البحر: مجزوء الوافر

أراني ليسَ لي أهلُ ___ ولا أحدٌ لهُ عدلُ

يُجرِّمني بلا ذنبٍ ___ عُداةٌ بالذَّرى غُلُّوا

أكانَ تفوُّقٌ يُزري ___ بمن جهلوا ومن زَلُّوا

وذا صبرٌ لمن بعدوا ___عن الأندادِ إذ فشلوا

وما من سائرٍ يحمي ___سقوطاً إن دنا مَلُّوا

..............

أرى الأعداءَ مِن حولي___ وقد أعماهُمُ حوْلُ

وباتَ نفاقهم يمضي ___ إلى صحبٍ وقد قلُّوا

ولا لمنازعٍ شرفاً ___ إذا ما هانَهُ جُعْلُ

أفاعي البطنِ قد حملت___وقد حارت بمن كلُّوا

لها حقٌّ ستنهشهم ___ كمعضلةٍ لها حلُّ

..............

ارى الأقدارَ قد هزمت ___ شروراًوالهوى يحْلو

ومن كانت نهايتُهُ ___ قبيلَ الفجر لا يسْلُو

فتلكَ قصورُهُ جَمُلَت ___وقد يشقى بها أهْلُ

وذا مالٌ سينفِقُهُ ___ على ولدٍ  لهُ  حفْلُ

وبالآمالِ  قد  يحيا ___ فذا عَرَكٌ  لهُ  مَصْلُ

...............

غُرابُ البينِ قد يحلو___بعينِ  الشَّرِّ إذ يعْلو

وذا  حقدٌ  وذا حسدٌ ___ يباري  من لهُ بخْلُ

يُعادي كُلَّ من صعدوا___وكانوا إن عدا فلُّوا

ومن  هانت  نهايتُهُ ___   فلا  ودٌّ  ولا  خِلّ

سيحظى  كُلُّ  مخلوقٍ ___بأقدارٍ  لها  رحْلُ

...............

تدورُ  دوائرُ  الدُّنيا ___ وتنهي كُلَّ مَن حلُّوا

تعاظمَ كُلُّ  مأفونٍ ___ فلا خطرٌ لمن  قلُّوا

بظُلمٍ سادَ  مُنهزمٌ ___من الأعداءِ إن  هلَّوا

فلا يقوى على خيرٍ___ كمن قد  ذلَّهُ  سُلُّ

مريضُ النَّفسِ هل يشقى؟!___ولم يرجع لهُ عقلُ؟!

..............

وربٌّ باتَ ينصرني ___ وينصفني  فلا أعلو

بما قد جادَ من نعَمٍ ___ وحمدي  للَّذي  يبلو

صلاتي لستُ أتركها___وقد حارت بنا الصُّلُّ

صلاةً والسَّلامُ على ___ نبيٍّ  للهُدَى   يجلو

فصلُّوا يا ... أحبَّتنا ___ فلا  لحياةِ  مَن ذلُّوا

...............

الاثنين  29  ذو القعدة  1441  ه

20  يوليو 2020  م

زكيَّة  أبو شاويش _ أُم إسلام


الطفولة و مطلع الصباح/بقلم الشاعرة ليلى عريقات

قصة حياتي. .١
الطفولة ومطلع الصّبا
- - - - - - - - -

يا قصّةً عبرَتْ بدربِ حياتي
في كلِّ حينٍ سجَّلَتْ خلَجاتي

كنّا وكان الدهرُ طفلاً باسماً
وبراءةُ الأطفالِ كالنّسماتِ

كم كنتُ ألهو في براري بلدتي
ومعي بنات العم كالزّهراتِ

وشقائقُ النعمانِ زانتْ جيدَنا
والأقحوانُ يُزيّنُ الهاماتِ

ونعودُ للدارِ الوسيعةِ والشّذا
يهمي يفوحُ على مدى الجنباتِ

لِلغَرْبِ صخرتُنا ويسطعُ نورُها
والشمسُ تغمرُها كما القبُلاتِ

أشجارُ جدّي قدتنوّعَ جنْيُها
مِن كلّ فاكهةٍ من الخيراتِ

واطوفُ تحتَ ظلالها وكأنّني
مثلُ الحجيجِ يطوفُ في عرفاتِ

تلكَ الضّفائرُ بالشرائطِ زُيِّنَتْ
دوماً كلَوْنِ الثوبِ في الخصُلاتِ

اشجارُ لوزٍ كم جلسْتُ بظلِّها
وكتبتُ شعري وافرَ النّغماتِ

وأبي ينادي يا ليالي أقبلي
والأمُّ: يا لولو استوَتْ ورَقاتي

ورقُ الدوالي كم أُحِبُّ مذاقَهُ
آثرْتُهُ دوماً على الأكلاتِ

كانت بلادي جنّةً وضّاءةً
تخلو من الأحزانِ والعِلّاتِ

والعلمُ كانَ منارةً نسعى لها
قد كنتُ أُولى في مدى السّنَواتِ

وطيورُ دوحِ الدّارِ عذبٌ شَدْوُها
نادتْ عليَّ تشوقُها أبياتي

لِلْأُردنيّةِ رحْتُ أحملُ بِعثَتي
فارقْتُ أمّي وانبرت عبَراتي
ليلى عريقات

سأواصل
مرحلة الشّباب


الأحد، 19 يوليو 2020

وجع الغياب /بقلم الشاعر محمد أبو الربيع

وجع الغياب

أرق يجيء ولست ممن يأرق
ودموع أشواق تروح وتغدق

عينان إن عصف الحنين كأنها
نبعان في واد الحشا تتدفق

لله ما أقسى الفراق حسبتها
نبع الفرات ودجلة تترقرق

أم أن قافية القصيد تهاملت
دمعا فصارت مثلها تتنشق

فيسيل ذاك الحرف مثل يراعه
وتتيه تلك الماخرات وتغرق

لله ما فعل الغياب بأهله
ولكم خليلا من خليل يسرق

سهد يصاحب ليلتي ونهارها
ليل     يطل    وأخر     يتملق

البحر من حولي عمامة راهب
تقتات أقبية  الظلام  وتشنق

والموج  ما بين التأمل والروئ
ولعلها  في  الحالتين   تصفق

يا راحلا حسبي جفاك  فإنني
ما عدت أقوى للزمان  وأشفق

حسبي وحسبك بالشتات كأننا
حبات رمل  في المدى  نتفرق

أنا بنتظارك والمراسى والرحا
والركب والشطآن عنك تحملق

أو لست من قطع البحار بعشقه
ما انفك  فيك  هديرها  يتنمق

أنا في  هواك  ومن تعدد  إسمه
وجع  الغياب   ومهجة   تتمزق

قلب  تمزقه  الصبابة  بالنوى
متعذب       متوقد      متحرق

في  كل  واردة   تسعره  المنى
في  كل  شاردة   يئن   ويخفق

طيف    تخبئه   المرايا  للسنا
جرح  تترجمه  العيون وتنطق

طير  تسجت بالجراح جناحه
لا زال  في كون الغرام  يحلق

وإذا   ترنم   كنت   أول  لحنه
وهواك أخر ما يقول  ويصدق

أنا في هواك وما هواك سوى الذي
قد  كان مكتوبا  اهيم  واعشق

ما لي بغير هواك يا صبح الهوى
إلاك  شمس  للبسيطة  تشرق

محمد ابو الربيع. 16_7_2020


لــمـاذا بـقـلـبي رمـيـت هـواكـا/بقلم الشاعر الدكتور ثائر السامرائي

لــمـاذا بـقـلـبي رمـيـت هـواكـا

وأبـقـيت روحــي تـجـوب سـماكا

وأقــررت صـمـتا بـأنـي سـأبقى

رفـيـق الـلـيالي ونـبـضي حـماكا

كـسـوت الـخـيال بـعـذب الـكـلام

فـخـلـت بـــأن الــغـرام كـسـاكا

وخـضـت الـبـحار سـليب الـشراع

فـاغـرقـت وجـــدا يـقـينا اتـاكـا

وايـقـظت حـلـما اضــاع الأمـاني

ووجــدي هـيـاما سـقـته لـمـاكا

وأتـقـنت سـحري بـفيض إشـتياق

كــأنـي شــتـاء يـنـاغـي لـظـاكا

وشــئـت عـهـودا بـأنـي وقـلـبي

سـنـبقى بـكـل الـسـنين صـداكـا

وقــلـت إلــيـك اتـكـفي حـيـاتي

وظــنـي بـــأن الـعـطـاء كـفـاكا

فـعـشت غـريـبا رفـيـق إرتـيـابي

تــخـاف الـعـيـون بـــألا تــراكـا

وأنـفـي هـمـوما بـوحـي الـخيال

وارضــى بـصـبر وآهــي بـذاكـا

وأأســـى لــجـرح وعـنـك اداري

لـكـيـلا فــؤادي يـعـاني اسـاكـا

فـقل لـي عـلام وهـبت الـقوافي

لـعـشـق ضـنـيـن اضــاع خـطـاكا

عسى في التنائي ستسقي حنيني

كـــؤوس الـعـذاب فـتـبت يـداكـا

وسـحـقا لـشـوق أتــى خـافقيك

يــبــوح بــوجـد تـمـنـى لـقـاكـا

ثـــــائـــــر الـــســـامــرائــي


برد الغياب /بقلم الشاعرة حسيبة صنديد قنوني

** بَرْدُ الْغياب **
مالي أرى برْدَ الْغياب بمُهجتــــي؟
و يرُشّها ثلجُ الْكآبةِ ، ورْدتـــــــي
طال انْتظاري والْحـُـروفُ شجيّةٌ
فمتى سيُرفَعُ صمْتُهم عنْ لوْعتــي؟

إنْ كــــان في شوْقـــي إليْه تذلّـلٌ
فأنا الشّموخُ وفوْق رأْسي هامتي

إنْ جاء يرْمي بالْحِجارة أذْرُعــي
فأنا النّخيــــلُ إذا أجودُ بثمْرتـــي
أوْ صار ريحا كي يُبعثر مرْكَبــي
فأنا الْمحيطُ إذا علوْت بموْجتـــي
سأظلّ من خلْف النّوافذِ نــابضــا
قلْبا ينوءُ بحِملِكمْ في غُرْبتـــــــي
وأسائِلُ الدّهرَ الذي قدْ مرّ بــــي
عن حرْب آمالي وجَفْوةِ بسْمتــي
أتُراهُ يلهو بالْمشـــاعرِ ذابِـــــحًا
نبْضَ الحمام على خمائل دوْحتي؟

أتـُـــراهُ بايع في المزاد عهودنا ؟
باع الغرام ، وقد شراه بلهفتي

قدْ كنْتُ أحْسَب في جفاه هزيمةً
إنّ الهزيمةَ في رحيله غِنْوتــي

رحْ في دُروبك مُسْرعا لا تلتفتْ
إنّي سأكسِرُ من ورائك جرّتــي

لا أسْتقــي ماءَ الحياة بذِلّـــــــة
وأظلّ أفخرُ في الزّمان بعزّتـي

*حسيبة صنديد قنّوني (تونس)*


عبق هنا/بقلم الشاعرة منى الهادي

------------------------------

عبقٌ هنا
عبقٌ هناك وسوسنه
وأصابع الإيمان ترسمُ مئذنه

لمٓ يابلالُ تركتها محزونةً
أذّن لِتسمعك القلوب المؤمنه

وارفع نداءك لا تخف من بطشهم
ستُردّدُ الأكوان صوتكٓ فاهْدِنٓه

أحْيي الأماني إنها مخنوقةٌ
وافتح كوىً إن القلوب مُكفنه

ولْيٓسرِ نورك بين أدغال الدّجى
وليمضِ صوتك في دروب الدهقنه

ياسيدي فارفع حروفك لؤلؤاً
متوهج القسمات عذب الدّوزنه

ياقِبلتي الأولى دموعكِ مأتمي
والنزف يمضي بالليالي المُحزنه

أنا بانتظارِ العادياتِ وأهلها
تضعُ الدّويٓ على الشفاه المُوقنه

أنا أشتهي خبزٓ انتصار لا أرى
من بعده طوفان جوعِ الأمكنه

سأرى النجوم على سمائي حرةً
والبدرٓ مُبتسماً يُناجي موطنه

آمنتُ بالآمالِ فيها إنني
شٓغِفٌ بها تلك القبابُ المُحسنه

أرض السلام على الغزاةِ عصيّةٌ
بالأنبياء بيوتها مُتحصّنه

وعلى رُباها قدّسٓ الله الثرى
وبكل خير الأرض -حُبّاً - عٓرْبٓنٓه ...

(إلى مآذن  القدس )
#منى_الهادي


طرقت باب الهوى/بقلم الشاعر الحسن عباس مسعود

طرقت باب الهوى

............ .............. ................ ................. ......
الحسن عباس مسعود
............ .............. ................ ................. .....

طـرقـت بــاب الـهـوى والـقلب يـستعر
فــلـم يـجـبـني كـــأنْ سـكـانـَه حــجـرُ

مــــاذا وراءك فــــي الأستـار مـخـتبـئ
أم تـــاه خـلـف رتـاج الـضـيعة الـخـبرُ؟

أحـبتي فـي رحـاب الـدار مـا سـمعوا
أم أنــهــم ســمـعـوا أو أنهم هجروا؟

أنــبـأت كـــل الـفـيـافي أنــنـي شَـغِـفٌ
وأن لــي فــي الـقـوافي مـا بـه الـوطر

وحـيـن أوجــز فــي الـمـعنى فـمنجزه
وحــيــن أســهــب فــالأشـعـار تـنـهـمر

وقــد رويـت حـدود الـبيت مـن ألـقي
مــا حـجـة الـبـاب لا يـبـدو بــه الـقـمر

يــا بــاب تـلـك ألاحـيـني كـقـطر نـدى
وســوف يـغـمرها بـعـد الـظـما الـمـطرُ

ويـشـهـد الـشـعـر مــا داعـبـت قـافـية
إلا وأيــنــع فــيـهـا الــغـصـن والـثـمـرُ

وأنــنــي عــاشــق لا قــيــس يــعـدلـه
ولــم يـبـن صـبـوتي بـيـن الـورى بـشر

وأنــنــي ذو ســيــوف أوقـــدت لـهـبـا
ألــفـت صـلابـتها أعـمـار مــن زُجِــروا

وجـبـت فــي كـنـف الـبطحا بـسيطتها
أعــلِّـم الــحـبّ حــتّـى يـذعِـن الـغـجر

رســمـت كـــل جـمـال فــي مـخـيلتي
ولــــم أذر جــمـلـة تــخـفـى وتـسـتـتر

راقبتت عهدا صـنوف الـحسن مـرتقبا
ردا مــن الغيث حـتى يـورف الـشجرُ

لـكـنني لــم أزل بـالـباب فــي شـغـفي
والـقـلـب فـــي صبوة قد شفَّه الـحذرُ

وسل بناتِ الصدى هل من وعى أرقى
أو حــن أو رق أو راقــت لـه الـصور ُ؟

فــلـم تــجـب حـيـرة والـبـاب طـوقـها
بــصـمـتـه بــيـنـمـا بــالــبـاب أنــتــظـرُ


صديق المصلحة /بقلم الشاعرة زكية ابو شاويش ام اسلام

قال الشاعر / الأحنف بن قيس

ألقيتَ بينَ جفونِ عيني فُرقةً ___فإلى متى أنا ساهرٌ يا راقِدُ

مجاراة بعنوان :

صديقُ المصلحة ___________________البحر : الكامل

لا تسمعَنَّ وقد أتاكَ مُباعِدُ ___ عمَّن غلاكَ وكانَ منهُ عوائدُ

أفلا حرصتَ على اللِّقاءِ ولم يكن ___ لكَ مِن لقاءٍ غيرُ ودٍّ عائدُ

هيَ أُلفةُ الأصحابِ تمضي بالَّذي ___ ألِفَ المودَّةَ والحسودُ يباعِدُ

ما ضرَّني بُعدٌ ولستُ بطامِعٍ ___ في وصلِ مَن يعلو وفيهم حاقدُ

يا صاحِ إنّ الحُبَّ ليسَ بطاعِمٍ ___ من كانَ في سَغَبٍ وباتَ يُكابدُ

والنَّفسُ لا ترضى المذلَّةَ إن دنا ___ متعجرفٌ فتصدُّهُ ... وتجاهِدُ

..................

وكما يشاءُ لكَ الهوى كُن وانطلق ___ لن يلحقَ المفروكُ بل سيعاندُ

ها قد قطعتَ من الأواصرِ جُلَّها ___ وتركتَ حِبَّاً لا يزالٌ يساندُ

والعقلُ ميزانُ الكرامِ ومن لهم ___ في كُلِّ دربٍ للصَّديقِ روافدُ

هلاَّ انتفعتَ بنصحِ شيخٍ وازنٍ ___ وحفظتَ أقوالاً لمن يتعاهدُ

لا بأسَ إن خسرت تجارةُ تاجرٍ ___ لكنَّ مَنْ خَسِرَ الصَّداقةَ شاردُ

لا لن تعودَ وقد أثرتَ حفيظةً ___ وكشاهدٍ مَنْ قد أتاكَ يواعِدُ

..................

من  كانَ يُقصيهُ الكلامُ  بباطلٍ ___ عمَّن  أحبَّ  فلا  لخيرٍ  قاصدُ

لا  للضَّغائنِ  والحياةُ  قصيرةٌ ___ إنَّ  التَّباعُدَ   قد  أراهُ   يساعِدُ

هيَّا  ارتحلْ إنِّي سئمتُ مراجعاً ___في كُلِّ ما يجري  ومن يتوافدُ

ولسوفَ اعتزلُ المجالسَ عندكم ___ حتَّى أُلاقي غيركم  يا جاحِدُ

صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ  وصحبِهِ ___ إذ كانَ وصلٌ يرتضيهُ القائدُ

صلَّوا  عليهِ  وآلِهِ   وتنسَّموا ___ حُبَّاً  لأصحابٍ  يراهم   ساجدُ

.................

الأَحد  28   ذو  القعدة  1441  ه

19 يوليو  2020  م

زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام


السبت، 18 يوليو 2020

هـــــــدهـــــــد الـــــــشـــــــوق/بقلم الشاعر محمد الربادي

هـــــــدهـــــــد الـــــــشـــــــوق

أتـــوق لـصـبـوة بــعـد الـعـنـاء
أقـاسم مـن أحـب بـها رجـائي

وأبـني فـي سماء الحب قصرا
مـشـيدا مـن عـقيق فـوق مـاء

لـعل الـحب يغفر لي اشتياقي
ويـذهب جـور بـعدي والتنائي

أنـــا قــلـب يــحـب بــلا تــوان
وروح شــدهـا طــيـب الـلـقـاء

يـرتـلني نـسـيم الـصـبح سـفرا
عــلـى قــلـب الأحــبـة الـهـواء

فـيخشع كـل غـصن حـين أتلو
أنـاجـيـلا بـهـا سـقـمي ودائــي

وفـيها الحب لا يخشى ضياعا
بــرغـم الـبـعد أو بــرد الـشـتاء

فـعـين الله تـحـرس كـل حـب
بــه الـعـشاق تـنـهل مــن وفـاء

إلـى عـرش الأحـبة خـذ كتابي
لـعل الخبء يخرج من دمائي

فـقـلبي هـدهد الأشـواق دومـا
وعـيـني غـيـمة تـثـري سـقائي

أتـــوق لـصـبـوة فـيـهـا عــنـاق
ووصـــل لا يــؤول إلــى فـنـاء

أحط على رضاب الثغر شوقي
وتـجمعني ومـن أهوى سمائي

الــشـاعـر/ مــحـمـد الــربــادي


احتلال /بقلم الشاعر فواز محمد سليمان

احتلال
أعيدي ما سبيت ِ بذي العيون ِ
ورُدي لي الهدوءَ و غادرِيني
أيامن قام َجيشك ِ باحتلالي
و قد بدؤوا الهجومَ وطوّقوني
شفاهُك بثّت ِالأرصاد َ حولي
وأعطت موقِعي للمُقلتين
وهمسُك ِ قادني طوعا ًاسيراً
وفي أصفاد ِ عِشقِك كبّلوني
دعيني أستعيدُ صفاءَ نفسي
                فعربدةُ المشاعر ِتحتويني 
لعل ّعواصفي تهدا قليلا ً
             ويهبِطُ فِيّ مَنسوب ُ الجنون ِ!
فأنت ِ شرارة ٌ ودَمي كُحول ٌُ
                 ونار ُ الاشتعال بهمستين ِ! 
ألاكُفّي المحاسن َ عن فُؤاد ٍ
              صبا من بعد ِ سن الاربعين ِ
فإن السيف يُخشى في قِراب ٍ 
               فكيف به يُسلّ من الجفون ِ
فيبدو قدتعرّى في بياض ٍ 
               صقيلا جارحا في الجانبين 
ألارُدّي حُسامك ِ واغمديه 
                 فإن الإثم في أن تقتليني
بأول ِجولة ٍ أمسي صريعا
                     فكيف بِكَرّة ٍ أو كَرّتين ِ ! 
بقلمي 
فواز محمد سليمان


همُ العنوانُ /بقلم الشاعر الحسن عباس مسعود

همُ العنوانُ
--------------
الحسن عباس مسعود 
--------------
تــبـسـم إذا هــلـت وحــيـي الـجـمـاجما
وسـل:كيف يـبدو وجـهها الـحُلوُ باسما؟

لـهـم زهــوة فــي الـفـخر بـالـموت إنـهـا
تـعـبَّقُ فــي الـفـردوس والـمسك خـاتما

تــوالـت ريـاحـين مــن الـرحـل كـالـندى
تــداعــب وردا فـــي الـبـسـاتين نـاعـمـا

وأرعــــدت الـحـصـباء حــتـى تـزلـزلـت
جـــوانــب تــاريــخ لــنــا كــــان نــائـمـا

لــيـدخـلَ مــــن بــهــو الـتـفـاخـر أهــلُـه
ويـمضي عـن الـساحات مـن جـاء لائـما

أولــئــك أبــطـال عــلـى أرضــهـم بــنـوا
صــروحـا مــن الأمـجـاد والـعـهد قـائـما

أبــادوا لـنا الأهـوال فـي سـاحة الـوغى
وفـي مـعمعات الـحرب صانوا المحارما

فــكـل لـــه بـــأس شــديـد عـلـى الـعـدا
وقـــد رفـعـوا سـيـفا مــن الـعـز صـارمـا

إذا أخــبـروا أن الـمـغـيرين قـــد طـغـوا
تـــراهــم يــســلـون الــفــدا والـعـزائـمـا

وكـم فـارس فـي الساح لم يخش موتة
ويـــأتـــي لأســـبــاب الــمـنـيـة لاثـــمــا

ومــا كــان فـيـهم مَــن تـراجـع وانـزوى
بـخـوف يـمـيت الـقـلب أو كــان واهـمـا

وإن كـــان مـــن عـهـد جـسـومٌ تـغـربت
فـفـيـها قـلـوب تـحـتوي الـقـرب سـالـما

وكـان الأسـى والـهول فـي بـعدهم جـثا
على القلب في حزن وفي النفس جاثما

نــنــادي بــبـوق الــريـح هـــذا لَـمَـجـدنا
ولـــكــن دأبـــنــا لا نَـــحــلُ الـطـلاسـمـا

فـعـادوا إلــى حـيث الـديار الـتي هـمت
عـلـيـهم بــشـوق كـــان فـيـهـا مـداهـمـا

ومــن جـوف تـاريخ الـحكايا تـمخضت
لــتـنـجـب أحـــداثــا كـــبــارا عــظـائـمـا

تـــطــوف بـــــأرواح كـــــرام بــرحـبـهـا
حــواصـل طــيـر كـــي تــنـال الـمـغـانما

ســـلام حـيـي، قــد أتــى الـمـجد نـائـما
لـطـيـفـا ولــــم يُــفـزِع بــأيـك حـمـائـما

ســلام عـلـى أرض الـجـزائر مــن دمــي
ومــا عــاد مــن يـفـدي الـحـبيبة غـارما

عـلى دهـشة الآفـاق مـن حـسن مـوكب
دنــا مــن سـمـاء الـفخر يـملي الـتراجما

تــخـذنـا بــــه قــــدرا عـظـيـمـا مـبـجـلا
ونــلـنـا إذا مـــا جـــاء يــدنـو الـمـكـارما

كــأنــي بــأصـوات لــهـم تـعـبـر الــمـدى
وتـكـبـيرهم فــي الأفــق يـبـدو مـلازمـا

سـمـعنا بـهـم بـأسـا لــه يـرجـف الـمـدى
فـجـلـنا لـــدى ســعـي إلــيـه الـمـعـاجما

تــقــول أزالَ الــبــأسُ يـــا أمـــة الــعـلا
وتــسـأل هـــل عـدوانـهـم ظــل غـاشـما

فــقــد أذهــلــوا حــيـنـا لأنـــا ضــراغـم
تـحـيل الأســى نـصـرا وتـأبـى الـهـزائما

ضــربـنـا مـرامـيـهـم وســمـنـا قـلـوبـهـم
بـأسـد لـهـا قـلـب عــن الـخـوف صـائـما

وهــا نـحـن يـا أوطـان عـادت جـسومنا
وأرواحــنــا تـحـيـا وتـحـيـي الـنـسـائما