الأحد، 5 ديسمبر 2021

سر أسراري // بقلم م. فاتنة فارس

 مــن مـخـبري عـن سـرِّ أسـراري

وجدي الشفيفِ و نبضِ أشعاري


عــن بـسـمةٍ هـامَـتْ بــلا شـفـةٍ

عـــن لـيـلـةٍ مـــن غــيـرِ سُــمَّـارِ


هـي زفـرةٌ فـي مـهجتي التهبَتْ

و هــو الـذُّبـولُ ســرى بـأزهاري


يــا نـظـرةً فــي الأفْــقِ سـارحةً

عــنـدَ الـطُّـلـولِ و عــنـدَ آثــاري


هـبَّـتْ ريــاحُ الـشَّـوقِ مــنْ ألــمٍ

و الـعـيـنُ مــنِّـي فــيـضُ أنــهـارِ


لـــفَّ الــفـؤادَ رفــيـفُ أجـنـحـةٍ

يــسـري بـــه مــن غـيـرِ أسـفـارِ


إنِّـــــي أمــــدُّ يــــديَّ خــاشـعـةّ

ربِّــي أجـرنـي مــنْ لـظـى الـنَّـارِ

........................

بـقـلـمـي . م . فــاتـنـة فــــارس



الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

لبيك رسول الله // بقلم الشاعر // د.فواز عبدالرحمن البشير

 لبيك رسول الله  


أنا ما كنت لولاكا             فكيف إذاً سأنساكا

وهبني تهتُ عن نفسي      فهل أنسى مزاياكا

وحقك لم تزل حيا          وفي قلبي سجاياكا

ولم تبرح تؤانسني        وصفوي من عطاياكا

أحبك رغم تقصيري       و رغم العجز أهواكا

وأطلب أن توافيَني           فتحييني وأحياكا

وتبقى في شراييني       وفي الوجدان ألقاكا

فلا عاش الذي بالحيف      والإسفاف جافاكا

وتبا للذي بالحقد              والإجحاف عاداكا

أما وصيتنا فيه               و بالنكران جازاكا

وأنت الشهد في طعم     ورب العرش حلاكا

وأنت السمح في خلق      ورب الناس زكاكا

ولست مدافعا عنك             لأن الله يرعاكا

ولا يرضى بأن تشقى           بدنياك وأخراكا

فلا والله لن نرضى           بمن بالسب آذاكا 

سنشتمه ونلعنه              بمسعاه وما حاكا 

عسى الجبار يجزيه          محاربة وإهلاكا 

ويقصمه وقد أبدى            نفاقا ثم إشراكا 

وطبت برغم من يأبى  سناك وطاب مثواكا


د فواز عبدالرحمن البشير 

سوريا 

١٦-١١-٢٠٢١




يا طائرا غنّى) بقلم الشاعر // محمد الديري

 (يا طائرا غنّى)


يا طائرا غنّى , في دوحنا حرّا...تسمو بنا الدّنيا , ترجو وتنتسب ُ


 نحن الرّياح إذا,  غابت غواربنا ...واستمسكت قُبَلٌ,  من قوتها عجبوا


يا أيّها العرَب,  قوموا لقائمكم ...واستوثقوا عهداً,  يُسقى به الدّأب


لا يغدرنّ بكم   , من طوله أمدٌ ... إنّ الزّمان له ,  من طوله العجب ُ


قد خان قبلا ً مَن , قد  غرّه أمل ٌ...حتى أناخ له,  من بَهرج نُخَب ُ 


لا تركنوا أبداَ,  للذّلّ

يصرعكم ...والجبن ِ ينعاكم,  فالخوف ُ قد يثب ُ


أحفادنا نهلوا,  من منهل ٍ وسقوا...من طهر أرواح ٍ,  تُرْباً فكم سكبوا


واستوطنت  فلهم ْ , من عزّةٍ همم ٌ...إنّي رأيتُ لها,  من فخرها رتب


حتّى دنتْ خوفاً  , من ذلّها قمم ٌ... نجما ً لقد صاروا , يهدي ويُرتقب...


إنّ الشّآم لها , فخرٌ يمجّدها ... كأنّها نجمٌ , يسعى ويُنتدب...


قد صاح واديها,   هبّوا بني سندي...كي يستجيبَ لنا,  صفٌّ به نُجُب ُ


 هيا أزيلوا من ,  أذهانكم عُقَداً... أُوْرثْتموها من غرب ٍ فتنغلبوا...


لا تركنوا أبداً ,  واستوثقوا أثرا ً... من سَيْر أصحاب ٍ, ترنو لهم سحب


كذا أبي بكرٍ , قد صدّ 

خائنةً ...من ردّة ٍ وجرى , يعلو به الحسب 


فاروقنا عدْل ٌ, قد قال (أحمدنا) ... :( لو كان من بعدي , حقّا ً لمنتجب)... 


 (ما ضرّ  عثمانٌ) من بعد عسرتنا ...جيشا ً أقام لنا تسمو به الحجب


أمّا ( عليٌّ ) مقدامٌ وقدوتنا ...والرّوح َ أهداها , كي تُزهر القبب


هذي مدارسنا في كلّ غادرةٍ ... نسمو ونقتبسوا ,  نعلو وننتسبوا...


محمد الديري؟




قصيدة تحت الضوء // اعداد ا. خالد خبازة // القصيدة بقلم ا. محمد نبيش

 قصيدة تحت الضوء

برنامج نقدمه في يوم الثلاثاء  كل اسبوعين


الشعر هو عبارة عن

استعارة جميلة ، أو كناية موفقة ، أوتشبيه بليغ ..

 و ربما  يزيد في جماله استعمال الشاعر بعض  المحسنات البديعية المتقنة ، أو صورة فنية معبّرة . و أن يكون الصادق غالبا فيها ..  بعيدا عن الألفاظ الوحشية أو التقعر في الألفاظ  .. 

ان للشعر لغته التي يتفرد بها . و تختلف لغته عن لغة النثر  ..

 فالشاعر هو من ينتقي من الألفاظ ما يناسب  المعنى مبتعدا عن سوقيها.. و أن تكون مخارجها  سهلة بعيدة عن التعقيد  ..  و الا فقد الشعر أهم خصائصه  

و أن يكون السمع.. وسيلة للوصول الى القلب .. 

و يعتبر العرب أن المعنى هو البدن و لباسه   اللفظ  .. فاذا تنافر المعنى و اللفظ  لم يكن شعرا  

  والنظم  اذا  فقد هذه الأقانيم الأساسية .. خرج عن مفهوم الشعر،  و أصبح نظمًا لا روح فيه ، و لاحياة . 

يقول حسان بن ثابت 

و ان أحسن بيت أنت قائله ... بيت يفال اذا أنشدته صدقا

و يعتبر العرب أن البيت من الشعر ، كالبيت من الأبنية : قراره الطبع ، و سمكه ( سمك : رفع ) الرواية ، و دعائمه العلم ، و بابه الدربة ، و ساكنه المعنى ،. و لا خير في بيت غير مسكون  .

و الشعر أوله مفتاحه .. 

و على الشاعر أن يجود ابتداء شعره  ، لأنه أول ما يقرع السمع . و منه يستدل على ما عنده من أول وهلة . 

أما الانتهاء فهو قاعدة القصيدة  و آخر ما يبقى منها في الأسماع ، و سبيله أن يكون محكما ، لا يمكن الزيادة عليه  ، و لا يأتي بعده أحسن منه ، 

و اذا كان أول  الشعر مفتاحا له ، وجب أن يكون الآخير قفلا عليه .

و يروى عن بعض المشايخ قوله :  مثل التجنيس الواحد في البيت ، كالخال الواحد في الخد ، فاذا كثر ، انتقل من الاستحسان ، الى الاستقباح  ، و ربما طمس محاسن

و الاستعارة  أوْكَدُ  في النفس من الحقيقة ، و تفعل في النفوس ما لا تفعله الحقيقة 

و الآن  اضع بين  أيديكم  هذه القصيدة   الرائعة

 للشاعر  اليماني  

محمد خادم نبيش

بعنوان

العيد

فهي  درة بحق .. و أيقونة شعرية  تستحق التعليق على جدران القلوب

 وهي  بكل صدق ..  من أجمل ما قرأت  

حيث بدأ الشاعر قصيدته  باطلالة  و بديباجة  رائعة و ختمها ببيت  أكثر روعة و جمالا 

  فلنبحث  في مكنون لآلئ هذه  الدرة الفريدة ..  و نستشف جمالها  باحثين في ابياتها عما فيها من بلاغة و جمال  وصورة بيانية جميلة أو استعارة موفقة أوتشبيه بليغ أو فكرة مبتكرة أو ما فيها  من محسن بديعي أعجبكم  ..  و نحن بانتظار همتكم  و براعتكم في اكتشاف الرائع فيها .. 

 و لنر ما فيها من كل ما تحدثنا عنه في مقدمتنا هذه  

مع تمنياتنا القلبية لكم جميعا أن تستمتعوا معي  بهذه اللؤلؤة الفريدة

العيد


بدا متعبَ الخطواتِ يمشي مُهَشما

ينوءُ ليهدي للسعادةِ مَعلَما


وكانت مراسيمُ الغروبِ أمامَه

كمحفلِ أعراسٍ  تضمنَ مأتما


هنالك قرصُ الشمس يُهراقُ دمعُه

ويسكبُ في جفنِ الدجى دمعَه دما


ويبدو هلالُ العيدِ من حمرةِ الأسى

كثغرٍ غضوبٍٍ هَمَ أن يتبسما


كعصفورةِ حيرى تَغَيبَ عُشُّها

كومضِ ابتسامٍ لم يجد بينهم فَمَا


يصدون لا كرهاً ولكن جراحُهم

تقولُ لهم ما عاد ذا العيدُ ملهما


يطلُ من الشرفاتِ والقلبُ موصدٌ

وتَسَّاقطُ الأزهارُ من حُرَقِ الظما


فلا اللونُ لونُ العيدِ ، لا الطعمُ طعمُه

ألم يَكُ قبلاً يزرعُ الأرضَ  أنجما


يعيرُ القلوبَ المتعباتِ جناحَه

ويهمي على الجرحِ المُضَرَّجِ بلسما


على صهواتِ العيدِ يختالُ عاشقٌ

وما مُغرمٌ إلا ويلقاه مغرما


وفرقعةُ الأطفالِ من كلِ وجهةٍ

وألعابُ نارِ العيدِ تحتضنُ السما


والعابُ نارِ العيدِ كانت جميلةً

كبرنا .. ونارُ العيدِ أضحت جهنما


 تمدُ سحابَ الحزنِ فوقَ رؤوسِنا

فلا حزنُ إلا فوق أرؤسِنا همى


هي الحربُ إلا أن ترى العينُ ضدَها

وأن لا أرى دربي بموتي مُلَّغَما


هي الحربُ دمعاتُ الثَكالى شرابُها

ومن لحمِنا تستمرئ اليومَ مطعما


هناك ترى طفلاً يفارقُ كفَه

وطفلاً بلا ساقٍ وطفلاً  تَيَتما


وطفلاً له عقلٌ و روحٌ بأرضِه

وجسمٌ بأقصى شاطىءٍ الحزنِ خَيَّما


وقد سرقوا منه ابتسامةَ عيدِه

أذا ابتسموا للعيدِ زاد تَجَهُما


حُزِيْمَات سعفٍ قد تهرا ، تظله

وشوكُ (سلامِ) يعشقُ اللحمَ والدما


تشبثَ إن رامَ النهوضَ بثوبِه

تشبُثَ ملهوفٍ غدا فيه مغرما


وكم قَدَّ من دُبْرٍ وقُبْلٍ ثيابَه

وظلت ثيابُ الطهرِ تأبى التأثما


على بطنه يسراه تمسكُ جوعَه

ويمناه لا تسطيعُ أن تصلَ الفما 


تسافرُ في خديه دمعاتُ بؤسه

ولما تنل خداه ما يطفيءُ الظما


أيغفو وفي عينيه أقذاءُ صحوه

أيصحو ومحضُ الصحوِ أضحى توهما

 

يحاصرُ هذا الصحو بالغم قلبَه 

فَجلُّ الأماني أن ينامَ ويحلما


سيحلم  فجراً بالسرور مضمخاً

يعانق أرواحاً ويفترُّ برعما


سيحلم عيداً ذات سعدٍ يضمنا

ويعلو على حجب الغيوم مُحَوِّما


سيحلم أن يصحو وتجار حربنا

تهاووا وأضحوا ساكنين جهنما


أمانٍ جميلاتٌ تسيل براءةً

وتطلب منا أن نسيل لها دما


لنغدو  ابتسامات تزين ثغرهم

نمد من الأرواح جسراً وسلما


تعبنا ودمع الفقد ينزفنا معاً

وسيف النزوح العضب للقلب قَسَّما


تعبنا وشيخٌ يطعم الريحَ دمعَه

ويسأل عن عهدٍ جميل تَصَرَّما


تسيحُ مع الذكرى تقاسيمُ وجهه

ويستشرفُ الأيامَ من ومضِ رُبَّما


يمدُ إلى الأنسامِ أنفاً مُوَلَّهاً

بعطرِ بلادِ في مراتعِها نما


فتزجي له الأنسامُ بارودَ موتٍها 

فيطرقُ والأنفُ الأشمُ تهشما


سرى في تجاعيدِ البسيطةِ طرفُه

لتخبرَه العينُ البصيرةُ بالعمى


فلا عطرُ هذي الأرضِ يشبه عطرَها

ولا في سماها ما يذكرُ بالسما


ولا بردُ ذاك الرملِ يلثمُ خدَه

إذا ما دنا ليلُ على دعصِه ارتمى


دروبُ النزوحِ المرِ تنكرُ خطوَه

وينكرُ منه الكفُ زنداً ومعصما


بيومٍ بلا أوجاعِ لم تاتِ شمسُه

فكلُ شروقٍ بالظلامِ تعتما


ولكن لنورِ العيدِ في القلبِ موعدٌ

إذا اقتلعَ الشعبُ الطغاةَ وحطما


وتذهبُ غيماتُ الدخانِ وحربُهم

وتحتضن الأرضُ السلامَ لتنعما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد خادم نبيش

اليمن



السبت، 23 أكتوبر 2021

أَجِيبِينِي // بقلم الشاعر سمير الزيات

 القصيدة على لسان امرأة

أَجِيبِينِي

ـــــــــــ

أَجِيبِينِي   سَأَلْتُكِ    أَنْ   تُجِيبِي

               أَجِيبِي    حَيْرَةَ   الْقَلْبِ   الْكَئِيبِ

أَتَيْتُ   النَّاسَ  فِي  كُلِّ  الدُّرُوبِ

               سَأَلْتُهُمُ  ،   فَمَا   عَرَفُوا   حَبِيبِي

                       ***

حَبِيبِي  قَدْ  غَدَا   فَمَضَى   إِلَيْكِ

               وَحَدَّثَنِي    نَذِيرُ   الشَّوْقِ   عَنْكِ

أَجِيبِينِي   سَئِمْتُ  الصَّمْتَ  مِنْكِ

               أَجِيبِينِي     إِذَا     لَمْ   تَسْتَرِيبِي

                      ***

تَرَكْتـُهُ  لِلْهَـوَى   بِالأَمْسِ   يَبْـكِي

               يُدَاعِبُ  لَوْعَتِي  ،  وَيَلُومُ  شَكِّي

وَيُقْسـِمُ     أَنَّـهُ     يَأْتِي     إِلَيْـكِ

               يُسـَرِّي   وَقْتَـهُ    عِنْدَ   الْغـُرُوبِ

                      ***

وَأَقْسَـمَ   أَنَّـهُ    يَهْـوَى    سَمَـائِي

               وَأَنَّ  الْحُبَّ  فَيْضٌ  مِنْ  عَطَائِي

وَأَنَّ    الْقَلْـبَ    يَنْبِضُ   بِالْوَفَـاءِ

            وَأَيْنَ الصِّدْقُ فِي قَسَمِ الْكَذُوبِ؟

                      ***

لَقـَدْ   كُنَّـا    إِذَا   سـِرْنَا    سَـوِيَّا

               نُرَاقـِصُ   حُبَّنَـا   رَقْصًـا   فَتِيَّـا

وَنَرْقُـصُ    إِذْ   يُغَنِّينَـا    شَجِيَّـا

               وَيُسْمِعُنَـا     غِنَــاءَ    الْعَنْدَلِيبِ

                       ***

فَنَحْلُمُ      بِالْحَيَاةِ     وَبِالْجَمَالِ

                وَنَحْلُمُ    بِالْغَرِيبِ    وَبِالْمُحَالِ

وَنَحْلُمُ   لَوْ  نَذُوبُ   مَعَ  الْخَيَالِ

                فَكَانَ  الْحُلْمِ   كَالْهـَمِّ  الْمُذِيبِ

                      ***

حَبِيبِي  قَد  تَّمَكَنَ  مِنْ  خِدَاعِي

               فَمَا   أَبْكَـاهُ  حُزْنِي  أَوْ  ضَيَاعِي

فَيَلْهُو   بِالْهَوَى    رَغْمَ   الْتِيَاعِي

               وَيَلْهُو     بِالْفـُؤَادِ      الْمُسْتَرِيبِ

                      ***

عَرَفْتُ  الآَنَ  حُبكِ   مَا  مَدَاهُ ؟

              فَأَنْتِ القصدُ  لو ضلَّتْ  خُطــاهُ

وَأَنْتِ  الحبُّ  في  دنيا   هَــوَاهُ

               وَأَنْتِ  النُّورُ  فِي  وَهَجِ  الَّلهِيبِ

                     ***

وَأَنْتِ  النَّارُ  لَوْ  يَخْبُو   حَرِيقِي

               وَأَنْتِ  الأُنْسُ  فِي تِيهِ الطَّرِيقِ

وَأَنْتِ  السِّحْرُ  فِي لَحْنٍ رَقِيقِ

               وَأَنْتِ  الْوَجْدُ  فِي  لَيْلٍ  رَهِيبِ

                     ***

حَبِيبَتُهُ !  ،   كَفَانِي   مَا  أُعَانِي

               مِنَ  الدُّنْيَا  وَمِنْ  غَدْرِ  الأَمَانِي

لَقَدْ  أَغْفَى  عَلَى حُلْمِي  زَمَانِي

               فَضَاعَ الْحُلْمُ فِي أَمْسٍ قَرِيبِ

                    ***

لَقَدْ ضَاعَ  الْهَوَى  وَالْحُبُّ  مِنِّي

               وَفَرَّ   الْحُبُّ   مِنْ دُنْيَا   التَّمَنِّي

فَصِرْتُ   الآَنَ  أَسْتَجْدِي   لأَنِّي

              أَصُونُ الْحُبَّ  فِي زَمَنٍ  غَرِيبِ

                   ***

أَتَيْتُكِ  وَالْهَوَى   يَجْتَاحُ   ظَنِّي

               وَلَيْلِيَ   حَدَّثَ  الأشْوَاقَ   عَنِّي

فَمَا عَرَفَتْ طَرِيقَ النَّوْمِ  عَيْنِي

              وَلاَ عَرَفَ السُّهَادُ مَدَى شُحُوبِي

                   ***

إِذَا   مَا  كَانَ   عِنْدَكِ   أَخْبِرِينِي

               فَقَدْ أَخْبَرْتُ  شَكِّي  عَنْ يَقِينِي

وَأَخْبَرْتُ   الْفُؤَادَ   عَنِ  الْحَنِينِ

               وَأَنَّهُ  لَيْسَ  حَظِّي   أَوْ  نَصِيبِي

                  ***

أَجِيبِينِي فَقـَدْ فَاضَتْ شُجُونِي

              خُذِي قَلْبِي ، خُذِي مِنِّي عُيُونِي

خُذِي  عُمْرِي   وَلَكِنْ   طَمْئِنِينِي

              خُذِي  مِنِّي  إِذَا  شِئْتِ   حَبِيبِي

                  ***

أَجِيبِينِي    فَإِنِّيَ   مِنْ   عَنَائِي

               أُغَنِّي   حُبَّهُ    رَغْمَ    اسْتِيَائِي

أَجِيبِي  دَمْعَةً   خَنَقَتْ   غِنَائِي

              فَصَارَ الْحُزْنِ كَالَّلَحْنِ الطَّرُوبِ

                  ***

أَتَيْتُكِ   وَالْجـَوَى    يَرْنُو   إِلَيَّـا

              وَقَلْبِيَ  قَدْ بَكَى  مِثْلِي  عَشِيَّـا

لِنَبْحَثَ عَنْهُ  فِي الدُّنْيَا  سَوِيَّـا

             نَجُوبُ الأَرْضَ فِي كُلِّ الدُّرُوبِ

                  ***

تَعَاليْ    نَسْأَل    الدُّنْيَا    عَلَيْهِ

              وَنَسْأَلُ  سِحْرَهَا   عَنْ  مُقْلَتَيْهِ

لَعَلَّ  الْحُسْنَ   أَغْوَى   نَاظِرَيْهِ

              فَآَثَرَهُ       عَلَينَـا       بِالْهُرُوبِ

                  ***

تَعَالَيْ   نَقْتَفِي   أَثَرَ   الْحَبِيبِ

             وَنَبْحَثُ عَنْ هَوَاهُ وَعَنْ مُجِيبِ

لَقَدْ   أَبْدَيْتُ   لِلدُّنْيَا    نَحِيبِي

               فَمَا فَاهَتْ جَوَابًـا عَنْ حَبِيبِي

                  ***

الشاعر سمير الزيات



معزوفة صبا الشاعر عبد الكريم سيفو سوريا

 معزوفة صبا

الشاعر عبد الكريم سيفو  سوريا 


ما   هذه   الضحكة  يا  قاتلهْ  ؟

كأنها  عن  فعلهــــــــــــا  جاهلهْ


لم   تــدرِ  ما  تفعل  في  عالمي

حتى  كأنّ  الأرض   بيْ   مائلـهْ


شلال  موســـيقا  على  مهجتي

ينثال  مثل  غيمـــــــــةٍ  هاطلهْ


تســـحرني ,  والصوت  يغتالني

والبحر  ينســى  ماؤه  ســاحلهْ


يســــــــكرني  إيقاعها , لا  أعي

هل  كان لي منْ قبلها عائـــلهْ ؟


لو  تسمع  الطيور  أنغامهــــــــا

لأقلعت  عن  شدْوِها  , غافـــلهْ


أنغامها  من  الصَّبـــــــــا  أصلها

كل  اللحون  بعدها  خامـــــــلهْ


يصحو  النــــدى  على  تراتيلها

والفجر قبل  اللحظة  الفاصــلهْ


وتشرق  الشــمس  على  وقْعها

والصبح  ينســـى  ليـــلةً  زائلهْ


كلّ  الورود  تستقي  عطــــرها

من  ضحكةٍ  مجنونةٍ , ماثـــلهْ


والكون  لولاها  أضــاع  الرؤى

تاهت  به  الدروب , والســابلهْ


مغناجةٌ  ,  كالزهـر  إذْ  ينحني

تقطفه  حســــناؤه  الناحـــــلهْ


قلبي  بلا  ضحكتكِ  الأزهـرتْ

صحراءُ  دون  ظلها , قاحــــلهْ


ترفّقي  إنْ  تطلقيها  غِـــــــوىً

أخاف  من  زلزلــــــةٍ  هائـــــلهْ


يا أجمـل الضحْكات  لا تختفي

أو تسألي : ما  أنتِ  بيْ  فاعلهْ


عصفـــورةٌ , والقلب  لا  يرتوي

فزقزقي  معــــزوفةً  كامـــــلهْ


أدمنتُ هذا اللحن حين انتشى

وتوبتي  عنه  غدت  باطــــــلهْ


هذي  الشفاه  جنّـــــةٌ  أغدقتْ

من  خمـرها  ,  وأثقلتْ   كاهلهْ


فلا  تلومي  لو  رماني  الهـوى

أســكرْتِني  ســـيّدتي  الفاضلهْ




روضة النور // روضة النور بقلم م. فاتنة فارس

 روضة النور 

يـا لـيل .. يـا شوقُ بسمتي أملُ

بـالـغـائبين الــذيـن قــد رحـلـوا


بـين ضـلوعي لـهم لـهيب لـظىً

و نـبض قـلبي والـشوق يشتعلُ


و عـيـن حـور لاحـت مـحاسنها

و القلب يهوى و الجفن يكتحلُ


عـطـراً خـجـولاً فـاحت نـسائمه

فـــي روضــة بـالأنـوار تـغـتسلُ


عـصـرتُ أكـوابـاً مــن عـرائـشها

ســلافـة الـثـغـرِ مـــا لـهـا مَـثَـلُ


مــن مـنـجدي والأمـواج عـاتية

و فــي ضـفـاف الـهوى لـنا نُـزُلُ


يـا عـاذلي فـي هـواه مـا فـتِئتْ

روحــي بـتـلك الـضفاف تـتصلُ


عـشـقٌ لــه بـيـن أضـلعي سـكن

عـشـقي نـديمي هـواي والـطللُ


بـقـلـمـي . م . فــاتـنـة فــــارس

بحر المنسرح



السبت، 7 أغسطس 2021

البَخِيلُ // بقلم الشاعر //وجيه أبو الفتوح الجعاره

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أهلا بحضراتكم 


                      البَخِيلُ  


أسَاءَ جِوَارَنا رجلٌ بخِيلٌ

                  وأخْجَلُ فِي حَدِيثِي عِندَ ذِكْرِ

قَصَدْنَا بيتَه يَوْمًا لنَحظَى

                     ونقضِي حاجةً لصديقِ عُمْرِ 

وكانَ الوجْهُ فيهِ سوادُ ليلٍ

                  وفِي الأسْنَانِ كانَ بيَاضُ فَجْرِ

وكانَ صديقُنا يبغِي رغيفًا

                        فمَا أعطاهُ بُخْلًا غَيْرَ صِفْرِ

أعادَ سؤالَهُ عَن كَسْرِ خُبْزٍ

                      وفَضْلِ طعامِهِ أوْ فَضْلِ تَمْرِ

بَدَا لِي غَارِقًا فِي بحرِ صَمْتٍ

                       وصَاحَ مُجَاهِرًا يَشْكُو لِفَقْرِ

كَأَنَّ رَغِيفَهُ فِي البُعْدِ شَمْسٌ

                          سَيَصْلَى النَّارَ طَالِبُهُ بِحَرِّ 

كأنَّ رَغِيفَهُ قدْ صَارَ بدرًا

                         وليسَ عليهِ أنْ يأتِي بِبَدْرِ

وكيفَ عليهِ أنْ يأتِي بِتَمْرٍ

                             وهَذا الشُّحُّ أحيَاهُ بِقَفْرِ

 إذَا بلغَ النُّفوسَ الشُّحُّ يوْمًا

                 تموتُ عَلى الحياةِ وليسَ تَدْرِي

ويَحْيَا زَوْجُه أبَدًا حَبِيسًا

                          فلمْ يَعْرِفْ بِبَيْتٍ أمْ بِقَبرِ

ترَى الوِلدانَ إنْ يَحْيَوْا كمَوْتَى

                      عَلى الأيَّامِ قَد ضَاقُوا بِصَبْرِ

وَيَشْكُوهُ الجَمِيعُ لِسُوءِ حَالٍ

                          تَمَنَّوا كَسْرَهُ مِن غَيْرِ جَبْرِ

فلمْ يَزرَعْ عَلى الأيَّامِ خَيْرًا

                           ولِلمَحرُومِ مَا أَوْفَى بِنَذْرِ

لِتَحْيَا حَاتِمِيَّا كُنْ كَرِيمًا

                         فَلَا يُعفِيكَ يوْمًا ألْفُ عُذْرِ

فهلْ تَنْسَاقُ لِلدُّنيَا وتبكِي

       بكا ( الخنساء ) عند وداع ( صَخْرِ ) ؟

ولا تبخل فإن البخل مرُّ

                         لكي تحلو حياتك بعد مرِّ

                          كلمات

            وجيه أبو الفتوح الجعاره

                     ٢٧ / ٧ / ٢٠٢١



بنت المدينة // بقلم الشاعر عبده مجلي

 ((بنت المدينة))


أنا الرِّيفِيُّ يا بنتَ المدينه

وتشهدُ لي رُموشُكِ و(الكبينه)


لأجلِكِ يُصبحُ الغالي رخيصاً

فتُبذَلُ مُهجةُ النفس الثمينه


وهَبتُ لكِ الفؤادَ بدونِ مالٍ 

وقُلتِ هواكَ  في أيْدٍ  أمينه


ولمّا طابَ حُبُّكِ غِبْتِ عنّي

وجافَتْني السعادةُ والسكينه


فهل يُرضيكِ أنْ أحيا شَقِيّاً

وطيْفُكِ مِلْء أجفاني الحزينه


وكيف تطيبُ أيامي وروحي

بسجنِ هواكِ فاتنتي سَجينه


فَدَيْتُكِ  يا مليحةُ  لا تغيبي

ففي عينيكِ أحلامي  رهينه


بِربِّكِ  رَجِّعِي  قلبي  المُعنّى

لأنَّكِ   بالمَحَبَّةِ   لي مَدِينَه


3/8/2021

الشاعر/عبده مجلي



اسـتـقيني يــا مـلاكي // بقلم الشاعر المبدع // دكتور ثائر السامرائي

 اسـتـقيني يــا مـلاكي

كـأس وجـد مـن لـماك


واقـرأيـني فـي عـيون

لا تــرى كـوناً سـواك


امـنـحـيني دفء قـلـب

دثـريـني فــي لـظـاك


واجـعليني فـوق عرش

مـلـكيني فــي هـواك


امـطـريـني بـاشـتياق

واصـطفيني فـي رجاك


قـربـيـني دون خــوف

أغـرقـيني فـي هـناك


واسـألـيني يـا حـياتي

أي عـمـر فــي نــواك


أي لـيـل فــي سـهـاد

عـنـه غـابـت مـقـلتاك


يـعـتليني طـيف كـرب

يـشـتكيني مـن جـواك


واسـألـيني عـن فـؤاد

تـاه عـشقآ فـي ربـاك


هـل تـمنى غـير وجـد

سـابـح فــي مـقـلتاك


أم تـرانـي بـعـد حـين

ألـف عـام فـي رضـاك


سـوف تـذوى أمنياتي

بــل حـنين مـا اجـتباك


واسـتـغاثت ذكـريـاتي

مـن رحـيلي عـن دناك


واعـلمي كم ساء حالي

واعـتـلالي مـن جـفاك


كيف أمسى نبض قلبي

مـثـل طـفـل وابـتغاك


كـيف صـارت أمـنياتي

فــي وداد مــا سـلاك


واحـتراقي فـي هموم

يــا الـهـي مـا دهـاك


يـعتريني فـي سقامي

صــوت آه فـي صـداك


واسـألـيني عـن عـهود

هـل ستبقى في حماك


عــن زمـان كـنت فـيه

وحــي حـلم مـا قـلاك


حـالـم والـلـيل يــدري

ســاهــد عــلـي أراك


لا ولـن أرضـى بـطيف

أو ضــلال عــن هـداك


إي وربــي مــا قـبـلنا

أن نــداري مــا أتــاك


يـا مـنى قلبي وروحي

مـا حـوى نبضي فداك


اقـرأي حـرفي لـيشدو

مـا لدى شعري سواك


واعـشقيني جاء عمري

مـقـبلاً يـرجـو صـبـاك


ولـتـكوني يــا رجـائي

نـبض روحي لا هلاكي


واقـطعي أوتـار قـلبي

حـطـمـيـه إن عــصـاك


أقـبلي فـالوجد أضـنى

خـافـقآ يـبـغي رضـاك


سـائـليني عـن فـصول

يـانـعـات فــي دنــاك


عـن خـريف صار روضاً

يـشـتـهيني إن عــنـاك


وجـد روحـي صار برداً

يـرتـجي دومــآ دفـاك


يــا حـكـاياتي أعـيـدي

فـصل عـشق قد رواك


واخـتمي عـين الـحكايا

واكـتبي سـطراً هـداك


ثــائــر الـسـامـرائـي



يا مَحْبوب // بقلم الشاعر حافظ لفته

 يا مَحْبوب.. 

             .. 🤦‍♂️..       

البُعْدُ يا مَحْبوب كَمْ هُوَ مُْوجَع ُ

في نارهِ الشَعْواء تُكوى الأضْلع ُ


لَمْ تَسْتَطِعْ إطْفاءُها لِسُوِيْعَة ٍ

رَغْم الهُطولِ الْمُسْتَديمِ الأدْمُعُ ُ


إنْ مَرّ ذكْرُكَ فاشتياقي جذوةٌ

في كُلِّ أعضائي تَزيدُ وتسرع ُ


وإذا رَأيْتُكَ في الْمَنامِ مِنَ الْجَوى

دَقّاتُ قَلْبي مِثْل طَبْلٍ يُقرع ُ


وَشَذاكَ في الأرْجاءِ يُبْهر طيبه ُ

كالآسِ  وَالْنِسْرينِ بَلْ هُوَ  أرْوَع ُ


فَيَمُرُّ بي عَذْبٌ نَسيمٌ طَيّب ٌ

حُلْوٌ جَميلٌ مُسْتَطابٌ مُمْتِع 


وَكأنَّ ماءً بارداً عذباً بِه ِ

قَدْ أُُطْفِئَتْ نارٌ بِقَلْبي تَلْسَع


قَلبي إذا ما جِئْتَ يُسمَع نَبْضَهُ

  وإذا رَحَلْتَ فَنَبْضَهُ لا يُسْمَع ُ


وأنا اكْتَوَيْت بنارِ بُعدِكَ مُرْغماً

وَوَجَدْتُ نفسي في المَواجِعِ أصرع ُ


عَيْني لِفَقْدِكَ يا حَبيبي دَمْعُها

يَجْري وَمِنْ نارِ النَوى لا تَهْجَع ُ

               

يا طيب أنْفاسي وَنَبْضَة خافقي

إنّي لِبُعدِكَ في الأسى أتَقَطّع ُ


اللَيْل كَالحَيّاتِ يُرْعِبُ زَحْفها

   وَبِكلِّ ثانيةٍ خَيالٌ يُفْزِع ُ


ذَهَبَتْ لَياليكَ الجَميلةُ كلّها

 لَمْ يَبْقَ لي ألّا أنينٌ يُفْجِع ُ

                 .. 😪..      

✍️حافظ لفتة عباس


سجال فرسان القريض/48