وأجبتها… .
(قالت وقد ودعتها) ..
أتفارق الوجه الرهيف ..
أتفارق الطفل الرضيعْ ..
وتفارق الحسن العفيف..
طلب الحياة يقودني ..
حيث المعيشةو الرغيفْ
إنّي أحبّك..
سمراء قد أوْجَعْتِنِي فدعيني
ودعي العتاب فإنّه يُؤذيني
على رسلِكَ
أليس الَّذي هاب المنايا يَنَلْنُهُ
ومن عاش في طعن الحراب سليم ?
...
فما كلّ من نادى السلامة نالها
ولا كلّ من قال السلام حكيمُ
وما كلّ من خاض المعارك ميّتٌ
ولا كل من ذاق المرار سقيمُ
ينالك من طول السُبات متاعبٌ
وتلقاك من هذي الحياة همومُ
تعيش ولا تدري لأيّةِ ميتةٍ
تموت وفي سرِّ الحياةِ تَعومُ
وتشرب من مرِّ المعاشِ وتدّعي
بأنَّك في سلك الكرام زعيمُ
على رِسْلِكَ الأموات إنَّا نزورهم
غداً ..و بتلك الدار سوف نُقيمُ
حسن خطاب سوريه جرجناز
_______________________
الله يا شام…
حَلَّ الربيع ومن أخباره نُحروا
أهلُ الشّآم وساء الحالُ والخبرُ
...
معنى الربيع يثور الشعب من نتنٍ
يا ويح أهلي ففي ثوراتهم قُبروا
أرض الشّآم فخار العرب قاطبة
لكنَّما العرب في نبراسهمْ غدروا
ماذا أقول وورد الشام عفَّره
ذاك الظلام ونارُ الحرب تستعرُ
فالحالُ مذري وفي الأطفال نشهده
والحقدُ أسود لا يبقي ولا يذر
الله يا شام ..فاليرموك تسألنا
يوم العروبة يا أعراب فاعتبروا
أنَّى الكراديس والرايات خافقةٌ
أين السيوف وفي تردادها عمرُ
تاه الربيع وقد تاهت منابره
أحلامنا غرقت أعداؤنا كثرُ
يا أمَّةّ العُرب وعد الله ينصرنا
أنْ ننصر الحقَّ إنَّ الله ينتصرُ
____________________
أنا المكلوم… .
أنا المكلوم تنزفني الجراحُ
دمائي.. إخوتي انفضوا وراحوا
بلادي والهوى المسموم فيها ...
مِنَ الآثام تذروها الرياحُ
عليمُ الله فالأعداء جاؤوا
بدعوى الحقِّ من دَمِنَا استباحوا
وتسألني ورود الشام شعراً
إلى الفيحاء يرسلني الفلاحُ
أتلتئمُ الجراح فلا ندوبٌ
ويرقص فوق بهجتنا السماحُ
متى يا دار تأتلق الأماني
متى يا دار يُؤوينا انشراحُ
هوى المسموم في بلدي انكسارٌ
بنبضة خافقي اختلط النواحُ
أنا المكلوم من حربٍ تداعتْ
وقتلى الحرب من وجعي استراحوا
متى يا دار ندعوها سلاماً
ويحمل بسمتي ذاك الصباح
متى الأعراسَ والأفراحَ نبني
ويعزفنا بِنَايَتِهِ النجاحُ
بلادي جنّةٌ والورد منها
إلى المجروح قدَّمه الكفاحُ
______________________
تطريز…
حسن البيان…
حسن البيان شغاف القلب تألفه
فيه الجمال ومنه الحب يتصلُ
...
سحر العيون بيان الحرف يُرسمه
للعاشقين فتزهو الروح والقبلُ
نهيم شوقاً إذا ماالشعر يكتبنا
وحيثما الحُسن حُسنُ الشعر يكتملُ
إنَّ البيان وحسن القول موهبةٌ
للطيَّبين وفيه الحبّ يغتسلُ
ليت الزمان بما ألقى يُحمِّلَني
وصل الحبيب وعين الصبّ تكتحلُ
بعض الشعور دموع العين تذرفه
والشوق فيه مع الدمعات ينهملُ
يفيض في الشوق عشقاً كنت أحفظه
كأنَّه النور في عيني ويرتحلُ
إنّ الجمال وما ازدانتْ به دولٌ
لولا البيان فما جاءتْ لنا الرسلُ
نور العلوم كتاب الله يشهده
أنّ البيان بنور الله ينتقلُ
____________________
أحلى الكلام…
أحلى الكلام حديث الروح تكتبه
تغدو الحياة ترانيماً وقيّثارا
...
تختار للحبِّ أنغاماً تحمِّلها
ذاك المزاج إذا غنَّى أوِ انثارا
فالشعر وحيٌ وإن عُدَّتْ موارده
والعلم فيه يزيد النفس مقدارا
يا راكبَ الشعر قد أُسرجتَ موهبةً
والله يعطي إلى الموهوب أسرارا
فاحفظ مقامك عند الذكرِ ملتزماً
فقد تكون من الوهّاب مُختارا
وقد تكون لك الآداب مكرمةً
وقد تصير بكَ الأسفار أنوارا
فالعلم نورٌ لمن يهوى مشاربه
وصاحب العلم من ينبيكَ أخبارا
حسن خطاب سوريه جرجناز
______________________
حار ظَنِّي
رقَّ قلبي واعتلى فيه الأنينْ
راح يشكو من عذابي والسنينْ
...
في بلادي روعةٌ تُدمي القلوبْ
في بلادي حسرةٌ فيها حنينْ
في بلادي طفلةٌ ضاعتْ دماءْ
بين غازٍ وانتهازيٍّ لعينْ
كلّ هذا والخنا نحن مداهْ
كلّ هذا والهوى فينا مكينْ
حارَ ظنّي شاكياً وهن النظامْ
بعد حربٍ كلّ ما فينا مهينْ
______________________ …
يا جرجناز….
ما دقَّ قلبي عند ذكركِ أو خفقْ
إلَّا تَجلَّى نورُ فجركِ وانبثقْ
...
يا مهد روحي إنْ تهادتْ نسمةٌ
أنَّ الفؤادُ مِنَ التجافي واحترقْ
كيف الخلاص من الحروب وأهلها
أين الهروب من المرارةِ والأرقْ ???
يا جرجناز حقيقةً سأقولها
ما كلُّ ماءٍ مثل ماؤك يُسْتَرَقْ
والورد يحفظ للجنان عهوده
وأنا الورود وأنتِ عيني والحدقْ
عبقُ العطور إذا تداعى وادَّعى
أنتِ الأصول ،ففي مقالته صدقْ
فيك المآذن كمْ تعالى وحيها
الله أكبرُ ..في شعوري والقلق
__________________
نفثَ الخراب غباره في بلدتي
يا حقد أحمق في حمى الإحسان
والكلُّ يعرف جرجناز وأهلها
أهل المروءةمن لدى الرحمن
...
هذا الخراب شهادةٌ لشبابنا
أنَّا كِرامٌ من بني عدنانِ
نحن العروبة والعروبة صرخةٌ
يعلو صداها في سما الأوطانِ
تفدي البلاد دماؤنا وبيوتنا
وعلى الفداء تقدّمتْ لقنانِْ
____________________
أنَاْ شَاعرٌ وكَتمْتُ نَفْسِي عنوةً
ومَخَافَتِي منْ قَبْضَةِ السجانِ ...
يا إخوتي فلقد دفنتُ مواهبي
حتّى أُحَصِّل لُقمتِي وأمَاني
فقضى الزمان بأنْ أبوح بأحرفي
يا حَسرتِي من ذِلَّتي وهواني
ومن السكوتِ فقد تعدّد بُؤسَنا
إنَّ السكوت على الهوانِ رماني
فإذا صدقتُ فَعَلَّتِي بِإرادتي
وإذا كذبتُ تجدَّدتْ نِيراني
أنَاْ شَاعرٌ واللهُ حمَّلَنِي هُدى
والحُبُّ ضَوَّعَنِي على البلدانِ
خمسون عاماً في جِنَانِي غُصَّةٌ
ونوازعي تشكو مِنَ الكتمانِ
خمسونَ عاماً والقوافي تصطلي
كالجمرِ يكوي من رُؤى الشيطانِ
خمسونَ عاماً في بلادي حُرقةٌ
والظلم يعلو من بني حمدانِ
ربَّاهُ ماذا والخراب يُحيطني
وطغى اللئآم بعزَّةِ الأوطانِ
وبدا الكريم مُشتَّتٌ بدياره
بحمى الطَّغامِ وثلَّة الجرذانِ
والحرُّ يبكي والكرامة عهده
وابن الشهيد بكفّةِ الميزانِ
للبيع صاروا يا مرارة بيعهم
والذلّ يبدءُ في حمى الإحسانِ
هذا العذاب وما يحيق بأهلنا
مثل القنابل فتكه بكياني
ربَّاه ماذا والكتائب قُيّدت
و الخطبُ في تقيدها أضناني
أملٌ يلوح على النفوس مبشراً
يأتي التوافق من لدى الرحمنِ
_________________
سلامٌ…
سلامٌ يقتضي منّا السلامُ
وعهدٌ يختفي فيه النظامُ
...
وعمرٌ من ليالِ السود نقضي
ونلبسُ ما تُفصِّلَهُ الِلئَامُ
وأنِّي أشتكي ناسي وأهلي
فهبني (بعض نوحِكَ يا حمام)
فأنت النوح للأفراح تُزجي
ونوح ترائبي ظلم الطَّغامُ
فشاب الطفل والزيتون يروي
معاني سوف يرويها اللكامُ
وحرقة خافقي أنَّا ضياعٌ
وكلُّ مواجعي يرعى الظلامُ
وقد شرب المدامة في بلادي
طغامُ حواضرٍ صلّوا وصاموا
وحار الوصف والتوصيف فيهم
ودعوى دينهم أنّا كِرامُ
وأنّا للعروبةِ بيت عزٍّ
وكنّا فخرها يروي الذمامُ ..
__________________
لا يفلح القوم
قد قادني الشوق والأحلام والعتبُ
لأكتب الشعر عن أهلي فأضطربُ
...
فأذكر الدار والجيران أذكرهم
وسادة الدار عن أركانها اغتربوا
وينهل الشوق من شعري ويكتبني
إلى الحبيب رسالاتٍ فأرتعبُ
وتبعث الروح من أحزانها كتباً
فيثقل القلب ما جاءت به الكتبُ
هذي الحروب لمن أشكو نوازلها
كأنَّما النار في قلبي وتلتهبُ
فالقلب مستعرٌ والصبرُ أنهكني
والخطبُ مُدْلَهِمٌ والآه والكربُ
قد رابني الخوف في حربٍ تدمرنا
وهزَّني بيعُنا والبائعُ العربُ
يا أخوةّ الدار يا دمعاً أُذرِّفهُ
هلْ تضحك البهم والأحجار تنتحبُ..?
يا قمحةَ الغاب يا ليمون ساحلنا
لولا الحروب لعاد الحبُّ والطربُ
لا يفلحُ القوم والأحقاد ملبسهم…
ولن يدوم ربيعٌ إنْ هُمُ حسبوا…
فيمَ القتال ويوم الله يجمعنا ..
وكلّ حيٍ لذاك اليوم مُنقلبُ…
عند الصراط نلاقي كلّ مكرمةٍ…
يوم المعاد فلا جاهٌ ولا نسبُ…
عند الصراط وذاك اليوم موعدنا… .
علم اليقين فلا طيبٌ ولا عتبُ
_____________________
ياقوتة الجيد
قد رقَّقَ الوجدُ للذكرى تنائينا
وراح ينسج في حبٍّ تلاقينا
...
ودغدغ القلب والأحلام تُرشده
يا ليت شعري إذا ما باح يشجينا
ياقوتةُ الجيد إنْ لامستها ابْتَسَمَتْ
ورنَّة القرط إنْ صدَّقْتَ تُوصِينا
أنَّ الحبيب إذا ماانتابه غضبٌ
يبقى يحبّ له شأن المحبينا
وأنَّ للعشقِ وحياً فيه يكلؤنا
عند الممات وإن مُتنا سيحينا
منه الحياة على وعدٍ تُخبِّرنا
سرّ الحنين إذا ما شئنا يكفينا
وإنْ نُطيق فوعد الله مكرمةٌ
صبر المحبّ على حبٍّ رياحينا
ياليت قلبي له قلبٌ يبادله
سرّ اللقاء إذا عادت ليالينا
حشاشة الروح مازالت بأوردتي
بعض الزهور كما كنّا بماضينا
عطر الورود إذا هبّت نسائمه
تُغْنِي الحروف رياحيناً وتُنشينا
يا نايةَ الحبّ فالأنغام تسألنا
عزْف المقام فهل ماتت أغانينا
وهلْ نبوح ونار الهجر تلفحنا
وحرقة القلب مازالت تُحاكينا
آن الأوان بأن تأبى لواعجنا
هذا الفراق وأن تنسى مآسينا
والله والله والأيام تشهد لي
أنّي البريء إذا خابت مساعينا
أوَّاه يا خِلّ فالآهات تبعثني
مثل السيول إذا اجتاحت روابينا
يا أخت عفراء ضحِّي واسكني كبدي
علَّ الحنين إذا ما فاض يُنسينا
يا أخت عفراء إنِّـي والهوى سفنٌ
عبر البحور وربّ الكون هادينا
نحو اللقاء ولن نُخفي ندامتنا
ربِّي غفور فإن تُبنا سيعطينا
كنتم وكنّا وأحلام الصبا سبقاً
حتّى غدونا ونيران الجوى فينا
أستغفر الله من عشقٍ تَمَلَّكني
والحمد لله ما دامت أمانينا
______________________
ياربَّةَ الشعرِ أنَّى يختفي ألمي ..
والجهلُ راعٍ وقاضِينَا مِنَ العُجُمِ
يا واحةَ الشّعرِ إنَّ الهمَّ يسبقني..
ويسكب الملحَ في جرحي كمنتقمِ ..
...
وإنَّنِي من رياح الحربِ مكتئبٌ..
ومن يرى حِمَمَاً يُمسي على سَقَمِ
______________________
يا أخوة الدار…
يكفي القوافي إذا غنَّتْ تُغَنِّيها
ميَّاسة القدِّ لو دَنْدَنتُ أعنيها
صبوحة الوجه والوجناتُ تُرسلني
نحو الخيال فتوصيني وأوصيها
غنُّوجة الصوت والأحلى إذا خطرتْ
هيِّمانُ قلبي وفي رمشي يداريها
شقراقة الجيد كالياقوت نضرتُها
والكحلُ آيٌ إذا رقَّتْ مآقيها
(غراء فرعاء) إن غازلتها ابتسمتْ
مثل الجمان سلام الحبّ مِنْ فِيها
يا بِدعةَ الخلق والأنسام في رئتي
أنت الورود وطلُّ الصبح يسقيها
أنت الصلاة وأورادي وسُبَّحتي
أنت الحياة إذا لبَّتْ دواعيها
والقلبُ هاوٍ وفي شريانه نغمٌ
يرعى الشغاف إذا ضلَّتْ ويهديها
آنَ الأوانُ لِأنْ أُنهي مكاتبتي
إنّ الديار على بُعدٍ أحيِّيها
زيتونةُ الدار مازالتْ تُراسلني
وشجرة التين في حلمي أُربِّيها
وشتلةُ الخسِّ ،(أمْ ماضي) لقد كبرتْ
هيَّا تعالي فقد نادتْ لنحميها
حشاشة القلب( غطاسي )وبستنتي
(وأمُّ أحمد) عند الفجر ترويها
(ونجلة) الخير في حزني تُؤآنسني
يا خالق الكون إنْ قدَّرْتَ تحميها
ما كنت أحسب أنّ الدمع يعرفني
حتّى غدوت بطول الوقت أبكيها
ماكنت احسب في عمري سأفقدها
وأشربُ المرّ من جهلٍ وأسقيها
ما كنتُ أحسب في يومٍ سننزفها
تلك الدماء وفي حقدٍ نُغزيها
هذي بلادي سأبكيها بلا خجلٍ
وأذرف الدمع من عيني وأرويها
وأسأل الله في سرِّي وفي علني
علَّ الدعاء منَ الأسقام يُشفيها
فما أبوح فمنْ حربٍ تُشتتنا
وما أقول مآسي من مآسيها
عذراً أُخيَّ لقد أمستْ مكاشفتي
حقّ اليقين ومن حقِّي أُجلِّيها
كانت شآم وكنّا نشتكي ظُلَماً
أمست ظلاماً وتُهنا في دياجيها
إنَّ الشآم بلاد الحبِّ نعرفها
والحبّ فيها قناديلاً يضويها
إنّ الشآم ديارٌ كنت أعشقها
حتى الجمال بدا شعراً يقفيها
يا شام يا مقلة الأحداق يا رئتي
أنت العيون ونحن الدمع نحميها
أنت الكروم على أنغام أغنيتي
منك الحروف عناقيداً أغنيها
كانت رياضاً وكان الحبّ يألفها
صارت ضياعاً وصرنا في منافيها
وغربة القسر بعد الآه تقتلنا
زادت رحاها بآلامٍ نعانيها
سؤآتنا كشفت لا توت يسترنا
مازال فيها شياطينٌ تغذيها
هذي الحروب فما زالت تعذبنا
وقسوة الهجر من أقسى مآسيها
يا حرقةَ القلب أشتاتٌ عوائلنا
ودورنا لخراب الحرب نخليها
لا يوسف الآن لا يعقوب يدركنا
ولا زليخا بقول الحقّ نرويها
وعصبة الجبّ ما زالوا وما برحوا
ونحن أيُّوب مازلنا نحاكيها
وكان في الشام تمساحٌ يقتلنا
بالقصف والسجن والأحلام يقصيها
فصار في الشام للتمساح مزرعة
فيها ذئابٌ وعن عجزٍ نُؤاويها
هذا اللئيم أثار القتل في بلدي
واسترخص الدمّ كرها في أهاليها
غاب الجمال وساد البؤس طلعتها
والمجد يصرخ والآثام ترويها
إنّي سأكتب للتاريخ ثورتها
تاهت بلادي وهذا التيه يقصيها
إنّ الحروب صخور الصمّ تمقتها
وصاحب العقل في الإفتاء يزجيها
فالصدق حلٌّ إذا صحّت ثقافتنا
والحبّ نورٌ ومعنى من معانيها
يا ليت وحدي ألاقي كلّ ظلمتها
وينعم الخلق في أقصى فيافيها
يا بعض أهلي فهذا الشعر مملكتي
وكلّ ملكي من الدنيا وما فيها
فأرقب الشمس علَّ النورُ يجمعنا
يا أخوةَ الدار ما أحلى لياليها
يا أخوة الدار إنَّ الآه تسكنني
والروح نارٌ وهجرُ الدار يصليها
وزاد بالطين بلاً أنَّ (أخوتنا )
فوق البلاء يزيدوا في بلاويها
تراهمُ من سفاف القوم يجمعهم
ضعف النفوس ٱذا تاهت بأهليها
قومٌ لئامٌ وسوق المال يكشفهم
باعوا الضمائر والديوث يشريها
باعوا الدماء وقد خابت تجارتهم
ولعنة الله قد حقَّتْ مراميها
يا حرقة القلب يا تيهٌ يرافقني
ماذا أقول وها قلبي اكتوى فيها
قد مسّني الضرُّ والآلام تعصرني
وتسأل الروح عن آلامِ تاليها
ما أصعب الآه من ظلمٍ يطوقنا
بمسحةِ الدين والزنديق مُفتيها
هذي بلادي على الأيام مفخرةٌ
حتّى هلكنا وذيل الكلب راعيها
هذي بلادي وكم دارت بها دولٌ
علم اليقين فنصر الله آتيها
للشام من مهبط التنزيل منزلةٌ
وسادة الخلق آيات الهدى فيها
لكلِّ غازٍ على الفيحاء مقبرةٌ
والشام روحٌ ستحيا في أهاليها
يا ربِّ وحدك من نرجو هدايته
يا ربِّ لطفك بالأطفال تحميها
حسن خطاب سوريه جرجناز
______________________________
ديوان
شتات الروح
بقلم
الشاعر حسن الخطاب
منتدى هاملت للأدب العربي المعاصر