الثلاثاء، 30 أبريل 2019

ماودَّع القلبُ /م بقلم الشاعرعفان سليم

______ماودَّع القلبُ ______
ما ودَّعَ القَلبُ السَّقِيمُ ولا قَلَى
أرضَاً تَغَارُ لِحُسْنِها شُمُّ الذُّرَى
يَقَفُ الجَمَالُ،،إذا وصَفتُ مُرَتِّلاً...
تاللهِ مَاكَذَبَ الفُؤادُ وما رَأى
لن يَستِرَ الحَورَاءُ ليلاً ما بَدا
منها البياضُ وضَوَّعَتْ رَيّا الصِّبَا
فَارقتُهَا كُرْهَاً ..... وليسَ بِمُكرَهٍ
مَنْ يَهجُرُ النَّبعَ الذي مِنهُ ارتَوَى
ويَعِقُّ حَاضِنةً ،،، لِزَهْرةِ عُمرِهِ
ويُمِيتُ شَوقَاً،،كادَ يَنتزِعُ الشَّوَى
مَازِلتُ أذكرُ في السِّفُوحِ مَرَاتِعِي
ومَلاعِبي الآتي أَخُضُّ بِها الثَّرَى
إنِّي تَطَاوَلتُ الجِبَالَ رَزَانَةً
  فَرَأيتُ مِنْ صِغَرِي مَغبَّاتِ الوَرَى
إذْ تُوغِلُ البَغضَاءُ في أحشَائَهمْ
وتَسُدُّ بالأحقادِ آفاقَ الرُّؤَى
ورَأيتُهم (كالعِيسِ يَقتُلُها الظَّمَا
والماءُ فوقَ ظُهورِها ) هَدَّ القِوَى
مُنذُ الطُّفولةِ يازمَانُ أقَمتَ لي
حِملاً تَنوءُ بهِ المَدائِنُ والقُرَى
وأنا الذي مَازلتُ أشدُو صَارِخَاً
ياليتَ أيّامي تَعُودُ القَهقَرى
__________
عفان سليم
٢٩/٤/٢٠١٩
١-قلى ...اي هجرا
٢_ الصبا ..الريح ..ضوعت. فاحت وانتشرت ..البياض . تورية اولاها بياض العين ثانيها جبل البياضة المطل على ارض الخراف.
٣_ القهقرى اي الرجوع الى الوراء
.

ضيف الرحمة // بقلم المبدع // شاعر المعلمين العرب //حسن كنعان / ابو بلال

ضيف الرحمة :
افتح لضيفِك أَكْرَمِ الضيفانِ
ضيفِ التُّقى والطّهرِ والإيمانِ
...
ضيفٌ يعِزُّ عليه طولُ فراقكُمْ
فأتى مُعيناً ليس بالمنّانِ
كلّ الضيوفِ تنالُ فضلَ قِراكُمُ
إلا أخا البركاتِ والإحسانِ
يعطي فيغدِقُ لا تَكِلّ يمينُهُ
والكُلّ يطلبُ خيرهُ بتفانِ
فالضّيفُ تكرمُهُ ثلاثاً بينما
يأتيكَ كلُّ الخيرِ من رمضانِ
قمْ والقَ ضيفكَ واحتضنهُ فإنّما
لُقيا الحبيبِ يكونُ بالأحضانِ
ضيفٌ لكُلّ المرتجين شفاعةً
في كُلّ بيتٍ طيفُهُ روحاني
من غير أنْ تلقاهُ جاءكَ زائراً
ومُحمّلا بفضائل الرّحمنِ
الرحمة المُهداةُ ترقُبُ صومَنا
ننجو بها من ألسُنِ النيرانِ
ونعيمُ مغفرةٍ إذا فُزنا بها
كانَ الخلودُ بجنّةِ الرّحمنِ
فالضّيفُ يأملُ عادةً إكرامهُ
وسخاءُ ضيفكُمُ بلا شطآنِ
وإذا استدارَ موَدّعاً نشتاقهُ
من بعدِ إعتاقٍ من النيرانِ
الله .. يا شهرَ الإنابةِ والرّضا
والبِرِّ بالأهلين َ والجيرانِ
شهرٌ لهُ في كُلّ عامٍ عودةٌ
ليزيلَ عنّا لوثة الأدرانِ
شهرُ الهدى شهرُ التسامُحِ كلّنا
نحتاجُهُ لسلامة الأبدانِ
وصدا القلوبِ مع العبادة ينجلي
ونظلُّ في طُهرٍ على الأزمانِ
فالعمرُ يسرقهُ الزّمانُ بغفلةٍ
يَفْنى وكلٌّ في حياتكَ فانِ
إلا الفعالُ الصالحاتُ فإنّها
تبقى وراءكَ آيةَ العرفانِ
في شهرنا المفضالِ حُجّةُ ديننا
فيهِ نزولُ الوحيِ والقرآنِ
من لم يصُمْ حقَّ الصّيامِ فإنّهُ
عندَ اللقاءِ يبوءُ بالخسرانِ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان / ابو بلال

تطريز كلمة ظهر الهلال // بقلم المبدع // الشاعرعبدالواحد نومان

تطريز كلمة ظهر الهلال
ظهر الضوء جليا
من تباشير الهلال
...
هل شهر الخير خيرا
فبدا في خير حال
وافر الافضال دوما
معتقا سوء الفعال
رحبت فيه البرايا
فرحا عند النوال
ابدا يبقى بهيا
ساحرا فوق الخيال
لن يدع للبؤس شأنا
بين آفاق الجمال
هب لنا يا رب عتقا
يغننا عن كل مال
لا تدع للواش فينا
ابدا بعض المجال
اننا يا رب لذنا
عند ابواب الوصال
لذنا في باب العطايا
فأنزوى طوق المحال
عبدالواحد نومان@العراق
تطريز كلمة ظهر الهلال
ظهر الضوء جليا
من تباشير الهلال
هل شهر الخير خيرا
فبدا في خير حال
وافر الافضال دوما
معتقا سوء الفعال
رحبت فيه البرايا
فرحا عند النوال
ابدا يبقى بهيا
ساحرا فوق الخيال
لن يدع للبؤس شأنا
بين آفاق الجمال
هب لنا يا رب عتقا
يغننا عن كل مال
لا تدع للواش فينا
ابدا بعض المجال
اننا يا رب لذنا
عند ابواب الوصال
لذنا في باب العطايا
فأنزوى طوق المحال
عبدالواحد نومان@العراق

طويلٌ ... ذلك السفرُ // بقلم الشاعر المبدع // عوض الزمزمي

طويلٌ ... ذلك السفرُ
جنانُ الخلدِ للموعودِ تزدهرُ
بنورِ اللهِ لا شمسٌ ولا قمرُ
...
لقلب المرءِ لا للشكلِ مرجعهُ
فكيف تغرك الأشكالُ والصورُ
وعند الله ليس يضيع من عملٍ
قليلُ الفضلِ عند الله مُدَّخَرُ
فآمن بالذي سواك من عدمٍ
ولا تعبأ بما سلكوا وما وزروا
ولا تشرك مع الديان من أحدٍ
فكلُّ الذنبِ دون الشركِ يُغتَفَرُ
وكن جلداً ولا تركنْ إلى دِعَةٍ
فخيرُ الناسِ من صلَّوا ومن صبروا
تُضيعُ العمرَ في سهوٍ وفي لَعِبٍ
ألم تُوعَظْ بمن في قبرهم قُبِروا
فكن في الناس ِ كالنسماتِ تُسعِدُهمْ
وليس يراكَ لا زيدٌ ولا عُمِرُ
وكن للصحبِ مرآةً تُبصِّرُهمْ
فأنت لعينِ من هم دونك البصرُ
و بالأخلاقِ قَوِّمْ كلَّ ذي عِوَجٍ
مع الأخلاقِ لا أسفٌ ولا كدرُ
حباكَ اللهُ يا هذا بمكرمةٍ
صحيحِ العلمِ والألبابُ تفتقرُ
فكن بالعلم بين الناسِ ذا ثقةٍ
عصا عونٍ بها المظلومُ ينتصرُ
رأيتُ الناسَ للدينار قد سجدوا
وحجَّ الناسُ للدينارِ واعتمروا
ودان القومُ للدنيا بلذتها
أما يجدي بهم وعظٌ ولا عبرُ !
فكن في الناسِ كالنبراسِ ترشدهم
رعاك اللهُ فالأخلاقُ تحتضرُ
فذاك الجاهلُ المغرورُ أدهشني
غدا بالذنبِ بين الناسِ يفتخرُ
أما يعلم بأنِّ اللهَ ناظرهُ ؟!
أما يعلم بأنَّ القبر ينتظرُ ؟!
وكيف يجيبُ ربّ الكون يسأله
تجاهرني وعن خلقي أتستترُ ؟!
تهونُ عليك عينُ اللهِ ناظرةٌ
وتخشى من عيون الناسِ إنْ نظروا
غدا في الناسِ نمَّاماً يخادعهم
ونارُ النَمِّ لا تبقي ... ولا تذرُ
يعكِّرُ صفوَ أفئدةٍ قد اتحدتْ
فتضحي في قساوتها كما الحجرُ
ألم أُخبرك يا خلِّي عن البلوى
وأنَّ الحُبَّ بين الأهلِ يندثرُ
وأنَّ الأهلَ بالإخلاصِ قد كفروا
وأنَّ مكارم الأخلاقِ تنتحرُ
بحبِّ الناسِ كم دانت مشاعرُنا
وعنَّا الناسُ قد راحوا وما ذكروا
أخي في الله لا تنسى محبَّتنا
فقلبُ أخيك مكسورٌ ومُنفطرُ
فنارُ الغدرِ يا خلي قد اندلعتْ
بقلبِ أُخَيِّكَ المظلومِ تستعر
فكُنْ باللهِ لا بالخلقِ معتصماً
فمن لاذوا بحبلِ اللهِ ما خسروا
أَعِدَّ الزادَ يا خِلِّي تَخَيَّرَهُ
أما تدري؟! ... طويلٌ ذلكَ السفرُ

عوض الزمزمي
شاعر الجنوب مصر

أَنَـا الأُمَّـةُ الـغَـرَّاءُ // بقلم الشاعر // عارف عاصي

أَنَـا الأُمَّـةُ الـغَـرَّاءُ
==========
كَـتَـبْتُ حُـرُوفـاً مِنْ عَـمِـيـقِ الـذَّاتِ
أُلَـمْلِـمُ مَـا اسْـتَـنْـأَى مِنَ النَّـبَـضَاتِ
...
وَ أَخْـطِفُ سَـهْـواً مِنْ جِـرَاحٍ مَـرِيرَةً
لأَرْسـِـمَ أُفْــقــاً رَائِـعَ البَـسَــمَـاتِ
وَ أُخْفِي جِـرَاحاً مُشْـرَئِـبَاتِ نَـبْحُـهـَا
يَـمُـصُّ رَحِـيـقاً مِـنْ زُهُـورِ حَـيَـاتِي
وَ أَبـْنِي صُرُوحاً شَاهِقَاتٍ مِنَ المُـنَى
لأَدْفَـعَ لَـوْنَ الظُّـلْمِ عَـنْ مِـشْـكَـاتِي
أُزِيـدُ بِـدَرْبِـي لِـلْـقَـنَـادِيـلِ زَيْـتَـهَـا
لَعَـلِّـي أَرَى نُـوراً لَـدَى خُـطُـوَاتِـي
فَـأَسْـمَعُ بِالـدَّرْبِ الأَصَـمِّ تَـلَـعْـثُـمـاً
وَ أُبْـصِـرُ سَــيْـراً ثَـابِـتَ الـعَـثَـرِاتِ
أُزَحْـزِحُ لَـيْـلاً جَـاءَ يَـغْـتَالُ مُهْجَـتِـي
وَ أَرْمِـي دَيَـاجِي القَوْلِ عَنْ كَـلِمَاتِي
أُنِـيـرُ بِـضَوْءِ الحَـرْفِ لَـيْـلاً مُـدَجَّْـجاً
أَرُدَّ سِـهَــامــاً عَـنْ نَـقِـيِّ قَـنَـاتِـي
وَ أَرْفَـعُ لِـلصَّـوْتِ الجَـمِيـلِ بَـيَـارِقـاً
وَ أَعْـزِفُ لَـحْـنـاً رَائِــعَ الـنَّـغَـمَـاتِ
تَـطِيبُ بِـهِ الأَكْـوَانُ لَوْ مَالَ سَمْعـُهـَا
وَ تُــخْــرِجُ أَحْــيَــاءً مِــنَ الأَمْـوَاتِ
وَ يَـعْـلُـوُ ضِيَـاءٌ يَسْـتَـبِيـحُ مَـدَائِـنِي
وَ تُـشْـرِقُ شَـمْسُ الحَـقِّ بِالصَّـلَوَاتِ
فَـأَخْـرُجُ مِـنْ بَـيْـنِ الـجِـرَاحِ مُـؤَمِّـلاً
بِـوَجْـهٍ صَــبُـوحٍ رَائِـقَ الـقَـسَـمَـاتِ
وَ أُرْسِلُ شَوْقـاً فِي اسْتِـبَاقٍ لأُمـَّتِي
لَـعَـلِّـي أَرَى نَـصْـراً جَــمِــيــلاً آتِ
فَـتَـخْـرُجُ مِـنْ بَـيْـنِ الـرُّكَـامِ إِجَـابَـةٌ
أَنَــا الأُمَّــةُ الـغَـرَّاءُ بِـالـعَــزَمَــاتِ
أَنَا النُّورُ يَسْرِي فِي جَمِيعِ مَـفَاصـِلِي
أَنَا الحَـقُّ يَعْـلُو عَـنْ وَبِـيـئِ سُـقَـاةِ
فَـكَيْفَ لِـقَوْمِي أَنْ يَـبِـيعُوا مَـآثِـرِي
بِـبَـخْسٍ مِـنَ الأَثْـمَـانِ وَ الـغَـفَـلات
ِ
خَـضـَعْـنَـا لِوَهْمٍ وَ افْـتِرَاقٍ وَ غُـرْبَـةٍ
وَ بِـعْـنَـا جَـمِـيلَ الوَصْـلِ بِـالـعِـلاتِ
شَـرَيْـنَـا هُمُوماً مُوْحِشَـاتٍ بِسَـيْرِنَـا
وَ بِـتْـنَـا انْـدِثَـاراً فِـي أَلَـيمِ شَـتَـاتِ
أنَـا النُّـورُ يَحْوِي بِـالْـبَـهَـاءِ مَـدَائِـنـاً
مِنَ الحَـقِّ تَـعْـلُو عَنْ سَقِـيمِ سِمَـاتِ
أَلُـوذُ بِــقُــرْآَنٍ وَ سُــنَّــةِ أحْــمَــدٍ
مِنَ الـشَّـيْنِ يَعـْلُـونِي وَ مِنْ خَطَرَاتِ
بَـنَـيْـتُ مِنَ الأَمْـجَـادِ مـَجْـداً مُـؤَثَّـلاً
مَـلَـكْــتُ رُبـُوعَ الـكَـوْنِ مُـزْدَهِـرَاتِ
وَ مَـا نَـاءَ حِمْـلِي عَنْ دِيَـار بِـأَهْـلِهَـا
شَـبَـابِـي عَظِـيمُ الرُّوحِ فِي الوَثَـبَاتِ
أَيُـخْـلَـفُ بَـعْـدِي فِي بَـنِـيَّ مُشَـوَّهٌ
يَـقُـودُ عَـظِـيـمَ الـجَـهْـدِ لِلـنَّـكَـبَـاتِ
أُبَـرِّئُ نَـفْـسِي عَنْ قَـمِـيئِ فِعَـالِـهِمْ
وَ أَرْبَــأُ عَـنْ ظُــلْـمٍ وَ عَـنْ غَــدَرَاتِ
أَمُـدُّ جُـسُـورَ الـحُـبِّ أَبْـنِي دِيَـارَهَـا
وَ أَرْفِــدُ نُـبْـلاً مَـنْ أَتَـى لِـهِـبَـاتِـي
أَنَـا الأُمَّـةُ الـغَـرَاءُ وَ الـعِـزُّ دَيْـدَنِـي
طَـرِيـقِي بِـنُورِي وَاسِـعَ الخُـطُـوَاتِ
=======
عارف عاصي

جَـنّـةُ الله // بقلم الشاعر // يحيى الهلال

جَـنّـةُ الله
يا جَـنّةَ اللهِ .... في دُنيـايَ أملِـكـُها
ومـا مَلـكتُ سِـواها مُـتعـةً أبـدا
...
فيها الشُّموسُ تُزيـحُ اللّيلَ من فَلَـكي
والوردُ يزهو على الأغصـانِ مُنفـردا
أجني ثِمارًا -- بطـعمِ الشّهدِ -- دانيةً
ما ذقـتُ منْ لـذّةٍ ترقـى لـها ونـدى
إلّا رِياضًا سـرَتْ في الـرّوحِ نفحتُـها
منْ نشـوةِ الأُنسِ باتتْ لِلهوى مـدَدا
فيـها السّـكينـةُ تغشـاني مـَواردُها
في هَـدأةِ اللّيلِ آنَ الكـونُ قـد رقـَدا
ذِكـرُ الأحِبّـةِ في الأعـماقِ مُعتَـلقٌ
والبُـعدُ عنهمُ ألقى في الحشـا كَمـَدا
الحَمـدُ يمـلأُ أعـمـاقي ويُسـعدُنـي
أنـّي لهـمْ تَبـَعٌ مـا اسطَـعتُ مُجتـهدا
ألقيـتُ روحًـا بِمـحـرابِ الهدى وَلـَهـًا
يا فرحةَ القلبِ في مِحرابـهمْ سَجَدا
أصحـابُ فَضـلٍ على الدّنيـا بِـرُمّـتها
مَـنْ مِثلُـهمْ مـلأ الآفـاقَ فيـضَ هُـدى
مُحمّــدٌ زينــةُ الأكــوانِ بَهـجتُـها
والصَّحبُ منْ سادةٍ كانوا لـهُ السّنَدا
أحيُـوا بـِلادًا بِوهـجِ النّـورِ من ظُلـَمٍ
فازدانتِ الأرضُ طيبًا والدَُّجى طُرِدا
إنّـي وقد ملـكتْ قلـبي .....مَحَبَّتُهم
أشكو الحنينَ وجمرُ الشوقِ قد وَقَدا
أرجـو الإلــهَ رجـاءَ المُسـتغـيثِ بـه
نَيـلَ الشـّفاعـةِ يومَ الحشرِ إذْ وَعَـدا
واشْـمِلْ بها إخوةً -- طابَتْ مودّتُهم --
والمسلمـينَ كـذا والأهـلَ والـوَلَـدا
ثُـمّ الصّـلاةُ على الهـادي.... أُردِّدهـا
والآلِ والصّـحبِ طُـرًّا دائمًا أَبَـدا
#يحـيى _ الهـلال

المأساة // بقلم الشاعر //عبدالباري خالد الشرعبي

المأساة
الأمة اليوم بين الضيم والنكــــــــدِ
والعزة اليوم حسناءُ بــــــــــلا سندِ
...
والقبلة اليوم حيطان مزخرفـــــــة
جثا على صدرهـا ديني ومعتقدي
والقادة اليوم أبطـــــــــــال أشاوسة
شنت سيوفهم حربـــــــا على بلدي
يا روح صنعاء قولي للألى جهــلوا
من أين أبدأ شرحا للذي تجـــــــدي
من معبد الحزن حيث القلب معتكف
أم من تطاول أمسي واقتصار غدي
تاه الجواب بدرب العجز ملتحفـــــــا
عباءة الكفر والتضليل والعقــــــــــدِ
واه لعزة شعب مزقت علنــــــــــــــا
وكحل البغي فيها الطرف بالرمـــــدِ
ماتت بخنجــــــره المسمـــــــوم ناثرة
زهور عفتهــــــا في ساحــــــة الجلدِ
ماتت بخنجــــــــــره المسموم قاصدة
ورود حوض الصفا في ليلة الاحــــد
ماتت بخنجــــــــــره المسموم شاكية
كأنها قط لــــــــــــــم تـــــولد ولم تلدِ
إن الذين أبادتهـــــــــــــــم عدالتهــــا
لموقنــــــــــــــــون بأن الظلم لم يسدِ
لكن حبهم للجـــــــــــــــــــــــاه غرهمُ
فمزقوها وعابوا بالقبيح يــــــــــــــدي
عبدالباري خالد الشرعبي

الحنين الى صنعاء // بقلم الشاعر // عدنان الحبشي

الحنين الى صنعاء ..
صنعاءُ كيف َ أخبارها
ما بال طيفها مُختفي
...
ما عُدتُ أحتمِلُ النّوى
فالبينُ أربى دَنَفي
والسُهْدُ أثقلَ كاهِلي
بِتُّ ارتديهِ كمِعطفِ
اما الحنينُ فيا لهُ
مِن صلِفٍ متُخلّفٍ
يرنو لِقُرْبِ رزيئَةٍ
ولها يُغنّيُ .. يحتفي
ظُلماً يُكبّلُني الجفا
فأعيشُ رهنَ عواطفي
صنعاءُ إنّي شاردٌ
قسماً بهذا المصحفِ
عودي الى عُشِ الجوى
فلقد تغيّرَ موقِفي
فنثرتُ عُبقَ مشاعري
ورداً يُشابِهُ أحرُفي
و فتحتُ قلبي للملا
وسجنتُ فيهِ تأفُفي
أرجوكِ لا تتفلسفي
رجماً بما لا تعرفي
أنا لم أكُنْ يوماً غبي
حتى أسيءُ تصرُّفي
فدَعي النواح عزيزتي
وعنِ الجفاءِ توقّفي
ما عادَ يُجديكِ البُكا
فدُموع عينَكِ كفكِفي
الشوقُ أضرَمَ نارهُ
فعسَاهُ يوماً ينطفي
إنْ شئتِ فل تتمرّدي
أو شئتِ فل تتأسفي

كرنفال النسيم // بقلم المبدع // الشاعراسلام أحمد يوسف

بساكس الكامل المجزوء أعزف لحني
''''''''''''''''''''''''''''''''''' ~ '''''''''''''''''''''''''''''''''''
°•« كرنفال النسيم »•°
...
إرث الجّدود ِبمصرنا
................. شمّ النّسيم المنتظَرْ
فيه الفسيخ ورنجة
.................. أطباق تبدو كالقمَرْ
والبيض والبصل الذي
............... يشفي العليل إذا نظَرْ
والخسّ والجّرجير والس
................ سردين يغري يا بشَرْ
خوفو وخفرع سونسر
.............. ت ومن قرأنا في الأثَرْ
نصبوا الموائد فرحة
............ ظهروا وفي أبهى الصّوَرْ
في عيدهم هذا الذي
.................. فاق التّخيّل والفكَرْ
عبق الخلود وسحره
.................. شمّ النّسيم المعتبَرْ
بريشتي ...
اسلام أحمد يوسف
الفسطاط - المحروسة

الاثنين، 29 أبريل 2019

ديوان // شتات الروح // للشاعر حسن الخطاب // ابو ماضي

ديوان
شتات الروح
للشاعر حسن الخطاب


 
 
شتات الروح
يعذِّبني جهولٌ قد تصابى
وفوقَ خَرابنا نَصَبَ القِبَابا
...
ويُؤلِمَني أَضَاعَ الناسَ ظلمٌ
وهمْ فَتحُوا لِذاكَ الظلمِ بابا
وينثُرني شَتاتُ الروح شعراً
منَ الآهات يلتحفُ الصَوابا
وما في الناسِ منْ غدرٍ تَجلَّى
إلى الأعرابِ ينتسبُ انتسابا
فلي في الشعر قاموسٌ ورُؤيا
تُسَطِّرُ بَوْحِيَ المُضنى عِتابا
مِنَ الآلامِ قدْ كتَبتْ حروفي
كوادر عهدنا أمسوا ذئابا
وبعض الشعر ترياقٌ ويُشفي
إذا ما القلب قد ذاق العذابا
وروح الشعر أن ينبي بصدقٍ
ومنْ ينبي إذا ما الصدق غابا
 
______________________
ألا يا بحر
ألا يابحر لو تسمع حواري
بعيد الآن عن أهلي وداري
...
ألا يا بحر فالايام تمضي
وتسلبني لياليها قراري
وتدفعني مياهكَ نحو عهدي
وحيث الآه زادي وانكساري
أنا المكلوم عند الآه مُرمَى
ألوك العيش في طعم المرار
فمالي في حواري من حظوظٍ
سوى الدمعات من ذاك الحوارِ
فكم يا بحر قد ضاعت زراري
وفي أعماقك انتحرتْ بحاري
أنا والحزن نلتحف المآسي
كموج البحر يأتلفُ الصوارِ
_______________________
بلادي بها سحرٌ لطيفٌ يناديني…
ففيه إجاباتي ووحيٌ يواسيني…
دياري على بعدِ المقام تزورني…
وتحمل لي منها الزهور رياحيني
...
أنامُ ولا أغفو بدون مرورها
ليلثمني منها العبير ويُؤويني ..
أنام وفي أذكارها مُتلحفاً ...
أراقب ما بعد الصباح عناويني
________________________
 
بلادي… .
ضياءُ البدر أحسبهُ ضِيَاها
ونورُ الشمس في عيني سنَاها
...
وفي الظلماءِ لو كانتْ بقربي
تناديني النجومُ فلا أراهَا
إذا قامت يضوعُ المسكُ حولي
ويُغرقني عبيرٌ من شذاها
أرى الياقوت إن راحت دياري
ويلثمني ملاكٌ في خطاها
كماء الزهر بالليمون تصفو
قوافي الشعر إن ذكرت حلاها
بلادي في حنايا القلب تغفو
وتحرسها الأضالع من كراها
بلادي جنة الدنيا ولكن
بنار الحرب قد حرقت رداها
______________________
 ..
فالشام عطشى…
ما كنت أحسبني يوماً سأرثيها
ضاقت بلادي وقد حارت بأهليها
...
والناس تسأل عن معنى لثورتهم
فلا مجيب بقول الصدق يهديها
قلبي بحقدٍ من التدجيل محترقٌ
وحرقتي في شرايني اداريها
فقاتل الناس في خبثٍ يقتلهم
وتاجر الدين في الفتوى يزكيها
الشعر منِّي وكم غنَّى على ألمٍ
والشام قلبي وأفلاذي ضواحيها
ولعنة الحرب قد كانت لنا سببا
لنرثيّ الشام في صدقٍ ونبكيها
يا جرجناز ويا أهلي ويا وطني
فالشام عطشى ولا ساقٍ ليسقيها??
فالماء يجري ومن عيني روافده
للشام يمضي وبالدمعات يرويها
من مثليَ اليوم في أحضانه وطنٌ
يقطَّعُ الطفل في حقدٍ (بتوجيها)
ولا ترفّ من الأعراب أعينهم
كأنما الشام من اعدا أعاديها
___________________
 
شعري إلى جرح الشآم نذرته
وبه أُحيك عباءة الأحزان...
أبكي وما نفع البكاء لمذنبٍ
ضاعت بلادي والنوى أضناني ....
...
شوقي إلى تلك العهود يقودني
حيث الفخار بساحة الفرسان
….
 
______________________
إنَّ الربيع إلى الخيال يشدَّني
فيفيض شعري في الهوى وغنائي.. ...
وتطيب في وصف الجمال قصائدي
وكرومها معصورةً لصفائي
ويطيرُ عصفورٌ ليرسم لوحةً
فوق الصخور توسّلا لعنائي
فأعود من ذاك الجمال لبيدري
فتضيق ذرعاً في الهموم سمائي
وألوم نفسي والملامة تشتكي
عند الزهور بحرقةٍ وبكاء
هذي الطبيعة للعبادة أُوجِدتْ
وتزيَّنتْ بفضائل الأشياء
فالماء يجري في السهوب لترتوي
تلك الجنان بحوبةِ الأحياء
والبحر يحفظ للجبال وجودها
ومن الجبال توازن الأرجاء
والشمس تروينا المحبّة دائمًا
وبها نعيش بنشوةٍ وإخاء
ماذا أقول وكيف أُنهي قصّتي
حلمٌ جميلٌ وثورةٌ بفنائي
سأموت في يومي وألقى ساعتي
بالحبِّ والاحسانِ في العلياء
وسأجعل الأشعار ثوب رسالتي
مستهزئاً من روعتي وبقائي
نِعمَ الإله فإنَّه لا يكتفي
يدعونني في خلوتي وصفائي
لكنَّني لا أهتدي متأبِّطاً
أتلذّذ الأوهام في الأضواء
_________________
 
وقسمة كعكةٍ…
غريبٌ أنا في ريشتي ودواتي
فشعري أوارٌ يصطلي بحياتي
...
وجرحي عذابات الحروب نُدوبه
كأنَّ هموم الكون من نكباتي
دموعي إلى بحر العذاب تقودني
لأبكي على شطِّ الردى عثراتي
وكلّ ذنوب الخلق نِيطتْ بمعصمي
وأزمة هذا العصر من أدواتي
بلادي بلادُ الحبِّ كانت على المدى
فما بال قومي أسلموا لطغاةِ
وما زال في تلك البلاد عروبةٌ
تخال على أطرافها قسماتي
تنادي فخاراً لا تزال بنوده
إذا ما تداعى الناس بعد سُباتِ
بلادي ومن دون البلاد حزينةٌ
وعلَّة أهلي صدّقوا الدعواتِ
حروبٌ وثاراتٌ وقسمةُ كعكةٍ
وقتلٌ وتخريبٌ وحقد بُغاةِ
وظلمٌ وتشريدٌ ولعنةُ فاسقٍ
وكفرٌ وتكفيرٌ على الهفواتِ
تُهان من التشريد كلّ ظعينةٍ
بشبهةِ حربٍ أو قرار غلاةِ
كفانا من الآثام ما كان بيننا
ويكفي ضياعاً في حمى الأزماتِ
أصلِّي وفي التسبيح أدعو لأمّتي
ويقبل ربّي دعوةَ
الصلواتِ  
________________________
هَجرتُ غداةَ الحرب ألتمس الهدى ..
فعذَّبني هجري وضاعت به ناسي ...
وحرَّقني دمع الحروب وما جرى…
وبتُّ على جمر النوى والنوى قاسي..
...
فما يؤلمُ الأجسام أعرف بُعده ..
وما يوجع الأرواح يمشي بأنفاسي
_________________________
وأجبتها… .
(قالت وقد ودعتها) ..
أتفارق الوجه الرهيف ..
...
أتفارق الطفل الرضيعْ ..
وتفارق الحسن العفيف..
(أتفارق البلد التي )
من فيئها يحيا الضعيف
وتفارق الظّلّ الذي
بالحبِّ يزهو والوليف
وتفارق البلد التي
هيَ جنّةٌ فيها مصيف
هي نسمةٌ محمولةٌ
بين الأضالع للحصيف
لا ترتضي عنّا بديلْ
هي منبع الدين الحنيف
هي أمَّةٌ وسطيَّةٌ
هي كلّ ما فيها نظيف
هي كل ما جاء الربيعْ
والصيف دانٍ والخريف
فأجبتها ببراءتي…
أنا شاعر الوصف الظريف
طلب الحياة يقودني ..
حيث المعيشةو الرغيفْ
_______________________
أطبّق الشرع..
خمسون ولَّتْ وخمسٌ بعدها لحقتْ
والقلب يهوى ولا طِبٌ يداويني
...
وزاد بالطين بلاً أنَّ أوردتي
للضغطِ نادت وقد ضاقت شرايني
وبات في القلب سكيناً يُقطِّعني
وينثر الآه في شتّى عناويني
ونسوتي في شتات الروح مملكةٌ
كالنحل تغزل والأيام تطويني
نجلاء عيني وأمْ ماضي تُكحِلُهَا
وأمُّ أحمد لا تنزاح عن عيني
بالأمس كنَّا وكان العشق رابعنا
واليوم بُتنا كأنَّ الشعر يُغويني
أُطَبِّقُ الشرع في حبٍّ تَملَّكني
أو أترك الباب يا عشّاق أفتوني ??
إنَّ الكمال كمال الدين بامرأةٍ
والقول قولي إذا غابت شياطيني
فالحبُّ نورٌ وأزهارٌ بروضته
وفي الشتات زعاف السمّ يسقيني
_____________________
 
إنّي أحبّك..
سمراء قد أوْجَعْتِنِي فدعيني
ودعي العتاب فإنّه يُؤذيني
وترفّقي يا حلوتي بمشاعري ...
فمنَ العتاب جوارحي تَبكيني
أناشاعرٌ والعشق يكوي مهجتي
والصدُّ منك إذا بدا يكويني
سمراء ما كلّ العتاب محبَّةٌ
فمحبّتي موصولةٌ بوتيني
ما عدتُ أحتملُ المرارة مرَّةً
بعد النوى ..نار الجوى تكفيني
يرضيكِ إنْ ذرفت حروفي دمعها
فعلى المدى قد تزدري بعيوني
إنِّـي أُحبَّكِ والمحبّة هاجسي
فدعي الملامة واحتمي بيقيني
ولك القلوب منازلٌ بشغافها
ولك العيون مضافةٌ وجفوني
إنّي بحبَّك قد عرفت مواهبي
فتلطَّفي وتكرَّمي وهبيني
فإليكِ منّي كل ما تتطلَّبي
فتيمَّمي شطَّ الهوى وادعيني
فأنا بقربك لا أزال موحِّداً
إنّي أحبّك يا فضاء حنيني
حسبي بقربك تُتحفين قصائدي
وشموخ حرفي في العلا تُعطيني
أنت الذي ملك الفؤاد وبوحه
يكفي بأنّك في الغرامِ يميني
عودي إلى نبع الصفاء لنلتقي
علَّ الصفاء منَ الهوى يرويني
ويذوب عشقك في خلايا مهجتي
ويعودُ في عشق النسا تكويني
_______________________
 آواااااه يا وطن…
ضاعت محاسنك ..
وغاب عنك كل جميل ..
رحل الوداد ..
ماتت المحبّة .....

وسكتت العصافير ..
الورود تعفّر وجهها بالدماء…
والخمائل باكيه ..
وأنا هنا ..هنا انتظر ..
جاء الربيع ولم أر الطيور ترقص في السماء…
ولم ار الحقول ولا شقائق النعمان ..
جاء الربيع ولم أر الورود…
وإنّني هنا… هنا أعيش كالزواحف في الكهوف…
أتنفس الرطوبة وأعانق السواد…
لكي أعيش وأحفظ الحدود وأبنائي خلفها وأحبائي
حولها…
أواااااه… يا… وطن.. لقد طال الشتاء ..
وامتدت العواصف والرعود إلى القبور ..
وأنا هنا… هنا أعيش بين حقائبي مسافرٌ إلى المجهول…
أيها البلد الجميل ..
أصطاد ملامحك عبر السنين الماضيه…
لأكتب الأشعار ..
وألثم الأزهار ..
وارسم الأقمار ..
فوق المياه الجارية…
وأحاكيَ الأنهار والسماء الصافيه…
فأسمع الضجيج والخراب والدمار…
والرعود العاتية…
إنّه الصاروخ وصوته المخيف ..
وبعده انفجار…
وانفجارٌ وانفجار ..
أما مللت أيها الجبار… ???
إنّني هنا ..حيٌّ أعيش ولن أبالي ..
ولو طال الانتظار…
إنّها داري…
رغم هذا الخراب والدمار ..
إنّها داري وقيثاري وأشعاري وسمّاري فلن أغادر…
إنّني هنا…
هنا كالصخور…
باقياً… في بلادي
ولو طال الانتظار
____________________
على رسلِكَ
أليس الَّذي هاب المنايا يَنَلْنُهُ
ومن عاش في طعن الحراب سليم ?
...
فما كلّ من نادى السلامة نالها
ولا كلّ من قال السلام حكيمُ
وما كلّ من خاض المعارك ميّتٌ
ولا كل من ذاق المرار سقيمُ
ينالك من طول السُبات متاعبٌ
وتلقاك من هذي الحياة همومُ
تعيش ولا تدري لأيّةِ ميتةٍ
تموت وفي سرِّ الحياةِ تَعومُ
وتشرب من مرِّ المعاشِ وتدّعي
بأنَّك في سلك الكرام زعيمُ
على رِسْلِكَ الأموات إنَّا نزورهم
غداً ..و بتلك الدار سوف نُقيمُ
حسن خطاب سوريه جرجناز
_______________________
الله يا شام…
حَلَّ الربيع ومن أخباره نُحروا
أهلُ الشّآم وساء الحالُ والخبرُ
...
معنى الربيع يثور الشعب من نتنٍ
يا ويح أهلي ففي ثوراتهم قُبروا
أرض الشّآم فخار العرب قاطبة
لكنَّما العرب في نبراسهمْ غدروا
ماذا أقول وورد الشام عفَّره
ذاك الظلام ونارُ الحرب تستعرُ
فالحالُ مذري وفي الأطفال نشهده
والحقدُ أسود لا يبقي ولا يذر
الله يا شام ..فاليرموك تسألنا
يوم العروبة يا أعراب فاعتبروا
أنَّى الكراديس والرايات خافقةٌ
أين السيوف وفي تردادها عمرُ
تاه الربيع وقد تاهت منابره
أحلامنا غرقت أعداؤنا كثرُ
يا أمَّةّ العُرب وعد الله ينصرنا
أنْ ننصر الحقَّ إنَّ الله ينتصرُ
____________________
أنا المكلوم… .
أنا المكلوم تنزفني الجراحُ
دمائي.. إخوتي انفضوا وراحوا
بلادي والهوى المسموم فيها ...
مِنَ الآثام تذروها الرياحُ
عليمُ الله فالأعداء جاؤوا
بدعوى الحقِّ من دَمِنَا استباحوا
وتسألني ورود الشام شعراً
إلى الفيحاء يرسلني الفلاحُ
أتلتئمُ الجراح فلا ندوبٌ
ويرقص فوق بهجتنا السماحُ
متى يا دار تأتلق الأماني
متى يا دار يُؤوينا انشراحُ
هوى المسموم في بلدي انكسارٌ
بنبضة خافقي اختلط النواحُ
أنا المكلوم من حربٍ تداعتْ
وقتلى الحرب من وجعي استراحوا
متى يا دار ندعوها سلاماً
ويحمل بسمتي ذاك الصباح
متى الأعراسَ والأفراحَ نبني
ويعزفنا بِنَايَتِهِ النجاحُ
بلادي جنّةٌ والورد منها
إلى المجروح قدَّمه الكفاحُ
______________________
تطريز…
حسن البيان…
حسن البيان شغاف القلب تألفه
فيه الجمال ومنه الحب يتصلُ
...
سحر العيون بيان الحرف يُرسمه
للعاشقين فتزهو الروح والقبلُ
نهيم شوقاً إذا ماالشعر يكتبنا
وحيثما الحُسن حُسنُ الشعر يكتملُ
إنَّ البيان وحسن القول موهبةٌ
للطيَّبين وفيه الحبّ يغتسلُ
ليت الزمان بما ألقى يُحمِّلَني
وصل الحبيب وعين الصبّ تكتحلُ
بعض الشعور دموع العين تذرفه
والشوق فيه مع الدمعات ينهملُ
يفيض في الشوق عشقاً كنت أحفظه
كأنَّه النور في عيني ويرتحلُ
إنّ الجمال وما ازدانتْ به دولٌ
لولا البيان فما جاءتْ لنا الرسلُ
نور العلوم كتاب الله يشهده
أنّ البيان بنور الله ينتقلُ
____________________
أحلى الكلام…
أحلى الكلام حديث الروح تكتبه
تغدو الحياة ترانيماً وقيّثارا
...
تختار للحبِّ أنغاماً تحمِّلها
ذاك المزاج إذا غنَّى أوِ انثارا
فالشعر وحيٌ وإن عُدَّتْ موارده
والعلم فيه يزيد النفس مقدارا
يا راكبَ الشعر قد أُسرجتَ موهبةً
والله يعطي إلى الموهوب أسرارا
فاحفظ مقامك عند الذكرِ ملتزماً
فقد تكون من الوهّاب مُختارا
وقد تكون لك الآداب مكرمةً
وقد تصير بكَ الأسفار أنوارا
فالعلم نورٌ لمن يهوى مشاربه
وصاحب العلم من ينبيكَ أخبارا
حسن خطاب سوريه جرجناز
______________________
حار ظَنِّي
رقَّ قلبي واعتلى فيه الأنينْ
راح يشكو من عذابي والسنينْ
...
في بلادي روعةٌ تُدمي القلوبْ
في بلادي حسرةٌ فيها حنينْ
في بلادي طفلةٌ ضاعتْ دماءْ
بين غازٍ وانتهازيٍّ لعينْ
كلّ هذا والخنا نحن مداهْ
كلّ هذا والهوى فينا مكينْ
حارَ ظنّي شاكياً وهن النظامْ
بعد حربٍ كلّ ما فينا مهينْ
______________________ …
يا جرجناز….
ما دقَّ قلبي عند ذكركِ أو خفقْ
إلَّا تَجلَّى نورُ فجركِ وانبثقْ
...
يا مهد روحي إنْ تهادتْ نسمةٌ
أنَّ الفؤادُ مِنَ التجافي واحترقْ
كيف الخلاص من الحروب وأهلها
أين الهروب من المرارةِ والأرقْ ???
يا جرجناز حقيقةً سأقولها
ما كلُّ ماءٍ مثل ماؤك يُسْتَرَقْ
والورد يحفظ للجنان عهوده
وأنا الورود وأنتِ عيني والحدقْ
عبقُ العطور إذا تداعى وادَّعى
أنتِ الأصول ،ففي مقالته صدقْ
فيك المآذن كمْ تعالى وحيها
الله أكبرُ ..في شعوري والقلق
__________________
 
نفثَ الخراب غباره في بلدتي
يا حقد أحمق في حمى الإحسان
والكلُّ يعرف جرجناز وأهلها
أهل المروءةمن لدى الرحمن
...
هذا الخراب شهادةٌ لشبابنا
أنَّا كِرامٌ من بني عدنانِ
نحن العروبة والعروبة صرخةٌ
يعلو صداها في سما الأوطانِ
تفدي البلاد دماؤنا وبيوتنا
وعلى الفداء تقدّمتْ لقنانِْ
____________________
أنَاْ شَاعرٌ وكَتمْتُ نَفْسِي عنوةً
ومَخَافَتِي منْ قَبْضَةِ السجانِ ...
يا إخوتي فلقد دفنتُ مواهبي
حتّى أُحَصِّل لُقمتِي وأمَاني
فقضى الزمان بأنْ أبوح بأحرفي
يا حَسرتِي من ذِلَّتي وهواني
ومن السكوتِ فقد تعدّد بُؤسَنا
إنَّ السكوت على الهوانِ رماني
فإذا صدقتُ فَعَلَّتِي بِإرادتي
وإذا كذبتُ تجدَّدتْ نِيراني
أنَاْ شَاعرٌ واللهُ حمَّلَنِي هُدى
والحُبُّ ضَوَّعَنِي على البلدانِ
خمسون عاماً في جِنَانِي غُصَّةٌ
ونوازعي تشكو مِنَ الكتمانِ
خمسونَ عاماً والقوافي تصطلي
كالجمرِ يكوي من رُؤى الشيطانِ
خمسونَ عاماً في بلادي حُرقةٌ
والظلم يعلو من بني حمدانِ
ربَّاهُ ماذا والخراب يُحيطني
وطغى اللئآم بعزَّةِ الأوطانِ
وبدا الكريم مُشتَّتٌ بدياره
بحمى الطَّغامِ وثلَّة الجرذانِ
والحرُّ يبكي والكرامة عهده
وابن الشهيد بكفّةِ الميزانِ
للبيع صاروا يا مرارة بيعهم
والذلّ يبدءُ في حمى الإحسانِ
هذا العذاب وما يحيق بأهلنا
مثل القنابل فتكه بكياني
ربَّاه ماذا والكتائب قُيّدت
و الخطبُ في تقيدها أضناني
أملٌ يلوح على النفوس مبشراً
يأتي التوافق من لدى الرحمنِ
_________________
سلامٌ…
سلامٌ يقتضي منّا السلامُ
وعهدٌ يختفي فيه النظامُ
...
وعمرٌ من ليالِ السود نقضي
ونلبسُ ما تُفصِّلَهُ الِلئَامُ
وأنِّي أشتكي ناسي وأهلي
فهبني (بعض نوحِكَ يا حمام)
فأنت النوح للأفراح تُزجي
ونوح ترائبي ظلم الطَّغامُ
فشاب الطفل والزيتون يروي
معاني سوف يرويها اللكامُ
وحرقة خافقي أنَّا ضياعٌ
وكلُّ مواجعي يرعى الظلامُ
وقد شرب المدامة في بلادي
طغامُ حواضرٍ صلّوا وصاموا
وحار الوصف والتوصيف فيهم
ودعوى دينهم أنّا كِرامُ
وأنّا للعروبةِ بيت عزٍّ
وكنّا فخرها يروي الذمامُ
  ..
__________________
لا يفلح القوم
قد قادني الشوق والأحلام والعتبُ
لأكتب الشعر عن أهلي فأضطربُ
...
فأذكر الدار والجيران أذكرهم
وسادة الدار عن أركانها اغتربوا
وينهل الشوق من شعري ويكتبني
إلى الحبيب رسالاتٍ فأرتعبُ
وتبعث الروح من أحزانها كتباً
فيثقل القلب ما جاءت به الكتبُ
هذي الحروب لمن أشكو نوازلها
كأنَّما النار في قلبي وتلتهبُ
فالقلب مستعرٌ والصبرُ أنهكني
والخطبُ مُدْلَهِمٌ والآه والكربُ
قد رابني الخوف في حربٍ تدمرنا
وهزَّني بيعُنا والبائعُ العربُ
يا أخوةّ الدار يا دمعاً أُذرِّفهُ
هلْ تضحك البهم والأحجار تنتحبُ..?
يا قمحةَ الغاب يا ليمون ساحلنا
لولا الحروب لعاد الحبُّ والطربُ
لا يفلحُ القوم والأحقاد ملبسهم…
ولن يدوم ربيعٌ إنْ هُمُ حسبوا…
فيمَ القتال ويوم الله يجمعنا ..
وكلّ حيٍ لذاك اليوم مُنقلبُ…
عند الصراط نلاقي كلّ مكرمةٍ…
يوم المعاد فلا جاهٌ ولا نسبُ…
عند الصراط وذاك اليوم موعدنا… .
علم اليقين فلا طيبٌ ولا عتبُ
_____________________
ياقوتة الجيد
قد رقَّقَ الوجدُ للذكرى تنائينا
وراح ينسج في حبٍّ تلاقينا
...
ودغدغ القلب والأحلام تُرشده
يا ليت شعري إذا ما باح يشجينا
ياقوتةُ الجيد إنْ لامستها ابْتَسَمَتْ
ورنَّة القرط إنْ صدَّقْتَ تُوصِينا
أنَّ الحبيب إذا ماانتابه غضبٌ
يبقى يحبّ له شأن المحبينا
وأنَّ للعشقِ وحياً فيه يكلؤنا
عند الممات وإن مُتنا سيحينا
منه الحياة على وعدٍ تُخبِّرنا
سرّ الحنين إذا ما شئنا يكفينا
وإنْ نُطيق فوعد الله مكرمةٌ
صبر المحبّ على حبٍّ رياحينا
ياليت قلبي له قلبٌ يبادله
سرّ اللقاء إذا عادت ليالينا
حشاشة الروح مازالت بأوردتي
بعض الزهور كما كنّا بماضينا
عطر الورود إذا هبّت نسائمه
تُغْنِي الحروف رياحيناً وتُنشينا
يا نايةَ الحبّ فالأنغام تسألنا
عزْف المقام فهل ماتت أغانينا
وهلْ نبوح ونار الهجر تلفحنا
وحرقة القلب مازالت تُحاكينا
آن الأوان بأن تأبى لواعجنا
هذا الفراق وأن تنسى مآسينا
والله والله والأيام تشهد لي
أنّي البريء إذا خابت مساعينا
أوَّاه يا خِلّ فالآهات تبعثني
مثل السيول إذا اجتاحت روابينا
يا أخت عفراء ضحِّي واسكني كبدي
علَّ الحنين إذا ما فاض يُنسينا
يا أخت عفراء إنِّـي والهوى سفنٌ
عبر البحور وربّ الكون هادينا
نحو اللقاء ولن نُخفي ندامتنا
ربِّي غفور فإن تُبنا سيعطينا
كنتم وكنّا وأحلام الصبا سبقاً
حتّى غدونا ونيران الجوى فينا
أستغفر الله من عشقٍ تَمَلَّكني
والحمد لله ما دامت أمانينا
______________________
ياربَّةَ الشعرِ أنَّى يختفي ألمي ..
والجهلُ راعٍ وقاضِينَا مِنَ العُجُمِ
يا واحةَ الشّعرِ إنَّ الهمَّ يسبقني..
ويسكب الملحَ في جرحي كمنتقمِ ..
...
وإنَّنِي من رياح الحربِ مكتئبٌ..
ومن يرى حِمَمَاً يُمسي على سَقَمِ
______________________
يا أخوة الدار…
يكفي القوافي إذا غنَّتْ تُغَنِّيها
ميَّاسة القدِّ لو دَنْدَنتُ أعنيها
صبوحة الوجه والوجناتُ تُرسلني
نحو الخيال فتوصيني وأوصيها
غنُّوجة الصوت والأحلى إذا خطرتْ
هيِّمانُ قلبي وفي رمشي يداريها
شقراقة الجيد كالياقوت نضرتُها
والكحلُ آيٌ إذا رقَّتْ مآقيها
(غراء فرعاء) إن غازلتها ابتسمتْ
مثل الجمان سلام الحبّ مِنْ فِيها
يا بِدعةَ الخلق والأنسام في رئتي
أنت الورود وطلُّ الصبح يسقيها
أنت الصلاة وأورادي وسُبَّحتي
أنت الحياة إذا لبَّتْ دواعيها
والقلبُ هاوٍ وفي شريانه نغمٌ
يرعى الشغاف إذا ضلَّتْ ويهديها
آنَ الأوانُ لِأنْ أُنهي مكاتبتي
إنّ الديار على بُعدٍ أحيِّيها
زيتونةُ الدار مازالتْ تُراسلني
وشجرة التين في حلمي أُربِّيها
وشتلةُ الخسِّ ،(أمْ ماضي) لقد كبرتْ
هيَّا تعالي فقد نادتْ لنحميها
حشاشة القلب( غطاسي )وبستنتي
(وأمُّ أحمد) عند الفجر ترويها
(ونجلة) الخير في حزني تُؤآنسني
يا خالق الكون إنْ قدَّرْتَ تحميها
ما كنت أحسب أنّ الدمع يعرفني
حتّى غدوت بطول الوقت أبكيها
ماكنت احسب في عمري سأفقدها
وأشربُ المرّ من جهلٍ وأسقيها
ما كنتُ أحسب في يومٍ سننزفها
تلك الدماء وفي حقدٍ نُغزيها
هذي بلادي سأبكيها بلا خجلٍ
وأذرف الدمع من عيني وأرويها
وأسأل الله في سرِّي وفي علني
علَّ الدعاء منَ الأسقام يُشفيها
فما أبوح فمنْ حربٍ تُشتتنا
وما أقول مآسي من مآسيها
عذراً أُخيَّ لقد أمستْ مكاشفتي
حقّ اليقين ومن حقِّي أُجلِّيها
كانت شآم وكنّا نشتكي ظُلَماً
أمست ظلاماً وتُهنا في دياجيها
إنَّ الشآم بلاد الحبِّ نعرفها
والحبّ فيها قناديلاً يضويها
إنّ الشآم ديارٌ كنت أعشقها
حتى الجمال بدا شعراً يقفيها
يا شام يا مقلة الأحداق يا رئتي
أنت العيون ونحن الدمع نحميها
أنت الكروم على أنغام أغنيتي
منك الحروف عناقيداً أغنيها
كانت رياضاً وكان الحبّ يألفها
صارت ضياعاً وصرنا في منافيها
وغربة القسر بعد الآه تقتلنا
زادت رحاها بآلامٍ نعانيها
سؤآتنا كشفت لا توت يسترنا
مازال فيها شياطينٌ تغذيها
هذي الحروب فما زالت تعذبنا
وقسوة الهجر من أقسى مآسيها
يا حرقةَ القلب أشتاتٌ عوائلنا
ودورنا لخراب الحرب نخليها
لا يوسف الآن لا يعقوب يدركنا
ولا زليخا بقول الحقّ نرويها
وعصبة الجبّ ما زالوا وما برحوا
ونحن أيُّوب مازلنا نحاكيها
وكان في الشام تمساحٌ يقتلنا
بالقصف والسجن والأحلام يقصيها
فصار في الشام للتمساح مزرعة
فيها ذئابٌ وعن عجزٍ نُؤاويها
هذا اللئيم أثار القتل في بلدي
واسترخص الدمّ كرها في أهاليها
غاب الجمال وساد البؤس طلعتها
والمجد يصرخ والآثام ترويها
إنّي سأكتب للتاريخ ثورتها
تاهت بلادي وهذا التيه يقصيها
إنّ الحروب صخور الصمّ تمقتها
وصاحب العقل في الإفتاء يزجيها
فالصدق حلٌّ إذا صحّت ثقافتنا
والحبّ نورٌ ومعنى من معانيها
يا ليت وحدي ألاقي كلّ ظلمتها
وينعم الخلق في أقصى فيافيها
يا بعض أهلي فهذا الشعر مملكتي
وكلّ ملكي من الدنيا وما فيها
فأرقب الشمس علَّ النورُ يجمعنا
يا أخوةَ الدار ما أحلى لياليها
يا أخوة الدار إنَّ الآه تسكنني
والروح نارٌ وهجرُ الدار يصليها
وزاد بالطين بلاً أنَّ (أخوتنا )
فوق البلاء يزيدوا في بلاويها
تراهمُ من سفاف القوم يجمعهم
ضعف النفوس ٱذا تاهت بأهليها
قومٌ لئامٌ وسوق المال يكشفهم
باعوا الضمائر والديوث يشريها
باعوا الدماء وقد خابت تجارتهم
ولعنة الله قد حقَّتْ مراميها
يا حرقة القلب يا تيهٌ يرافقني
ماذا أقول وها قلبي اكتوى فيها
قد مسّني الضرُّ والآلام تعصرني
وتسأل الروح عن آلامِ تاليها
ما أصعب الآه من ظلمٍ يطوقنا
بمسحةِ الدين والزنديق مُفتيها
هذي بلادي على الأيام مفخرةٌ
حتّى هلكنا وذيل الكلب راعيها
هذي بلادي وكم دارت بها دولٌ
علم اليقين فنصر الله آتيها
للشام من مهبط التنزيل منزلةٌ
وسادة الخلق آيات الهدى فيها
لكلِّ غازٍ على الفيحاء مقبرةٌ
والشام روحٌ ستحيا في أهاليها
يا ربِّ وحدك من نرجو هدايته
يا ربِّ لطفك بالأطفال تحميها
حسن خطاب سوريه جرجناز
______________________________
ديوان
شتات الروح
بقلم
الشاعر حسن الخطاب
منتدى هاملت للأدب العربي المعاصر