الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

لبيك رسول الله // بقلم الشاعر // د.فواز عبدالرحمن البشير

 لبيك رسول الله  


أنا ما كنت لولاكا             فكيف إذاً سأنساكا

وهبني تهتُ عن نفسي      فهل أنسى مزاياكا

وحقك لم تزل حيا          وفي قلبي سجاياكا

ولم تبرح تؤانسني        وصفوي من عطاياكا

أحبك رغم تقصيري       و رغم العجز أهواكا

وأطلب أن توافيَني           فتحييني وأحياكا

وتبقى في شراييني       وفي الوجدان ألقاكا

فلا عاش الذي بالحيف      والإسفاف جافاكا

وتبا للذي بالحقد              والإجحاف عاداكا

أما وصيتنا فيه               و بالنكران جازاكا

وأنت الشهد في طعم     ورب العرش حلاكا

وأنت السمح في خلق      ورب الناس زكاكا

ولست مدافعا عنك             لأن الله يرعاكا

ولا يرضى بأن تشقى           بدنياك وأخراكا

فلا والله لن نرضى           بمن بالسب آذاكا 

سنشتمه ونلعنه              بمسعاه وما حاكا 

عسى الجبار يجزيه          محاربة وإهلاكا 

ويقصمه وقد أبدى            نفاقا ثم إشراكا 

وطبت برغم من يأبى  سناك وطاب مثواكا


د فواز عبدالرحمن البشير 

سوريا 

١٦-١١-٢٠٢١




يا طائرا غنّى) بقلم الشاعر // محمد الديري

 (يا طائرا غنّى)


يا طائرا غنّى , في دوحنا حرّا...تسمو بنا الدّنيا , ترجو وتنتسب ُ


 نحن الرّياح إذا,  غابت غواربنا ...واستمسكت قُبَلٌ,  من قوتها عجبوا


يا أيّها العرَب,  قوموا لقائمكم ...واستوثقوا عهداً,  يُسقى به الدّأب


لا يغدرنّ بكم   , من طوله أمدٌ ... إنّ الزّمان له ,  من طوله العجب ُ


قد خان قبلا ً مَن , قد  غرّه أمل ٌ...حتى أناخ له,  من بَهرج نُخَب ُ 


لا تركنوا أبداَ,  للذّلّ

يصرعكم ...والجبن ِ ينعاكم,  فالخوف ُ قد يثب ُ


أحفادنا نهلوا,  من منهل ٍ وسقوا...من طهر أرواح ٍ,  تُرْباً فكم سكبوا


واستوطنت  فلهم ْ , من عزّةٍ همم ٌ...إنّي رأيتُ لها,  من فخرها رتب


حتّى دنتْ خوفاً  , من ذلّها قمم ٌ... نجما ً لقد صاروا , يهدي ويُرتقب...


إنّ الشّآم لها , فخرٌ يمجّدها ... كأنّها نجمٌ , يسعى ويُنتدب...


قد صاح واديها,   هبّوا بني سندي...كي يستجيبَ لنا,  صفٌّ به نُجُب ُ


 هيا أزيلوا من ,  أذهانكم عُقَداً... أُوْرثْتموها من غرب ٍ فتنغلبوا...


لا تركنوا أبداً ,  واستوثقوا أثرا ً... من سَيْر أصحاب ٍ, ترنو لهم سحب


كذا أبي بكرٍ , قد صدّ 

خائنةً ...من ردّة ٍ وجرى , يعلو به الحسب 


فاروقنا عدْل ٌ, قد قال (أحمدنا) ... :( لو كان من بعدي , حقّا ً لمنتجب)... 


 (ما ضرّ  عثمانٌ) من بعد عسرتنا ...جيشا ً أقام لنا تسمو به الحجب


أمّا ( عليٌّ ) مقدامٌ وقدوتنا ...والرّوح َ أهداها , كي تُزهر القبب


هذي مدارسنا في كلّ غادرةٍ ... نسمو ونقتبسوا ,  نعلو وننتسبوا...


محمد الديري؟




قصيدة تحت الضوء // اعداد ا. خالد خبازة // القصيدة بقلم ا. محمد نبيش

 قصيدة تحت الضوء

برنامج نقدمه في يوم الثلاثاء  كل اسبوعين


الشعر هو عبارة عن

استعارة جميلة ، أو كناية موفقة ، أوتشبيه بليغ ..

 و ربما  يزيد في جماله استعمال الشاعر بعض  المحسنات البديعية المتقنة ، أو صورة فنية معبّرة . و أن يكون الصادق غالبا فيها ..  بعيدا عن الألفاظ الوحشية أو التقعر في الألفاظ  .. 

ان للشعر لغته التي يتفرد بها . و تختلف لغته عن لغة النثر  ..

 فالشاعر هو من ينتقي من الألفاظ ما يناسب  المعنى مبتعدا عن سوقيها.. و أن تكون مخارجها  سهلة بعيدة عن التعقيد  ..  و الا فقد الشعر أهم خصائصه  

و أن يكون السمع.. وسيلة للوصول الى القلب .. 

و يعتبر العرب أن المعنى هو البدن و لباسه   اللفظ  .. فاذا تنافر المعنى و اللفظ  لم يكن شعرا  

  والنظم  اذا  فقد هذه الأقانيم الأساسية .. خرج عن مفهوم الشعر،  و أصبح نظمًا لا روح فيه ، و لاحياة . 

يقول حسان بن ثابت 

و ان أحسن بيت أنت قائله ... بيت يفال اذا أنشدته صدقا

و يعتبر العرب أن البيت من الشعر ، كالبيت من الأبنية : قراره الطبع ، و سمكه ( سمك : رفع ) الرواية ، و دعائمه العلم ، و بابه الدربة ، و ساكنه المعنى ،. و لا خير في بيت غير مسكون  .

و الشعر أوله مفتاحه .. 

و على الشاعر أن يجود ابتداء شعره  ، لأنه أول ما يقرع السمع . و منه يستدل على ما عنده من أول وهلة . 

أما الانتهاء فهو قاعدة القصيدة  و آخر ما يبقى منها في الأسماع ، و سبيله أن يكون محكما ، لا يمكن الزيادة عليه  ، و لا يأتي بعده أحسن منه ، 

و اذا كان أول  الشعر مفتاحا له ، وجب أن يكون الآخير قفلا عليه .

و يروى عن بعض المشايخ قوله :  مثل التجنيس الواحد في البيت ، كالخال الواحد في الخد ، فاذا كثر ، انتقل من الاستحسان ، الى الاستقباح  ، و ربما طمس محاسن

و الاستعارة  أوْكَدُ  في النفس من الحقيقة ، و تفعل في النفوس ما لا تفعله الحقيقة 

و الآن  اضع بين  أيديكم  هذه القصيدة   الرائعة

 للشاعر  اليماني  

محمد خادم نبيش

بعنوان

العيد

فهي  درة بحق .. و أيقونة شعرية  تستحق التعليق على جدران القلوب

 وهي  بكل صدق ..  من أجمل ما قرأت  

حيث بدأ الشاعر قصيدته  باطلالة  و بديباجة  رائعة و ختمها ببيت  أكثر روعة و جمالا 

  فلنبحث  في مكنون لآلئ هذه  الدرة الفريدة ..  و نستشف جمالها  باحثين في ابياتها عما فيها من بلاغة و جمال  وصورة بيانية جميلة أو استعارة موفقة أوتشبيه بليغ أو فكرة مبتكرة أو ما فيها  من محسن بديعي أعجبكم  ..  و نحن بانتظار همتكم  و براعتكم في اكتشاف الرائع فيها .. 

 و لنر ما فيها من كل ما تحدثنا عنه في مقدمتنا هذه  

مع تمنياتنا القلبية لكم جميعا أن تستمتعوا معي  بهذه اللؤلؤة الفريدة

العيد


بدا متعبَ الخطواتِ يمشي مُهَشما

ينوءُ ليهدي للسعادةِ مَعلَما


وكانت مراسيمُ الغروبِ أمامَه

كمحفلِ أعراسٍ  تضمنَ مأتما


هنالك قرصُ الشمس يُهراقُ دمعُه

ويسكبُ في جفنِ الدجى دمعَه دما


ويبدو هلالُ العيدِ من حمرةِ الأسى

كثغرٍ غضوبٍٍ هَمَ أن يتبسما


كعصفورةِ حيرى تَغَيبَ عُشُّها

كومضِ ابتسامٍ لم يجد بينهم فَمَا


يصدون لا كرهاً ولكن جراحُهم

تقولُ لهم ما عاد ذا العيدُ ملهما


يطلُ من الشرفاتِ والقلبُ موصدٌ

وتَسَّاقطُ الأزهارُ من حُرَقِ الظما


فلا اللونُ لونُ العيدِ ، لا الطعمُ طعمُه

ألم يَكُ قبلاً يزرعُ الأرضَ  أنجما


يعيرُ القلوبَ المتعباتِ جناحَه

ويهمي على الجرحِ المُضَرَّجِ بلسما


على صهواتِ العيدِ يختالُ عاشقٌ

وما مُغرمٌ إلا ويلقاه مغرما


وفرقعةُ الأطفالِ من كلِ وجهةٍ

وألعابُ نارِ العيدِ تحتضنُ السما


والعابُ نارِ العيدِ كانت جميلةً

كبرنا .. ونارُ العيدِ أضحت جهنما


 تمدُ سحابَ الحزنِ فوقَ رؤوسِنا

فلا حزنُ إلا فوق أرؤسِنا همى


هي الحربُ إلا أن ترى العينُ ضدَها

وأن لا أرى دربي بموتي مُلَّغَما


هي الحربُ دمعاتُ الثَكالى شرابُها

ومن لحمِنا تستمرئ اليومَ مطعما


هناك ترى طفلاً يفارقُ كفَه

وطفلاً بلا ساقٍ وطفلاً  تَيَتما


وطفلاً له عقلٌ و روحٌ بأرضِه

وجسمٌ بأقصى شاطىءٍ الحزنِ خَيَّما


وقد سرقوا منه ابتسامةَ عيدِه

أذا ابتسموا للعيدِ زاد تَجَهُما


حُزِيْمَات سعفٍ قد تهرا ، تظله

وشوكُ (سلامِ) يعشقُ اللحمَ والدما


تشبثَ إن رامَ النهوضَ بثوبِه

تشبُثَ ملهوفٍ غدا فيه مغرما


وكم قَدَّ من دُبْرٍ وقُبْلٍ ثيابَه

وظلت ثيابُ الطهرِ تأبى التأثما


على بطنه يسراه تمسكُ جوعَه

ويمناه لا تسطيعُ أن تصلَ الفما 


تسافرُ في خديه دمعاتُ بؤسه

ولما تنل خداه ما يطفيءُ الظما


أيغفو وفي عينيه أقذاءُ صحوه

أيصحو ومحضُ الصحوِ أضحى توهما

 

يحاصرُ هذا الصحو بالغم قلبَه 

فَجلُّ الأماني أن ينامَ ويحلما


سيحلم  فجراً بالسرور مضمخاً

يعانق أرواحاً ويفترُّ برعما


سيحلم عيداً ذات سعدٍ يضمنا

ويعلو على حجب الغيوم مُحَوِّما


سيحلم أن يصحو وتجار حربنا

تهاووا وأضحوا ساكنين جهنما


أمانٍ جميلاتٌ تسيل براءةً

وتطلب منا أن نسيل لها دما


لنغدو  ابتسامات تزين ثغرهم

نمد من الأرواح جسراً وسلما


تعبنا ودمع الفقد ينزفنا معاً

وسيف النزوح العضب للقلب قَسَّما


تعبنا وشيخٌ يطعم الريحَ دمعَه

ويسأل عن عهدٍ جميل تَصَرَّما


تسيحُ مع الذكرى تقاسيمُ وجهه

ويستشرفُ الأيامَ من ومضِ رُبَّما


يمدُ إلى الأنسامِ أنفاً مُوَلَّهاً

بعطرِ بلادِ في مراتعِها نما


فتزجي له الأنسامُ بارودَ موتٍها 

فيطرقُ والأنفُ الأشمُ تهشما


سرى في تجاعيدِ البسيطةِ طرفُه

لتخبرَه العينُ البصيرةُ بالعمى


فلا عطرُ هذي الأرضِ يشبه عطرَها

ولا في سماها ما يذكرُ بالسما


ولا بردُ ذاك الرملِ يلثمُ خدَه

إذا ما دنا ليلُ على دعصِه ارتمى


دروبُ النزوحِ المرِ تنكرُ خطوَه

وينكرُ منه الكفُ زنداً ومعصما


بيومٍ بلا أوجاعِ لم تاتِ شمسُه

فكلُ شروقٍ بالظلامِ تعتما


ولكن لنورِ العيدِ في القلبِ موعدٌ

إذا اقتلعَ الشعبُ الطغاةَ وحطما


وتذهبُ غيماتُ الدخانِ وحربُهم

وتحتضن الأرضُ السلامَ لتنعما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد خادم نبيش

اليمن