الأربعاء، 30 مايو 2018

التحديق في المجهول // للمبدع // الشاعر ... بشير بشير

الـتَّحديقُ فـي الـمجهول
***
أَبَـداً تَـقْـتاتُ بأَحلامٍ لا تُسـمِنُ
لا تُـغني من جـوع
...
وتظَلُّ كنسَّاجٍ
يـَغـزِلُ من ضوءِ الشَّمسِ رِداءً
لا يَـستُرُ حتَّى بالوهمِ خَواءَ الرُّوح
وتُـحدِّقُ في عُـمقِ الـمجهولِ بلا جَـدوى
لا تُـبصِرُ غيرَ سَـرابٍ مَـجروح
وظِـلالاً لِـنُجَيْماتٍ باهِـتةٍ
تبدو كَـثُـقوبٍ في جِـلدِ اللَّيلِ الـمذبـوح
ويَـجيئُكَ صوتٌ من بُعدٍ
قد طَمَستْ كلَّ حروفٍ فيهِ وأَفْنَتْهُ الرِّيـح
وتناضِلُ تُـصْغي تُـصْغي تـُصْغي
والـصَّوتُ يَـروح
وتُخادعُ حتَّى نَفسَكَ تـَخـدعُها
وتُـهدْهِـدُها بـحديثٍ مَـنغومٍ وفَـصيح
وتُـهوِّمُ تـَعدو في كلِّ الـطُّـرُقاتِ تَـصيح
ماذا في كفَّيكَ سوى قَـبضِ الـرِّيـح
وضَـياعٌ مُـرٌّ وصَـريـح
واللَّيلُ الـسَّادِرُ فيهِ طَـويلٌ وثـقيلْ
الـظُّلمَةُ فيهِ عَـناءٌ وعَـويلْ
والـوحْـشةُ فيهِ لـها أَصْـواتُ طـبولْ
وصُـراخُـكَ لا يُـجدي لا يُسمعُ يا هذا
وأَرى أَنَّكَ مَـحكومٌ بالـتيهِ عليهِ طويلا
في ظلمات المجهول .
***
بشير عبدالماجد بشير
السودان .
من ديوان ( اشتات مجتمعات )
 
 

اشهى من الموت //للمبدع /// الشاعر... مازن الطلقي

أشهى من الموت شيء قط ما كتبا
يا موت زرني سراعا واخطف التعبا
لا عيش في الظل والبارود نسمته
لا نوم والحرب تذكي حولنا اللهبا
...
للريح في الماء لون لا يراه سوى
ظل المهاجر من في الريح قد ركبا
ولا يرى الموت فوق الراحتين عدا
من عاش صنعا البريئة وانزوى حلبا
إن الدلاء التي عادت بماء أبي
وشت بها البئر للثوار والخطبا
فهشموها ونادوا في الجرار متى?
متى تثورون يا موتى من الغربا?
لا شأن للجوع يا ميساء في بلديٍ
لا شأن للخوف يا ساداتنا النجبا
تقاسم البرد حلم اللاجئين مع
جفاف آذار في درعا وقلب سبا
مذ قدت الحرب ثوب الفجر غادرنا
ضوء النهار وطيف الأنبياء خبا
وعاد نيرون من روما يحررنا
وحاله; يا سيوفي مزقي العربا
مازن الطلقي
 


 

اهلا بشهر الله /// للمبدع /// الشاعر ...السيد عماد الصكار

 ..
أهلا " بشهر الله
عادت لياليه بالأنوار تغمرنا ...
شهر به تؤثر الطاعات و النذر
أيامه في حساب الخلق بائنة
لكنها في حكم رب العلا دهر
شهر له في شهور الله منزلة
صاغت معالمها الآيات و السور
شهر به الخير لا تحصى فضائله
عتق و ذنب من النيران مغتفر
شهر به أنزل القرأن نافلة"
وحي تجلى لخير الخلق يبتشر
قد جاءه في مغار الكهف يقرؤه
قولا" به أية الأعجاز تستتر
ألقى به الله نورا" من بواعثه
في صدر من شهدت له الزبر
ثم اصطفاه نبيا" هاديا" ومضى
يدعو طغاة" بأمر الله مانصروا
أمسوا ببدر صغارالشأن واندخرت
أمارة الشرك و الأوثان والحجر
حتى علت راية الأسلام شامخة"
سارت ومن خلفها التاريخ والسير
الصوم و الأمساك حسن طهارة
ينأى به العبد عن ذنب و يعتذر
و السعي في طاعة الرحمن غايته
صون الجوارح لما زاغت النظر
و الصبر في ساحة الأقدار بلسمه
رقيا لعبد بتقوى الله يختبر
يزداد بالصوم أيمانا" يلوذ به
يوم الحساب و أنى يذهب البشر
يلقى به الله مشفوعا" بتزكية
يرجو بها دوحة الباري و ينتظر
حتى أذا استيقن الميزان موضعه
لاحت أسارير من بالله يأتزر
حشر بتوليفة الناجين من سخط
صوب الجنان فكان الفوز و الظفر
أهلا" بشه‍ر الله يوم قدومه
نلقاه بالحمد ما أن يصدق الخبر
السيد عماد الصكار
 
 

مثالب المبدع و الابداع عند العرب المعاصرين //للمبدع ...الاديب ..الناقد ///الشاعر د. بومدين جلالي

مثالب المبدع والإبداع عند العرب المعاصرين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتلأ الفضاءان الورقي والافتراضي بالكتابات التي تصنّف نفسها ضمن الإبداع الناطق باللسان العربي، فالأجناس الأدبية في عمومها حاضرة بكثافة في كل مطبعة وفي كل حيّز افتراضي، ومَن يطلقون على أنفسهم صفة الكتّاب المبدعين يتفاخرون ويتهاترون في كل منبر إعلامي أو شبه إعلامي بإنجازاتهم الأدبية المختلفة... لكنّ القراءة تكاد أن تكون منعدمة، وقاعات النشاطات الأدبية من الخليج إلى المحيط لا يتجاوز غالبا فيها عدد الحاضرين للنشاط عدد مقاعد الصف الأول، تماما كعدد الذين يسجلون إعجاباتهم بالنص الأدبي المنشور افتراضيا ... كتابات تُعدّ بعشرات الآلاف أو أكثر واهتمامات بها تنزل إلى عشرات الأنفار أو أقل في أمّة يقول عنها الإحصائيون إنها بلغت مئات الملايين وعدد خرّيجي جامعاتها بلغ عشرات الملايين ... صورة كاريكاتورية أو كارثية أو أي شيء من هذا القبيل، لكنها واقعية ولا مبالغة فيها ... وأسباب هذا العزوف أو التنّكر أو الرفض الصريح المباشر أو القطيعة بين الكاتب المنتج والمتلقي القارئ كثيرة وكثيرة جدا، وقد تناول المحللون بعضها في مساحات إعلامية متنوعة بإسهاب كبير أحيانا، والعنصر الذي قوبل بشيء من الصمت ولم يناقشه أحد - فيما أعلم - بوضوح لا غبار عليه هو ما وسمت به العنوان بعد اختيار مؤسس على متابعة طويلة الأمد لكتاباتنا الأدبية المصاحبة لأفول الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة.
في إطار انشغالاتي الجامعية واهتماماتي الأدبية؛ لقد طفت عددا من الأصقاع العربية انطلاقا من المغرب العربي الكبير ومرورا بوادي النيل ثم الشام وانتهاء بشبه جزيرة العرب، وأنا أستقصي وأشاهد وأستمع وأحاور وألاحظ، كما تابعت خلال سنوات عديدة بعض ما تعرضه الفضائيات وما ينشر إلكترونيا في كثير من الصفحات والمجموعات والمواقع والمجلات الأدبية العربية، وقبل هذا وذاك وبالتوازي معهما لقد قرأت عددا معقولا من الكتابات الأدبية العربية عموما والجزائرية خصوصا بوصفي مهتما بالإبداع وأستاذا مدرّسا ومشرفا ومناقشا وباحثا - ومحيطي الواقعي والافتراضي يعرف ذلك غاية المعرفة - ويبقى اهتمامي متواصلا برغم تقدّم سني وضعف بصري وتقلّص طاقتي ...والنتيجة التي وقفت عليها بعد هذا المسار الطويل هي أن السبب الرئيس في انكماش المقروئية في الزمن الأخير هو مثالب المبدعين وإبداعاتهم العربية المعاصرة، والدليل على ذلك هو أن قراء العربية اليوم يذهبون - إذا ما وجدوا من يوجههم - برغبة مثيرة للانتباه إلى كتابات أعلام تراثنا القديم كما يذهبون برغبة مماثلة إلى كتابات أعلام تراثنا الحديث وإلى الأعمال العالمية المترجمة باحترافية تجعل النص المترجَم كأنه عربيّ أصلا لكن تلك الرغبة تنعدم أو تكاد مع أول تجريب على النص الجديد ...
وهذه المثالب أو العيوب الكبيرة أو النقائص الخطيرة تتجلى واضحة أمام البصر والبصيرة من أي زاوية نظرت منها إلى النصّ الإبداعي في الزمن الأخير العاكس لحقيقة مبدعه كأي نص في التاريخ الأدبي الطويل... وهي مثالب كبيرة إلى درجة تدعو إلى إلغاء صفة الإبداع الأدبي عن هذه الكتابات وطرد منتجيها من فئة أهل الأدب العربي ... وهي خطيرة إلى درجة جعلت القارئ العادي باللغة العربية يعاف القراءة ويعلن صراحة بأنه لا يقرأ لأنه لا يجد لمن يقرأ وما يقرأ ... ومن بين ما جعلي أذكر هذا الإشكال القائم من دون أدنى حرج هو أني كلفت طلبتي بالاشتغال حين التطبيق على نصوص معاصرة متنوعة - وفق اختياراتهم لا وفق اختياراتي - وذلك خلال سنوات متتابعة، ومع نهاية كل سداسي كنت أسأل الطلبة عن مستقبل علاقاتهم بالنصوص التي درسوها وبما يضاهيها من نصوص معاصرة فيجيبون بما معناه إن الأدب الراقي يجمع بين الفائدة والمتعة وهذه النصوص لا فائدة فيها ولا متعة بل هي مصدر التحلل القيمي والمجتمعي والحضاري الذي يحيط بنا من كل جانب ومنجزوها مسؤولون عن ذلك، وبالتالي مستقبلها ومستقبلهم عدم ومستقبلنا إذا ما تشبثنا بها وبهم يسير إلى العدم ...
ومن أبرز مثالب كتابنا المتجلية في كتاباتهم العربية المعاصرة التي قمت بتفحصها ما يلي : -
01 - التأسيس على الفراغ والهامشي
لقد بتنا نعلم أن المدرسة العربية في عمومها وبجميع جنسياتها لم يصبح هدفها الأول هو صناعة العلماء والأدباء وكبار الفنيّين الذين يساهمون بمهارة عالية في بناء الفعل الحضاري المتطور وإنما وقفت طموحاتها الراهنة في الاحتفاظ بالشباب داخل المؤسسات التعليمية أكبر مدة ممكنة إضافة إلى توزيع شهادات شبه مغموزة بغية التوظيف العادي، وذلك بحثا عن السلم الاجتماعي واستباقا لأي تمرد على أنظمتها المثيرة للجدل بتصرفاتها اللامسؤولة. وعليه؛ لقد تراجع الأداء المعرفي ومهارات التكوين والبحث بشكل فظيع وحل محلها تثقيف الترقيع والجاهز والهامشي المسطح وما يجري هذا المجرى. وهذا ما يتراءى من غير جهد كبير في إنتاجنا المعرفي العام وفي نصوصنا الإبداعية بصورة خاصة. فعندما يقرأ المتلقي عملا من الأعمال المعنية لا يجد في ثناياه عمقا ثقافيا يستدعي التفكير ولا حسا جماليا يرضي الذوق ولا جديدا قد تحرّر من الرث المستهلك المقزّز ... وهكذا أصبح إبداعنا - الذي لا علاقة له بالإبداع - مهتزّا فنيا، فارغا من حيث الإحالات على معرفة عميقة بقضايا الحياة، هامشيا من حيث الطرح، تماما كحقيقة منتجيه.
02 - ارتباط الإبداع بالبلاطات
من حيث الارتباط بالسياسات العربية الراهنة ينقسم الإبداع العربي إلى ثلاثة أقسام، أولها يوالي السلطة - طمعا ونفاقا غالبا - وهو مؤسس على الصراخ والمدح، وثانيها معارض للسلطة - طمعا ونفاقا غالبا أيضا - وهو مؤسس على الصراخ والقدح، وثالثها لا هذا ولا ذاك وإنما هو هامشي تائه في المسطحات والغرائز، والصمت أمام الأحداث المفصلية هو توصيفه الرئيس... وهذه الأقسام برمتها تلتقي في خدمة البلاطات المغضوب عليها لأنها تقتسم أدوار الداعية الإشهارية لها، وامتصاص الغضب الشعبي عنها، ونشر اللامبالاة بين العامة بما يحدث من انكسارات متعددة في واقع الشعوب العربية ودولها.
03 - البحث عن مرضاة الآخر المختلف
ما إن يظهر المبدع العربي المعاصر قليلا على مستوى الإعلام المطعون في مهنيته ومصداقيته وانتمائه حتى يغدو همه الأساس واهتمامه الأول ليس هو تعميق أدائه الفني والالتحام بشعبه وثقافة انتمائه وإنما هو الهوس بمرضاة الآخر المختلف والمعادي للوجود العربي بصور قديمة وجديدة لتجليات العداء... فأهل مشارق الحيز الجغرافي العربي تستهويهم مرضاة الناطقين بالإنجليزية وأهل مغاربه تستهويهم مرضاة الناطقين بالفرنسية، لضرورة نادراً وبدون ضرورة غالباً، حتى وصل بهم الهوس أحيانا إلى أن مَن تُرجمتْ له بعض الصفحات الرديئة إلى إحدى اللغتين المشار إليهما قد أصبح مبدعا عالميا، وهو قاب قوسين أو أدنى من جائزة نوبل أو ما يضاهيها ... والأكثر مرارة وخطورة من ذلك هو أن بعض هؤلاء الكُتاب ناصب العداء جهارا نهارا للغة العربية إمّا بالدعوة إلى التخلي عنها تماما والكتابة بغيرها من اللغات أو بمزجها بهذه اللهجة الدارجة أو تلك أو باستبدالها بلهجة محلية بدعم واضح من اللوبيات الغربية التي لم تتخلّ أبدا ولو بمقدار ذرة عن نزعاتها الاستعمارية الكولونيالية القديمة بل طورتها بإخراجها من الطابع العسكري وإدخالها في الطابع الثقافي التعليمي انطلاقا من العمل على تهديم اللغة الرئيسة رمز الهُوية ووعاعها الذي لا بديل عنه ولا مستقبل بدونه ...وضمن هذا التوجه الهادف إلى إرضاء الآخر مهما كان الثمن ذهبت جمهرة من كتابنا إلى اعتناق الطرح العلماني المتطرف فتنكروا لكل قيم المجتمعات العربية وأخلاقياتها ودينها كما احتقروا تاريخها الجهادي النضالي الطويل بما فيه من رموز مختلفة واستهجنوا قضاياها المركزية مثل القضية الفلسطينية التي أصبح بعضهم ينظر لمقاومتها الشرعية على أنها إرهاب وينظر إلى جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنها حرب من أجل السلام ويدعو إلى التطبيع مع إسرائيل بصريح العبارة. وبالتوازي مع هذا الموقف المخزي الجريء؛ دخل عدد معتبر من كتابنا في صمت مطلق وكأن ما يحدث في فلسطين وفي غيرها من هذا البلد العربي أو ذاك لا يهمهم، لا من قريب ولا من بعيد ... وترتب على هذا ظهور قطيعة واضحة بين النخب - ومنهم أهل الإبداع - وبين المجتمعات العربية المجروحة في كرامتها والمهددة في وجودها
04 - سيطرة التيمات الثانوية والهامشية
مع الخروج من عصر والدخول في عصر آخر، وللعوامل المذكورة سلفا وغيرها؛ لقد فقد المبدع العربي انتماءه أو كاد أن يفقده فغابت تيماته التحررية والبطولية المعتزة بأمجادها العريقة والمدافعة عن حقها في الوجود المعاصر بحرية مجتمعية كاملة وسيادة لا غبار عليها، وحلّت محلها مَوْضَعة أخرى تتمسرح حول الأنا الشاذ والمستضعف أمام الآخر وتدور حول تمجيد السلوكات المدمرة للخصوصية المحلية ولإنسانية الإنسان معاً والمهددة للوجود الصحي الطبيعي مثل اللواط والسحاق والعهر والمخدرات والاغتراب الناتج عن التنكر للانتماء والتشبّه بالآخر الذي يبقى الآخر في مقابل الأنا مهما مارس هذا الأنا على ذاته وهويته من مسخ وفسخ ونسخ ...من هنا أصبح الأدب على المستوى الشعبي يوصف بقلة الأدب كما أصبحت الثقافة توصف بالسخافة ... والأمر الغريب حقا هو أن التيمات المذكورة أصبحت تتكرر في كل حدب وصوب بمنزع غرائزي عدواني يجعل الذي لا يعرف المجتمعات العربية يعتقد أن مشاكل العرب ستحل حلّا جذريا إذا ما أصبحت نساؤهم عاريات وشبابهم شاذّاً والدياثة ترافق كل رجل منهم ونُبشتْ قبور رموزهم وديست مقدساتهم وأزيلتْ خصوصيتهم وتنكروا لتاريخهم ولبعضهم وجعلوا أعداءهم إخوة أصدقاء لهم وتنازلوا عن ممتلكاتهم وسيادتهم لمرتزقة الغرب الطاغي وعملائهم بينما العكس المطلق هو الصحيح .
05 - رداءة الأداء الفني
ما يميّز النص الأدبي عن غيره من النصوص بأنواعها المختلفة هو أدبيته المؤسسة على جماليات الأداء اللغوي الصحيح وتماهيه مع طبيعة الجنس الذي تمت ضمن إطاره الكتابة الإبداعية، ولا حرج إن استعار جنس ما من جنس آخر بعض شعريته لضرورة فنية من الضرورات... ويبقى تطويع اللغة بجمالية منمازة عالية ومهارة معرفية راقية هو جوهر تشكيل النسيج التعبيري الأدبي حين تناوله لشعور ما أو فكرة ما أو حدث ما، تماما كما يحدث في الألوان مع فن الرسم وغير ذلك من الفنون مع موادها المرجعية ...من هنا كان الإبداع الأدبي كتابة ولكن لم يقل أحد إنّ كل كتابة إبداع باستثناء ما يحدث عند معظم حملة القلم العربي في هذا الزمن الأخير إذ فقدت في كتاباتهم مصطلحات مثل " رواية"، " شعر"، " مقالة أدبية "، " مسرحية " وغير ذلك معانيها كلها أو بعضها بسقوط الأدبية من نسيجها الفني وضعف أدائها اللغوي إلى جانب رداءة مضامينها التي أخرجتها من دائرة الفن للفن كما أخرجتها من دائرة الفن للحياة وحولتها إلى منشورات دعائية مقززة فارغة من أبسط ما ترتكز عليه جملة إشهارية موجهة للسواد بغية لفت انتباهه إلى منتوج ما ... ومن باب الاستئناس؛ أقترح على المهتمين والمهتمات مقطعا من قصيدة همزية طويلة في بحر المتقارب لشاعر سوداني يصف فيها هذا الوضع المزري بطريقة شبه فكاهية تتلاعب على تبديل الحروف ، قال : -
أيَا كـــاتباً ( طابَ ) فيـك الرّجاء ... و( طابتْ ) مساعيك والطّاءُ خاء
( بليـــغٌ ) كما قيـــل والغيْــن دالٌ ... ( خبيرٌ ) نعمْ أنْتَ والـــرّاءُ ثــاء
( عظيـمُ ) المبادئ والظـــاءُ قافٌ ... ( سليمُ ) العبـــــارة والميـمُ طاء
مدحْتَ ( الغواني ) والغيْـــنُ زايٌ ... ورُمْتَ ( الفضائلَ ) واللامُ حاء
وشدْتَ ( قصور ) الفضيلة عُمْراً ... فصارتْ بفضلك .. والصّادُ باء
كتبْتَ ( الرّوايةَ ) والـــــرّاءُ غَيْنٌ ... وكانَ ( الثّنـا ) منْك والثاءُ خاءُ
06 - تورط الحركة النقدية في ازدهار مثالب الإبداع
النقد الأدبي العربي في الزمن الأخير ليس نقدا في معظمه بالمعنى الذي ورد في تراث العرب ولا في الثقافة الغربية وإنما هو شيء لا يخلو ممّا يجسّده اختلال الحياة السياسية العربية الراهنة. فمرة تراه نشاطا مهنيا يجري وراء الشهادات من أجل التوظيف والترقية فيه والقليل من الشهرة - إذا أمكن - من دون زاد محترم غالبا، وهو غارق في مثلثاته ومربعاته وتأرخته المنحازة لهذ الجهة أو تلك بغير وجه حقّ. ومرة تراه خطابا إيديولوجيا رافعا راية العلمانية بشقيها اليساري أوالليبرالي وهدفه الأول هو تحطيم المقومات المجتمعية العربية كلها وعلى رأسها الدين الصحيح واللغة الفصحى. ومرة تراه تقعيدا للأنا المنتفخ ضمن طائفة أو عرق أو إقليم أو جهة من الجهات بهدف تثبيت هذه الأقلية أو تلك العصبة / العصابة وإلغاء الآخرين أو تهميشهم على الأقل. ومرة تراه يدور في فلك العلاقات الخاصة الملتفة حول مصلحة من المصالح أو شذوذ من الشذوذات. ونادرا - بل نادرا جدا - ما تراه يسعى إلى إبراز أدبية النص الإبداعي الراقي ومناقشة المضامين المساهمة في بناء فن أدبي عربي يؤسس لثقافة عربية تنشط من أجل غد صحّيّ تتقلص أورامه وتقل آلامه التي أنتجها زمن الرداءة والتكالب على وأد كل جميل وتشويه كل أصيل ... وهذا القسم الأخير لا يجد الصاغي المشهر له ولا المشجع المنصف، بخاصة لدى الرسمين والنافذين وعموم النخب الملوثة المسيطرة على أنفاس العباد والبلاد ... وهكذا أصبح النقد معْول هدم يشارك في التحطيم العام بالصورة ذاتها المطبقة في حقل الإبداع وغيره من الحقول - بقصد عند الرؤوس المنظرة المخططة وبدونه غالبا عند الأجيال الجديدة التابعة لهذه الموجة أو تلك بغير علم يذكر ولا حصانة قيمية - وهذا ضمن الدور المنوط للأطراف المهمشة في علاقتها بالمركز الغربي الملتف على العالم برمته، وضمن ما تهدف إليه العولمة المقولبة للأطراف المستضعفة في قالب هذا المركز المهيمن باستخدام الحروب الضرورية كلها من السياسية إلى العسكرية إلى الاقتصادية إلى الثقافية إلى غيرها لتنتصر بشكل أبدي نظرية نهاية التاريخ التي قال بها المفكرون الإستراتيجيون لهذا الغرب الطاغي بقوته، الظالم لغيره، الهادف إلى بقاء نظمه وخصوصياته دون سواها من النظم والخصوصيات.
وفي الختام؛ أقول بيقين : إن الاستثناء يبقى قائما في الإبداع والنقد والفكر وغير ذلك من أمور الحياة، ورغم قلته وضعفه في راهن هذا الزمن المرير إلا أنه بإمكانه أن يتحول من قلة إلى كثرة ومن ضعف إلى قوة إذا استطاع أن يستوعب تاريخنا النضالي الكبير - بالمفاهيم الوطنية والقومية والدينة والثقافة مجتمعة متآزرة، في كل المجالات وباللسان العربي - ويستلهمها ويستثمرها في حراك إحياء نهضوي جديد لا يلغي إلا مَن ألغى نفسه بانتمائه إلى الآخر المعادي لوجودنا والعامل على إزالته ... هنالك فقط ينتهي عصر الرداءة المهددة للوجود العربي ويبدأ عصر الجودة التي باتت مطلب الشعوب العربية كلها دون أن تعرف الطريق الصحيح المؤدي إليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . د . بومدين جلالي - الجزائر
 
 

صنائع المعروف /// للمبدعة /// الشاعرة .. زكية ابو شاويش

صنائع المعروف_____________البحر : الكامل المقطوع
أنا ما علمتُ من الخلالِ فضيلةً ___ تُقصِي عدوّاً في جوارٍ راسِ
مثلَ البشاشةِ في العطاءِ ورحمةٍ ___ في كُلِّ حينٍ تَرتقي بأُناسِ
إحسانُهم وصلٌ ... بلا مَنٍّ ولا ___ طَمَعٍ يَسُدُّ مسالكَ الأنفاسِ
هيَ رحمةٌ في الصَّدرِ نَحمَدُ وصلَها___لا تنثني عن رِي كُلِّ غِراسِ...

...............
وتعودُ من بعدِ العطاءِ بِغُرَّةٍ ___ تُمضي جميلاً يزدهي بلباسِ
فوقَ المطايا عفَّةٌ ... بحيائها ___ يَمضِي المُسافِرُ لو دنتْ لمآسي
والآنَ قصفٌ للمدافِعِ قد علا ___ زلزالُهُ في القلبِ كالوسواسِ
هل قامت الحربُ أمْ مَاذا جرى؟! ___قصفٌ توالى لاقتلاعِ رواسي
...............
في خيمةٍ سَهِرَالمُرابطُ وامتطى ___ عزماً لعودتِهِ ... بلا حُرَّاسِ
هل أحرقَ الأعداءُ كُلَّ خيامِنا؟!___ لم ندرِما يجري مِنْ قطعِ أمراسِ
لا كهرُباءَ ولا تَواصُلَ خُلَّةٍ ___ هذا الصَّباحُ مُعَمِّقُ الإحساسِ
يا ربِّ فاحمِ على الحدودِ شبابَنا ___ قد جارَ أعداءٌ بكُلِّ شَرَاسِ
................
أبعِدْ حروباً قد تطيحُ بهامةٍ ___ في وزنِها ثِقَلٌ ... مِنَ الألماسِ
والعقلُ زينةُ صاحِبٍ بِعلومِهِ ___ نَهَضت دويلاتٌ بلا أجراسِ
وتزيَّنت قِمَمٌ بِكُلِّ فضيلةٍ ___ دحَرَت بِهِمَّتِها ذُرى الأنجاسِ
وتفتَّحتْ سُبُلٌ لِكُلِّ ... مُغامِرٍ___ وعَلَت بمن أعطى لضبطِ مُقاسِ
................
وتهللَّت منهُ المشاعِرُ وانضوت ___كُلُّ الرَّذائلِ من هوىً حسَّاسِ
قد مالَ عن دربِ الفضيلةِ تائهٌ___ والعودُ أحمدُ إن دنا بأُناسِ
للحقِّ إن وصلوا وإن قطَعوا الَّذي___قد كانَ في ظُلَمٍ بلا نبراسِ
وتصالحوا بالودِّ دونَ مَظَنَّةٍ ___ للشَّرِّ يقطَعُ في القلوبِ كفاسِ
...............
قلبٌ سليمٌ من مثالِبِ حاسدٍ ___ فاللهُ يقبَلُهُ ... بلا ... إلباسِ
والحقدُ قد يودي بكُلِّ فضيلةٍ ___ فاحرص على حفظٍ بلامتراسِ
صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ ___ يُعطي بلا سُؤلٍ ولا إفلاسِ
صلُّوا عليهِ أحبَّتي وتعلَّموا ___سُنناً لخيرٍ مُبهِرِ ...الأنفاسِ
...............
الثُّلاثاء 14 رمضان 1439 ه
29 مايو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
 
 

أيام متناثرة /// للمبدعة /// الاديبة نجلاء عطية

أيام متناثرة
انطلقت تعدو وسط الظلام وتتوغّل في الغابة الموحشة وأصوات غريبة ، مزعجة تلاحقها من كلّ الاتجاهات..كانت تصمّ أذنيها وتبكي، تصرخ عاليا بلا صوت وذهول وتنظر إلى السّماء تبحث عن غطاء يحميها من عرائهاالمهين، ...تجري باتّجاه الضّياع ..توهم نفسها بأنّها على موعد مع شيء ما...تحثّ خطاها نحو السّراب بلهفة شديدة كمن ترغب في احتضان الشتات...تمشي لتنزع ذاتها المتعبة كمن تقتلع إبرا من قدميها الدّاميتين ومع كل خطوة ، تتخلّى عن إسم حفرته بمداد العين، روحها ،خلّفته وراءها ...
دون ارادة منها لتصبح نقطة واهنة في هذا الكون...كم كانت حلما جميلا كربيع دائم .. وصارت غريبة لا تفكر في الالتفات وراءها خائفة من ضعفها أمام الصدى الذي يملأها ...وفجأة سمعت حفيف أقدام تقترب منها وهزها رعب شديد وأخذت تدور حول نفسها وتحملق في تلك الأغصان المتشابكة التي تحجب عنها الرّؤيا ولكن لم تتمكّن من رؤية شيء لأنّ لا أحد هناك سواها وشبحها الذي تركته هناك .. توجّست خيفة من نفسها التي تتبعها في حين أنّها قرّرت أن تتركها وتصير أخرى ....اختارت أن تصير غريبة عن ذاتها تلك ...وأخذت دقّات قلبها تتسارع من هول الإختيار وتشعر بالدّوار والمكان يضيق حولها،.... بها، ....فيها وأوشكت أن تفقد وعيها.. حقّا! كم اشتهت في ما مضى أن تفقد وعيها وتتقبّل بملء إرادتها، الواقع كغيرها بأعين المغفّلين السّعداء إذ لم يقتلها شيء أكثر من إدراكها العميق بأنّ اللّحظة الحاسمة حضرت لها وبيدها دعوة ملزمة فلم يعد هناك أيّ مجال للتّريّث ولا قيمة للتّأجيل.. لحظة تقول لك، أنا هنا، مرَّ بي، تجاوزني وحدك بكلّ ضعفك ، انهزاماتك وانكساراتك... ، قف فيّّ إلى أن تتعلّم أنّ الزّمن هو أصعب درس في الحياة ...هو أمسك الجميل الّذي يبكيك حنينك له هو حاضرك المرتهن لواقع أنت لست قادرا على استعابه أو متجاوزا خطوتك يحملك على جناح السرعة إلى غدك المجهول ... تتوقّف بملء تعبك وشقائك وحزنك إلى أن تشعر أن التّعب لم يعد يتعبك، وتتقبّل الشّقاء بامبتسامة عريضة لا مبالية وتشرّع باب قلبك أمام الألم حتّى يملّ منك ويهجرك يوما إلى ضفّة أخرى ...
وتقوّست ماسكة بركبتيها في محاولة للتقاط أنفاسها...وكي لا تنهار، واصلت المشي وهذه المرّة بخطى أسرع...وحيرة أكبر وجزع مرير لفترة طويلة دون أن تسأل نفسها إلى أبن......حتّى نال منها التّعب وخرّت أرضا كالهشيم ولم تهتمّ بالتّراب الذي علق بثوبها الثّمين ونزعت حذاءها كمن تتخلّص من خطاها والذّكريات وتوسّدت يديها واستسلمت للنّعاس...أغمضت عينيها ولم تبال بشيء...في عمق اللّيل البهيم بدت كملاك يهب الظّلام الموحش نورا والغابة المقفرة ، سكينة و انحيازا لا مشروطا للجمال...لم تنم فحسب، بل ماتت ...كم هي موجعة ورهيبة تلك اللحظة التي تجبرك على أن تتّخذ الموت قرارا ...كم هو صعب ذاك الطريق الذي تتوجّه له وأنت مدرك أنّه سيوصلك إلى حيث تتوه ...كم هي قاتلة تلك الكلمة التي ينتزعها القدر منك ليسجّلها ضدّك ، اختيارا للعدم والحال أنّها لم تكن سوى زلّة من لسان تلعثم من كثرة حرصه على الأداء الصّحيح ....
بقلمي: نجلاء عطية


 

أعتذار لأطفال الشام ///للمبدع ///الشاعر...الدكتور محمد القصاص

اعتــذار.. لأطفال الشام
قصيدة
بقلم الشاعر – الدكتور محمد القصاص
قد جئتَ .. بالألمِ العظيمُ مودعــــــا *** والنورُ يمضي قد يرومُ أُفُـــــــــــــــــــــولا
لم يحتمل قلبي ولا عقــــــلـــــي ولا *** بصري فما قد كان جَدُّ مَهــــــــــــــــــــولا
يا شامُ إبكي فالخيانة أوغلـــــــــــت *** أظفارها والجسمُ بات هزيــــــــــــــــــــلا
لم يبق من رحماتِ قومي رحمــــةً *** أبدا ولا حبا ولا تَقبيـــــــــــــــــــــــــــــلا
فالشامُ تشكو اليومَ من حَزَنٍ بهـــــا *** ثكلى وما نفعَ النُّواحُ قَتيــــــــــــــــــــــلا
وتوشحتْ لونَ السَّوادِ وخوفُنــــــــا *** أنْ ترتدي ثوبَ السَّوادِ طويــــــــــــــلا ؟
والشامُ يا شعبَ العروبةِ أحْـِرقَــــتْ *** والشعبُ فيها خائفا مَذهـــــــــــــــــــــولا
مهلا فنورُ الحق يُشرقُ بغتــــــــــةً *** وجيوشُ داعشَ قد تصيرُ فُلــــــــــــــــولا
فتيقنـوا .. فالنصرُ آتٍ يا بنــــــــي *** قومي ، ولو طالَ الظلامُ يـــــــــــــــزولا
الشامُ تصرخُ والنساء ترملـــــــت *** والنارُ تُحرقُ أرضَهـا وطُلُـــــــــــــــــولا
يا أهلنا في الشام قولوا لشامنـــــــا *** يوما ستصبحُ للشموخِ مَقيـــــــــــــــــــلا
وسيصرخُ الظلامُ من بعد الـــردى *** يا صُبحُ مهلكَ لو صَبرتَ قليـــــــــــــــلا
أطفالُ غُوطَةَ أُزْهَقَتْ أرواحُهـــــمْ *** ظلما وكان بجرمهِ مشغـــــــــــــــــــــولا
فالحُكمُ والكرسِيُّ أكبرُ هَمِّـهِــــــــم *** هدموا البلاد وشعبُها معـــــــــــــــــــزولا
فالكفرُ والإجرامُ كانا توأمـــــــــــاً *** والعدلُ صارَ بشامنا مقتـــــــــــــــــــــولا
ما بالهم إذ يقتلون رجالنـــــــــــــا *** ونساءنا بل نكَّلوا تنكيــــــــــــــــــــــــــلا
أطفالُ كانوا كالوُرودِ غَضَاضَـــةً *** فأصابهم قبلَ الذُّبولِ ذُبـــــــــــــــــــــــولا
لم يعلموا ما ذنبهمْ كي يقتلـــــــوا *** فقضوا وقد غشيَ الصَّباحَ أُفـــــــــــــــولا
ما كان ذنبهمُ ليُبدوا عذرهــــــــم *** أو كان عذرُك يومها مقبـــــــــــــــــــــولا
حُكامُ يَعربَ يخربون بيوتهـــــــم *** وغدا اليهودُ على الخرابِ دليــــــــــــــلا
يا أيها الحكامُ تبَّا حكمُكُــــــــــــم *** للناس والأهلينَ بات ثقيـــــــــــــــــــــــلا
يا عَسكرَ الإجرامِ أينَ ضمائـــــرٌ *** ماتَتْ أصرتم للوُحوشِ مَثيـــــــــــــــــــلا
الله أكبرُ والمؤذن يَرتـقـــــــــــي *** فوقَ المآذن يَرفعُ التهليــــــــــــــــــــــــلا
وهُمُ بذبحِ الناس ظلُّــوا رُتَّعـــــا *** خَفَتَ الأذانَ ..وقُتِّـلوا تقتيـــــــــــــــــــــلا
قتلوا الحَرائرَ والعجائز كلَّهُـــــمْ *** ولُكُـلِّ جُــرْمٍ أحدثوا تعليــــــــــــــــــــــلا
يا شامُ لا تبكِ فحَظَّك عاثـــــــــرٌ *** والقومُ ناموا كالكلابِ طويـــــــــــــــــــلا
ناموا معَ العُهر المُشينِ لأنَّهُــــمْ *** جاءوا اليهودَ ليَنْـشُدُونَ سبيــــــــــــــــــلا
فالحلُّ عند الغرب بات مؤكَّــــدا *** لكنَّ يعربَ ما استطاعوا حلـــــــــــــــولا
والقتلُ والتدميرُ عاثَ بِمِصْرنـــا *** زمنـا وكان بغيرها مجهـــــــــــــــــــــولا
واليوم يا أردنُّ تمضي للـــــرَّدى *** ذلاًّ وجوعاً والغَلاءُ مهــــــــــــــــــــــولا
فالشَّعْبُ يَحزِم أمرهُ لمصيبـــــــةٍ *** ما عاد للعيش المهينِ بديـــــــــــــــــــــلا
الله أكبرُ يا عُروبَةُ حــــــــــاذري *** يوماً إلى دَارِ الصَّغار رَحِيـــــــــــــــلا
جَبُـنَتْ فوارسُ أمتي وتذرَّعَــــتْ *** بالسِّلمِ قرنا قد يظلُّ طويــــــــــــــــــــلا
باعوا الديارَ فصارَ أبلغَ هَمِّهِــــمْ *** جَمْعَ الدراهِمِ ديدنا وسبيـــــــــــــــــــلا
وغفت جيوشُ العُرب فوق نِعَالِهِا *** والخيلُ ماتتْ لا تريدُ صَهيـــــــــــــــلا
أبناءُ يعربَ فالعروبَةُ أغْمَـــــدَتْ *** رُمحٌا يُقارعُ بالجِهاد فُلـــــــــــــــــــولا
والخيلُ في زمن المذَلَّــةِ أُسْرِجتْ *** ورموا بسيفٍ لم يكنْ مَسلـــــــــــــــولا
لم يبق للعلياء يا قومـي هــــــوىً *** وابقوا نياما تبتغــونَ حُلــــــــــــــــــولا
يا أمةً ظلّت تجادلُ ذاتهــــــــــــا *** عمراً فأصبحَ أمرُها محلــــــــــــــــولا
والشَّعبُ في زمنِ التخاذلِ أنهكوا *** تعبا يعانوا الفقرَ والتنكيــــــــــــــــــلا
مَرضٌ وفقرٌ قد يعمَّ ديارنـــــــــا *** والقومُ باتوا يطلبوا التجهيـــــــــــــــلا
بتنا نرى نهبا وإفسادا ومــــــــنْ *** يأتي أشرُّ بلى أضلُّ سبيــــــــــــــــــلا
لن تنتهي هذي المصائبُ طالمـا *** فينا أناسٌ لا يرون حلــــــــــــــــــــولا
 
 

مرور شهر الصوم // للمبدع /// الشاعر مدحت عبد العليم الجابوصي

(مرور شهر الصوم)
قد مرَّ شهرُ الصومِ دونَ وثوقِ ...من صالحِ الأعمالِ والتوفيقِ
ولقد ندمتُ على انقضاءِ زمانِهِ....لعباً ولهواً عائداً بعقوقِ
ما العيشُ إلا في تلاوةِ آيةٍ....وتهجُّدٍ في سُحرةٍ أصديقي
أو دمعةٍ في خلوةٍ أعلو بها....نحوَ الثُّريَّا ومطلعِ العُيُّوقِ ...

أو سجدةٍ تدعُ الفؤادَ مُحلِّقاً....معَ شكلِهِ من خيرةِ المخلوقِ
أومجلسٍ للعلمِ بينَ مشايخٍ....جادوا علينا بصفوةِ المنطوقِ
تلكَ اللذاذةُ لا لذاذة بعدَها....في الكونِ باقيةٌ لدى التحقيقِ
واللهِ ما في الكونِ أجملُ من فتىً....بمكارمِ الأخلاقِ جَدُّ خليقِ
ورثَ الكتابَ فلم يحدْ عن حدِّهِ ....يهدي العبادَ برقَّةِ التشويقِ
لهُ في سبيلِ الحقِّ أعظمُ هِمَّةٍ....ما هابَ يوماً هولَ وعرِ النيقِ
متجردٌ للهِ دونَ تطلُّعٍ.... إلى نظرةِ الأنامِ والتزويقِ
متواضعٌ للخلقِ دونَ تكبُّرٍ... إنَّ التكبُّرَ رأسُ كلِّ عقوقِ
متوقِّفٌ عندَ الحديثِ ونصِّهِ.... لايعدو قولَ المصطفى بنعيقِ
متبحرٌ في الفقهِ غيرُ مقلِّدٍ.... يجري الهدى بلسانِهِ المفتوقِ
متجمِّلٌ بالصدقِ في أقوالِهِ.... مترفِّعٌ لم ينزلنْ للموقِ
متجلِّدٌ والعزمُ يحدو قلبَهُ..... للصالحاتِ مُحبِّذُ الترويقِ
والجودُ هيئةُ نفسِهِ ولبابُهُ.....فطنٌ عليهِ أمارةُ التوفيقِ
مُتمسِّكٌ بالوحي والآثارِ وال .... أخبارِ والمنقولِ عن موثوقِ
مُتبسِّمٌ تبدو طلاقةُ وجههِ.... متودِّدٌ بالسبقِ جَدُّ حقيقِ
لهُ في قلوبِ الخلقِ جُلُّ مودَّةٍ..... فهو البشوشُ وفوقَ ألفِ رفيقِ
وتُساءُ منهُ وجوهُ زُمرةِ بدعةٍ..... يرمونَهُ بجهالةٍ وفسوقِ
مُتجنِّينَ بإفكِهم وضلالِهِم....فاحذرْ مقالةَ زمرةَ التلفيقِ
خلعوا عليهِ مُسمَّياتٍ بعضُها.... مُتشدِّدٌ مُتوهِّبٌ بمروقِ
وهو الحقيقُ بوسمِ صاحبِ سُنَّةٍ...... في الأصلِ عندَ الحُرِّ ذي التدقيقِ
وهو الهمامُ يزودُ عن أهلِ الهُدى.... بأسَ البغيضِ وشوكةٌ بحلوقِ
ذا وصفُ أهلِ الحقِّ قد أوجزتُهُ....فاعرفْ بهم إن كنتَ غيرَ مضيقِ
أو لا فدعه وصفِّقنْ للبدعةِ..... إنْ مِلتَ للأهواءِ والتصفيقِ
لو يعلمُ المغبونُ قدرَ حياتِهِ..... ما انفكَّ عن خوفٍ وطولِ شهيقِ
لا تُخدعنْ عني فدربي واضحٌ.....عينُ الحقيقةِ فاقَ كُلَّ طريقِ
قد خابَ من تركَ الهدى لضلالةٍ ..... لم يحدهُ شوقٌ وحُمْرُ النوقِ
مدحت عبدالعليم الجابوصي
 
 

الثلاثاء، 29 مايو 2018

توتة حفيدتي // للمبدع // الشاعر د. ممدوح نظيم

توتة حفيدتي
وهمستُ همسا إذهمستُ لهمستي*
فهي الحفيدةُ والرقيقةُ توتي*
...
بنتُ الحبيبِ وفي الفؤادِ مكانها*
في كلِّ يومٍ لا تغيبُ صغيرتي*
شمسَ الشموسِ أياجميلةُ ياتقَى*
يأتِي الصباحُ فتشرقينَ بغرفتِي*
وتهاجمينَ بكلِّ شوقٍ مخدعِي*
وتداعبينَ بكلِّ ودٍّ لحيتِي*
وسمعتُ صوتَكِ إذ تناديني (ولا)*
تتدللينَ وتمرحينَ كقطتِي*
هذي الطفولةُ كمْ أحبُّ جنونَها*
فأنا الصغيرُ إذا أداعبُ حلوتِي*
لا زلتُ أعشقُ أنْ أعودَ إلى الورا*
أجرِى وألعبُ كيْ أعيشَ طفولتِي*
فالأمسُ طفلٌ لا يزالُ يعيشنِي*
كلُّ البراءةِ في جنونِ حفيدتي*
(/*/*//* ///*//* ///*//*)
(من الكامل)
 
٥/

من صاحبك // للمبدع /// الشاعر عبده هريش

------(( مـن صاحبك ))------
كفكـف دمـوعـك إن اليـأس قتـالُ
يـامـن إلى الشـؤم والآهـات ميـالُ
...
مـالي أراك كئيـب الحـال منكسرا
ودمــع عينـك لم يسكن لها حـالُ
كـأنما الهـم والاحــزان قــاطبـة
عليـك من دون كل الناس تنهـال
دع المقـاديـر حيث اللـه شـاء لـها
تمضـي بـلا سخطٍ يهنأ بك البـال
لا تفـرحـنَّ ولا تـأسى بــها أبــدا
أيــامـها دول حـلٌ و تـرحـال
سبحـان من خلق الإنسان في كبد
ولا يـدوم على حـال لـه حــال
خــذ القنـاعة كنـز لا شقــاء بــه
لا يخـدعنـك فيهـا الجـاه و المـال
مـاأعظـم الصبـر والتقـوى يزينـه
في كـل كرب وإن هدتـك أثقـــال
وصـاحب بـك يسمـو في معيتـه
نحـو المعـاليَ بـالأخـلاق ينثـال
فلا تصـاحـب إلا عـــن مـعـاشــرة
ولا تعــول على مـاقيــل أو قــالـوا
ولاتصـاحـب لشخـصٍ لاخـلاق لــه
لاخيــر فـيـه إذا ســاءتـك أحـــوال
مـاضـر بالشمـع يـوما غيـر صحبتـه
للفتــل إيـاك أن يصحبـك ختــال
عـش الحيـاة بحــبٍ دونـمـا ضـررٍ
ولا ضـــرارٍ ولا تـلهيــك آمــــال
مـادام عــن كـل آمــال ستقطعنــا
يـومـا على غـفلــة لاريـب آجـــال
مـا بـال زخـرفـها الفـتـان يخـدعنـا
لأجـلـه البعض كم يطغى ويختـال
وأصبـح الصـادق المـأمـون متهــم
ويغمـر الخـائـن الكـذاب إجـلال
والسـامري بغيـر العجـل يسحـرنـا
أضحى بهيكلـه المـزعــوم يحتـال
هيـهات نـخشى أسـاليب لـه كثـرت
وإنمـا كـم لـه في العــرب طبـال
صـلاة ربـي عـلى طـه وعتـرتـه
وصحبـة صـدقـوا بالحـق مـامالـوا
((عبـده هـريـش))
 
 

معاناة الكلمة /// للمبدع /// الاديب /// د. المفرجي الحسين

معـــانــــاة الكــــــلمة
-------------------
السجن مكان يتظاهر المرء فيه بالحياة
حظ ولونه، لون الغياب ، نهار طويل،
الاضواء فيه قماش، كفن ضيّق، وجهه محروث هجرته الحياة
أعتبر تلك الاقامة، جزء من الاستعدادات للرحيل الاكبر
أتعلم الانتظار، لا أريد قياس الزمن
أزلت الضوء الخافت ،الذي يتدفق من فتحةٍ بأعلى الجدار
ما جدوى الايهام بالنهار وضيائه
كل ذلك المكان ،غارقا في ليل دامس طويل وعميق
أطلب العتمة وانتهيت بالحصول عليها
أفضل العيش في ساحة من نفس اللون
التعود على تلك القطعة المسطحة من الارض
يزاملنا سجين له هيبة وجلال لا يشبهنا في شيء
حتى تفكيرنا يرفضه، بطريقة يجعلنا نصاب بالدوار، كلما اقتربنا منه
يفكر كالمجانين
لو اننا بلا اسماء، لأخطأت كثير من المصائب عناويننا
لنعمنا بقليل من الراحة، لإهمال القدر لنا
في الخارج حياة عفنة تفسخت، منذ أمد ولم تعد جديرة بأن تقاس
ينساقون لكل ما يتفوه به ، يسّيرون حياتهم على قضبان
تلك الكلمات المناصرة ، تغادر خمه كل صباح ومساء
احيان كثيرة اغبط دعتهم وانقيادهم ،لما يقول لهم
يجدون من يفتح لهم طرقا، وان كانت طرقا عمياء
انهم يجدون مكانا تتلهى فيه خطواتهم
تعتريني رغبة ملحة للبحث عمَّن يُسّير حياتي
سفحت الماضي ،اكتشفته ، السجن الوحيد
لا نستطيع الهرب منه، لما كان حاجة ، لكل هذا الهروب والتخفي
عشت ميتا ، الافضل انهي كل عذاباتي ساعتئذ
الناس اقرب الى الشر، يجدون الايادي التي تدفعهم للأزقة المعتمة
بدأت معاناتي بكلمة ، تشابكت ، لم أعد قادرا على فصل كلمات تفوهت بها
حالات كلها، كنت أجد السجن أرحب على التائهين في هذه الدنيا
أؤمن أننا في احيان كثيرة نكون اسرى، عواطف مبتذلة تحيّى في داخلنا
نظن هي الحقيقة الوحيدة الموجودة ، هي حقائق نتنة
تماضغنا لتقربنا من الموت بعجلة، حقائق نتنة من يجرؤ على قولها؟.
تأتي ونضيع زمنا في دهاليز الحياة ، لضرورة نلتقي عند مصبها النهائي
ما أجرؤنا على اقتراف الآثام، ناس يخافون ان تظهر عورتهم
ببساطة يهرعون لمشاهدة عورات غيرهم
أضعت حياتي مقذوفا في زنزانة رطبة فاسدة التهوية
أنتظر هبوب الهواء، عندما يهِّب يجيء نتنا يقايضك حياة بحياة
لا تجد خيارا أفضل مما انت فيه
سنوات طويلة أتغذى بالخيال، حتى غدى الخيال واقعا
أمضيت سنوات طويلة أنسِّق الاوهام، كي لا أفقد عقلي داخل هذه الزنزانة
أظن فقدته مع مداومة أحلام اليقظة ، جميعا نعيش بأحلام اليقظة
أقمنا صروحها وارتضينا نبقى داخلها، ويل لمن ينبهنا بأن نجلس في الخلاء
منظرا مثيرا للشفقة، وحيدا أقف كفزاعة حقول
سقطت كل الاشياء الجميلة في داخلي، ارتميت كجرو ،لا اعرف الاّ النباح الوديع، احيان كثيرة نبطِّن خرائبنا ، كي لا تنفر عصافير اسرار مطمئنة
يودعها الاخرون، في اقفاصنا الصدرية
ناس يقاسمونك بلحظات، ثم يشّدون رحالهم الى احزانهم
نجلس زمننا تناغي جروحك تقلبها حتى نستوي
.استوطنت جراحي ولم افق ، ابحرت معها عدتُّ فظا
تعصف بي لواعجي
اتحرك الى الزاوية متدثرا بالظلال وألوك حزني
وجدت ان الاحداث تتوالى
علىّ ان اقوم بتنظيم كثير من الاحداث العشوائية
لتستقيم حياتي ، نحيا بأنانية، ذواتنا ملوثة بأطماعها
لم اكن قويا، تلوثت بكل قاذورات المجتمع
مساكين نسير وفق رغبة الاخر
نستطيع ان نتخفى امام اعين الناس، لكننا لا نستطيع ان نتخفى من انفسنا
نحمل في اعماقنا خرائبنا، تتكدس مع مرور الزمن
تصبح جيفة يتعذر علينا اخفاؤها
الاماكن المغلقة تُزّيف ما تقع عليه العين
السراب احد الدلائل على الكذب المنظور، تمارسه الحياة معنا
الكوارث دم الحياة ، من داخلها تتجدد عظمة الوجود
الحياة تضع آهاتنا درجاً يقيها البلل
سلالم تطأها الحياة لتواصل ركضها الابدي، ماذا لو تخلّينا عنها؟
الموت أداة جيدة لمحاربة الحياة ونزقها ، الدنيا لا تمنح الموتى صدورها
الظن واليقين احدى الاقنعة، توهمنا بها الحياة لِنَثْبت بها جيدا
اشعر به لست متيقنا من شيء
**********
د.المفرجي الحسيني
معاناة الكلمة
العراق/بغداد
 


 

أنت قدس // للمبدع /// الشاعر /// حسين جبارة

أنتِ قُدْسٌ
---------
أنتِ قدسٌ لمُقيمٍ في الجوامعْ
خيرُ بيتٍ للتآخي فالشرائعْ
اقرعي الأجراسَ إعلانَ التسامح ...

ياأذانِ الفجرِ تطهيرَ المسامعْ
هللي بِاسمِ رحيمٍ مستجيبٍ
مِن على المسجدِ في جرسِ الصوامع
رددي لله حمداً واحتساباً
حمدَ عاصٍ تائبٍ أو حمدَ طائعْ
قُبّةُ الأقصى هيامٌ في فؤادي
في هواها لا تُراميني النوازعْ
إن غزتها ثلَّةٌ في يومِ بؤسٍ
أفتديها في ميادينِ المعامع
يفتديها كلُ من صلّى خشوعاً
حينَ تُبلى بِانتهاكاتِ المطامعْ
والأيادي في بلادي كم تنادي
صخرةً تحمي بِصولاتِ الوقائعْ
تبذلُ الروحَ عطاءاً فسخاءً
تكنسُ المحتلَّ من دفءِ المضاجعْ
عُهدةُ الفاروقِ للأديانِ عدلٌ
وصلاحُ الدينِ للتحريرِ بارعْ
روحُ دِينٍ وصلاةٍ و صيامٍ
في رواقِ النَّقشِ آياتٌ روائعْ
ابدِلي صوتَ التجافي بالتصافي
وامنعي سيلَ المآقي والمدامعْ
أسْكِتي صوتاً حَقوداً لو تعالى
أخرسي بِالحقِ أًصواتَ المَدافعْ
في السراديبِ وفي قصرِ السرايا
صفحةُ التاريخِ توثيقُ المواقعْ
أنتِ إ سراءٌ و معراجٌ وأُولى
مجدُ أسوارٍ وأبوابٍ موانعْ
مشهدُ الأقواسِ لوحاتٌ فَفنٌّ
تملأُ الأسواقَ في عَرضِ البضائعْ
قدسُ نورٍ لدعاءٍ و ابتهالٍ
تنشدينَ الطهرَ تحميكِ القواطعْ
بِالتهاليلِ مزاميرُ التسامي
بِالتسابيحِ ترانيمُ الطلائعْ
في شغافي أنتِ حُبٌّ واشتياقٌ
تأخذينَ القلبَ مني والمجامعْ
حسين جبارة
 
 

ايها القدر /// للاديبة المبدعة /// شفيقة غلاونجي

وماذا بعد أيها القدر ؟!!!
أما سئمت ؟!!
أما مللت ؟!!!
منَّا نحن البشر ...

أنحن عُمي البصر ؟!!!
أم أنت عاشق ؟!!
أدمن السهر
في ضوء القمر
حنانيك
رفقاً فقد طال العشق
والعشق للفؤاد حرق
أم أنك أقسمت الولاء ؟!
والحنث بالقسم ليس كُفْر
ثلاثة أيام صيام
لحظة هي في سياق العُمْر
تعيد الضياء
وربما يبزغ فجر
غفرانك رب العالمين
لا اعتراض
بل مناجاة وشُكر
كل ما وهبت نِِعَمْ
أهو الطمع ؟!!
أو لسنا نسل آدم ؟!!!
أهو عُذْر ؟!!
عذرنا أنك من غَفَر
من منح ومنع
من هدانا النجدين
والاختيار لمن خَبِر
 
 

خطى الوهم :::للمبدع الناقد /// الاديب/// الشاعر عباس باني المالكي


يمضي العمر بأقدام تشبه الأيام
كلما حاولت الوصول لها
تقول أنتظر..
أنا أعيش على حافة الغربة...

تهرم أثواب الطريق
تتكاسل الأسئلة عن معنى العمر الذي يأتي
يمسكني الخوف من هذا الخواء الذي يرشح المساء الوحيد
في ليل محتضر النجمات ..
أسكن في مجاهيلي ... خوفا أن يأتي غدا دون أنا
ينتهي الفجر النقي في ظلال السماء المؤدية إليها
أراقب الدروب التي تسافر لها دون أن تعود
أبحث عن لغة المسافة حين ينقطع صوتها
ولا أسمع سوى صدى الريح تمخر في أذان النوافذ المغلقة
تورق في ذاكرتي أسئلة الخجل لأيام كنت أراها ولا أصل إليها
تحملني أكتاف الوقت التي هرمت حين لا أرى وجهها
أنسكب داخل وجه المرايا أتوضأ بأحلام خرجت من هواجس أيامي الفارغة
كنت أنصت لخطى الوهم بأنفاس التعب ..
أفتش في قراطيس العرافين عن أيام مرت على ملامحها
لعلي أستطيع أن أعيد رسم شكل عينيها .. وجهها
تزداد فوضويتي في كتابة اسمها .. لكن تغادرني الحروف
لأشعار لا أعرف أين تاهت عني في دفاتر الحنين
أصمت أفتح نوافذ الهواء ...لأرى القمر
 
.

يا صديقي وداعا // للمبدع /// الشاعر حامد الشاعر

يا صديقي وداعا
يغني المغني برقص التمني ــــــــ نريد الغنا و نزيد سماعا
و منه لنسقي صحاري القلوب ـــــــــ و ماء هوانا تجرعنا اجتراعا
قنعنا بما الله أعطى لنا لم ـــــــــ نكن في دوام الحياة جشاعا...

بدنيا حياتي فكنت الشريك ــــــــ سكنا بدار الوجود اشتياعا
و كنت صريحا كمثل الشهيد ـــــــــ به لم تحب و تهوى خداعا
،،،،،،،
كأنك كنت صديقي العزيز ـــــــــ و طول المدى في فقاري نخاعا
و من أول الأمر كنت الوحيد ــــــــ بفني مع الدهر زاد اقتناعا
و ورد الصداقة يندى بمائي ـــــــــ بوجه الرضا عنه نعطي انطباعا
بلا ماؤكم أرض قلبي تبور ـــــــــ و قد حاصر الدهر منها قطاعا
و تمضي بكل الأمور بجهد ــــــــ و كد عرفنا لديك زماعا
،،،،،،،،
و كالورد نادٍ بنادي حمانا ـــــــــ يلبى نداء الحبيب انصياعا
و نفسي بكت مثل طفل لمن ثد ــــــــــ ي أم لدى الفطم يهوى رضاعا
لمن أرض أصلي بريح التردي ـــــــــ فجذري له قد شهدنا انقلاعا
و لولاك ما كنت طبي عرفت ـــــــــ طبيبي عرفنا جنونا خلاعا
و نار الصبا في بعادي تلظت ـــــــــ و ألقى زماني عليها شياعا
،،،،،،،
بكأس المحبة نسقى صديقي ـــــــــ و متنا شباعا و عشنا جياعا
معا عن محيا حياة البرايا ــــــــ بكشف و وصف أزلنا قناعا
و عند هجوم الأعادي علينا ـــــــــ أقمنا معا كالسدود دفاعا
بلاد الحمى في مداها سوريا ــــــــ عرفنا كمثل السراب ضياعا
و حبل الصداقة يلقى متينا ـــــــــ له في المدى ما عرفنا انقطاعا
،،،،،،،
و نضنى بدنيا معاش و ندمى ـــــــــ و طول المدى ما عرفنا رباعا
و لي كنت حصنا حصينا و كم في ـــــــــ حروب هوانا فتحنا قلاعا
و صار العدى في مدانا ضباعا ــــــــــ و كنا بدنيا الدنايا سباعا
بأقصى مكاني و أقسى زماني ـــــــــ لزرعي بحصدي بنيت رفاعا
و تلك البلاد التي في مدانا ـــــــــ فصرنا كطير قطعنا رجاعا
،،،،،،
و نهوى على أرض موت صراعا ـــــــ به العمر نمشي و نمضي سراعا
إذا من سماء الردى كنت أهوى ـــــــــ فكنت لأرضي بساطا و قاعا
و لما مريضا فصرت طبيبا ــــــــ فلي كنت كم قد شهدنا رداعا
و كنت الشهيد بمحراب ودي ـــــــــ عليه الفراش يموت اضطجاعا
فم الدهر يثني علينا بمدح ـــــــــ عجيب و نهوى لديه ابتلاعا
،،،،،،،
الجزء الثاني
الشاعر حامد الشاعر
 
 

رؤى بعد التصويت // للمبدع /// الاديب /// الشاعر علي حمادي الناموس

(رؤى بعد التصويت)
ألاّ دَعْها تُعاني ما دَهاها
من الخيباتِ سَبَبهُ غباها
تجوبُ الارضَ تبحثُ عَنْ خلاصٍ
فلاتجدُ المجيرَبما إبتلاها...

ولا تدري أبعدَ اليومِ أمرٌ
سَيبْني ما تحطمَ مِنْ عُلاها
يُشارُ لها بأنَّ الخيرَ آتٍ
مَشورَةُ فارغٍ مُلِئَتْ سِفاها
تَربَّعَ وسطَ مربَعِها لئيمٌ
يُمَنيها بِأنْ تُمْرِع رُباها
ثلاثٌ بعد الفين استُبيحت
واكثرهم أراهُ بها تباها
على اي الوجوهِ ترى غريباً
يُناصِرُ ثائراً يفدي حماها
(فَ بالدولارِ) تُرتَهنُ المنايا
وبالتزويرِ مرتفعٌ لِواها
وبالتدليسِ حكمُ اللهِ يُخفى
وللاسيادِ أُمتَنا سباها
وللشُبّانِ مضيعةٌ وجوعٌ
وللاغرابِ تُعطي مشتهاها
فإنكَ إنْ ترى قولي جزافاً.
عجيبٌ أنْ تُميزَ مُنْتهاها!!!
بقلمي
علي حمادي الناموس\العراق
 
 

الاثنين، 28 مايو 2018

نفحات ربانية /// للمبدعة /// الشاعرة زكية ابو شاويش

نفحاتٌ ربَّانيَّةٌ____________البحر : الكامل المقطوع
نفحاتُ ربِّي للأمينِ وأُمَّةٍ ___ تُعلِي مقاماً دامَ بالإنجاز
أيَّامُ فضلٍ في الشُّهورِ وجُمعةٍ___ ودعاءُ أسحارٍ كطيرِالبازي
قد جادَ دهرٌ للنَّبيِّ مُحمًَّدٍ ___ من كُلِّ خيرٍ ضَاقَ بالهمَّازِ
رمضانُ لا يَعدِل بِهِ شهرٌ وما___ في ليلِهِ إذ قامَ كُلُّ مُجَازِ...

..............
من عابدٍ صومٌ وكانَ قيامُهُ___مثلاً لكُلِّ العارفينَ وهازي
مُتَعبِّداً سنواتِ عُمرٍ لا يني ___عن طاعةٍ محمودةٍ بِرِكَازِ
قد كرَّمَ اللهُ الحبيبَ بليلةٍ ___ جَمَعت ثواباً حارَ فيهِ مُوَازِ
يا ليلةَ القدرِالَّتي كَرُمَتْ بما___ فيها من القرآنِ والإعجازِ
...............
وتعدَّدت أفضالُ ربِّي كُلَّما ___ مرَّت مواسمُ نَفْحِهِ بِحِجَازِ
ضاءَ الحبيبُ وكانَ أفضَلَ من رأت___عينُ الخليقةِ مِن صريحِ مَجازِ
شَرَفٌ على شَرَفِ الهدايةِ يَمتَطِي ___عِلْماً وأخلاقاً وكُلَّ بِرَازِ
قد بلَّغَ الثِّقَلينِ ما نَزَلت بِهِ ___ آياتُ ربِّي من شريعةِ غازِ
...............
كانَ الجِهادُ مُطَهِِّراً قلبَ الَّذي ___عَبَدَ النجُومَ وكَلَّ مِنْ نَحَّازِ
مَنْ كسَّرَ الأصنامَ؟!لا لوقوفِها ___ حولَ المَقامِ بِكعبَةَ الأَقوَازِ
هَذي أساريرُ الَّذينَ تَنَاصَروا___ يَعلُو لَهَا نُورٌ بِكُلِّ طِرازِ
في ليلةِ الإسراءِ عادَ كحائزٍ ___ للخيرِ من ربٍّ كريمٍ فازِ
..............
تلكَ الصَّلاةُ لِقُربِنا من ربِّنا ___وطهارةُ الأبدانِ من أحرازِ
بشهادةِ التَّوحيدِ نفتَحُ جَنَّةً ___ قد زُيِّنَتْ لِحَرائرِ الأَجْوَازِ
وعلى الحبيبِ صلاتُنَا قد ينطوي ___مَعَها الَّذي قَد عَاد بالمِخْرَازِ
صلوا عليهِ بُعيدَ تسبيحِ الَّذي ___ نَفَحَاتُهُ هَزَّت قلوبَ عِزازِ
.................
الاثنين 13 رمضان 1439 ه
28 مايو 2018 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
 
 

حلم الجنة الشقراء // للمبدع // الشاعر الرقاص عبد الفتاح

حُلْمُ الْجَنَّةِ الشَّقْرَاءِ
مُسَافِرُونْ
أحْلَامُهُمْ نَدِيَّةٌ كَالْوَرْدِ تَسْقِيهَا الدُّمُوعْ
عُيُونُهُمْ ذَابِلَةٌ فِي وَهَجِ الشّوْقِ ...

كَشُعْلًةِ الشُّمُوعْ
فِي مَدْخَلِ الْحُلْمِ الْجَمِيلْ
تَرَنَّحَتْ فْي الصَّمْتِ أجْرَاسُ الرّحِيلْ
وَ أبْحَرَ الْقَارَبُ فِي لُجّةِ لَيْلٍ
يُشْبِهُ الْفَرَاغَ مِنْ بُرْجٍ بَعِيدْ
وَ الْخَوْفُ فِي صُدُورِهِمْ
أَقْوَى مِنَ الْمَوْتِ الْعَنِيدْ
مُسَافِرُونْ
مِثْلَ النّجُومِ يَأْفَلُونْ
وَ تَشْحُبُ الدّنْيَا
وَ يَأْتِي خَبَرُ الْحُلْمِ الْحَزِينْ
لَا شَيْءَ يَبْقَى
غَيْرَ شَوْقٍ وَ نَحِيبٍ وَ أَنِينْ
وَ قَدْ يَعُودُ الْقَمَرُ الْمَوْبُوءُ بِالْيَأْسِ
نَحِيلًا مِنْ بَعِيدْ
عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ الشَّقْرَاءِ
يَبْكِي حَظَّهُ
كَأَنَّ يَوْمَهُ وَعِيدْ
لَنْ يَسْتَطِيعَ الْآنَ أَنْ يَدْخُلَهَا
رِيحُ الشَّمَالِ حَاصَرَتْ كُلِّ الدُّرُوبْ
تَطْرُدُهُ صَوْبَ الْجَنُوبْ
أَنْفَاسُهُ مَنْهُوكَةٌ
أَلْقَى بِأشْلَاءِ جِرَاحِهِ
وَ اَحْلَامِ السِّنِينْ
وَ انْتَحَرَتْ فِي صَمْتِهِ الْعَابِسِ
أَحْلَامٌ تَبَقّتْ لَيْلَةَ الْأَمْسِ الْحَزِينْ
الرقاص عبد الفتاح
المغرب
 
 

يا صديقي وداعا /// للمبدع /// الشاعر حامد الشاعر

يا صديقي وداعا
و تأتي صروف الزمان تباعا ــــــــ مع الخل كانت حياتي متاعا
بفعلي أقول و قلبي تلظى ـــــــــ بنار الأسى يا صديقي وداعا
و ينهى النهى في سبيل الدوام ــــــــ فأمر الحبيب يكون مطاعا
و دنياك أنهي ببلوى فراق ـــــــــ بسلوى مدانا بدأنا اجتماعا...

على دين خلي بكأس الهوى ما ـــــــــ ت قلبي كمثل الصريع صراعا
،،،،،،،
و نيل المطالب كان غلابا ـــــــــ إلى الصحب قد كان شوقي نزاعا
كبحر مديد يصير مدادي ـــــــــ ومن جودك الحلو زدنا نفاعا
يزيد بقرب الحبيب ارتياحا ـــــــــ و في بعده القلب زاد ارتياعا
عليها عروس الدنى في الغنى لم ــــــــ نقم مثل باقي البرايا صراعا
و كأس المحبة دار علينا ـــــــــ و نهدي عروسا لدينا صداقا
،،،،،،،
مع الخود نلهو و نزهو و نهذي ـــــــــ بسكر الجنون و نرجو جماعا
و تأتي بدنيا الردى يا صديقي ـــــــــ دواعي عوادي الزمان تباعا
على حسن تلك العروس الغرور ــــــــ و مهما جرى ما أقمنا نزاعا
و كنا بتقوى قلوب لأقوى ــــــــ ترى لم نكن يا بلادي رعاعا
و صنع جميل كوجه أصيل ــــــــ لنا لم يكن في حمانا اصطناعا
،،،،،،،،
و دمعي هما يا صديقي وداعا ـــــــــ لقد كنت أحلى البرايا طباعا
و أكثرنا كنت دنيا الفنون ـــــــــ بدين العلوم عليها اطّلاعا
كأنك كالراح كنت لروحي ــــــــ لجسمي بأقوى قواه ذراعا
لفلكي الذي في بحوري جرى كن ــــــــ ت لما الرياح تهب شراعا
و حولي كبدر البدور تدور ـــــــــ و تعطي سناء ا لنا أو شعاعا
،،،،،،،،
على من نحب و نهوى بصوت ـــــــــ تكون حياة القلوب اقتراعا
كأنك كنت مدادا مديدا ـــــــــ و كنت أنا في كتابي يراعا
لساني بما في كياني يبوح ـــــــــ و بين الورى السر كان مشاعا
كبدر الدجى كنت في أفق ليلي ـــــــــ ضبابي بصبحي يزيد انقشاعا
تغني غناء الهوى كلما في ـــــــــ وجودي تغني أزيد استماعا
،،،،،،،
و تعطي عطاءا بأقصى مداه ـــــــــ ومهما جرى لا تزيد امتناعا
و ودي كوردي زكي العبير ــــــــ و نبقي على الجسم منه رداعا
و تفديك نفسي بأغلى نفيس ـــــــــ و في ساعة الجبن كنت شجاعا
بماء السماء طهرنا الدماء ـــــــــ غسلنا بتقوى قلوب بقاعا
و أنت الذي للعيون الضياء ـــــــــ فشا السر جهرا و أضحى مشاعا
،،،،،،،
الجزء الأول
الشاعر حامد الشاعر
قصيدة نظمتها و هي مهداة إلى صديقي الغالي محمد خالص وهو الرقم واحد بين أصدقائي و الذي شاءت مشيئة العلي القدير أن يكون فائزا في قرعة الذهاب إلى أمريكا العظمى و بالتالي إن شاء المولى الحصول على البطاقة الخضراء و الإقامة أتمنى له حياة طيبة و هانئة و ظافرة
 
 

الكوكب الغائب // للاديب /// المبدع عبد الزهرة خالد

الكوكب الغائب
—————
في كونٍ مدفونٍ بغبارِ الأفلاك وستائر الضياء هناك كوكبٌ يدورُ في فلكٍ لا يلتقي بزمنٍ ولا يغطي المكان ، أتعبهُ الدوران ولم يجدْ صقيعاً ليطفئ حرارةَ الشوقِ ، كم يودُّ ضجيجُ الضوءِ أن يأخذَ منه دورَ الإيماء ، يفشلُ أمامَ قمرٍ يفرُّ مذعوراً كأنّ شيئاً في الأفقِ هو الذي يقود الأوركسترا ليعزف سيمفونية الخلود فوق عشبِ الغيمات الغريبة عن جغرافيةِ الفضاء وينسى التعبير عما كان في أيقونة اللحن المبجل . يسألُ عن ظلِّ السماء ليغطي به حمرة وجهه حينما يشتهي النجوم الطازج...
ة كعنقودٍ من كروم ووهجٍ يسطعُ من العيون في ساحة اللقاء . كدنا نلتقي على حافة القلمِ تعانقنا قصيدة جريئة في البوح ، كجرأةِ صبي بأصابع الشمع يرسمُ شمساً صفراءَ شاحبةً في الطرفِ العلوي من ورقةٍ بريئةٍ قبل أن يصححَ المعلمُ الدفترَ ، سأقرُّ أنا الذي أرسمكِ ثابتةً في كلِّ ركن من أركانِ الأشعار… يا كوكباً في سمائي سأنقشُ قبلةً على ثغرِ زُحل لعلّها تغري مجراتِ الغياب…
———————
عبدالزهرة خالد
 
 

أنة قلب // للمبدع // الشاعر د. ممدوح نظيم

أنةُ قلبٍ
لُعِنَ الفراقُ على الفراقِ*لُعِنَ التألُّمُ باشتياقِ *
القلبُ يهتفُ باكيا*والعينُ ترنو للتلاقي*
...
ياويحَ قلبٍ ضرَّهُ*دمعٌ تَحَجَّر بالمآقي*
هذا الفراقُ لعنتُهُ*ولعنتُ صبريَ يا رفاقي*
فالنارُ تأكلُ مُهْجَتِي*والصَبُّ يفضحهُ احتراقي*
إني المُتَيَّمُ في الهوَى *واليأسُ ينجحُ في اختراقي*
والصبرُ يخنقهُ النوَى*ويكادُ يصعدُ للتراقِى*
ما عادَ يجديني الدوَا*لا لستُ ألفيهِ براقي*
قدْ عِيلَ صبري كلُّهُ* وَأُصِيبَ حُبِّي باختناقِ*
( /*/*//* /*/*//* # ///*//* /*/*//*/*)
(من مجزوء الكامل، والقصيدة بها ترفيل وهو جائز هنا)
د.ممدوح نظيم . طملاى في ٢٨/ ٥/ ٢٠١٨
لم تتم
 
 

نحن و الزمان /// للمبدع الشاعر /// خالد خبازة

نحن .. و الزمان
أبيات من الطويل .. و القافية من المتدارك
أتانا زمـــانٌ .. و الحياةُ كئيبـــةٌ ...
....................... فأضنى و غالى بالفجــورِ وأرهَبـــا
و ألقى سمومَ العهرِ و السمُّ ناقعٌ
....................... و ضنَّ و لكنْ .. بالهــواءِ و أرعَبــا
فما انْ ترى رِزءًا ولا من مصيبةٍ
........................ و لا موبقًا .. الا أتــانا .. و جربــا
و حارتْ به نفسُ الأبيِّ و أظلمتْ
........................ فلم يدرِ ما يرضي الزمــانَ تقرُّبـــا
عجبنا لأمرِ الدهرِ و الدهرُ مدبرٌ
.......................و لكنَّمـا اقبـــــالُهُ .. كــانَ أعجبـــــا
لئنْ رضيتْ عنا الحياةُ تعنكبتْ
........................ و ان نحنُ جارينا الزمانَ تعقرَبـــا
....
خالد ع . خبازة
 



اسرج حصانك /// للشاعر /// المبدع ادهم النمريني

أسرجْ حصانكَ واتبعْ سيرَ مَنْ ركبوا
وعانقِ المجدَ واشربْ نخبَ مَنْ شربوا
المجدُ يعلو كما الأقمارِ منزلة
بالخيل والسّيف كم غنّتْ لنا الشّهُبُ
...
ما للعروبةِ قد ولّتْ بهيبتِها
واحسرتاه وقدْ غاصَتْ بها الرُّكَبُ
صنعاءُ في رحمِ الأعرابِ باكيةٌ
والقدسُ في باطن الأغرابِ تنتحبُ
والشام تصرخُ لاخلٌّ تلوذُ به
ومجد بغدادَ قد ساقَتْ بهِ الغُرُبُ
هل خانَتِ الضّادُ حتى لاتُجَمّعنا
أم أنّها برداءِ الذُّلِّ تحتجِبُ
ما خانَتِ الخيلُ في الميدانِ فارسها
فالخيلُ أُسْدٌ إذا فرسانها وثَبوا.
أدهم النمريني
 


 

اسئلة الكتابة الابداعية /// للمبدع /// الاديب /// الشاعر د. بومدين جلالي


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكتابة الإبداعية الراقية نشاط يلامس قمة الذكاء الإنساني عند المنتج والمتلقي على حد سواء. لذا؛ هي تنطلق من عاملين جوهريين لا يغني أحدهما عن الآخر.
أول العاملين هو الملَكَة أو الموهبة أو العبقرية وفق التسميات المختلفة للاستعداد الذاتي الخاص بالقدرة الفطرية على ممارسة الإبداع الأدبي بانمياز وامتياز، وهذا أمر غير وراثي وغير مكتسب لأن الأديب المبدع الحقّ وُلد ليكون هكذا إذا توفر له الحد الأدنى من الظروف المساعدة، وقد طرحت النظريات المفسرة لأصل الإبداع بعض الآراء في هذا المجال لكنها تبقى نسبية محدودة جدا، وهو ما ترك مسألة الإبداع مرتبطة بغيبتها الثابتة عبر التاريخ البشري.
وثاني العاملين هو الصناعة الرفيعة الواعية المتمثلة في التعلم المستمر وممارسة تجارب الحياة بأوسع معانيها المتاحة، وهذه الصناعة تتفرع إلى فرعين متكاملين أحدهما عام والآخر خاص. فالصناعة بمفهومها العام هي التربية والتكوين وممارسة التجارب ومجموع النشاطات التي تجعل من الإنسان إنسانا، كلّ بحسب ظروفه وثقافة انتمائه ومستوى حضارته ومساحة طموحاته الفردية والمجتمعية، ومن تأخّر في هذه الصناعة العامة المرافقة للإنسان - فردا كان أو مجتمعا - يعشْ في التخلف والهامشية وما يجري هذا المجرى وفق درجة تأخّره، وهذه الصناعة يشترك فيها المبدع وغير المبدع، وليست هي التي تنتج عبقريا متفردا حتى لو كان موهوبا وإنما تبقى هي الممر الضروري إلى التميّز في هذا الحقل أو ذاك.
والصناعة بمفهومها الخاص والمتخصص في الإبداع الأدبي دون غيره هي ما تقاربه أسئلة الكتابة الإبداعية، وهذه بعضها :
السؤال التمهيدي : من أين ينطلق الكاتب المبدع ؟
ينطلق الكاتب المبدع من صناعة خاصة تتعمق وتتطور تدريجيا مع مساره، وقد تبدأ باكرا في حياته أو تتأخر قليلا أو كثيرا وفق ما يقتضيه الواقع، وتتمثل في فهم تذوقي روحي يخترق قوانين اللغة ليتغلغل في تلافيف مكوناتها الجمالية من خلال اكتشاف تراكم إبداعها التاريخي الأنيق لا من خلال التقعيد فقط وإنما بالوصول بالبصيرة إلى ما وراء التقعيد المقنن للكتابات السابقة وما يمكن نسجه وتشكيله من المستكشف الجديد الذي يضيف من غير أن يكسّر ما سبق أو يحدث معه قطيعة تنكّرية تضرّ بالقديم والجديد في آن معاً، كما تتمثل هذه الصناعة في إدراك الروابط المرئية واللامرئية الموجودة بين لغة الكتابة وما حولها من إنتاج ثقافي حضاري خاص بها مضافا إلى ما بينها وبين غيرها من اللغات والثقافات والحضارت من تفاعلات فيها ثراء وانفتاحات مؤدية إلى قراءة عالمَي الشهادة والغيب باستثمار أكبر عدد ممكن من الزوايا، وذلك ليسير الكاتب المبدع نحو تجسيد رؤية متفرّدة لم يتميّز بها سابق ولن تصبح بطاقة هوية ذاتية ثقافية للاحق.
وبالتوازي مع هذا المنطلق يرحل المبدع متمرّنا مع الكتابة التجريبية حتى يدفعه تزاوج وتمازج قدراته الفطرية والمكتسبة للاهتداء إلى الحقل الأدبي الذي يكون فنه الأول بصورة طبيعية تبدو للبصر المجرد أمرا عاديا لكنها في نظر البصيرة أمر معقد في تركيبه متميز في جماله سامق في إدراكه متطور في استشرافه رقراق في أدائه لرسالة الفن في الحياة، كما يتضح من باقي أسئلة الكتابة.
السؤال الأول : لما ذا يكتب المبدع ؟
تحدث المهتمون بهذه المسألة كثيرا وطويلا، فمنهم من ردّها إلى الضرورة الواقعية ومنهم من ربطها بالمتعة ومنهم من جعلها وسيلة لجلب إعجاب الآخر بغية السيطرة عليه ومنهم من لخصها في الرسالة الآنية ومنهم من جعلها في خدمة المصلحة وما ينحو هذا المنحى الذي يقف غالبا عند جزئيات واستثناءات ومرحليات. وتبقى الكتابة الإبداعية أكبر من كل هدف مباشر لأن صاحبها يحمل هواجسها بعنف صاخب في صمت وتحمله هواجسها بصور لا تخلو من عنف وصخب وصمت بحكم إدراكه اللامحدود لتناقضات الحياة وتداخلات جمالها بقبحها... من هنا؛ تبقى سببية الكتابة الإبداعية العظيمة سرّا غامضا في أكبر جوانب مساحتها المبهمة إلا أن هذا الإبهام السرابي الضبابي لا يحرم الكاتب المبدع من تحديد موقف وجودي يتخذه مَعْلما في مساره، وأجمل ما كتب له بنو الإنسان وسيظلون يكتبون له في شتى أصقاع المعمورة هو ارتقاء إنسانية الإنسان كي يصل أو يقترب على الأقل من رحاب التكريم الذي خُصّ به دون غيره من الكائنات، وأعظم ما يجب أن يكتب عنه حملة الحرف العربي المبدع في هذا العصر هو الدفاع عن وجودهم التاريخي الراهن بوصفهم أمة ذات حضارة لها عقيدتها الرئيسة ولغتها الرئيسة وثقافتها الرئيسة وطموحاتها المستقبلية الرئيسة وهويتها الخاصة الرئيسة من غير أن تجعل الأقليات المتعايشة معها منذ قرون خارج اهتماماتها المركزية مع ضمان احترامها الكامل لها باحترام خصوصياتها منفردة ومجتمعة، كما حدث في أزهى العصور الذهبية.
السؤال الثاني : لمَن يكتب المبدع ؟
عادة ما كتب المبدعون لقارئ واقعي أو قارئ مفترض في حيز محدود دونما أن يأخذوا غالبا بالحسبان صدام الحضارات والديانات والثقافات واللغات والأمم المتصارعة بمختلف آليات الصراع من أجل الهيمنة على الآخر بما يترتب على ذلك من جرائم وامتيازات، واليوم لقد تغير الأمر كثيرا إذ أصبح الإنسان المبدع يكتب للإنسان في حاضره ومستقبله بصفة عامة، فما ينزل النص الهام إلى الأنترنيت حتى تتخطفه اللغات مترجمة له ويلف العالم في لحظات معدودة ويمر أمام عيون الأصدقاء والأعداء كما يمر أمام عدسات المخابر والمخابرات وغير ذلك... من هنا بات للكتابة الإبداعية الهامة ذات التأثير قارئ آخر لا يمكن تصوره بدقة، لا واقعيا ولا افتراضيا ... ومن باب حسن إدارة الصراع القائم الذي لا مفر منه في الزمن القريب ولا نجاة من آثاره الخطيرة إن استمر وضعنا الوجودي على ما هو عليه من اهتزازات زلزالية تفتح الثغرة وراء الثغرة؛ علينا أن نكتب إلى القارئ الإنسان في كل مكان وفق صورتين متداخلتين : إحداهما موجهة للأنا الجمعي ليعيد إلى الأمة مقاييس وجودها الموحد بدفاعها عن نفسها ومساهمتها في الحضارة البشرية انطلاقا من هويتها وخصوصيتها وحاجاتها وطموحاتها، والثانية موجهة للآخر في أشكاله المتعددة من أجل تقديم أنفسنا بأنفسنا إليه وتصحيح صورتنا عنده إذا كانت مشوّهة بفعل فاعل وتعميق تجليات خصوصيتنا حتى لا نذوب في هذا الآخر المهيمن ونخرج من مسرح التاريخ.
السؤال الثالث : كيف يكتب المبدع ؟
الكاتب المبدع فنان، والفنان المدرك لماهية الفن ورسالته تكون بالضرورة أدواته جميلة تنتج التشكيل الجمالي وليس التشكيل الذي لا جمال فيه أو جماله نازل تحت الحد الأدنى الذي يترقبه المتلقي. وهذا الجمال المرتقب في الإبداع الأدبي لا يجسده إلا الأداء اللغوي بأدبيته الراقية وإتقانه للمعلوم بالضرورة من علوم لغة الكتابة ومعارفها الخاصة بها... وهذا الجمال اللغوي ليس واحدا في كل الأقوال والأحوال بل هو متعدد بتعددها فالشعر له تشكيله الفني والسرد له تشكيله الفني والتمسرح له تشكيله الفني وهكذا دواليك في بقية أنواع الكتابة الإبداعية وأجناسها ... وبقدر ما كان القاموس ثريا منفتحا على انزياحات جديدة والقواعد صحيحة والخيال حرا والزاد المعرفي واسعا والقابلية للتطور والإضافة حاضرة والهاجس الإبداعي مؤطرا باستعداداته وعزمه ورؤيته ورسالته بقدر ماكانت الكتابة إبداعا عظيما يخترق حدود الزمان والمكان والثقافات والحضارات ... أما عن ظروف الكتابة ومحفزاتها وأوقاتها فالمسألة تبقى شخصية متغيرة باستمرار الاستمرار حتى عند الكاتب الواحد أحيانا.
السؤال الرابع : بم يودّع المبدع النص الذي أنجبه ؟
الحفل الذي يقيمه المبدع بعد كل إبداع جديد ليس هو البهرجة الإعلامية الإشهارية في مستواها الضيق او مستواها الواسع وإنما هو مجالسته على انفراد لإبداعه بوصفه الوحيد الذي عايشه منذ اللحظات الجنينية الأولى إلى غاية ولادته، وأيضا بوصفه أول المتلقين له مباشرة بعد الولادة، وهذا لينظفه مما فيه من أدران ويلبسه لباس الخروج الذي لا عودة بعده.
السؤال الخامس : ماذا يحدث بعد انفصال المبدع عن نصه ؟
بعد خروج الإبداع من يد المبدع إلى رحاب الحياة؛ على المبدع ألّا يصبح عالة على إبداعه أو حارسا على ثغوره أو موجها لمساراته أو منتظرا ما يترتب على خروجه إلى الحياة بل الأفضل للنص والناص على حد سواء أن تحدث شبه قطيعة بينهما بترك النص يفتح طريقه بنفسه كي لا يسقط بعد سقوط الوصاية عليه عاجلا أو آجلا وبتوجه الناص نحو أفق أبعد وأوسع بطموحات جديدة وعزم أرقى من سابقه... وهكذا ينجو كلاهما من اللف والدوران حول ذاتيهما في مساحة ضيقة وتستمر الحياة الإبداعية متجددة متحررة من قيود المكتسب الذي أصبح قديما بمجرد اكتماله وخروجه إلى الناس.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ . د . بومدين جلّالي - الجزائر