الخميس، 12 مارس 2020

الديوان المشترك

الديوان المشترك
الشاعر أبو مروان السعدي
الشاعر د. محمد حزام المشرقي
الشاعر عبدالولي حميد الشباطي
الشاعر فهد العبد اللطيف
الشاعر عبد الحميد العامري


 
____________________________________________________________________________
الشاعر أبو مروان السعيدي
_________________
_________________
رِسَالةٌ إلى الأمْوَاتِ))
أرْسَلتُ ضَيْمِي إلى الأمْوَاتِ مُنْفَرِدَا
لَعَلَّهُ يَكْسِبُ التِّرْيَاقَ وَالجَلَدَا
ضَمَّنْتُهُ الصِّدْقَ لَا زُوْرَاً وَلَا شَطَطَاً
فَاسْتَوثِقُوا مِنْ قَرِيْضِي كُلَّمَا نَشَدَا
قَدْ نَابَ عَنِّي سَلُوهُ كُلَّ شَارِدَةٍ
هُوَالعَدَوْلُ عَلَى مَاذُقْتُهُ شَهِدَا
يَاخَالِدٌ إنْ تّسَلْ فَالدَّمْعُ يُخْبِرُكُمْ
أمَّا اللِسَانُ مِنَ الآلامِ قَدْ عُقِدَا
لَا تَطْلُبُوا أيَّ شَيْئٍ قَدْيُؤَرِّقُنَا
لَمْ يَبْقَ فَوقَ الثَّرَى حَتَّى الَّذِي وُجِدَا
مَانَحْنُ إلَّاكَأَخْشَابٍ مُسَنَّدَةٍ
لَنَا خُوَارٌ وَلَكنْ لَا تَرَى جَسَدَا
لَقَدْلَبِثْنَاسِنِيْنَاً في مَرَاقِدِنَا
أحَاطَنَا اللهُ لمْ نَعْلَمْ لَهُ أَمَدَا
تَزَاوَرُ الشَّمْسُ عَنَّا وَهْيَ كَاسِفَةٌ
شُعَاعُهَاغَيْرُ صَافٍ حَبْلُهُ صَرَدَا
زِدْنَا عَلَى نَومِ أهْلِ الكَهْفِ أَزْمِنَةً
وَبَأسُنَا بَاسِطٌ كَفِّيْهِ قَدْ رَقَدَا
السَّامِرِيُّ أضَلَّ النَّاسَ كْلَّهُمُ
والعِجْلُ عِنْدَ ضِعَافِ الدِّيْنِ قَدْ عُبِدَا
مَاتَ الزَّمَانُ الَّذِي قَدْ كَان يَعْرِفُكُمْ
أضْحَى هَبَاءً وأمْسَى أهْلُهُ زَبَدَا
مَادَاسَتِ الخَيْلُ أرْضَاً كُنْتَ فَارِسَهَا
لَمْ يُبْرِقِ السَّيْفُ في أقْطَارِنَا أبَدَا
أَبْلغْ صَلَاحَاً بإنَّ القُدْسَ قَدْ سُلِبَتْ
وَجَيْشُنَا عِنْدَ بَابِ الغَرْبِ قَدْ سَجَدَا
وَجِلَّقُ الشَّامِ تَحْتَ النَّارِ جَاثِيَةٌ
أَبْكُوا نَوَاعِيْرَهَا واسْتَنْزَفُوا بَرَدَى
بَغْدَادُ في مِحْنَةٍ تَشْكُوْ عُرُبَتَهَا
كَأنَّ نَبْلَ الرَّدَى في نَحْرِهَا غُمِدَا
وَأرْضُ بَلقِيْسَ لَا بُنٌّ وَلَاعِنَبٌ
صَرِيْمُهَا مِنْ لَهِيْبِ النَّارِقَدْ رَمَدَا
وَأهْلُهَا العُمْيُ خَاضَوا دُوْنَ وَجْهَتِهُمْ
نَجْمَا السِّمَاكِيْنِ عَنْ أحْلَامِهمْ بَعُدَا
ضَاقَتْ بِنَا الأرْضُ ذَرْعَاً بَعْدَ فُرْقَتِكُمْ
ولمْ نَجدْ غَيْرَ رَبِّ الكَونِ مُلْتَحَدَا
وَقَومُنَا أصْبَحُوا عَوْنَاً لِقَاتِلِنَا
فَمَاتَحَرَّوا لَنَا عَزْمَاً ولَا عَضُدَا
لَاطَاقَةَ اليَومَ في قَومِي مُقَاتَلَةٌ
عَبَاءَةُ الذُّلِّ تَكْسُو الكَهْلَ وَالوَلَدَا
وَالخَيْلُ والحَرْبُ ليْسَتْ مِنْ عَوَائِدِنَا
عِرْقُ الكَرَامَةِ مِنْ أجْسَادِنَا فُصِدَا
حِمْلُ السِّلَاحِ ثَقِيْلٌ فَوقَ طَاقَتِنَا
لَاتَرْتَجُوا نَخْوَةً مِنِّا وَلَا سَنَدَا
تَبَاعَدَتْ بَيْنَنَا الأفْكَارُ وانْقَسَمَتْ
طَرَائِقُ القَومِ حَتَّى أصْبَحتْ قِدَدَا
كُّلُ الوُجُوهِ غَدَتْ سَوْدَاءَ كَالِحَةً
القَهْرُ قَدَ أنْهَكَ الإنْسَانَ وَالبَلَدَا
تُزْجِي عَلَيْنَا المَنَايَا كُلَّ فَاجِعَةٍ
يَشِيْبُ مِنْ هَولِهَا الطِّفْلُ الَّذِي وُلِدَا
شَبيْهةُالرَّعْدِ تَدْوِي فَوقَ أَرْؤُسِنَا
دُخَانُهَا في كُبُودِ النَّاسِ مَاخُمِدَا
حَتَّى ظَنَنَّا بإنَّ الأرْضَ قَدْمُلِئَتْ
جَانَاً مِنَ الإنْسِ زَادُوا قَومَنَا نَكَدَا
يَلِجُّ دَمْعُ الفَتَى في خَدِّهِ ألمَاً
كَأنَّهُ مَجْمَعُ البَحْرَيْنِ قَدْ وَرَدَا
تَمَكَّنَتْ مِنْنا الأقْزَامُ والعَجَمُ
كَادُوا يَرُدُّوْنَنَا عَنْ دِيْنِنَا حَسَدَا
حُكَّامُنَااليَومَ قَدْ فَاضْتْ خَزَائِنُهُمْ
في كُلِّ رِيْعٍ غَدَتْ أَمْوَالُهُمْ لُبَدَا
يَسْتَمْرِئُونَ الَّذِي تَهْوَى غَرَائِزُهُمْ
وَكُلُّ مَاسَاغَ مِنْ خَمْرٍ ومَانَضَدَا
وَالفَقْرُ وَالجُوعُ بَيْنَ النَّاسِ يَنْهَشُهُمْ
مِثْلُ الوُحُوشِ الضَّوَارِي لمْ يَذَرْ أَحَدَا
مَارَاعَنَا غَيْرُ ضَعْفٍ في عُرُوبَتِنَا
سُوقُ الصَنَادِيْدِ في أسْوَاقِنَا كَسَدَا
كِتَابُ رَبِّ السَّمَا نُورٌ يُعَلِّمُنَا
فَمَا بَلَغْنَا بِهِ مَجْدَاً ولَا رَشَدَا
اللهُ كَافٍ لكُمْ يَاعُرْبُ لا حَذَري
سِيْرُوا عَلَى الحَقِّ وادْعُواْ الوَاحِدَ الصَّمَدَا
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى المُخْتَارِسَيِّدِنَا
مَالَاحَ بَرْقُ الدُّجَى أو قَاصِفٌ رَعَدَا
أبو مروان السعيدي

_____________________________________________________________________________
مُحَمَّدٌ ))
كلمات الشاعر: ابومروان السعيدي
جُورُالسِّنِيْن عَلَى العِبَادِ يُعَرْبِدُ
والكُفْرُ يَمْخُرُ في النُّفُوْسِ ويَحْصُدُ
اللَيْلُ سَاجٍ وَالبِلادُعَقِيْمَةٌ
وَالنّاسُ شَاخِصَةٌ وطَالَ المَوْعِدُ
اللّاتُ والعُزَّى عَليْهمْ قَدْ جَنَتْ
وقُلوبُهمْ غُلْفٌ وعَقْلٌ مُؤْصَدُ
والأرْضُ تَرفَعُ كَفَّهَا نَحْوَ السَّمَا
تَشْكُو إلى المَوْلَى بهِ تَسْتَنْجِدُ
وقَفَ الزَّمَانُ سُوَيْعَةً مُتَسَائِلاً
عَنْ مُنْقِذِالعَصْرِ الّذي لا يبْعُدُ
فَإذَا بَشِيْرُ الحَقِّ يَسْطَعُ نُورُهُ
ويَلُوحُ في أُفُقِ السّمَاءِ الفَرْقَدُ
ازْدَانَتِ الدُّنْيَا تَعَطَّرَ وَجْهُهَا
وعَلَتْ بِمَنْ فِيْهَا وجَاءَ مُحَمَّدُ
بَانَ الصّبَاحُ وأشْرَقَتْ شَمْسُ الضُّحَى
والشَّوْقُ في كَبِدِ العِبَادِ يُغَرِّدُ
والبَيْتُ يَهْتُفُ بالحَبِيْبِ وَيَزْدَهِي
ضَاءَتْ مآذِنُهُ أتاهَا المُرْشِدُ
دَبَّ السُّرُورُ عَلَى الحَطِيْمِ ورُكْنِهِ
وبَدَا عَلَيْهِ رُوحُهُ المُتَجَمِّدُ
وتَنَفَّسَتْ بَطْحَاءُ مَكَّةَ عَنْبَرَاً
وَجِبَالُهَا وَحُصُونُهَا تَتَوَرَّدُ
أزْكَى سَلَامُ اللهِ مَاسَقَطَ النَّدَى
اللهُ أكْبَرُ ،مُرْسَلٌ لا يَجْحَدُ
بَشُّ المُحَيَّا نُورُهُ مُتَوَهِّجٌ
هَتَكَ الظَّلَامَ جَبِيْنُهُ المُتَوقِّدُ
وإذَا نَظَرْتَ إلى الخُدُوْدِ كَأنّهَا
قَمَرٌ مُشِعٌّ يَزْدَهِي وزَبَرْجَدُ
نَفَحَاتُ رَبِّ العَرْشِ خَيْرَاً أمْطَرَتْ
والغِيْمُ يُزْجِي والبَشَائِرُ تَرْعُدُ
للّهِ مِنْ يَومٍ أتى بِرَسُولِنَا
نصَرَ الظَّلُومَ وذُلَّ فيْهِ السَّيِّدُ
ولَقَدْأتَانَا والظَّلَامُ مُخَيِّمٌ
والكُرْهُ بَيْنَ قُلوبِنَا يَتَلَبَّدُ
وَمَحَا بِدِينِ الحَقِّ كُلَّ جَهَالَةٍ
ذَلَّتْ لَهُ الدُّنْيَا ولَانَ الجَلْمَدُ
بَلغَتْ بِهِ الأرْضُ الذُّرَى وتَفَاخَرَتْ
وإذا العِبَادُنُفُوسُهُمْ تَتَوَحَّدُ
يَاسَيِّدي إنّيِ بِحُبِّكَ مُغْرَمٌ
والقَلبُ رَطْبٌ وَاللِسَانُ يُرَدِّدُ
اشْفَعْ لرُوحِي إنّنِي بكَ مُوْمِنٌ
فَأنَا المُقِرُّ بِمَاتَقُولُ وأشْهَدُ
دَاوَيْتَ بالقُرْآنِ كُلَّ مُنَافِقٍ
وَشَفَيْتَ أمْرَاضَاً بِنَا تَتَمَدَّدُ
أهْدَيْتَنَا عِلْمَاً تَقَدَّسَ سِرُّهُ
ولكُّلِ عَبْدٍ مِنْ زُلَالِكَ مَوْرِدُ
وشَرَعْتَ مِنْهَاجَ الحَيَاةِ مُفَصَّلاً
الكُلُّ في أحْكَامِه يَسْتَرْشِدُ
وغَسَلْتَ وجْهَ الأرْضِ بَعْدَ نَجَاسَةٍ
وبَنَيْتَ عَدْلاً فَوْقَهَا يَتَوَطَّدُ
ومَنَحْتَنَا سُنَنَ الكَرِيْمِ وأثْمَرَتْ
وغَدَتْ شُعَاعَاً نُورُهَا لا يَنْفَدُ
شَرَفَاً لطِيْبَةَ أنْ وَطِئْتَ تُرَابَهَا
وَبِأنّ رُوْحَكَ فِي رُبَاهَا يَرْقُدُ
ولَقَدْ زَرَعْتَ الحُبَ في قَادَاتِهَا
بَعْدَ الشَّتَاتِ جُمْوعُهُم تَتَوحَّدُ
فَلتَعْلَمَنَّ بِأنَّ قَوْمَكَ شُرِّدُوا
والأرْضُ جَمْرٌ نَارُهَا لا تخْمَدُ
كُلُّ الرَّزَايَا في البِلادِ اسْتَوْطَنَتْ
والحَقُ أعْمَى والشَّرِيْفُ مُقَيَّدُ
عَبَثَتْ بِنَا ثُلَلُ الطُّغَاةِ وَدَمَّرَتْ
والعَقْلُ مِنْ أعْمَالِهمْ يَتَبَلَّدُ
والقَوْمُ بَيْنَ مُحَزِّبٍ ومُخَرِّبٍ
وَمُنَافِقٍ أشِرٍ يَعِيْثُ وَيُفْسِدُ
حَقاً نرَاكَ مُوَسَّدَاً تَحتَ الثَّرَى
لكنَّ ذِكْرَكَ في القُلُوبِ مُخَلَّدُ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ في عَليَائِهِ
أنْتَ الَّذِي في عِلمِهِ مُتَفَرِّدُ
مِنِّي السَّلامُ عَلَيْكَ يَاخَيْرَ الوَرَى
مَاطَافَ بالبَيْتِ العَتِيْقِ الْهُجَّدُ
الشاعر: عبدالرب محمد ناجي(أبو مروان السعيدي)
___________________________________________________________________________
((مِن بِلادِ الحُرِّ ذِي يَزَنِ))
مِنْ يَافِعٍ مِنْ بِلَادِ الحُرِّ ذِي يَزَنِ
أشْدُو بِحَرْفي وَحَرُّ الشَّوْقِ يَحْرِقُنِي
...
فَالدَّمُ يَنْزَفُ مِنْ قَلبِي وَأَوْرِدَتِي
وَالدَّمْعُ كَالسَّيْلِ هَتَّانٌ عَلَى الوَجَنِ
أَهِيْمُ حُزْناً عَلَى الأقْصَى وَسَاحَتِهِ
وَأَرْخِصُ الرُّوْحَ في بَخْسٍ مِنَ الثَّمَنِ
وَأَرْفَعُ الكَفَّ لِلرَّحْمَنِ مُبْتَهِلاً
أشْكُو اليَهُودَ وَأَشْكُو الضَّعْفَ في وَطَنِي
يَاقِبْلَةً في بِلَادِ العُرْبِ بَاكِيَةً
تَاللَّهِ حُزُنكِ هَذَا كَادَ يَهْلِكُنِي
لَكِنَّنِي لَمْ أَكُنْ حُرَّاً وَلَا بَطَلاً
كَطَائِرِ البُومِ صَدَّاحَاً عَلَى الفَنَنِ
أَحْدَوْدَقَ الظُّلمُ بي مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ
وَالشّرُّ مِنْ كُلِّ بَابٍ قَدْ تَأَبَّطَنِي
قُدْسٌ يَئِنُ وَأَنْجَاسٌ تُدَنِّسُهُ
وَلَا مُعِيْنٌ لَهُ مِنْ سَطْوَةِ العَفَنِ
مَسْرَى الرَّسُولِ حَبِيْسٌ تَحْتَ رَحْمَتِهم
بَاتَ الرَّقِيْبُ عَلَيْهِ غَيِرَ مُؤتَمَنِ
والحَاكِمُونَ وُضِيعُ الغَرْبِ أَرْكَسَهُمْ
دَسَّ السُّمُومَ لَهُمْ بِالمَاءِ واللّبَنِ
لَوْ كَانَ فِيْهمْ رِجَالُ العِزِّ مَاوَهَنُوا
وَمَاسْتَكَانُوا عَلَى ذَاتِ البَهَا الحَسَنِ
كَانَتْ لنَا نَخْوَةٌ في النّفْسِ فَاسْتُلِبَتْ
وَوَالاليُ الأَمْرِ ثَوْبَ الذُّلِ البَسَنِي
صُدُورُ أَطْفَالُنَا بِالقُدْسِ عَارِيَةٌ
دِمَاؤُهُمْ تَغْسِلُ الأَقْصَى مِنَ النَتَنِ
جِيْلٌ إذَا أَمْطَرَتْ خَصْمَاً حِجَارَتُهُمْ
يَصْحُو عَلَى وَقْعِهَا مَنْ كَانَ بِالكَفَنِ
النَّصْرُ آتٍ وَلَا رَادٍ لَهُ أَحَدٌ
سَتَشْرِقُ الشَّمْسُ في الآفَاقِ وَالمُدِنِ
وَسَوفَ تَصفُو لنَا الأيَّامُ فَاتِنَتِي
وَتَنْعَمِيْنَ بِفَضْلِ اللهِ وِالمِنَنِ
مَاكُنْتُ أَنْسَى عُهُودَاً بِتُّ أَقْطَعُهَا
إلّا إذَا الرُّوْحُ يَومَاً فَارَقَتْ بَدَني
مَاقُلتُ هَذَا هُرَاءً أَوْ مُنَاكَفَةً
إلّا يَقِيْنَاً فَإنَّي الفَارِسُ اليَمَنِي
أبو مروان السعيدي
_____________________________________________
عَلِي مَقْلَى )
مَاتَ (مَقْلَى) جَاءَ (مَقْلَى)
لَمْ أجَدْ للجَهْلِ حَلَّا
...
كُلّمَا جَاءَ غَبِيٌّ
أمَّ في قَوْمِي وصَلَّى
أصْنَعُ المَوتَ بِكَفِّي
لَمْ أرِثْ حِسَّاًوعَقْلَا
فَطُمُوحِي مِثْلُ حَظِّي
كُلَّمَا لَاحَ اضْمَحَلَّا
وَحَيَاتِي صِنْوُ مَوْتِي
غَيْرَ أنَّ المَوْتَ أَحْلَى
وَبَقَائي غَيْرُ مُجْدٍ
فَرَغِيْفُ الخُبْزِ أَغْلَى
أكْتُبُ الشِّعْرَ بِدَمْعِي
لَكِنِ الإحْسَاسَ يُمْلَى
كُلَّمَا نَاحَتْ حُرُوفي
زَادَتِ العُمْيَانَ ذِلَّا
تَعْكِسُ الصَّوْتَ كَرَجْعٍ
للصْدَى إنْ قَالَ فَصْلَا
لَمْ أَثِقْ فيْهَا بَتَاتًا
تشْبَهُ الإنْسَانَ هَزْلَى
وَشُعَاعُ الصُّبْحِ وَهْمٌ
لَا أرَى للنُّوْرِ أصْلَا
لَمْ تغَنِّ الطّيْرُ قَطٌّ
فَكَأنَّ الأرْضَ ثَكْلَى
وكَأنَّ الكَونَ قَفْرٌ
سَقْفُهُ فَوقِي تَدَلَّى
جِيْفَةُ الظُّلمِ بِأَنْفِي
رِيْحُهَا صَارَ مُمِلَّا
أَسْتَقِي مَاءً حَمِيْمَا
كَجَحِيْمِ المُهْلِ يَصْلَى
وَكِلابٌ ضَارِيَاتٌ
تَشْرَبُ المَاءَ المُحَلّى
اسْتَبَاحَتْ كُلَّ أرْضِي
أضْحَتِ الوِدْيَانُ رَمْلَا
كُلُّ أمْجَادُي تَوارَتْ
حِلْمُهَا في العَيْشِ قَلَّا
وَبِلادِي اليَومَ تبْكِي
تَشْتَهِي حُبَّاً وَبَعْلَا
تَرْتَمِي في كُلِّ حِضْنٍ
وتَظُنُ العِشْقَ سَهْلَا
كُلَّمَا تَزْرَعُ نَخْلَاً
صَارَ قِثَّاءً وَبَقْلَا
يَلْفَحُ الفَقْرُ رُبَاهَا
عَافَهَاالرِّزْقُ وَوَلَّى
لاتَقُلْ أَنَّي سَأحْيَا
مَاتَ قَلْبِي حَيْثُ حَلَّا
عِشْتُ في الأرْضِ غَرَيْبَاً
لمْ أجِدْ أُمَّاً وَخِلَّا
أتَوَخَّى النَّاسَ حَتَّى
لَا أرَى شَيْئَاً مُخِلَّا
أوْ أرَى دُوْدَاً وبَقَّاً
وَبَرَاغِيْثَاً وقَمْلَا
رَوْنَقُ الصُّبْحِ كَئِيْبٌ
رُبَّمَا عَنَّا تَخَلَّى
كِلْتُ أتْرَاحِي بِكَأسِي
فَوَجَدتُ الكَاسَ حُبْلَى
لَنْ أَزِيْدَ القَوْلَ حَرْفَاً
خَيْرُ مَا قَلَّ وَدَلَّا
أحْرِقُوْنِي كَيْفَ شِئْتُمْ
أشْبِعُوا الأجْدَاثَ قَتْلَا
لَنْ تَهُزُّوْا مِنْ كَيَانِي
بَعْدَ هَذَا القُبْحِ كَلَّا
لو يَطُوْلُ الظُّلْمُ دَهْرَاً
سَيَظَلُ الحَقُّ أعْلَى
وعَزِيْزُ النَّفْسِ يَبقَى
في الوَرَى طَوْدَاً مُطِلَّا
مِثْلَ (شَمْسَانَ) أبِيَّاً
شَامِخَاً فَوْقَ (المُعَلَّا)
وَحَقِيْرُ النَّاس يَبْقَى
ذِكْرُهُ في الأرْضِ نَذْلَا
سَيَظَلُ العَبْدُ عَبْدَاً
وَيَظَلُ الفَحْلُ فَحْلَا
فَيَدُ الخَلَّاقِ عُلْيَا
وَيَدُ الإنْسَانِ سُفْلَى
أبو مروان السعيدي
مقْلَى اسم إمام حكم اليمن لفترة يوم واحد في القرن الثامن عشر الميلادي ثم خلعه الأهالي بسبب بلاهته حيث كان غبياً ولا يحسن التدبير
_______________________________________________________
الأرض ولدت ذئاباً
ألاأبلغْ سهيلاً حيثُ غابا
بإنَّ الأرضَ قد ولَدَتْ ذِئابا
...
وإنَّ الويلَ هطّالٌ علينا
وجَورُ الدّهر قدبلغَ النّصَابا
تغيرتِ البلادُ ومَنْ عليها
وأصبحَ كلُّ مُخضرٍّ يبابا
وريحُ الشّرِّ تنثرُنا جميعاً
ولمْ يتركْ لنا الشّيطانُ بابا
وأصبحنا مطِّيْةَ كلِّ عبدٍ
وأزلاماً لِمَنْ عزفَ الربابا
وليسَ لنا بأرضِ اليُمنِ بيتٌ
تبخّرَ حِلمُنا كالملحِ ذَابا
فلا قمرَ السّماءِ لنا تجلّى
ولانُورَ الصباحِ لنا اسْتَجَابا
وباتَ الذّلُ للسلطانِ خِدْناً
وماءُ الجُبْنِ للأحفادِ طَابا
دخلنا في حِمَى الأشْرارِ طوعاً
ولم نحْسِبْ لِمخرَجِِنا حِسَابا
ظَننّا أنّهم للخيرِ أهلٌ
وأنّ ضميرَهمْ للرّبِّ تابا
فَوُجّهتِ الأسِنةُ نحو صَدري
وزادتْني لهيباً واكتآبا
لئامٌ خانعونَ لقومِ فرسٍ
ألا تَبّتْ أيَاديهم تبابا
ولَسْتُ بوادي الأحياء حُرّاً
حَبِيْسَ الظّلمِ أنتظرُ العِقابا
يضجُّ بداخلي ألمٌ وحُزْنٌ
وعقلي حائرٌ فقِدَ الّصّوابا
غَدَا يَومي كئِيْباً مكفهرً
وعيني لاترى إلّا السّرابا
فَهُبّواأيُّها الأحرارُ صفاً
دعوا الأحقادَ عنكم والعِتابا
منامُ الليلِ لا يأتي بحقٍّ
وسيفُ العزمِ إن سكن الجرابا
فإنّ الظلمَ لايرضاهُ دينٌ
وإنّ الليثَ لايخشى الكلابا
لقدْ حَبّرتُ شِعْرِي من دموعي
لعلّ الدّمعَ يفصحُكمْ خِطابا
أبو مروان السعيدي
 
________________
المعلم
يبقى المُعلمَُ مثلُ الطّيْبِ فوّاحِا
وكالنّجومِ دليل القومِ إنْ لاحا
...
هو الوفيُّ الّذي تعلو رِسالتهُ
فكلّما قالَ حرفآ كانَ نصّاحا
يكْسو العقولَ جمالآ مِنْ ثقافتهِ
ويجعلُ الأبكمَ المعقود صدّاحا
تُبنى الحضاراتُ من ينبوعِ كلْمتهِ
باتتْ نباريسهُ للكونِ مفتاحا
تبدو لنا في دروبِ النورِ هامته
وفي ظلامِ الدّجى بدرآ ومصباحا
كالنّهريجري ونُسْقى من رَوافده
وكفّهُ صَار للظمآنِ أقداحا
فكل مَنْ يرتوي مِنْ كفّهِ أدبآ
يصيرُ في لُجّةِ الأمواجِ سبّاحا
فهو الدّليلُ وباني مجدَ أمتنا
حتّى حَسبناهُ للأبدانِ جرّاحا
أبو مروان السعيدي
 
 
_______________________________________________________________________
الشاعر د.محمد حزام المشرقي
____________________
 على الملأ بالحب يمين شحلف
ومن ورودي الزاهرات شقطف
وارصف شماريخي الطوال واردف
واهديك كبوش الفل بليل منصف
وامزج بريحاني شذاك واغرف ...

واسجع هواك مغنى طروب واعزف
يا كامل الأوصاف كيف باوصف؟
صنوف إبداعك وروحي ترجف
من لهفة أشواقي .. وأنت تعرف
عليك يا قحطان دموعي تذرف
شاوصل إليك مهما الوصال مُكلِف
____________________
 

 

على همس النسيم--------------------------
حدثيهم كيف ذاك الحب هانا
...

وهوت في غرة المجد منانا

واسمعيهم من تباريح الهوى
كيف رتلنا تلاحين غنانا
خبريهم بعدما شط النوى
كيف تاهت بالمسارات خطانا
كيف أمست خبرا أحلامنا
وانتفت من مخمل النور رؤانا
كيف كنا وإلى أين غدونا
كم تجرعنا لهيبا وهوانا
ليت شعري كم أناجيك وما
زالت النجوى تماري منتهانا
فاذكري مني ودادا طالما
زحزحت إيماءة منه دجانا
ونسيم فاح من ألطافه
نرجسي عطر يذكي لقانا
فكفانا يا منى روحي جفا
ومن الهجران والصد كفانا
د. محمد حزام المشرقي
____________________
عَزْفٌ عَلى وَتَرِ الْمَحَبَّة
-------------------------------
إلَى سَوحِ الحَبِيبِ شَدَدْتُ أَزْرِي
وَفَيْض الوَجْدِ والأشواق تَجْرِي
...
ورُوحِي لِلوِصَالِ إلَيْهِ حَنَّت
عَلَى عَجَلٍ مَعَ الآمَادِ تَسْرِي
وَيَسْرِي بِي عَلَى شَغَفٍ حَنِينِي
لِيَمْحُوَ بِالوِصَالِ شَقَاء هَجْرِي
تُرَافِقُنِي اللَّيَاليَ زَاهِرَاتٍ
وتُلْقِينِي عَلَى عَتَبَاتِ فَجْرِي
إِلَى رَوضَاك تَدفَعُنِي الأَمَانِي
فَصَوبَ جَنَابِكَ التِرحَالُ يُغرِي
وتَسمُو بِالمَقَامِ فيوضُ نَفْسِي
فَتَعبُقُهُ شَذَى وَردِي وَزَهرِي
ويَغمِرُنِي بَرِيقُ الْبَيْتَ نُورًا
وَفِي مَسْعَايَ مُنْشَرَحٌ لِصَدْرِي
بِطَيبِ البَوْحِ فِي عَتَبَاتِ قَبْرَ
الْمُصْطَفَى أَوْدَعْتُ سِرِّي
وكَانَت دَفْقُ أَطيَاب المَعَانِي
تُلَاطِفُ لَوعَتِي وحَنِينَ عُمرِي
فَطُوبَى لِي بِمَا أَهدَتْهُ رُوحِي
أَثِيرَاً مِنْ سَنَا عِزِّي وَفَخْرِي
صَلَاةُ اللَّهِ مَا حَنَّتْ قُلُوبٌ
لِخَيْرِ الرُسْلِ فِي دُنْيَانَا تَسْرِي
فَدَيْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ذُخْرًا
بِأَيامِي وَوِجْدَانِي وَعُمْرِي
د . مُحَمَّد حِزَام الْمَشْرِقِيّ
الْيَمَن ، 16/12/2019م
_______________________
ستخصب الأرض رغما عن قساوتها
وينبت الزهر والأنداء ترويه
فاليأس حين زهى الآمال منكسر
كالليل يقذف صبحا بات يأويه
____________________
____________________
أَلطَافُ حُبِّي
ويُسرُني وتَطَيبُ فيها خاطِرِي
لَحظاتُ ألقَاكُمْ على أعتَابِي
...
وأشتَّمُ أَنفاسٍ تُرَيحِنُ مُهجَتي
وتطِيبُ أرجائِي بِكُمْ ورِحَابِي
تشتَاقكُمْ رُوحي ووِجدَاني..وكَمْ
هَتَفَ الفُؤادُ لِبُعدَكُمْ وغيابي
يا دَوحةَ الإُنسِ الجميلُ تَعَوسَجِي
وأرمِي شَذَاكِ وعَطِري أحبَابي
صُبِّي لَهُمْ كاسات من قِطرِ النَّدَى
وَخُلُوصَ أمزَاني وَشَهدُ شَرابي
وَألِق التَحَايا الزَاهِرَاتِ ورَدِّدي
أُنشُودَةَ الفرَحَ الجَميلُ بِبَابي
هُمْ هَؤُلَاءِ أَحِبَتي ومذَاخِري
يزهُوْ بِوَصلِهِمُ الشَفِيفَ جَنَابي
وتَمِيسُ في شَنَفِ الرِيَاضُ مبَاهِجي
وتَطِيَّبُ من أنفَاسِهمْ أطيَابي
د. محمد حزام المشرقي
اليمن،
_________________
سِر الجمالْ
سِرْ بِي إلى حُبهِ
واترُكْ هوَى الاشتِغَالْ
...
يا شَوقَ حُثَ المَطَايا
إلَى جَنابِ الجَمَالْ
اِرحَمْ فُؤادِي المُعَنَّى
مِن جُورِ سَهدِ اللَّيَالْ
فمَا نَعِيمي وسَعدِي
إلَّا بُلُوغَ المَنَالْ
ما بَارحَ السَهدُ جَفني
مَا ذُقتُ نَومَ الليَالْ
إليكَ شُدَّتْ رِحَالي
فردَستُ كُلَ الرِمَالْ
يَا سَعدَ رُوحي وقلبي
لمَّا تُنَاخَ الرِحَالْ
في ظِلِّ أفياء قُربَكْ
طَعمَ المَعَانِي زُلَالْ
وكَيفَ أترُكْ هواكْ
وأَنتَ عِشقَكْ حَلَالْ
صَلُّوا على مَن كَسَاهُ
اللَّهُ ثَوبَ الْجَمَالْ
هُو سَيِّدِي وحَبِيبي
صَلَّى عَلَيهْ ذُو الْجَلَال
د . محمد حزام المشرقي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
_______________________________
حنين الوصل
يشاقيني حنيني باتساعه...
وتشقيني ارتماءات اندفاعه
تسامرني الليالي زاهرات
وذاك النجم يذكيني شعاعه
ألا ليت الذي تهواه نفسي
يعاودني وصالا قد أضاعه
سيلقاه على شغف حنيني
ويلقي في محياه الوداعة
هناك على مشارف ذكرياتي
حنينا خالصا يرسي شراعه
ففي القلب المتيم أمنيات
تغرد في ثناياها البراعة
وأشواق يداعبها اصطباري
ويسقيها المنى حبا وطاعة
وطيب البوح في دفق المعاني
تسامت في سرائره الوداعة
فطابت في براح الشوق لقيا
وأغنت لهفتي عن ألف ساعة
د. محمد حزام المشرقي
 
__________________________________
___________________________________________________________________
الشاعر عبدالولي حميد الشباطي
___________________
مجاراة عنتر بن شداد
في الأبيات التي يقول فيها:
" ياعبل قد دنت المنيةفاندبي
إن كان جفلك بالدموع يجود
...
ياعبل إن تبكي علي فقد بكى
صرف الزمان علي وهو حسود"
-----------
ياعبلُ مافقدت عيونك نظرتي
إن كان قلبك للوداد يقودُ
فدعي البكاء إذاقرأت وصيتي
فوصيتي فيهاالعدولُ شهودُ
لاتحزني عني فلست مخلدٌ
حتى ولو مرت علي ّ عقودُ
لابد من يومٍ نفارق جمعنا
إن الممات على العباد يعودُ
وتركت عندك طفلنا بثيابه
واليتم سوف يناله ويقودُ
كوني له الحصن المنيع فإنه
سيكون ذو شأن وسوف يسودُ
كوني على حذر من الدنيا فقد
طبعت على كدر ونحن رقودُ
وتزودي منها بتقوى الله كي
يرضى الإله عنك ثم يجودُ
وعلى الفضائل داومي وتعففي
إن الرذائل للنساء وقودُ
فلقد تركتك وردة فتحصني
يانجمةً بين الملاح تذودُ
قد قلت مايكفي لأجلك فاسمعي
بيني وأنت مواثقٌ وعهودُ
كلمات:
عبد الولي الشباطي
___________________
حذار من الدنيا
من الطويل
إذاأنت لم تعمل بدنياك بالهدي...
وجانبت فيها كل خير تعمدا
وإن أنت لم ترجع لرشدك نادماً
وأكثرت من فعل الذنوب ترصدا
وإن أنت آذيت العباد بحقهم
فلا تبتغ الصفح منهم لتسعدا
ولا بد أن تلقى الجزاء على الذي
جنيت وإن أكثرت فيه التنهدا
وماهذه الدنيا بدار لأهلها
فماالدار إلا في الجنان تخلدا
وماكل في الدنيا يدوم لأهلها
فكل الذي فيها هباء تبددا
عجبت لمافيها ففيها حوادث
تقلب فيها الحال دوما وجردا
فيوما تراه مستنيرا وصافيا
ويوما تراه غائما قد تلبدا
فكم من غنيٍ كان بالأمس مترفا
فأضحى بلا مالٍ وأمسى مشردا
وكم من فقيرٍ كان بالأمس معدما
فصارت له الأموال فيها تمددا
وكم من صحيحٍ مات من دون علةٍ
وكم من مريضٍ عمره قد تجددا
وكم من صديقٍ ماأتاك وفاؤه
وكم من عدوٍ قد اراك التوددا
حذار من الدنيا فلا تطمئن لها
وداوم على الطاعات تبقى ممجدا
وصل على المحبوب في كل لحظةٍ
صلاةً وتسليماً كما الطيرُ غردا
كلمات:
عبد الولي الشباطي
_______________________
ودعتكم
من الرجز
ودعتكم والله يعلم حالتي...
ودعتكم والدمعُ يروي مقلتي
ودعتكم والقلب مشتاق لكم
ودعتكم أودعتكم في مهجتي
ودعتكم أهلَ العدين إنكم
أهلُ الحجى أهلُ النهى في البلدةِ
ودعتكم ياأهلَ وادي عنةٍ
والماء يجري حوله من كثرةِ
ودعتكم قد دمتموا أحبة
ودعتكم ياأهلَ أرضِ السارةِ
في شلفٍ خيرُ الرجالِ ثلَّةٌ
توارثوا دار القضا بحكمةِ
في قصعٍ مشائخٌ أعزةٌ
وقد بقوا في القلب كل لحظةِ
بنو المساوى سادةٌ أجلةٌ
هم من بني عمي وهم لي عزوتي
بنو الحميدي أنتموا أهل الوفا
الله يحميكم بكل عثرةِ
بنو زهيرٍ مارأيت مثلهم
أهل المروءةِ الكرام رفقتي
بنو سنانٍ خير من لقيتهم
هم الأعزاء لي بدون جَفوةِ
والظافريون الكرام إنهم
أهل الوفا يشاطروني فرحتي
لي في نبي الباشا أعزاء لم أجد
منهم سوى كل الإخاء نَجدتي
لي في بني عمران خير رفقةٍ
في قصلٍ أو في قداس راحتي
بنو الشهاري أنتموا أهل الحمى
ياخيرَ أحبابي وخيرَ رفقتي
بنو مليكٍ والحذيفي إنكم
أحباب قلبي أنتموا من صحبتي
بنو عواض جابر أيضا هموا
أهل الشهامة الكرام عُدتي
في الجبلينِ ناسٌ قد عرفتهم
صحبتهم فخر بكل رحلةِ
ياساكني تلك الربى ودعتكم
محلكم في القلب يا أحبتي
أهلُ العدين لي رجاء عندكم
العفو منكم أبتغي من هفوتي
والختم صلينا على طه الذي
قد جاء بالقرآن فيه غايتي
والآل والأصحاب إذ تغشاهموا
تعداد ماهبت رياح نسمةِ
كلمات القاضي :
عبد الولي الشباطي
___________________
عقد بيع
من الخفيف
إشترى المختار الأريب المبجلْ...
مصطفى عبد الخالق المحجلْ
من ماله لنفسهِ دون غيرهِ
أرضاً أضافها إلى جنبِ أرضهِ
من بائعٍ إليه يدعى حميدْ
ابن سعد ابن أحمد المجيدْ
ويعرفُ المبيعُ بالضاربه
من محاريث أرض المغاربه
ساحتها عشرٌ من طوال القصبِ
وحرثها سهلٌ بدون تعبِ
داخلٌ فيها كل حقٍ ملا صق
من ظاهر وباطن دون عائق
من عامرٍ أو دامرٍ في عقاره
او حجرٍ او شجرٍ من قراره
حدودها معروفةٌ مشهوره
للعارفين في قرى المنصوره
من قبلة يحدها ذو المنائخْ
ملك بني قحطان ثم المشائخْ
من عدنٍ أملاك غالب علي
والشرق أملاك ابن عبدالولي
والغرب أملاك ابن غالب دنا
قد ذكرت كل الحدود عندنا
إحاطة المحدود بالحدودِ
مطرودة منها عيون الحسودِ
بيعاً صحيحاً نافذاً شرعيَّا
يحكي شراءً ثابتا مرعيَّا
بالثمن الذي تراضى عليه
العاقدان سوف نأتي إليه
مقداره ستون ألفا وسبعُ
من المئينَ ليس فيها بضعُ
وكلها ريالات جديده
أحضرها طه من الحديده
سلمها المشتري بالمشاهده
وعدها البائع ثُمْ ولده
ثمَّ تخلى التخليه الشرعيه
للمشتري بأرضه المحميه
فأصبحت ذمته خاليه
والمشتري في سعاده عاليه
قد شهد الشهود ممن حضرْ
صياغة العقد إذ فيه الظفرْ
محمد ابن الفقيه الهتارِ
وأحمد ابن الأمين الشهاري
حررته في سبعةٍ من المحرَّمْ
في سنةٍ من عصرناالمحطَّمْ
إحدى وأربعون من بعد أربعْ
من المئين بعدها الألف يتبعْ
من هجرةِ المحبوبِ والحبيبِ
محمدٍ طبيبِ كلِّ القلوبِ
أناالفقير للمولى تعالى
عبد الولي حيمد أهدي المقالا
للقارئين النظم من ذي الحروفِ
كتبتها في صبح يومٍ ظريفِ
في الختام أهدي للنبي صلاتي
محمد الذي أتى بالصلاةِ
ثم السلام عليه وآله
وصحبه أختم به الرساله
صاغه/ عبدالولي الشباطي
__________________________
مناسك الحج ياأمي
من البسيط
ودعتك الله ياأمي وياعيني
أخشى الرحيل كما أخشى من البينِ
...
ودعتك الله ياروحي وياقلبي
فدتك نفسي ودمع العين تكويني
ودعتك الله في شهر الحجيج وفي
تلك الأراضي شفاء القلب والعينِ
لكم تمنيت في وقت مضى عني
أن أذهب الحج يا أمي لتحميني
بدعوة لي لكي أرتاح من تعبٍ
فدعوة الأم مشكاةٌ تلا قيني
وكم تمنيت أن ألقى بها نسكاً
مناسك الحج ياأمي تناديني
إني وإن لم أكُن في رفقة معها
روحي ترافقها والجسمُ يبْقيني
أماه هيا إلى الميقات مقبلةً
قومي بغسلٍ وإحرام المساكينِ
لبي بحجٍّ وبالإفراد قاصدة
حتى الوصول إلى تلك الميادينِ
هياإلى مكة البيت الحرام إلى
تلك المهابةِ فيها الروْحُ يأتيني
طوفي طواف القدوم واسألي المولى
أن يغفر الذنب في يوم الموازينِ
فتلك سبعٌ من الأشواط يتبعها
عند المقام صلاة سوف تهديني
واسعي بذات الصفا والمروة الأخرى
تمام سبع من الأشواط تجريني
وفي ثمانٍ بذي الحجةِ فأتي منى
قفي بها يومك الجاري ولا قيني
صلي بها فجر التاسع الآتي
في مطلع الفجر ياأمي فحييني
توجهي بعد ذاك بيومك الغالي
إلى الوقوف وركن الحج يعنيني
في عرفاتٍ قفي لله واتبعي
نبيناأحمد الهادي وناديني
أدعي دعاء بتلك اليوم مخلصةً
فالله يمحو ذنوب الأمس والحينِ
ظهرا وعصر بها صلي بقصر معا
ثم انفري في مغيب الشمس من حينِ
توجهي بعدها مزدلفا واجمعي
فيهاالعشائين ياأمي بتأمينِ
والفجر صلي بها واجمعي حجراً
توجهي بعدها منى وحييني
تحللي من ثياب الإحرام واغتسلي
فالعيد قد جاء والأفراح تشدوني
ألقاك بالجمرة الكبرى لترميها
أرمي بسبعٍ من الحصيات من دوني
ثم انزلي مكة التي تعجُّ بها
كل الحجيج بذكر الله ناجيني
طوفي الإفاضة ياقلبي وعودي إلى
منى لتبقي بها أيام تحييني
ثاني وثالث أيام التشاريقِ
وارمي الجمار بها بين الملايينِ
غيضي الشياطين ياأمي بها وارجمي
الله يحميك من كيد الشياطينِ
ثم انزلي البيت طوفي الوداع بها
هناالمناسك تمت بالعناوينِ
ثم انزلي يثْرباً زوري الحبيب بها
وأبلغيه سلامي سرَّ مكنونيِ
عودي إلينا بحفظ الله غانمةً
بحجةٍ بارةٍ لله والدينِ
هانحن نستقبل القدوم في فرحٍ
فامشي مع الركب ياأم الميامينِ
والختم صلي على المختار يتبعها
أزكى السلام بنفحات الرياحينِ
كلمات:
عبد الولي حميد الشباطي
__________________________
__________________________________________________________________________
الشاعر فهد العبد اللطيف
_________________
لا تسأليني
-----------------
لا تسأليني كم أحبّ و أعشق ُ
يكفيك ِأنّي لا أقول، وأصدُق ُ
لا وزن َ للكلمات ِ حين أقولها
فمشاعري منها أشد ّ، و أعمق ُ
بل كلما أنشدتُ فيك قصيدة ً
و مضت ْحروفي تستجم ّوتعبَق ُ
أجدُ القوافي في حضورك تنحني
وأرى بحورَ الشعر دونك تغرق ُ
ولوَ نّني أطلقتُ بوحي للمدىٰ
لَطَغا على قمم الجبال ِ الأزرق ُ
حتّىٰ حدودُ الأرض ضاقتْ عن فمي
و كأن ّ مغربَها طواه ُ المشرق ُ
وتمنّعت ْ عنّي مدارات ُ السّما
وأشاح عن شغَف الكلام ِالمنطق ُ
هذا أنا.والصوت يغلي في دمي
و بكل ّ حرف ٍفي فمي أتمزّق ُ
وعلىٰ سرير الليل أفرشُ وحدتي
هو وحده ُ مثلي يُنيم ، ويأرق ُ
ويضمّني في راحتيْه ِ كأنّه ُ
منديل ُ دمع ٍ، طالما يترقرق ُ
إنّي أحبّك ِ فوق كل ّ مداركي
و مبادئي، و مواجعي، وأحلّق ُ
متلمّسا ً سر ّ الخلود برعشتي
مادام قلبي طوعَ نبضك يخفق ُ
وأنا هناك، وأنت ِ في قلبي هنا
يُشقي أمانينا زمان ٌ.. أحمق ُ
ويذيب ُروحيْنا عسى أن ننتهي
لكنّنا _ رغم اللظىٰ _ نتألّق ُ لا ليس حبا ً مايفيضُ بأضلعي
بل ليس شوقا ًماأحسّ ويحرق ُ
لكنّه ُ أسمى ٰ، و أنبل ُ قيمة ً..
ولعلّه ُ_ في الحالتين _ المطلق ُ
* * *
فهد ج العبد اللطيف.. تشرين 2 /2017 /
_________________________

رعشة-----------
أنا حاضر ٌ في وحدتي
و الأمسُ يعرف لوعتي
وغداً يباغتني الرّدىٰ
و تكون آخر َ قصّتي
أنا حبّة ُ الرّمل التي
تغفو بحضن. الموجة ِ
لا المد ّ يطفىء جمرتي
لا الجذر ُ يمسح دمعتي
لا ريحَ تحملني إلىٰ
أرضي، أعانق صخرتي
أنارعشة القمر الأخي..
... رة ُ في وداع العتمة ِ
وقد ِانحنىٰ فوق السهو...
...ل ِ، محمّلا ً بالغربة ِ
خذلت ْ خطاهُ الشمس إذْ
أدنىٰ يسدّد ُ خطوتي
أنا ومضة ُ اللون الحبي...
...سة ُ في غروب اللوحة ِ
يغتالني وجعي هنا
وهناك َ منفىٰ ريشتي
أنا بعضُ اِسمي،بعضُ لو...
...ني،بعضُ نقش ِ هويّتي
أخشىٰ السماء َ وأهلَها
والأرضُ ترفضُ توبتي
أنا زهرة ٌ...... ممنوعة ٌ
عنها..... شفاه ُ النحلة ِ
يمضي ربيعي.... تائها ً
و تضيع ُ منّي نكهتي
أنمو بعيداً عن سفو....
...حي،أستظل ّ بحرقتي
أنا وعد ُ دالية ٍتجلّى...
....... في جنون الخمرة ِ
ماالصحو ُ إلا الموت عش..
...قا ً في لهيب اللهفة ِِ
أنا قطعة ُالثلج الأخي...
...رة ُ في أتون النشوة ِ
متبعثرا ً......... بتوحّدي
متوحّدا ً......بِتشتّتي
أمضي إلى بدئي لأبْ...
...دأ َمن نهاية رحلتي
هو ذا الفراغ ُ يَملّني
وتضيق مني وحشتي
ويسافر المجهول ُ في
عيني ّ، يطوي رؤيتي
وأنا الكلام وقد وأدْ...
...ت ُ حروفه في مهجتي
وأنا الأغاني ........كلّما
نهضت ْ،هوت ْ من زفرتي
خمسون مرّت دون جدْ...
...وى، في تواتر ِ نبضتي
إلا الحنين ُ لِما مضىٰ
و لِما سيأتي...... مُنْيتي
والحاضر العبثي ّ يش...
...نقني بحبل ِ مودّتي
وأنا هنا وهناك أس....
...تجدي المدى من لحظتي
لكنني أجني الهوا...
....ء َ، مسربلا ً بالخيبة ِ
هذا أنا...... بعضي أنا
وقد ِ استجبْت ُ لرعشتي
* * *
فهد ج العبد اللطيف.
 
___________________
 
خيبة حلم
~~~~~~
١- لأنّي لا أَروغُ ، و لا أُحابي
وحيداً صرتُ في أرضٍ يَبابِ
٢- غريباً عن وجوهٍ ليس فيها
حقيقيٌّ سوى لونِ النّقابِ
٣- سعَيْتُ إليَّ ، لكنْ لم أجِدْني
كأنّي طالَني عنّي اغْترابي
٤-وجِئْتُ إلى الحروفِ أزُفُّ جرحي
فأغرَقَتِ القصيدةُ في الخِضابِ
٥- يُخادعُني مدى بصري رويداً
رويداً بين أكوام الضّبابِ
٦- ويخذُلُني صدى صوتي كأنّي
سؤالٌ ضاق صدراً بالجوابِ
٧- فلا شمسٌ تمَسُّ جدارَ قلبي
و لا قمرٌ يطوفُ حِذاءَ بابي
٨- و لا أرضٌ تَفيني حقَّ عُمري
و لا بحرٌ يَقيني من سرابِ
* * *
٩- بسيطاً كنتُ ، مَيسورَ الأماني
يغازلُ جانحي طلْقَ الرّحابِ
١٠- سُنونُوَةً تفتّشُ عن مخاضٍ
ربيعيٍّ تأخّرَ في الرّوابي
١١- لِتَمسخَهُ الفصولُ وقد تَداعتْ
" ربيعاً " خطَّهُ ريشُ الغرابِ
١٢- تغيّرَ فيه شكلُ الأرضِ لمّا
تدافعَتِ الخرائطُ في العُبابِ
١٣- وصار الموتُ أصدقَ مَن عليها
وصوتُ البندقيّةِ في صوابِ
١٤- و لم تبقَ القلوبُ على هواها
ولم تَرقَ النفوسُ على التّرابِ
١٥- و لم تعُدِ الشّفاهُ لغيرِ لغْوٍ
ولم تَسُدِ المشاعرُ في خطابِ
١٦- و جُلُّ النّاس آلاتٌ تدوّي
على شاشاتِها قِيَمُ الحسابِ
١٧- فكيف أكونُ ممتنّاً لعصرٍ
تكاثفَ ظِلُّهُ حدَّ الرُّهابِ ؟
١٨- تمادتْ فيه أحكامُ الوصايا
و سادتْ فيه فلسفةُ الذّئابِ
١٩- و هل ما زال متّسعٌ لحُلْمٍ
يُدغدغُني بهِ عبَثُ الشّبابِ؟
٢٠- أحاولُ أنْ أُرمّمَ فيه نفسي
وأُرجِعَ للنّدى بعضَ انْسكابِ
٢١- وأنْ ألِجَ الزّمانَ قتيلَ ذكرىً
مبلّلةٍ برائحةِ الشّرابِ
٢٢- و أُوقِنَ أنّ معركَتي لعِشْقي
و ليستْ في مُغازلةِ الحِرابِ
* * *
٢٣- دعيني ياابنةَ الماضي لموتي
فقد جاوزتُ أستارَ الحجابِ
٢٤- خذي نبضي فقد بالغتُ فيهِ
و أرهقتُ الأماكنَ بالعتابِ
٢٥- و في عينيكِ ضُمّيني لعلّي
أعمّدُ فيهما جسدَ الخرابِ
٢٦- وفي وهمٍ أثابرُ في شهيقي
و من وجعٍ أكابرُ في لُهابي
٢٧- و أحملُ جُثّتي للّيلِ حرّاً
و أَعرى فيهِ حتّى منْ ثيابي
٢٨- لَعلّيَ آخَرٌ ، و هو اخْتِزالي
كأنّ هُويّتي مَحضُ ارتيابِ
٢٩- إلى أفُقٍ أسلّمُ رَوْعَ روحي
و أطفو بين أروِقةِ السّحابِ
٣٠- خفيفَ الجسمِ يُثقِلُني حنيني
و يُربكُني إيابي في ذهابي
٣١- مبعثرةٌ تفاصيلُ انْتمائي
و نائيةٌ مفاعيلُ اقترابي
٣٢- عناوينُ الضّياعِ بألفِ حرفٍ ،
وفِهْرِستُ التشتّتِ في كتابي
٣٣- و لو قلّبتُ أوراقي لكانتْ
حضوراً تاهَ في عينِ الغيابِ
* * * *




 
________________________
بين الحروف ... نلتقي
================
لا نلتقي ....... لكنّنا لا نفترقْ
فتَوسّدي حُلْمي المتمّمَ للأرَقْ
روحانِ نبحث عن هشاشةِ طينِنا...

حتّى يباركَنا الإلهُ كما خلقْ
قمرانِ في فلَكِ السماءِ تناءَيا
و تدانَيا إذْ فاضَ بينهما الغسقْ
لا نلتقي لكنّ في نظراتِنا
فرحاً تشظّى في مسامات الحدقْ
و الليلُ يغمرُنا بِطيّ ردائِهِ
ويفيضُ مِلءَ صدورِنا نهرُ العبقْ
وعلى أثير الشوقِ نغزلُ موعداً
كم شبّتِ النيرانُ فيه وما احترقْ
نسعى إلى حيث النجومُ سريرُنا
بل سرُّنا..... ما فاهَ نجمٌ أو نطقْ
نطفو على الأبعاد، نحترفُ المدى
ونقيمُ خيمتَنا على وجه الشفقْ
وعلى ضفافِ الياسمين صباحُنا
و مساؤُنا يغفو على صدر الحبقْ اِرأفْ بنا يا حبُّ ، و اغفرْ ضعفَنا
وارحمْ لنا قلباً بغيركَ ما خفقْ
و إذا قسوْتَ فأنت ماءُ عيونِنا
وإذا كذبْتَ فأنت أصدقُ من صدقْ
ولعلّنا بين الحروفِ سنلتقي
ونصيرُ ذكرى بين أحضان الورقْ
* * *
فهد ج العبد اللطيف - أيلول /٢٠١٩/
__________________________
حبّ تحت الرماد
~~~~~~~~~
عبثاً يواري عشقَهُ ..
عبثاً يجاهدُ كي يؤجّلَ شوقَهُ ..
عن مَكْرِ عينيْها...

وعن أنثى ابتسامتِها لهُ
عبثاً يُغالبُ عمقَهُ ..
يستنْطِقُ الكلماتِ
يحرُثُ أبجديَّتَهُ العقيمةَ
علّ حرفاً يستجيبُ لصوتِهِ
أو جملةً تُنجيهِ من إنكارِهِ
لحنينِهِ ..
عبثاً يحاولُ أن يجفّفَ ما تقاطَرَ
فوق سفحِ جبينِهِ ..
لكنّهُ لا يستطيع تلمُّسَ الأدواتِ
كي يَنفي جِهارَ القلبِ
درءاً للصدى في حينِهِ ..
* * *
خجلاً يراوغُ سرَّهُ
يحميهِ من أسوارِهِ ..
يطويهِ في إعصارِهِ ..
تَعصي مشاعرُهُ هبوبَ البوْحِ
تكسرُ ظلَّهُ ..
تُقصيهِ عنهُ
كأنّما هوَ آخَرٌ
إثنانِ بينهما فصولٌ
واختناقاتٌ
و أوهامٌ تمشّطُ كلَّ أجزاءِ الحقيقةِ حولَهُ ..
وهي التي باتَتْ
تجيدُ تلمُّسَ العبَراتِ في عينَيهِ ..
تحترفُ اقتطافَ الصوتِ من شفتيْهِ ..
تضحكُ من تَوَرُّدِ وجْنتَيْهِ
وكم تُضيءُ على تَصدُّعِ ما يكابدُ
في محاولةِ الدخولِ إليهِ ..
تسْتَرِقُ احتمالَ الطّفْوِ بين يديهِ ..
يُضحِكُها تفاؤُلُها ..
تثابرُ في حياكةِ كفّهِ المغلولِ
كي تَرضَى جدائلُها ..
تحاولُ جَهْدَها أن تستفزَّ جنونَهُ
حتّى تُثيرَ الّلغْطَ في إيقاعِهِ ..
وهو الذي ماانْفَكَّ يهربُ من مكيدتِها
ليسقطَ في جحيمِ صراعِهِ ..
* * *
لم يعترفْ ..
لكنّ كلَّ حدودِها امتلأتْ بهِ
فرحتْ بما انكشفَتْ طلاسمُهُ
وما لم ينكَشِفْ ..
وبكلّ مايحتارُ تحتَ لسانِهِ ..
وبقدرِ ما تختالُ مُفعمةً بنبضِ الدفءِ
في أغصانِهِ ..
وعلى ضفافِ شرودِهِ الرّقراقِ
يندى قلبُها ..
ويطولُهُ مصباحُ فِطنَتِها
يُترجمُ صمتَهُ المصلوبَ
في موسوعةِ الزّفراتِ ، والنّظراتِ ، والّلفتاتِ
كي ترتدَّ فعلاً حاضراً رغم الغيابِ
" أُحبُّهاااا " ...

* * *
__________________
_____________________________________________________
الشاعر عبد الحميد العامري
___________________
___________________
ثورة شجن
في لحظةٍ خطفت فؤادي عابرة
تركت خلايا مهجتي متناثرة
...
من أي شطٍّ قد أمال بك الهوى؟
قالت فديتك قد أتيتك عاثرة
(ياأيها الشهم اللبيب ألا افتِنا
وأجب قلوبا في الصبابة حائرة)
(ما موقف المحبوب في عرف الهوى
إن كان من تهواه أنثى شاعرة؟)
قلت اسرفي شجناً وذوبي لوعةً
فأنا المتيم من قرونٍ غابرة
إن كنتِ مغرمةً فيا طيب الهوى
لعيون من بغرامها متفاخرة
فأنا أسير نواظرٍ قد هيَّجت
بجوانحي نار الصبابة ثائرة
وغدت تؤجج مهجتي بلهيبها
وتؤزني نحو الغصون الناضرة
يا من غدوت موشحاً بعبيرها
بوحي بأشجان الخواطر زاخرة
وترنمي حتى تفيق مداركي
مازلت مشدوها بوقع الظاهرة
ما العشق إلا نفحةً قدسيةً
فتفيأي فيها وعودي ظافرة
وأطلَّ صُبحٌ بالمحبةِ ملهمٌ
يلقي السعادة في قلوبٍ عامرة
ويضيء بالآمال بعض دروبها
بين احتدام مشـاعرٍ متواترة
فلعلَّ في حرفي بقيةَ مبتغىً
للعابرين على الحواف الغادرة
وبحضنهِ ظلٌّ ظليلٌ وافرٌ
للعابسين من الأماني الجائرة
كالدُّوحة الغنَّاء تقطر بالنَّدي
من كل لونٍ بالمشاعر وافرة
عبدالحميد العامري
_____________________
خيوط من ظلال
في زوايا التيه يحدونا السؤال
هل يفي في درء شكوانا خَيال؟
...
هل تزيل البؤسَ أطيـافُ المُنَى؟
هل تعي ماقد دهانا من خَبال ؟
في صميم العمـر أعيانـا الضَّنى
ومضـى يجتـرّ آهــــاتٍ طـــوال
فَبَــدَوْنــــا والأســى يقتــــادنــا
وعلى أجسـادنــا بـــان الهـــزال
وعـلى مَــرِّ المـــدى فـي حـيـرةٍ
حيث نَـهْـوِي كخيـوطٍ من ظِلال
كـلمـــا قلنـــا عســاهـا تـنـجـلـي
عـاود البــؤس ينـادي بالـوصـال
بُــلـيَــت أحــــلامُنــــا لـكـنَّـنـــــا
ذات يومٍ سـوف نكسوها جمـال
سـوف نحيـا مثـلما شئـنـا أبـــاة
سـوف نحيـا مثلمـا شئنـا رجـال
وسنمضـي كنجـومٍ في الـدُّجـى
تعصــر النُّــور بـأسـرار الجـــلال
نحـن كنُّــا حيـث كانـت أمسـنـا
ثـم أضحينـا علـى قيـل وقـــال
ما الذي أوردنــا في كل قـــاع؟
نتبــارى مثـل حبَّــات الرمـــــال
كـلـمــا غــــاب زمــــانٌ جــاءنــا
بـعــدهُ دهــــــرٌ بـأسمال ثقــــال
وإذا حــــلَّ عليـــنا خيــــــرهُ
قـالـت الأرزاء لـلخـافـي تـعـــال
يــازمــانـاً فيـــه أمســى ظلنـــا
كسـرابٍ لـيـس يحـويــه مَجــال
نحـــن مــازلنــــا ومـازالت لنــــا
صحــوةً تمحـي عنـــاء الإتكــال
وبــرغـم الشُّـــحِّ مـازلنــا علــــى
قسمــات الغيث فيئـــاً ونـــــوال
مـاعثــرنــا إنمـــا كــانـت لنـــــــا
غــفـــوةً فيـهــا قطعنـا الإتصـال
سوف نــأتــي من زمـــانٍ غابـــرٍ
ونبـــاهي صـدر نيســان كمــــال
نبـعث الدفء على كــلِّ الرُبــــى
نـــزرع الحقـــل نغنــِّي للتـــــلال
نـرسـم البسـمـة نجنــي هـمسـهـا
نحتـفـي بالفجــر نشـدو بـالـزوال
نـرتمـي قسـراً بــأحضـان غـــــدٍ
كيفـمـا شئنـا وشــــاء الإحتمـــال
عبدالحميد العامري
____________________________
غريب الدار
المتقارب
غريبٌ يعاني ويخُفي العذابْ
وينعى زماناً تولَّى وغاب
...
رحى الدَّهر توغل في قهرهِ
وتوصد في وجههِ كلَّ باب
يحاول أن تستقيم خطـــاه
يجاوز مـا ظنَّ يومـاً سراب
بماذا سيحظى وما قد يـراه
بأيِّ الوسائـل يفلي الصعـاب؟
أزاح عـن النَّفس أثقالها
وعاد ليحيا طموح الشباب
ليخرج للنور من وزرهِ
كريماً رزيناً عفيفاً مُهاب
دعوه ليمضي إلى قصدهِ
ولا تثقلوه بكثر العتاب
إذا غــادر المرءُ عن حاجةٍ
بـلاداً وذاق عنــاء الغياب
رمتــهُ المنـايا إلي حتفهِ
فحق الغريب علينا كتاب؟
عبدالحميد العامري
___________________________
ضموا أياديكم البيضاء
أصابك الهمُّ أم أوهى بك التعب؟...
ما للتباريح في جنبيك تلتهبُ ؟
أم الخواطر تدنو منك حائرةٌ؟
أم استفاضت بك الأرزاء والكُربُ؟
يامن بهمك غادٍ والهموم ردى
مَن ذا من الهمِّ لم يودِ بهِ النصبُ؟
أنا وأنت على كف الرَّدى دَمُنا
يغلي وفي مقلتينا الدَّمع ينسكبُ
ماذا نقول إذا أحزاننا ثَقُلتْ
وزاد فيها أجيجٌ كُلُّهُ عَجَبُ؟
وفي أسى مقلتينا ينزوي وطنٌ
قد استفاضت به الأوجاعُ والنَّدَبُ
عن أي شأن تحاكيني وقد كثُرت
بنا المآسي وزاد الهمُّ والعطبُ؟
في كل ركن خطايانا موزعةٌ
تنعى كرامة من بالأمس قد ذهبوا
ما نحن إلا وإن طالت مفاخرنا
سوى غثاء على أيدي العدى نهَبُ
ضاعت فلسطين والأقصى مقيدةٌ
وضاع من قبلها الجولان والنقبُ
ودنَّس المسجدَ الأقصى دهاقنةٌ
وعاث بالقدس زنديقٌ ومغتصِبُ
والغربُ أمعن في تمزيق وحدتنا
ونحن نشكو ونستجدي ونحتسبُ
وخاصم البعض منا بعض إخوتهم
واستفحل الشُّر والترويع والسَّغبُ
حطين تاه صداها في ضمائرنا
وعين جالوت في وجداننا لهبُ
بالشرق والغرب قد باتت مآثرنا
تُحَالف المجد بل تزهو بها الحقبُ
واليوم بتنا على الأطلال نندبها
ونجرع الذُّلَّ ألواناً وننتحبُ
أما لهذا الأسى في قلب أُمَّتِنا
من غايةٍ يكتفي منها وينسحبُ
لاشئ يبدو كما كنَّا نؤملهُ
لاشئ سوف يعيد المجد ياعربُ
إلا فلسطين إن عادت لحوزتكم
ودونها النَّصر والتَّمكينُ والطلبُ
ضُمُّوا أياديكم البيضاء واجتمعوا
وحققوا الأمل المنشود واعتصبوا
ماصفقة القرن إلا بعض عثرتكم
لولا التفرق ماجاءوا ومارغبوا
ماضاع حق وخيل الله زاحفةٌ
إلى المنايا وهذا الحق مُكتسبُ
عبدالحميد العامري
____________________________
على بساط حلم جديد
أقبِلي كالضُّحى بحضن الضَّبابِ
غضَّةً كالنَّدى كوجهِ الشَّبابِ
...
أقبِلي كالنَّسيم يجتاح روحي
كاحتفال المروج قبل الخرابِ
كبزوغ الصَّباح بالدفء يدنو
كجمال الغفران بعد العتابِ
واملأي مهجتي ذهولاً وتيهاً
بالعيون النَّجلاء تحت النِّقابِ
وابعثي كالرَّبيع أزهار حلمي
واستعيدي الحضور بعد الغيابِ
****
هآنَــذَا والقلبُ بَعْدُ هَيُــوبٌ
وإلى بُـرجكِ المشيَّد صـابِ
فانثري الوردَ في طريق اشتهائي
ودَعِينِي أعيد رسم اغترابي
ودعِينِي ألمُّ أشتات حلمي
ودعِينِي أعيد فحوى حسابي
عَرَكَتْنِي الحياةُ طولاً وعرضاً
قلَّما قد وجدت فيها طِلابي
قِصَّتي في فصولها ألف سَطرٍ
تتبـارى وما بـلغت صـوابي
كيف أصحو والوقت مازال رهناً
للتَّمادي والحلم طيُّ السَّراب
فعقول الكبار باتت حيارى
وطموح الصُّغار مثل اليبابِ
****
أقبِلي كي أعاود الحلم جهراً
فأنـا مغــرمٌ بلـون الخضـابِ
أقبِلي كالصَّهيل فوق جروحي
وأعيدي إلى الـغـرام شبـابي
عبدالحميد العامري
__________________________
متى تدركين
أتيتُ وفي مقلتيَّ الأسى
على كتفِ الرِّيحِ في حُوصَلَهْ
...
وتسبقني آهتى بالبُكى
وحلمي يئنُ.. فَمَن كبَّلَهْ؟
وصوتي- كشبَّابةٍ تشتكي-
جريحٌ يعاتبُ من أهملَهْ
أتيتُ كنسرٍ كسير الجناح
يواري التعثَّر بالحنجلَةْ
خفيفٌ لطيف، بليدٌ ظريف
يخاف من الرِّيحِ أن تحملَهْ
يحاولُ أنْ يقتفي ظلَّهُ
ويرسم بالحلمِ مُستَقبَلَهْ
***
أتيت وحولي خريفٌ مخيفْ
وأصداء روحي بهِ مثقلَةْ
وقاع جِرابِي نقيٌّ نظيفْ
وأجياب محفظتي مقفلَةْ
فلا تسأليني لماذا أتيت
ولا تضربي عنِّيَ الأمثلَةْ
أنا عبقٌ من مساءٍ سحيق
يطوفُ بأجفانهِ المسدلَةْ
نديٌّ ولكنْ لِمَن ياتُرى؟
فما عاد للغيدِ من صلصلَةْ!
شجون الحكايات فيه انقضى
وهمس العيون غدا مهزلَةْ
أنا قصةٌ في كتابٍ ثمين
بقايا الحروفِ بها مُغٔفَلَةْ
على صفحةِ القلب ذاب الهوى
وذابت بذات الهوى الأخيِّلَةْ
أرتِّل لحن (الهوى والصِّبا
شجياً) وإنْ كنت لا أعقلَهْ
وأشدو بلحنٍ عجيبٍ غريب
كشدو هزارٍ على مقصلَةْ
أنا ضحكةٌ في صباحٍ كفيف
تَنَازَعَها البؤس والبلبلَةْ
***
أشيحي بوَجْهكِ عن سَحْنتي
وردِّي السَّلام بلا وَلوَلَة
ولوذي بِصَمْتكِ صمت القبور
وكُفِّي عن الخوض في المسألَةْ
فلا الشِّعر أفصح عن ذاتهِ
ولا القلب فاز بما أمَّلَهْ
غناء العصافير صار حزيناً
يعاتب من بالأسى أثقلَهْ
وشدو البلابل بات ضنيناً
وعزف اليَرَاع غدا مشكلَةْ
ولون الحدائق يبدو كئيباً
فمَن أضعف الزهر؟ مَن أذبلَه ؟!
***
فَزفِّي لروحي نشيدَ السَّلام
أعيدي الضياءَ فمن ظلَّلَهْ ؟
أعيدي صياغة أحلامنا
ففي كلَّ حلمٍ لنا مُعضلةْ
عبدالحميد العامري
______________________
 
الديوان المشترك
______________
 
-----------------------
 

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق