الجمعة، 13 سبتمبر 2019

قراءة م. فاتنة فارس // قصيدة ( صهيل الحروف ) للشاعر عيسى نافع الكراملة

السلام عليكم
نعود اليكم وبرنامج كنوز البديع حيث سيتم اختيار قصيدة لأحد أعضاء المنتدى دون أن نشير إلى اسمه ليتم ومن خلالكم تحليلها من حيث المبنى والبلاغة والمعنى والعروض ولكم الحرية بإبداء الرأي وسنواصل معكم من خلال تعليقاتكم وتحليلاتكم على أن نفسح المجال للشاعر أو الشاعرة صاحبي القصيدة بالرد على كل من شارك بإبداء الرأي فيها ولكم الحق أن تحددوا من خلال رؤيتكم مكامن القوة والضعف أن وجدت في القصيدة نشكر كل المشاركين معنا سلفا في البرنامج الذي سنخصصه لمشاركاتكم
أعداد وتقديم
م. فاتنة فارس
ملاحظة ....
سيتم اختيار أجمل رؤية نقدية أو تحليلية ليتم منحه وسام التميز
⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘⚘
قراءة م. فاتنة فارس
قصيدة ( صهيل الحروف )
للحرف في حنايا الصدر نبض أحياناً يشتعل ويتوهج وأحياناً ينطق .
هذا حال الشاعر الذي يستمد الإلهام من حالة مباشرة وطيدة بينه وبين ذاته الإبداعية الفنية
والمادة الأولية المحيطة والعقلية والحسية والعاطفية
ثم يهيمن العنصر الأهم و هو الخيال الذي يحلق بكيان الشاعر إلى أسمى مراتب الغياب عن الوجود ليظهر للمتلقي الجوهر والعنصر الفني الذي يختلف من شاعر إلى آخر .
استهل الشاعر قصيدتة ..
على صهيل حروفي جئت من كمد
أسرجت قافيتي سعياً إلى الرشد
شاعر طوع الحرف أسرج جموحه وحلق عبر أثير الصهيل
يحمل جعبة أوجاع على ظهره مضرجاً بآلامه و أوجاعه
( جئت )... محور القصيدة هو الشاعر نفسه وحرفه في حزنه وخلجاته
من أوجع نفس الشاعر...؟
ليسرج القافية ويبحث في ثناياها عن المعرفة والحقيقة من منطلق روحي مفعم بالمرارة
ويبدأ خيال الشاعر في نقلة قوية واضحةفي البيت الثاني من القصيدة
الذي يفصح عن إكمال المعنى للبيت الأول في ترابط وتقيد حسي للواقع
من وهجها صغت عين العزم أغنيتي
لا اليأس أحمله والبشر معتقدي
من لظى نيران الألم المتقدة في كيانه المتأججة في مكنونه لم ييئس ومضى قدماً
أغنيتي ..ليست للتطريب بل هي أنغام وآهات من الوجع
و تصاوير متماسكة تثير بعضاً من العاطفة وتخدم المعنى
ليبقى الحرف هو الأنفاس التي يحيا بها الشاعر
الناي ما عاد في أناته طرب
ولو يناغي بعزف صادح غرد
الناي هذه الآلة الموسيقية الحزينة الشجية منذ آلاف السنين اقترن اسمها بالدمع والأنين والآهات المنبعثة من أعماق روح شرقية تمس شغاف القلب بكل خشوع وجمال
لم تعد أنات الناي تطرب روح واذن شاعرنا حتى لو صدحت وغردت فالحزن مكين هيمن على جميع الحواس لدى الشاعر
والوجد ما عاد في أشجانه وله
ولو تهيج دموع العين من كبد
جنح الشاعر من جو الحزن الطربي إلى أعماق الذات في مناخ من الأسى مهيمن بقوة وجدانية في أسلوب لغوي سلس وموسيقا لفظية في بعض من المجاز .
فالحب ما عاد هذه العاطفة الجياشه من شوق و وله وهيام
أصبحت زفرات ودموع نابعة من كبد الشاعر لتترجمها العين في سيول دمع ملتهب
الله معتمدي والفجر قافيتي
والصبر يغمرني في ساحة الجلد
لا زلت في أنف ما خانني يوماً
حدسي وظني بربي عنه لم أحد
الله جل جلاله خير معين وناصر عليه التوكل والاعتماد
من مطلع الفجر الى غروب الشمس وفي فترات الليل الساكن
يتألم الشاعر ويحلو له الابتهال في صلاة الفجر التي تبث الطمانينة والسلام في قلبه وهو الإنسان الصابر الجلد على ما
منيت به روحه متعلق بحبل الأمل والإيمان
المذهب الفكري ملقح بإيمان ومفاهيم فلسفية روحية فالشاعر ذو عقيدة روحانية مثالية
الفأل راحلتي في سعي قافلتي
والله يرشدني من نوره مددي
التفاؤل نعمة يتحلى صاحبها بإيمان قوي وبالفضائل لتصفو روحه
في مناجاة الخالق
فهو المسير لقافلة الروح على متن عقارب الزمن يهتدي بنور الإيمان الذي يرشده في الايام الحالكة
قصيدة تعتمد على البساطة والفخامة باختيار المعاني والمباني
غنيه بالصور لطيفة المعنى
و مما يزيد هذه القصيدة جمالاً تلك الانغام المتراقصة و الموسيقا العذبة التي أضفاها عليها البحر البسيط المعروف بعذوبته و جماله و انسياب أنغامه و الحانه .
عـلى صـهيل حـروفي جئت من كمد
أسـرجـت قـافيتي سـعياً إلـى الـرشد
من وهجها صغت عين العزم أغنيتي
لا الـيـأس أحـمـله والـبـشر مـعـتقدي
الــنـاي مـــا عـــاد فــي أنـاتـه طــرب
ولـــو يـنـاغـي بــعـزف صــادح غــرد
والـوجـد مــا عــاد فـي أشـجانه ولـه
ولــو تـهـيج دمــوع الـعـين مـن كـبد
الله مــعـتـمـدي والــفـجـر قـافـيـتـي
والـصـبر يـغمرني فـي سـاحة الـجلد
لا زلــت فــي أنــف مــا خـانني يـوما
حـدسـي وظـني بـربي عـنه لـم أحـد
ولــــو تــلـوح بــأفـق الـقـلـب نــازلـة
مـضـيت فــي أمـلـي مـسـتبشرا بـغد
الـفـأل راحـلـتي فــي سـعي قـافلتي
والله يـرشـدنـي مـــن نـــوره مــددي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق