قراءة . م. فاتنة فارس
قصيدة (زرت المقابر ) للشاعر حسن خطاب
تلك الذكريات المترامية بين مواكب الحنين والمرارة المبكية الشاحبة ، تأخذنا لدموع المهجرين النازحين المبعدين قسراً عن جذورهم ومرابع الصبا في ديارهم .
نسمع أنين الثكلى و عويل اليتامى و نشيج الحزانى و أرواحاً مزقها الشتات .
هذا حال الشاعر الأصيل قلمه لسان حال أمته .
هذا حال الشاعر الأصيل قلمه لسان حال أمته .
....زرت المقابر ....أضرم مهجتي العنوان وزلزل كياني لما يحويه من فجبعة و ألم ورهبة ودموع تغرق بهطولها عين الفقد و
الفراق و الحزن ، في أعماق شاعرنا داء عضال لن يبرأ منه ولن يبارحه
و قد سكنه روح وجسد و نزيف القلب السقيم ، و ارتعد من مرارة
فقد الأحباب والأهل والأصدقاء ،
فقلب الشاعر الرهيف لم يعد له طاقة على المصائب والأهوال ،
تعاقب الأحداث هز مشاعره وخيم الذهول على كيانه وتملكته الحيرة
الفراق و الحزن ، في أعماق شاعرنا داء عضال لن يبرأ منه ولن يبارحه
و قد سكنه روح وجسد و نزيف القلب السقيم ، و ارتعد من مرارة
فقد الأحباب والأهل والأصدقاء ،
فقلب الشاعر الرهيف لم يعد له طاقة على المصائب والأهوال ،
تعاقب الأحداث هز مشاعره وخيم الذهول على كيانه وتملكته الحيرة
وفي تصوير مسهب يتلاءم مع العنوان
زرتُ المقابر أستجدي شواهدها
فيسأل القبرُ عن أبناء من لُحِدُوا
فيسأل القبرُ عن أبناء من لُحِدُوا
ليكمل في بلاغة أتقن أصولها وبلغ أسمى قمم الجزالة فيها ،
دمج بشكل بديع وبراعة مطلقة بين الموت وأحابيل السياسة
المدمرة التي فرقت بين الأخ وأخيه والجار وجاره
دمج بشكل بديع وبراعة مطلقة بين الموت وأحابيل السياسة
المدمرة التي فرقت بين الأخ وأخيه والجار وجاره
ويكمل الشاعر على نفس وتيرة الحزن
ليغرف من معين قريحة سخية تجود بكل جميل رغم الألم
ليغرف من معين قريحة سخية تجود بكل جميل رغم الألم
في ذمّةِ الله شعبٌ بات مكتئباً
من الكروب ومن أهوال ما يجدُ
من الكروب ومن أهوال ما يجدُ
لا شك أن القصيدة حافلة بصور البيان والبديع نابعة من وجدان الشاعر و أعماقه.
أيَّانَ قومي من اليرموك إنْ سُئِلُوا
كيف استراحوا وفي تاريخهمْ جحدوا
كيف استراحوا وفي تاريخهمْ جحدوا
لقد أحكم الشاعر بناء هذا البيت ليؤكد من خلاله مأساة الأمة التي تاهت عن طريق الأجداد و لم تسر على نهجهم فحلَّ بها ما حلَّ .
و هاي القصيدة يفتتحها الشاعر بصرخة ألمٍ و فقدانٍ يتفطّر لها القلب ، و هذه الافتتاحية تحيلنا إلى افتتاحية قصيدة من روائع الشاعر محمد مهدي الجواهري ( ناجيتُ قبرك ) ، و لعل وحدة المعاناة بين الشاعرين خلقت حالة من توارد الأفكار بينهما ، فالشاعر يفتتح قصيدته بهذه الصرخة القريبة في أصدائها من صرخة الجواهري بل لعلها أشدّ ألماً من معاناة الجواهري الذي فقد شريكة عمره ، و ذلك حين عاد من لبنان إلى العراق ليجد البيت خالياً منها ، أما شاعرنا فإن حبيبته التي يعاني ألمها هي بلاده الجريحة مما يجعلني أرجح ان يكون جرحه أعمق من جرح الجواهري ، يقول الجواهري :
فـي ذمـة الله مـا ألـقى و ما أجدُ
أهــــذه صــخـرةٌ أم هـــذه كــبـدُ
أهــــذه صــخـرةٌ أم هـــذه كــبـدُ
قد يقتل الحزن مَن أحبابه بعدوا
عـنـه فـكيف بـمن أحـبابه فُـقدوا
عـنـه فـكيف بـمن أحـبابه فُـقدوا
. زرتُ المقابر .
الــحــزنُ داءٌ ومــنــه الـقـلـبُ يـرتـعـدُ
وأعــظـم الــحـزن إنْ أحـبـابـنا بَـعُـدُوا
وأعــظـم الــحـزن إنْ أحـبـابـنا بَـعُـدُوا
ويُـصـعَقُ الـقـلب مــن هـجـرٍ ألــمَّ بــه
فـكـيـف بـالـقـلب إنْ سـكَّـانـه فُــقِـدُوا
فـكـيـف بـالـقـلب إنْ سـكَّـانـه فُــقِـدُوا
الــمــوتُ حــــقٌ ودار الــمــرء مـيـتـته
والـخوف والخوف بعد الموت ما نَجِدُ
والـخوف والخوف بعد الموت ما نَجِدُ
إنْ كـنتُ أخشى فأخشى الله عن ورعٍ
وأكـتـب الـصدق فـي شـعري وأعـتقدُ
وأكـتـب الـصدق فـي شـعري وأعـتقدُ
أنَّ الــحـيـاة ومــــا يــجـري بـكـوكـبنا
مـلـكُ الـرحـيم بـمـا أعـطـى ومـا يـعدُ
مـلـكُ الـرحـيم بـمـا أعـطـى ومـا يـعدُ
زرتُ الـمـقـابـر أسـتـجـدي شـواهـدهـا
فـيـسأل الـقـبرُ عــن أبـناء مـن لُـحِدُوا
فـيـسأل الـقـبرُ عــن أبـناء مـن لُـحِدُوا
وأحـــبــس الآه فـالـدمـعـات تــذرفـهـا
يــا رحـمـةَ الله جــودي فـالـوغى نـكدُ
يــا رحـمـةَ الله جــودي فـالـوغى نـكدُ
والـــنــاس حُــبـلَـى بــآثــامٍ تُـحـرِّقـهـا
نــارُ الـحـروب وفـيـها الـحقدُ يـحتشدُ
نــارُ الـحـروب وفـيـها الـحقدُ يـحتشدُ
أيَّــانَ قـومـي مـن الـيرموك إنْ سُـئِلُوا
كيف استراحوا وفي تاريخهمْ جحدوا
كيف استراحوا وفي تاريخهمْ جحدوا
قـد صـرتُ أرثـي ومـن أرثـيه يـقتلني
والـقوم أهـلي ومـعنى الأهـل يُفتقدُ ..
والـقوم أهـلي ومـعنى الأهـل يُفتقدُ ..
يــا رحـمـة الله هـذي لـوحتي رُسِـمتْ
وبــتُّ أهــذي وضــاع الـصـبر والـجلدُ
وبــتُّ أهــذي وضــاع الـصـبر والـجلدُ
..فــي ذمّــةِ الله شـعـبٌ بــات مـكتئباً
مــن الـكـروب ومــن أهــوال مـا يـجدُ
مــن الـكـروب ومــن أهــوال مـا يـجدُ
حــسـن خــطـاب سـوريـه… جـرجـناز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق