الأربعاء، 17 يونيو 2020

" سَبْحَـانَ مَنْ أَسْرَى " // بقلم الشاعر عارف عاصي



" سَبْحَـانَ مَنْ أَسْرَى "
===========
يَـا قُـدُسُ أَنْـتِ الأَرْضُ وَ الـمِـحْـرَابُ
وَ مَـآَذِنٌ تَـغْـزُو الـفَــضَـا وَ قِــبَـابُ

يَـا قَـلْبَ قَـلْـبِي يَا حَـيَاةَ مَشَـاعِـرِي
لِـلْـمَـجْـدِ فِـيـكِ الأَهْـلُ وَ الأَحْـبَـابُ

وَ لأَنْـتِ مِـنِّي فِي الحـَيَـاةِ عَـرَائِسٌ
مُـخْـتَــالَـةٌ و رُجُـولَـةٌ وَ شَـبَــابُ

وَ لأَنْـتِ مِـنِّـي فِي الرِّحَابِ مَـدَائِنٌ
مُزْدَانَـةٌ طَـابَتْ وَ نَفْحُ عَبِيرِهَا جَوَّابُ

وَ لأَنْـتِ نَـايُ السِّـحْرِ يَعْزِفُ شَـوْقَـهُ
تَـهْـفُـو الـقُـلُـوبُ إِلَـيْـهِ وَ الأَلْـبَـابُ

وَ لأَنْـتِ مِـنِّـي الـشِّـعْرُ فِي أَوْزَانِـهِ
وَ الـشَّــدْوُ عَــذْبٌ سَــاقَـهُ زِرْيَــابُ

وَ حَمَـائِمٌ طَهُرَتْ عَـلَى طُـولِ المَـدَى
وَ نَـسَـائِـمٌ طَـابَـتْ بِـهَـا الأعـْـتَــابُ

مِـنْ كُـلِّ حُــرٍّ أَلْـفُ عَـقْـدِ شَــهَـادَةٍ
يَـا صَـوْتَ عِــزٍّ بِـالْـمُـنَـى يَـنْـجَـابُ

لا لَـنْ تَـكُونِـي حَـيْـثُ رَامَ مُـخَـاتِـلٌ
وَ مُـقَـامِـرٌ لَـعِــبَـتْ بِــهِ الأَلْـقَــابُ

بَـاعُوا وَ خَـانُوا وَ انْحَـنَوْا فِي غَـيـِّهِمْ
فَـتَـسَـاقَـطَـتْ قِـيَـمٌ لَـهُـمُ وَ رِقَـابُ

لا لَـنْ تَـكُـونِي غَـيْـرَ رَمْزِ جِـهَـادِنَـا
وَ لْـيَـخْــسَـأِ الـدَّجَـالُ وَ الــرَّيَــابُ

يَـا قُـدْسُ يَـا فَخْرِي وَ أَنْتِ حَبِيـبَـتِي
وَ مَـديـنَـتِـي وَ قَـضِـيَّـتِِـي وَ حِرَابُ

وَ سِـهَـامُ عِْـزٍّ أُطْـلِـقَـتْ لا تَـنْـثَـنِي
فِـيـهَا الـدِّمَـاءُ لِـوَاؤُنَــا وَ خِـضَــابُ

قَـدْ بَـارَكَ اللهُ الــبِــلادَ وَ حَـوْلَــهَـا
وَ الـنُّـورُ بَـيْــنَ شِـعَـابِـهَـا غَـــلابُ

يَـا قُُدْسُ يَـا مَسْرَى الحَبِيبِ لَِكِ الفِدَا
رَخُـصَـتْ لَـدَيْـكِ الـرُّوحُ وَ الأَطْـيَـابُ

كُـلُّ الـدُّرُوبِ إِلَـيْـكِ تَحْمِلُ خَـافِـقِي 
يَـا أَنْـتِ أَنْـتِ الـعُـمْـرُ وَ الأَحْـقَـابُ

كُـلُّ الـدُّرُوبُ بِـهَـا الحَـبِيبُ مُـسَـيَّـرٌ
مَـهْـمَـا اِنْـتَـأَىَ فَـإِلَـيْـكِ أَنْـتِ مَـآَبُ

عُـمُـرٌ أَتَــاكِ الـعِـزُّ فِــي أَكْـنَـافِــهِ
عَـهْـدُ الــوَفَــا قَـدْ وَثَّــقَ الْـكُـتَـابُ

بِـصَـلاحِ دِيـنِـكِ قَـدْ تَـزَيَّـنَتِ الـدُّنَـى
وَ الـسَّـيْـفُ حَـقٌ لَـمْ يَـزِغْ مُـرْتَــابُ

يَـا لِي وَ قَـلْبِي الحُبُّ يَحْـيَا هَـائِـمـاً
يَـا قِـبْـلَـتِي قَـدْ جَـلَّ فِـيكِ مُـصَـابُ

أَتَـفَـرُّقٌ وَ الأَسْـرُ يَـطـْوِي فَـرْحَـهَـا
أَيَـطِــيــبُ عَـيْـشٌ أَوْ يَـلَـذُّ شَــرَابُ

وَ الـجُـرْحُ دَامٍ وَ الـلَّـيَـالِي أَوْجَـفَـتْ
أَنَّــتْ لِـنَــزْفِ جِـرَاحِـهَــا الأَغْــرَابُ
ًً
يَـا مِـنْـحَـةً فِـي مِحْـنَـةٍ تَـمَّـتْ لَـنَـا
بِـشَـهَـادَةٍ وَ الـشَّـهْـدُ فِـيـكِ مُـذَابُ

وَ تَسَـارَعَ الأَبْـطَـالُ فِي نـَهْـجِ الفِـدَا
وَ تَـعَـاقَـبَـتْ بِـنِـدَائِـهَـا الْـخُـطَّــابُ

صُـبِّي كُـؤُوسَ العِـزِّ فَوْقَ رُبُـوعِـنَـا
نَـشـْـتَـاقُ عِـزَّكَ يَـلْـهَـجُ الـمِـحْـرَابُ

لا لَنْ تَـهُونِي قِـبْـلَـتِي طُوُلَ المَـدَى
" سُبْحَانَ مَنْ أَسْرَىَ " هُـنَـا تَـنْـسَابُ
========
عارف عاصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق