الْحَلْقةُ الأَولى : عِلْمُ الْعَرُوْضِ و بعضُ مصطلحاتِهِ .
الخميس ١٥ / ٤ / ٢٠٢١م
. مُقَدِّمَة .
. بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ .
و الْصَّلَاْةُ وَ الْسَّلَاْمُ عَلَىْ سَيِّدِنَاْ مُحَمَّدٍ وَ عَلَىْ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ .
▪قََبْلَ كلِّ شيءٍ لا بُدَّ مِنَ الْقَولِ : إِنَّ الْمَنْشُوْرَيْنِ الْأَوَّلَ
و الثَّانِيَ سَيَأْخُذَانِ مَنْحىً نَظَرِيَّاً لَنْ يَكونَ لِلْأَمْثِلَةِ فِيْهِ نصيْبٌ كبيرٌ .
و لكنْ عِنْدَما ننْتهي مِنَ المُقَدِّماتِ فَلَسَوْفَ يَكوْنُ الْعَمَلُ ذَاْ مَنْحَىً تَطبيْقيٍّ يَعتَمِدُ على قِلَّةِ الْمَعلُوْماْتِ النَّظَرِيَّةِ لِصَاْلِحِ التَّطبِيْقِ الْعَمَلِيِّ .
و لا بُدَّ مِنَ الإِشارةِ إِلَى جانِبٍ آخَرَ و هُوَ تَجَنُّبُ الدُّخُولِ في الخِلاْفاتِ ، و كَذلِكَ تجنُّبُ التَّطوِيْلِ الْمُمِلِّ و الْإِيجازِ الْمُخِلِّ .
أُضيفُ إلى ذلكَ أنّني سأحاولُ أنْ أكونَ أمْيَلَ إلى الأخْذِ بما هوَ عمليٌّ في هذا العلمِ مُعرِضاً عنْ بعضِ الجوانبِ النّظريّةِ البحتةِ الّتي تهمُّ صاحبَ الاختصاصِ أكثرَ ممّا تهمُّ الشّاعرَ ،
و سيتّضحُ ذلكَ بإذنِ اللهِ تعالى عندَ دراستِنا بعضَ البحورِ .
▪العَروضُ : كلمةٌ مؤنّثةٌ تعني ميزانَ الشِّعرِ .
و علْمُ العَروضِ هوَ العِلْمُ الخاصُّ بِمعرفَةِ أوزانِ الشّعرِ و ما يعتَرِيْها مِنْ تغْييراتٍ .
و واضِعُهُ الخَليلُ بْنُ أحمدَ الفَرَاْهِيدِيُّ ( ١٠٠ - ١٧٥ للهجرة ) و هوَ أُسْتاذُ سِيبَوَيْهِ في النّحوِ ، و صاحِبُ مُعجَمِ ( العَيْنِ ).
و قَدِ اخْتُلِفَ في سببِ تسْميتِهِ ( العَرُوْض ) ، و لعلَّ أقْرَبَها إلى الصَّوابِ أنَّ الشِّعرَ يُعرَضُ على هذا العِلْمِ فَيُعرَفُ صَحيحُهُ من مكسورِهِ .
▪مُصطَلَحَاْتٌ عَرُوْضِيَّةٌ :
- البحرُ : سُمِّيَ البحرُ بحراً لِأَنَّهُ يُوْزَنُ بِهِ ماْ لا يتناهى مِنَ الشِّعرِ ، و البحرُ في القصِيدةِ بمَثابَةِ الْمَقامِ الموسيقيِّ في الأُغْنيةِ ، فَكَمَاْ أَنَّ هناكَ مقاماتٍ كالْعَجَمِ و الْبَيَاتِ و الرَّسْتِ
و غيرِها فإنَّ هُنَاْكَ بُحُوراً كالطّويل و البسيطِ و الكاملِ
و غيرِها .
- البيتُ الواحدُ يُطلَقُ عليهِ اسمُ ( اليتيم ) .
- الْبَيتانِ أوِ الثَّلاثَةُ ( نُتْفَة ).
- أَربعةُ الأَبْياتِ أَوِ الْخَمْسَةُ أَوِ السِّتَّةُ ( قِطعَة ) .
- أمّا القصيدةُ فهيَ مَاْ كانَتْ سبْعةَ أَبياْتٍ فَأَكْثَرَ .
- يَتَأَلَّفُ البيتُ مِنْ شَطرَيْنِ ، يُسَمَّى الشَّطرُ الأَوَّلُ صَدرَاً
و الثَّانِي عَجُزَاً .
- التَّفْعِيلَةُ الْأَخِيرَةُ في الصَّدرِ تُسمَّى الْعَرُوْض ، و في الْعَجُزِ تُسَمَّى الضَّرب .
أَمَّاْ بَاقِي التَّفْعِيْلاتِ في الشَّطرَيْنِ فَتُسمَّى الحشْو .
- قَد تَأْتِي كَلِمَةٌ يَكُوْنُ بَعضُهَا في الصّدْرِ وَ بَعضُها الآخَرُ في العَجُزِ ، وَ فِيْ هَذِهِ الْحَاْلَةِ يُسَمَّى الْبَيْتُ ( مُدرَجَاً ) أَوْ ( مُدَوَّراً ) أَوْ ( مُداخَلاً ) .
- الرَّوِيُّ : هوَ الْحَرفُ الَّذِي تُبنَى عَلَيْهِ الْقَصِيْدَةُ ، فَنَقُوْلُ : قَصِيْدَةٌ مِيْميَّةٌ أَوْ دَاْلِيَّةٌ أَوْ رَاْئيَّةٌ أوْ . . . إلى آخِرِهِ .
- الْقَافِيَةُ : نُؤَجِّلُ الحَدِيْثَ فِيها إِلى حِينِهِ إِنْ شَاْءَ اللهُ .
........................................
عبد السلام كنعان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق