الجمعة، 16 أبريل 2021

لغتنا الجميلة في العروض و القافية البحث الخامس //الاقعاد و التخميع ((( أستاذ خالد خبازة )))

 لغتنا الجميلة 

في العروض و القافية 

البحث الخامس 

الاقعاد و التخميع 

موضوع لم يبحثه احد من قبل .. و ارتأيت اعادة نشره ثانية للاسبوع الثاني بعد التوسع قليلا في موضوع الاقعاد لأهميته مستعيينا بعدد من كتب التراث ذات الموضوع منها " العمدة في محاسن الشعر " لابن رشيق .. و كتاب  " القوافي " لأبي يعلى التنوخي .

و كنا تحدثنا  في البحوث الأربعة الماضية  عن القافية و تسميتها و أنواعها  و بأي حرف تبدا و كيف تنتهي ي في البيت الشعري 

و تكملة لموضوع القافية نبحث اليوم في :

الاقعــــاد : 

و هو الدخول   في العروض من غير تقفية و لا تصريع  .. يوهم السامع بأن الشاعر يأتي بالنصف الثاني موافقا للنصف الأول .. و لكنه يأتي به بخلاف ذلك .

كقول النابغة :

جزى الله عبسا .. عبس أل بغيض      جزاء الكلاب العاويات .. و قد فعل

فيظن سامع النصف الأول لأول وهلة ..أن الشاعر سيأتي بالبيت مصرعا.. فيأتي في ضربه كما في عروضه  .. فاذا به يأتي به مقيدا .. فعروض البيت على وزن فعولن .. و هذا لا يكون في الطويل .. الا أن يكون مصرعا .

و الضرب مفاعلن .. لا يكون الا في ثاني الطويل .لأن  العروض في هذا البيت .. فعولن .. لا يكون الا في الثالث اذا كان مصرعا . و الضرب .. مفاعلن .. لا يكون الا في ثانيه .. و مثله :

اذا ما اتصلتُ قلت يال تميم ... و اين تميمي من محلة أهوَدا

و منه قـول ابن أبي ربيعة :

دمية عند راهب قسيسٍ ... صوروها في جانب المحراب 

فها من الخفيف  و فيه تشعيث في العروض .. و هو رد فاعلاتن .. الى مفعولن .. و هذا لا يحسن الا في التصريع .

و ايضا من الخفيف :

أسدٌ في اللقاء ذو اشبالِ... و ربيعٌ ان شعَّبت غبراءُ

و مثله من الطويل لعامر بن جوين :

خليلي كم بالربع من ملكاتٍ ... و كم بالصعيد من هجان مؤبّله

و من الكامل  قول حميد بن ثور :

اني كبرت و ان كل كبير ... مما يُظن به يمل و يفتر

و هذا عند الخليل .. اقعاد .. و عند عبيد و ابي عبيدة .. اقواء .


من  كتاب العمدة .. لابن رشيق

و من التزحيف في الأوساط الاقعاد ..  و هو أن تذهب نون .. متفاعلن .. أو .. مستفعلن .. في عروض الضرب الثاني من الكامل .. و تسكن اللام فيصير عروضه كضربه .. فعلاتن .. أو .. مفعولن .. كما قال الشاعر :

أفبعد مقتل مالك بن زهير ... ترجو النساء عواقب الأطهار 

ف جاء هذا على معنى التصريع .. و ليس به .. فهو عيب .. و أقبح منه قول الآخر :

اني كبرت و ان كل كبير ... مما يضن به علي و يقتر

لأنه أتى بالعروض دون الضرب بحرف .. 

وزعم ابن سلام الجمحي صاحب كتاب " طبقات فحول الشعراء " ان الاقعاد لا يجوز لمولد .


 و أما التخميـــــع :

فهو أن يخلي الشاعر عروض البيت من التصريع و التقفية .. و يدرج الكلام ، فيكون وقوفه على القافية . و قد استعمل ذلك العرب قدماؤهم و المحدثون .

قال الشنفرى :

أقيموا بني أمي صدور مطيكم        قاني الى قوم ســـــواكم لأميــل

و قال متمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك

لعمري و ما دهري بتأبين مالك      و لا جزعا مما أصاب فأوجعـــا

و هذا كثير جدا . و سمي تخميعا ، مأخوذا من الخماع ، الذي هو العرج 

و قد أجاز بعضهم الوقوف في نصف البيت على الحرف المشدد بالتخفيف . و ان لم يكن فيه تصريع .. اقتداء على الوقوف على المشدد في القافية .. لأن الأنصاف تحمل ما تحتمله الأواخر 

و مثال هذا قول القائل :

ان فعل الخير أحرى و أسدْ      و على الانسان اصلاح العمل

و هو ضرورة قبيحة .

فأما الوقوف على الحرف المشدد .. اذا كان في ضرب البيت .. فالصواب فيه .. أن يوقف عليه بالتخفيف . . الا ما كان من المترادف .. و دخل عليه الاصمات و التقى فيهي حرفان مثلان .. فانه لو قال : 

ان يحصن اليوم ماءُ يُحصنّْ

لكان الصواب الوقوف عليه بالتشديد .


و سنكمل  باقي موضوع القافية  ان شاء الله في بحوث قادمة .

..................

خالد ع  . خبازة

اللاذقية / سورية

الراجع : "  العمدة "  لابن رشيق .. و " القوافي " لأبي يعلى التنوخي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق