الدّرسُ الثَّاْنِيْ : مَبَاْدِئُ التَّقْطِيْعِ الْعَرُوْضِيِّ .
- السّبت ١٧ / ٤ / ٢٠٢١ م
. .
. بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ .
و الْصَّلَاْةُ وَ الْسَّلَاْمُ عَلَىْ سَيِّدِنَاْ مُحَمَّدٍ وَ عَلَىْ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ .
▪لا بُدَّ في الْبِدَايةِ مِنْ بيانِ أنْواعِ الْكتابَةِ في اللُّغَةِ الْعَربيَّةِ .
للكتابةِ في اللُّغةِ العربيّةِ ثلاثةُ أنواعٍ :
١- الكتابةُ الاصطلاحيّةُ الّتي يكتبُها النّاسُ في حياتِهِمُ الْيوميَّةِ ، و يطبعونَ بها كُتُبَهمْ ، و يتراسلونَ بها ، و لها قواعدُ مبسوطةٌ في كُتُبِ الإمْلاءِ .
٢- الرّسْمُ الْقُرآنيُّ : و هوَ نوعٌ منَ الْكتابةِ مُسْتَقِلٌّ بذاتِهِ ،
و يُدرَسُ هذا النّوعُ مِنَ الْكتابةِ في ( علوم القرآن الكريم ).
٣- الكتابةُ العَرُوضِيَّةُ : و هيَ نوعٌ مِنَ الْكتابَةِ يعتمِدُ ما هوَ ملْفوظٌ فقطْ ، و هيَ ذاتُ طابعٍ موسيقيٍّ لِأَنَّ العَرُوضَ هو موسيقا الشِّعرِ .
▪ مَبادِئُ الكتابةِ العَرُوْضِيَّةِ : الْمبدَأُ الْعامُّ لِلْكِتاْبَةِ العَرُوْضيَّةِ أنْ نكتُبَ ما.نلْفِظُهُ فقطْ ، و تفْصِيلُ ذلكَ في قواعدَ منها :
- التّنْوِيْنُ في الكتاْبةِ العَرُوْضِيَّةِ يُصبِحُ نوناً ساكنةً ، و مثالُ ذلكَ :
بَيتٌ : تُصبحُ بَيْتُنْ
بيتاً : تصبحُ بَيْتَنْ
بيتٍ : تصبحُ بَيْتِنْ .
- الألفُ الّتيْ تُلْفَظُ و لا تُكتَبُ ( هذا ، لكنْ ) نكْتُبُها عَروضيّاً ، فَتُصبِحُ : هَاْذَاْ ، لَاْكِنْ .
- ألِفُ ( مِاْئة ) ، و ألِفُ التَّفريقِ بعدَ واوِ الجَمَاعةِ كما في كلمةِ " جَلَسُوْا " لا تُكْتَبُ عَرُوْضِيَّاً لأنَّها لا تُلْفَظُ ، فتصبحُ هاتانِ الْكَلِمتانِ : مِئة ، جَلَسُوْ .
- واوُ " عَمْرو " تُحذَفُ في الكتابَةِ العَرُوْضِيَّةِ لأنَّها لا تُلْفَظُ ، فتُصبحُ : عَمْر .
- همزةُ الوصلِ تُحذَفُ إذا سَبَقَها كلامٌ ، وَ مِثالُ ذلكَ :
وَ انْطَلَقُوْا : وَ نْطَلَقُوْ .
أَمَّا إذا جاءَتْ في أوَّلِ الْكَلامِ فتُصبِحُ هَمْزَةَ قَطعٍ ، و مِثالُ ذلكَ : الخيلُ و اللَّيلُ و .....
تُصبِحُ : أَلْخَيْلُ .....
- الحرفُ الْمُضعَّفُ ( المُشدَّدُ ) يُصبِحُ حرفَينِ الأوّلُ ساكنٌ
و الثّانيْ مُتَحَرِّكٌ ، و مثالُهُ :
شَدَّ : تُصبحُ : شَدْدَ ، و هكذا .
- الْحرفُ المتحرّكُ في نهايةِ البيتِ يُشبَعُ بحرفِ مدٍّ مِنْ جنسِ حركتِهِ ، و مثالُهُ :
وَالنَّفْسُ رَاْغِبَةٌ إِذَاْ رَغَّبْتَها
وَإِذَا تُرَدُّ إلَى قَلِيْلٍ تَقْنَعُ
الكلمةُ الأخيرةُ ( تَقْنَعُ ) تُكْتَبُ على النَّحوِ الآتي : تَقْنَعُوْ .
جاءَتْ بعدَ الْعَيْنِ واوٌ بسببِ الضّمَّةِ ، و لو كانَتِ الْعَينُ مكسورةً لَجاءَتْ بعدَها ياءٌ ، كقولِ طَرَفةَ :
و يأتيْكَ بالْأَخْبَاْرِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ : تُزَوْوِدِيْ .
- الهاءُ في كلمةِ ( هذهِ ) تُشْبَعُ بياءٍ فتُصبِحُ : هَاْذِهِيْ .
- الْهمْزةُ الممْدودةُ كما في كلمةِ ( آدم ) تُكْتَبُ همْزةً مفتوحةً بعدَها ألِفٌ ساكِنةٌ ، فتُصبِحُ : أَاْدم .
- ميمُ الجمْعِ الْمَضمومةُ تُشبَعُ بالواوِ ، و مثالُهُ كلمةُ ( هُمُ ) فإنّها تُصبحُ في الكتابةِ العَرُوْضِيَّةِ ( هُمُوْ ) .
و كذلكَ إذا كانَتْ هذهِ الْمِيْمُ مكْسورةً كما في كلمةِ ( بِهِمِ ) فإنّها تُصبحُ ( بِهِمِيْ ) .
- هاءُ الْكِنايةِ ( هاءُ الضّميرِ ) تُشبَعُ وجوباً إذا وقعَتْ بينَ حرفَيْنِ مُتحرِّكَيْنِ كما في كلمةِ ( أَذْكُرُهُ لَكَ ) فإنّها تُكْتَبُ ( أَذْكُرُهُوْ لك ) ، فإذا جاءَ قبلَها حرفٌ ساكنٌ و بعدَها مُتحرّكٌ فيجوزُ الإشباعُ و عدمُهُ ، و سوف يتّضحُ ذلكَ في التّقطيعِ إنْ شاءَ اللهُ تعالى .
▪ملاحظةٌ حَوْلَ كلمةِ ( مِئة ) :
العددُ 100 يُكتَبُ على شكلَيْنِ :
مِئَة : و هذا الشَّكلُ متّفقٌ معَ الكتابةِ الْعَرُوضيّةِ و لا إشكالَ فيْهِ .
أمّا الشّكْلُ الثّانيْ فهوَ ( مِاْئة ) و الألفُ فيهِ لا تُلفَظُ ، و أمّا لفظُ بعضِ النّاسِ لها فلا وجْهَ لهُ ، و هوَ مِنَ الْأخطاءِ الشَّائعةِ بينَ النّاسِ .
▪و ليسَتِ الغايةُ من ذكْرِ القواعدِ السّابقةِ أنْ نستغرقَ جميعَ ما هو متعلّقٌ بالكتابةِ العروضيّةِ إذِ المُعَوَّل عليه مراعاةُ ما هو ملفوظٌ .
عبد السّلام كنعان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق