الاثنين، 5 أبريل 2021

الحياة لعبة // بقلم الشاعر الكبير /عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين

 الــــــــحــــــــيـــــــاة لُــــــــعـــــــبـــــــه


==============


مــــا بــــالُ اقــــوامٍ تَـصـيـحُ وتـنـعِـقُ .

نَـــفــسٌ تُـــراودُهــا وقــلــبٌ يــخـفـقُ.

تــاهــت بــأروقــة الــحـيـاةِ ولــهـوِهـا.

وبــــكـــل تـــيّـــارٍ تــــــراءى تُـــحـــدِق

ولِـــكــلّ مـــأفــونٍ تَــنــافَـشَ ريــشُــه.

رفَـــعَــت يَــدَيــهـا بـالـمـديـح تُــصَـفِّـق

أنـــت الـــذي يــومـاً سَـتُـسـألُ دونَـهـم

لا تَــســمَــعَــنّ لِــــكــــلّ داعٍ يَـــنـــهَــقُ

وطِّــــن أمــــورَك كُــــن بِــهــا مُــتَـفـرّداً

والــــرأي رأيـــكُ مـــا تــقـولُ وتـنـطِـقُ

شــــــاور لــبــيـبـاً إن أردت نَــصــيـحـةً

فــالــحـرُّ يــســمَـعُ غَـــيــرَهُ و يُــحَـقِّـق

إنّــــي رأيـــتُ عــلـى الـلـبـيبِ مَـهـابـةً.

تـــاجــاً عــلــيـه يــكــادُ مــنـهـا يُــبــرِقُ

ورأيـــتُ فـــي وَجـــه الـسَّـفـيهِ كــآبـةً.

تُــرديــهِ فـــي بــحـرِ الــهـوانِ فـيَـغـرَق

ويـسـيـرُ كـالـمـلهوفِ يـطـلـبُ سٌـمـعـةً.

يـــســعــى لـــهـــا لــكــنَــه يَــتــزَحـلـقُ

هــــذي الــحـيـاةُ كـلـعـبَـةٍ نــلـهـو بــهــا

طَــــوراً نــفــوزُ بــهــا وطـــوراً نُـخـفِـق

وهــــي الــسّـرابُ نـــراه فـــي بَـيـدائـنا

وهـــــي الـــتــي بــغُـرورِهـا تـتـمـنـطَق

لـــكــنّــهــا دارُ الـــفـــنـــاء بــطــبــعِـهـا.

ولـــكــلّ طــــاغٍ تــــاهَ فــيـهـا تَــحــرِق

فـاتـبَـع سـبـيـلَ الـحـقّ واسـلُـك دَربَــه.

فــالـعـقـلُ نـــــورُ والــهـدايـةُ مَــنـطِـقُ.

والـــديــنُ عـــهــدٌ لــلـكِـرامِ ومَــنــزلٌ .

فــــي كــــلّ قــلــبٍ بـالـهـداية يُــشـرِق

لا يــنــفــعـنّـك صــــاحـــبٌ مُـــتَــلــوّنٌ

ســيــفـرّ عـــنــكَ كــمــا يــفــرّ الـلّـقـلَـق

وإذا رأيــــتَ الـجـمـعَ فــاحـذر دربَــهـم

مـــــا كـــــلُّ دربٍ ربـــحُــه يــتـحـقـق .

لا تــتــبـع الــغـوغـاء فــــي دَرَكــاتِـهـم.

لا بـــــدّ بــعــد الــجَـمـع أن يَـتَـفـرّقـوا.

الـــحـــقّ يُــــــدرَكُ إن أردت حــقـيـقَـةً

والــبـاطـلُ الــمـزعـومُ حــتـمـا يُــزهــق

جــرّبــتُ أصــــدافَ الــحـيـاةِ ودُرَّهـــا.

فــوجـدتُـهـا مــثــلَ الــعَــروس تُــنَـمّـق

وتـــغــرُّ مَـــــن الــقَـتـه بــيــنَ حِـبـالِـهـا

وتَــضــرّ مَــــن فــــي حُــبِّـهـا يَـتـشَـدَق

فــاخـتـر لـنـفـسـك لـلـنـجـاةِ مـسـالـكـاً.

فـــغــداً بــجــنّـاتِ الــخــلـودِ تُــحــلٍـق.

________________

عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق